‫‪56587‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫‪I‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ Strengthening Agricultural Extension and Advisory Systems: Procedures for Assessing, Transforming, and Evaluating Extension Systems Copyright 2010 by International Bank for Reconstruction and Development / The World Bank Burton E. Swanson Riikka Rajalahti : ‫تقوية االرشاد الزراعي واخلدمات االستشارية‬ ‫اجراءات لتحديد وحتويل وتقييم نظم االرشاد‬ : ‫ترجمة‬ ‫ يسرى ابراهيم املوسى‬. ‫ كمال احمد الرحاحلة م‬. ‫ جمال محمد الرشيدات م‬.‫د‬ :‫التدقيق اللغوي‬ ‫ امني شمس الدين الشيشاني‬. ‫د‬ 2014 II ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫ اجراءات لتحديد وحتويل وتقييم نظم‬: ‫تقوية االرشاد الزراعي واخلدمات االستشارية‬ ‫االرشاد‬ ‫ جمال محمد الرشيدات‬.‫ د‬: ‫ترجمة‬ ‫ كمال احمد الرحاحلة‬. ‫ م‬: ‫ يسرى ابراهيم املوسى‬. ‫ م‬: ‫ امني شمس الدين الشيشاني‬. ‫ د‬: ‫التدقيق اللغوي‬ Strengthening Agricultural Extension and Advisory Systems: Procedures for Assessing, Transforming, and Evaluating Extension Systems Copyright  2010 by International Bank for Reconstruction and Development / The World Bank Burton E. Swanson Riikka Rajalahti : ‫تقوية االرشاد الزراعي واخلدمات االستشارية‬ ‫اجراءات لتحديد وحتويل وتقييم نظم االرشاد‬ Copyright 2014  by International Bank for Reconstruction and Development / The World Bank ‫جميع حقوق الطبع محفوظة للبنك الدولي‬ This work was originally published by The World Bank in English as Strengthening Agricultural Extension and Advisory Systems: Procedures for Assessing, Transforming, and Evaluating Extension Systems in 2010. This Arabic translation was arranged by Jordan Press and Publishing Company. Jordan Press and Publishing Company is responsible for the quality of the translation. In case of any discrepancies, the original language will govern. ‫النسخة االصلية من هذا العمل نشرت من قبل البنك الدولي باللغة االجنليزية‬ ‫بعنوان‬ : ‫تقوية االرشاد الزراعي واخلدمات االستشارية‬ ‫اجراءات لتحديد وحتويل وتقييم نظم االرشاد‬ III ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫هذه النسخة العربية متت بالتنسيق مع الشركة االردنية للطباعة والنشر‪.‬‬ ‫الشركة مسؤولة عن جودة الترجمة وفي حال وجود اختالف في الترجمة‪ ،‬فان‬ ‫النسخة االصلية هي الفصل‬ ‫‪The findings, interpretations, and conclusions expressed in this work do not necessarily reflect the‬‬ ‫‪views of The World Bank, its Board of Executive Directors, or the governments they represent.‬‬ ‫النتائج والتحليالت واالستنتاجات املعبرعنها في هذا العمل ال تعكس بالضرورة‬ ‫وجهات نظر البنك الدولي‬ ‫وال مجلس مدراءه التنفيذي او احلكومات التي ميثلوها‬ ‫‪The World Bank does not guarantee the accuracy of the data included in this work. The boundaries,‬‬ ‫‪colors, denominations, and other information shown on any map in this work do not imply any‬‬ ‫‪judgment on the part of The World Bank concerning the legal status of any territory or the endorsement‬‬ ‫‪or acceptance of such boundaries.‬‬ ‫البنك الدولي ال يضمن دقة املعلومات التي يحتويها هذا العمل ‪ .‬احلدود وااللوان‬ ‫ونسب التقريب وغيرها من املعلومات املبينة على اي خريطة في هذا العمل ال متثل‬ ‫اي قرار او صفة للبنك الدولي فيما يخص الوضع القانوني الي منطقة وال متثل اي‬ ‫حتويل او إقرار او موافقة ملثل هذه احلدود‪.‬‬ ‫رقم االيداع لدى دائرة املكتبة الوطنية ‪2014 / 12/ 5683‬‬ ‫‪This work was registered at the National Library in Jordan under Ref. no. 5683 / 12 / 2014‬‬ ‫‪IV‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫رقم الصفحة‬ ‫احملتويات‬ ‫‪XII‬‬ ‫قائمة اجلداول‬ ‫‪XIII‬‬ ‫قائمة االشكال‬ ‫‪XIV‬‬ ‫قائمة باملربعات‬ ‫‪XV‬‬ ‫من املترجمني‬ ‫‪XVII‬‬ ‫املقدمة‬ ‫الفصل االول ‪ :‬ظهور وتطور االرشاد الزراعي املتعدد والنظم االستشارية‬ ‫‪1‬‬ ‫نظرة عامة‬ ‫‪1‬‬ ‫اجلزء ‪ :1‬أصل وتطور اإلرشاد الزراعي والنظم االستشارية‬ ‫‪2‬‬ ‫أربعة مناذج رئيسية من االرشاد الزراعي‬ ‫‪7‬‬ ‫اجلزء ‪: 2‬تغييرأهداف التنمية الزراعية بالتزامن مع تغييرأهداف اإلرشاد‬ ‫‪8‬‬ ‫الهدف‪: 1 #‬حتقيق األمن الغذائي الوطني‬ ‫‪8‬‬ ‫الهدف‪ :2 #‬حتسني سبل املعيشة الريفية‬ ‫‪9‬‬ ‫الهدف‪ :3 #‬حتسني إدارة املوارد الطبيعية‬ ‫اجلزء ‪ :3‬العالقة بني أهداف التنمية الزراعية الوطنية وغايات ووظائف اإلرشاد‬ ‫‪11‬‬ ‫الزراعي اخملتلفة‬ ‫‪11‬‬ ‫الغاية ‪ :1 #‬نقل التكنولوجيا الزراعية اجلديدة لتحقيق األمن الغذائي الوطني‬ ‫‪13‬‬ ‫الغاية ‪ :2 #‬زيادة دخل املزارع وحتسني سبل العيش الريفية‬ ‫الغاية ‪ :3 #‬تنظيم أو متكني املزارعني من خالل البناء االجتماعي في اجملتمعات‬ ‫‪14‬‬ ‫الريفية‬ ‫‪15‬‬ ‫الغاية ‪ :4 #‬تدريب املزارعني على استخدام املوارد الطبيعية املستدامة‬ ‫‪15‬‬ ‫إدارة املمارسات‪.‬‬ ‫‪17‬‬ ‫اجلزء ‪ : 4‬مالحظات ختامية‬ ‫الفصل الثاني ‪ :‬نظرة عامة على مناذج ومناهج ارشادية مختلفة‬ ‫‪19‬‬ ‫نظرة عامة‬ ‫‪19‬‬ ‫اجلزء ‪ :1‬مناذج نقل التكنولوجيا‪.‬‬ ‫‪V‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫رقم الصفحة‬ ‫احملتويات‬ ‫‪19‬‬ ‫اإلرشاد الزراعي أو اخلدمات االستشارية التي تقوم بها وزارة الزراعة‪...‬‬ ‫‪20‬‬ ‫التدريب والزيارة اإلرشادية‬ ‫‪22‬‬ ‫اجلزء ‪ :2‬نهج اإلرشاد التشاركي‬ ‫‪22‬‬ ‫االستعراض الريفي لإلرشاد الزراعي‬ ‫‪22‬‬ ‫التنمية الريفية املتكاملة‬ ‫‪24‬‬ ‫املعوقات الرئيسية النشاء وايجاد نظم اضافية متكاملة للتنمية الريفية‬ ‫‪25‬‬ ‫املنظمات االرشادية القائمة على املزارعني‪.‬‬ ‫‪27‬‬ ‫اجلزء ‪ : 3‬نظم االرشاد التسويقي‬ ‫‪27‬‬ ‫اخلدمات االرشادية (االستشارية ) السلعية‬ ‫‪30‬‬ ‫االبتكارات (‪ , )Innovation‬نهج اإلرشاد التسويقي‪.‬‬ ‫‪34‬‬ ‫اجلزء ‪ :4‬التعليم غير الرسمي ‪ /‬النهج االرشادي‪.‬‬ ‫‪34‬‬ ‫مدارس املزارعني احلقلية‪.‬‬ ‫‪35‬‬ ‫االرشاد الزراعي اجلامعي‪.‬‬ ‫اجلزء ‪ : 5‬مالحظات ختامية – يجب على اإلرشاد أن يعمل كمؤسسات تدريسية‬ ‫‪36‬‬ ‫وتعليمه‬ ‫‪39‬‬ ‫الفصل الثالث ‪ :‬العمالء االساسيني اخملدومني من االرشاد الزراعي‬ ‫‪39‬‬ ‫نظرة عامة‬ ‫‪40‬‬ ‫اجلزء ‪ :1‬املزارعات والنساء الريفيات اللواتي ال متتلكن األراضي‬ ‫‪43‬‬ ‫اجلزء ‪ :2‬املزارعون الفقراء من ذوي احليازات الصغيرة والهامشية‬ ‫‪44‬‬ ‫اجلزء ‪ :3‬املزارعون أصحاب احليازات املتوسطة‬ ‫‪46‬‬ ‫اجلزء‪ :4‬املزارعون التجار‬ ‫‪47‬‬ ‫اجلزء ‪ : 5‬الشباب الريفي‬ ‫اجلزء ‪ : 6‬مالحظة ختامية ‪ --‬حاجة اإلرشاد والنظم االستشارية للتركيز على‬ ‫‪49‬‬ ‫االحتياجات احملددة والفرص السوقية خملتلف األسر الزراعية‬ ‫‪VI‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫رقم الصفحة‬ ‫احملتويات‬ ‫الفصل الرابع ‪ :‬السياسات املتعلقة بتطوير إرشاد زراعي ونظم استشارية أكثر‬ ‫تعددية‬ ‫‪52‬‬ ‫نظرة عامة‪....‬‬ ‫اجلزء ‪ :1‬مقارنة وحتليل دور كل من املنظمات العامة واخلاصة والغير حكومية في‬ ‫‪52‬‬ ‫تطوير ارشاد ونظم استشارية متعدده ومبتكره‬ ‫‪54‬‬ ‫السياسات املتعلقة بتحويل نظم اإلرشاد العام‬ ‫‪58‬‬ ‫اجلزء ‪ :2‬التحول من القطاع العام إلى القطاع اخلاص في نقل التكنولوجيا‬ ‫‪60‬‬ ‫اجلزء ‪ :3‬أمثلة على اخلدمات االستشارية التي يقودها القطاع اخلاص واملزارع‪.‬‬ ‫‪60‬‬ ‫اخلدمات الوطنية االستشارية الزراعية في أوغندا‬ ‫نظام االرشاد العام واملنظمات غير احلكومية‪ ،‬واإلرشاد الذي يديره القطاع اخلاص‬ ‫‪61‬‬ ‫في موزمبيق‬ ‫‪62‬‬ ‫اخلدمات االستشارية املمولة من املزارعني للمحاصيل التصديرية‬ ‫‪63‬‬ ‫اخلدمات اإلستشارية املدارة من القطاع اخلاص‪.‬‬ ‫‪66‬‬ ‫الشراكة بني القطاعني العام واخلاص لتحسني نقل التكنولوجيا‬ ‫اجلزء ‪ : 4‬هل ينبغي نقل األنشطة اإلرشادية التابعة للقطاع العام لشركات القطاع‬ ‫‪69‬‬ ‫اخلاص و‪ /‬أو اجملتمع املدني أو املنظمات غير احلكومية؟‬ ‫‪70‬‬ ‫جتربة امريكا الالتينية في خصخصة نظم اإلرشاد‬ ‫‪71‬‬ ‫املناهج البديلة لتمويل اإلرشاد الزراعي واخلدمات االستشارية‬ ‫‪73‬‬ ‫اجلزء ‪ : 5‬مالحظات ختامية‪ ،‬تطوير نظام إرشاد زراعي واستشاري تع ّ‬ ‫ددي‬ ‫الفصل اخلامس‪ :‬السياسات املتعلقة بتحويل االرشاد الى نظام ال مركزي‪ ،‬موجه‬ ‫من قبل املزارعني وحسب احتياجات السوق‬ ‫‪76‬‬ ‫نظرةعامة‬ ‫‪76‬‬ ‫اجلزء ‪ : 1‬الالمركزية – ابداع مؤسسي مطلوب‬ ‫‪78‬‬ ‫تعريف وشرح عوامل الالمركزية‬ ‫‪80‬‬ ‫العوامل املؤثرة على جناح الالمركزية‬ ‫‪VII‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫رقم الصفحة‬ ‫احملتويات‬ ‫اجلزء ‪ : 2‬التحول من نظام ارشادي يعتمد على نقل التكنولوجيا الى‬ ‫‪83‬‬ ‫نظام ارشادي يعتمد على متطلبات السوق‬ ‫‪87‬‬ ‫اجلزء ‪ : 3‬إنشاء القاعدة االجتماعية‪ :‬تنظيم مجموعات ومنظمات املزارعني‪.‬‬ ‫‪87‬‬ ‫اهمية تنظيم اجملموعات اخملتلفة للمنتجني‬ ‫‪93‬‬ ‫اجلزء ‪ : 4‬تطوير املوارد البشرية الالزمة للمساعدة في التنوع الزراعي‬ ‫‪94‬‬ ‫اجلزء ‪ :5‬توسيع خدمات اإلرشاد إلدارة املوارد الطبيعية واستدامتها‬ ‫‪96‬‬ ‫الدور املرتقب لالرشاد الزراعي في معاجلة موضوع ادارة املوارد الطبيعية‬ ‫اجلزء ‪ : 6‬مالحظات ختامية – تطوير نظم ارشادية وخدمات استشارية المركزية‬ ‫‪97‬‬ ‫وموجهه من املزارع واكثر اعتمادا على السوق‬ ‫الفصل السادس ‪:‬التحليل املؤسسي للهيئات العامة واخلاصة واملنظمات غير‬ ‫احلكومية التي تقدم اخلدمات اإلرشادية‬ ‫‪99‬‬ ‫نظرة عامة‬ ‫‪101‬‬ ‫اجلزء ‪ :1‬حتديد جميع املنظمات الرئيسة التي تقدم خدمات اإلرشاد الزراعي‬ ‫‪102‬‬ ‫اجلزء ‪ :2‬حتديد اخلصائص األساسية للمنظمات االرشادية‬ ‫‪102‬‬ ‫الهيكل االداري والقانوني ملؤسسات االرشاد الزراعي‬ ‫‪107‬‬ ‫وضع السياسات ‪ ،‬تخطيط البرامج واملسؤوليات االدارية االخرى‬ ‫‪109‬‬ ‫اجلزء ‪ : 3‬التقييم العددي والنوعي للموارد البشرية‬ ‫‪109‬‬ ‫املستوى التعليمي‪.‬‬ ‫‪110‬‬ ‫اخلبراء الفنيني واالداريني‬ ‫‪111‬‬ ‫النوع االجتماعي ‪Gender‬‬ ‫‪112‬‬ ‫احلاجة إلى إعادة هيكلة تنفيذ البرامج اإلرشادية‬ ‫‪112‬‬ ‫تنظيم وقت املرشدين الزراعيني واملوظفني االستشاريني‬ ‫‪113‬‬ ‫اجلزء ‪ :4‬مصادر وتوزيع واستدامة املوارد املالية‬ ‫‪114‬‬ ‫استدامة املوارد املالية‬ ‫‪VIII‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫رقم الصفحة‬ ‫احملتويات‬ ‫‪114‬‬ ‫مصدر ومستوى التمويل لكل مؤسسة ارشادية‬ ‫‪114‬‬ ‫تخصيص املوارد املالية‬ ‫‪117‬‬ ‫مالحظات ختامية حول متويل املؤسسات االرشادية العاملة‬ ‫‪118‬‬ ‫اجلزء ‪ :5‬تقييم العمالء (املستهدفني) وأساليب اإلرشاد املستعملة‬ ‫‪118‬‬ ‫طرق اإلرشاد واألنشطة‬ ‫‪119‬‬ ‫اجلزء ‪ :6‬تقييم موارد التنظيم والدعم‬ ‫‪119‬‬ ‫مركز تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت )‪(ICT‬‬ ‫‪120‬‬ ‫البنية التحتية ملركز املعلومات واالتصاالت‬ ‫‪121‬‬ ‫منشآت التدريب‬ ‫‪122‬‬ ‫وسائل املواصالت الرئيسة للكادراالرشادي‬ ‫‪123‬‬ ‫اجلزء ‪ : 7‬حتديد الروابط املؤسسية في النظام الزراعي االبداعي‬ ‫‪124‬‬ ‫اجلزء ‪ : 8‬حتديد نوع وعدد جمعيات املزارعني‬ ‫‪124‬‬ ‫اجلزء ‪ :9‬استخدام املعلومات في التخطيط االستراتيجي‬ ‫‪125‬‬ ‫اجلزء ‪ : 10‬مالحظات ختامية‬ ‫الفصل السابع‪ :‬حتويل نظم اإلرشاد الزراعي ‪ :‬دروس من الصني والهند‬ ‫‪127‬‬ ‫نظرة عامة‬ ‫اجلزء ‪ : 1‬مراجعة لبعض االستراتيجيات التي ميكن ان تساعد في حتويل النظم‬ ‫‪127‬‬ ‫االرشادية واالستشارية‬ ‫‪127‬‬ ‫مراجعة للمهام االساسية لالرشاد الزراعي‬ ‫‪131‬‬ ‫دعم مؤسسات االرشاد القائمة أو إنشاء منظمات جديدة‬ ‫‪133‬‬ ‫اجلزء ‪ : 2‬تغيير الهيكل اإلداري لالنظمة االرشادية الزراعية احلكومية‬ ‫‪134‬‬ ‫دمج نظم اإلدارات البحثية واالرشادية ضمن اطار تكاملي‬ ‫‪137‬‬ ‫معوقات تخصيص (توفير) التمويل من األعلى لألسفل‬ ‫‪139‬‬ ‫دمج نظام اإلرشاد الزراعي في الصني‬ ‫‪139‬‬ ‫اجلزء ‪ :3‬النهج املستخدمة في حتقيق الالمركزية في النظام االرشادي القائم‬ ‫‪139‬‬ ‫تطبيق الالمركزية في نظام اإلرشاد الزراعي في الصني‬ ‫‪IX‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫رقم الصفحة‬ ‫احملتويات‬ ‫‪143‬‬ ‫تطبيق الالمركزية في نظام اإلرشاد الزراعي في الهند‬ ‫‪145‬‬ ‫اجلزء ‪ : 4‬إجراءات لتطوير نظام االرشاد نحو املزيد من التشاركية‬ ‫إجراء البحث الريفي باملشاركة وتطويراستراتيجيات البحث واالرشاد الزراعي‬ ‫‪146‬‬ ‫النشاء برنامج تخطيط من االسفل لالعلى‬ ‫‪147‬‬ ‫تنظيم مجموعات املزارعني أو بناء رأس املال االجتماعي‬ ‫‪148‬‬ ‫إضفاء الطابع الرسمي على إجراءات التخطيط من أسفل إلى أعلى‬ ‫‪150‬‬ ‫اجلزء ‪ :5‬اإلجراءات في تطبيق نظام ارشادي يوجهه السوق‬ ‫‪152‬‬ ‫اجلزء ‪ :6‬تأثير الالمركزية على نظام االرشاد الذي يقوده املزارع ويوجهه السوق‬ ‫‪152‬‬ ‫اجلزء ‪ :7‬مالحظات ختامية‬ ‫الفصل الثامن ‪ :‬تعزيز نظم اإلرشاد الزراعي ‪ :‬خيارات وأولويات‬ ‫‪155‬‬ ‫نظرة عامة‬ ‫‪155‬‬ ‫اجلزء ‪ :1‬تعزيز املوارد البشرية التابعة للنظم االرشادية‬ ‫‪155‬‬ ‫زيادة القدرات التعليمية للمدراء واملتخصصني والكوادر االرشادية امليدانية‬ ‫‪157‬‬ ‫تعزيز املهارات الفنية واإلدارية ملوظفي االرشاد امليدانيني‬ ‫‪158‬‬ ‫تدريب املتخصصني ( ورمبا ملوظفي البحوث احمللية ) على االدارة واالمور الفنية‬ ‫‪163‬‬ ‫صياغة خطة تنمية املوارد البشرية لتعزيز نظام اإلرشاد‬ ‫‪163‬‬ ‫اجلزء ‪ :2‬تعزيز قدرة تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت (‪)ICT‬‬ ‫‪169‬‬ ‫اجلزء ‪ :3‬االستثمارات األخرى الالزمة لتعزيز نظم اإلرشاد الزراعي‬ ‫‪169‬‬ ‫االعمال املدنية‬ ‫‪170‬‬ ‫املعدات‬ ‫‪172‬‬ ‫املركبات‬ ‫‪172‬‬ ‫املساعدة التقنية‬ ‫‪174‬‬ ‫النفقات التشغيلية‬ ‫‪175‬‬ ‫اجلزء ‪ :4‬مالحظات ختامية‬ ‫‪X‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫رقم الصفحة‬ ‫احملتويات‬ ‫الفصل التاسع ‪ :‬اإلشراف ومراقبة وتقييم مشاريع اإلرشاد الزراعي‬ ‫‪177‬‬ ‫نظرة عامة‬ ‫‪178‬‬ ‫اجلزء ‪ : 1‬نظرة عامة على املراقبة والتقييم‬ ‫‪178‬‬ ‫دور املراقبة والتقييم في إدارة املشروع‬ ‫‪181‬‬ ‫اجلزء ‪ :2‬إجراء دراسات املعلومات األساسية على أصحاب املزارع‬ ‫‪181‬‬ ‫املوارد احلالية لألسر املعيشية‬ ‫‪182‬‬ ‫املستوى احلالي لإلنتاجية الزراعية‬ ‫‪183‬‬ ‫املستوى احلالي لعمليات تصنيف وتكثيف احملاصيل والثروة احليوانية‬ ‫‪183‬‬ ‫الوصول إلي السوق والنتائج‬ ‫‪183‬‬ ‫دخل املزرعة احلالي‬ ‫‪184‬‬ ‫العمالة الريفية‬ ‫‪184‬‬ ‫الوعي واملهارات والسلوكيات احلالية لفئات مختلفة من املزارعني‬ ‫‪185‬‬ ‫التقييم احلالي للمعيشة الريفية‬ ‫‪186‬‬ ‫إجراءات جمع وحتليل البيانات األساسية املوثوقة‬ ‫‪186‬‬ ‫اجلزء ‪ :3‬إجراء دراسات مرجعية ضرورية أخرى‬ ‫التقييم املرجعي‪ :‬عدد ونوع مجموعات املزارعني والنساء ومجموعات الشباب‬ ‫‪187‬‬ ‫الريفي‬ ‫‪188‬‬ ‫التقييم املرجعي ملزودي اخلدمات اإلستشارية وخدمات اإلرشاد الزراعي‬ ‫‪188‬‬ ‫البيانات املرجعية التنظيمية األخري‬ ‫‪189‬‬ ‫إجراءات تنفيذ الدراسات املرجعية‬ ‫‪189‬‬ ‫اجلزء ‪ :4‬مراقبة عملية تنفيذ املشروع من خالل إستخدام مؤشرات املدخالت‬ ‫‪192‬‬ ‫اجلزء ‪ :5‬تقييم حتسينات النظام عبر إستخدام مؤشرات اإلنتاج‬ ‫‪195‬‬ ‫اجلزء ‪ :6‬تقييم تأثيرات املشروع من خالل املؤشرات الرئيسة للمخرجات‬ ‫‪195‬‬ ‫مؤشرات التأثير‬ ‫‪200‬‬ ‫اجلزء‪ :7‬مالحظات ختامية‬ ‫‪XI‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫رقم الصفحة‬ ‫احملتويات‬ ‫امللحقات‬ ‫‪201‬‬ ‫امللحق ‪ 1‬اداة مسح ‪ :‬مقدمي اخلدمات االرشادية املتعددة‬ ‫‪201‬‬ ‫القسم ‪ : A‬معلومات عامة‬ ‫‪202‬‬ ‫القسم ‪ :B‬املوارد البشرية‬ ‫‪205‬‬ ‫القسم ‪ :C‬املصاريف املالية‬ ‫‪206‬‬ ‫القسم ‪: D‬النشاطات االرشادية‬ ‫‪209‬‬ ‫القسم ‪E‬ـ‪ :‬املصادر املؤسسية ‪ /‬خدمات الدعم‬ ‫‪212‬‬ ‫القسم ‪:F‬الشراكات والروابط املؤسسية‬ ‫‪212‬‬ ‫القسم ‪ : G‬منظمات املزارعني‬ ‫‪214‬‬ ‫امللحق ‪ 2‬تطبيق منهج الالمركزية والذي يقوده املزارع والسوق في االرشاد‬ ‫‪218‬‬ ‫املراجع‬ ‫‪227‬‬ ‫مصادر ومراجع اخرى‬ ‫‪231‬‬ ‫قاموس املصطلحات‬ ‫‪252‬‬ ‫مالحظات ختامية‬ ‫قائمة اجلداول‬ ‫‪114‬‬ ‫جدول ‪ 6.1‬مصادر التمويل للسنة املالية احلالية ‪ -‬مثال توضيحي‬ ‫جدول ‪ 6.2‬مستوى وتوزيع النفقات حسب الفئة للسنة املالية اجلديدة (انظر‬ ‫‪116‬‬ ‫السؤال ‪ 11‬في امللحق)‬ ‫‪131‬‬ ‫جدول ‪ 7.1‬العالقة بني اهداف التنمية الزراعية ومناهج االرشاد الزراعي‬ ‫قائمة االشكال‬ ‫الشكل ‪1.1‬املهام االساسية للخدمة اإلرشادية وجها لوجه الهداف التنمية‬ ‫‪10‬‬ ‫الزراعية الوطنية‬ ‫‪20‬‬ ‫الشكل ‪ 2.1‬نظام نقل التكنولوجيا التقليدي للمحاصيل االساسية‬ ‫الشكل ‪ 2.2‬الوظائف األساسية لنهج االرشاد التسويقي االبتكاري خالل فترات النمو‬ ‫‪31‬‬ ‫االقتصادي وتغير منط املستهلكني بالنسبة للمنتجات عالية القيمة‬ ‫‪XII‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫رقم الصفحة‬ ‫احملتويات‬ ‫الشكل ‪ 7.1‬النشاطات االرشادية التي تنفذها مختلف االدارات مبا فيها مراكز‬ ‫‪135‬‬ ‫العلوم الزراعية في كل منطقة‬ ‫الشكل ‪ 7.2‬دمج ( تكامل ) البرامج االرشادية على مستوى املناطق واملناطق‬ ‫‪136‬‬ ‫الفرعية‬ ‫‪138‬‬ ‫الشكل ‪ 7.3‬الالمركزية في إدارة وكالة التكنولوجيا الزراعية ( ‪ ) ATMA‬في الهند‬ ‫‪141‬‬ ‫الشكل ‪ 7.4‬الهيكل الزراعي‪ -‬الفني لنظام االرشاد الزراعي في الصني‬ ‫الشكل ‪ 7.5‬االجراءات التتنفيذية والتدريبية الدارة منوذج (‪ ) ATMA‬وكالة ادارة‬ ‫‪146‬‬ ‫التكنولوجيا الزراعية‬ ‫الشك��ل ‪ 7.6‬نظرة عامة على التخطيط االرشادي والوس��ائل التطبيقية ملساعدة‬ ‫‪150‬‬ ‫صغاراملزارعني واملزارعات لتحسني مستوى معيشتهم‬ ‫‪151‬‬ ‫الشكل ‪ 7.7‬خطوات تطوير النظام االرشادي املوجه من السوق‬ ‫‪177‬‬ ‫الشكل ‪ 9.1‬دورة املشروع‬ ‫‪214‬‬ ‫الشكل امللحق ‪ 2.1‬نظام النقل في منطقة باتنا‪ ،‬بيهار والهند‬ ‫‪215‬‬ ‫الشكل امللحق ‪ 2.2‬املناطق الزراعية البيئية في منطقة باتنا‪ ،‬بيهار والهند‬ ‫الشكل امللحق ‪ 2.3‬خارطة توضيحية النواع ومواقع مجموعات املزارعني ذات‬ ‫‪215‬‬ ‫املصلحة في االحياء اخملتلفة في منطقة باتنا ‪ ،‬بيهار والهند‬ ‫قائمة املربعات‬ ‫‪27‬‬ ‫املربع ‪ 2.1‬تشيلي‪ :‬تطور خدمات اإلرشاد التعاقدية‬ ‫‪,‬‬ ‫‪29‬‬ ‫املربع ‪ FUPRO s 2.2‬لدعم بحوث القطن واالنشطة االرشادية‬ ‫املربع ‪ 3.1‬قصة جناح ‪ :‬مجموعات نسائية تنتج االسماك لزيادة دخل اسرهن‬ ‫‪41‬‬ ‫ومشاريع متنوعة جديدة اخرى‬ ‫‪,‬‬ ‫املربع ‪ 3.2‬قصة جناح ‪ :‬نساء القبائل الفقيرة جدا تنتج شرانق دود القز من اجل‬ ‫‪42‬‬ ‫زيادة دخل االسرة مع احملافظة على الغابات القريبة‬ ‫املربع ‪ 3.3‬قصة جناح ‪ :‬املزارعون ذوي احليازات الصغيرة واملتوسطه ينتجون‬ ‫‪45‬‬ ‫ويسوقون زيت النعناع ومحاصيل عطرية اخرى‬ ‫‪XIII‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫رقم الصفحة‬ ‫احملتويات‬ ‫‪47‬‬ ‫املربع ‪ : 3.4‬قصة جناح ‪ :‬صغار املزارعني التجار تشكل شراكة النتاج وتصدير العنب‬ ‫املربع ‪:3.5‬قصة جناح ‪ :‬إشراك الشباب العاطل عن العمل في املناطق الريفية في‬ ‫‪48‬‬ ‫إنتاج الدواجن‬ ‫املربع ‪ :4.1‬تدريب جتار موردي مدخالت االنتاج لتحسني اخلدمات االستشارية‬ ‫‪67‬‬ ‫للمزارعني‬ ‫‪82‬‬ ‫املربع ‪ :5.1‬النظام الالمركزي املعتمد على متطلبات السوق في ماالوي‬ ‫‪84‬‬ ‫املربع ‪ :5.2‬ابتكارات في مواضيع االشجار االستوائية في السلفادور‬ ‫‪85‬‬ ‫املربع ‪ :5.3‬متابعة نظام ارشادي معتمد على توجهات السوق في زامبيا‬ ‫املربع ‪ :5.4‬من الوصفة التقليدية الى تقدمي االستشارات تغيير دور البحث واالرشاد‬ ‫‪89‬‬ ‫في تقوية دور املزارع في اتخاذ القرار في الكاميرون‬ ‫املربع ‪ :5.5‬االسترايجية االرشادية ( الدفع والسحب) في مكافحة حشرة استريجا‬ ‫‪95‬‬ ‫وحفار الساق في شرق افريقيا‬ ‫املربع ‪ :7.1‬األثر االقتصادي واالجتماعي لنموذج الـ ‪ ATMA‬في ‪ 28‬منطقة من‬ ‫‪153‬‬ ‫املشروع‬ ‫‪161‬‬ ‫املربع ‪ :8.1‬إعداد مجموعات املزارعني ودمجهم بنجاح مع األسواق‬ ‫‪164‬‬ ‫املربع ‪ La Voix du Paysan :8.2‬صحيفة صوت املزارع منبر من أجل سكان الريف‬ ‫‪166‬‬ ‫املربع ‪ YAYÇEP :8.3‬أو التعليم الريفي عن بعد في تركيا‬ ‫‪168‬‬ ‫املربع ‪ :eChoupal :8.4‬قصة جناح لتكنولوجيا املعلومات واالتصاالت (‪)ICT‬‬ ‫‪175‬‬ ‫املربع ‪ :8.5‬مشاهدات االرشاد احلقلية في إثيوبيا كوحدات مدرًة للدخل‬ ‫‪XIV‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫من المترجمين‬ ‫يعد االرشاد الزراعي االداة التطبيقية التي يعتمدها املهتمني واملعنيني بالقطاع‬ ‫الزراعي لتطوير وحتسني هذا القطاع ‪ ،‬اال ان هذه االداة لم يعد اعتمادها يقتصرعلى‬ ‫االهداف التقليدية كزيادة االنتاج وحتسينه كما ونوعا‪ ،‬بل تعداها الى ما هو اوسع من‬ ‫ذلك ليشمل محاور وعلوما اخرى متعددة مثل مواضيع البيئة والتغيرات املناخية‬ ‫واالنعكاسات االقتصادية والصحية على اجملتمعات احمللية‪ ،‬فضال عن معاجلة الظواهر‬ ‫االجتماعية اخملتلفة كالفقر والبطالة واجلرمية ‪.‬‬ ‫وقد ازدادت اهمية االرشاد الزراعي مع التطورات والتغيرات التي طرأت خالل‬ ‫السنوات االخيرة على الواقع االنساني بشكل عام من حيث االنفتاح العاملي الكبير‬ ‫الذي تشهده البشرية حاليا والذي اختزل العالم الى قرية صغيرة نتيجة التطور‬ ‫املتسارع لوسائل االعالم واالتصاالت ‪ ،‬وظهور تقنية االنترنت كإحدى اهم منجزات‬ ‫هذا القرن‪ .‬هذا باالضافة الى االتفاقات واملعاهدات الدولية التي تستوجب االلتزام‬ ‫بكل ما له من عالقة بدساتير ومواثيق هذه االتفاقيات ومواكبة بنودها وتعديالتها‬ ‫بشكل متواصل ‪.‬‬ ‫وتأتي اهمية اصدار مثل هذا الكتاب الذي بني ايدينا من حيث قدرته على استعراض‬ ‫جتارب وتطبيقات االساليب واالمناط االرشاديه في القطاع الزراعي لدى عدد كبير من‬ ‫الدول واجملتمعات الزراعية بحيث يثري املكتبة العلمية الزراعية بكل ما يتناوله من‬ ‫مواضيع ووجهات نظر متباينة يتم تطبيقها لدى تلك الدول والتي ترمي في نهايتها‬ ‫الى حتقيق اهداف التنمية الزراعية املستدامة املتوخاه ‪.‬‬ ‫كما يركز الكتاب على إبراز اسس تنظيم وتنفيذ االرشاد الزراعي الفعال الذي‬ ‫يسعى الى توعية وتثقيف وتنظيم الفئات املستهدفة بشكل جماعي متسق‬ ‫فضال عن تعريف تلك الفئات بالفرص املتاحة في السوق واستراتيجيات ادارة القطاع‬ ‫الزراعي وآلية استثمار مشاريعه اخملتلفة والتي تعمل على حتسني املستوى املعيشي‬ ‫لالسرة الريفية‪.‬‬ ‫اضافة لكل ما سبق‪ ،‬فالكتاب يدعو الى تشجيع الشراكة ما بني القطاعني‬ ‫العام واخلاص وذلك من خالل القاءه الضوء على اهم االجنازات التي مت حتقيقها في‬ ‫العديد من الدول وباالخص الفقيرة منها والتي كان لها انعكاس ايجابي على القطاع‬ ‫‪XV‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫الزراعي بشكل عام واالرشاد الزراعي بشكل خاص ‪ ،‬بحيث مت ذلك بالتوافق مع ظروفها‬ ‫االقتصادية واالجتماعية وحتى الثقافية فضال عن االخذ بعني االعتبار امكانيات‬ ‫شعوبها التعليمية والعلمية والعملية‪ .‬وقد ساهمت هذه التطورات بشكل كبير‬ ‫في زيادة وحتسني االنتاج الزراعي وصوال الى االكتفاء الذاتي‪ ،‬ثم تعدي هذه املرحلة‬ ‫بحيث تصبح من الدول املصدرة للمواد واملنتجات الزراعية والغذائية ‪.‬‬ ‫والشك ان جتارب بعض الدول املعنية ‪ ،‬وقصص جناحها املتعددة في القطاع الزراعي‬ ‫تسببت في وصولها الى مواقع متقدمة على هذا الصعيد ‪ ،‬مما دعا الى دراسة‬ ‫ومتحيص هذه التجارب واختيار املفيد منها وتكييفه والبناء عليه وتطويعه مبا يتوافق‬ ‫مع ظروف ومعطيات كل دوله ومجتمع على حدى‪ .‬وقد جتلى هذا التقدم والنجاح في‬ ‫كل من الصني ‪ ،‬الهند ‪ ،‬تايلند ‪ ،‬كوريا ‪ ،‬فيتنام الفلبني ‪ ،‬اندونيسيا والبرازيل حيث‬ ‫كانت تلك الدول هي الرائدة في هذا اجملال واستطاعت بامتياز تطويع التكنولوجيا‬ ‫واعتماد النماذج االرشادية املناسبة لظروفها وامكانياتها‪.‬‬ ‫ويعود اختيارنا لهذا الكتاب وترجمته وتقدميه للمواطن واملزارع العربي بسبب‬ ‫ما ينطوي عليه من اهميه وقيمة علمية وفنية تظهر مرونة ودور االرشاد الزراعي‬ ‫في النهوض بالقطاع الزراعي وحتقيق االمن الغذائي واحملافظة على استدامة املوارد‬ ‫الطبيعية ‪ ،‬فضال عن تطويع انظمته وبرامجه مبا يتناسب مع االمكانيات واالحتياجات‬ ‫املتاحة في الدول املعنية ‪ ،‬املني ان تلقى هذه التجارب االهتمام والتطوير والتنفيذ‬ ‫‪ .‬كما ونأمل ان يصبح االرشاد مؤسسة متعددة االوجه واملهام بحيث يركز على‬ ‫االولويات واالحتياجات اخملتلفة والفرص املتاحة ويكون املرشد وسيطا للمعرفة‬ ‫للفئات املستهدفة في دولنا العربية والتي هي بامس احلاجة لتطوير القطاع الزراعي‬ ‫والوصول الى االكتفاء الذاتي وحتقيق االمن الغذائي واستدامة املوارد الطبيعة بعد ان‬ ‫اصبح يستورد اكثر من ثالثة ارباع احتياجاته الغذائية‪.‬‬ ‫ونرجو اهلل ان نكون قد وفقنا اوال في اختيار الكتاب وثانيا في الترجمة الى القارئ‬ ‫العربي سواء كان واضعي السياسات واصحاب القرار من املهندسني الزراعيني و‬ ‫املرشدين والباحثني واالقتصاديني وخبراء التغذية والعلوم االجتماعية والبيئية‬ ‫واالنسانية ‪ ،‬املني ان تعم الفائدة على اجلميع‪.‬‬ ‫ختاما ‪ ...‬ال يسعنا إال ان نتقدم بالشكر واإلمتنان لكل من ساهم معنا في اجناز هذا‬ ‫العمل‬ ‫‪XVI‬‬ ‫واهلل ولي التوفيق‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫المقدمة‬ ‫إجراءات تقييم وتحويل نظم اإلرشاد‬ ‫الغرض من هذا الكتاب هو تقدمي معلومات عن كيفية حتويل اإلرشاد الزراعي‬ ‫واألنظمة اإلرشادية املتعددة والنظم االستشارية وتعزيزها من أجل حتقيق الهدف‬ ‫األوسع‪ ،‬وهو زيادة دخل املزارع‪ ،‬وحتسني سبل كسب العيش في املناطق الريفية‪ .‬لقد‬ ‫ركّز هذا الكتاب في املقام األول على املعرفة التقنية‪ ،‬واملهارات اإلدارية‪ ،‬وخدمات‬ ‫االرشاد (املعلومات) التي يحتاجها صغار املزارعني لتحسني مستوى معيشتهم‬ ‫في ظل اقتصاد عاملي سريع التغير‪.‬‬ ‫إضافة إلى ذلك‪ ،‬فالكتاب يتضمن معلومات عن كيفية مساعدة اإلرشاد‬ ‫الزراعي جلميع فئات املزارعني في التعامل مع املشاكل املتصاعدة واملتعاظمة في‬ ‫استنزاف املوارد الطبيعية‪ ،‬مبا في ذلك التغير املناخي‪.‬‬ ‫ويتضمن الكتاب بشكل أساس التحليل املقارن خملتلف استراتيجيات اإلرشاد‪،‬‬ ‫والنماذج التنظيمية‪ ،‬واالبتكارات املؤسسية‪ ،‬ومحدودية املوارد الطبيعية‪ ،‬وكيف‬ ‫ميكن لنظام اإلرشاد الزراعي أن ينتقل ويتحول ويتعزز من خالل سياسة محددة‬ ‫وتغييرات تنظيمية‪ ،‬فضال عن االموال املطلوبة لهكذا حتول‪.‬‬ ‫جاء هذا الكتاب في تسعة فصول‪ .‬روعي في وضعها استراتيجية بناء تستند‬ ‫تبعة من قبل العديد من اجلهات املانحة واحلكومات‬ ‫إلى مؤسسية مستخ َ‬ ‫دمة وم ّ‬ ‫التي تسعى إلى حتسني نظامها اإلرشادي‪.‬‬ ‫يوضح الرسم البياني في الشكل رقم (‪ )1‬االجراءات التي يجب أن تؤخذ بعني‬ ‫االعتبار عند تطبيق وتخطيط وتنفيذ وتقومي النظام اإلرشادي‪.‬‬ ‫وفيما يلي اخلطوط العريضة‪ ،‬و حملة موجزة عن مختلف فصول هذا الكتاب‪:‬‬ ‫الفصل االول‬ ‫يبدأ بمقدمة موجزة لمفاهيم اإلرشاد الزراعي والنماذج (‪.)models‬‬ ‫ويلخص هذا الفصل التطور التاريخي ومنو اإلرشاد الزراعي والنظم االستشارية‬ ‫اإلرشادية في جميع أنحاء العالم‪ ،‬مبا في ذلك االنتقال التدريجي بني مختلف مناذج‬ ‫‪XVII‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫وامناط اإلرشاد الزراعي‪ .‬سنتطرق فيما بعد بشيء من التفصيل إلى النماذج األربعة‬ ‫واألمناط اإلرشادية الرئيسة مبا فيها الطرق التي تشكلت مبوجبها هذه التوجهات‬ ‫التي ساهمت في التنمية الزراعية عموما‪ .‬وباختصار‪ ،‬فإن أهداف التنمية الزراعية‬ ‫تتحقق وتتوسع إلى ما وراء النظرة الرئيسة لعملية نقل التكنولوجيا التي ظهرت‬ ‫في القرن العشرين‪ ،‬وتُعطي حاليا أهمية وأولوية لزيادة دخل املزارع‪ ،‬وحتسني معيشة‬ ‫سكان الريف‪ .‬وتتضمن هذه العملية كذلك تنظيم املزارعني في مجموعات زراعية‬ ‫منتجة أو على أي شكل من التجمعات الزراعية حتقق الهدف املنشود‪ .‬إضافة إلى‬ ‫ذلك‪ ،‬فإن معظم البلدان في حاجة إلى إبداء مزيد من االهتمام لتدريب املزارعني‬ ‫على كيفية استخدام اإلدارة املستدامة للموارد الطبيعية‪.‬‬ ‫الفصل الثاني‬ ‫يلخص توجهات ونماذج (‪ )models‬اإلرشاد الزراعي الرئيسة ويوصفها‪.‬‬ ‫ويبدأ من منوذج نقل التكنولوجيا الذي ساد نظم اإلرشاد في القرن العشرين‪،‬‬ ‫ولكنها تطورت تدريجيا إلى مجموعة من نهج مختلف‪ .‬وقد ظهرت موضوعات‬ ‫رئيسة ضمن نظام اإلرشاد الزراعي العام أو احلكومي‪ ،‬يتمتع بـ قدر أكبر من‬ ‫الالمركزية‪ ،‬والتشاركية‪ ،‬وتوجهات السوق‪.‬‬ ‫ويصف هذا الفصل أيضا النظم اإلرشادية اخملتلفة والتي تعكس األهداف‬ ‫والغايات املتعددة إضافة إلى كل ما سبق‪ .‬وبسبب األداء الضعيف لإلرشاد احلكومي‪،‬‬ ‫اجتهت اجلهود خلصخصة النشاطات اإلرشادية (على سبيل املثال‪ -‬تشيلي)‪ ،‬أو‬ ‫حتويل املسؤوليات إلى جمعيات املزارعني (كما في أوغندا)‪ ،‬أو إلنشاء منظمات غير‬ ‫احلكومية (‪ )NGOs‬للحصول على التمويل من اجلهات املانحة في كثير من األحيان‪.‬‬ ‫وفي عملية االنتقال إلى نظام ارشادي مدفوع األجر‪ ،‬أصبح املزارعون املتميزون‬ ‫يشكلون محورا أساسيا لتنظيمهم وتدريبهم على إنتاج أنواع مختلفة من‬ ‫احملاصيل عالية القيمة والثروة احليوانية والثروة السمكية‪ ،‬وغيرها من املنتجات‪.‬‬ ‫الفصل الثالث‬ ‫يقدم لمحة عامة للعمالء (الفئات المستهدفة) الذين يحتاجون الخدمة اإلرشادية‪.‬‬ ‫وخصوصا في متابعة (التحقق) مجموعة أوسع (اشمل) من أهداف التنمية‬ ‫‪XVIII‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫‪ .2‬اجراء حتليل ‪ SWOT‬ملقدمي اخلدمة االرشادية‪ :‬وتقييم قدرتهم لتقدمي‬ ‫اخلدمة االرشادية املطلوبة لصغار املزارعني واملزارعات‪.‬‬ ‫‪ .3‬حتديد نقاط الضعف‬ ‫‪ .1‬حتديد وجتميع املعلومات‬ ‫الرئيسة لتحديد‬ ‫األساسية حول مقدمي‬ ‫االستثمارات اجلديدة‬ ‫االرشاد األساسني لألسر‬ ‫استراتيجي‬ ‫الضرورية لدعم‬ ‫الزراعية صغيرة احلجم‪.‬‬ ‫مقدمي االرشاد الزراعي‬ ‫‪ .9‬تقييم التغيرات املؤسسية‬ ‫االساسني‪.‬‬ ‫لالرشاد وتأثيرها على الدخل‬ ‫‪ .4‬مناقشة القادة‬ ‫واملستوى املعيشي‪.‬‬ ‫الرئيسني جلدوى حتويل‬ ‫تشغيلي‬ ‫تكتيكي‬ ‫‪ .8‬متابعة تطبيق النشاطات‬ ‫نظامهم االرشادي وذلك‬ ‫مبا فيها كيفية استخدام‬ ‫للتصدي للمعوقات‬ ‫االستثمارات اجلديدة واجراء‬ ‫املؤسسية الرئيسة‪.‬‬ ‫التعديالت عند احلاجة‪.‬‬ ‫‪ .6‬التوصل الى اتفاق‬ ‫‪ .7‬البدء بتفعيل مؤسسات‬ ‫رسمي بني كل‬ ‫االرشاد الزراعي من خالل‬ ‫املؤسسات املشاركة‬ ‫تطبيق خطة العمل املتفق‬ ‫واجلهات املانحة‪.‬‬ ‫عليها‪ ،‬باالضافة الى إجراء‬ ‫دراسات اساسية لقياس تأثير‬ ‫املشروع‪.‬‬ ‫الزراعية والريفية‪ ،‬وبالتركيز على أهمية الدور احملتمل للمرأة الريفية‪ ،‬فضال عن‬ ‫كيفية زيادة إنتاجية صغار املزارعني املهمشني‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬يلخص الفصل دور‬ ‫املزارعني ذوي احليازات املتوسطة والكبيرة احلجم في زيادة املهارات الفنية الزراعية‬ ‫واملعارف للشباب في املناطق الريفية‪.‬‬ ‫على سبيل املثال‪ ،‬إذا كان الهدف األساس للتنمية الزراعية الوطنية هو حتقيق‬ ‫األمن الغذائي‪ ،‬وخصوصا بالنسبة للمستهلكني في املناطق احلضرية‪ ،‬فسوف‬ ‫يلعب املزارعون ذوي احليازات الكبيرة واملتوسطة دورا محوريا‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬إذا‬ ‫كانت أولوية الهدف الوطني تتمثل في حتسني سبل عيش الفقراء في املناطق‬ ‫الريفية‪ ،‬خصوصا األسر الزراعية ذات احليازات الصغيرة‪ ،‬عندها يتطلب األمر‬ ‫استخدام استراتيجية مختلفة‪.‬‬ ‫‪XIX‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫وخالصة القول‪ ،‬إن مهمة تعزيز ودعم اإلرشاد الزراعي واخلدمات االستشارية‬ ‫عملية معقدة‪ ،‬والتي يجب أن تعكس األهداف الوطنية للتنمية الزراعية والريفية‪،‬‬ ‫فضال عن الكيفية التي ميكن لهذه اجملموعات املستهدفة اخملتلفة أن تلعب دورا‬ ‫أكثر فعالية في حتقيق هذه األهداف‪.‬‬ ‫الفصل الرابع‬ ‫يناقش قضايا السياسات العامة المعنية بأنظمة متعددة من اإلرش��اد الزراعي‬ ‫والخدمات االستشارية‪.‬‬ ‫يبدأ الفصل بلمحة عامة عن منظمات اجملتمع في القطاعني العام واخلاص‪،‬‬ ‫والتي تتمتع مبيزة نسبية في االطالع مبهام ارشادية محددة وتقدمي اخلدمات‬ ‫االستشارية‪ .‬وعلى سبيل املثال‪ ،‬التكنولوجيا اجلديدة كانتاج البذور وتصنيع‬ ‫املبيدات التي اصبحت ملكية فكرية‪ ،‬لذا‪ ،‬يلعب التجار ووكالء‪ ‬توريد املدخالت‬ ‫االنتاجية دورا متزايدا في عملية نقل التكنولوجيا‪ .‬ونظرا ألن معظم شركات‬ ‫القطاع اخلاص تعمل بشكل رئيس على نشر التقنات احلديثة‪ ،‬لذا‪ ،‬فهي ال تعير‬ ‫النشاطات االرشادية االخرى اي اهتمام‪ ،‬مثل تكثيف النظم الزراعية وتنويعها‬ ‫(على سبيل املثال‪ -‬إدارة املزرعة وقضايا التسويق)‪ .‬ولذلك‪ ،‬فان احلاجة ملحة‬ ‫لشراكة القطاعني العام واخلاص خلدمة اصحاب احليازات الزراعية اخملتلفة‪.‬‬ ‫وستجدون الحقا في هذا الفصل‪ ،‬تقييما ً لتجربة خصخصة اإلرشاد الزراعي مع‬ ‫بيان جتارب أفريقيا وآسيا والدول األوروبية وأمريكا الالتينية في هذا اجملال‪ .‬ان معظم‬ ‫انظمة االرشاد احلكومي العام يجب أن تولي اهتمامها أيضا للقضايا العامة‪،‬‬ ‫وعلى املدى الطويل بـ «السلع العامة»‪ .‬على سبيل املثال‪ -‬تنويع نظام الزراعة‬ ‫لزيادة دخل املزارع‪ ،‬وتنظيم مختلف فئات املزارعني إلى مجموعات إنتاجية‪ ،‬وتعليم‬ ‫املزارعني املمارسات الصحيحة لالدارة املستدامة للموارد الطبيعية‪ ،‬وبالتالي فان‬ ‫هذه األنشطة االرشادية بحاجة لتمويل حكومي طويل األجل خللق نظم ارشادية‬ ‫أكثر تعددية‪.‬‬ ‫‪XX‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫الفصل الخامس‬ ‫يتعامل مع القضايا والسياسات المركزية الموجهة من اعلى الى اسفل في نقل‬ ‫التقانات من خالل نظام ارشادي المركزي‪ ،‬مدار من قبل المزارعين ويعتمد تماما على‬ ‫توجهات السوق‪.‬‬ ‫وسوف تناقش كل واحدة من هذه القضايا الثالث االستراتيجية‪ ،‬بدءا من‬ ‫القضايا التنظيمية التي تؤثرعلى عملية إنشاء نظام ارشادي المركزي‪ .‬الحقا‪،‬‬ ‫سوف يتحول التركيز على القضايا الرئيسة املتعلقة بإنشاء النظام االرشادي‬ ‫الذي يحركه السوق‪ ،‬وخصوصا عندما يتم إيالء مزيد من االهتمام و تأمني املوارد‬ ‫لتكثيف وتنويع نظم الزراعة‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬إذا قام صغار املزارعني بتزويد‬ ‫األسواق مبختلف احملاصيل عالية القيمة‪ ،‬ومبنتجات الثروة احليوانية وغيرها من‬ ‫املنتجات فيجب عليهم أن ينظموا أنفسهم في مجموعات أوجتمعات إنتاجية‪،‬‬ ‫حتى يتمكنوا من تسويق منتجاتهم بشكل مشترك‪ .‬وعمليا ‪ ،‬يجب على هذه‬ ‫اجملموعات الناشئة ان تلعب دورا متزايدا ً وهاما في تشكيل أولويات اإلرشاد اعتمادا‬ ‫على احتياجات مختلف فئات املزارعني في كل مجال من مجاالت اخلدمة‪.‬‬ ‫الفصل السادس‬ ‫يحدد أساليب جمع البيانات األولية من مختلف المنظمات التي تعمل في الوقت‬ ‫الحاضرعلى تقديم الخدمات االرشادية واالستشارية‪.‬‬ ‫هذه البيانات ‪ ،‬بدورها ميكن استخدامها في إجراء تخطيط استراتيجي أو حتليل‬ ‫‪( SWOT‬نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات) لهذه املنظمات اخملتلفة‪ ،‬العامة‬ ‫منها واخلاصة‪ ،‬واملدنية‪ ،‬التي يتوقع أن توفر أشكاال ً معينة من خدمات اإلرشاد‬ ‫الزراعي جلميع املزارعني‪ ،‬مبا في ذلك صغار املزارعني‪ ،‬وعلى نطاق ضيق‪ -‬اجلمعيات‬ ‫النسائية‪ .‬والغرض من هذا الفصل هو حتديد بعض البيانات األساسية التي‬ ‫يجب أن جتمع لتحديد وتقييم القضايا الرئيسة املتعلقة بالسياسات‪ ،‬فضال عن‬ ‫املوارد والقيود املؤسسية داخل هذه املنظمات االرشادية القائمة‪ .‬هذه املعلومات‬ ‫والبيانات األساسية ستكون ضرورية إلعداد استراتيجية شاملة ميكن أن تساعد‬ ‫في حتويل (الفصل ‪ )7‬وتعزيز (الفصل ‪ )8‬املنظمات االرشادية على أساس طويل‬ ‫األجل‪ ،‬وذلك باستخدام مزيج من املوارد احلكومية ومن اجلهات املانحة‪.‬‬ ‫‪XXI‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫الفصل السابع‬ ‫يتناول استراتيجيات التدخل واإلج��راءات المحتملة لمعالجة القيود المؤسسية‬ ‫المحددة التي تحد من فعالية نظم اإلرش��اد القائمة في تحقيق أهداف التنمية‬ ‫المحددة‪.‬‬ ‫اوال ‪،‬سيتم االخذ بعني االعتبار مزايا وعيوب أفضل طريقة أو جتربة استراتيجية‬ ‫مستخدمة في حتقيق هذه األهداف الشاملة ‪ .‬وسوف يركز الفصل بالتحديد على‬ ‫املسائل التنظيمية واإلدارية املشتركة بني العديد من نظم اإلرشاد العامة (على‬ ‫سبيل املثال ‪ -‬اإلدارة من أعلى إلى أسفل) ‪ .‬الفرضية املذكورة في هذا الفصل هو‬ ‫أن معظم احلكومات ترغب في احلفاظ على أمنها الغذائي الوطني‪ ،‬ولكنها تريد ان‬ ‫زارِعات لزيادة دخلهم‪،‬‬ ‫تعطي مزيدا من االهتمام واملوارد ملساعدة صغار املزارعني وامل ُ‬ ‫فضال عن خلق فرص عمل جديدة في املناطق الريفية‪ .‬أوال‪ ،‬سيتم حتديد املشاكل‬ ‫املؤسسية الرئيسة واملعوقات ‪ ،‬ومن ثم سيتم استخدام أمثلة محددة من الهند‬ ‫والصني لتوضيح كيف مت تناول هذه القضايا الهامة في هذه البلدان‪.‬‬ ‫وخالصة القول‪ -‬يتحتم استخدام مجموعة من املناهج واألساليب لتحقيق‬ ‫أهداف التنمية الزراعية والريفية اخملتلفة‪.‬‬ ‫الفصل الثامن‬ ‫يدرس الخيارات االستثمارية الرئيسة‪ ،‬واألولويات‪ ،‬واإلج��راءات الضرورية لتحديد‬ ‫االحتياجات لمعالجة نقاط الضعف المحددة في اإلرش��اد الزراعي الحالي والنظم‬ ‫االستشارية‪.‬‬ ‫وينصب التركيزعلى اخليارات االستثمارية األساسية الالزمة لتعزيز البنية‬ ‫التحتية لالرشاد‪ .‬وعلى سبيل املثال‪ :‬يتم في معظم الدول التركيزعلى تعزيز‬ ‫قدرات الكوادر االرشادية والعاملني في االرشاد‪ ،‬كتدريبهم على استخدام أساليب‬ ‫التشاركية‪ ،‬وزيادة تاهيلهم الفني واالداري وفي مهارات التسويق‪ .‬إضافة إلى ذلك‪،‬‬ ‫هناك فرص لرفع إمكانية وصول موظفي اإلرشاد واملزارعني على حد سواء إلى‬ ‫املعلومات احلديثة واجلديدة املتعلقة بالنواحي التسويقة‪ ،‬وتعزيز قدرات النظام‬ ‫اإلرشادي ودعمه للتواصل مع تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت (‪ ،)ICT‬مبا في ذلك‬ ‫االتصال بشبكة اإلنترنت و‪ /‬أو الهواتف النقالة مع خدمة الرسائل القصيرة‬ ‫(‪ . )SMS‬اضافة لكل ما سبق سيتم مناقشة أشكال االستثمارات األخرى‪ ،‬مبا‬ ‫‪XXII‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫في ذلك األعمال املدنية واملعدات ووسائل النقل‪ ،‬وتقدمي املساعدة التقنية لتعزيز‬ ‫قدرات منظمات اإلرشاد القائمة أو املستحدثة‪ .‬أخيرا ‪ ،‬فاجلزء األخير سيركزعلى‬ ‫عقبة رئيسة‪ ،‬أال وهي غياب املوارد التشغيلية التي حتد بشدة من حتقيق الدعم‬ ‫املالي طويل األجل لنظم االرشاد احلكومية‪ ،‬وذلك بعد انتهاء التمويل والدعم من‬ ‫املشاريع املمولة‪.‬‬ ‫الفصل التاسع‬ ‫ويحدد اإلج��راءات الرئيسية التي يمكن استخدامها لالشراف‪ ،‬ومراقبة وتقييم‬ ‫المشاريع التي تساهم بتعزيز اإلرشاد الزراعي ونظم الخدمات االستشارية‪.‬‬ ‫يبدأ هذا الفصل بلمحة عامة عن عملية املراقبة والتقييم (‪ )M & E‬التي تتبع‬ ‫خالل تنفيذ املشروع‪ ،‬اذ أنها توفر إمكانية لتطبيق إجراءات محددة ومؤشرات على‬ ‫النحو التالي‪:‬‬ ‫•إجراء دراسات أساسية (‪ )Baseline studies‬بحيث ميكن تقييم آثار املشروع‬ ‫ ‬ ‫بشكل صحيح‪.‬‬ ‫•إجراء دراسات مرجعية أخرى (‪ )Benchmark studies‬لتقييم األداء املؤسسي‪.‬‬ ‫ ‬ ‫•تنفيذ مشروع مراقبة من خالل مؤشرات املدخالت الرئيسة (‪Input‬‬ ‫ ‬ ‫‪.)indicators‬‬ ‫•تقييم ما إذا كانت السياسات احملددة واملؤسسية و‪ /‬أو معوقات املوارد قد‬ ‫ ‬ ‫عوجلت بنجاح من خالل استخدام مؤشرات مخرجات ( ‪)Output indicators‬‬ ‫منظمة تنظيما جيدا‪.‬‬ ‫• تقييم آثار املشروع باستخدام كل من األساس املرجعي ومؤشرات‬ ‫ ‬ ‫األثر(‪ ، )Baseline and impact indicators‬والتي تقيس التغيرات في دخل‬ ‫األسر الزراعية‪ ،‬وفرص العمل‪ ،‬وحتسن مستوى املعيشة في الريف‪ ،‬مبا في‬ ‫ذلك مشاركة النساء والشباب الريفي اليجاد وسيلة للتغلب على الفقر‪.‬‬ ‫‪XXIII‬‬ ‫‪XXIII‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫الفصل االول ‪ :‬نشوء وتطور االرشاد الزراعي المتعدد‬ ‫والنظم االستشارية‬ ‫نظرة عامة‬ ‫الغرض من هذا الفصل هو حتديد نشوء وتطور وتعقيدات اإلرشاد الزراعي والنظم‬ ‫االستشارية في جميع أنحاء العالم‪ .‬وسوف ننظر الى أربعة مناذج ارشادية رئيسة‪ ،‬وكيف‬ ‫تشكلت وحورت هذه املناهج اخملتلفة إلى حد كبير لتحقيق أهداف التنمية الزراعية‬ ‫الوطنية اخملتلفة‪.‬‬ ‫القسم األخير يبني كيف ميكن ألهداف التنمية الزراعية ان تتوسع‪ ،‬وماهي املهام‬ ‫اإلرشادية التي تتصل مباشرة مع هذه األهداف الرئيسة‪ .‬كما يبني بعض املهام والوظائف‬ ‫االرشادية التي ميكن «خصخصتها» خالل عملية التنمية الزراعية‪ ،‬وبيان الوظائف التي‬ ‫بحاجة إلى ان تبقى وتستمر ضمن اطار اخلدمة العامة والتمويل (العام) احلكومي‪.‬‬ ‫اجلزء ‪ :1‬أصل وتطور اإلرشاد الزراعي والنظم االستشارية‬ ‫يعود نشر واستخدام التكنولوجيا الزراعية احملسنة واملمارسات الزراعية اجليدة في‬ ‫مناطق مختلفة من العالم إلى آالف السنني ‪ ،‬مبا في ذلك الصني وبالد ما بني النهرين‬ ‫ومصر وحتى في األمريكتني‪ .‬يعود اصل االرشاد الزراعي والنظم االستشارية املمولة‬ ‫من القطاع احلكومي او العام الى ايرلندا واململكة املتحدة خالل منتصف القرن التاسع‬ ‫عشر‪ .‬وخالل مجاعة البطاطا في ايرلندا (‪ ،)1845-1851‬ساعد املرشدون الزراعيون‬ ‫مزارعي البطاطا االيرلندية في اتباع طريقة التنويع في زراعة احملاصيل اخملتلفة‪ .‬والحظت‬ ‫مختلف احلكومات األوروبية واألميركية الشمالية هذا النوع من التنمية‪ ،‬وحركة‬ ‫«املدربني املتنقلني» التي بدأت تستخدم في النصف الثاني من القرن التاسع عشر من‬ ‫قبل العديد من البلدان ‪.‬‬ ‫استخدم مصطلح االرشاد ألول مرة لوصف برامج تعليم الكبار التي نظمتها‬ ‫جامعات أكسفورد وكامبريدج في انكلترا بدءا من عام ‪ .1867‬وقد ساعدت هذه‬ ‫البرامج التعليمية على توسيع عمل اجلامعات خارج احلرم اجلامعي‪ ،‬وداخل اجملتمعات‬ ‫اجملاورة‪ .‬واعتمد هذا املصطلح الحقا وبشكل رسمي في الواليات املتحدة‪ ،‬بالتزامن مع‬ ‫منح األراضي للجامعات التي أنشأت أصال من مؤسسات تعليمية خالل العام ‪،1860‬‬ ‫وأضيفت أنشطة البحوث في عام ‪ ،1887‬وكانت أنشطة اإلرشاد بدأت في ‪ 1890‬ثم‬ ‫‪1‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫أضيفت رسميا في عام ‪ ،1914‬لتصبح جزءا من مهام اجلامعة الرسمية‪.‬‬ ‫خالل أوائل القرن العشرين‪ ،‬نقلت اململكة املتحدة املسؤولية عن أنشطة اإلرشاد‬ ‫الزراعي الى وزارة الزراعة؛ وغدت تسمى رسميا باخلدمات االستشارية‪ .‬ومت تبني هذا‬ ‫املصطلح نفسه (باللغة اإلجنليزية) من قبل معظم الدول األوروبية‪ ،‬وأصبحت وزارات‬ ‫الزراعة معنية ومختصة بتقدمي هذه اخلدمات‪.‬‬ ‫ال تزال الواليات املتحدة وكندا تستخدمان مصطلح “اخلدمات اإلرشادية” لوصف‬ ‫برامج التعليم غير النظامي (غير الرسمي)‪ ،‬في حني أن العديد من البلدان األوروبية‬ ‫استمر في استخدام مصطلح “خدمات استشارية” لوصف برامجها وأنشطتها‬ ‫اإلرشادية‪.‬‬ ‫يستخدم مصطلح اإلرشاد في معظم البلدان النامية عادة عند إنشاء إرشاد زراعي‬ ‫عام أو حكومي أو مراكز استشارية إرشادية‪ .‬واستخدمت هذه املصطلحات بعد أن‬ ‫اعتمدتها الوكاالت التي تقدم الدعم النشاء هذه النظم اإلرشادية الزراعية واالستشارية‬ ‫العامة (احلكومية)‪ .‬على سبيل املثال‪ -‬الوكالة األميركية للتنمية الدولية (‪)USAID‬‬ ‫لعبت دورا نشطا في تأسيس اجلامعات الزراعية‪ ،‬وكذلك أنظمة البحوث واإلرشاد في‬ ‫كثير من البلدان النامية خالل الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين‪ ،‬وبالتالي‪،‬‬ ‫فإن العديد من نظم اإلرشاد الزراعي العام ما زالت حتمل اسم “إرشاد” ‪.Extension‬‬ ‫من ناحية أخرى‪ ،‬فإن معظم وزارات الزراعة في العالم تدير أنظمتها اإلرشادية‬ ‫العامة‪ ،‬وبالتالي فإن عددا متزايدا ً من البلدان‪ ،‬ال سيما دول في شبه الصحراء‬ ‫تخدم مصطلح «اخلدمة االستشارية»‪ .‬أنظر ‪Garforth and Jones‬‬ ‫اإلفريقية‪ ،‬تَس َ‬ ‫)‪ (1997‬للحصول على معلومات مفصلة عن نظم اإلرشاد‪.‬‬ ‫أربعة نماذج رئيسة من اإلرشاد الزراعي‬ ‫ميكن استخدام مصطلح «اإلرشاد» أو «اخلدمات االستشارية» بشكل سواء إلى‬ ‫حد ما‪ ،‬لكن اإلطار التالي يعطي وجهة نظر مفيدة حول النهج املطبق من قبل‬ ‫مختلف الدول واجلهات املانحة التباعه في تنظيم وتنفيذ نظم اإلرشاد الفعال‪.‬‬ ‫هذا اإلطار يوضح املناهج اخملتلفة الستخدام النماذج الواردة أدناه من خالل‬ ‫استعراض كيفية إيصال البرامج التعليمية وخدمات املعلومات ‪ /‬االتصاالت التي‬ ‫‪2‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫جتري وحتدث‪ ،‬وملاذا حتدث‪.‬‬ ‫في هذا اإلطار‪ ،‬فإن اخليارات هي فيما إذا كان العاملون باإلرشاد يريدون إقناع‬ ‫طرق وأساليب مقنعة)‪ ،‬أو فيما إذا كانت تسعى‬ ‫املزارعني مبا يجب القيام به (من ُ‬ ‫إلى توعية وتثقيف املزارعني حول فرص السوق اخملتلفة واخليارات التقنية‪ ،‬و ‪ /‬أو‬ ‫حول استراتيجيات اإلدارة‪ ،‬ومن ثم السماح لهم باختيار ما يناسبهم منها‪.‬‬ ‫في ما يلي نوضح التصنيفات التي تبني التوليفات‪ ،‬واالختالفات‪ ،‬وتراكيبها‬ ‫املتباينة‪ ،‬التي تساعد في وصف وتسليط الضوء على هذه النهج اخملتلفة أو‬ ‫النماذج املعمول بها في تنظيم اإلرشاد الزراعي واخلدمات االستشارية ‪.‬انظر (‬ ‫‪.. )Swanson 2008 b p6‬‬ ‫ •نقل التكنولوجيا‪ :‬وهذا النموذج اإلرشادي كان سائدا خالل الفترات‬ ‫االستعمارية‪ ،‬وعاد إلى الظهور بكثافة خالل السبعينات والثمانينات من‬ ‫القرن العشرين‪ ،‬عندما تأسس نظام التدريب والزيارة (‪ )T&V‬في العديد من‬ ‫البلدان اآلسيوية و بلدان جنوب الصحراء اإلفريقية‪ .‬هذا النموذج “من أعلى‬ ‫إلى أسفل” “‪ ”top-down‬يقدم بشكل أساس توصيات محددة من البحوث‪،‬‬ ‫وخصوصا بالنسبة للمحاصيل الغذائية األساسية‪ ،‬وجلميع أنواع املزارعني‬ ‫دم هذا النهج عموما أساليب‬ ‫(الكبار‪ ،‬واملتوسطني‪ ،‬وصغار احليازات)‪ .‬ويَستخ ِ‬ ‫اإلقناع (‪ )Persuasive methods‬للمزارعني الستخدام األصناف واألساليب‬ ‫اإلنتاجية التي ينبغي اتباعها لزيادة انتاجيتهم الزراعية‪ ،‬وبالتالي احلفاظ‬ ‫على األمن الغذائي الوطني لسكان الريف وسكان املدن على حد سواء‪.‬‬ ‫الهدف األساس من هذا النموذج اإلرشادي‪ -‬هو زيادة اإلنتاج الغذائي‪ ،‬مما‬ ‫يساعد على تقليل تكاليف الغذاء‪ .‬وكما يتضح في البلدان األوروبية‬ ‫وأمريكا الشمالية‪ ،‬وكون الزراعة أخذت طابعا جتاريا على نحو متزايد‪ ،‬فإن‬ ‫تطور ونقل التكنولوجيا أخذ منحى اخلصخصة بشكل كبير‪.‬‬ ‫ •اخلدمات االستشارية‪ :‬ال يزال كل العاملني في مجال اإلرشاد‪ ،‬سواء في‬ ‫القطاع العام أو اخلاص يستخدمون مصطلح ‪-‬اخلدمات اإلرشادية‪ -‬في‬ ‫الرد على استفسارات املزارعني حول بعض املشاكل االنتاجية‪ .‬وفي معظم‬ ‫احلاالت‪ ،‬يُنصح املزارعون باستخدام ممارسة ما أو تكنولوجيا معينة في‬ ‫حل وحتديد املشكلة‪ .‬البد ملؤسسات اإلرشاد العام او احلكومي التحقق‬ ‫‪3‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫من صحة املعلومات املقدمة من البحوث العلمية‪ ،‬فيما يتعلق بفعالية‬ ‫مختلف املدخالت‪ ،‬أو الطرق حلل املشاكل التي تواجه املزارعني‪ ،‬وبالتالي‬ ‫تخدم معظم‬ ‫تزويدهم باملعلومات الالزمة والضرورية لذلك‪ .‬وفي العادة تَس َ‬ ‫الشركات الزراعية أسلوب اإلقناع والنصح للتوصية باستخدام بعض‬ ‫مدخالت االنتاج للمزارعني الذين يرغبون في حل مشكلة معينة و ‪ /‬أو احلفاظ‬ ‫على إنتاجيتهم عند مستوى جيد‪ .‬وعلى الرغم من أن معظم الشركات‬ ‫تستخدم أساليب اإلقناع كوسيلة لبيع املزيد من املنتجات وزيادة أرباحها‪،‬‬ ‫يَستخدم القطاع اخلاص منوذجا ً بديال ً لدعم برامج املزارعني املتعاقدين؛‬ ‫حيث تقوم شركات التصدير بتعيني مرشدين زراعيني حقليني لتقدمي‬ ‫املشورة‪ ،‬واإلشراف على املزارعني املتعاقدين للتاكد من اتباع التعليمات‬ ‫املقدمة لهم من املمارسات الزراعية واستخدام مدخالت اإلنتاج‪.‬‬ ‫ •التعليم غير الرسمي (التعليم غير النظامي ‪ :)NFE‬انتشر هذا النموذج ما‬ ‫قبل اإلرشاد الزراعي في أوروبا وأمريكا الشمالية‪ ،‬عندما قامت اجلامعات‬ ‫بتدريب سكان الريف الذين لم يستطيعوا حتمل نفقات التعليم‪ ،‬أو لم‬ ‫تكن لديهم القدرة على متابعة أنواع مختلفة من التدريب الزراعي املهني‬ ‫والتقني الرسمي‪ .‬هذا النهج ال يزال يستخدم في معظم نظم اإلرشاد‪ ،‬إال‬ ‫أن التركيز حتول نحو مزيد من تدريب املزارعني على كيفية استخدام مهارات‬ ‫إدارة احملصول و ‪ /‬أو معرفة استخدام طرق التقنية لزيادة الكفاءة اإلنتاجية‪،‬‬ ‫وممارسات معينة‪ ،‬كاملكافحة املتكاملة لآلفات (‪ ،)IPM‬التي يتعلمها‬ ‫املزارعون من خالل دروس حقلية مخصوصة ‪ .‬إن التعليم غير النظامي‬ ‫دم‬‫امليسر هما عمليتان متطابقتان؛ عادة ما تُستخ َ‬ ‫ّ‬ ‫(غير الرسمي) واإلرشاد‬ ‫(كما سيرد ذكره الحقاً) ملساعدة املزارعني املتجانسني من حيث املوارد‬ ‫واملصالح‪ ،‬في تنظيم مجموعات إنتاجية مختلفة لالعتماد على الذات‪ ،‬ال‬ ‫سيما إذا كانوا يريدون التعرف إلى كيفية تنويع النظم الزراعية أوتكثيفها‪،‬‬ ‫وخصوصا عند متابعة كل ما هوجديد من احملاصيل عالية القيمة أو غيرها‬ ‫من املنتجات‪.‬‬ ‫ •اإلرشاد امل ُ َّ‬ ‫يسر‪ :‬تطور هذا النهج مع مرور الزمن من اإلرشاد التشاركي‪،‬‬ ‫والذي كان يُستخدم خالل ‪ 20-30‬سنة املاضية‪ ،‬وأصبح يركز اآلن على‬ ‫املزارعني املتجانسني من حيث املصالح املشتركة من أجل العمل بشكل‬ ‫وثيق لتحقيق غايات فردية ومشتركة‪ .‬والفارق الهام هو أن املرشدين‬ ‫‪4‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫الزراعيني بشكل رئيس يعملون في املقام األول بصفة «وسطاء (املعلومة)‬ ‫املعرفة» لتكون عملية التعليم والتعلم بني جميع املزارعني (مبا في ذلك‬ ‫النساء) والشباب في املناطق الريفية سهلة املنال‪ .‬حتت هذا النموذج‬ ‫اإلرشادي يعمل املرشدون امليدانيون أوال مع مجموعات مختلفة من املزارعني‬ ‫(على سبيل املثال‪ -‬صغار املالك من الرجال والنساء املزارعني والفالحني‬ ‫الذين ال ميلكون أرضا‪ ،‬وغير ذلك) للتعرف أوال على احتياجاتهم ولتحديد‬ ‫اهتماماتهم‪ ،‬تأتي بعدها اخلطوة التالية‪ -‬وهي حتديد أفضل مصادر اخلبرة‬ ‫(املزارعون الرواد الذين ينتجون منتجات محددة‪ ،‬واملتخصصون باملوضوع‪،‬‬ ‫والباحثون‪ ،‬و خبراء القطاع اخلاص‪ ،‬والفنيون‪ ،‬وممثلو البنوك الريفية) التي‬ ‫ميكن أن تساعد اجملموعات اخملتلفة في معاجلة قضايا محددة و ‪ /‬أو الفرص‪.‬‬ ‫ •وعلى سبيل املثال‪ ،‬فإن معظم التغييرات في النظم الزراعية التي ميكن‬ ‫تبنيها بسهولة اعتمدت من جانب صغار املزارعني‪ ،‬من الرجال والنساء‪،‬‬ ‫قد مت إدخالها بالفعل من قبل املزارعني الرواد في اجملتمعات أو املناطق أو‬ ‫األقاليم األخرى‪.‬‬ ‫هؤالء املزارعون الرواد توصلوا بالفعل للممارسات الضرورية إلنتاج وتسويق‬ ‫هذه احملاصيل اجلديدة و‪ /‬أو املنتجات األخرى بنجاح‪ .‬باختصار‪ ،‬فإن املزارعني‬ ‫الرواد كثيرا ما يشكلون نقطة البداية لتيسيرعمل املرشدين لتكثيف‬ ‫وتنويع النظم الزراعية لزيادة دخل األسر الزراعية‪.‬‬ ‫وفي كثير من احلاالت‪ ،‬لو اس ُ‬ ‫تغل هؤالء املزارعون الرواد (‪)Innovative farmers‬‬ ‫بشكل صحيح‪ ،‬ألصبحوا قادة هذه اجلماعات اجلديدة املنتجة‪ ،‬والذي‬ ‫سيحقق على حد سواء تعزيز سمعتها في اجملتمع‪ ،‬فضال عن زيادة األرباح‬ ‫جلميع أفرادها من خالل توسيع دائرة تزويدها للمنتجات العالية القيمة‬ ‫لألسواق احلضرية الكبرى‪.‬‬ ‫عندما يصبح املزارعون اآلخرين الراغبني في متابعة الفرص املتاحة في‬ ‫األسواق اجلديدة مهتمني‪ ،‬عندها سيتطلب األمر من دوائر البحث واإلرشاد‬ ‫التعاون الوثيق للعمل مع هؤالء املزارعني الرواد‪ ،‬لتقدمي املشورة للمزارعني‬ ‫املبتدئني على تعلم املمارسات األكثر قابلية للتطبيق والتكنولوجيا‬ ‫احلديثة‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫في هذه العملية‪ ،‬يقع على عاتق الكوادر اإلرشادية امليدانية‪ ،‬والتي تعمل‬ ‫بشكل مباشر مع املزارعني‪ -‬تسهيل تدريب ودعم هؤالء املزارعني خالل‬ ‫السنة األولى أو الثانية على إنتاج هذه احملاصيل اجلديدة‪ ،‬والثروة احليوانية‪،‬‬ ‫أو غيرها من املشاريع‪ .‬وعندما يصبح صغار املزارعني مهتمني في متابعة‬ ‫هذه األنواع اجلديدة والفرص االقتصادية‪ ،‬فانهم يصبحون على استعداد‬ ‫للمشاركة في عملية التعلم املستمر‪.‬‬ ‫وهذا النهج اإلرشادي التسويقي يعمل بشكل أفضل اذا كان املزارعون و ‪/‬‬ ‫أو املزارعات هم بالفعل مهتمني في تكثيف و‪ /‬أو تنويع نظمهم الزراعية‬ ‫بهدف زيادة دخولهم‪.‬‬ ‫ويُستخدم اإلرشاد امليسر لتدريب أعضاء األسر الذين ال ميلكون أرضا‪،‬‬ ‫وخصوصا املرأة في املناطق الريفية‪ -‬حول كيفية استخدام موارد امللكية‬ ‫املشتركة (‪ )CPR‬لبدء مشاريع جديدة‪ ،‬وبالتالي زيادة دخل أسرهم‪ ،‬وحتسني‬ ‫مستواهم املعيشي‪.‬‬ ‫وفي القسم التالي ستتم مناقشة كل هذه النماذج االربعة او النظم‬ ‫االرشادية‪ ،‬والتي لها دور هام تقوم به في املساعدة على حتقيق أهداف‬ ‫التنمية الزراعية اخملتلفة‪ .‬وعلى كل حال‪ ،‬ولزيادة دخل املزارع وحتسني سبل‬ ‫العيش في املناطق الريفية الفقيرة‪ ،‬سيكون من الضروري بالنسبة ملعظم‬ ‫مؤسسات اإلرشاد العام (احلكومي) التحول نحو استخدام أوسع لطرق‬ ‫االرشاد امليسر (‪ )facilitory‬والتعليم غير النظامي (غير الرسمي)‪ .‬وعلى‬ ‫وجه التحديد‪ ،‬فإن صغار املزارعني واملزارعات‪ ،‬مبا في ذلك أولئك الذين ال‬ ‫ميلكون أرضا‪ ،‬ميكن البدء في تنظيمهم بتجمعات أو مجموعات مزارعني‪،‬‬ ‫ومن ثم تعليمهم األمور الفنية الالزمة‪ ،‬واإلدارة‪ ،‬ومهارات التسويق‪ ،‬التي‬ ‫تساهم تدريجيا بإنتاج محاصيل زراعية ومنتجات ثروة حيوانية ذات قيمة‬ ‫عالية‪ ،‬أو غيرها من املشاريع التي من شأنها زيادة دخل األسرة الزراعية‪.‬‬ ‫في الوقت نفسه‪ ،‬وباعتبار أن القطاع الزراعي في البلدان في تطور مستمر‬ ‫(أي يصبح جتاريا على نحو متزايد)‪ ،‬فإن نقل التكنولوجيا وتقدمي اخلدمات‬ ‫‪6‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫االستشارية أصبحت متيل للخصخصة بشكل متزايد‪ .‬ولذلك‪ ،‬وخالل هذه‬ ‫العملية‪ ،‬من املهم بناء شراكة قوية بني القطاعني العام واخلاص‪ ،‬التي من‬ ‫شأنها أن تزيد من منو االنتاجية الزراعية؛ وكذلك زيادة الدخل‪ ،‬وحتسني سبل‬ ‫معيشة األسر الزراعية الصغيرة واملزارعني الذين ال ميلكون أرضا‪.‬‬ ‫هناك تغير آخر‪ -‬وهو التحول من نقل التكنولوجيا (النمطي املباشر)‬ ‫ه واحد‪ ،‬إلى اجتاه أكثر شمولية لفهم كيف وأين ميكن احلصول على‬ ‫باجتا ٍ‬ ‫املعلومة‪ .‬وعلى سبيل املثال‪ ،‬فإن التوجه نحو نظام الزراعة اإلبداعية‬ ‫(غير التقليدية) يظهر من خالل التفاعل بشمولية‪ ،‬واالعتماد على مصادر‬ ‫وأدوار متعددة ( ‪ .)World Bank 2006‬إذا كان الهدف تنويع النمط الزراعي‬ ‫بشكل خاص‪ ،‬فإن كال من املزارعني الرواد واملرشدين ميكنهم أن يلعبوا دورا‬ ‫مشتركا للعمل على إنتاج محاصيل جديدة وثروة حيوانية تسويقية (ذات‬ ‫مردود عال) لصغار املزارعني من اجلنسني‪.‬‬ ‫فاإلرشاد بواقع احلال يعمل كوسيط‪ ،‬أو كمزود للمعلومة‪ .‬هذا التحول‬ ‫له انعكاسات على النواحي الفنية واملهنية والتدريبية‪ ،‬والتي يحتاجها‬ ‫املرشد الزراعي ليكون فعاال ُ في هذا الدور اجلديد‪Rajalahti,Janssen,and( ،‬‬ ‫‪.)Pehu 2008‬‬ ‫اجلزء ‪ :2‬تغيير أهداف التنمية الزراعية بالتزامن مع تغيير أهداف اإلرشاد‬ ‫يبدأ هذا اجلزء بتحليل ثالثة أهداف رئيسية للتنمية الزراعية الوطنية الكبرى‪ ،‬ودور‬ ‫اإلرشاد الزراعي واخلدمات االستشارية وما ميكن أن تؤديه في املساعدة في حتقيق هذه‬ ‫األهداف اخملتلفة‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬بعد أن حققت بعض الدول اآلسيوية أمنا غذائيا وطنيا‬ ‫خالل الثمانينات والتسعينات من القرن املاضي‪ ،‬بدأت بإعادة تركيز االهتمام اإلرشادي‬ ‫على زيادة اإلنتاج وتسويق احملاصيل عالية القيمة واملنتجات الزراعية (كما في الصني)‪.‬‬ ‫في الوقت نفسه‪ ،‬فإن العديد من الدول‪ ،‬وال سيما في مناطق أفريقيا شبه الصحراوية‪ ،‬ال‬ ‫تزال غير آمنة غذائيا‪ ،‬وهذا الوضع قد يتطور نحو األسوأ نظرا الرتفاع تكاليف األسمدة‪،‬‬ ‫وزيادة استخدام احملاصيل الغذائية األساسية للوقود احليوي في النظام الغذائي العاملي‪.‬‬ ‫إضافة إلى ذلك‪ ،‬يجري استنزاف املوارد الطبيعية في كثير من البلدان‪ ،‬ألسباب كالنمو‬ ‫السكاني املتواصل‪ ،‬وزيادة الطلب على املنتجات الزراعية‪ ،‬وضعف األساليب الزراعية‬ ‫املستخدمة‪ .‬لِذا‪ ،‬فإن معظم الدول حتتاج إلى مساعدة املزارعني وتشجيعهم على تعلم‬ ‫‪7‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫كيفية دمج املوارد الطبيعية املستدامة وممارسات إدارة املوارد في نظم الزراعة اخلاصة‬ ‫بهم‪ .‬أخيرا‪ ،‬هناك قلقا متزايدا ً من التأثير طويل األمد احملتمل لتغير املناخ على اإلنتاج‬ ‫الزراعي في كثير من البلدان‪ ،‬وال سيما في شبه الصحراء االفريقية‪.‬‬ ‫في هذا القسم سوف نبدأ مبعاينة واعتبار كل من أهداف التنمية الزراعية الرئيسة‪،‬‬ ‫واملذكورة آنفاً‪.‬‬ ‫الهدف رقم ‪ :1‬حتقيق األمن الغذائي الوطني‬ ‫كان الهدف الرئيس لكثير من البلدان‪ ،‬وخصوصا خالل النصف الثاني من القرن‬ ‫العشرين‪ -‬حتقيق األمن الغذائي الوطني بحيث يتوفر لسكان املدن واملناطق الريفية‬ ‫مصادر غذائية كافية‪ .‬وكان لزيادة إنتاج احملاصيل الغذائية األساسية الدور األساس‬ ‫لتحقيق األمن الغذائي الوطني خالل تلك الفترة‪ ،‬بينما كان نقل التكنولوجيا‪-‬‬ ‫التوجه اإلرشادي الرئيس لتحسني انتاج احملاصيل الغذائية األساسية‪ .‬واعتمادا‬ ‫على املوقع اجلغرافي للبلد‪ ،‬شملت هذه احملاصيل عموما محاصيل احلبوب الرئيسة‬ ‫(األرز والقمح والذرة)‪ ،‬واحملاصيل اجلذرية والدرنية (اليام والكسافا)‪ ،‬والبقوليات‬ ‫الرئيسة (الفول وغيرها)‪ ،‬وكذلك البذور الزيتية‪ .‬وبعد أن أصبحت تكنولوجيا‬ ‫الثورة اخلضراء متاحه خالل أواخر الستينيات من القرن املاضي‪ ،‬كان لنظم اإلرشاد‬ ‫العديده أثر إيجابي على زيادة االنتاج من خالل نقل التكنولوجيا اجلديدة إلى جميع‬ ‫فئات املزارعني‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فانتشار الفقراملدقع (أي أن دخل الفرد أقل من ‪ 1‬دوالر في‬ ‫اليوم) ال يزال العامل احملوري الرئيس الذي يؤثر على األمن الغذائي األسري ( ‪FAO,‬‬ ‫‪ ،)2006 a‬وسبل معيشة أكثر من ‪ 900‬مليون شخص يعانون من سوء التغذية في‬ ‫جميع أنحاء العالم‪.‬‬ ‫الهدف رقم ‪ :2‬حتسني سبل املعيشة الريفية‬ ‫إن حتسني سبل املعيشة الريفية هو اآلن الهدف الرئيس املعلن للعديد من البلدان‬ ‫النامية‪ .‬وفي معظم احلاالت‪ ،‬فان حتقيق هذا الهدف ينطوي على زيادة دخل األسرة الريفية‪،‬‬ ‫والذي بدوره يحسن التغذية واألمن الغذائي األسري‪ ،‬فضال عن زيادة سبل احلصول على‬ ‫اخلدمات الصحية والتعليمية ألطفال املناطق الريفية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ولتحقيق هذه الغاية‪،‬‬ ‫فإن معظم نظم اإلرشاد الزراعي سوف تضطر إلى تغيير استراتيجيتها وتوجهاتها‬ ‫وهيكلها اإلداري‪ ،‬وكذلك رفع مستوى ومهارات وكفاءات املوظفني‪ .‬وعلى وجه التحديد‪،‬‬ ‫فإن نظم اإلرشاد في حاجة إلى البدء في تنظيم وتدريب الفقراء في املناطق الريفية‬ ‫‪8‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫حتى يتمكنوا من زراعة احملاصيل النباتية ومنتجات الثروة احليوانية والسمكية بنجاح‪،‬‬ ‫و ‪ /‬أو غيرها من املشاريع املناسبة للموارد احمللية والظروف وفرص السوق‪.‬‬ ‫وفي معظم احلاالت‪ ،‬فإن هذا يتطلب التحويل من النموذج اإلرشادي التقليدي املركزي‬ ‫املوجه من (األعلى إلى األسفل) في نقل التكنولوجيا‪ ،‬إلى منوذج يعتمد الالمركزية‬ ‫واإلدارة والتوجيه من قبل املزارعني أنفسهم‪ ،‬ومن قبل نظام اإلرشاد التسويقي الذي‬ ‫يتطلبه السوق‪.‬‬ ‫فمثالً‪ ،‬عند حدوث التنمية االقتصادية السريعة ّ‬ ‫وحتول العديد من النظم االقتصادية‬ ‫لبالد مثل الصني والهند‪ ،‬بدأ الطلب الكلي على املنتجات الغذائية بالتغير‪ ،‬مبا في ذلك‬ ‫زيادة الطلب على احملاصيل عالية القيمة مثل الفواكه واخلضروات‪ ،‬فضال عن الثروة‬ ‫احليوانية والسمكية‪ ،‬وغيرها من املنتجات ذات القيمة املضافة‪ .‬فمنذ أن بدأت اإلصالحات‬ ‫االقتصادية في الصني خالل األعوام ‪ ، 2007 -1979‬زاد إنتاج الفواكه واخلضروات في‬ ‫هذا البلد بنسبة حوالي ‪ 26‬في املائة سنويا‪ ،‬ومنتجات اللحوم عن ‪ 20‬في املائة سنويا‪،‬‬ ‫حيث لم تشهد أي دولة أخرى في العالم في أي وقت مضى هذا املستوى من النمو‪.‬‬ ‫فالكثيرمن هذا النمو يعود إلى العدد الكبير من العاملني املدربني على اإلرشاد‪ ،‬والذي‬ ‫يبلغ عددهم حوالي مليون شخص‪ ،‬حيث استراتيجية ونظام االرشاد الزراعي الصيني‪-‬‬ ‫ال مركزي ويتوسع بناء على طلب السوق‪ .‬ملزيد من املعلومات‪ ،‬انظر ‪Swanson , Nie and‬‬ ‫‪.Feng 2003 and Li 2008‬‬ ‫باختصار‪ ،‬لتلبية الطلب املتغير سواءا للمنتجات األساسية واملنتجات الغذائية‬ ‫ذات القيمة العالية‪ ،‬فإن على نظام اإلرشاد أن يوسع تركيزه وتعلُّم التقنيات اجلديدة‪،‬‬ ‫واإلدارة‪ ،‬ومهارات التسويق‪ .‬هذا التغيير في االستراتيجية يمُ كّن صغار املزارعني من الرجال‬ ‫والنساء في االستفادة من الفرص املتاحة في األسواق اجلديدة‪ ،‬وتغيير الطلب في جميع‬ ‫أنحاء العالم على حد سواء للمنتجات الغذائية األساسية وذات القيمة العالية‪.‬‬ ‫الهدف رقم ‪ :3‬حتسني إدارة املوارد الطبيعية‬ ‫تعاني املوارد الطبيعية في العديد من البلدان من استنزاف وضغط متزايد‪ .‬وأصبح‬ ‫العديد من األمم أكثر قلقا بشأن حتقيق استدامة البيئة من خالل االستخدام األمثل‬ ‫لألرض واملياه‪ .‬ونظرا الستمرار زيادة عدد السكان وضغوط التنمية االقتصادية‪ ،‬يجب‬ ‫على احلكومات الوطنية أن تراقب بعناية مواردها الطبيعية‪ ،‬واتخاذ اإلجراءات الالزمة‬ ‫للحفاظ عليها‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬يستخدم القطاع الزراعي عادة ‪ % 70‬من املوارد املائية‬ ‫‪9‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫الشكل ‪ 1.1‬املهام األساسية للخدمة اإلرشادية بالتزامن مع أهداف التنمية الزراعية الوطنية‬ ‫احلفاظ على األمن الغذائي الوطني‬ ‫حتسني سبل املعيشة الريفية‬ ‫زيارة انتاجية املواد الغذائية‬ ‫حتسني دخ��ل امل��زارع من خالل‬ ‫االساسية من اجل حتقيق‬ ‫عالية(‪)HVC‬‬ ‫زي��ادة انتاج محاصيل‬ ‫االم���ن ال��غ��ذائ��ي الوطني‬ ‫القيمة (‪ )HVC‬وخصوصا ً بني‬ ‫(منتجات مبتكرة من القطاع‬ ‫صغار املزارعني (بداية العملية‬ ‫اخلاص)‬ ‫االبداعية)‬ ‫نقــــل التكنولوجيا‬ ‫تعليم املزارعني‬ ‫خاصة للمحاصيل‬ ‫ع��ل��ى ت��ن��وي��ع‬ ‫الغذائية الرئيسية‬ ‫النظام الزراعي‬ ‫تدريـــب املزارعني على‬ ‫امل��زارع�ين‬ ‫تدريـــب‬ ‫استخدام للممارسات‬ ‫ل��ت��ن��ظ��ي��م��ه��م في‬ ‫املستدامة ‪NRM‬‬ ‫انتاجية‬ ‫مجموعات‬ ‫العمل من اجل حتقيق االمن الغذائي‬ ‫وجمعيات‬ ‫تنظيم امل��زارع�ين (رأس املال‬ ‫الوطني على املدى الطويل من خالل‬ ‫االجتماعي) إلى مجموعات من‬ ‫تدريب املزارعني على استخدام املوارد‬ ‫املنتجني لزيادة فرص الوصول‬ ‫الطبيعية املستدامة (ادارة املوارد‬ ‫إلى األس��واق وخاصة احملاصيل‪/‬‬ ‫الطبيعية) ادارة املمارسات‬ ‫املنتجات ذات القيمة العالية‬ ‫‪ ‬‬ ‫لألمة‪ ،‬ولكن مع زيادة التحضر والتنمية الصناعية جرى استنزاف املوارد املائية في العديد‬ ‫من الدول مما يخلف وراءه نتائج سلبية على املدى الطويل‪ .‬ولذلك‪ ،‬يجب على املزارعني‬ ‫االقتناع باستخدام تقنيات وتكنولوجيا أكثر كفاءة في استخدام املياه و‪ /‬أو إلى التحول‬ ‫إلى محاصيل ذات االحتياجات املائية القليلة‪.‬‬ ‫بعض التقنيات مثل‪ :‬حصاد املياه‪ ،‬تتطلب مزيدا من العمالة‪ ،‬في حني أن معظم‬ ‫أساليب الري احلديثة (كالري بالتنقيط) تتطلب استثمارات رأسمالية كبيرة‪ ،‬وارتفاع‬ ‫تكاليف التشغيل‪ .‬وميكن لتكنولوجيا أخرى‪ ،‬مثل اإلدارة املتكاملة لآلفات (‪،)IPM‬‬ ‫املساعدة في احلفاظ على املوارد الطبيعية وتخفيض تكاليف اإلنتاج‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن‬ ‫نشر العديد من هذه التكنولوجيا أو ممارسة تقنيات اإلنتاج مثل املكافحة املتكاملة‬ ‫لآلفات سوف تتطلب زيادة كبيرة في خدمات التعليم غير النظامي (االرشادي) كالتي‬ ‫تقدم من خالل املدارس احلقلية للمزارعني‪ .‬إن معظم أنظمة اإلرشاد الزراعي الوطني‬ ‫ليس لديها عدد كاف من املرشدين املدرَّبني تدريبا جيدا أو املوارد املالية الكافية (بدون‬ ‫‪10‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫االعتماد املستمر على الدعم من اجلهات املانحة) لتنفيذ ‪ 8-12‬عملية تدريسية حقلية‬ ‫خالل موسم واحد لـ ‪ 15-20‬مزارعا (أي أن املدارس احلقلية هي منهج تكثيف العمل)‪.‬‬ ‫إن عدم وجود البنية التحتية املناسبة للنقل باالضافة إلى ارتفاع تكاليف الطاقة‬ ‫أدّى إلى ارتفاع أسعار األسمدة في كثير من البلدان‪ .‬وهذه العوامل‪ ،‬جنبا إلى جنب مع‬ ‫تدني أسعار املواد الغذائية األساسية‪ ،‬جعلت من الصعب على صغار املزارعني احلفاظ‬ ‫على مستوى إنتاجه احلالي للمحاصيل أو زيادته‪ ،‬مع احلفاظ على مستويات خصوبة‬ ‫التربة‪.‬‬ ‫اجلزء ‪ :3‬العالقة بني أهداف التنمية الزراعية الوطنية وغايات ووظائف اإلرشاد الزراعي‬ ‫اخملتلفة‪.‬‬ ‫حيث أن احلكومات تهتم في كيفية تعزيز نظم اإلرشاد من أجل حتقيق األهداف‬ ‫الوطنية للتنمية الزراعية‪ ،‬فإنها حتتاج إلى النظر في كيفية الربط بني هذه الوظائف‬ ‫اخملتلفة واإلرشاد الزراعي وما بني عالقته باألهداف الوطنية الشاملة‪ ،‬واملوضحة بالشكل‬ ‫‪ ، 1 . 1‬علما بأنه سيتم وصف كل من هذه الوظائف الرئيسة مبزيد من التفصيل في‬ ‫هذا القسم‪.‬‬ ‫الغاية رقم ‪ :1‬نقل التكنولوجيا الزراعية اجلديدة لتحقيق األمن الغذائي الوطني‬ ‫خالل النصف الثاني من القرن العشرين ركزت معظم أنظمة اإلرشاد الوطنية‬ ‫بشكل أساس على نقل التكنولوجيا الزراعية التي من شأنها أن تزيد إنتاجية احملاصيل‬ ‫الرئيسية واالنتاج احليواني لتحقيق األمن الغذائي الوطني‪ .‬هذا الهدف اإلرشادي الرئيس‬ ‫عزَّز بشكل كبير أثناء الثورة اخلضراء‪ ،‬عندما مت نقل التكنولوجيا احملسنة‪ ،‬وخصوصا‬ ‫تَ َ‬ ‫تلك املتعلقة بالقمح واألرز إلى كثير من املزارعني الذين استفادوا‪ ،‬وال سيما في آسيا‪.‬‬ ‫إذا أخذنا بعني االعتبار عملية نقل التكنولوجيا كاستراتيجية ارشادية‪ ،‬فمن املفيد‬ ‫أن نستعرض بإيجاز املفاهيم األساسية التقليدية الواردة في كتاب ايفرت روجرز عام‬ ‫‪ 1962-‬نشر االبتكارات واالبداع‪ -‬املتوفر حاليا بطبعته اخلامسة واألخيرة الصادرة عام‬ ‫‪ .2003‬والذي أشار فيها إلى أن أول من تبنى األبحاث اجلديدة واالبتكارات (أي التكنولوجيا‬ ‫اجلديدة) هم عموما أكثر تقدما‪ ،‬إنهم املزارعون التجار الذين مت تصنيفهم باملبدعني‬ ‫(حوالي ‪ 2‬إلى ‪ 3‬في املائة) أو املتبنون األوائل (حوالي ‪ 13‬الى ‪ 14‬في املائة)‪.‬‬ ‫‪11‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫لذا‪ ،‬خالل القرن العشرين‪ ،‬وال سيما في البلدان املتقدمة صناعيا‪ ،‬كان شائعا ومقبوال‬ ‫اتباع أسلوب نقل التكنولوجيا ارشاديا‪ ،‬حيث سيكون الكبار واملتعلمون من املزارعني‬ ‫من بني اجملموعة األولى (املبدعون) من سيعتمدون هذه التقنيات‪ .‬أما الفئة الوسطى‬ ‫من املزارعني التجاريني سيعتبرون من املتبنني األوائل (‪ ،)34%‬في حني صغار املزارعني‬ ‫من اجملموعة‪ ،‬ممن يشكلون األغلبية املتأخرة (‪ ،)34%‬ويطلق عليهم املتبنني املتأخرين أو‬ ‫املتقاعسني‪ ،‬ويشكلون حوالي (‪.)16%‬‬ ‫خالل نشر تكنولوجيا الثورة اخلضراء‪ ،‬حصل نفس هذا النمط من التبني‪ ،‬ولكن‬ ‫العملية سارت بسرعة أكبر بكثير مما مت تصوره‪ ،‬وخصوصا بعد انتشار أصناف القمح‬ ‫واألرز ذات االنتاجية العالية‪ ،‬جنبا إلى جنب مع تطبيق املمارسات الزراعية الالزمة (الزراعة‬ ‫املكثفة وأساليب احلراثة) واستخدام املدخالت (األسمدة والكيماويات الزراعية)‪.‬‬ ‫واملفهوم اآلخر املهم الذي يجب أن يؤخذ بعني االعتبار‪ -‬هو أنه خالل القرن العشرين‪،‬‬ ‫وخصوصا في أوروبا وأمريكا الشمالية‪ ،‬اعترف معظم خبراء اإلرشاد بحقيقة عدم قدرة‬ ‫معظم صغار املزارعني على املنافسة في االقتصاد الزراعي املتحرر‪.‬‬ ‫وكان املفهوم املتداول بشكل عام أن أغلبية صغار املزارعني من ذوي الدخل املنخفض‪،‬‬ ‫(أو أبنائهم) سيهجرون الزراعة في نهاية املطاف لصالح كباراملزارعني التجاريني‪ ،‬احلاصلني‬ ‫على أكثر األرباح جراء استخدام التكنولوجيا اجلديدة‪ .‬وكمزارعني لهم القدرات املالية‬ ‫والفنية‪ ،‬فإن باستطاعتهم توسيع عملياتهم الزراعية اخلاصة بهم بشكل أوسع‪.‬‬ ‫لم تعتبرالهجرة من الريف إلى احلضر مشكلة خطيرة في معظم البلدان الصناعية‪،‬‬ ‫نظرا للنمو السريع واملتزامن للقطاعات الصناعية واخلدمية التي استقطبت العديد‬ ‫من سكان املناطق الريفية في وظائف في املناطق احلضرية‪.‬‬ ‫د» ال حتدث هكذا بسرعة في معظم البلدان‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فإن ظاهرة “الدفع والش ّ‬ ‫النامية‪ ،‬وال سيما في دول جنوب الصحراء االفريقية الكبرى‪ .‬ولذلك‪ ،‬فإن الهدف املباشر‬ ‫هو اتباع استراتيجية ارشاد أكثر توازنا‪ ،‬مبا في ذلك اإلبداعات املوجهه لتنمية السوق‪،‬‬ ‫والتي سوف تساعد على زيادة دخل املزارع‪ ،‬وبالتالي حتسني سبل العيش في الريف‪.‬‬ ‫ومن خالل استراتيجية ارشادية أكثر توازنا‪ ،‬كما هو موضح في الشكل السابق‬ ‫‪ ،1.1‬سوف يكون الهدف ‪ -‬مساعدة املزارعني ذوي احليازات الصغيرة‪ ،‬وخصوصا الفقراء‬ ‫في املناطق الريفية‪ ،‬من أجل حتسني سبل معيشتهم‪ ،‬وزيادة دخلهم الزراعي‪ ،‬وحتقيق‬ ‫األمن الغذائي األسري‪ ،‬وتنظيمهم في مجموعات من املنتجني (متكينهم)‪ ،‬وزيادة فرص‬ ‫احلصول على اخلدمات الصحية والتعليمة ألطفالهم‪.‬‬ ‫‪12‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫وعند النظر إلى هذا الهدف الشامل لتحسني سبل املعيشة الريفية فإن اإلرشاد‬ ‫العام يجب أال ّ يعطي األولوية ألسلوب اإلرشاد التقليدي لنشر التقنيات احلديثة‬ ‫«نشر االبداعات»‪ diffusion of innovation‬التي من شأنها أن توفر أكبر قدر من املنفعة‬ ‫االقتصادية لكبار املزارعني والتجار املزارعني‪ .‬هذه املهمة تتم من قبل القطاع اخلاص من‬ ‫ورِّدين ملدخالت االنتاج‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن تكلفة”اخلدمات االستشارية‬ ‫خالل التجار امل ُ َ‬ ‫التقنية” ‪ technical advisory services‬ستتحول تدريجيا إلى املزارعني أنفسهم‪،‬‬ ‫وخصوصا كبار املزارعني التجاريني الذين يستخدمون مدخالت اكثر‪.‬‬ ‫بدال من ذلك يجب على اإلرشاد العام أن يعطي مزيدا ً من االهتمام الستراتيجية‬ ‫أوسع‪ ،‬وأن يُبدي املزيد من االهتمام لألسواق املتغيرة للمحاصيل عالية القيمة واملنتجات‬ ‫األخرى‪ .‬إضافة إلى تنظيم املزارعني في مجموعات من املنتجني لتزويد هذه األسواق‪،‬‬ ‫واستخدام أفضل لإلدارة املستدامة للموارد الطبيعية واملمارسات الزراعية‪.‬‬ ‫إضافة إلى ذلك‪ ،‬يجب أن يكون هناك تعاون وثيق ما بني القطاعني العام (وخصوصا‬ ‫األخصائيني اإلرشاديني) وشركات القطاع اخلاص املورِّدة للمدخالت؛ ألن معظم جتار‬ ‫املدخالت احمللية‪ ،‬ال سيما في املناطق أو األقاليم الرئيسية والفرعية‪ ،‬ليس لديهم‬ ‫من الناحية الفنية موظفي مبيعات مؤهلني لكي يعطوا املشورة الفنية الصحيحة‬ ‫للمزارعني‪ .‬وبدال من أن يكون هناك تنافس بني البحث العلمي واإلرشاد الزراعي من جهة‪،‬‬ ‫والقطاع اخلاص من جهة أخرى‪ ،‬ينبغي تطوير الشراكة بني القطاعني العام واخلاص‪،‬‬ ‫خصوصا مع التجار من مورِّدي املدخالت االنتاجية‪ ،‬كما هو موضح بتفصيل أكثر في‬ ‫الفصل ‪.4‬‬ ‫الغاية رقم ‪ :2‬زيادة دخل املزارع وحتسني سبل العيش الريفية‬ ‫تعمل العديد من الدول وبعض أنظمة اإلرشاد الزراعي على حتويل االنتباه إلى‬ ‫الهدف األوسع نطاقا‪ ،‬وهو‪ ،‬حتسني سبل املعيشة الريفية‪ .‬ولتحقيق هذا الهدف‪ ،‬فإن‬ ‫نظم اإلرشاد الوطنية بحاجة لتعزيز وتطوير وتنمية املوارد البشرية (‪Human resource‬‬ ‫‪ )development‬من الناحية التقنية واإلدارية‪ ،‬ومهارات التسويق جلميع املزارعني‪،‬‬ ‫وخصوصا صغار املزارعني من الرجال والنساء‪ ،‬فضال عن الذين ال ميلكون أرضا‪ ،‬والسكان‬ ‫األصليني‪ ،‬والشباب في املناطق الريفية‪ ..،‬وغيرها من اجملموعات املترددة‪ .‬وتكمن املهمه‬ ‫في مساعدة هذه األسر اخملتلفة في االختيار الناجح‪ ،‬وانتاج مزيج مالئم من احملاصيل‬ ‫والثروة احليوانية‪ ،‬و‪ /‬أو غيرها من املشاريع التي تناسب املوقع اجلغرافي (إمكانية الوصول‬ ‫‪13‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫إلى األسواق) وتتوافق مع شروط البيئة الزراعية واألرض والعمالة واملوارد املائية‪.‬‬ ‫وعند النظر في أفضل السبل لتنفيذ الغايات اإلرشادية لتحسني سبل املعيشة في‬ ‫الريف‪ ،‬فمن الضروري التفريق بني أنواع احليازات الزراعية (أي الفقراء‪ ،‬الصغيرة‪ ،‬املتوسطة‬ ‫احلجم‪ ،‬والكبيره‪ ،‬واملزارعني التجاريني)‪ ،‬والنظر في االختالفات التقليدية بني املزارعني من‬ ‫الرجال والنساء‪ ،‬فضال عن الشباب في املناطق الريفية‪ .‬فمثالً‪ ،‬العديد من الفقراء وصغار‬ ‫املزارعني وال سيما املزارعات‪ ،‬يفتقرون عادة للتعليم األساسي؛ ولذلك‪ ،‬فإن احتياجاتهم‬ ‫تختلف كثيرا عن املهارات واملعرفة التي يحتاجها املزارعون ذوي احليازات املتوسطة‪،‬‬ ‫وباخلصوص املزارعني التجاريني‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬فان دور النساء املزارعات داخل األسرة‬ ‫يختلف اختالفا كبيرا عبر مختلف الثقافات واملناطق الزراعية البيئية املتباينة‪ ،‬والنظم‬ ‫الزراعية‪ ،‬وبالتالي فاحتياجات وفرص كل فئة من املزارعني يجب أن تدرس بعناية‪.‬‬ ‫وسنورد في الفصل الثالث أمثلة مختلفة حول تعليم املرأة الريفية كيفية استخدام‬ ‫موارد امللكية املشتركة (برك القرى والغابات القريبة) للبدء في انتاج مختلف املنتجات‬ ‫عالية القيمة‪ ،‬مثل أسماك املياه العذبة‪ ،‬وشرانق احلرير‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬هناك العديد‬ ‫من األمثلة األخرى الناجحة املطبقة على أفراد األسرة الذين ال ميلكون أرضا‪ ،‬مبا في‬ ‫ذلك املرأة الريفية‪ ،‬وكيف تعلموا االنتاج والتسويق للمنتجات ذات القيمة العالية‪،‬‬ ‫مثل الفراريج املنزلية والبيض والفطر والعسل والكمبوست ( ‪ ،)vermicompost‬وهكذا‬ ‫دواليك‪ .‬ومن اجلدير بالذكر أن الشباب في املناطق الريفية مت جتاهله فيما مضى إلى حد‬ ‫كبير من قبل معظم نظم اإلرشاد الوطنية‪ ،‬ولكن الكثير من هؤالء الشباب سيصبحون‬ ‫في املستقبل املزارعني واملزارعات في معظم اجملتمعات الريفية‪.‬‬ ‫هذه االختالفات في الوضع االجتماعي واالقتصادي‪ ،‬والنوع االجتماعي‪ ،‬والعمر‪،‬‬ ‫ستناقش مبزيد من التفاصيل في الفصل ‪.3‬‬ ‫الغاية رقم ‪ :3‬تنظيم أو متكني املزارعني من خالل البناء االجتماعي في اجملتمعات‬ ‫الريفية‪.‬‬ ‫في معظم البلدان النامية‪ ،‬لم يهتم النظام اإلرشادي العام بدرجة كبيرة في‬ ‫تنظيم املزارعني واملزارعات والشباب في املناطق الريفية‪ .‬ويرجع ذلك إلى الطلب‬ ‫على النظام اإلرشادي نفسه و‪ /‬أو وزارة الزراعة (ونعني مدخالت االنتاج‪ ،‬االقتراض‪،‬‬ ‫الخ)‪ .‬إضافة إلى أن اإلرشاد كان يركز بشكل أساس على نقل التكنولوجيا في‬ ‫مجال احملاصيل الغذائية الرئيسة‪ ،‬ولم يكن لرأس املال االجتماعي دورا أساسيا‬ ‫‪14‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫في السابق في استراتيجية التنمية الزراعية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬وللمساعدة في حتسني‬ ‫سبل العيش في املناطق الريفية سيكون مهما إن لم يكن ضروريا تنظيم املزارعني‬ ‫مبا في ذلك املزارعات‪ ،‬في أنواع مختلفة من مجموعات املنتجني‪ ،‬ومساعدتهم‬ ‫من خالل ربط هذه اجملموعات باألسواق التي تتعامل مع احملاصيل ذات القيمة‬ ‫العالية واملنتجات املناسبة‪ ،‬إضافة إلى املعلومات واملعارف األخرى واملؤسسات‬ ‫مثل املؤسسات البحثية‪ .‬والفشل في إجناز هذا سوف يؤدي إلى إيجاد عدد آخر من‬ ‫اجلهات الفاعلة من املؤسسات األخرى لالستيالء على أغلبية األرباح من احملاصيل‬ ‫عالية القيمة‪ ،‬في حني يواصل املزارعون حتمل مخاطر انتاج محاصيل ذات قيمة‬ ‫عالية قابلة للتلف السريع‪.‬‬ ‫وعالوة على ذلك‪ ،‬وكما أشير إليه أعاله‪ ،‬ميكن تنظيم مجموعات من الشباب‬ ‫في املناطق الريفية بشكل فعال‪ ،‬وباستراتيجية طويلة‪ ،‬من أجل بناء رأس املال‬ ‫البشري واالجتماعي على حد سواء ضمن اجملتمعات الريفية‪.‬‬ ‫هذا التوجه ال يزال يشكل أولوية قصوى في عدد قليل من نظم اإلرشاد في‬ ‫جميع أنحاء العالم‪ ،‬مثل كوستاريكا‪ ،‬ونيجيريا‪ ،‬وتنزانيا‪ ،‬وتايالند‪ ،‬والواليات املتحدة‪.‬‬ ‫وملعرفة املزيد عن برامج نادي ‪ 4H‬في بلدان مختلفة‪ ،‬شاهد الرؤية الوطنية على‬ ‫موقع املقر لشبكة االتصاالت العاملية ‪4H‬‬ ‫‪www.national4-hheadquarters.gov/about/4h_atlas.htm‬‬ ‫الغاية رقم ‪ :4‬تدريب املزارعني على استخدام املوارد الطبيعية املستدامة‬ ‫إدارة املمارسات‬ ‫خالل السنوات العشرين املاضية‪ ،‬وفي جميع أنحاء العالم‪ ،‬تضاءلت اجلهود‬ ‫الرامية لتوسيع األراضي الزراعية الصاحلة للزراعة إلى حد كبير‪ .‬وفي الوقت نفسه‪،‬‬ ‫من املتوقع أن يصل عدد سكان العالم إلى ما يقرب من ‪ 9‬مليارات بحلول عام ‪،2050‬‬ ‫وبالتالي‪ ،‬فإن إنتاج األغذية في العالم يجب أن يتضاعف خالل هذه الفترة اذا اردنا‬ ‫خفض اجلوع في العالم‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬وكما ذكر سابقا‪ ،‬ففي العديد من بلدان‬ ‫آسيا وأمريكا الالتينية هناك حتول مستمر في النمط االستهالكي‪ ،‬من اعتماد‬ ‫قليل على احلبوب‪ ،‬إلى ارتفاع في استهالك اللحوم واأللبان واألسماك واخلضروات‬ ‫والفواكه‪ .‬وهذا األمر نالحظ انتشاره مؤخرا في بعض البلدان األفريقية الشبه‬ ‫‪15‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫الصحراوية أيضا‪ .‬هذه التغييرات ترافقت جنبا إلى جنب مع االستهالك الزائد‬ ‫قبل املستهلكني‬ ‫أواملفرط من املنتجات الغذائية و‪ /‬أو من ضياع كميات كبيره من ِ‬ ‫األثرياء‪ ،‬مما يؤدي في النهاية إلى زيادة إجمالي الطلب على الغذاء تصاعديا ب‬ ‫‪ 2.5‬مرة أكثر من مستويات االنتاج احلالية‪ .‬وجتدر اإلشارة إلى أن إنتاج العالم من‬ ‫محاصيل احلبوب‪ ،‬وعلى أساس نصيب الفرد‪ ،‬بلغت ذروتها خالل الثمانينيات من‬ ‫القرن املاضي‪ ،‬وبدأت باالنخفاض ببطء منذ ذلك احلني‪ ،‬على الرغم من ازدياد معدالت‬ ‫االنتاج السنوي (‪.)UNEP 2007a, p.110‬‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬أصبحت املوارد الطبيعية في العالم إلنتاج الغذاء حتت ضغط‬ ‫كبير‪ .‬فعلى سبيل املثال‪ ،‬ان غسيل العناصر الغذائية واستنفاذها في التربة‬ ‫يحدث في العديد من البلدان االستوائية وشبه االستوائية‪ ،‬كما وأصبحت ندرة‬ ‫املياه أكثرحدة في العديد من مناطق العالم‪ ،‬وال سيما في الدول التي حتصل‬ ‫فيها الزراعة على حصة األسد من املياه املسحوبة من اجلداول واملياه اجلوفية‪.‬‬ ‫وهناك طلب ومنو متزايد على موارد املياه الشحيحة وخصوصا من قبل الصناعات‬ ‫املتطورة‪ ،‬وارتفاع أعداد سكان املدن في جميع أنحاء العالم‪ .‬وباملثل‪ ،‬هناك في كثير‬ ‫من البلدان مازال يحدث التصحر‪ ،‬وتدهور األراضي‪ ،‬وتلوث املياه اجلوفية نتيجة‬ ‫الستنزافها‪.‬‬ ‫وملزيد من املعلومات عن إدارة هذه املشاكل من املوارد الطبيعية ‪Natural‬‬ ‫)‪ ، Resource Management (NRM‬انظر التقرير العاملي لتوقعات البيئة‪ :‬البيئة من‬ ‫اجل التنمية (‪.)UNEP 2007a‬‬ ‫من الواضح أن هناك حاجة ملحة لنظم اإلرشاد العامة في معظم الدول‬ ‫إلعطاء أولوية أعلى‪ ،‬وتخصيص املزيد من األموال لتعليم املزارعني كيفية‬ ‫استخدام اإلدارة واملمارسات املستدامة للموارد الطبيعية بأقل التكاليف؛ وإذا لم‬ ‫تتم فستجابِه العديد من البلدان عواقب وخيمه بعيدة املدى مرتبطة مبثل هذه‬ ‫املشاكل‪ ،‬وخصوصا في إدارة املوارد الطبيعية والتي تصبح أكثر حدة مع ازدياد‬ ‫الطلب على الغذاء‪.‬‬ ‫ما يجب على املزارعني أوالً‪ ،‬هو أن يتفهموا العواقب بعيدة املدى‪ ،‬وأن يعرفوا‬ ‫أفضل السبل ملعاجلة هذه املشاكل وإدارة املوارد الطبيعية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن العديد‬ ‫من املزارعني ال ميلكون احلوافز‪ ،‬وال املوارد الالزمة العتماد املمارسات املستدامة في‬ ‫‪16‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫إدارة املوارد الطبيعية؛ ما لم تدرَّب أوال على كيفية تنويع أو تكثيف نظمها الزراعية‬ ‫كوسيلة لزيادة دخل املزارع‪.‬‬ ‫على سبيل املثال‪ ،‬ميكن تشجيع صغار املزارعني العتماد تكنولوجيا الري‬ ‫بالتنقيط إذا كانوا قادرين على انتاج وتسويق احملاصيل البستانية ذات القيمة‬ ‫العالية‪ .‬وباملثل‪ ،‬فإن بعض الدول تتجه اآلن إلى إيقاف الرعي بشكل كلي‪ ،‬بحيث ال‬ ‫يكون هناك رعي في تربية الثروة احليوانية‪ ،‬حتى يتمكنوا من زيادة معدل التسمني‪،‬‬ ‫ومن ثم االستفادة من مخلفات احليوانات كالزبل البلدي إلنتاج ِ‬ ‫الغالل الزراعية‬ ‫العضوية‪.‬‬ ‫اجلزء ‪ : 4‬مالحظات ختامية‬ ‫كان الغرض من هذا الفصل تقدمي إطار ملفاهيم تطور نظم اإلرشاد واخلدمات‬ ‫االستشارية مع مرور الزمن‪ ،‬والتي تعكس مختلف األهداف الوطنية للتنمية‬ ‫الزراعية‪ .‬فخالل النصف الثاني من القرن العشرين‪ ،‬كان الهدف األساسي من‬ ‫التنمية الزراعية في معظم البلدان النامية ‪ -‬األمن الغذائي الوطني‪ .‬ويرجع في‬ ‫جزء كبير منه إلى الثورة اخلضراء‪ ،‬حيث كان التركيز في اإلرشاد العام على ‪ -‬نقل‬ ‫التكنولوجيا‪ ،-‬حيث حققت كثير من األمم فعال األمن الغذائي الوطني في نهاية‬ ‫القرن العشرين‪ .‬وكنتيجة لذلك‪ ،‬بدأ تراجع الدعم احلكومي للبحوث الزراعية‬ ‫واملؤسسات اإلرشادية التي لها تأثير على املدى الطويل بشكل مباشر على تزايد‬ ‫اإلنتاجية الزراعية‪.‬‬ ‫هذه االجتاهات كان لها تأثير سلبي على صغار املزارعني واملزارعات‪ ،‬ال سيما في‬ ‫البلدان االفريقية شبه الصحراوية‪ ،‬والعديد من البلدان االفريقية األخرى ‪ .‬والسبب‬ ‫نفسها غير قادره على شراء أو‬‫دت َ‬ ‫أن معظم هذه األسر الزراعية الصغيرة وَ َ‬ ‫ج َ‬ ‫اكتساب املزيد من األراضي أواحلصول عليها‪ .‬في حني أن أسعار املواد الغذائية‬ ‫األساسية بدأت باالنخفاض ببطء في العديد من البلدان النامية مع ازدياد‬ ‫دورالقطاع اخلاص في تسويق مدخالت اإلنتاج الرئيسة‪ ،‬وإنتاج البذور واألسمدة‬ ‫واملواد الكيميائية‪.‬‬ ‫ونتيجة لذلك‪ ،‬أصبح من الصعب وبشكل متزايد على معظم أسر املزارعني‬ ‫الصغار (أي أصحاب احليازات التي تقل مساحتها عن ‪ 10-20‬دومن) للحفاظ على‬ ‫مستويات إنتاجيتها‪ .‬لقد بدأت بعض نظم اإلرشاد الوطنية‪ ،‬وخصوصا تلك‬ ‫املوجودة في آسيا تُولي مزيدا من االهتمام لتحسني سبل املعيشة في الريف‬ ‫‪17‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫والتركيز على ذلك‪ ،‬وبتحويل املزيد من االهتمام أيضا لتنويع وتكثيف نظم الزراعة‪.‬‬ ‫وعليه‪ ،‬فإن الغرض من الفصل التالي‪ ،‬هو توضيح مناذج إرشادية مختلفة‬ ‫بتفصيل أكثر‪ ،‬وبيان كيفية تطورها مع مرور الزمن‪ ،‬وارتباطها بغايات التنمية‬ ‫واحتياجات املزارعني‪ .‬ثم في الفصل الثالث‪ ،‬سنركز على مجموعة الفئات‬ ‫املستهدفة األساسية التي ميكن أن تَخ ِ‬ ‫دم صغار املزارعني واملزارعات من قبل اإلرشاد‬ ‫العام‪ ،‬وتخدم أيضا املزارعني الذين ال ميلكون أرضا‪ ،‬يُضاف إليهم شباب املناطق‬ ‫الريفية؛ في حني أن املزارعني التجاريني ميكنهم احلصول على اخلدمات االستشارية‬ ‫واملدخالت االنتاجية من القطاع اخلاص‪.‬‬ ‫‪18‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫الفصل الثاني ‪​​ :‬نظرة عامة على نماذج ومناهج إرشادية مختلفة‬ ‫نظرة عامة‬ ‫خالل القرن العشرين‪ ،‬نظمت جميع أجهزة اإلرشاد الزراعي تقريبا كمديريات‬ ‫ضمن وزارة الزراعة في بالدهم‪ .‬ولذلك‪ ،‬فإن معظم أجهزة اإلرشاد الزراعي هي‬ ‫إدارات حكومية‪ ،‬تدار من األعلى إلى األسفل (من القمة الى القاعدة) في هيكل‬ ‫إداري‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬كان من أولويات وغايات التنمية الوطنية الزراعية في‬ ‫البلدان حتقيق األمن الغذائي الوطني بعد حصولها على استقاللها‪ .‬ونتيجة‬ ‫لذلك‪ ،‬ركزت معظم برامج اإلرشاد في املقام األول على أنشطة نقل التكنولوجيا‬ ‫التي من شأنها حتسني االنتاج من السلع الغذائية األساسية‪ ،‬مع اهتمام أقل‬ ‫بكثير بالبرامج واألنشطة اإلرشادية األخرى ومواردها‪ ،‬مبا في ذلك الثروة احليوانية‬ ‫والبستنة والثروة السمكية وإدارة املوارد الطبيعية‪.‬‬ ‫مع مرور الزمن‪ ،‬أصبحت احلكومات الوطنية واجلهات املانحة تشعر بقلق متزايد‬ ‫حول أداء نظم اإلرشاد الوطنية‪ .‬لذا‪ ،‬مت جتريب واختبار مناذج مختلفة‪ .‬أنظر نهج‬ ‫اإلرشاد (‪ )GTZ 2005‬واملناهج البديلة لتنظيم اإلرشاد (‪ .)Nagel 2007‬وسيتم‬ ‫تلخيص كل من هذه الطرق اخملتلفة في تنظيم خدمات اإلرشاد الزراعي بشكل‬ ‫موجز في هذا اجلزء ‪.‬‬ ‫اجلزء ‪ : 1‬مناذج نقل التكنولوجيا‬ ‫اإلرشاد الزراعي أو اخلدمات االستشارية التي تقوم بها وزارة الزراعة‬ ‫كان هذا هو النموذج اإلرشادي األساس واملعتمد في معظم البلدان في الفترة ما‬ ‫بعد استقاللها‪ .‬وكما لوحظ سابقا‪ ،‬وكما هو موضح في الشكل التالي ‪ ، 1.2‬فإن‬ ‫معظم هذه النظم اإلرشادية اعتمدت على منط خطي متزايد لنقل التكنولوجيا‪،‬‬ ‫والتي كان من املتوقع أن تكون مبثابة همزة وصل فعالة بني البحث واإلرشاد الزراعي‬ ‫واملزارعني‪ .‬وكان أمنوذج نقل التكنولوجيا املفروض قد تعزز إلى حد كبير خالل الثورة‬ ‫اخلضراء‪ ،‬عندما مت إدخال أصناف جديدة من احملاصيل والعمليات الزراعية واإلنتاجية‬ ‫املصاحبة لها لدى جميع فئات املزارعني في كل البلدان لتحقيق األمن الغذائي‬ ‫الوطني‪.‬‬ ‫‪19‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫شكل ‪ 2.1‬نظام نقل التكنولوجيا التقليدي للمحاصيل األساسية‬ ‫‪ ‬‬ ‫البحث واإلرشاد العام‬ ‫ويشمل النظام التقليدي في نقل التكنولوجيا للمحاصيل الغذائية الرئيسة‬ ‫بشكل عام‪:‬‬ ‫ •تزايد بحثي خطي ومتسارع مبني على العرض والطلب‪.‬‬ ‫ •االعتماد على الكفاءة‪.‬‬ ‫ •التركيزعلى أهداف معينة‪ ،‬مثل زيادة إنتاج احملاصيل‪ ،‬وتخفيض تكاليف‬ ‫اإلنتاج خصوصا للمحاصيل الغذائية املهمة والسلع االخرى‪.‬‬ ‫وعلى الرغم من أن هناك العديد من االنتقادات لنظم اإلرشاد الرسمية‪،‬‬ ‫أجريت دراسة ملؤسسات البحوث واإلرشاد الزراعي من قبل املركز الدولي لبحوث‬ ‫السياسات الغذائية (‪ )IFPRI‬في جميع أنحاء العالم‪ .‬واستنادا إلى ‪ 80‬دراسة في‬ ‫مختلف مناطق العالم‪ ،‬أشارت التقديرات إلى أن متوسط​​املعدل السنوي‬ ‫​​ العائد‬ ‫من النفقات لإلرشاد قد بلغ في املتوسط ‪ ،% 63‬وللبحوث الزراعية ‪ % 48‬خالل كل‬ ‫فترة الدراسة (‪.)Alston et al.2000,p.55‬‬ ‫التدريب والزيارة اإلرشادية‬ ‫قدم البنك الدولي نظام التدريب والزيارة (‪ )T & V‬كنظام إرشادي في حوالي‬ ‫‪ 70‬بلدا في بداية منتصف السبعينيات وحتى منتصف التسعينيات‪ .‬وكان‬ ‫احلافز لهذه االستثمارات االسراع في نشر تكنولوجيا الثورة اخلضراء للمزارعني‪،‬‬ ‫وخصوصا في آسيا والدول االفريقية (‪ .) Benor and Harrison 1977‬وكانت الغايات‬ ‫‪20‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫الرئيسة لهذه املشاريع تعزيز نظام إدارة اإلرشاد من القمة إلى القاعدة (‪top -‬‬ ‫‪ ،)down‬وحتسني توزيع عدد املرشدين على املزارعني من خالل زيادة عدد املرشدين‬ ‫امليدانيني‪ ،‬وتقدمي خدمات الدعم األساسية ملوظفي اإلرشاد (املكاتب‪ ،‬والسكن‪،‬‬ ‫والتنقل‪ ،‬ومستلزمات اإلرشاد وغيرها)‪ .‬ورغم أن نظام التدريب والزيارة اإلرشادي‬ ‫(‪ )T&V‬لم يكن له تأثير كبيرا في املناطق البعلية (نظرا لقلة التكنولوجيا املطلوبة)‪،‬‬ ‫فقد ساهم هذا النهج في تسريع نشر تكنولوجيا الثورة اخلضراء‪ ،‬خصوصا في‬ ‫تقدِّم مردودا إيجابيا على املدى القصير‪.‬‬‫املناطق املروية‪ ،‬ل ُ‬ ‫وبعد انتهاء املشاريع اإلرشادية في التدريب والزيارة (‪ ، )T&V‬لوحظ ظهورعدة‬ ‫مشاكل إدارية مهمة‪ .‬وكان من أهم العوامل التي أدت إلى ذلك ‪ -‬الزيادة الكبيرة‬ ‫في عدد العاملني الدائمني في مجال اإلرشاد‪ ،‬والتي كانت متول في البداية وفي‬ ‫الغالب من أموال املشاريع ذاتها‪ .‬وخلقت هذه الرواتب اإلضافية واملصاريف املنفعية‬ ‫(التكلفة والفائدة)‪ ‬األخرى مشاكل مالية في موازنات وزارات الزراعة املشاركة على‬ ‫املدى الطويل‪ .‬وبسبب هذه املعوقات املالية اجلديدة‪ ،‬أصبحت املوارد املالية املتاحة‬ ‫لتخطيط البرامج اإلرشادية أو االستمرار في تنفيذ القائم منها غير متوفرة‪ ،‬أو ال‬ ‫تكفي للعاملني في اإلرشاد من املتخصصني واملرشدين امليدانيني‪ .‬ونتيجة لذلك‪،‬‬ ‫تعرضت نظم اإلرشاد ملعيقات مالية حادة بعد انتهاء املشاريع املمولة‪ .‬ونتيجة‬ ‫لهذه التحديات‪ ،‬سعى العديد من املراقبني لدعم تقدمي اخلدمة البديلة على أساس‬ ‫خصخصة أنظمة اخلدمات اإلرشادية احلكومية‪.‬‬ ‫وهناك مشكلة أخرى ذات صلة بهذا‪ ،‬وهي أن املرشدين امليدانيني الذين‬ ‫مت تعيينهم خالل هذه الفترة الزالوا غير مدربني بشكل كاف لتنفيذ املزيد من‬ ‫األنشطة اإلرشادية‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬لم يكن لدى هؤالء املرشدين أي خبرات في‬ ‫مجال وسطاء املعرفة‪ ،‬التي ميكن أن تساعد صغار املزارعني من الرجال والنساء‬ ‫على تنويع نظم الزراعة اخلاصة بهم‪ .‬فقد كان العديد من العاملني في مجال‬ ‫اإلرشاد الذين مت تعيينهم خالل الثمانينيات حاصلني على التعليم املدرسي الثانوي‬ ‫فقط‪ ،‬ومنذ ذلك احلني‪ ،‬تلقوا تدريبا قليال أو حتى معدوما وهم بحاجة إليه فنيا‬ ‫وإداريا وعلى مستوى التسويق ‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬لم يتم تأهيل وتدريب معظم‬ ‫هؤالء املرشدين في مجال مهارات االتصال‪ ،‬لتطبيق برامج إرشادية جديدة وفعالة‪،‬‬ ‫مبا في ذلك تنظيم املزارعني في مجموعات‪ ،‬ومساعدة املزارعني في متابعة احملاصيل‬ ‫اجلديدة ذات القيمة العالية‪ ،‬والثروة احليوانية‪ ،‬أو غيرها من املشاريع‪ .‬وبسبب أن‬ ‫التدريب كان غير كاف‪ ،‬وافتقاره للبرامج ووسائط النقل أدّى إلى أن يقضي كثير‬ ‫‪21‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫من املرشدين امليدانيني معظم أوقاتهم جالسني في مكاتبهم‪.‬‬ ‫وملزيد من املعلومات عن تأثير إرشاد ‪ T&V‬على هذه األنظمة الوطنية‪ ،‬نرجو‬ ‫االطالع على املصدر التالي‪:‬‬ ‫‪The Rise and Fall of Training and Visit Extension: an Asian Mini-Drama with an African‬‬ ‫‪Epilogue by Anderson, Feder, and Ganguly (2006).‬‬ ‫اجلزء ‪ : 2‬نهج اإلرشاد التشاركي‬ ‫االستعراض الريفي لإلرشاد الزراعي‬ ‫أدخلت األساليب غير التقليدية (املتحركة‪ ،‬التوضيحية) في املناطق الريفية‬ ‫كأول محاولة منهجية إلدخال األساليب التشاركية في نظم اإلرشاد‪ .‬واستند هذا‬ ‫النهج‪ ،‬الذي قدمه الفرنسيون في الدول االفريقية الناطقة بالفرنسية‪ ،‬حيث قام‬ ‫على الفلسفة‪ ،‬واملشاركة بالتوازي‪ ،‬والتشابه مع فلسفة باولو فريري في البرازيل‬ ‫(‪ .)Nagel 1997‬وساعد هذا النهج في زيادة الوعي والعمل اجلماعي لتحديد وفهم‬ ‫ومعاجلة املشاكل احمللية‪ ،‬وإدماج املناطق الريفية في النظم والبرامج والوطنية‪.‬‬ ‫وكان من السمات األساسية للميسر ‪ - animatrice or animateur‬عبارة عن‬ ‫قب‪ ،‬ويكون‬ ‫فرد ال يشارك بالفعل في قيادة القرية‪ ،‬ولكن يتم اختياره عادة ليدرِّب ويرا ِ‬ ‫مدعوما من مؤسسات التنمية الريفية احلكومية‪ .‬وهذا الشخص يقيم في القرية‪،‬‬ ‫ويشارك معارفه ومهاراته مع أفراد القرية اآلخرين‪ .‬ويكون مبثابة حلقة اتصال بني‬ ‫القرية واجلهات احلكومية‪ .‬ولم يكن من السهل تفعيل هذا النهج واالستمرار‬ ‫فيه رسميا في معظم البلدان‪ .‬فاملزارعني في كثير من األحيان يريدون املعلومات‬ ‫التقنية (الفنية) أكثر من مجرد «زيادة الوعي»‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن هذا النهج املساعد‬ ‫في التمكني وزيادة الوعي والتنمية القائمة على املشاركة ال يزال يُستخدم حتى‬ ‫اليوم‪ ،‬ال سيما بني املنظمات غير احلكومية ( (‪ .NGOs‬وملزيد من املعلومات عن هذا‬ ‫النهج‪ ،‬أنظر‪.) Castelloe and Prokooy( 1999.pp. 215-216‬‬ ‫التنمية الريفية املتكاملة‬ ‫منذ بداية الستينيات من القرن املاضي وحتى وقتنا احلاضر‪ ،‬كانت هناك محاوالت‬ ‫شتى ملتابعة اجملتمعات بشمولية أكثر‪ ،‬أو اتباع طرق متكاملة للتنمية الريفية‪.‬‬ ‫على سبيل املثال‪ ،‬أشار ‪ Yudelman , 1976‬إلى أن مشاريع التنمية الريفية التي‬ ‫قام بتمويلها البنك الدولي خالل األعوام ‪ ، 1960-70‬ركزت على زيادة االنتاج والدخل‬ ‫‪22‬‬ ‫للمنتجني ذوي الدخل املتدني‪ ،‬والتي حصلت في كثير من األحيان عن طريق إدخال‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫محاصيل جديدة‪ ،‬والتوسع بالتحول التكنولوجي على مستوى املزرعة‪ .‬والفرضية‬ ‫التي يقوم عليها هذا التغيير أو التحول‪ -‬هي كونها يجب أن حتقق ثالثة شروط‬ ‫أساسية‪ .‬أوال‪ ،‬يجب على املنتجني أن يعرفوا كيفية زيادة إنتاجهم؛ ثانيا‪ ،‬يجب أن‬ ‫يكون لديهم القدرة على الوصول إلى الوسائل لزيادة إنتاجهم؛ وثالثا‪ ،‬يجب أن يكون‬ ‫لديهم حافز لبذل اجلهد وتقبل اخملاطر املرتبطة بزيادة انتاجهم‪Yudelman.(1976 p.‬‬ ‫‪ . )374‬ومن املثير لالهتمام أن نالحظ أن هذه الشروط الثالثة قابلة للتطبيق اليوم‬ ‫كما كان عام ‪ ،1976‬وينبغي إيالئها االهتمام الكامل والدقيق في حتديد سبل حتسني‬ ‫نظم اإلرشاد الزراعي لتحسني سبل العيش الريفية‪.‬‬ ‫خالل السبعينيات والثمانينيات من القرن املاضي‪ ،‬اشتركت هذه الطرق‬ ‫والتوجهات إلى حد كبير بتطبيق نهج من القمة الى القاعدة (‪ )top-down‬الذي‬ ‫“يناسب اجلميع”‪ .‬وهذه التوجهات يجري تنفيذها من خالل النموذج اإلرشادي ‪T&V‬‬ ‫‪ .‬كما واستدعت احلاجة في أواخر الثمانينيات والتسعينيات بشكل أوضح إلى‬ ‫إيجاد نهج (طرق) من أجل التنمية الريفية تتصف بشمولية أكثر‪ ،‬لتمكني فقراء‬ ‫الريف باملساهمة بدفع التنمية لألمام‪ .‬ومت االعتراف بأهمية امللكية احمللية كنهج‬ ‫فعال مهتم باحتياجات األفراد والسوق واملنتفعني املتعددين من خالل تطبيق نهج‬ ‫امللكيات اجلماعية املعتمدة وجتمعات األفراد‪.‬‬ ‫وأصبح دور اإلرشاد الزراعي العام في هذه اجملتعات املوحدة الناشئة‪ ،‬وبرامج‬ ‫دت إدارات التنمية الريفية التي تستخدم‬ ‫تطوير اجملتمعات الريفية محدودا‪ .‬وغَ َ‬ ‫نهج القطاعات املتعددة‪ ،‬تُطبِّق برامج التنمية اجملتمعية بشكل أوسع‪ .‬والتعلم‬ ‫من املاضي (وهو نهج اعتمده اجمللس االقتصادي واالجتماعي لألمم املتحدة (‪)2003‬‬ ‫أقر ضرورة أن تستند التوجهات اجلديدة للتنمية الريفية املتكاملة على أقاليمها‬ ‫(أي اجملتمع احمللي)‪ ،‬بدال من االستناد على منطق القطاعات‪ ،‬مع التركيزعلى تضافر‬ ‫اجلهود في كل املواقع وحسب ظروفها احمللية بني مختلف القطاعات‪.‬‬ ‫وفي اخلتام‪ ،‬فإن هدف معظم اجلهات املانحة في احلد من الفقر في املناطق‬ ‫الريفية‪ ،‬هو مساعدة البلدان على تسريع وتيرة النمو االقتصادي حتى يستفيد‬ ‫الفقراء من فوائد النمو في املناطق الريفية‪ .‬هذه االستراتيجية تركز على‪ - 1 :‬تعزيز‬ ‫بيئة مواتية لنمو واسع النطاق في املناطق الريفية والتنمية املستدامة؛ ‪ - 2‬تعزيز‬ ‫اإلنتاجية الزراعية والقدرة على املنافسة؛ ‪ - 3‬تعزيز النمو االقتصادي غير الزراعي؛‬ ‫‪ - 4‬حتسني الرفاه االجتماعي‪ ،‬وإدارة اخملاطر وتخفيفها‪ ،‬واحلد من سريعي التأثر؛ ‪- 5‬‬ ‫حتسني إدارة املوارد الطبيعية للمحافظة على استدامتها‪ .‬وللحصول على مزيد من‬ ‫‪23‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫املعلومات حول استراتيجيات التنمية الريفية املتكاملة ‪ ،‬أنظر‬ ‫‪Reaching the Rural Poor (World Bank 2003b) and Integrated Rural Development: the‬‬ ‫‪Concept and Its Operation (Nemes 2005).‬‬ ‫املعوقات الرئيسة إلنشاء وإيجاد نظم إضافية متكاملة للتنمية الريفية‬ ‫تطوير النظام‬ ‫منذ ثمانينيات القرن املاضي كان هناك اعتراف متزايد باحلاجة إلى إشراك‬ ‫مجموعات مختلفة من املزارعني في حتديد أولويات البحث واإلرشاد‪ .‬فعلى‬ ‫سبيل املثال‪ ،‬مت تطوير تقنيات التقييم السريع للمناطق الريفية (البحث الريفي‬ ‫باملشاركة) (‪ )RRA‬ما بني ‪ ،1990 - 1970‬استجابة للمشاكل التي ينظر إليها‬ ‫الباحثون الذين يفتقرون إلى عالقات جيدة مع السكان احملليني في حتديد املعيقات‬ ‫املهمة في النظام الزراعي‪ .‬املشكلة هي أن العديد من هذه القضايا في نظام‬ ‫الزراعة هي محددة حسب خصوصية املناطق‪ ،‬نظرا الختالف الظروف الزراعية‬ ‫البيئية‪ ،‬واحتياجات املزارعني‪ ،‬والوصول إلى األسواق‪ .‬ولذلك‪ ،‬فإن أنشطة البحوث‬ ‫واإلرشاد املعنية لتنويع النظم الزراعية هي أكثر صعوبة لرفع مستوى املزارعني‬ ‫من مجرد نقل املعلومات الفنية عن القمح أو أصناف جديدة من األرز للمزارعني‪.‬‬ ‫وبالتالي‪ ،‬فإن أدوات تقييم(‪ )Participatory Rural Appraisal) (PRA‬البحث الريفي‬ ‫باملشــــاركة تطـــــورت إلـى منهـــجية التقيــــــيم الســـــريع للمنـــــاطـق‬ ‫الـــــريفية )‪ (Rapid Rural Appraisal) (RRA‬في مجموعة جديدة من التقنيات‬ ‫التي ميكن استخدامها من قبل العاملني في مجال التنمية الريفية ومجال اإلرشاد‬ ‫امليداني‪ ،‬جلمع وحتليل البيانات عن املشاكل احمللية‪ ،‬مبا في ذلك العوامل االجتماعية‬ ‫واالقتصادية (‪ .)World Bank 1996 a‬وكان إجراء حتليل مخاطر اآلفات جزء من عائلة‬ ‫املناهج املتزايدة‪ ،‬القائمة على املشاركة‪ ،‬واألساليب التي أكدت على أهمية املعرفة‬ ‫احمللية في تخطيط البرامج‪ ،‬ومتكني السكان احملليني إلجراء تقييم احتياجاتهم‬ ‫اخلاصة ألنها تساعد في تشكيل وتوسيع خطط أولويات اإلرشاد‪ .‬وباختصار‪ ،‬فإن‬ ‫املبادئ األساسية لتحليل مخاطر اآلفات الزراعية تشمل املشاركة والعمل اجلماعي‬ ‫واملرونة والعالقة الثالثية ما بني اإلرشاد والبحث واملزارع‪.‬‬ ‫تكمن الصعوبات في االنتقال من النظام اإلرشادي الهرمي ( من القمة إلى‬ ‫القاعدة ) إلى نظام اخر ( من القاعدة الى القمة ) في انه مرتبط الى حد كبير‬ ‫ومباشر بعملية حتويل تخطيط البرامج االرشادية املناطة باملدراء واملسؤولني‬ ‫‪24‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫على املستوى الوطني واالقليمي الى مستوى املقاطعات (احملافظات) الى الفئات‬ ‫املستهدفة املستفيدة من اخلدمة املقدمة لهم في احملافظات او االلوية ‪ .‬تعتبر هذه‬ ‫مشكلة خطيرة من ناحية سياسية ‪ ،‬والتي سيتم مناقشتها مبزيد من التفصيل‬ ‫في الفصل اخلامس ‪ .‬غير ان مجرد قيام العاملني في مجال اإلرشاد إجراء البحوث‬ ‫السريعة باملشاركة سيكون اثرها بسيطا ما لم يكن هناك اطار رسمي لتجمعات‬ ‫املزارعني املمثلني (على سبيل املثال ‪ ،‬جلان استشارية أو توجيهية) التي ميكن من‬ ‫خاللها التعبيرعن احتياجاتهم ومساعدة مجموعة البحوث واإلرشاد لصياغة‬ ‫األولويات جملموعات مختلفة من املزارعني على مستوى احملافظات وااللوية ‪.‬‬ ‫وكمثال‪ ،‬كما هو موضح في الفصل السابع‪ ،‬وفي عملية حتويل نظام اإلرشاد‬ ‫الهندي‪ -‬إنشاء مجالس اإلدارة أواجملالس التنفيذية (‪ )Governing Board‬على‬ ‫مستوى املقاطعات‪ ،‬ملراجعة برامج اإلرشاد‪ ،‬ومن ثم تخصيص املوارد الالزمة‬ ‫للمراكز اإلرشادية على مستوى املناطق الفرعية (األلوية)‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬مت إنشاء‬ ‫جلان املزارعني االستشارية على مستوى املناطق الفرعية‪ ،‬مبا في ذلك املزارعات‬ ‫وغيرهم من الفئات احملرومة‪ ،‬وميكن لهذه اجلماعات اخملتلفة من الفئات املستهدفة‬ ‫التعبيرعن أولوياتها واحتياجاتها‪ ،‬فضال عن تقييم أداء العاملني في مجال اإلرشاد‬ ‫اليصال هذه البرامج الالزمة‪.‬‬ ‫وباختصار‪ ،‬إذا لم يكن الهيكل اإلداري ألنظمة اإلرشاد الزراعي قد نظم بشكل‬ ‫صحيح‪ ،‬فإن احتياجات كبار املزارعني الذكور والتجاريني قد تأخذ أولوية على‬ ‫األرجح‪ .‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬إذا كانت نظم اإلرشاد تهدف لتحسني سبل املعيشة‬ ‫في الريف‪ ،‬وخصوصا بني فقرائه‪ ،‬فإن املراكز اإلرشادية في احملافظات واأللوية يجب‬ ‫أن تضمن املشاركة الكاملة لصغار املزارعني من الرجال والنساء على حد سواء‬ ‫في حتديد األولويات (مبا في ذلك في مجال البحوث)‪ ،‬وإعداد البرامج الضرورية‪ .‬في‬ ‫كثير من احلاالت‪ ،‬فإن هذه الفرص تركز على احملاصيل التي تتطلب عمالة مكثفة‪،‬‬ ‫ذات القيمة العالية‪ ،‬والثروة احليوانية‪ ،‬وغيرها من املشاريع املستدامة التي ميكن‬ ‫أن تزيد إلى حد كبير دخل املزارع‪ ،‬وبالتالي حتسني سبل عيش الفقراء في املناطق‬ ‫الريفية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فان معظم املؤسسات احلكومية‪ ،‬مبا في ذلك اإلرشادية‪ ،‬غير‬ ‫راغبة في إنشاء هذه اآلليات الرسمية التشاركية‪ ،‬إال إذا اضطرت للقيام بذلك من‬ ‫قبل واضعي السياسات الوطنية و‪ /‬أو الوكاالت املانحة التي تدرك مزايا منهجية‬ ‫مشاركة أصحاب الشأن في صياغة وتشكيل البرامج اإلرشادية وأولوياتها على‬ ‫املدى الطويل‪.‬‬ ‫املنظمات اإلرشادية القائمة على املزارعني (‪)Farmer-Based Extension Organizations‬‬ ‫‪25‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫إن أفضل األمثله على نظام إرشادي يعتمد على الطلب ( ‪Demand-driven‬‬ ‫‪ - )extension‬هو ذلك النظام الذي يدار وميول ويوجه من قبل املزارعني أنفسهم‪ .‬وتبعا‬ ‫للبلد املعني‪ ،‬فإن هذه النظم اإلرشادية تدارعموما حتت هياكل إدارية مختلفة‪،‬‬ ‫ومصادر منوعه من الدعم املالي‪ .‬ومن املهم أن نالحظ أن كبار املزارعني‪ ،‬واملزارعني‬ ‫التجاريني‪ ،‬الذين لديهم قيادة أفضل وتنظيم أحسن وتقنية أعلى‪ ،‬وكذلك املزيد‬ ‫من القوة االقتصادية‪ ،‬عادة ما تهيمن على هذه النظم اإلرشادية التي يتحكم أو‬ ‫يسيطر عليها املزارع (‪ .)farmer-controlled‬ولذلك‪ ،‬فإن شمول الفقراء في املناطق‬ ‫الريفية (مبا في ذلك النساء املزارعات وغيرهن من الفئات احملرومة) في هذه األنظمة‬ ‫يستغرق وقتا طويال وجهدا كبيرا‪ ،‬خصوصا في تطوير املهارات القيادية واملهارات‬ ‫التنظيمية‪.‬‬ ‫تتواجد معظم نظم اإلرشاد التي يديرها املزارع في البلدان املتقدمة صناعيا‪،‬‬ ‫حيث بلغ املزارعون التجاريون القدرة التنظيمية لتحقيق اإلدارة الفعالة للخدمة‬ ‫في هذه الهيئات‪ .‬فعلى سبيل املثال‪ ،‬فإن اخلدمات االستشارية الزراعية الدمناركية‬ ‫(‪ )DAAS‬تشمل أكثر من ‪ 3600‬موظفا؛ وهم فقط حتت إشراف منظمات املزارعني‪.‬‬ ‫حيث يبلغ متوسط مساهمة املزارع إلى (‪ )DAAS‬حوالي ‪ / 10000‬دوالر في العام‪.‬‬ ‫والنظام الزراعي االستشاري الفرنسي تديره غرف الزراعة (‪Chambres d’agriculture‬‬ ‫) حيث يعمل فيها ما يزيد على ‪ 7000‬موظف فني‪ ،‬يقدمون خدمات مفيدة جلميع‬ ‫فئات املزارعني في فرنسا‪ .‬ويتم متويل هذا النظام عن طريق فرض ضريبة الزامية‬ ‫على األراضي‪ ،‬بناء على حجم كل مزرعة‪.‬‬ ‫بدأت تظهراألمثلة الناجحة للنظم اإلرشادية التي يديرها املزارع في البلدان‬ ‫النامية‪ ،‬كما هو احلال في تشيلي (انظر املربع ‪ .)2.1‬ففي هذا البلد‪ ،‬مت خصخصة‬ ‫خدمات اإلرشاد تدريجيا على مدى السنوات الثالثني املاضية أو أكثر‪ ،‬إال أن متويلها‬ ‫ال يزال من مسؤولية القطاع العام‪ .‬وشركات القطاع اخلاص تقدم اخلدمات‬ ‫االستشارية إلى كل منظمات املزارعني املشاركة‪ ،‬ولكنها توفر في املقام األول‬ ‫األشكال التالية من خدمات اإلرشاد الزراعي‪ :‬إدارة املزرعة‪ ،‬وعمليات ما بعد احلصاد‪،‬‬ ‫التجهيز ذي القيمة املضافة‪ ،‬واخلدمات القانونية‪ .‬وبشكل عام فإنها ال تركز على‬ ‫اخلدمات االستشارية التقنية التقليدية‪ ،‬التي ال تستهدف سوى زيادة اإلنتاجية‬ ‫الزراعية‪.‬‬ ‫‪26‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫املربع ‪ 2.1‬تشيلي‪ :‬تطور خدمات اإلرشاد التعاقدية‬ ‫تطور النظام اإلرشادي في تشيلي‪ ،‬ومنذ بدء العمل به في عام ‪1978‬على أساس التعاقد‬ ‫مع مقدمي اخلدمات من القطاع اخلاص‪ .‬لقد بني تقييم هذا النظام اإلرشادي نتائج إيجابية‬ ‫من هذه اخلدمات املتعاقد عليها‪ ،‬وبدا أنه ليس هناك أي دعم للعودة إلى نظام اإلرشاد‬ ‫العام‪ .‬وحتى عام ‪ ،1983‬قدمت البرامج اخلاصه باملساعدة التقنية قسائم للمزارعني املتوقع‬ ‫منهم أن يتطوروا جتاريا لدفع بدل خدمات اإلرشاد الزراعي‪ .‬وظهرت املشاكل مع هذا النظام‬ ‫من خالل سلسلة من اإلصالحات التي جعلت البرنامج قائما ً على الطلب بشكل أكبر‬ ‫مع منظمات املزارعني‪ ،‬واقتراح مشاريع محددة للتسويق‪ ،‬وحتديث وتطويراملزارع الصغيرة‪.‬‬ ‫وهاهي جتربة تشيلي توضح كيف أن نظام اإلرشاد التعاقدي قد تطورعلى مر الزمن من أجل‬ ‫التوصل إلى التوجيهات األساسية التالية‪:‬‬ ‫ •تصميم برامج متنوعة خلدمة فئات مختلفة من املزارعني وبأهداف متباينة للبرامج‪.‬‬ ‫ •حتقيق الالمركزية في تصميم البرامج‪ ،‬والتواصل مع املستويات احمللية اخملتلفة‪ ،‬اإلقليمية‬ ‫والبلدية‪ ،‬لتوسيع مشاركة املزارعني‪.‬‬ ‫ •توسيع نطاق التوجه نحو السوق‪ ،‬وخدمات التسويق ضمن برامجها‪.‬‬ ‫ •تقدمي خدمات دعم تقنية جيدة وتدريب وتاهيل ملوظفي اإلرشاد املتعاقد معهم‪.‬‬ ‫ •وضع نظام تقييم ومراقبة جيد على الصعيد الوطني‪.‬‬ ‫ •و مع ذلك‪ ،‬جتدر اإلشارة إلى أنه لم يتم تصميم هذا النظام اإلرشادي اخلاص واملتطور‬ ‫خلدمة الفقراء في املناطق الريفية‪.‬‬ ‫ •ملزيد من املعلومات‪ ،‬راجع (‪ .Beynon et al )1998‬؛)‪Cox and Ortega (2004‬‬ ‫اجلزء ‪ :3‬نظم اإلرشاد التسويقي‬ ‫اخلدمات اإلرشادية (االستشارية) السلعية‬ ‫لقد كانت اخلدمات االستشارية حملاصيل التصدير الرئيسة موجودة منذ عهد‬ ‫االستعمار‪ ،‬وما زالت شائعة في كثير من البلدان النامية التي تنتج محاصيل‬ ‫التصدير الرئيسة مثل املطاط والتبغ والنب والكاكاو وقصب السكر وزيت النخيل‬ ‫واملوز والبرتقال والقطن‪ .‬وبشكل عام‪ ،‬فإن شركات من القطاع اخلاص أو منظمة‬ ‫شبه حكومية تكون مسؤولة عن تشغيل هذه النظم اإلرشادية القائمة على‬ ‫السلع األساس‪ .‬وهذه النظم االستشارية تعمل بفعالية وكفاءة‪ ،‬ألنها تخدم‬ ‫‪27‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫بشكل عام مناطق وبيئات زراعية محددة في املناطق التي ميكن زراعتها بهذه‬ ‫احملاصيل التصديرية‪ ،‬حيث يعمل املوظفون االستشاريون بشكل رئيس مع هؤالء‬ ‫املزارعني املتعاقدين لزراعة هذه احملاصيل‪ .‬وبسبب هذا‪ ،‬تقتصر اخلدمات االستشارية‬ ‫على سلعة واحدة فقط‪ .‬وعليه‪ ،‬فإن تدريب املرشدين واملزارعني هو بسيط نسبيا‪،‬‬ ‫ويجري بشكل مباشر‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن املزارعني أنفسهم لديهم مصلحة‬ ‫اقتصادية في اتباع هذه املمارسات املوصى بها‪ ،‬حتى يتمكنوا من بيع محاصيلهم‬ ‫منها‪ .‬في معظم احلاالت‪ ،‬يتم إنشاء ومتويل كل من البحوث واخلدمات االستشارية‬ ‫لهذه احملاصيل التصديرية من قبل الرسوم املفروضة عليها‪ ،‬أو الضرائب‪ ،‬والتي‬ ‫تدفع من قبل املزارعني املشاركني‪ ،‬على أساس كمية وقيمة املنتجات التي تباع‬ ‫للمصدرين‪ .‬عموما‪ ،‬هذه الضريبة هي حوالي ‪ 1‬في املائة أو أقل من إجمالي العائد‬ ‫الذي يدفع لهؤالء املزارعني‪ .‬وخالصة القول‪ ،‬أن معظم اخلدمات اإلرشادية املعتمدة‬ ‫على صادرات السلع األساسية هي ممولة ومنظمة تنظيما جيدا‪ ،‬وبالتالي‪،‬‬ ‫فهي تعمل بفعالية وكفاءة على حد سواء في توفير هذه اخلدمات االستشارية‬ ‫للمزارعني املشاركني‪ .‬وعلى سبيل املثال‪ -‬النظام اإلرشادي املعتمد على محصول‬ ‫القطن أو غيره من السلع األساسية في مالي‪.‬‬ ‫راجع (‪ )Bingen and Dembele, 2004‬أو راجع ملخص لنظام القطن‪ -‬البحوث‬ ‫واإلرشاد ‪ FUPRO‬في بنني‪ ،‬التي مت توضيحها في املربع (‪ .)2.2‬وبغض النظر عن أي‬ ‫منوذج إدارة استخدم‪ ،‬فمن األهمية مبكان أن مجموعات أصحاب املصلحة األولية‬ ‫تشارك رسميا في حتديد أولويات البحوث واإلرشاد الزراعي‪ ،‬وكذلك في تقييم‬ ‫الكيفية التي ينبغي أن تستخدم هذه األموال للبرنامج‪.‬‬ ‫إضافة إلى هذه األنظمة اإلرشادية القائمة على أساس السلع األساسية‬ ‫التصديرية‪ ،‬هناك أمثلة أخرى ممتازة‪ ،‬حيث يتم توفيراخلدمات االستشارية وغيرها‬ ‫لألعضاء في اجلمعيات التعاونية من قبل اجلمعيات التعاونية نفسها‪ ،‬أومن قبل‬ ‫شركات التصدير من القطاع اخلاص‪ .‬وعلى سبيل املثال‪ ،‬جمعية والية غوجارات‬ ‫االحتادية لتسويق احلليب‪ ،‬والتي عملت ملدة ‪ 35‬عاما‪ ،‬لديها حاليا حوالي ‪ 2,8‬مليون‬ ‫عضو في جميع أنحاء الهند الذين يرسلون يوميا احلليب عن طريق اجلمعيات‬ ‫القروية ألكثر من ‪ 13000‬قرية‪ .‬كما وتقوم هذه اجلمعيات في القرى بجمع ومعاجلة‬ ‫حوالي ‪ 8,4‬مليون ليتر‪/‬اليوم‪ ،‬وتقدم خدمات التلقيح االصطناعي (‪ )AI‬ألكثر من‬ ‫‪ 3,5‬مليون بقرة ميلكها أعضاؤها ( ‪.)Gujarat 2009‬‬ ‫مثال اخر ممتاز على القطاع اخلاص في سري النكا‪ -‬وهي شركة توابل‪ HJS‬احملدودة‪،‬‬ ‫‪28‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫والتي تقدم خدمات استشارية لنحو ‪ 8000‬من مزارعيها الذين ينتجون محاصيل‬ ‫التصدير‪ ،‬مثل اخليار احملبب أو اخمللالت‪ .‬وتبلغ نسبة املرشد إلى املزارعني من ‪،100 : 1‬‬ ‫ويتم متويل اخلدمات االستشارية بشكل كامل من قبل الشركة نفسها‪ .‬ويقوم‬ ‫املرشدون امليدانيون بزيارة واحدة كل أسبوعني خالل موسم النمو‪ .‬وتركز في املقام‬ ‫األول على ممارسات اإلنتاج‪ ،‬ومراقبة اجلودة‪ ،‬وعمليات ما بعد احلصاد‪ .‬هذه الشركة‬ ‫مستمرة في توسيع صادراتها من املنتجات البستانية‪ .‬وعدد املزارعني املشاركني‬ ‫في تزايد مستمر‪ .‬وملزيد من املعلومات‪ ،‬أنظر‪. Senadeera 2007‬‬ ‫املربع ‪ FUPRO’s 2.2‬لدعم بحوث القطن واألشطة اإلرشادية‬ ‫‪ )Fédération des Unions de Producteurs du Bénin FUPRO‬شارك االحتاد الوطني‬ ‫لنقابات العمال املنتجني للقطن في بنني‪ ،‬القطاعني العام واخلاص من خالل نظامه‬ ‫األساس‪ ،‬الذي يخصص موارد لدعم بحوث القطن والنشاطات اإلرشادية في بنني‪ .‬وركز‬ ‫معهد بحوث القطن على تكنولوجيات القطن في منطقتني رئيستني حسب التوزيع‬ ‫اجلغرافي‪ .‬في حني متثل خدمات اإلرشاد الزراعي في جميع احملافظات واملناطق فى جميع‬ ‫انحاء البالد‪.‬‬ ‫على الرغم من أن الرسوم املفروضة (الضرائب) على القطن تستخدم لتمويل‬ ‫النشاطات البحثية واإلرشادية اخملتلفة ‪ ،‬إال أن دور احتاد املنتجني يبقى محدودا ً جدا في‬ ‫حتديد أولويات البحث واإلرشاد من وجهه نظر األعضاء‪ .‬وجتدر اإلشارة إلى أن احتاد منتجي‬ ‫القطن على مستوى املقاطعات له عالقة وثيقة وتاريخية مع اإلرشاد‪ ،‬ويعمل اآلن على‬ ‫وضع روابط قوية مع القطاع اخلاص‪ .‬وميكن وصف هذه العالقات بأنها «استقبال خدمات‬ ‫اإلرشاد فقط»‪ ،‬بدال من إعادة توجيه أنشطة اإلرشاد واألولويات على وجه التحديد حول‬ ‫احتياجات األعضاء‪ .‬يركز اإلرشاد في املقام األول على مدخالت انتاج القطن (خصوصا‬ ‫املبيدات اجلديدة)‪ ،‬والتي يتم توفيرها من قبل القطاع اخلاص‪ .‬أما العالقة بني مكاتب اإلرشاد‬ ‫في احملافظات ومجموعات املنتجني فتعتمد في جزء كبيرعلى مدى توفر املوارد املالية من‬ ‫االحتاد في احملافظات (أي حجم القطن املنتج وتسويقه)‪ .‬في جزء كبير منه‪ ،‬كل احتاد ميول‬ ‫التكاليف التشغيلية ملكتب اإلرشاد لكل محافظة‪ ،‬وذلك‪ ،‬ألن مكاتب اإلرشاد عموما‬ ‫تفتقر إلى املوارد التشغيلية الالزمة لتغطية نفقات سفرهم‪ ،‬واألمور اإلدارية التنفيذية‪،‬‬ ‫وتكاليف البرنامج‪ .‬ومعظم منتجي القطن ال يزالوا ينتظرون «ابتكارات» جديدة توضع‬ ‫بشكل رئيس من قبل معهد بحوث القطن و‪ /‬أو القطاع اخلاص‪ ،‬وكالهما لديهم مايستجد‬ ‫من املعلومات حول التوجهات الدولية واألسواق في هذا اجملال‪.‬‬ ‫‪.Source: Kouton et al., in Wennink and Heemskerk 2006‬‬ ‫‪29‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫االبتكارات (‪ ، )Innovation‬نهج اإلرشاد التسويقي‬ ‫‪Innovative, Market-Driven Extension Approaches‬‬ ‫إن منوذج اإلرشاد التسويقي الناشئ واملوجه في األسواق الصاعدة ‪ ،‬قد تغير‬ ‫مبقدار‪ 180‬درجة عن النموذج اخلطي التقليدي الذي يربط البحوث باإلرشاد‬ ‫وباملزارعني‪ ،‬واملوضح سابقا في منوذج نقل التكنولوجيا في الشكل ‪ ،1.2‬في اجتاه‬ ‫منوذج االبتكارات اإلرشادية اجلديدة الصاعدة‪ ،‬كما هو موضح في الشكل ‪ .2.2‬هذه‬ ‫االبتكارات في نهج اإلرشاد التسويقي‪ -‬هي نهج يتناغم ويتالئم مع اإلطار العام‬ ‫لنظام الزراعة االبتكارية‪ ،‬وخصوصا في اقتصاد عاملي حر سريع التغير‪ .‬باختصار‪،‬‬ ‫عندما يكون هناك تنمية اقتصادية‪ ،‬تظهر تغيرات في أمناط االستهالك التي تخلق‬ ‫األسواق الناشئة ملنتجات جديدة عالية القيمة (اخلطوة ‪.)1‬‬ ‫في إطار هذا النهج اإلرشادي الناشئ‪ ،‬فإن السوق املتنامية ملنتجات عالية‬ ‫القيمة ‪ -‬غير البحوث – هي التي تسيطر على ابتكارات محددة‪ ،‬والتي ميكن‬ ‫استخدامها بنجاح من قبل األسر الزراعية اخملتلفة داخل اجملتمعات احمللية‪ ،‬لتحسني‬ ‫هن املعيشية‪ -‬الزراعية‪ .‬في هذه العملية‪ ،‬يجب على األسرة الزراعية أن‬ ‫أس ِ‬ ‫ر ِ‬ ‫دخل َ‬ ‫تدرس مواردها اخلاصة (مثل األرض والعمل ومصدر املياه)‪ ،‬والوصول إلى األسواق‬ ‫اخملتلفة (كالبنية التحتية للتنقل‪ ،‬واملسافة للوصول إلى مختلف األسواق احمللية‬ ‫واإلقليمية والعاملية)‪ .‬ومن ثم‪ ،‬يجب حتديد نوع املشاريع األكثر جدوى‪ ،‬وفيما إذا‬ ‫كانت التكنولوجيا املالئمة متاحة بسهولة بالنسبة لهم إلنتاج وتسويق هذه‬ ‫احملاصيل اخملتلفة بنجاح‪ ،‬ومنتجات الثروة احليوانية والثروة السمكية‪ ،‬أوغيرها من‬ ‫املنتجات الزراعية‪.‬‬ ‫‪30‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫الشكل ‪ .2.2‬الوظائف األساسية لنهج اإلرشاد التسويقي‪ -‬االبتكاري خالل‬ ‫فترات النمو االقتصادي وتغير منط املستهلكني بالنسبة للمنتجات عالية القيمة‪.‬‬ ‫)‪Source: Swanson (2009‬‬ ‫‪1‬‬ ‫التوسع في‬ ‫االسواق عالية‬ ‫القيمة‬ ‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬ ‫تطوير سلسلة‬ ‫حتديد‬ ‫االسواق‬ ‫املزارعني‬ ‫املبتكرين‬ ‫البحوث في‬ ‫النظام‬ ‫بحوث‬ ‫االسواق عالية‬ ‫االرشادي‬ ‫احملاصيل‬ ‫القيمة‬ ‫االبتكاري‬ ‫واملنتجات‬ ‫‪3‬‬ ‫عالية القيمة‬ ‫‪5‬‬ ‫تنظيم‬ ‫حتديد االحتياجات‬ ‫من مزارع الى‬ ‫مجموعات‬ ‫مزارع‬ ‫املنتجني‬ ‫‪4‬‬ ‫تدريب‬ ‫املزارعني‬ ‫املهتمني‬ ‫ومهم أيضا عدد األسر الزراعية األخرى داخل كل مجتمع محلي ذات املصالح‬ ‫املشتركة‪ ،‬والذين هم على استعداد للعمل معا‪ ،‬وخصوصا في تشكيل مجموعات‬ ‫املنتجني واجلمعيات (التي تشمل مجموعات في جمعيات متعددة) في التعامل‬ ‫مع مرحلة ما بعد احلصاد والتسويق لهذه املنتجات إلى أسواق املدن‪ ،‬أو التصدير‪.‬‬ ‫ومن أجل فهم اإلطار حول كيفية تنظيم اخلدمات اإلرشادية واالستشارية لإلرشاد‬ ‫التسويقي بشكل أفضل‪ ،‬أنظر املنشورات الصادرة عن مبادرة ‪ ،Neuchatel‬مبا‬ ‫في ذلك (‪ Chipeta, Christoplos and Katz )2008‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬هناك أمثلة ‪ ،‬توضح‬ ‫اإلجراءات اإلبداعية التي نفذت في الهند في الفصل السابع‪ .‬الصني وإلى حد أقل‬ ‫الهند كانت ناجحه جدا ً في توجيه نظامها اإلرشادي احلكومي حسب متطليات‬ ‫السوق (‪ .)Swanson 2006, Li 2008‬والسبب بسيط‪ :‬وهو النمو االقتصادي السريع‬ ‫الذي حدث في املناطق احلضرية في هذه البلدان‪ ،‬وفي كثير من البلدان اآلسيوية‬ ‫األخرى (كاندونيسيا‪ ،‬وماليزيا‪ ،‬وباكستان وتايالند‪ ،‬وفيتنام)‪ .‬وحتى حدوث األزمة‬ ‫‪31‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫االقتصادية األخيرة‪ ،‬كان العديد من البلدان األفريقية يشهد أيضا منوا اقتصاديا‬ ‫قويا (كما في إثيوبيا ‪ ٪ 8‬في عام ‪ ،2008‬تنزانيا ‪ ،٪ 6.8‬مالوي ‪ ،٪ 6.6‬بوتسوانا ‪،٪ 6.5‬‬ ‫وكل من غانا وأوغندا ‪ .)٪ 6‬والذي غير النمط االستهالكي في تلك البلدان (حسب‬ ‫اللجنة االقتصادية ألفريقيا‪ ،)UNECA 2009،‬هو الطلب املتزايد على مختلف‬ ‫املنتجات الغذائية ذات القيمة العالية (مثل الفواكه واخلضار واألسماك واملنتجات‬ ‫احليوانية‪ ،‬وغيرها)‪ ،‬والتي أوجدت فرصا جديدة في األسواق بالنسبة ملنتجات ميكن‬ ‫أن تنتجها األسر الزراعية الصغيرة التي لديها العمالة الالزمة إلنتاج وتسويق‬ ‫هذه املنتجات عالية القيمة‪ ،‬وكذلك احملاصيل التي تتطلب عمالة كثيرة وغيرها‬ ‫من املنتجات‪.‬‬ ‫الميكن لهذا التحول أن يحدث بني عشية وضحاها‪ ،‬بسبب أن معظم العاملني في‬ ‫اإلرشاد مدربني في اجملاالت التقنية للمحاصيل الغذائية الرئيسة‪ ،‬واإلنتاج احليواني‬ ‫‪ .‬كما أن فرص تدريبهم ضئيل‪ ،‬أو غير كاف في إدارة املزرعة والتسويق الزراعي‬ ‫واحملاصيل اجلديدة و احملاصيل واملنتجات عالية القيمة‪ ،‬وال فرص متويل للمشاريع‬ ‫الصغيرة اخملتلفة‪ ،‬وال إلدارة األعمال الزراعية‪ .‬ورغم ذلك‪ ،‬ومع بعض التدريب أثناء‬ ‫اخلدمة وقصص النجاح من مناطق أخرى‪ ،‬كما هو موضح في ‪ NATP‬ومشاريع ‪UP-‬‬ ‫‪ DASP‬في الهند التي متت مناقشتها في الفصل السابع‪ ،‬فإنها ال تستغرق وقتا‬ ‫طويال لتغيير توجهات ونهج العاملني في مجال اإلرشاد‪ .‬أما العوامل احلاسمة‬ ‫األخرى التي تؤثر على جناح نهج اإلرشاد التسويقي‪ ،‬فتشمل ما يلي‪:‬‬ ‫ •مساعدة املزارعني‪ ،‬مبا في ذلك النساء املزارعات‪ ،‬والذين لديهم موارد ومصالح‬ ‫متماثلة‪ ،‬وتنظيمهم في مجموعات منتِجة في داخل كل مجتمع‪.‬‬ ‫ •إمكانية الوصول إلى أسواق مضمونة‪ ،‬وإلى معلومات تسويقية حول‬ ‫احملاصيل واملنتجات التي لديها ميزة تنافسية اقتصادية إلنتاجها وتسويقها‬ ‫ضمن البيئات الزراعية اخملتلفة في مناطقهم‪.‬‬ ‫ •احلصول على مدخالت اإلنتاج (كالبذور)‪ ،‬والتدريب في مجال إنتاج وممارسات‬ ‫اإلدارة األخرى الالزمة إلنتاج مختلف السلع واحملاصيل الزراعية عالية القيمة‬ ‫بنجاح‪ ،‬وطبقا ملواصفات السوق‪ .‬جتدر اإلشارة هنا إلى أن املستهلكني في‬ ‫املناطق احلضرية يتأثرون على نحو متزايد من قبل أولويات الغذاء العاملية‬ ‫وتنوعه‪ .‬لذا‪ ،‬قد يكون من الضروري تأمني أصناف جديدة من مصادر دولية‬ ‫(مثل شركات القطاع اخلاص)‪ ،‬وذلك ألن هذه املواد الزراعية قد ال تكون‬ ‫‪32‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫متاحة في السوق احمللية بسهولة‪.‬‬ ‫ •حتديد املنتجات‪ ،‬واجراءات احلصول على الشهادات الالزمة ( احلصول على‬ ‫املعرفة) (‪)knowledge and access‬‬ ‫من املهم كذلك تَذكُّر أن املنهج اإلرشادي التسويقي يساعد املزارعني على‬ ‫التوجه تدريجيا نحو التنويع الزراعي‪ ،‬مع العلم أن صغار األسر الزراعية املعدمه لن‬ ‫تتوقف عن إنتاج احملاصيل الغذائية األساسية الالزمة لالستهالك املنزلي‪ .‬بل أنهم‬ ‫سوف يخصصون مساحة صغيرة من أرضهم إلنتاج محاصيل محددة لها قيمة‬ ‫عالية (كالفواكه أو اخلضار)‪ ،‬أو تربية الدواجن وإنتاج العسل والفطر‪ ..‬وغيرها‪،‬‬ ‫وبعد املمارسه وتطبيق العمليات الزراعية والتسويقية‪ ،‬فإنها تبدأ التوسع في‬ ‫إنتاج هذه احملاصيل أو املنتجات‪ ،‬والذي يعتمد بشكل كبير على الربحية‪.‬‬ ‫وفي معظم احلاالت‪ ،‬يركز املزارعون الذكور على هذه احملاصيل احلقلية‪ ،‬أو على‬ ‫احملاصيل التصديرية التقليدية‪ ،‬في حني أن النساء املزارعات أفضل وضعا؛ حيث‬ ‫تتابع مجموعة مختلفة من املمارسات لزراعة احملاصيل عالية القيمة‪ ،‬أو املنتجات‬ ‫التي تزرع عادة حسب معتقدات وثقافات معينة‪ .‬في كثير من البلدان قد تكون‬ ‫املرأة في وضع أفضل ملواصلة هذا النهج الذي يحركه السوق‪ ،‬وذلك بسبب‬ ‫التقاليد واملعتقدات وتوفر اجلهد والوقت لديها خالل اليوم‪ .‬فعلى سبيل املثال‪،‬‬ ‫في بعض الثقافات‪ ،‬ميكن للنسوة أن تكون في وضع أفضل للقيام باملشاريع التي‬ ‫هي أقرب إلى منازلهن‪ ،‬مثل احلدائق املنزلية والدواجن ورعاية وحلب األبقار وإنتاج‬ ‫الفطر وتخمير اخمللفات باستخدام بعض انواع الديدان (‪.)vermicomposting‬‬ ‫لني في‬‫باختصار‪ ،‬فاخلطوات التي تنطوي عليها هذه العملية تبدأ بوجود عام ِ‬ ‫مجال اإلرشاد يستخدمون تقنيات بأسلوب البحث السريع باملشاركة (‪)ARP‬‬ ‫في احملافظات واأللوية‪ ،‬لتحديد املزارعني املبتكرين (الرواد) في مناطقهم الذين‬ ‫ينتجون مختلف أنواع املنتجات واحملاصيل عالية القيمة‪ ،‬أو الذين يستخدمون‬ ‫تقنيات اإلنتاج املبتكرة واحلديثة (اخلطوة ‪ .)2‬ثم يقوم املرشد املتخصص (‪)SMS‬‬ ‫مع الباحثني بتقييم هذه االبتكارات (في املنطقة) لتحديد ما إذا كان املزارعون‬ ‫املبتكرون يستخدمون معظم األساليب واملواد احلديثة في اإلنتاج‪ .‬وعلى مكتب‬ ‫اإلرشاد في املنطقة كذلك‪ ،‬القيام ببعض الدراسات في السوق لتحديد الطلب‬ ‫احملتمل لهذه املنتجات‪ ،‬على حد سواء محليا وإقليميا ووطنيا‪ ،‬ورمبا على الصعيد‬ ‫‪33‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫العاملي‪ .‬وإذا كان هناك إمكانية للتوسع في إنتاج منتجات محددة‪ ،‬فيمكن عندها‬ ‫حتديد املناطق احملتملة داخل احملافظات‪ .‬أما املعايير املستخدمة هنا فتشمل‬ ‫الظروف الزراعية والبيئية على حد سواء‪ ،‬والوصول إلى األسواق‪ ،‬والتي سوف حتدد‬ ‫االستفادة من امليزة النسبية للمجتمعات احمللية في إنتاج وتسويق املنتجات‬ ‫واحملاصيل الزراعية احملددة‪ .‬في هذه املرحلة‪ ،‬فإن على موظفي اإلرشاد امليدانيني‬ ‫البدء في تقدمي هذه اخليارات اخملتلفة ومناقشتها مع كل من املزارعني واملزارعات‬ ‫في داخل كل مجتمع‪ ،‬لتقييم اهتمامهم في السعي إلى حتقيق واحدة أو أكثر من‬ ‫هذه الفرص املتاحة في األسواق اخملتلفة‪.‬‬ ‫وما تلي من خطوات تكمن في اختيار املزارعني املهتمني والقادة من مختلف‬ ‫كرين‬‫اجملتمعات احمللية‪ ،‬وزيارتهم‪ ،‬ومناقشة هذه املشاريع احملتملة مع املزارعني املبت ِ‬ ‫(اخلطوة ‪)3‬؛ حيث جند أن معظم املزارعني واملزارعات متقبلون لالستماع لألفكار‬ ‫اجلديدة من املزارعني الرواد والقادة بشكل أكبرمن العاملني احملليني في اإلرشاد‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬حاملا يستمع املزارعون إلى املزارعني الرواد ويقتنعون بهم‪ ،‬سيكونوا على‬ ‫استعداد للطلب من موظفي اإلرشاد احلصول على املساعدة في تعلم كيفية‬ ‫إنتاج وتسويق هذه السلع اجلديدة‪ .‬وهنا‪ ،‬يجب على مكتب اإلرشاد في املنطقة‬ ‫العمل مع مؤسسة البحوث الزراعية للحصول على املعلومات الفنية الالزمة‬ ‫للتسويق‪ ،‬و‪ /‬أو إشراك الباحثني في تدريب اجملموعة أو اجملموعات األولى من املزارعني‬ ‫املهتمني (اخلطوة ‪ .)4‬في الوقت نفسه على موظفي اإلرشاد احملليني العمل مع‬ ‫جميع املزارعني املهتمني داخل كل اجملتمعات احمللية للبدء في تنظيم مجموعات‬ ‫املنتجني‪ ،‬أوال‪ ،‬على مستوى اجملتمع احمللي‪ ،‬وبعد ذلك‪ ،‬ربط هذه اجلماعات احمللية‬ ‫وجمعيات املنتجني معا داخل املنطقة‪ .‬أخيرا‪ ،‬عندما تبدأ هذه اجملموعات مع موسم‬ ‫اإلنتاج األول‪ ،‬سيكون على اإلرشاد مساعدة هذه اجلماعات في التعامل مع مرحلة‬ ‫ما بعد احلصاد‪ ،‬والتسويق لهذه املنتجات (اخلطوة ‪.)6‬‬ ‫اجلزء ‪ :4‬التعليم غير الرسمي‪ /‬النهج اإلرشادي‬ ‫مدارس املزارعني احلقلية‬ ‫بدأ نهج مدارس املزارعني احلقلية )‪ (FFS‬لتنظيم برامج اإلرشاد في اندونيسيا‬ ‫منذ أكثر من عقدين‪ ،‬كوسيلة لتعليم املزارعني على ممارسات اإلدارة املتكاملة‬ ‫لآلفات )‪ (IPM‬في النظم الزراعية‪ ،‬وخصوصا إلنتاج األرُزّ‪ .‬هذا النهج يَستخ ِ‬ ‫دم في‬ ‫املقام األول أساليب التعليم غير النظامي لتعليم القادة املزارعني في كل مجتمع‬ ‫‪34‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫كيفية احلد من استخدام املبيدات احلشرية‪ ،‬والذي بدوره يساعد على زيادة دخل‬ ‫املزارع‪.‬‬ ‫واستنادا إلى تقييم تأثير ‪ 52‬حالة دراسة مختلفة‪ ،‬استنتج )‪Van den Berg (2004‬‬ ‫أن مدارس املزارعني احلقلية‪ ،‬كان لها تأثيرا كبيرا في احلد من استخدام املبيدات‬ ‫حفّ ز على التعلم املستمر‪،‬‬‫وزيادة االنتاج‪ ،‬ورمبا األهم من ذلك كله‪ ،‬أن هذا النهج‪َ ،‬‬ ‫وعزّز املهارات االجتماعية والسياسية للمزارعني‪ .‬وفي بعض البلدان أطلقت هذه‬ ‫التطورات مجموعة من أنشطة التنمية احمللية‪ ،‬والعالقات‪ ،‬والسياسات‪ .‬وعند‬ ‫تنفيذ منوذج املدارس احلقلية للمزارعني في دول جنوب الصحراء األفريقية‪ ،‬مت‬ ‫توسيع هذا النهج للتعليم غير النظامي لتغطية عدد متزايد من ممارسات اإلنتاج‪،‬‬ ‫مع التركيز على معظم إنتاج احملاصيل الفردية‪ .‬انظر (‪Davis and Nkonya 2009,‬‬ ‫‪)Davis et. al 2009‬‬ ‫وهناك أمر في غاية األهمية في عمل املدارس احلقلية‪ ،‬وهو عدد العاملني في‬ ‫الالزمني إلجراء هذه البرامج التعليمية للمزارعني (بشكل‬ ‫ِ‬ ‫مجال اإلرشاد امليداني‬ ‫عام ‪ 10‬اجتماعات إرشادية أو أكثر في املوسم الزراعي)‪ ،‬إضافة إلى برنامج وتكاليف‬ ‫التنقالت الالزمة لتنفيذ أنشطة هذا النهج على نحو فعال‪ .‬باختصار‪ ،‬هذا النهج‬ ‫مكلف نسبيا‪ ،‬ويتطلب جهدا ً كبيرا ً للوصول إلى عدد قليل من املزارعني املهتمني‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬إذا كانت الدولة مهتمة بتعزيز البرامج اإلرشادية في مجال اإلدارة‬ ‫املستدامة للموارد الطبيعية‪ ،‬فقد تكون املدارس احلقلية منهجا إرشاديا يستحق‬ ‫االعتبار من بني األساليب األخرى‪.‬‬ ‫‪Godtland et. al 2004, Rajatahti et. al 2005, Amudavi, Khan and Pickett 2007‬‬ ‫اإلرشاد الزراعي اجلامعي‬ ‫نشأ منوذج اإلرشاد التعاوني في الواليات املتحدة‪ ،‬ويستمر لغاية اآلن‪ ،‬و يُديره‬ ‫برنامج منح (وقف) األراضي للجامعات في كل والية‪ .‬وكانت احلكومة الفيدرالية‬ ‫وحكومات الواليات احمللية (مقاطعة) متول هذا النظام اإلرشادي سنويا‪ .‬وتُرَكّز‬ ‫معظم أنظمة اإلرشاد في الواليات على أربعة مجاالت رئيسة‪،‬هي‪:‬‬ ‫ •الزراعة وإدارة املوارد الطبيعية ‪.‬‬ ‫ •علم ومبادئ االستهالك‪ ،‬مبا في ذلك تغذية األسرة‪ ،‬والصحة‪ ،‬واإلدارة املالية‪.‬‬ ‫‪35‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫ •برامج الشباب (‪.)4H‬‬ ‫ •اجملتمع والتنمية االقتصادية‪.‬‬ ‫استمر هذا النظام اإلرشادي بالتركيز على أنشطة التعليم غير الرسمي في‬ ‫كل من هذه اجملاالت البرنامجية الرئيسة‪ ،‬والتي قد تختلف إلى حد ما من والية إلى‬ ‫أخرى‪ .‬ويوجد لدى هذا النظام اإلرشادي الالمركزي مكتب لإلرشاد في كل مقاطعة‪،‬‬ ‫وفي كل والية تقريبا‪ .‬واألهم من ذلك‪ ،‬هو أن اللجنة االستشارية اإلرشادية في‬ ‫ول تكاليف البرامج والتنقالت من قبل حكومة املقاطعة احمللية‪،‬‬ ‫كل مقاطعة تمُ َ ّ‬ ‫وحتدد أولويات البرنامج‪ .‬ومعظم املرشدين املتخصصني موجودون في اجلامعات في‬ ‫كل والية‪ .‬وتكون معظم البحوث مشتركة مع املتخصصني املعينني‪ .‬لذلك‪ ،‬هناك‬ ‫روابط قوية بني البحوث واإلرشاد على مستوى الدولة‪ .‬هؤالء املرشدون املتخصصون‬ ‫يوفرون برامج تدريبية منتظمة للمرشدين‪ ،‬إضافة إلى الفنيني (املستشارين)‬ ‫املعتمدين من شركات القطاع اخلاص‪ .‬في الواقع‪ ،‬يُطلب من جميع‬ ‫َ‬ ‫للمحاصيل‪،‬‬ ‫املستشارين الفنيني من القطاع اخلاص الزراعي استكمال ‪ 40‬ساعة من التدريب‬ ‫املهني كل عامني‪ ،‬ليبقوا معتمدين‪ .‬هذا النهج يضمن حصول املزارعني على‬ ‫املعلومات اجلديدة‪ ،‬وعلى خدمات استشارية دقيقة من كل من اإلرشاد العام (ال‬ ‫سيما من خالل شبكة اإلنترنت واملؤمترات) واملرشدين من القطاع اخلاص (املقابالت‬ ‫الفردية واالجتماعات وتقدمي اخلدمات االستشارية للعمالء)‪.‬‬ ‫وتقوم احلكومة الفيدرالية وحكومات الواليات بتوفير التمويل املشترك لعمليات‬ ‫اإلرشاد على مستوى الدولة (الرواتب في املقام األول‪ ،‬ودعم البحوث‪ ،‬واألموال‬ ‫التشغيلية)‪ .‬في حني أن حكومات املقاطعات توفر التمويل ملعظم أنشطة البرامج‬ ‫اإلرشادية احمللية‪ .‬هذا الهيكل اإلداري والتمويلي يتيح خلدمة اإلرشاد التعاوني‬ ‫التكيف مع التغيرات االقتصادية والتقنية والتطورات االجتماعية داخل كل والية‬ ‫ومقاطعة‪.‬‬ ‫اجلزء ‪ : 5‬مالحظات ختامية – يجب على اإلرشاد أن يعمل كمؤسسات‬ ‫تدريسية وتعليميه‬ ‫إن نظام البحوث واإلرشاد من األعلى إلى األسفل (الترتيب الهرمي)‪ ،‬مثل‬ ‫نظام التدريب والزيارة‪ ،‬قادر على ان يُجيب بشكل جيد على أسئلة “كيف” بدرجة‬ ‫معقولة ‪ ،‬وذلك ألن تكنولوجيا الثورة اخلضراء أدت إلى زيادة اإلنتاجية الزراعية دون‬ ‫زيادة التكاليف بشكل كبير‪ .‬في هذه العملية‪ ،‬كانت (‪ )CGIAR‬أول من طور أصنافا‬ ‫‪36‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫عالية اإلنتاجية من األرز والقمح في مراكز اجملموعة االستشارية للبحوث الزراعية‬ ‫الدولية‪ ،‬ومن ثم مت نقلها إلى النظم الوطنية للبحوث الزراعية (‪ ،)NARS‬حيث مت‬ ‫أقلمة هذه األصناف اجلديدة أو نشرها كأصناف معتمدة للمزارعني‪ ،‬وذلك بدعم من‬ ‫اخلدمات اإلرشادية‪ .‬وفي إطار هذا النهج تبرز وظيفة اإلرشاد‪ ،‬كمؤسسة تعليمية‬ ‫ساعدت في حتقيق هذه التوصيات وزيادة أرباح املزارعني‪ ،‬حتى يتجاوز االنتاج احمللي‬ ‫طلب السوق على أقل تقدير‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فإن هذا النوع من نظام اإلرشاد (من األعلى إلى األسفل) هو أقل قدرة‬ ‫على الرد على أسئلة «ما»‪ ،‬وخصوصا من حيث تكثيف النظم الزراعية وتنويعها‪.‬‬ ‫فعلى سبيل املثال‪ ،‬إنتاج األصناف ذات االنتاجية العالية للمحاصيل من اجملموعة‬ ‫االستشارية (‪)CGIAR‬والنظم الوطنية للبحث تناقص في السنوات األخيرة‪،‬‬ ‫وبالتالي تباطأت الزيادات في إنتاجية احملاصيل الغذائية الرئيسة‪ .‬إضافة إلى ذلك‬ ‫حتول طلب املستهلكني للمنتجات الزراعية بشكل أكبر أيضا من محاصيل املواد‬ ‫الغذائية الضرورية‪ ،‬إلى احملاصيل ذات القيمة العالية واملنتجات احليوانية‪ .‬ولذلك‪،‬‬ ‫من أجل حتقيق كال من النمو الزراعي وزيادة دخل املزارع‪ ،‬يتطلب الوضع على نطاق‬ ‫أوسع التركيز إرشاديا على إدارة املزارع والتسويق وبرامج االقتراض‪.‬‬ ‫وهذه املهارات اإلضافية بني املوظفني اإلرشاديني‪ ،‬والذين هم في واجهة العمل‪،‬‬ ‫إضافة إلى أختصاصيي احملاصيل واملشاريع املستجدة‪ ،‬سوف تؤثر بشكل مباشر‬ ‫على قدرة اإلرشاد لتسهيل تكثيف وتنويع النظم الزراعية عبر مناطق مختلفة من‬ ‫البالد‪ .‬وملتابعة هذه النظم الزراعية فإن نظام اإلرشاد يحتاج إلى التحول من مجرد‬ ‫“تسليم رسائل” إلى إشراك املزارعني في العملية التعليمية‪ .‬والسبب بسيط‪،‬‬ ‫وهو أن كل مزرعة لديها خصوصيتها‪ ،‬واملزارعون لديهم معرفة عن مزارعهم أكثر‬ ‫من املرشد امليداني‪ .‬هذا التحول في التركيز نحو نظام إرشادي متوازن بني التعلم‬ ‫والتعليم ال يساعد املزارعني على التعلم فحسب‪ ،‬ولكن أيضا يساعد موظفي‬ ‫اإلرشاد للتعلم من املزارعني‪ ،‬وخصوصا من املزارعني املبتكرين‪.‬‬ ‫وفي إطار اإلرشاد كنمط تعليمي‪ ،‬يعتمد العاملون امليدانيون فيه على احملطات‬ ‫البحثية و‪/‬أواإلدارات لتحديد الدروس التي يجب تعليمها للمزارعني‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫ومبوجب إطار اإلرشاد كنمط تدريسي‪ ،‬على العاملني في مجال اإلرشاد التعلم‬ ‫من املزارعني الذين تقدم لهم اخلدمات‪ ،‬وكذلك االستماع وربط البحوث واألسواق‬ ‫في حتديد األولويات لإلرشاد‪ .‬لذا‪ ،‬ففي إطار اإلرشاد كنموذج تعليمي‪ ،‬ينبغي على‬ ‫‪37‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫املزارعني واملرشدين العمل معا في حتديد األولويات‪ ،‬بحيث تعالج برامج عملهما‬ ‫السنوية احتياجات املزارعني مباشرة‪.‬‬ ‫وحيث أن اإلرشاد ينتقل نحو استراتيجية التعليم‪ ،‬فإن هذا يثير عددا ً من‬ ‫األسئلة اجلديدة أمام واضعي السياسات ملعاجلتها‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬كم هو عدد‬ ‫العاملني في مجال اإلرشاد لتنفيذ استراتيجية االرشاد املوسعة وما نوعهم ؟‬ ‫وما نوع التعليم و‪/‬أو أنشطة التدريب التي نحتاجها إلخراج عاملني ميدانيني أكثر‬ ‫فعالية بالعملية اإلرشادية‪ .‬فمثال‪ ،‬هل ينبغي للموظفني في مجال اإلرشاد أن‬ ‫يكونوا حاصلني على التدريب األكادميي‪ ،‬أو العملي؟ وما هي مجاالت الدراسة في‬ ‫كل منهما؟ وهل يجب على موظفي اإلرشاد تصميم برامج العمل اخلاصة بهم‪،‬‬ ‫أم إشراك املزارعني مباشرة في حتديد ووضع أولويات اإلرشاد؟ وإلى أي مدى ينبغي‬ ‫ملوظفي اإلرشاد امليدانيني احلصول على ميزانية للتنقالت و تنظيم الفعاليات؟‬ ‫وكيف ينبغي للموظفني اإلرشاديني امليدانيني العمل مع املشرفني على اإلرشاد في‬ ‫املقاطعات واختصاصيي اإلرشاد‪ ،‬ومع الباحثني في تنفيذ االستراتيجية اجلديدة؟‬ ‫وإلى أي مدى ينبغي أن يكون هناك نظام مؤسسي للتدريب‪ ،‬خصوصا في مجال‬ ‫توفير التدريب أثناء اخلدمة؟‬ ‫في اخلتام‪ ،‬وفي ظل منو اقتصاد السوق في القرن احلادي والعشرين‪ ،‬توجد‬ ‫دالئل متزايدة على ضرورة التحول في النمط اإلرشادي‪ ،‬لتحسني سبل معيشة‬ ‫األسر الزراعية الصغيرة‪ ،‬سواء في كيفية تنظيم برامج اإلرشاد وإدارتها‪ ،‬فضال‬ ‫عن كيفية تنفيذ البرامج وتقدمي اخلدمات‪ .‬وكل من هذه السياسات و املسائل‬ ‫التشغيلية ستدرّس مبزيد من التفصيل في الفصول الالحقة‪.‬‬ ‫‪38‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬العمالء األساسيون الذين يخدمهم اإلرشاد الزراعي‬ ‫نظرة عامة‬ ‫يقدم هذا الفصل حملة عامة عن العمالء الذين ينبغي أن يخدمهم اإلرشاد‬ ‫والنظم االستشارية داخل بلد معني‪ ،‬وخصوصا في حتقيق أهداف محددة للتنمية‬ ‫الزراعية‪ .‬فمن ناحية‪ ،‬إذا كان الهدف الوطني للتنمية الزراعية هو في املقام األول‬ ‫حتقيق األمن الغذائي الوطني لسكان احلضر والريف على حد سواء‪ ،‬عندها ستتبع‬ ‫استراتيجية محددة لإلرشاد‪ .‬ومن الناحية األخرى‪ ،‬إذا كان الهدف الوطني األساس‬ ‫يتمثل في حتسني سبل عيش الفقراء في املناطق الريفية‪ ،‬خصوصا املزارعني‬ ‫واملزارعات ذوي احليازات الصغيرة احلجم‪ ،‬عندها يتطلب األمر اتباع استراتيجية‬ ‫مختلفة‪.‬‬ ‫باختصار‪ ،‬فإن مهمة تعزيز اإلرشاد الزراعي والنظم االستشارية هي عملية‬ ‫معقدة يجب أن تعكس أهداف التنمية الزراعية لكل دولة في املقام األول‪ ،‬فضال‬ ‫عن تقدمي اخلدمات للعمالء األساسيني‪ ،‬وتعزيز البنية التحتية للمؤسسات‬ ‫املتوفرة‪ ،‬والتي ميكن تعزيزها بسرعة‪ ،‬أو حتويلها لتوفير خدمات اإلرشاد واخلدمات‬ ‫االستشارية الالزمة‪.‬‬ ‫أصبح من املقبول عموما أنه عند تصميم وتنظيم استراتيجيات اإلرشاد لزيادة‬ ‫الدخل الزراعي وسبل املعيشة الريفية‪ ،‬فإن جزء منها يعتمد على اخلصائص‬ ‫االجتماعية واالقتصادية لألسر الزراعية اخملتلفة‪ ،‬فضال عن املشاريع احملتملة‬ ‫والفرص املتوفرة في األسواق التي بدورها قد تكون متاحة في مواقع محددة‪ .‬على‬ ‫سبيل املثال‪ ،‬تعتمد اخلصائص االجتماعية واالقتصادية ملعظم األسر الزراعية في‬ ‫جزء كبير منها‪ ،‬على ما يلي‪:‬‬ ‫• عدد الكبار والشباب داخل األسرة‪ ،‬مبا في ذلك العمر واجلنس‪.‬‬ ‫• حجم ونوعية وموقع األراضي لألسرة‪ ،‬مبا في ذلك حالة احليازة‪ ،‬فضال عن وجود‬ ‫املياه وموارد اإلنتاج األخرى؛‬ ‫• احلصول على املوارد املادية واالقتصادية (كالقروض‪ ،‬ومدخالت االنتاج‪ ،‬وسائل‬ ‫النقل‪ ،‬وأسواق للمنتجات اخملتلفة)؛‬ ‫• املهارات التقنية واإلدارية للرجال والنساء داخل األسر الزراعية‪ ،‬فضال عن أفراد‬ ‫‪39‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫األسرة اآلخرين (اآلباء‪ ،‬واألشقاء‪ ،‬و‪ /‬أو األطفال األكبر سنا القادرين على املساهمة‬ ‫في زيادة الدخل‪ ،‬و‪ /‬أو احلصول على فرص العمل في الريف أو في املدن‪ ،‬وبالتالي‪،‬‬ ‫حتسني سبل العيش الريفية؛‬ ‫• مشاركتهم مع األسر الزراعية األخرى داخل مجتمعهم في تنظيم أنواع‬ ‫مختلفة من الفئات االجتماعية االقتصادية‪ ،‬مثل القروض الصغيرة‪ ،‬فئات اإلنتاج‪،‬‬ ‫وغيرها من جماعات املساعدة الذاتية‪.‬‬ ‫ونظرا ألن املهارات الفنية واإلدارية والعوامل االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬مبا في‬ ‫ذلك اجلنس والعمر التي حتتاجها األسر الزراعية‪ ،‬والتي تختلف من مجتمع إلى‬ ‫آخر‪ ،‬بات من الضروري لقادة اإلرشاد واملتخصصني والعاملني في مجال اإلرشاد‬ ‫امليداني فهم اخلصائص الهامة‪ ،‬حيث ستؤثر هذه العوامل بشكل مباشر على‬ ‫أنواع التعليم و االحتياجات التدريبية جملموعات العمالء اخملتلفة داخل اجملتمعات‬ ‫الريفية املتنوعة‪.‬‬ ‫اجلزء ‪ :1‬املزارعات والنساء الريفيات اللواتي ال متتلكن األراضي‬ ‫املرأة الريفية و‪ /‬أو املزارعات هن من بني األكثر أهمية من بني املستهدفني‪ ،‬والالتي‬ ‫دورهن‪ ،‬ويتم جتاهلهن (من قبل اإلرشاد) في اجملتمعات الريفية‪ .‬وبسبب‬ ‫ال ينظر ل َ‬ ‫الثقافة والتقاليد في بعض البلدان اآلسيوية‪ ،‬يقتصر دور املرأة كايدي عاملة في‬ ‫املزارع الكبيرة املنتجة للمحاصيل عالية القيمة (كاحملاصيل البستانية) والثروة‬ ‫احليوانية (مثل الدواجن واأللبان)‪ .‬وألن معظم هذه املنتجات تُستهلك تقليديا داخل‬ ‫األسرة أو يتم بيعها محليا‪ ،‬فقد مت إغفال أهميتها االقتصادية‪ .‬في بلدان أخرى‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫مثل الدول األفريقية شبه الصحراوية‪ .‬وعادة ما تنتج النساء احملاصيل الغذائية‬ ‫الرئيسة وبعض احملاصيل النقدية البسيطة‪ ،‬في حني ينتج الرجال احملاصيل‬ ‫النقدية الرئيسة‪ ،‬مثل القطن والتبغ‪ .‬إضافة إلى ذلك فإن األسر التي ترأسها‬ ‫نساء مزارعات تواجه في كثير من األحيان مجموعة معينه من القيود‪ ،‬مثل قلة‬ ‫توفر اليد العاملة بشكل خاص‪ ،‬مما قد يؤثر على خيارات النظم الزراعية الريفية‬ ‫بغض النظر عن املكان‪ ،‬وعندما يتم تنظيم النساء في مجموعات‪ ،‬فإنهن يوسعن‬ ‫انتاجهن ويزدن من مبيعات املنتجات إلى القرى واملدن اجملاورة‪ .‬إن دورهن االستراتيجي‬ ‫في زيادة دخل األسرة يزداد بشكل كبير‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬كلما شاركت املزارعات‬ ‫في مجموعات املنتجني‪ ،‬فإنهن يشاركن بعضهن البعض مبجموعة واسعة من‬ ‫‪40‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫املعلومات‪ -‬من التغذية األساسية‪ ،‬والنظافة والصحة‪ ،‬وتنظيم األسرة‪ ،‬إلى أنواع‬ ‫مختلفة من املعرفة التقنية واالقتصادية التي ميكن أن تساعد على زيادة دخل‬ ‫األسرة‪ .‬كل هذه النتائج تعتبر أساسية لتحسني سبل املعيشة‪.‬‬ ‫إن تنظيم املرأة الريفية في مجموعات االعتماد على الذات‪ ،‬ومجموعات املنتجني‪،‬‬ ‫يعتبر سهال ً في بعض الثقافات‪ .‬والنساء الريفيات على استعداد ملساعدة النساء‬ ‫الفقيرات داخل مجتمعاتهن‪ ،‬مما يساهم بشكل أوسع وعلى املدى الطويل في‬ ‫حتسني األمن الغذائي األسري وسبل املعيشة في الريف‪.‬‬ ‫هناك ّ‬ ‫قصتا جناح سيتم تسليط الضوء عليهما في املربعني أدناه‪ 3.1 ،‬و ‪،3.2‬‬ ‫لتوضيح كيف ميكن تنظيم أنواع مختلفة من النساء في املناطق الريفية بنجاح‬ ‫في مجموعات املنتجني من خالل الالمركزية‪ ،‬ونظم اإلرشاد التي يحركها السوق‪.‬‬ ‫املربع ‪ 3.1‬قصة جناح ‪ :‬مجموعات نسائية تنتج األسماك لزيادة دخل أسرهن ومشاريع‬ ‫متنوعة جديدة أخرى‪.‬‬ ‫كانت معظم اخلزّانات العامة (برك القرية) في منطقة كواردا‪ ،‬أوريسا في الهند‪،‬‬ ‫متهالكة وغير صاحلة لزراعة األسماك‪ .‬وفي نفس الوقت‪ ،‬كان هناك طلب متزايد‬ ‫على أسماك املياه العذبة واجلمبري‪ .‬عند إجراء اخلطة االستراتيجية للبحث واإلرشاد‬ ‫للمنطقة‪ ،‬مت حتديد بعض املشاكل‪ ،‬والتي شملت‪( :‬أ) سياسة احلكومة في تأجير اخلزان‬ ‫(البرك) على مستوى القرية‪ ،‬لفترات قصيرة‪ ،‬في الوقت الذي كان فيه الناس غير راغبني‬ ‫بتنظيف هذه البرك بدون اتفاق إيجار على املدى الطويل)؛ (ب) عدم توفر االصبعيات‬ ‫(صغار مواليد األسماك )؛ (ج) تدني إنتاجية البرك القائمة بسبب سوء اإلدارة‪.‬‬ ‫وعملت وكالة إدارة التكنولوجيا الزراعية (‪ ( ATMA‬والتي تنسق برامج اإلرشاد‬ ‫في املنطقة‪ ،‬عملت مع املنظمات غير احلكومية احمللية (‪ )NGOs‬لتنظيم النساء في‬ ‫جماعات املساعدة الذاتية ‪ . (self – helping groups) SHGs‬وكانت إحدى النساء من‬ ‫مجموعات املساعدة الذاتية مهتمة في االنخراط في إنتاج األسماك‪ .‬بعدها‪ ،‬قام مدير‬ ‫‪ ATMA‬بالتفاوض مع حكومة والية أوريسا‪ ،‬بعمل اتفاقية إيجار جديدة جعلت من‬ ‫املمكن لهؤالء النساء استئجار خزانات القرية ملدة سبع سنوات‪ .‬بعد ذلك ساعد موظف‬ ‫اإلرشاد السمكي (‪ )FEO‬هذه اجملموعة على ترميم اخلزان احمللي وتأمني اإلصبعيات‪،‬‬ ‫وكذلك تدريبهم على احلزمة املتكاملة إلنتاج السمك في املياه العذبة‪.‬‬ ‫‪41‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫أنتج احلصاد األول ما يزيد عن ‪ 850‬كجم (‪ 1870‬باوند) في أربعة أشهر‪ ،‬والتي أسفرت‬ ‫عن حتقيق أرباح صافية قدرها ‪ 700‬دوالر‪ .‬وفي غضون العامني التاليني‪ ،‬مت تشكيل‬ ‫‪ 50‬تنظيم من مجموعات املساعدة الذاتية‪ ،‬ومت تكرار هذا النموذج في جميع أنحاء‬ ‫املنطقة‪ .‬في هذه العملية‪ ،‬بدأ ‪ 10‬من املزارعني املنتجني لألسماك في القرية حتويل‬ ‫نظم إنتاجهم إلنتاج اإلصبعيات للجميع التي انشأت حديثا‪ .‬وفي غضون سنتني‬ ‫استمرت النساء األوائل في ال‪ SHG‬االستمرار في انتاج األسماك‪ ،‬لكنها فتحت آفاقا‬ ‫للتنويع في مشروعات جديدة‪ .‬أوال‪ ،‬اشترى معظم األعضاء األوائل بقرة‪ ،‬وبدأت في‬ ‫إنتاج احلليب واجلنب لالستهالك املنزلي والسوق احمللية‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬بدأت هذه‬ ‫اجملموعة األولى بتأجير أراضي إلنتاج اخلضروات لألسواق ولالستهالك املنزلي‪(Panda( .‬‬ ‫‪and Pal, 2004‬‬ ‫املربع ‪ 3.2‬قصة جناح‪ :‬نساء القبائل الفقيرة جدا تنتج شرانق دود القز من أجل‬ ‫زيادة دخل األسرة‪ ،‬مع احملافظة على الغابات القريبة‪.‬‬ ‫اتفقت نساء القبائل في قرية في منطقة دومكا‪ ،‬جارخاند في الهند‪ ،‬على‬ ‫تشكيل مجموعة املساعدة الذاتية (‪ )SHG‬إلنتاج شرانق دودة القز (البرية)‪ .‬وقامت‬ ‫وكالة إدارة التكنولوجيا الزراعية (‪ )ATMA‬ومكتب اإلرشاد بترتيب برنامج تدريبي‬ ‫لألعضاء‪ ،‬ووفرت لهم ‪ 700‬بيضة خالية من األمراض‪ .‬بعد احملصول األول‪ ،‬رأت نساء‬ ‫القبائل في القرى احمليطة هذا النجاح‪ ،‬وبدأن بتشكيل مجموعات املساعدة‬ ‫الذاتية اخلاصة بهن‪ ،‬وشراء الشرانق‪ ،‬وتكرار هذا النموذج اإلنتاجي‪ .‬بعدها قامت‬ ‫وكالة (‪ )ATMA‬بتدريب النساء على كيفية صنع خيوط احلريرمن الشرانق خللق‬ ‫فرص عمل داخل القرية‪ ،‬وكسب املزيد من املال‪ .‬بعد ذلك‪ ،‬قامت هذه اجملموعات‬ ‫بإعداد النول اليدوي في قراهن وبدأن بنسج خيوط احلرير‪ .‬ومرة أخرى تقوم (‪)ATMA‬‬ ‫بإعداد التدريب الالزم‪ .‬واآلن يكسب كل عضو في ‪ SHG‬نحو ‪ 25‬دوالرا شهريا من‬ ‫إنتاج احلرير‪ ،‬إضافة لألنشطة األخرى لعملية إنتاج احلرير‪.‬‬ ‫(‪ .)Dumka ATMA 2004‬ملزيد من املعلومات عن شرانق احلرير‪ ،‬أنظر املوقع التالي‪:‬‬ ‫‪http://www.meditationbench.com/files/tasar_Ahimsa.pdf‬‬ ‫‪42‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫واملثير لالهتمام حول هاتني القصتني‪ -‬هو قدرة النساء غير املالكات ألرض على‬ ‫التعلم بسرعة‪ ،‬وكيف يعملن مع بعضهن البعض‪ ،‬وكيف تستفيد من املوارد‬ ‫املتاحة املشتركة‪ ،‬وبالتالي زيادة دخل أسرهن‪ .‬وخالل كل ذلك‪ ،‬فهن يكتسنب أيضا‬ ‫ن بالبحث عن فرص جديدة للدخل‬ ‫معرفة تقنيات جديدة ومهارات اإلدارة‪ ،‬وتبدأ َ‬ ‫في مجتمعهن‪ .‬ومت تكرار هذه العملية في جميع أنحاء الهند بشكل مستمر‪.‬‬ ‫والشك أن مجموعة املشاريع املنفذة تعتمد على املوارد احمللية‪ ،‬والظروف الزراعية‪،‬‬ ‫وتوفراألسواق‪.‬‬ ‫اجلزء ‪ :2‬املزارعون الفقراء من ذوي احليازات الصغيرة والهامشية‬ ‫يُعتبر صغار املزارعني‪ -‬اجملموعة األكبر واألكثر صعوبة للوصول إليهم من قبل‬ ‫اإلرشاد الزراعي واألنظمة االستشارية؛ أوال‪ -‬كونها األقل تعلما‪ ،‬ورمبا ثقة بالنفس‬ ‫للبحث عن فرص جديدة من تلقاء نفسها‪ .‬لذلك‪ ،‬قد يكون التواصل معهم حول‬ ‫املشاريع اجلديدة بحد ذاته مشكلة‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن معظم املزارعني الفقراء‬ ‫لديهم معرفة محدودة باحملاصيل اجلديدة ذات الفرص االستثمارية الواعدة‪ ،‬أو‬ ‫مشاريع الثروة احليوانية‪ ،‬ومعظمهم يفتقرون إلى املهارات الفنية واالدارية الالزمة‬ ‫لتقييم جدوى هذه املشاريع احملتملة‪ .‬ثانيا‪ -‬ألن موارد األرض لدى معظم هؤالء‬ ‫املزارعني الفقراء أصغرحجما وأكثر هامشية‪ ،‬وتقع في كثير من األحيان على‬ ‫دد بشكل كبير‬ ‫مسافات بعيدة من القرى والطرق املعبدة وموارد املياه‪ ،‬والتي حت ّ‬ ‫اخليارات املتاحة لهم‪ .‬ثالثا‪ -‬كون هؤالء املزارعني محدودي املوارد املادية واالقتصادية‪،‬‬ ‫فهم مييلون نسبيا إلى معارضة جتربة التكنولوجيا واملنتجات اجلديدة‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫فإن العديد من املزارعني الفقراء تشارك في أنشطة السوق لدعم احتياجاتها‪،‬‬ ‫وتتبع استراتيجيات إنتاج الغذاء‪ ،‬والتي من شأنها أن متد أسرهم مبا يكفي من‬ ‫احملاصيل الغذائية األساسية‪ ،‬وخصوصا خالل «موسم اجلوع» السنوي‪ .‬وكما ذكر‬ ‫آنفا‪ ،‬فإن بعض األسر الزراعية متتلك موارد األيدي العاملة التي تكون غير مستغلة‬ ‫(كالنساء اللواتي يجهلن الفرص اجلديدة‪ ،‬واألبناء‪ ،‬والكبار أو غيرهم من أعضاء‬ ‫األسرة)‪ ،‬والذين ميكن حشدهم إلنتاج احملاصيل ذات القيمة العالية‪ ،‬أو املنتجات‬ ‫احليوانية‪ ،‬أو العمل في وظائف خارج املزرعة‪ ،‬كالتعبئة والتغليف ملنتجات املواد‬ ‫الغذائية‪.‬‬ ‫إن استراتيجية اإلرشاد املتضمنة إشراك عدد متزايد من األسر الزراعية الفقيرة‬ ‫من ذوي احليازات الصغيرة في مشاريع جديدة‪ ،‬تتطلب أكثر من مجرد نقل‬ ‫‪43‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫التكنولوجيا ونشر أنواع أخرى من املعلومات‪ .‬وهي قد تستدعي إجراء عدة أنشطة‬ ‫تعليمية غير رسمية‪ ،‬جلعل األسر تعي متاما أهمية هذه املشاريع اجلديدة احملتملة‪،‬‬ ‫ومن ثم قد تتطلب مساعدة أفراد األسرة على تعلم كيفية دمج احملاصيل اجلديدة‪،‬‬ ‫أو املشاريع في نظم زراعتهم‪.‬‬ ‫في كثير من األحيان‪ ،‬فإن اخلطوة األولى خللق الوعي لدى املزارعني تتمثل بإجراء‬ ‫زيارات التعارف من «مزارع إلى آخر»‪ ،‬حيث يقوم هؤالء املزارعون باملشاهدة‪ ،‬والتحدث‬ ‫على نطاق صغير‪ ،‬عن حاالت مماثلة بتحقيق األرباح من خالل إدخال محاصيل‬ ‫جديدة والثروة احليوانية‪ ،‬أو غيرها من املشاريع‪ .‬ومبجرد اقتناعهم بأن مشروعا ً‬ ‫معينا ً يعطي هذه العوائد‪ ،‬عندها سيكون هؤالء املزارعون أكثر انفتاحا لتعلم‬ ‫املهارات الفنية واإلدارية الالزمة إلنتاج هذه احملاصيل أو املنتج‪ ،‬إضافة حلاجتهم إلى‬ ‫تنظيم أنفسهم داخل مجموعات مع مزارعني مماثلني في اإلنتاج في مجتمعهم‪.‬‬ ‫خالل املوسم األول‪ ،‬يتطلب من العاملني في مجال اإلرشاد القيام بزيارات‬ ‫منتظمة إلى كل مجموعة من املزارعني للرد على األسئلة واخملاوف‪ ،‬وإيجاد حلول‬ ‫للمشاكل احملتملة قبل أن تصبح خطيرة‪ .‬ومبجرد جناحهم في إنتاج وتسويق‬ ‫محصولهم األول‪ ،‬أو بضاعتهم‪ ،‬فإنهم سوف يكونوا أكثر ثقة وانفتاحا على‬ ‫توسيع نطاق عملياتهم و‪ /‬أو التنويع مبشاريع أخرى‪ .‬إن العامل املهم الذي يجب أن‬ ‫يدركه العاملني في مجال اإلرشاد‪ -‬هو أن يأخذوا في االعتبار التنوع في احملاصيل‬ ‫عالية القيمة‪ ،‬أو منتجات أخرى‪ ،‬والتعرف على اخملاطر الفنية والتسويقية‪ .‬لذا‪،‬‬ ‫ينبغي على األسر الزراعية الصغيرة أن تكون على بينة من هذه اخملاطر‪ ،‬وأن تبدأ‬ ‫هذه املشاريع اجلديدة ضمن نطاق محدود لتقليل مخاطرها احملتملة‪.‬‬ ‫اجلزء ‪ :3‬املزارعون أصحاب احليازات املتوسطة‬ ‫إن الفئة األساسية من املزارعني الذين يصلهم اإلرشاد بالعادة‪ ،‬هم أصحاب‬ ‫احليازات املتوسطة‪ ،‬والتي تنتج عادة احملاصيل الغذائية الرئيسة‪ ،‬مثل احلبوب‪،‬‬ ‫والبذور الزيتية‪ ،‬والبقوليات‪ ،‬وهم الزبائن املنتظمني لتجار مدخالت اإلنتاج‪ .‬ولذلك‪،‬‬ ‫فهم يحصلون على معلوماتهم الفنية من مصادر عدة كاملزارعني املتقدمني‪.‬‬ ‫إضافة إلى ذلك‪ ،‬فلديهم خصائص أخرى أهمها‪:‬‬ ‫• أنهم أقل تعرضا للمخاطر إلى حد ما‪ ،‬مقارنة مع مزارعي احليازات الصغيرة‪،‬‬ ‫‪44‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫املربع ‪ :3.3‬قصة جناح‪ :‬املزارعون ذوي احليازات الصغيرة واملتوسطه ينتجون‬ ‫ويسوقون زيت النعناع ومحاصيل عطرية أخرى‪.‬‬ ‫الطلب العاملي على زيت (النعناع) واملنتجات العطرية األخرى في ازدياد مستمر‪ .‬فقد‬ ‫التحق أحد املزارعني الريادين في منطقة باتنا‪ ،‬بوكالة إدارة التكنولوجيا الزراعية ملعرفة‬ ‫املزيد عن إنتاج النعناع‪ .‬في السنة األولى من عمله‪ ،‬كان العائد اإلجمالي في إنتاج‬ ‫النعناع حوالي ‪ 1200‬دوالرا لكل هكتار‪ ،‬أو ‪ 500‬دوالر لكل فدان ‪ .‬في العام التالي‪ ،‬انضم‬ ‫إليه خمسة عشر مزارعا من قريته ليشكلوا معا فريق إنتاج‪ .‬وحتت قيادته‪ ،‬حصلوا‬ ‫على قرض مصرفي لشراء وحدة املعاجلة‪ ،‬حتى يتمكنوا من استخالص الزيت وبيعه‬ ‫إلى كبار املشترين‪ .‬كان صافي الربح حوالي ‪ 650‬دوالرا في السنة‪ ،‬ومت تشكيل العديد‬ ‫من مجموعات جديدة في قرى أخرى إلنتاج مجموعة واسعة من األعشاب وغيرها من‬ ‫احملاصيل الطبية والعطرية في املنطقة‪ .‬في معظم قصص النجاح‪ ،‬كان للمهارات‬ ‫القيادية ملدراء املزارع‪ ،‬والذين عملوا مع اإلرشاد دورا كبيرا أو مميزا‪ ،‬أحدث فرقا بني النجاح‬ ‫والفشل لهذه املشاريع اجلديدة )‪.(K.M Singh 2004‬‬ ‫ولديهم فرص أفضل للحصول على القروض واملوارد‪ ،‬وقابلية أكثر إلنتاج‬ ‫احملاصيل أو املنتجات عالية القيمة‪ ،‬معتمدين على أرضهم وعمالتهم‪.‬‬ ‫• مستوى تعليمهم ال يقل عن التعليم اإلبتدائي‪ ،‬خاصة جيل الشباب‪ ،‬الذين‬ ‫ميتازون بسهولة التواصل معهم في مجال التقانات احلديثة‪ ،‬وإدارة املعلومات‬ ‫فيما يخص إنتاج احملاصيل عالية القيمة والثروة احليوانية‪.‬‬ ‫• هم أكثر ميال لالنضمام إلى مجموعة املنتجني‪ ،‬نظرا حلالتهم االجتماعية‬ ‫واالقتصادية العالية في اجملتمع‪ ،‬والتي من شأنها أن تزيد فرص حصولهم على‬ ‫مدخالت اإلنتاج واألسواق‪ .‬وخير مثال على ذلك قصة النجاح التالية‪ ،‬والتي‬ ‫توضح اهتمام املزارعني ذوي احليازات الصغيرة واملتوسطة إلنتاج النباتات‬ ‫العطرية بشكل اقتصادي (النعنع) في مقاطعة باتنا الهندية‪.‬‬ ‫مالحظة‪ :‬إن قصص النجاح ‪ 3.2 ، 3.1‬و ‪ 3.3‬التي مت القاء الضوء عليها سابقا هي‬ ‫فقط ثالثة من ‪ 250‬حالة مبتكرة مختلفة في إطار املشروع الوطني للتكنولوجيا‬ ‫الزراعية (‪ )NATP‬في الهند (‪ .)1998-2004‬وكجزء من هذا املشروع‪ ،‬مت تنظيم أكثر‬ ‫من ‪ 10000‬مجموعة انتاجية في ‪ 28‬مقاطعة‪ ،‬ثلثهم من اجملموعات النسائية‪.‬‬ ‫وجنبا إلى جنب‪ ،‬ومن خالل مشروع البنك الدولي في والية أوتار براديش (مشروع‬ ‫‪45‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫تنويع الدعم الزراعي ‪.‬‬ ‫‪)Diversified Agricultural Support Project, (DASP) or UP-DASP(.‬‬ ‫نظم ‪ 17000‬شخص أنفسهم في مجموعة منتجني أخرى في ‪ 35‬مقاطعة‪.‬‬ ‫أدى هذا النهج املبني على احتياجات السوق إلى تنويع كبير في إنتاج احملاصيل‬ ‫اخملتلفة ذات القيمة العالية‪ ،‬والثروة احليوانية والسمكية‪ .‬كان لتبني هذه املشاريع‬ ‫اجلديدة تأثيرا ً كبيرا على متوسط دخل املزرعة ​​في مختلف مناطق املشروع الـ‬ ‫‪ ، 28‬كما أشارت إلى ذلك وثائق ‪ .NATP‬وأفاد التقييم النهائي للمشروع بحصول‬ ‫زيادة بنسبة ‪ 24٪‬في متوسط​​دخل املزارع‪ ،‬ما بني عام ‪( 1999‬وهي سنة األساس)‬ ‫وعام ‪ ، 2003‬باملقارنة مع زيادة بنسبة ‪ 5‬في املائة فقط في املناطق التي اليوجد‬ ‫بها مشاريع (‪ .)Tyagi and Verma 2004‬هذا وسيتم التعرف على االستراتيجية‬ ‫والطرق التي استخدمت لتحويل نظام اإلرشاد الهندي في هذه املناطق الـ ‪ 28‬في‬ ‫الفصل السابع‪.‬‬ ‫اجلزء ‪ :4‬املزارعون التجار‬ ‫التعطي فئة املزارعني التجار في كثير من البلدان اهتماما كبيرا ملوظفي اإلرشاد‪،‬‬ ‫إال عند حصولهم على أصناف جديدة أو تقنات يجرى اختبارها في منطقتهم‪.‬‬ ‫ويرتبط العديد منهم وعلى نطاق واسع مع الباحثني الزراعيني‪ ،‬الذين يعملون‬ ‫على إنتاج محاصيل معينة‪ .‬كما ويحرصون على حضور اجتماعات في اجلامعات و‬ ‫مراكز البحوث للحصول على أصناف جديدة أو تكنولوجيا صادرة عن املؤسسات‬ ‫البحثية و‪ /‬أو القطاع اخلاص‪ ،‬إضافة إلى أن هذه الفئة تستخدم مختلف أدوات‬ ‫تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت‪ ،‬مبا في ذلك الهواتف النقالة وخدمات الرسائل‬ ‫القصيرة (‪ ،)SMS‬و‪ /‬أو الدخول إلى شبكة اإلنترنت لزيادة فرص احلصول على التقنية‬ ‫واملعلومات التسويقية واملعلومات املتعلقة باالنتاج والتسويق‪ ،‬مما ينعكس إيجابيا‬ ‫على معدل دخل املزرعة‪ .‬ويعتمد املزارعون التجاريون على شركات القطاع اخلاص‪،‬‬ ‫متعددة اجلنسيات‪ ،‬للدور الهام الذي تلعبه في احلصول على مدخالت اإلنتاج‬ ‫واملعلومات الفنية واإلدارية‪ .‬ومثال على ذلك‪ ،‬سنلقي نظرة عامة وموجزة عن‬ ‫‪( Mahagrapes‬املربع ‪ ،)3.4‬حيث متكن ‪ 2500‬من صغار املزارعني التجاريني في الهند‬ ‫من تشكيل شراكة ناجحة مع هذه الشركات إلنتاج وتصدير العنب إلى األسواق‬ ‫الدولية‪.‬‬ ‫‪46‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫مربع ‪ : 3.4‬قصة جناح‪ :‬صغار املزارعني التجار يشكلون شراكة إلنتاج وتصدير العنب‬ ‫تعتبر والية ماهاراشترا أكثر والية تقدما في الهند من حيث تنظيم املزارعني‬ ‫في مجموعات‪ .‬في عام ‪ ،1991‬و مبساعدة من وكاالت حكومية وطنية ومحلية‪،‬‬ ‫نظمت ‪ Mahagrapes‬كشركة مشاركة من ‪ 16‬تعاونية أنشطة لزراعة العنب‪ .‬منذ‬ ‫ذلك احلني‪ ،‬أصبحت هذه الشركة من أكبر الشركات املصدرة لعنب املائدة الطازج‬ ‫في الهند‪ .‬وغدت هذه الشركة مبثابة امليسر ومراقب ضبط اجلودة‪ ،‬وتأمني مدخالت‬ ‫اإلنتاج للمزارعني األعضاء والبالغ عددهم ‪ 2500‬مزارع‪ .‬اثنان من الشركاء التنفيذيني‬ ‫(مزارعني) مسؤوالن عن صنع القرار داخل املنظمة‪ ،‬وفريق من املدراء احملترفني والفنيني‬ ‫املتخصصني يقدمون اخلدمات االستشارية الفنية جلميع األعضاء‪ .‬كما ويوجد أيضا‬ ‫مجلس تنفيذي‪ ،‬يتألف من سبعة رؤساء منتخبني من التعاونيات املشاركة‪ ،‬يقوم‬ ‫باإلشراف على عمليات الشركة‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬يوجد مجلس إدارة يضم رؤساء‬ ‫جميع التعاونيات األعضاء الـ ‪.16‬‬ ‫ملزيد من املعلومات حول كيفية تقدمي هذه الشراكة خدمات املشورة الفنية‬ ‫ألعضائها الـ ‪ ،2500‬شاهد الفيديو على الرابط أدناه‪:‬‬ ‫‪http://lightning.itcs.uiuc.edu/favicon.ico‬‬ ‫اجلزء ‪ : 5‬الشباب الريفي‬ ‫مت جتاهل الشباب الريفي الى حد كبير من قبل معظم النظم الوطنية واإلرشاد‬ ‫الزراعي ألنه لم ينظر إلى هذه اجملموعة بوصفها عنصرا أساسيا لهدف حتقيق األمن‬ ‫الغذائي الوطني‪ .‬واعتبارا من بداية القرن العشرين ‪ ،‬وفي الواليات املتحدة‪ ،‬اصبحت‬ ‫برامج ‪ 4H‬موضوعا مركزيا خلدمة االرشاد التعاوني (انظر‪http://en.wikipedia.org/ :‬‬ ‫‪ .)wiki/4-H‬ومنذ ذلك احلني‪ ،‬قامت معظم البلدان في أمريكا الشمالية وأوروبا‪،‬‬ ‫ومنطقة البحر الكاريبي بإنشاء اندية ‪ ,4H‬وانشأت ايضا أنواع مماثلة من منظمات‬ ‫الشباب في املناطق الريفية تستند في جزء كبير منها على منوذج ‪ .4H‬اما على‬ ‫صعيد الدول النامية ‪ ،‬فقليل منها‪ ،‬مثل انشاء كوستاريكا واندونيسيا ونيجيريا‬ ‫والفلبني وتنزانيا وتايالند‪ ،‬منظمات للشباب على الصعيد الوطني في املناطق‬ ‫الريفية‪ ،‬ومعظمها ال تصل إال إلى نسبة ضئيلة من الشباب الريفي‪.‬‬ ‫ملزيد من املعلومات عن برامج ‪ 4H‬في جميع أنحاء العالم‪ ،‬أنظر إلى الرابط‬ ‫التالي‪:‬‬ ‫‪http://www.national4-hheadquarters.gov/about/4h_atlas.htm.‬‬ ‫‪47‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫إن الغرض الرئيس من منظمات الشباب في معظم البلدان‪ -‬تعليم وتنمية‬ ‫املهارات القيادية‪ .‬ويتعلم الشباب الريفي أيضا كيفية إدارة االجتماعات باستخدام‬ ‫النظام البرملاني‪ .‬وفي كل سنة تنتخب هذه اجلماعات الرئيس ونائب الرئيس‬ ‫والسكرتير وأمني الصندوق باستخدام األساليب الدميقراطية‪ .‬كما توفر هذه‬ ‫املنظمات الشبابية فرص التدريب العملي والتعلم من خالل أنواع مختلفة من‬ ‫املشاريع التي تنفذها‪.‬‬ ‫ونظرا للخبرة القليلة أو املعدومة ملعظم اجملتمعات الريفية في تنظيم أنواع‬ ‫مختلفة من مجموعات املزارعني‪ ،‬فإن منظمات الشباب في هذه املناطق تُع َ‬ ‫تبر‬ ‫وسيلة فعالة للتواصل االجتماعي من حيث املفاهيم واملهارات واإلجراءات‪،‬‬ ‫وخصوصا في تعليم اجليل الناشئ من املزارعني على كيفية املشاركة في املنظمات‬ ‫الزراعية‪ ،‬وكيف يصبحوا قادة في منظمات اجملتمع املدني‪ .‬وتوضح قصة جناح من‬ ‫منطقة كوردا في الهند‪ ،‬كيف ميكن تنظيم الشباب العاطلني عن العمل في‬ ‫الريف إلى مجموعات املنتجني لتعلم املهارات الفنية واإلدارة والتسويق‪.‬‬ ‫املربع ‪ :3.5‬قصة جناح‪ :‬إشراك الشباب العاطل عن العمل في املناطق الريفية في‬ ‫إنتاج الدواجن‬ ‫أعرب رئيس اللجنة االستشارية للمزارعني في منطقة كوردا الهندية عن قلقه‬ ‫في العثور على وظائف للشباب العاطل عن العمل‪ .‬لذلك نظم فريق اإلرشاد احمللي‬ ‫مجموعة من ‪ 10‬شبان في مجموعة إنتاج‪ .‬في البداية‪ ،‬حاولت هذه اجملموعة إنتاج‬ ‫اخلضراوات على أرض مستأجرة‪ ،‬ولكن احملاولة األولى لم تكن ناجحة‪ .‬بعدها قرر‬ ‫فريق ثان محاولة إنتاج الدجاج الالحم‪ .‬كان قائد هذه اجملموعة مدربا على جميع‬ ‫جوانب اإلنتاج‪ ،‬مثل الرعاية الصحية وتسويق الفراريج‪ .‬وبدأت اجملموعة في إنتاج‬ ‫الدواجن خالل العطالت واملناسبات اخلاصة األخرى في املنطقة‪ .‬وساهمت وكالة‬ ‫إدارة التكنولوجيا الزراعية بدعم مبدائي ب ‪ 200‬طير دجاج‪ .‬واستثمرت اجملموعة‬ ‫نحو ‪ 150‬دوالرا لبناء قن للدواجن‪ .‬ومن خالل مراحل اإلنتاج‪ ،‬مت تسويق ‪ 300‬طائر كل‬ ‫أسبوعني‪ .‬ومتكنت اجملموعة من حتقيق ‪ 700‬دوالرا كأرباح خالل السنة األولى‪ .‬وفي‬ ‫غضون سنتني‪ ،‬كان هناك ‪ 58‬وحدة دواجن مماثلة في املنطقة‪.‬‬ ‫السمة املميزة للنجاح تعود إلى االلتزام القوي من جانب أعضاء اللجنة‬ ‫االستشارية للمزارعني في حتديد اجملموعات‪ ،‬وبناء الثقة وغرس الشعور بالفخر في‬ ‫اجملتمع (‪.)Panda and Pal 2004‬‬ ‫‪48‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫اجلزء ‪ :6‬مالحظة ختامية ‪ :‬حاجة اإلرشاد والنظم االستشارية للتركيز‬ ‫على االحتياجات احملددة والفرص السوقية خملتلف األسر الزراعية‬ ‫كما أشير إليه سابقا‪ ،‬فإن أنظمة اإلرشاد الزراعي اتبعت األساليب التقليدية‬ ‫في نشر تقنات اإلنتاج املوصى بها جلميع األسر الزراعية‪ ،‬بغض النظر عن طبيعة‬ ‫تلك األسر‪ ،‬أو األراضي‪ ،‬أو املياه‪ ،‬أو العمالة وغيرها من املوارد‪ .‬فمن حيث احملاصيل‬ ‫الغذائية األساسية رفعت التقنيات من اإلنتاجية الزراعية‪ ،‬إال أنها لم تفعل شيئا‬ ‫يذكر لزيادة دخل املزارع‪ ،‬ألنه وكما في جميع أنحاء العالم أدت زيادة املوارد الغذائية‬ ‫إلى انخفاض تدريجي في األسعار‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬كانت أسعار الغذاء احلالية أكثر‬ ‫تقلبا في اآلونة األخيرة‪ ،‬بسبب التوسع في استخدام الوقود احليوي في العديد من‬ ‫البلدان‪ ،‬وبسبب العالقة الوثيقة بني تكاليف الطاقة وأسعار األسمدة‪.‬‬ ‫ولزيادة دخل املزارع وحتسني سبل املعيشة في الريف‪ ،‬وجب على أنظمة اإلرشاد‬ ‫الوطنية البحث عن طرق مبتكرة لزيادة دخل األسرة باستخدام موارد األسرة‬ ‫واجملتمع بشكل أكثر كفاءة‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬في دراسات احلالة الهندية التي‬ ‫كرَت سابقا‪ ،‬ما لم يكن واضحا‪ ،‬هو أن اجملموعات النسائية عملت باملشاريع التي‬ ‫ذُ ِ‬ ‫تَستخدم املوارد العامة‪ ،‬بدال من موارد املزرعة (كما في تربية شرانق احلرير في‬ ‫الغابات القريبة أو االستفادة من خزانات القرية املهجورة إلنتاج األسماك)‪ .‬في تلك‬ ‫احلاالت‪ ،‬كانت النساء في املناطق الريفية على استعداد للعمل‪ ،‬ولكن ليس لديهن‬ ‫إمكانية احلصول على األراضي‪ .‬لذلك‪ ،‬ومع توجيه اإلرشاد والتدريب‪ ،‬واستخدام‬ ‫طرق اإلرشاد التشاركي‪ ،‬أصبحن قادرات على التفاوض‪ ،‬ومن ثم استخدام موارد‬ ‫اجملتمع احمللي لبدء مشاريع جديدة مربحة أدّت إلى زيادة دخل األُسرة‪ .‬وينطبق‬ ‫الشيء نفسه على العديد من اجملموعات النسائية اللواتي ال متتلكن أرضا‪ ،‬وبدأن‬ ‫بإنتاج الفطر والكمبوست داخل منازلهن للمساعدة في زيادة الدخل‪.‬‬ ‫باختصار‪ ،‬فإن مدراء اإلرشاد واملتخصصني والعاملني في اإلرشاد امليداني بحاجة‬ ‫إلى “التفكير خارج النطاق التقليدي”‪ ،‬والعمل على تطوير واتباع استراتيجية‬ ‫إرشاد جديدة‪ ،‬من شأنها زيادة دخل األسرة الزراعية‪ ،‬وباخلصوص بني صغار املزارعني‬ ‫والنساء‪ .‬وعلى الرغم من احلاجة املستمرة لنشر التقنيات اجلديدة لزراعة احملاصيل‬ ‫الغذائية األساسية‪ ،‬يجب أن يركز اإلرشاد وأنشطته بنحو متزايد على التحول‬ ‫إلدخال النظم الزراعية األكثر كفاءة واستدامة لزيادة دخل األسر الزراعية من خالل‬ ‫استغالل أكثر فعالية لألسرة‪ ،‬وموارد اجملتمع‪ ،‬واملوارد الطبيعية‪.‬‬ ‫‪49‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫من الواضح أنه ال ميكن للعاملني باإلرشاد أن يركزوا وبشكل مستقل على ‪2000‬‬ ‫‪ 3000 -‬أسرة زراعية‪ ،‬ووضع استراتيجية لكل منها لوحدها‪ .‬لكن‪ ،‬ميكن تصنيف‬ ‫األسر الزراعية داخل كل مجتمع ضمن ‪ 5-8‬فئات مختلفة‪ ،‬ثم النظر في األدوار‬ ‫َ‬ ‫التقليدية للرجال والنساء واألطفال وكبار السن‪ .‬وميكن استخدام هذه الطريقة‬ ‫كنقطة انطالق في وضع استراتيجية جديدة تبدأ بزيادة دخل األسرة‪ .‬املهمة األولى‬ ‫التي ميكن تنفيذها بهذا اخلصوص تتلخص باستخدام تقنية التقييم الريفي‬ ‫باملشاركة (‪ ،)PRA‬لتحديد الفرص االقتصادية اجلديدة احملتملة‪ ،‬واملتبعة من قبل‬ ‫املزارعني‪ ،‬واملبادرات املبتكرة في اجملتمعات األخرى واملناطق واملقاطعات‪ .‬بعدها‪،‬‬ ‫ميكن للمرشدين الزراعيني امليدانيني مناقشة مجموعات مختلفة من املزارعني‬ ‫واملزارعات في كل مجتمع وتوضيح املشاريع اجلديدة التي قد تكون مجدية‪ .‬وبعد‬ ‫ذلك‪ ،‬التخطيط لزيارات التعرف‪ ،‬حيث ميكن للمزارعني اختيار ممثل عن اجملموعات‬ ‫املهتمة‪ ،‬والبدء في تقييم ما إذا كانت مجموعته قادرة على متابعة واحد أو أكثر‬ ‫من هذه املشاريع اجلديدة بنجاح‪.‬‬ ‫من املهم النظر في تصنيف املزارعني بناء على احتياجاتهم‪ ،‬ومطابقة هذه‬ ‫االحتياجات مع خدمات اإلرشاد املناسبة‪ ،‬كما يتبني من األمثلة التالية‪ :‬على سبيل‬ ‫أسرة زراعية ميكن تصنيف ‪ 10‬منها كمزارعني جتاريني‬ ‫املثال‪ ،‬في قرية تتكون من ‪ْ 200‬‬ ‫ميلكون حيازات أكبر‪ ،‬وفرصهم قوية في احلصول على املوارد الزراعية والقروض‬ ‫ومدخالت االنتاج‪ .‬ومتيل هذه الفئة الى القطاع اخلاص للحصول على املعلومات‬ ‫التقنية والتسويقية‪ .‬وميكن تصنيف ‪ 40 - 30‬أسرة أخرى منها كمزارعني‬ ‫متوسطي احليازة‪ ،‬لديهم املقدرة على توليد الدخل املزرعي‪ ،‬ومرشحة ألن تكون‬ ‫من األوائل في تبني التكنولوجيات اجلديدة‪ .‬وكثير من هؤالء املزارعني املتوسطي‬ ‫احليازة يسعون إلى التواصل مع املزارعني التجاريني وجتار توريد املدخالت‪ ،‬فضال عن‬ ‫موظفي اإلرشاد احملليني‪ ،‬وإلى البحث عن معلوماتهم الفنية والتسويقية‪.‬‬ ‫أما الـ ‪ 100-50‬أسرة التالية من األسر الزراعية في القرية فسوف تندرج عموما‬ ‫في فئة صغار املزارعني‪ ،‬ومعظمهم يفتقرون إلى موارد األرض لتوليد ما يكفي من‬ ‫الدخل الزراعي من احملاصيل الغذائية األساسية على أساس مستدام‪ .‬وهذه الفئة‬ ‫من املزارعني عموما تشكل الغالبية املبكرة أو املتاخرة في اعتماد أصناف جديدة‬ ‫من احملاصيل الغذائية األساسية‪ .‬إن هذه الفئة رمبا تكون األكثر مالءمة لتحقيق‬ ‫نوع من احملاصيل ذات القيمة العالية‪ ،‬والكثافة العمالية‪ ،‬و‪ /‬أو الثروة احليوانية‬ ‫لزيادة دخل املزرعة‪.‬‬ ‫‪50‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫وتبعا للبلد املعني‪ ،‬قد يكون لألسر املتبقية بعض موارد األراضي الهامشية‪،‬‬ ‫أو ال ميلكون أرضا أصال‪ .‬في تلك احلاالت يقوم األعضاء الكبار من األسر (الرجل و‪/‬‬ ‫أو املراة) بالبحث عن فرص عمل موسمية مع املزارعني التجار في القرية أو خارج‬ ‫املزرعة‪ ،‬مقابل أجور متدنية‪ .‬وفي حالة األسر الزراعية الفقيرة والتي ال متلك أرضا‪،‬‬ ‫فنادرا ما تساعدهم التكنولوجيا الزراعية اجلديدة من اخلروج من الفقر‪ ،‬ال سيما في‬ ‫االقتصاد الزراعي العاملي‪ .‬فبدال من العمل خارج املزرعة أو تبني زراعات جديدة‪ ،‬ميكن‬ ‫استغالل موارد األسرة‪ ،‬أو استغالل موارد امللكية املشتركة‪ ،‬أو التقانات اجلديدة‪ ،‬مما‬ ‫ميكّنهم من زيادة دخل أسرهم املعاشي‪ .‬في هذه العملية‪ ،‬سوف يتعلمون التقنية‬ ‫اجلديدة ومهارات اإلدارة والتسويق التي ميكن أن تستخدم ملتابعة فرص عمل خارج‬ ‫املزرعة في املستقبل‪.‬‬ ‫كما يتضح من األمثلة السابقة‪ ،‬فاإلرشاد بحاجة إلى أن يصبح مؤسسة‬ ‫متعددة األوجه تركز على االحتياجات اخملتلفة والفرص املتاحة خملتلف األسر‬ ‫الريفية الزراعية‪ .‬وباختصار‪ ،‬يتعني على العاملني في مجال اإلرشاد أن يكونوا‬ ‫وسطاء املعرفة بدال من تقدمي مجرد نفس الرسائل إلى كل األسر الزراعية‪ .‬ال شك‬ ‫أن اإلرشاد يحتاج لنشر توصيات التقنات اجلديدة لزيادة اإلنتاجية من احملاصيل‬ ‫الغذائية الرئيسة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يجب على اإلرشاد توسيع تركيزه‪ ،‬والبحث عن طرق‬ ‫جديدة ملساعدة جميع أنواع األسر الريفية لزيادة دخلها‪ ،‬متبعا االستراتيجيات‬ ‫اخملتلفة‪ ،‬استنادا إلى مواردها اخلاصة‪.‬‬ ‫‪51‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫الفصل الرابع ‪ :‬القضايا السياسة المتعلقة بتطوير إرشاد‬ ‫زراعي ونظم استشارية أكثر تعددية‬ ‫نظرة عامة‬ ‫الغرض من هذا الفصل هو مناقشة القضايا السياسية الرئيسة‪ ،‬املعنية‬ ‫بالتحول نحو إرشاد زراعي ونظم استشارية أكثر تعددية‪ .‬يبدأ هذا الفصل بلمحة‬ ‫عامة عن منظمات اجملتمع املدني‪ ،‬والقطاعني العام واخلاص ذات امليزة النسبية في‬ ‫االضطالع مبهام إرشادية‪ ،‬وخدمات استشارية محددة‪ .‬ثم يتناول القضايا املتعلقة‬ ‫بخصخصة نظم اإلرشاد العامة‪ ،‬مبا في ذلك مجموعة من جتارب مختارة من أوروبا‬ ‫وأمريكا الالتينية ودول افريقية انتقلت خلصخصة و‪ /‬أو إنشاء نظم إرشاد أكثر‬ ‫تعددية‪.‬‬ ‫اجلزء ‪ :1‬مقارنة وحتليل دور كل من املنظمات العامة واخلاصة وغير احلكومية‬ ‫في تطوير إرشاد ونظم استشارية متعدده ومبتكره‪.‬‬ ‫هناك عدة طرق لتقييم منظمات القطاع العام واخلاص واجملتمع املدني وما‬ ‫لديها من ميزة نسبية عن األخرى في تنفيذ مختلف أنواع اإلرشاد وأنشطة‬ ‫اخلدمات االستشارية‪ .‬أحد هذه النظم األكثرتعمقا‪ ،‬هو املنهج التحليلي في‬ ‫نظام االبتكارات الزراعية (‪ ،)AIS‬وموضح في )‪ . (Birner et. al.2006‬وثمة خيار آخر‬ ‫موجود ضمنيا في هذا الكتاب‪ ،‬وهو أن ندرك أن بعض اخلدمات االستشارية مثل‬ ‫نقل التكنولوجيا ستتحسن عندما تتم خصخصة القطاع الزراعي ويصبح‬ ‫جتاريا‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن هناك أنشطة إرشاد أخرى‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫‪ - 1‬تدريب صغار املزارعني من الرجال والنساء على كيفية تنويع النظم الزراعية من‬ ‫خالل استخدام محاصيل عالية القيمة لزيادة دخل املزارع؛‬ ‫‪ - 2‬تنظيمهم في مجموعات انتاجية وربطها باألسواق؛‬ ‫‪ - 3‬تشجيعهم على إدارة واستغالل للموارد الطبيعية‪ ،‬والتي سوف تعتبر كـ‬ ‫“سلع عامة” تتطلب التمويل العام واملستمر‪ ،‬بغض النظر عن النظام املتبع‪.‬‬ ‫عندها تتضح مهمة كل بلد لتحديد املنظمات القائمة (العامة‪ ،‬اخلاصة‪،‬‬ ‫واملنظمات غير احلكومية)‪ ،‬والتي لديها القدرة الكافية‪ ،‬وميكن تعزيزها وحتويلها‬ ‫إلى أفضل االبتكارات املؤسسية الالزمة‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فمن األهمية مبكان البدء‬ ‫‪52‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫بدراسة العالقة بني مختلف أهداف التنمية الزراعية والعالقة مع اإلرشاد واملهام‬ ‫احملددة للخدمات االستشارية التي حتتاج إلى تعزيز‪.‬‬ ‫لذلك سنبدأ بتحديد األهداف الوطنية الكبرى للتنمية الزراعية‪ ،‬والتي ميكن‬ ‫تلخيصها كما يلي‪:‬‬ ‫ •زيادة النمو الزراعي للحفاظ على األمن الغذائي الوطني عن طريق زيادة إنتاجية‬ ‫احملاصيل الغذائية األساسية‪.‬‬ ‫ •زيادة دخل األسرة الزراعية لتحسني سبل املعيشة في الريف من خالل مساعدة‬ ‫املزارعني واملزارعات بتنويع نظم الزراعة وتكثيفها‪ ،‬وخصوصا في إنتاج احملاصيل‬ ‫عالية القيمة‪ /‬وتسويق منتجاتهم في األسواق احمللية والعاملية‪.‬‬ ‫ •بناء رأس مال إجتماعي في اجملتمعات الريفية بحيث يعمل املزارعون واملزارعات‬ ‫معا على حد سواء لضمان الوصول إلى مدخالت اإلنتاج والقروض‪ ،‬فضال عن‬ ‫تزويد األسواق الناشئة بكفاءة من مختلف املنتجات الغذائية عالية القيمة‪.‬‬ ‫ •رفع كفاءة ممارسات اإلدارة املستدامة للموارد الطبيعية‪.‬‬ ‫استنادا إلى هذه األهداف طويلة األجل للتنمية الزراعية‪ ،‬أصبح من الضروري‬ ‫إتخاذ قرار حاسم حول املنظمات األنسب لتنفيذها‪ ،‬وكيف ميكن جعل مهام‬ ‫اإلرشاد اخملتلفة تنظَّ م بشكل أكثر فعالية وتنفَّذ ومتوَّل على أساس طويل األجل‪.‬‬ ‫على سبيل املثال‪ ،‬شركات القطاع اخلاص واملنظمات غير احلكومية عموما تنفذ‬ ‫املشاريع التي متولها اجلهات املانحة بطريقة أسرع وأكثر فعالية من منظمات‬ ‫اإلرشاد العام‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن معظم هذه املنظمات تتحرك بعد انتهاء التمويل‬ ‫تجهة بسرعة إلى مشاريع أو أنشطة أخرى من القطاع العام أو من اجلهات‬ ‫مّ‬ ‫املانحة‪ ،‬لذلك فاالستدامة املؤسسية مسألة مهمة‪ .‬واالستثناء الوحيد املهم‬ ‫هو تقدمي اخلدمات االستشارية من قبل موردي املدخالت اخملتصة‪ ،‬ألنها قادرة على‬ ‫استرداد تكلفة اخلدمات االستشارية من خالل بيعها املدخالت الزراعية للمزارعني‬ ‫(أي استرداد التكاليف من املزارعني بطريقة غير مباشرة)‪.‬‬ ‫في الواقع‪ ،‬وعلى املدى البعيد‪ ،‬فإن من مصلحة شركات توريد املدخالت توفير‬ ‫خدمات استشارية من الدرجة األولى للمزارعني الذين تخدمهم‪ ،‬وبالتالي وضع‬ ‫شراكة قوية بني القطاع العام واخلاص كهدف مهم في معظم البلدان‪ .‬وكما هو‬ ‫موضح في الفصل الثاني‪ .‬ومنذ ستينيات القرن املاضي‪ ،‬مت ترويج مناذج مختلفة‬ ‫‪53‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫من اإلرشاد من قبل اجلهات املانحة واملنظمات اخملتلفة‪ ،‬وكانت النتائج واآلثار‬ ‫متفاوتة‪ .‬وفي اآلونة األخيرة‪ ،‬فإن عددا متزايدا من البلدان على طريق التحول‪World‬‬ ‫‪ Bank (2007a، 2007b، 2007c) ،‬وال سيما في آسيا‪ ،‬تعمل على انتقال منظمات‬ ‫اإلرشاد الزراعي العام لديها إلى مزيد من الالمركزية بقيادة املزارع وتوجيه السوق‪.‬‬ ‫السياسات املتعلقة بتحويل نظم اإلرشاد العام‬ ‫بعد إنشاء أنظمة اإلرشاد العامة في معظم البلدان النامية خالل القرن‬ ‫العشرين‪ ،‬أُدرج معظمها حتت مظلة وزارات الزراعة‪ .‬وكنتيجة لذلك‪ ،‬أصبحت‬ ‫الغالبية العظمى منها تعمل من األعلى إلى األسفل وبوظائف متعددة وأنظمة‬ ‫محدودة املوارد‪ ،‬وتفتقر إلى املوارد التشغيلية الكافية والفنيني املتخصصني‬ ‫من ذوي الكفاءة‪ .‬وعزز منهج الزيارة والتدريب في اإلرشاد (‪ )T &V‬عملية نقل‬ ‫التكنولوجيا وتطوير اإلدارة واألفراد وقضايا املوارد املرتبطة بتحقيق األمن الغذائي‬ ‫الوطني‪ .‬ولكن‪ ،‬وكما لوحظ في الفصل الثاني‪ ،‬أثبت منوذج (‪ )T &V‬أنه غير قابل‬ ‫لالستدامة في معظم البلدان بعد انتهاء التمويل من اجلهات املانحة و‪ /‬أو بعد‬ ‫حتقيق األمن الغذائي الوطني إلى حد كبير‪ ،‬مع انخفاض التمويل احلكومي للبحث‬ ‫واإلرشاد الزراعي في بداية التسعينيات من القرن املاضي‪.‬‬ ‫وفي معظم البلدان النامية‪ ،‬وبسبب عدم كفاية املوارد احلكومية وإعطاء‬ ‫األولوية لتحقيق األمن الغذائي الوطني من قبل املسؤولني في اإلرشاد‪ ،‬أصبحت‬ ‫معظم أنظمة اإلرشاد غير راغبة‪ ،‬أوغير قادرة على حتويل تركيزها عن زيادة دخل‬ ‫صغار املزارعني من الرجال والنساء‪ .‬لذلك‪ ،‬ومع بعض االستثناءات امللحوظة‪،‬‬ ‫استمرت أنظمة اإلرشاد العام في متابعة االستراتيجية األساسية‪ ،‬واملوجهة‬ ‫الستمرار نقل التكنولوجيا اجلديدة للمزارعني األكثر تقدما‪ ،‬واألوائل املتبنني‬ ‫للتكنولوجيا اجلديدة‪ .‬عندها بدأ صغار املزارعني واملتوسطي احليازة مبراقبة هذه‬ ‫النتائج‪ ،‬متبنني بحذر للتكنولوجيا احلديثة‪ .‬أما بالنسبة للفئة األقل تأثرا بهذه‬ ‫االستراتيجية‪ ،‬فهم صغار املزارعني األكثر فقرا‪ ،‬مبا في ذلك النساء الالتي ترأسن‬ ‫األسر الزراعية‪ ،‬حيث يفتقرن إلى املوارد الالزمة لتبنّي التكنولوجيا املتطورة‪.‬‬ ‫التحديات‪ :‬تتلخص املعضالت التي تواجه معظم نظم اإلرشاد العام اليوم‬ ‫بالهيكل التنظيمي (من القمة إلى القاعدة)‪ ،‬واستمرار عملية نقل التكنولوجيا‬ ‫وافتقارها إلى املوارد املالية الكافية‪ .‬وتكون معظم نظم اإلرشاد إما غير مستعدة‬ ‫أو غير قادرة على نحو فعال على حتقيق زيادة الدخل الزراعي‪ ،‬وحتسني سبل عيش‬ ‫‪54‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫الفقراء في املناطق الريفية‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن هذه النظم اإلرشادية العامة‬ ‫تفتقر إلى املوارد الضرورية (كالتدريب والتمويل الالزم للبرامج اإلرشادية‪ ،‬فضال عن‬ ‫تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت)‪ ،‬واحلفاظ على تطور موظفيها باستمرار‪ ،‬بحيث‬ ‫يكونوا قادرين على تنفيذ برامج إرشادية متطورة ومبتكرة في امليدان‪ .‬ونتيجة‬ ‫لذلك‪ ،‬دعا العديد من املتخصصني في مجال التنمية الستبدال هذه األنظمة‪ ،‬أو‬ ‫خصخصة خدمات القطاع العام‪ ،‬أو تسليمه إلى املنظمات غير احلكومية (‪.)NGOs‬‬ ‫االصالحات‪ :‬كما مت توضيحه في الفصل الثاني‪ ،‬وخالل العقود األربعة املاضية‪،‬‬ ‫ظهرت أنظمة إرشاد بديلة مت تقييمها بهدف تطوير أداء أنظمة إرشاد القطاع العام‪.‬‬ ‫واعتمدت هذه النماذج على مبدأ النهج التشاركي والتنمية الريفية املتكاملة‬ ‫للريف‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬وبسبب شكل الهيكل التنظيمي السائد من األعلى إلى األسفل‬ ‫ملنظمات اإلرشاد‪ ،‬وافتقارها إلى املوارد املالية والكوادر اإلرشادية املؤهلة‪ ،‬لم تكن‬ ‫معظم تلك األنظمة مستعدة أو مجهزة لإلطالع على هذه األجندة األوسع نطاقا‬ ‫لزيادة اإلنتاجية الزراعية على حد سواء‪ ،‬و زيادة دخل صغار املزارعني واملزارعات من‬ ‫خالل التنوع في احملاصيل والثروة احليوانية‪.‬‬ ‫إضافة ملا سبق‪ ،‬وفي أميركا الالتينية‪ ،‬مت تقليص حجم اإلرشاد العام إلى‬ ‫حد كبير‪ ،‬أو التخلص منه نهائيا‪ .‬لم تكن األنظمة البديلة قوية أو فعالة (أنظر‬ ‫‪ (Roseboom 2006, p.41‬باستثناء نظامني‪ ،‬هما‪ - 1 :‬تشيلي‪ ،‬حيث ال يزال نظام‬ ‫اإلرشاد متوله احلكومة‪ ،‬ويديره القطاع اخلاص؛ ‪ - 2‬كوستاريكا‪ ،‬حيث يتْ َ‬ ‫بع اإلرشاد‬ ‫للوزارة ومتوله احلكومة‪ ،‬مع عدد كاف من املوظفني امليدانيني املدربني تدريبا جيدا‬ ‫وكافيا‪ ،‬وموارد مالية كافية‪ ،‬واستراتيجية إرشادية تعتمد توجهات السوق‪.‬‬ ‫تغير احملتوى واالحتياجات‪ :‬تواصل معظم نظم اإلرشاد العام التركيز على نشر‬ ‫مجموعة من املمارسات (التكنولوجيا) حملاصيل الغذاء الرئيسة بدال من النظر إلى‬ ‫الفرص السانحة والظاهرة في األسواق‪ ،‬والناشئة عن احملاصيل أو املنتجات عالية‬ ‫القيمة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فالعديد من أنظمة اإلرشاد التسويقي التي تركز على زيادة‬ ‫الطلب في األسواق الناشئة تظهر في بلدان متر بتحوالت اقتصادية (أي عندما‬ ‫يكون هناك منو اقتصادي قوي)‪ ،‬وتغيير أمناط االستهالك الغذائي (على سبيل املثال‪،‬‬ ‫الصني‪ ،‬الهند وإندونيسيا)‪ .‬في ظل هذه الظروف‪ ،‬ميكن ألنظمة اإلرشاد أن حتول‬ ‫تركيزها نحو زيادة دخل األسر الزراعية‪ ،‬وحتسني سبل املعيشة الريفية‪.‬‬ ‫ظَ‬ ‫مت حول تعزيزاالبتكارات الزراعية‬ ‫هناك ست نتائج رئيسة مأخوذة من ورقة ن ُ ِّ‬ ‫‪55‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫(‪ ) World Bank , 2006 b . p. vi‬لدعم هذه الفرضية األساس‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫‪ .1‬األسواق‪ ،‬وليس اإلنتاج‪ ،‬تدفع التنمية الزراعية للنمو بشكل متزايد‪.‬‬ ‫‪ .2‬اإلنتاج والتجارة وبيئة االستهالك للمنتوجات الزراعية تنمو بطرق أكثر‬ ‫ديناميكية‪ ،‬وتتطور بشكل غير متوقع (يعود ذلك إلى تكاليف الطاقة‬ ‫والوقود احليوي وتغير املناخ)‪.‬‬ ‫‪ .3‬املعرفة واملعلومات‪ ،‬وخصوصا التقنات اخلاصة‪ ،‬والتي يتم توليدها على نحو‬ ‫متزايد وتنتشر من خالل القطاع اخلاص‪.‬‬ ‫‪ .4‬النمو الهائل في تطور املعلومات و تكنولوجيا االتصاالت (‪ )ICT‬مكن بعض‬ ‫املزارعني وخصوصا الكبار منهم‪ ،‬لالستفادة من التكنولوجيا اجلديدة أينما‬ ‫كانت‪.‬‬ ‫‪ .5‬تغير في شكل وهيكلية التكنولوجيا الزراعية املطورة بشكل ملحوظ في‬ ‫العديد من البلدان‪.‬‬ ‫‪ .6‬التنمية الزراعية جتري في عملية متصاعدة في ظل العوملة‪.‬‬ ‫في ظل هذه الظروف املتغيرة للتنمية الوطنية والعاملية‪ ،‬يتوجب على نظم‬ ‫اإلرشاد العام لعب دور امليسر في العمل مع صغار املزارعني واملزارعات‪ ،‬والدخول في‬ ‫شراكات مع القطاع اخلاص ومنظمات اجملتمع املدني على حد سواء‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن‬ ‫إحدى أهم الصعوبات الكبيرة التي تواجه األنظمة احلكومية‪ ،‬مبا في ذلك البحوث‬ ‫الزراعية واإلرشاد‪ -‬هي كيفية حتقيق هذه التغييرات املؤسسية التي سوف تشرك‬ ‫رسميا أصحاب املصلحة األساسيني (أي صغار املزارعني من الرجال والنساء)‪،‬‬ ‫وكذلك مع املنظمات الرئيسة األخرى في حتديد األولويات على حد سواء‪ ،‬والتعاون‬ ‫على تقدمي اخلدمات الالزمة‪.‬‬ ‫باختصار‪ -‬تتغير البيروقراطيات ببطء ما لم يكن هناك سياسة التدخل على‬ ‫املستوى الوطني‪ ،‬أو على األرجح‪ ،‬إذا بدأت اجلهات املانحة تشجيع التغييرات‬ ‫املؤسسية من اخلارج (كما فعلت في إطار إرشاد (‪ .)T&V‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬فقد مت‬ ‫تدريب معظم املسؤولني احلكوميني رفيعي املستوى كمتخصصني تقنيني‪ ،‬وقضوا‬ ‫معظم حياتهم املهنية في تنفيذ برامج إرشادية باستخدام استراتيجية نقل‬ ‫التكنولوجيا‪ .‬ونظرا لهذا الهيكل التنظيمي من األعلى إلى األسفل‪ ،‬فإن معظم‬ ‫املوظفني احلكوميني يفضلون إدارة هذه األنظمة اإلرشادية كمؤسسة بيروقراطية؛‬ ‫‪56‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫وبالتالي احلفاظ على مركزية سلطة صنع القرار‪ .‬لذلك‪ ،‬يجب على مؤسسات‬ ‫اإلرشاد أن تكون فعالة وديناميكية ومتماشية مع توجهات السوق‪ ،‬وعلى‬ ‫موظفيها االستماع إلى حاجات العمالء املستفيدين‪ .‬وينطبق هذا على شركات‬ ‫القطاع اخلاص والبنوك واملنظمات غير احلكومية‪ ،‬ومقدمي اخلدمات األخرى‪ .‬ولن‬ ‫حتدث هذه التغييرات ما لم يكن هناك اتفاق رسمي لوضع هيكل لصنع القرار‬ ‫لجان استشارية للمزارعني‪ ،‬مجالس‪،‬‬ ‫بشكل المركزي‪ ،‬يتضمن آليات رسمية (ك ِ‬ ‫الخ) على جميع املستويات للحصول على املدخالت الالزمة للعمالء اخملدومني‪.‬‬ ‫وثمة مشكلة إدارية أخرى خطيرة‪ ،‬نوقشت مبزيد من التفصيل في الباب‬ ‫السادس والثامن‪ ،‬وهي عدم وجود الكوادر اإلرشادية الكفؤة املتخصصة‪ ،‬واملدربة‬ ‫تدريبا جيدا ضمن قطاع اإلرشاد العام‪ ،‬والتي تتضمن‪:‬‬ ‫ •تناقص عدد موظفي اإلرشاد في كثير من البلدان بسبب انخفاض املوارد املالية‪.‬‬ ‫ •عدم وجود عدد كاف من املتخصصني في موضوع معني (‪ ،)SMS‬وخصوصا‬ ‫في اجملاالت الناشئة مثل احملاصيل عالية القيمة‪ ،‬والثروة احليوانية واألسماك‪،‬‬ ‫وغيرها من املشاريع‪.‬‬ ‫ •قلة املهارات في اإلدارة املزرعية والتسويق لكوادر اإلرشاد على جميع املستويات‪.‬‬ ‫ • ضعف مهارات مهنية متميزة أخرى‪ ،‬مثل القدرة على تيسير الروابط‬ ‫املؤسسية‪ ،‬ربط األحداث‪ ،‬وتنظيم املنتجني في مجموعات املساعدة الذاتية‪.‬‬ ‫وهذه املهارات املهنية هي ذات أهمية متزايدة في أنظمة اإلرشاد ذات التخاصية‬ ‫التعددية‪ ،‬واإلرشاد املوجه حسب الطلب‪.‬‬ ‫ •عدم توفر املوارد الالزمة للتدريب‪.‬‬ ‫وثمة مشكلة مؤسسية أخرى‪ ،‬هي عدم وجود احلد األدنى من البنية التحتية‬ ‫املادية لالتصاالت‪ ،‬مبا في ذلك وجود مكاتب لإلرشاد سيئة التجهيز على مستوى‬ ‫املنطقة وما حتتها‪ .‬فعلى سبيل املثال‪ ،‬ال يوجد لدى معظم املكاتب امليدانية‬ ‫هواتف و‪ /‬أو الهواتف النقالة‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن معظم املكاتب اإلرشادية‬ ‫امليدانية قليلة العدد‪ ،‬وخالية من املواد التدريبية تقريبا؛ كما وتخلو من أي نوع من‬ ‫وسائل تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت‪ .‬كما أن معظم وسائل النقل تفتقر إلى‬ ‫املوارد الكافية للوصول إلى اجملتمعات الريفية على أساس منتظم‪ .‬أيضا‪ ،‬ال يوجد‬ ‫‪57‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫لدى معظم منظمات اإلرشاد العام ما يكفي من األموال التشغيلية‪ ،‬وخصوصا‬ ‫على الصعيد امليداني‪ ،‬لتغطية تكاليف السفر الروتينية واالتصاالت والتدريب‬ ‫وتكاليف البرامج األساسية (مثل القيام على مستوى املزرعة باملشاهدات‪ ،‬وإجراء‬ ‫املدارس احلقلية للمزارعني‪ ،‬وغيرها)‪ .‬لذلك‪ ،‬ونتيجة لهذا النقص في املوارد‪ ،‬فإن ما‬ ‫ميكن تنفيذه من األنشطة اإلرشادية محدود جدا‪.‬‬ ‫وفي اخلتام‪ ،‬التوجد حوافز لألداء اجليد‪ ،‬وال عقوبات على سوء األداء‪ ،‬وبالتالي‪،‬‬ ‫فإن الكثير من العاملني في قطاع اإلرشاد احلكومي ينفذ مهام اإلرشاد بشكل‬ ‫روتيني فقط‪ ،‬كما هو محدد من قبل كبار املدراء‪ ،‬وليس من قبل املزارعني الذين‬ ‫تقدم لهم اخلدمات‪ .‬وعندما تكون أنظمة اإلرشاد تتبع منهجية “من األسفل إلى‬ ‫األعلى” وخاضعة ملساءلة عمالئها احملليني (مجموعات املنتجني) كما لوحظ من‬ ‫خالل املشروع الوطني للتكنولوجيا الزراعية (‪ )NATP‬في الهند‪ -‬يصبح املرشدون‬ ‫في مناطق املشروع متحمسني أكثر‪ ،‬ويتحسن أداؤهم بشكل ملحوظ ألنها‪ ،‬أي‬ ‫أنظمة اإلرشاد‪ ،‬تلقت ردود فعل إيجابية من مجموعات املزارعني التي تقدم لها‬ ‫اخلدمات (‪.)Reddy, 2008‬‬ ‫اجلزء ‪ :2‬التحول من القطاع العام إلى القطاع اخلاص في نقل التكنولوجيا‬ ‫خالل نصف القرن املاضي أو أكثر‪ ،‬كانت الوظيفة األساسية للبحوث الزراعية‬ ‫واإلرشاد الزراعي العام‪ -‬تطوير ونقل التكنولوجيا اجلديدة للمحاصيل الغذائية‬ ‫األساسية‪ ،‬حني عملت الدول لتحقيق األمن الغذائي الوطني‪.‬‬ ‫وكان املصدر الرئيس للتكنولوجيا اجلديدة للمحاصيل الغذائية األساسية تاتي‬ ‫من مراكز البحوث الزراعية الدولية‪ ،‬مثل املركز الدولي لتحسني الذرة والقمح (‬ ‫‪ ،)CIMMYT‬واملعهد الدولي لبحوث األرز (‪ ،)IRRI‬والذي هو جزء من ‪ 15‬مركز دولي‪،‬‬ ‫والتي تشكل اجملموعة االستشارية للبحوث الزراعية الدولية (‪.)CGIAR‬‬ ‫في بعض البلدان الكبيرة‪ ،‬مثل الصني والهند‪ ،‬كانت مهام اإلرشاد للمحاصيل‬ ‫احلقلية تنظم بشكل منفصل عن غيرها من اإلدارات داخل وزارات الزراعة‬ ‫(كمديريات الثروة احليوانية والسمكية واحلرجية)‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬كانت معظم هذه‬ ‫اإلدارات حتتوي على عدد محدود من موظفي اإلرشاد امليدانني لتنفيذ أنشطة‬ ‫اإلرشاد (معظمها تزود فقط املدخالت واخلدمات)‪ .‬فعلى سبيل املثال‪ ،‬تركز‬ ‫معظم دوائر الثروة احليوانية بشكل أساس على الصحة احليوانية وخدمات الثروة‬ ‫احليوانية‪ ،‬مثل التطعيم والتلقيح االصطناعي‪ ،‬مع اهتمام وقدرة أقل بكثير على‬ ‫‪58‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫تقدمي املشورة لصغار املزارعني من الرجال والنساء حول كيفية استخدام تقنيات‬ ‫الثروة احليوانية احملسنة‪ ،‬مثل تغذية احليوان‪.‬‬ ‫خالل العقود الثالثة أو األربعة املاضية‪ ،‬لعب القطاع اخلاص دورا ً متزايدا ً على‬ ‫الصعيد العاملي في تطوير وبيع جميع أنواع التكنولوجيا (كالتكنولوجيا الوراثية‬ ‫والبيولوجية والكيميائية وامليكانيكية واملعلوماتية) في هذه األسواق املتنامية‪.‬‬ ‫وعليه‪ ،‬فإن جتار توريد املدخالت والتعاونيات‪ ،‬إضافة لألعمال الزراعية املرتبطة‬ ‫ببرامج املزارعني املستقلني‪ ،‬يلعبون دورا متزايد األهمية في توفير حزمة متكاملة‬ ‫من مدخالت اإلنتاج‪ ،‬واملعلومات التقنية‪ ،‬واخلدمات االستشارية جلميع أنواع‬ ‫املزارعني‪ ،‬وفي املقام األول للمزارعني التجاريني‪.‬‬ ‫تباع معظم التقنات اجلديدة من خالل محالت التجزئة التي تتولى بيع مجموعة‬ ‫واسعة من مدخالت اإلنتاج‪ ،‬مبا في ذلك البذور واألسمدة واملبيدات احلشرية‪ .‬وفي‬ ‫كثير من احلاالت‪ ،‬فإن املشورة الفنية املقدمة هي جلني الربح‪ ،‬وليست خلدمة املزارع‬ ‫(توجهات املنتج ‪ -‬وهذا ميَكّن التاجر من كسب أكبر قدر من املال) بدال من أسلوب‬ ‫السير مع ‪ -‬توجهات املزارع‪ ،-‬بحيث تساعد املشورة الفنية السليمة في تعظيم‬ ‫دخله املزرعي‪ .‬وفي العادة‪ ،‬فإن التجار أو مندوبي املبيعات الذين يعملون في هذه‬ ‫احملالت ذوي تدريب زراعي محدود للغاية‪ ،‬وبالكاد يقرأون املعلومات التي قدمتها‬ ‫شركة الصناعات‪ .‬ولكن‪ ،‬كلما أصبح املزارعون ذوي اخلبرة جتاريني‪ ،‬فسوف يتمكنوا‬ ‫من شراء منتجاتهم تدريجيا من هؤالء َ‬ ‫املورّدين‪ ،‬الذين سيقومون بتوفير مدخالت‬ ‫إنتاج موثوقة‪ ،‬وتقنية سليمة‪ ،‬وإدارة معلومات تساعدهم على حتقيق أقصى قدر‬ ‫من دخل مزارعهم‪.‬‬ ‫في ظل تقييم التغيرات املستمرة في تطوير ونقل التكنولوجيا بني البلدان‬ ‫املتقدمة صناعيا‪ ،‬فإنه من الواضح أن معظم التكنولوجيا الزراعية اجلديدة يتم‬ ‫تطويرها ونشرها كسلع ذات ملكية خاصة‪ .‬وهذا يجعل القطاع الزراعي أكثر جتاريا‬ ‫(أي عدد أقل من املزارعني مع زيادة حجم املزرعة)‪ ،‬وكلما أصبحت التكنولوجيا أكثر‬ ‫اتساعا كسلع خاصة‪ ،‬فمن املتوقع أن يغطي املزارعون جزءا متزايدا من التكاليف‪،‬‬ ‫سواء بشكل مباشر (كما هو احلال في منوذج اخلدمات االستشارية الزراعية‬ ‫الدمناركية)‪ ،‬أو غير مباشر (عن طريق شراء املدخالت)‪ .‬النقطة املهمة في املوضوع‬ ‫هنا‪ ،‬هي‪ ،‬عدم التوصية الفورية باخلصخصة للبحوث واخلدمات االستشارية‪ ،‬ألن‬ ‫ذلك سيزيد من الفجوة التكنولوجية بني املزارعني الكبار التجاريني واملزارعني‬ ‫‪59‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫الصغار الفقراء‪.‬‬ ‫وبدال من ذلك‪ ،‬فبالنسبة ملعظم البلدان النامية‪ ،‬فإن احلاجة فيها تكمن في‬ ‫بناء شراكة قوية ووثيقة بني القطاعني العام واخلاص على حد سواء‪ ،‬من شأنها‬ ‫أن تعزز اإلنتاجية الزراعية‪ ،‬وزيادة دخل األسرة الزراعية في جميع أنحاء اجملتمع‬ ‫الزراعي‪ ،‬ومساعدة القطاع على التحول‪.‬‬ ‫اجلزء ‪ :3‬أمثلة على اخلدمات االستشارية التي يقودها القطاع اخلاص واملزارع‬ ‫اخلدمات الوطنية االستشارية الزراعية في أوغندا‬ ‫أحدث محاوالت خصخصة لنظام اإلرشاد العام وجعله إرشادا ً موجها ً من املزارع‬ ‫في أوغندا كانت تلك التي جاءت في إطار مشروع اخلدمات االستشارية الزراعية‬ ‫الوطنية (‪( )NAADS‬أنظر ‪.)www.naads.or.ug‬‬ ‫وقد بدأ هذا املشروع في عام ‪ 2001‬لتحسني اإلنتاجية واحلياة املعيشية للمزارعني‬ ‫من خالل خلق الالمركزية‪ ،‬وتعاقدات على أساس نظام االستشارية الزراعية‪.‬‬ ‫وقدمت ‪ NAADS‬األموال جملموعات املزارعني في كل منطقة‪ ،‬بحيث ميكنهم من‬ ‫التعاقد مع شركات القطاع اخلاص واملنظمات غير احلكومية‪ ،‬وهم الباحثون من‬ ‫أجل توفير خدمات محددة‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬فقد شاركت احلكومات على مستوى‬ ‫املقاطعات في توفير بعض التمويل لتلك األنشطة اإلرشادية واملساعدة في حتديد‬ ‫األولويات‪.‬‬ ‫يتطلب إنشاء هيكل تنظيمي وإداري جديد لنظام إرشاد وطني وقتا طويال‬ ‫من حيث توظيف موظفني جدد‪ ،‬وإيجاد منظمات للمزارعني بحيث تساعد في‬ ‫حتديد أولويات اإلرشاد‪ ،‬ومن ثم متابعة البرامج اإلرشادية والنفقات‪ .‬وفي حالة‬ ‫‪ ،NAADS‬مت التخلص تدريجيا من نظام اإلرشاد العام في أنحاء مختلفة من مناطق‬ ‫البالد‪ ،‬ومت توظيف معظم موظفي اإلرشاد العام احلالي من قبل شركات القطاع‬ ‫اخلاص واملنظمات غير احلكومية‪ ،‬ثم عينوا بعد ذلك في مواقعهم اجلديدة ومناطق‬ ‫خدمات مختلفة‪.‬‬ ‫واجه هذا التحول حتديات؛ مثل عدم رضى موظفي اإلرشاد السابقني على هذه‬ ‫الترتيبات اجلديدة‪ ،‬حيث مت التعاقد معهم ملدة عام واحد‪ ،‬مع عدم وجود ضمانة‬ ‫‪60‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫شح املوارد املتاحة للتدريب لرفع مستوى‬ ‫لتجديد هذه العقود‪ .‬إضافة إلى ُ‬ ‫املهارات واملعارف‪ ،‬وكيفية تنظيم مجموعات املزارعني‪ ،‬وتدريب هذه األنواع اخملتلفة‬ ‫من املزارعني‪ ،‬مبا في ذلك النساء املزارعات‪ ،‬وكيفية الوصول بهم لتنويع إنتاج‬ ‫محاصيلهم والثروة احليوانية‪.‬‬ ‫وغير ذلك من إنشاء هيكل إدارة جديد‪ ،‬وتعيني موظفني جدد‪ ،‬تطلب هذا النظام‬ ‫اجلديد ضمان ترتيبات جديدة مثل تأمني مكاتب‪ ،‬معدات‪ ،‬تنقالت إضافة الى وسائل‬ ‫اتصاالت‪ .‬في حني هذا النظام اإلرشادي الال ّمركزي اجلديد كان من املقرر أن يدار من‬ ‫قبل منظمات مزارعني جديدة‪ ،‬فإن نحو ‪ 80‬في املائة من التكاليف التنظيمية‬ ‫والتنفيذية لم يزل يجري متويلها من اجلهات املانحة في عام ‪ .2008‬إضافة إلى ذلك‪،‬‬ ‫ولت السلطات‬ ‫فإن احلكومة املركزية غطت ‪ 8‬في املائة من التكاليف املتكررة‪َ ،‬‬ ‫وم ّ‬ ‫احمللية نحو ‪ 10‬في املائة‪ ،‬و ‪ 2‬في املائة مت متويلها من قبل املزارعني أنفسهم‪.‬‬ ‫مالحظة‪ :‬نظرا لصعوبات التوظيف املذكورة أعاله‪ ،‬أفادت التقارير أن معظم‬ ‫موظفي إرشاد ‪ NAADS‬يجري توظيفهم كموظفي إرشاد عام على حد سواء‪،‬‬ ‫تس َ‬ ‫تأنف احلكومة االحتادية املسؤولية عن تكاليف‬ ‫لتحقيق االستقرار لـ ‪ ،NAADS‬ول َ‬ ‫املوظفني‪.‬‬ ‫ملزيد من املعلومات حول ‪ ،NAADS‬أنظر‪:‬‬ ‫‪www.naads.or.ug‬‬ ‫‪ ،‬تقرير التنمية في العالم ‪ ،)World Bank 2007c( 2008‬تقرير املعهد الدولي‬ ‫لسياسات الغذاء لعام ‪.) Benin et al. 2008( 2008‬‬ ‫نظام اإلرشاد العام واملنظمات غير احلكومية‪ ،‬واإلرشاد الذي يديره القطاع‬ ‫اخلاص في موزمبيق‬ ‫على الرغم من أن موزمبيق نالت استقاللها بعد احلرب األهلية عام ‪ ،1975‬إال‬ ‫أن احلكومة لم تبدأ في إنشاء خدمات اإلرشاد العام للمزارعني إال في عام ‪.1987‬‬ ‫استخدمت وزارة الزراعة نهج ذي ثالث شعب‪ .‬األولى‪ -‬تعاقدت احلكومة مع عدة‬ ‫منظمات غير حكومية محلية ودولية لتنظيم وتقدمي خدمات اإلرشاد الزراعي‬ ‫‪61‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫للمزارعني في مناطق مختارة من البالد‪ ،‬بتمويل من القطاع العام‪ .‬في عام ‪،1995‬‬ ‫كان لدى املنظمات غير احلكومية ‪ 840‬شخصا ً يعملون في اإلرشاد‪ .‬خالل هذه‬ ‫الفترة نفسها‪ ،‬بدأت احلكومة في إنشاء نظام اإلرشاد العام في املناطق املتبقية‬ ‫التي تفتقر مثل هذه اخلدمات‪ .‬بحلول عام ‪ ،1995‬بلغ عدد العاملني في اإلرشاد‬ ‫حوالي ‪ .770‬وأخيرا‪ ،‬تعاقدت احلكومة مع املزارعني الكبار في القطاع اخلاص‪ ،‬والذي‬ ‫وظف بدوره حوالي ‪ 228‬مرشدا ً زراعيا ً في عقود قصيرة األجل‪.‬‬ ‫ملزيد من املعلومات حول نظام اإلرشاد في تنظيم القطاع العام واخلاص‬ ‫واملنظمات غير احلكومية (أنظر امللخص التنفيذي خلبرة موزامبيق في بناء نظام‬ ‫وطني لإلرشاد (‪ .))Eicher, Gemo, and Teclemariam 2005‬االستنتاج الرئيس من‬ ‫هذا التحليل املتعمق‪ ،‬هو‪ -‬أن موزامبيق يجب أن “تركز على تقوية قطاع اإلرشاد‬ ‫العام لديها‪ ،‬والتوسع التدريجي‪ ،‬وحتسني النوعية و املسائلة‪ ،‬ألن اإلرشاد التعددي‬ ‫هو حجر الزاوية في موزمبيق‪ .‬املنظمات غير احلكومية واملزارعني الكبار ميكن أن‬ ‫يلعبوا دورا ً تكميلياً‪ ،‬لكن‪ ،‬ال ميكنهم أن يحلوا مكان اإلرشاد العام ودوره الضروري‬ ‫في هذه املرحلة املبكرة من تنمية وتطوير املوسسات في موزامبيق ( ‪Eicher et al.,‬‬ ‫‪.) pp 108-109‬‬ ‫في اخلتام‪ ،‬فإن معظم البلدان حتتاج إلى توفير متويل طويل األجل لإلرشاد العام‪،‬‬ ‫كما أنه سيكون من الصعب‪ ،‬إن لم يكن مستحيال‪ ،‬لذوي الدخل املنخفض من‬ ‫املزارعني واملزارعات دفع ثمن خدمات اإلرشاد‪ .‬ولكن‪ ،‬قد يدفعون مقابل خدمات‬ ‫محددة‪ ،‬مثل التلقيح االصطناعي واخلدمات البيطرية‪ .‬غير أن هذه الفئة من‬ ‫املزارعني عادة ما تكون غير راغبة وغير قادرة على دفع تكاليف اخلدمات االستشارية‬ ‫التي تتعامل مع املعرفة العامة واملعلومات‪ .‬فعلى سبيل املثال‪ ،‬فشلت محاوالت‬ ‫خصخصة نظم اإلرشاد الزراعي في إنكلترا وهولندا ألن املزارعني التجاريني لم‬ ‫يكونوا مستعدين لدفع ثمن هذه اخلدمات االستشارية‪ .‬فبدال من ذلك‪ ،‬اعتمدوا‬ ‫على ثقة جتار توريد املدخالت‪ ،‬حيث يحصلون على املشورة الفنية السليمة‬ ‫ملشاكل محددة من املتخصصني من دون تكاليف مادية‪.‬‬ ‫اخلدمات االستشارية املمولة من املزارعني للمحاصيل التصديرية‬ ‫كما هو موضح في اجلزء الثاني من الفصل الثاني‪ ،‬كانت اخلدمات االستشارية‬ ‫لسلع التصديراألساسية الفردية (القطن واملطاط والتبغ والكاكاو‪ ،‬وغيرها)‬ ‫معمول بها في كثير من البلدان النامية لعدة عقود‪.‬‬ ‫‪62‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫وبعد االستقالل لهذه البلدان‪ ،‬أعيد تأسيس العديد من هذه النظم االستشارية‬ ‫لتعمل كمنظمات حكومية أو شبه حكومية‪ ،‬وحيث كان املزارعون يقومون بدفع‬ ‫الضرائب‪ ،‬أو «سيس» حوالي ‪ % 1‬من قيمة مبيعات املنتج‪ .‬وباملقابل قامت املنظمات‬ ‫شبه احلكومية (مثل ‪FUPRO‬؛ انظر ‪ )2.2‬بتعني مستشارين في كل منطقة للتأكد‬ ‫من استخدام املزارعني أساليب اإلنتاج املوصى بها‪ ،‬وكذلك اتباع املمارسات اجليدة‬ ‫ملا بعد احلصاد في إنتاج احملاصيل التصديرية‪ .‬وكان السبب وراء جناح هذه اخلدمات‬ ‫االستشارية في مختلف البلدان يعود جزئيا إلى الطلب على هذه املنتجات‪ ،‬وعلى‬ ‫أسعارها على حد سواء‪ ،‬وإلى قدرة هذه املنظمات شبه احلكومية لتنظيم وتقدمي‬ ‫اخلدمات االستشارية الفعالة للمزارعني الذين ينتجون هذه احملاصيل‪.‬‬ ‫أحد أجنح األمثلة على السلع األساسية احملددة بالبحوث واخلدمات االستشارية‪،‬‬ ‫هو‪ -‬تشكيل مجالس حكومية لسلع التصدير الرئيسة في ماليزيا‪ ،‬كزيت‬ ‫النخيل (مجلس زيت النخيل املاليزي)‪ ،‬واملطاط (مجلس املطاط املاليزي)‪ ،‬والكاكاو‬ ‫(مجلس الكاكاو املاليزي)‪ .‬ويتم متويل ما يقارب ‪ % 75‬من هذه اخلدمات البحثية‬ ‫واالستشارية من خالل “سيس”‪ ،‬يتم دفع ثمنها من قبل املزارعني الذين ينتجون‬ ‫هذه احملاصيل التصديرية‪ ،‬حيث يساهم القطاع العام بنحو ‪ % 25‬من ميزانياتها‪.‬‬ ‫ملزيد من املعلومات حول هذه اجملالس التصديرية التي تديرها احلكومة والتي تقدم‬ ‫خدمات بحثية واستشارية منظمة تنظيما جيدا ‪ ،‬انظر‪:‬‬ ‫‪www.lgm.gov.my/tot/TransferTech.aspx, www.mpob.gov.my/, and www.asti.‬‬ ‫‪cgiar.org/pdf/Malaysia_CB30.pdf.‬‬ ‫اخلدمات اإلستشارية املدارة من القطاع اخلاص‬ ‫يزداد الطلب على احملاصيل التصديرية املنتجة بيسر وبتكاليف قليلة في البلدان‬ ‫االستوائية وشبه االستوائية‪ .‬وعليه‪ ،‬فإن عددا متزايدا من شركات القطاع اخلاص‪،‬‬ ‫مبا في ذلك الشركات متعددة اجلنسيات‪ ،‬توسع صادراتها من منتجات احملاصيل‬ ‫عالية القيمة اخملتلفه‪ .‬و للحفاظ على جودة املنتج في تلبية املعايير الدولية (على‬ ‫سبيل املثال‪ ،)GLOBALGAP ،‬فإن معظم هذه الشركات تقدم خدمات استشارية‬ ‫مباشرة إلى املزارعني املشاركني‪ .‬كما وتقوم هذه الشركات بتمويل املؤسسات‬ ‫التي تقدم اخلدمات االستشارية بنفس طريقة جتار توريد املدخالت‪ .‬وبالنسبة للجزء‬ ‫األكبر من املزارعني األكثر تقدما‪ ،‬وهم املزارعون ذوي احليازات املتوسطة‪ ،‬فإنهم في‬ ‫طريقهم إلى أن يصبحوا أكبر حجما ومنتجاتهم جتارية أكثر تنوعا وانتشارا‪.‬‬ ‫‪63‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫تقدمي اخلدمات االستشارية املقدمة من قبل شركة توابل ‪ HJS‬في سري‬ ‫النكا‬ ‫تعتبرشركة توابل ‪ HJS‬في سري النكا مثاال ممتازا على قدرة شركات القطاع‬ ‫اخلاص على توفير خدمات اإلرشاد الفعالة لصغار املزارعني‪ .‬فمنذ عام ‪ ،1988‬أنشأت‬ ‫مجموعة هايلي (كانت في السابق شركة تنتج الكيماويات الزراعية أساسا‪،‬‬ ‫إضافة إلى تصدير الشاي‪ ،‬واملطاط‪ ،‬وغيرها من املنتجات) شركة جديدة‪Sunfrost ،‬‬ ‫احملدودة ‪ ،‬إلنتاج القثاء واخمللل شبه اجلاهز لألسواق اخلارجية‪ .‬في البداية حاولت‬ ‫الشركة نفسها إنتاج القثائيات في مزرعة جتارية كبيرة‪ ،‬ولكن بسبب تكاليف‬ ‫اليد العاملة‪ ،‬وجدوا أن التعاقد مع صغار املزارعني إلنتاجها هو أكثر كفاءة‪.‬‬ ‫في عام ‪ ،1993‬وبعد زيادة الصادرات من القثاء إلى العديد من األسواق الدولية‪،‬‬ ‫أنشأت مجموعة هايلي منظمة جديدة (توابل ‪ )HJS‬لزيادة دخلها من تصنيع‬ ‫اخمللالت وإلى التنوع في إدخال أنواع جديدة من الفواكه ومحاصيل اخلضار بحلول‬ ‫عام ‪ .2007‬وكان يعمل مع توابل ‪ 8000 HJS‬من صغار املزارعني‪ ،‬وذلك مبوجب خطة‬ ‫إعادة شراء مضمونة‪ ،‬وعدد من املوظفني بدوام كامل‪ ،‬وهم القائمون على اإلنتاج‬ ‫وتصنيع املنتجات‪ .‬وتشكل ‪ %22 HJS‬من إجمالي تصدير الفاكهة واخلضروات‬ ‫في سري النكا‪ .‬ونظرا لنجاح هذا النموذج‪ ،‬تعتزم الشركة باالستمرار في زيادة‬ ‫صادراتها من احملاصيل البستانية‪ ،‬والتوسع في هذا النظام اإلرشادي اخلاص عالي‬ ‫الكفاءة‪.‬‬ ‫أما من حيث نوعية اخلدمات االستشارية املقدمة‪ ،‬فقد خصصت ‪ HJS‬مرشد‬ ‫ميداني واحد (سواء كان خريج جامعة أو مدرسة زراعية) لكل ‪ 100‬مزارع‪ .‬وفي خالل‬ ‫السنة األولى يبدأ صغار املزارعني بإنتاج محصول واحد من احملاصيل التصديرية‪.‬‬ ‫ويتم زيارتهم مبعدل زيارتني أسبوعيا من قبل املرشدين الزراعيني امليدانني خالل‬ ‫املوسم الزراعي اإلنتاجي األول‪ .‬ويتلقى املزارعون دورات تدريبية متعددة‪ .‬وبعد‬ ‫أن يصبحوا من ذوي املهارات في إنتاج هذه احملاصيل التصديرية‪ ،‬تقتصر زيارات‬ ‫املرشدين الزراعيني على مراقبة جودة املنتج‪ .‬وتقدَّم هذه اخلدمات االستشارية مبا‬ ‫فيها التدريب مجانا لكل املزارعني املشاركني‪.‬‬ ‫‪64‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫إضافة إلى ذلك‪ ،‬تقوم ‪ HJS‬بشراء جميع املنتجات بسعر محدد‪ ،‬وتقدم جميع‬ ‫املدخالت للمزارعني على أساس قروض‪ .‬بحيث يتم استرداد التكاليف وقت التسوية‪،‬‬ ‫أي عندما يتم تسليم املنتجات إلى منشأة التصنيع‪ .‬وملزيد من املعلومات عن‬ ‫شركة (‪ ،)HJS‬راجع عرض الفيديو‪ ،‬الرابط [سريالنكا]‪ -‬مزارعي الفاكهة واخلضار‬ ‫الريفية إلى األسواق العاملية‪ ،‬والتي قدمها د‪ .‬براساد سيناديرا‪ ،‬في املؤمتر الدولي‬ ‫الثالث حول ربط املزارعني باألسواق )‪.( Senadeera 2007‬‬ ‫مايس لألغذية في كينيا‬ ‫مايس هي شركة أغذية خاصة (الشركة الكينية‪ -‬اإليطالية‪ -‬األملانية‬ ‫املشتركة)‪ .‬بدأت العمل في عام ‪ 2002‬في مقرها الكائن في إلدوريت‪ ،‬كينيا؛‬ ‫إضافة إلى مايس األوروبية لألغذية‪ ،‬التي تقع في فوبرتال‪ ،‬أملانيا‪ ،‬ومسؤولة عن‬ ‫جميع أنشطة املبيعات والتسويق‪ .‬ونظرا لوجود عالقات متينة بني أعضاء االحتاد‬ ‫األوروبي (‪ ،)EU‬فقد زادت شركة مايس لألطعمة من اإلنتاج والتصنيع والتصدير‬ ‫من مسحوق الفلفل احلار‪ ،‬وغيرها من املنتجات البستانية اجملففة إلى أملانيا‪،‬‬ ‫وإيطاليا‪ ،‬وبلدان أوروبية أخرى‪ .‬ولتوسيع صادراتها‪ ،‬فقد زادت بشكل مطرد من‬ ‫قاعدتها اإلنتاجية‪ .‬ومن اجلدير بالذكر أن شركة مايس كان لديها مرشدين إثنني‬ ‫فقط يقدمان اخلدمات االستشارية جملموعة صغيرة من املزارعني املستقلني‪ .‬ومن‬ ‫أجل توسيع نطاق انتاجها‪ ،‬فإن مايس بحاجة إلى ‪ 1000‬مزارع آخر من الذين ميكن‬ ‫أن ينتجوا الفلفل احلار حسب معايير االحتاد األوروبي‪.‬‬ ‫قدمت الوكالة االمريكية لإلمناء الدولي (‪ )USAID‬متويال لبرنامج التنمية‬ ‫البستانية الكينية (‪ ،)KHDP‬وزودتهم باختصاصي إرشاد بدوام كامل‪ ،‬واتفقا على‬ ‫تقاسم تكلفة رواتب ‪ 20‬فني زراعي إضافي‪ ،‬حيث مت تدريبهم على تقنيات اإلنتاج‬ ‫املوصى بها‪ .‬وعمل املتخصص ملدة عام كامل بشكل وثيق مع الفنيني‪ ،‬وتولت‬ ‫(‪ )KHDP‬دفع ‪ % 50‬من رواتب الفنيني‪ .‬في نهاية هذه املرحلة “التدريبية”‪ ،‬التزمت‬ ‫مايس لألغذية بدفع التكلفة الكاملة لهؤالء الفنيني‪ .‬وخالل هذه املرحلة‪ ،‬مت اختيار‬ ‫‪ 1000‬مزارع‪ ،‬وتنظيمهم ضمن مجموعات املنتجني‪ .‬ومت تدريبهم ودمجهم في‬ ‫برنامج مايس كموردين‪ .‬وبحلول عام ‪ ،2008‬قام ‪ 5000‬مزارع كيني بإنتاج الفلفل‬ ‫احلار اجملفف‪ ،‬وغيرها من املنتجات البستانية التصديرية ألسواق االحتاد األوروبي‪.‬‬ ‫وعملت (‪ )KHDP‬بشكل وثيق مع شركة بذور كينية للحصول على مصدر دائم من‬ ‫بذور الفلفل احلار املهجنة لتغظية احتياجات مايس األوروبية وتطويره‪ .‬وأصبحت‬ ‫‪65‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫شركة البذور الكينية هي املورد التجاري لهذه البذور‪.)Rabatsky 2009( .‬‬ ‫مالحظات موجزة حول طرق اخلدمات االستشارية للمزارعني املستقلني‬ ‫من أجل إجناح أي خطة للمزارعني املستقلني‪ ،‬ولكي تصبح في نهاية املطاف‬ ‫ذاتية االستدامة‪ ،‬ومكتفية ذاتيا ومدرة للدخل‪ ،‬يجب التركيز على ضمان حقوق‬ ‫املنتجني من خالل التعاقدات‪ .‬وسيتطلب األمر وضع معايير لالختيار‪ ،‬لضمان أن‬ ‫املشاركني احملتملني في خطط املزارعني املستقلني سيلبون احلد األدنى من املعايير‬ ‫املطلوبة‪ .‬وميكن أن تشمل معايير االختيار‪ :‬توفر األراضي‪ ،‬املكان والظروف‪ ،‬املعرفة‬ ‫الزراعية واخلبرة‪ ،‬واألعمال األساسية في مجال التوعية والرغبة في التعلم‪،‬‬ ‫وكذلك توفراحلد األدنى من معايير اإلنتاج املقبولة املتعلقة باحملصول واجلودة‪ ،‬التي‬ ‫يجب أن يتم تطويرها مع املزارعني مرارا وتكرارا وإقصاء املزارعني الذين ال ينتمون‬ ‫لهذه الفئة‪ .‬في حني أن هذا يحدث بشكل طبيعي إلى حد ما من خالل عملية‬ ‫اختيار املزارعني‪.‬‬ ‫ال بد من تناول هذه املسألة بشمولية أكثر ومن عدة جهات‪ ،‬وتطوير معايير‬ ‫االختيار ومعايير اإلنتاج لتقييم مستوى الدعم املطلوب للمساهمة في مزيد‬ ‫من التنمية‪ ،‬ليكون املزارعون قادرين على إتخاذ قرارات مستنيرة باحملاصيل التي‬ ‫سيزرعونها‪ ،‬ووضع نظم تسعيرية شفافة‪.‬‬ ‫)‪. (ECI Africa Consulting 2006, p. ii.‬‬ ‫الشراكة بني القطاعني العام واخلاص لتحسني نقل التكنولوجيا‬ ‫كما أشرنا إليه سابقا‪ ،‬فإن معظم جتار ومورّدي املدخالت الزراعية بدأوا مبحالت‬ ‫بيع بالتجزئة (كالبذور واألعالف واألسمدة واملبيدات) في اجملتمعات احمللية استجابة‬ ‫لطلب السوق‪ .‬حيث أن معظم هذه الشركات لها مقدرة ومعرفة محدودة‬ ‫بالتقنات وإدارة املزرعة لتقدمي املشورة للمزارعني‪ .‬وتكون مصادر املعلومات املتوفرة‬ ‫للعمالء إما من خالل مورّدي املدخالت‪ ،‬أو من خالل املزارعني املتقدمني‪ ،‬وليس من‬ ‫خالل مؤسسات البحوث الزراعية واإلرشاد الزراعي‪.‬‬ ‫وألن جتار مدخالت اإلنتاج يشكلون املصدر الرئيس للمعلومات والتقنات لكثير‬ ‫من املزارعني‪ ،‬فإن معظم املرشدين ينظرون إليهم باعتبارهم منافسني غير مهرة‬ ‫“يريدون فقط بيع املزيد من املنتجات للمزارعني”‪ .‬على الرغم من أن هذه املالحظة‬ ‫قد تكون صحيحة نوعا ما‪ ،‬فقد عمل جتار توريد املدخالت على حتسني مهاراتهم‬ ‫‪66‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫املربع ‪ 4.1‬تدريب جتار مورّدي مدخالت اإلنتاج لتحسني اخلدمات االستشارية للمزارعني‬ ‫بدأ املعهد الوطني إلدارة اإلرشاد الزراعي (‪ )MANAGE‬في الهند برنامجا تدريبيا‬ ‫لتجار توريد املدخالت في عام ‪ ، 2003‬ودرّب بالفعل أكثر من ‪ 1500‬تاجراً‪ .‬والهدف‪،‬‬ ‫هو بناء شراكة قوية بني القطاعني العام واخلاص في الهند‪ ،‬حتى يتمكن املزارعون‬ ‫من احلصول على خدمات استشارية فنية وتقنية دقيقة‪ ،‬ومحدثة باستمرار‪ ،‬من‬ ‫مورّدي مدخالت اإلنتاج‪ .‬ويتلقى التجار دورات تدريبية محددة متعلقة بالتوصيات في‬ ‫احملاصيل التي تزرع مبناطقهم‪ .‬وقاموا بتطوير عالقة عمل مع املتخصصني والباحثني‪.‬‬ ‫باختصار‪ ،‬عندما يسأل جتار مدخالت اإلنتاج عن أي مشكلة جديدة يواجهها املزارعون‬ ‫فإنهم يعرفون من يستشيرون من اإلرشاد‪ :‬جامعة في املنطقة الزراعية احملددة‪ ،‬أو‬ ‫أقرب مركز بحثي‪ .‬إضافة إلى تعلم املهارات التقنية ذات الصلة‪ .‬فهم يتعلمون‬ ‫أيضا كيفية التواصل بشكل فعال مع املزارعني‪ ،‬لتوصيل أحدث املعلومات إليهم‪.‬‬ ‫ويتعلمون أيضا القضايا األخالقية‪ ،‬واالهتمامات األخرى الالزمة في عملهم‪ ،‬وبناء‬ ‫عالقة قوية على املدى الطويل‪ ،‬مبنية مع زبائنهم على مبدأ “الربح للجميع” ‪ .‬ملزيد‬ ‫من املعلومات حول هذا البرنامج ‪ ،‬أنظر في موقع‬ ‫‪www.manage.gov.in/DAESI‬‬ ‫حول التقنات واإلدارة‪ ،‬ومهارات االتصال من أجل مترير معلومات موثوق بها للعمالء‬ ‫املزارعني؛ وبالتالي تظل قادرة على املنافسة‪ .‬لذلك‪ ،‬يجب على البحث واإلرشاد‪،‬‬ ‫وجتار مدخالت اإلنتاج‪ ،‬ومزارع التعاونيات‪ ،‬أن يتعلموا العمل معا لضمان حصول‬ ‫املزارعني على نحو متسق من املعلومات الدقيقة والتقنات احلديثة باستمرار‪ ،‬حول‬ ‫الكيفية التي ميكن أن تزيد من اإلنتاجية الزراعية‪ ،‬فضال عن كيفية التنوع في‬ ‫إدخال محاصيل ومنتجات جديدة عالية القيمة والعائد‪ ،‬ومن شأنها أن تساعد‬ ‫على زيادة دخل األسرة الزراعية‪.‬‬ ‫من أهم الطرق لتحقيق هذا الهدف‪ ،‬هو‪ -‬عقد اجتماعات منتطمة لقطاعات‬ ‫البحث واإلرشاد والقطاع اخلاص لتبادل املعلومات وملناقشة مشاكل اإلنتاج‪ ،‬ونتائج‬ ‫البحوث‪ ،‬واملمارسات املوصى بها قبل وخالل كل موسم زراعي‪ .‬على سبيل املثال‬ ‫في الهند‪ ،‬قامت وكالة (‪ )ATMA‬بعقد اجتماع ما بني ممثلي القطاع اخلاص و مجالس‬ ‫اإلدارة للمساعدة في مراجعة وتقييم خطط عمل اإلرشاد السنوية‪ .‬بعد ذلك‬ ‫بدأ املعهد الوطني إلدارة اإلرشاد الزراعي (‪ ،)MANAGE‬وهي أعلى مؤسسة إرشادية‬ ‫‪67‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫تدريبية في الهند‪ ،‬بدأ بتنظيم دورات تدريبية إرشادية ملدة سنة لتجار مدخالت‬ ‫اإلنتاج لتحسني مهاراتهم الفنية‪ ،‬واالتصاالت‪ ،‬ومهارات اإلرشاد (انظر املربع ‪.)4.1‬‬ ‫هذه العالقات اخملتلفة وفرت التواصل من أجل بداية قوية لبناء الشراكات العامة‬ ‫واخلاصة‪.‬‬ ‫إضافة إلى ذلك‪ ،‬يجب على املتخصصني والباحثني العمل معا‪ ،‬وتنظيم وعقد‬ ‫اجتماعات منتظمة مع مندوبي املبيعات في متاجر التجزئة قبل كل موسم زراعي‪،‬‬ ‫للتأكد من أن التجار على دراية تامة باملمارسات اخلاصة باإلنتاج املوصى بها لكل‬ ‫محصول أو منتج‪ .‬فعلى سبيل املثال‪ ،‬يقوم املركز الدولي خلصوبة التربة والتنمية‬ ‫الزراعية (‪ )IFDC‬بتوفير التدريب واملساعدة التقنية لتجار األسمدة في العديد من‬ ‫البلدان‪ ،‬ملساعدتهم على حتسني خدماتهم االستشارية جلميع أنواع املزارعني‬ ‫(أنظر‪ .)www.ifdc.org /‬وبسبب هذه العالقة الناشئة بني جتار اجلملة والتجزئة في‬ ‫عملية نقل التكنولوجيا‪ ،‬أصبح للمزارعني فرص أكبر لتلقي معلومات حديثة‬ ‫ودقيقة من جتار مدخالت اإلنتاج‪.‬‬ ‫ومثل هذه الشراكات العامة واخلاصة حتسن تدريجيا من كفاءة عملية نقل‬ ‫التكنولوجيا‪ ،‬فضال عن زيادة التأثير العام لنظم البحث واإلرشاد احلكومي على كل‬ ‫من اإلنتاجية الزراعية والدخل الزراعي‪ .‬هذا التنسيق ما بني جتار اجلملة والتجزئة ال‬ ‫يزال يشكل منوذجا للمؤسسية السائدة في الواليات املتحدة‪ ،‬حيث يقدم املرشدون‬ ‫التدريب واملعلومات جلميع مستشاري احملاصيل املعتمدة‪،‬‬ ‫َ‬ ‫اجلامعيون املتخصصون‬ ‫على أساس مستمر‪ .‬من املهم أن نالحظ أنه خالل هذه املرحلة االنتقالية نحو‬ ‫خصخصة نقل التكنولوجيا‪ ،‬تنتقل هذه التكاليف بالتدريج للمزارعني‪ ،‬كلما زادوا‬ ‫من شراء مدخالت اإلنتاج وغيرها من اخلدمات‪.‬‬ ‫ومن اجلدير بالذكر انه خالل هذه الفترة االنتقالية للخصخصة لعملية نقل‬ ‫التكنولوجيا ‪ ،‬فان هذه التكلفة ستنتقل الى املزارع كونه يحتاج الى مستلزمات‬ ‫االنتاج واخلدمات االخرى بشكل اكبر‪.‬‬ ‫وينبغي ملؤسسات اإلرشاد العام تخصيص املزيد من الوقت واملوارد الالزمة لـ‬ ‫“سلع النفع العام»‪ ،‬مثل تنظيم مجموعات املنتجني (تنمية رأس املال االجتماعي)‪،‬‬ ‫وتدريب صغار املزارعني من الرجال والنساء على ما يحتاجونه من مهارات في‬ ‫استخدام التقانات والتسويق واالدارة‪ ،‬كتعريفهم بكيفية التنويع في احملاصيل‬ ‫املناسبة عالية القيمة‪ ،‬والثروة احليوانية‪ ،‬وغيرها من املشاريع‪ ،‬فضال عن تركيز‬ ‫‪68‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫مزيد من االهتمام ملمارسات اإلدارة املستدامة للموارد الطبيعية‪.‬‬ ‫خالل العقدين املاضيني‪ ،‬كانت هناك جهود عديدة من جانب الوكاالت املانحة‬ ‫إلنشاء وتأسيس منظمات القطاع اخلاص‪ ،‬كاملنظمات غير احلكومية ‪(NGO-‬‬ ‫)‪ based‬أو منظمات إرشاد زراعي ميولها ويديرها املزارع‪ .‬وتوجد أمثلة عديدة لدراسة‬ ‫وحتديد أي من هذه املناهج‪« :‬املمارسة األفضل» أو «املالئم أكثر» من مؤسسات‬ ‫اإلرشاد الزراعي واخلدمات االستشارية‪ .‬رمبا لنهج «أكثر مالءمة» يلبي االحتياجات‬ ‫على املدى الطويل جملموعات مختلفة من املزارعني‪ ،‬مبا في ذلك النساء املزارعات‪،‬‬ ‫وكذلك في متابعة األولويات الوطنية في تلك البلدان يجري حاليا اختبار هذه‬ ‫النماذج أو تنفيذها‪.‬‬ ‫اجلزء ‪ :4‬هل ينبغي نقل األنشطة اإلرشادية التابعة للقطاع العام لشركات‬ ‫القطاع اخلاص و‪ /‬أو اجملتمع املدني أو املنظمات غير احلكومية؟‬ ‫قامت العديد من الدول األوروبية مثل أستراليا ونيوزيلندا بخصخصة أنظمة‬ ‫اخلدمات االستشارية التابعة للقطاع العام‪ .‬في معظم احلاالت‪ ،‬تلقت هذه‬ ‫املنظمات اإلرشادية اخلاصة‪ ،‬التي مت تشكيلها حديثا‪ ،‬التمويل الالزم من القطاع‬ ‫العام بشكل متناقص‪ .‬لذا‪ ،‬قامت تلك الدول بتحويل تكلفة اخلدمات االستشارية‬ ‫تدريجيا إلى املزارعني التجارين‪ .‬ويوجد استثناء لهذه السياسة‪ ،‬وهو استمرار‬ ‫الدعم العام لنشر وتنفيذ املمارسات املتعلقة بإدارة واستدامة املوارد الطبيعية‬ ‫(والذي يعتبر عموما من القطاع العام)‪.‬‬ ‫في معظم احلاالت‪ ،‬أدى انخفاض الدعم املالي من القطاع العام إلى انخفاض‬ ‫متزامن في حجم املوظفني‪ ،‬ولذلك بدأت معظم شركات اإلرشاد اخلاصة إعادة‬ ‫التركيز على فرص جديدة للتمويل‪ .‬في الواقع‪ ،‬بدأت هذه املنظمات تعمل‬ ‫كشركات استشارية خاصة‪ ،‬تقدم خدمات استشارية محدودة فقط للمزارعني‬ ‫التجاريني على أساس استرداد التكاليف‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬ومن أجل البقاء‪ ،‬فقد‬ ‫تبنت معظم الشركات فرص متويل أخرى مثل العقود احلكومية‪.‬‬ ‫أحد األمثلة على هذا التحول‪ ،‬ما حدث في إنكلترا خالل خصخصة اخلدمات‬ ‫االستشارية للتنمية الزراعية (‪ .)ADAS‬حيث مت خصخصة مؤسسات اخلدمات‬ ‫االستشارية الزراعية العامة في عام ‪ .1987‬وكانت النتيجة حتولها التدريجي إلى‬ ‫شركة استشارية‪ ،‬والتي تعرف اآلن ‪ ADAS‬لالستشارات احملدودة (أنظر ‪www.‬‬ ‫‪ .)adas.co.uk‬حاليا‪ ،‬فإن غالبية مهام ‪ ADAS‬هو تامني وتنفيذ مجموعة واسعة‬ ‫‪69‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫من العقود بني القطاع اخلاص واحلكومة على أساس تنافسي‪ ،‬ويالحظ أن اخلدمات‬ ‫ء صغيرا من مسؤولياتها‬‫االستشارية املقدمة للمزارعني التجاريني تشكل اآلن جز ً‬ ‫الشاملة‪.‬‬ ‫ملزيد من املعلومات عن ‪ ، ADAS‬أنظر‪:‬‬ ‫‪www.adas.co.uk/track_record/index.html and‬‬ ‫‪www.adas.co.uk/sustainable_crop_management/index.html‬‬ ‫بع في هولندا‪ ،‬عندما مت خصخصة تدريجية للخدمات‬ ‫يوجد منوذج مماثل‪ ،‬ات ُّ ِ‬ ‫االستشارية الزراعية الهولندية (مجمع‪( .)DLV‬ولم تتمكن ‪ DLV‬احلفاظ على‬ ‫املوظفني السابقني للخدمات االستشارية)‪ .‬وانتقلت تدريجيا ملتابعة املشاريع‬ ‫احلكومية األخرى في هولندا‪ ،‬ودوليا (انظر ‪ .)www.dlvplant.nl‬من اجلدير بالذكر‬ ‫أنها ال تزال توفر اخلدمات االستشارية احملدودة للمزارعني التجاريني‪ ،‬ولكن شركات‬ ‫مدخالت اإلنتاج هي اآلن املصدر الرئيس لتقدمي اخلدمات االستشارية للمزارعني‬ ‫(ملزيد من املعلومات عن مجمع ‪ ، DLV‬أنظر‪:‬‬ ‫‪www.dlvplant.nl/Crop_Advisors_en.html‬‬ ‫وباختصار‪ ،‬لكي تتمكن شركات القطاع اخلاص من االستمرارية والبقاء بفاعلية‪،‬‬ ‫يجب تأمني موارد مالية كافية لتغطية تكاليفها املباشرة وغير املباشرة‪ .‬وللصعوبة‬ ‫الكبيرة في تغطية كامل التكلفة املباشرة من صغار املزارعني واملزارعات‪ ،‬فمن غير‬ ‫املرجح أن ينجح على املدى الطويل‪ ،‬وخصوصا بالنسبة لـ “السلع العامة”‪ .‬لذلك‪،‬‬ ‫فإن كامل التكاليف للخدمات االستشارية الزراعية من خالل استراتيجية فرض‬ ‫رسوم مقابل اخلدمات‪ ،‬تعطي فرصة ضئيلة للنجاح في معظم البلدان النامية‪،‬‬ ‫خصوصا عندما يتوقف متويل القطاع العام‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن طلب دفع جزء صغير‬ ‫من تكلفة خدمات اإلرشاد املباشر من املزارعني املتوسطني والكبار (كاملشاركة‬ ‫في زيارات التعارف أو الدورات التدريبية) سيحفز اهتمامهم وزيادة مشاركتهم‬ ‫في هذه البرامج‪ .‬ومع هذا‪ ،‬وكما هو احلال في معظم البلدان املتقدمة صناعياً‪،‬‬ ‫فإن شركات مدخالت اإلنتاج ستبقى املقدم الرئيس للخدمات االستشارية الفنية‬ ‫للمزارعني‪ ،‬وبالتزامن مع بيعهم ملدخالت اإلنتاج والتكنولوجيا اخلاصة األخرى‪ .‬ملزيد‬ ‫من املعلومات حول خصخصة نظم اإلرشاد في بلدان مختلفة‪ ،‬أنظر‪:‬‬ ‫)‪Rivera and Alex (2004b‬‬ ‫جتربة أمريكا الالتينية في خصخصة نظم اإلرشاد‬ ‫‪70‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫إن أطول احملاوالت الصالح وخصخصة نظم اإلرشاد احلكومي حدثت في العديد‬ ‫من دول أمريكا الالتينية على مدى ‪ 20-15‬سنة املاضية‪ .‬وكانت النتائج متباينة‪.‬‬ ‫سبق وقمنا مبناقشة اإلصالحات األكثر جناحا في تشيلي وكوستاريكا في الفصل‬ ‫الثاني من هذا الكتاب‪ .‬قام البنك الدولي بإجراء دراسة لهذه اإلصالحات املؤسسية‬ ‫في عام ‪ ، 2006‬والتوصل إلى االستنتاجات التالية )‪: (World Bank 2006c, pp40-42‬‬ ‫ •أجمعت جميع البلدان على أنها الترغب بهيكل تنظيمي بيروقراطي يفرض‬ ‫برامجه من األعلى لألسفل‪ .‬إال أن نظاما له أهداف واضحة املعالم لم‬ ‫يظهر بعد‪ .‬لذلك‪ ،‬فإن اإلصالحات التي نُفذت على مدى ‪ 15‬سنة املاضية‪،‬‬ ‫هي جتريبية جدا ومتنوعة‪.‬‬ ‫ •ومن االفتراضات املهمة في جعل نظم اإلرشاد (موجهة حسب الطلب)‪ ،‬هو‬ ‫وجود تنظيم جيد للمزارعني‪ ،‬يكون على استعداد لتحمل هذه املسؤوليات‬ ‫اجلديدة‪ .‬غير أن مستوى منظمات املزارعني‪ ،‬وال سيما بني املزارعني الفقراء‬ ‫في املناطق الهامشية ما زال منخفضا‪.‬‬ ‫ •واجهت اخلدمات االستشارية اجملزأة التي ظهرت خالل هذه الفترة مشاكل‬ ‫من اجليل الثاني‪ ،‬والتي منها‪ :‬أوال‪ ،‬أنها تفتقر إلى وجود (‪ )SMS‬متخصصني‬ ‫في موضوع معني‪ ،‬بحيث ميكنهم ترجمة نتائج البحوث إلى رسائل‬ ‫إرشادية؛ الثانية‪ ،‬أن معظم الشركات اخلاصة باخلدمات االستشارية هي‬ ‫صغيرة وغير مستقرة‪ ،‬وال توفر الكثير من املسار املهني للعاملني فيها؛‬ ‫الثالثة‪ ،‬هذه الشركات لم يكن لديها ما يكفي من املوارد لتدريب املوظفني‬ ‫ورفع مستوى مهاراتهم الفنية واإلدارية‪ ،‬وفي حال حدوث ذلك‪ ،‬يظهر خطر‬ ‫فقدان هؤالء املوظفني املدرَّبني تدريبا جيدا‪ ،‬وانتقالهم إلى وظائف أخرى‪.‬‬ ‫املناهج البديلة لتمويل اإلرشاد الزراعي واخلدمات االستشارية‬ ‫هناك محاوالت أخرى خلصخصة خدمات اإلرشاد الزراعي في أوروبا الشرقية‬ ‫والدول املستقلة حديثا عن االحتاد السوفياتي السابق‪ .‬في بعض هذه البلدان‪ ،‬حيث‬ ‫متويل القطاع العام متوفر‪ ،‬ال تزال خدمات نظام اإلرشاد ممولة من هذا القطاع‪.‬‬ ‫ولكن بعض الدول حاولت تغطية التكاليف بفرض “رسوم مقابل اخلدمات”‪ .‬ومع‬ ‫ذلك‪ ،‬وألن الكثير من هؤالء املزارعني كانوا مبثابة عمال في مزارع الدولة‪ ،‬كانت‬ ‫مهاراتهم املعرفية والتقنية واإلدارية محدودة‪ .‬لذا‪ ،‬كان التقدير لقيمة خدمات‬ ‫‪71‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫اإلرشاد أو القدرة على دفع ثمنها ضعيفا‪ .‬وبناء على ذلك‪ ،‬فإن معظم احملاوالت نحو‬ ‫تغطية التكاليف مباشرة من املزارعني الفقراء‪ ،‬حققت جناحا ُ محدوداً‪ ،‬أو حتى‬ ‫معدوماً‪ .‬أما في فرنسا‪ ،‬فيتم استخدام منوذج بديل لتغطية النفقات من املزارعني‪،‬‬ ‫حيث ال يزال هناك حوالي ‪ 7000‬من موظفي اإلرشاد العام يتم استخدامهم‪،‬‬ ‫ويعملوا حتت إشراف غرفة الزراعة املوجودة في كل محافظة (أنظر ‪http://paris.‬‬ ‫‪.)apca.chambagri.fr‬‬ ‫ومبوجب هذا اإلجراء‪ ،‬يتوجب على كل مزارع دفع ضريبة ثابتة على أساس عدد‬ ‫الهكتارات املزروعة‪ ،‬وبغض النظر عن ماهية احملصول‪ ،‬فيما إذا كان ثروة حيوانية‪،‬‬ ‫أو غيرها من املنتجات الزراعية‪ .‬وكل غرفة جتارة في كل محافظة تقوم بتخصيص‬ ‫مرشدين اعتمادا ً على احملاصيل السائدة‪ ،‬ونظم الثروة احليوانية في كل منطقة‬ ‫من احملافظة‪ ،‬وهكذا‪ ،‬في جميع أنحاء البالد‪ .‬ويبدو أن هذا النهج يخدم في املقام‬ ‫األول احتياجات املزارعني الصغار واملتوسطني‪ ،‬في حني أن املزارعني التجاريني الكبار‬ ‫يحصلون على معظم اخلدمات االستشارية التقنية من مورّدي مدخالت اإلنتاج‬ ‫من القطاع اخلاص‪.‬‬ ‫اختبرت احلكومة الصينية مناذج مختلفة لتغطية تكاليف خدمات اإلرشاد العام‬ ‫أنظر (‪ .)Swanson, Nie and Feng 2004‬وفيما يخص اخلدمات اإلرشادية للمحاصيل‪،‬‬ ‫وفي إطار مشروع دعم اخلدمات الزراعية (‪ ،)ASSP‬أنشأت املكاتب اإلرشادية في‬ ‫كل املقاطعات ومراكز القرى مركزا ً للخدمات الزراعية التجاري (‪ CASC-1‬مخزن‬ ‫مدخالت اإلنتاج)‪ ،‬مجاورا ً ملكتب اإلرشاد الزراعي‪ ،‬وفيه يحصل املزارعون على اخلدمات‬ ‫االستشارية الفنية حول قضايا مثل أصناف احملاصيل األكثر مالئمة لظروف النمو‬ ‫احمللي‪ ،‬فضال عن األسمدة ومكافحة اآلفات والتوصيات الفنية األخرى‪ .‬ومع أن‬ ‫شراء املزارعني املستلزمات اخلاصة بهم من ‪ CASC‬ليس الزاميا‪ ،‬إال أن اجلميع تقريبا‬ ‫يرغب بذلك لثقتهم بجودة هذه املدخالت‪.‬‬ ‫ومن األسباب التي شجعت املزارعني على التوجة إلى (‪ ،)CASCs‬قيام جتار التجزئة‬ ‫الصغار ببيع مدخالت اإلنتاج ذات النوعية الرديئة واملقلدة (غير أصلية)؛ مما مكن‬ ‫من تغطية معظم تكاليف اخلدمات االستشارية من خالل بيع مدخالت اإلنتاج‪.‬‬ ‫وكذلك زاد عدد مستشاري احملاصيل احمللية على الصعيد الوطني إلى حوالي‬ ‫‪ 370000‬بعد ترتيبات هذا التمويل خالل التسعينات من القرن املاضي (‪.)Li 2008‬‬ ‫وفي مجال الثروة احليوانية‪ ،‬فإن املزارعني الصينيني عليهم أن يدفعوا ثمن‬ ‫‪72‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫خدمات محددة (كالتلقيح االصطناعي واللقاحات)‪ .‬كما ويتم استرداد التكلفة‬ ‫إلى حد كبير من خدمات اإلرشاد املقدمة من خالل تسويقها‪ .‬جتدر اإلشارة إلى أن‬ ‫هذا النموذج اإلرشادي للقطاعني العام واخلاص لن يكون مقبوال ً في معظم الدول‪،‬‬ ‫حيث شركات القطاع اخلاص هي التي تقوم ببيع مدخالت االنتاج‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فإن تكلفة تقدمي اخلدمات االستشارية الفردية للمزارعني تغطى‬ ‫بنجاح من بيع مستلزمات اإلنتاج‪ ،‬من شركات القطاع اخلاص في جميع أنحاء‬ ‫العالم كما مت توضيح ذلك سابقا‪ .‬إال أن تكلفة األنشطة اإلرشادية األخرى املتعلقة‬ ‫باخلدمات التعليمية واملعلوماتية (مثل تعليم ممارسات اإلدارة املستدامة للموارد‬ ‫الطبيعية من خالل املدارس احلقلية للمزارعني‪ ،‬أو املشاهدات احلقلية لكيفية‬ ‫تكثيف او تنويع نظم الزراعة ألنواع مختلفة من األسر الزراعية) ال ميكن تغطيتها‬ ‫(بسهولة) من صغار املزارعني واملزارعات‪.‬‬ ‫جتدر اإلشارة إلى أن املزارعني الذين يدفعون ولو حتى جزءا صغيرا من تكلفة‬ ‫اخلدمات اإلرشادية سيكونون أكثر إحلاحا ً على طلب خدمات املستشارين في‬ ‫امليدان‪ ،‬والذين هم األكثر استخداما ً للمعلومات واملعرفة واملهارات‪ ،‬سواء قدمت‬ ‫من خالل نظام اإلرشاد العام أو اخلاص‪ .‬أما بالنسبة حلالة التكنولوجيا املتولدة‬ ‫واملنقولة من قبل منظمات البحوث واإلرشاد العام‪ ،‬فإن تغطية تكاليف هذه‬ ‫اخلدمات تقتصر على رسوم ورشات العمل والدورات التدريبية والزيارات امليدانية‬ ‫وغيرها من األنشطة‪.‬‬ ‫اجلزء ‪ :5‬مالحظات ختامية‪ ،‬تطوير نظام إرشاد زراعي واستشاري تع ّ‬ ‫ددي‬ ‫إن نظم اإلرشاد الزراعي والنظم االستشارية‪ ،‬كجزء من عملية التنمية‪،‬‬ ‫ددية‪ .‬بداية‪ ،‬تقوم شركات القطاع اخلاص‬ ‫ستصبح وعلى نحو متزايد أكثر تع ّ‬ ‫و بصورة متزايدة بتقدمي اخلدمات االستشارية الفنية للمزارعني‪ ،‬وخصوصا فيما‬ ‫يتعلق ببيع وشراء مدخالت اإلنتاج‪ .‬وسيكون تركيزها األساسي على املزارعني‬ ‫التجاريني الكبار واملتوسطني‪ ،‬الذين يقومون بشراء غالبية مدخالت اإلنتاج‪ .‬إضافة‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬فإن املنظمات غير احلكومية الناشطة في معظم البلدان النامية‪،‬‬ ‫واملموَّلة معظمها من اجلهات املانحة تقوم بتقدمي اخلدمات االجتماعية وغير‬ ‫التقنية لألُسر الريفية‪ ،‬مثل تنظيم اجلماعات احمللية‪.‬‬ ‫تبدأ الوكاالت املانحة‪ ،‬بالشعور باإلحباط عند ضعف أداء خدمات اإلرشاد‬ ‫العام‪ ،‬وتبدأ بتحويل موارد املشاريع للمنظمات غير احلكومية ومقدمي اخلدمات‬ ‫‪73‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫األخرى‪ ،‬التي ميكن أن يكون لها تأثير مباشر وإيجابي على الفقراء في املناطق‬ ‫الريفية‪ .‬وهكذا‪ ،‬يُصبح أمام اجلهات املانحة خياران‪ ،‬بني دعم طويل األمد في بناء‬ ‫املؤسسات‪ ،‬أو خيار تكتيكي له تأثير سريع على املدى القصير‪ .‬وعندما يتم االنتهاء‬ ‫من هذه املشاريع التي تركز على االستثمارات‪ ،‬يتم االنتقال إلى مشاريع وأنشطة‬ ‫جديدة‪ ،‬أما خدمات اإلرشاد واخلدمات االستشارية التي تقدم للفقراء في املناطق‬ ‫الريفية‪ ،‬فسوف تنتهي بسرعة‪ .‬وعلى اجلهات املانحة واحلكومات أن تنظر بعناية‬ ‫لهذه القضايا احلرجة عند تصميم وتنفيذ مشاريع جديدة‪ ،‬من أجل حتويل وتقوية‬ ‫اإلرشاد الزراعي والنظم االستشارية على املدى الطويل لصغار املزارعني‪ ،‬من الرجال‬ ‫والنساء‪.‬‬ ‫االفتراض األساس هو أن البحوث الزراعية‪ ،‬واإلرشاد‪ ،‬ومؤسسات التعليم‬ ‫العالي في معظم الدول النامية‪ ،‬سوف تستمر في توفير السلع واخلدمات العامة‬ ‫األساسية الضرورية لصغار املزارعني‪ ،‬من الرجال والنساء لعدة عقود قادمة‪.‬‬ ‫وهناك بالتاكيد األنشطة قصيرة األجل‪ ،‬مثل تنظيم مجموعات املنتجني‪ ،‬بتمويل‬ ‫من مصادر خارجية للمنظمات غير احلكومية احمللية‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬فإنه من‬ ‫الواضح أن الشركات اخلاصة املورِّدة ملدخالت اإلنتاج سوف تستمر في الزيادة في‬ ‫العدد واألهمية‪.‬‬ ‫عند تقدمي اخلدمات االستشارية التقنية بالتزامن مع بيع التقنيات اخلاصة‬ ‫وغيرها من املدخالت للمزارعني‪ ،‬فإن هذا يدعو إلى احلاجة إلى إقامة شراكه قوية‬ ‫بني القطاعني العام واخلاص‪ ،‬بحيث ميكن لذلك العدد املتزايد من جتار مدخالت‬ ‫اإلنتاج احلصول على قدر كاف من املعرفة‪ ،‬واخلبرة‪ ،‬لتقدمي املشورة الفنية الدقيقة‬ ‫للمزارعني‪ ،‬مما يحفزهم على مواصلة شراء واستخدام مدخالت فعالة‪.‬‬ ‫هناك أدلة كافية في البلدان اآلسيوية الرئيسة‪ ،‬والتي نَفَّذ فيها البنك الدولي‬ ‫استراتيجية استثمارية في نظم اإلرشاد الزراعي العام (على سبيل املثال‪ASSP ،‬‬ ‫في الصني‪NATP ،‬و ‪ UP-DASP‬في الهند‪ DAFEP ،‬في اندونيسيا)‪ ،‬حيث تأكدت صحة‬ ‫النظرية القائلة‪ :‬بأن مؤسسات اإلرشاد العام ميكن تغييرها وتعزيزها بنجاح‪ .‬ونتيجة‬ ‫لذلك‪ ،‬فإن نظم اإلرشاد العام في تلك البلدان وفرت خدمات إرشاد زراعي مفيدة‬ ‫لصغار املزارعني‪ ،‬من الرجال والنساء‪ .‬وكان لالستثمارات تاثير إيجابي كبير على‬ ‫سبل العيش الريفية‪ .‬إال ّ أن حتويل املؤسسات العامة‪ ،‬مبا في ذلك تلك‪ ،‬العاملة في‬ ‫مجال البحث واإلرشاد‪ ،‬والتعليم العالي‪ ،‬ليست عملية سهلة‪ .‬وسيكون واضعوا‬ ‫‪74‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫السياسات‪ ،‬ومدراء اإلرشاد مهيئني بشكل أفضل للمشاركة والسعي بنشاط‬ ‫لتنفيذ هذة التغيرات املؤسسية‪ ،‬وخصوصا إذا كانوا على علم تام باألهداف التي‬ ‫ينبغي حتقيقها‪ ،‬وباألساس املنطقي الالزم إلحداث تغيير في املؤسسات‪ ،‬ونوع‬ ‫املؤسسات االستثمارية الضرورية‪ ،‬إلحداث تغييرات إيجابية وتعزيزية في نظم‬ ‫اإلرشاد الزراعي‪ .‬فاحلاجة أصبحت ملحة إلى منوذج جديد‪ ،‬المركزي‪ ،‬موجه بناءا ً‬ ‫على طلب املزارع والسوق‪ ،‬بحيث يتم اختباره بشكل جتريبي في محافظات‬ ‫مختارة داخل البلد الواحد‪ .‬ويتطلب هذا النهج البناء على نقاط القوة احلالية‬ ‫للمؤسسات اإلرشادية القائمة‪ ،‬واستخدام استراتيجية “األفضل مالئمة” إلجراء‬ ‫أو تعديل في نقاط الضعف احملددة التي مت بيانها في هذه املؤسسات (‪Birner et.al.‬‬ ‫‪ .)2006‬وفي حال اختبار النموذج اجلديد وصقله على أساس جتريبي‪ ،‬ينبغي على‬ ‫صانعي السياسات ومدراء اإلرشاد أن يكونوا على استعداد لزيادة وترسيخ هذا‬ ‫النموذج من خالل اختبار أوسع على الصعيد الوطني‪.‬‬ ‫بعت هذه االستراتيجية لبناء املؤسسات‪ ،‬وإذا كان‬ ‫جتدر اإلشارة إلى أنه إذا ات ُّ ِ‬ ‫مثل هذا املشروع ناجحا‪ ،‬فإنه يتوجب على وزارات الزراعة واملالية على حد سواء‪ ،‬أن‬ ‫توافق على تغطية التكاليف‪ ،‬وعلى املدى الطويل لهذا النظام اإلرشادي الزراعي‬ ‫االكثر ابتكارا وفعالية‪ .‬ومبوجب هذا الترتيب‪ ،‬ينبغي استخدام موارد اجلهات املانحة‬ ‫في تعزيز البنية التحتية املؤسسية (كتدريب املوظفني على املدى القريب والبعيد‪،‬‬ ‫إدارة ال مركزية‪ ،‬تنمية القدرات في مجال تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت‪ ،‬تنمية‬ ‫القدرات البشرية في تنظيم مجموعات املزارعني)‪ .‬غير أنه بعد ذلك‪ ،‬يتعني على‬ ‫احلكومة املوافقة على متويل التكاليف طويلة األجل املتكررة لهذا النظام اإلرشادي‬ ‫الزراعي الذي حتول حديثا‪ ،‬وتعزيزه‪ .‬مزيدا من املعلومات عن هذه االستثمارات‬ ‫ستجدونها في الفصل الثامن‪.‬‬ ‫‪75‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬السياسات المتعلقة بتحويل اإلرشاد إلى نظام‬ ‫ال مركزي‪ ،‬موجه من قبل المزارعين وحسب احتياجات السوق‬ ‫نظرةعامة‬ ‫هدف هذا الفصل هو إعطاء فكرة عن السياسات املعنية بتحويل اإلرشاد من‬ ‫واملعتمد على نقل التكنولوجيا إلى نظام‬ ‫ِ‬ ‫نظام مركزي (من القمة إلى القاعدة)‪،‬‬ ‫أكثر المركزية‪ ،‬مبني على متطلبات السوق‪ ،‬وموجه من قبل املزارع‪ .‬كل من هذه‬ ‫األمور االستراتيجية الثالثة سوف تناقش بالتفصيل‪ ،‬بدءا من القضايا التنظيمية‬ ‫التي تؤثر على عملية استحداث نظام إرشادي ال مركزي‪ .‬بعد ذلك‪ ،‬سيركز على‬ ‫القضايا الرئيسة املتعلقة بإنشاء إرشاد موجه من السوق‪ ،‬وخصوصا فيما يتعلق‬ ‫بعملية تنظيم وتكثيف اإلنتاج الزراعي‪ .‬إضافة ملا سبق‪ ،‬وإذا كان صغار املزارعني‬ ‫من سيزود السوق باحملاصيل ذات القيمة العالية‪ ،‬سواء في اجملال النباتي أو‬ ‫هم َ‬ ‫احليواني وغيرها من املنتجات‪ ،‬فإن عليهم البدء بتشكيل جمعيات خاصة باإلنتاج‬ ‫لتسويق منتجاتهم بشكل جماعي‪ .‬هذه اجملموعات املشكلة سيكون لها الدور‬ ‫األكبر في التأثير على أولويات اإلرشاد بناء على احتياجاتهم في املنطقة‪.‬‬ ‫هناك قضيتان مهمتان‪ :‬األولى أنه إذا أراد املزارعون إنتاج وتسويق سلع عالية‬ ‫القيمة بنجاح‪ ،‬فإنه من الضروري تنظيم أنفسهم في جمعيات إنتاجية خاصة‪،‬‬ ‫وكال هذين النشاطني يتطلبان ان يتولى اجلهاز اإلرشادي عملية تطوير وتنمية‬ ‫املوارد البشرية من خالل برامج تساهم في زيادة مهارات القيادة واالدارة والتسويق‪.‬‬ ‫أمر تنظيمي آخر يتعلق باالرشاد الزراعي‪ ،‬وهو احلاجة امللحة للتركيز ومزيد من‬ ‫االهتمام على تنمية املوارد البشرية‪ ،‬وكذلك إدارة املوارد الطبيعية مثل التربة‪،‬‬ ‫واألراضي‪ ،‬واملياه وغيرها من القضايا‪ .‬وهي من أهم القضايا املؤثرة اليوم في معظم‬ ‫البلدان‪.‬‬ ‫اجلزء ‪ : 1‬الال ّمركزية – إبداع مؤسسي مطلوب‬ ‫التحدي األصعب واألهم الذي يواجه اإلرشاد الزراعي في القطاع العام هو احلاجة‬ ‫املاسه لتحويل عملية تخطيط البرامج إلى عملية المركزية في املقاطعات‪،‬‬ ‫وأي منطقة أخرى بحاجة لها‪ .‬وبعد عقود من العمل ضمن نظام مركزي يهتم‬ ‫بالتوجيه حسب مفهوم‪ -‬من األعلى إلى األسفل‪ ،-‬فانه من الصعب إقناع قادة‬ ‫‪76‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫جهاز اإلرشاد ومتخذي القرار واملدراء الرئيسني‪ ،‬وعلى مستوى الوطن أو احملافظة‪،‬‬ ‫التحول إلى نظام المركزي يعتمد على التوجيه من األسفل لألعلى‪ ،‬وتفويض‬ ‫سلطة اتخاذ القرار إلى صغار املوظفني في املناطق‪.‬‬ ‫األسباب الرئيسة لالنتقال إلى نظام أكثر المركزية هي ذات شقني ‪.‬أوال‪ -‬مع‬ ‫ازدياد رغبة صغار املزارعني ليصبحوا منتجني حملاصيل عالية القيمة لزيادة دخلهم‬ ‫‪،‬عندها حتدد األسواق (على سبيل املثال‪ ،‬األسواق احمللية واإلقليمية والوطنية‪ ،‬و‪/‬أو‬ ‫التصدير) وحتدد ما هي احملاصيل املطلوبة‪ ،‬وما هي احملاصيل القابلة للزراعة وذات‬ ‫املردود املادي‪.‬‬ ‫وكما أشير إليه في وقت سابق‪ ،‬تعتمد مدى مالئمة هذه املشاريع اخملتلفة‪،‬‬ ‫على‪ :‬أوال‪ -‬الظروف البيئية الزراعية احمللية‪ ،‬جنس العاملني‪ ،‬موارد األسرة‪ ،‬القدرة‬ ‫على الوصول إلى مختلف أسواق احملاصيل‪ /‬املنتجات؛ ثانياً‪ -‬األولويات‪ ،‬فيجب أن‬ ‫يلعب ممثلو املزارعني‪ ،‬وخصوصا صغار املزارعني من الرجال والنساء دورا رئيسا في‬ ‫مناقشة وحتديد هذه األولويات‪ ،‬وكذلك األمر في تقييم أداء املوظفني امليدانيني في‬ ‫مناطقهم‪ .‬وباختصار‪ ،‬فإن اجلدوى االقتصادية ملثل هذه املشاريع تعتمد في الدرجة‬ ‫األولى على املوقع املراد انشاء هذا املشروع فيه‪ ،‬لهذا يجب حتديد األولويات ووضع‬ ‫البرامج بالتشاور مباشرة مع املزارعني في هذه املناطق‪.‬‬ ‫إن النظام اإلرشادي الزراعي والنظام االستشاري في أمريكا الشمالية وأوروبا‬ ‫استخدم بشكل دائم األنظمة الالمركزية في التخطيط وتنفيذ البرامج اإلرشادية‪.‬‬ ‫فعلى سبيل املثال‪ ،‬في الواليات املتحدة فإن احلكومة الفيدرالية وحكومات‬ ‫الواليات تغطيان معا معظم الرواتب وتكاليف البنية التحتية‪ ،‬بينما حكومة‬ ‫املقاطعة تغطي تكاليف البرامج واملوارد التشغيلية‪ .‬وعليه‪ ،‬فإن مجلس املقاطعة‬ ‫االستشاري له دور رقابي في تنفيذ البرامج احمللية‪ .‬وهكذا‪ ،‬فإن حتويل حركة نظام‬ ‫اإلرشاد التقليدي من األعلى لألسفل إلى نظام يتحرك من األسفل لألعلى في‬ ‫سلطة صنع القرار‪ ،‬لهو نظام دقيق‪ ،‬ويتطلب فهما ً واسعاً‪ ،‬وموافقة مدراء اإلرشاد‬ ‫على كافة األصعدة‪ .‬إضافة إلى نظام مؤسسي لرفع القدرات في املستويات‬ ‫السفلى مبا فيها التنسيق الدقيق لضمان التنفيذ الناجح‪.‬‬ ‫ومن اجلدير بالذكر أن اإلدارة املركزية للنظام اإلرشادي له إيجابية في حتديد‬ ‫األلويات على املستوى الوطني‪ ،‬ووضع االستراتيجيات والتمويل وحتديد ودراسة‬ ‫اآلثار املترتبة‪ .‬كما أن حتديد صالحيات هذه اإلدارة يساعد بشكل كبير في حل‬ ‫‪77‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫العديد من املشاكل املستعصية‪ ،‬والتي منها‪ :‬اوال ً‪ -‬ان مدراء االرشاد على مستوى‬ ‫املقاطعة والوالية ليس لديهم القدرة واملعلومات الكافية حول اعداد برامج‬ ‫تدريبية وعملية تنفيذها لتلبية احتياجات املزارعني والنساء والشباب الريفي‬ ‫في املناطق الريفية‪ .‬وكما أشرنا إليه سابقا‪ ،‬فإن موظفي اإلرشاد على املستوى‬ ‫امليداني لديهم ميزة نسبية في حتديد االولويات واالحتياجات‪ ،‬وتصميم البرامج‬ ‫اخلاصة التي تناسب الظروف احمللية‪ .‬إال أن املرشدين ليس لديهم اخلبرة الكافية‬ ‫واملعلومات في تخطيط وتنفيذ البرامج من االسفل لالعلى‪ .‬وكمثال على ذلك ما‬ ‫حصل في الهند من رفع قدرات املرشدين لتسهيل إقامة نظام إرشادي المركزي‪،‬‬ ‫والذي مت تلخيصه في الفصل السابع‪.‬‬ ‫ختاما‪ ،‬هناك عدة وظائف ومهام رئيسة يجب أن تشارك جميع األطراف في‬ ‫تنفيذها‪ .‬هذه املهام تشمل املساعدة الفنية لطاقم االرشاد مثل االختصاصيني‬ ‫على مستوى املقاطعة‪ ،‬وتنظيم دورات تدريبية اثناء اخلدمة لكادر االرشاد امليداني‪.‬‬ ‫إضافة الى زيادة االهتمام باالنترنت في احلصول على املعلومات الهامة وخاصة‬ ‫التقنات احلديثة‪ ،‬واملعلومات التسويقية‪.‬‬ ‫وتشير جميعها الى أهمية ايجاد نظام معلومات واتصال فعال‪ .‬ويجب أن يكون‬ ‫لهذا النظام القدرة على انتاج وجتهيز املواد االرشادية على املواقع االلكترونية‬ ‫ووسائل االتصال اجلماهيري مثل الراديو والتلفزيون واملطبوعات أيضا‪.‬‬ ‫إضافة لكل ماسبق فإن أجهزة التلفون اخللوية واستخدام ارسال الرسائل‬ ‫القصيرة ازدادت في الفترة األخيرة بشكل كبير‪ ،‬وأصبحت تستخدم من قبل‬ ‫الباحثني واملرشدين وغيرهم من الفئات التي تتابع احتياجات السوق وتقدمي‬ ‫النصائح الفنية لألمور الطارئة‪.‬‬ ‫تعريف وشرح عوامل الالمركزية‬ ‫النقاط التالية تؤثر بشكل كبير على نظام الالمركزية‬ ‫ •اهتمامات إدارية‪ ،‬والتي تعنى بتفويض مهام اتخاذ القرار إلى املستويات‬ ‫ء بالوظائف اإلدارية البسيطة‪،‬‬‫اإلدارية الدنيا في املناطق واملقاطعات‪ ،‬ابتدا ً‬ ‫مثل تخطيط البرامج وتنفيذها ثم حتديد األولويات وتخصيص األموال‪،‬‬ ‫ء باألمور االدارية األخرى‪ ،‬مثل تقييم البرامج وتأمني الدعم من‬ ‫وانتها ً‬ ‫احلكومة احمللية‪ ،‬وحتصيل الرسوم اينما كان هذا ممكنا وخاصة من املزارعني‬ ‫‪78‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫التجاريني‪.‬‬ ‫ •املشاركة الشعبية‪ ،‬والتي تعكس زيادة سلطة اتخاذ القرار مبشاركة‬ ‫السكان الريفيني بدءا ً من املستشارين في تخطيط البرامج وتنفيذها‪،‬‬ ‫ومرورا بزيادة الرقابة على التخطيط املالي واملسؤولية املالية‪.‬‬ ‫ •مشاركة احلكومة احمللية‪ ،‬في النشاطات اإلرشادية‪ ،‬مبا فيها تزويد البرامج‬ ‫احمللية بالدعم واملصاريف التشغيلية الى مستويات املناطق واملقاطعات‪،‬‬ ‫أو احلصول على مصادر دعم خارجية لتمويل برامج معينة‪ ،‬أو استشارة‬ ‫اجلهات غير احلكومية وجمعيات املنتجني الريفيني و‪ /‬أو القطاع اخلاص‪.‬‬ ‫ورد مصطلح “الالمركزية” في الكتب واملدونات ليصف أربعة ترتيبات مؤسسية‬ ‫بديلة‪ :‬فك االرتباط (التمركز)‪ ،‬التفويض‪ ،‬حتول وانتقال الصالحيات لشركات القطاع‬ ‫اخلاص واملؤسسات غير احلكومية‪ .‬راجع‪:‬‬ ‫)‪(Rondinelli 1981; Parker 1995; Cohen and Peterson 1999; Smith 2001‬‬ ‫وهذه الترتيبات املؤسسية تعكس عدة تكوينات من العوامل الثالثة في‬ ‫الالمركزية املذكورة سابقا‪ .‬وفيما يلي وصف مختصر لهذه الترتيبات األربعة‪:‬‬ ‫ •الالمركزية (الالجتميعي) (‪)Deconcentration‬‬ ‫مبوجب هذا الترتيب املؤسسي‪ ،‬هناك عدة ادارات مختارة (مثل تخطيط البرامج‬ ‫وتنفيذها) تعطى ملستويات املقاطعات والواليات واحلكومات احمللية ضمن النظام‬ ‫اإلرشاد الزراعي الوطني (مثال ترينداد)‪.‬‬ ‫ •التفويض (‪)Delegation‬‬ ‫في هذا الشكل من الالمركزية‪ ،‬فإن جهة شبه حكومية مثل ‪ ATMA‬في الهند‬ ‫(مت شرحها بتفصيل أكثر في الفصل الرابع) ميكن تفويضها املسؤولية في تزويد‬ ‫أو تنسيق النشاطات اإلرشادية بشكل إقليمي (مثل املنطقة او املقاطعة)‪ .‬إضافة‬ ‫الى وظائف ادارية من ضمنها وضع االولويات‪ ،‬وتخصيص الدعم املالي الالزم على‬ ‫مستوى املقاطعة مبؤسسات ارشادية شبه مستقلة‪.‬‬ ‫ •انتقال الصالحيات (‪)Devolution‬‬ ‫ويندرج حتت هذا الترتيب تخطيط البرامج واالدارة والتمويل اجلزئي‪ ،‬والتحول من‬ ‫احلكومة املركزية او الوالية الى حكومة املقاطعة او سلطة املنطقة (مثال الصني‬ ‫‪79‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫وفنزويال)‪ .‬هذه االدارات احمللية لها صالحيات بشكل منطي لتمارس مسؤولياتها‪ .‬أما‬ ‫بالنسبة للنشاطات اإلرشادية فإنها محددة بأنظمة وتعليمات وطنية (مركزية)‪.‬‬ ‫وهي حتتاج إلى نظام أو مصدر موثوق ومستمر للدعم املالي (اموال من مخصصات‬ ‫الضرائب) لدعم جزء من النشاطات اإلرشادية أو جميعها‪ .‬إضافة إلى حتويل جزء‬ ‫من االنشطة الى اجلهات غير الرسمية والقطاع اخلاص‪.‬‬ ‫ •انتقال نشاطات ارشادية معينة للمنظمات غير احلكومية والقطاع اخلاص‬ ‫وغيرها‬ ‫فالالمركزية بهذا الشكل تتضمن حتويل املسؤوليات لبعض األنشطة اإلرشادية‬ ‫من احلكومة املركزية الى املنظمات غير احلكومية والقطاع اخلاص على املستويات‬ ‫اخملتلفة (اخلدمات االرشادية التسويقية في اوغندا)‪ .‬هناك تباينات مختلفة على‬ ‫هذا النموذج مت تنفيذها في بعض الدول الصناعية وخصوصا خصخصة خدمات‬ ‫نقل التكنولوجيا (‪)Rivera, Qamar, and Van Crowder 2001‬‬ ‫وفي بعض دول أمريكا اجلنوبية‪ ،‬فإن الشركات اخلاصة ومؤسسات اجملتمع‬ ‫املدني (غير احلكومية) حصلت بعض األنشطة اإلرشادية‪ ،‬ولكن كما لوحظ من‬ ‫(‪ )Roseboom 2006,pp.40-42‬فإن النتائج كانت متفاوته مع ظهور عدة مشاكل‬ ‫الحقا‪.‬‬ ‫العوامل املؤثرة على جناح الالمركزية‬ ‫تتأثر عملية حتويل اإلرشاد إلى نظام المركزي بعدة عوامل خارجة عن سيطرة‬ ‫اإلرشاد‪ ،‬أهمها تغييرات السياسة احلكوميـــة‪ .‬وخالل ورشة العمـل التـــي‬ ‫نظمـــت عـام ‪ ،)world Bank 2004( 2002‬حول اإلرشاد والتنمية الريفية‪،‬‬ ‫ونظرات على حتويل أساليب ومناهج نظم اإلرشاد‪ ،‬مت حتديد نقاط رئيسة في‬ ‫عملية حتويل اإلرشاد إلى نظام المركزي‪ .‬وعند تصميم برامج أو مشاريع بهدف‬ ‫حتويل اإلرشاد إلى نظام المركزي‪ ،‬يجب أخذ العوامل الواردة أدناه بعني االعتبار‪:‬‬ ‫ •اإلطار القانوني‪ -‬هناك حاجة ملحة لوضع اطار قانوني وصالحية واضحة‬ ‫والتي حتدد وتعرف مستويات الالمركزية (‪ ،)Silverman 1994‬على سبيل‬ ‫صف وت ُ َ‬ ‫عرّف‬ ‫املثال‪ ،‬يجب أن تكون هناك قاعدة قانونية وتنظيمية والتي ت َ ِ‬ ‫املهام الواجب تنفيذها في كل مستوى من مستويات الالمركزية‪ ،‬وتبني‬ ‫ديناميكية التعاون بني مختلف املستويات الضرورية الجناح عملية اتخاذ‬ ‫‪80‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫القرار بشأن الالمركزية (‪ . .)Shah 1998; Cohen and Peterson 1999‬إضافة‬ ‫ملا سبق‪ ،‬فإن نظام اإلرشاد الزراعي احمللي يحتاج استقاللية عن النواحي‬ ‫اإللزامية لبعض األنظمة احلكومية‪.‬‬ ‫ •مشاركة اصحاب الشأن (املستفيدين)‪ -‬هناك موافقة مبدئيه على أن‬ ‫املشاركة العامة للمنتفعني احملليني (مجموعات مختلفة من املزارعني‬ ‫وممثلي القطاع اخلاص‪ ،‬البنوك الريفية‪ ،‬املؤسسات غير احلكومية) ضرورية‬ ‫في نظام إرشاد المركزي‪ .‬وهذه املشاركة يجب أن تكون من خالل جلان‬ ‫استشارية منظمة‪ ،‬أو مجالس إدارة متثل كافة املنتفعني وأصحاب املصلحة‬ ‫مبا فيها النساء‪ ،‬وصغار املزارعني واألقليات العرقية‪.‬‬ ‫ •تقوية مستويات اإلدارة احمللية وإدارة اإلرشاد وقدراتها‪ -‬يحتاج نظام اإلرشاد‬ ‫الالمركزي إلى جهاز إداري قادر على استيعاب األمور التنظيمية التي حتول‬ ‫لهم (‪ .) Parker 1995‬وأن حتسني هذه القدرات اإلدارية ميكن حتقيقها من خالل‬ ‫مجموعة من املدخالت‪ ،‬من ضمنها التطوير الذاتي‪ ،‬وتكنولوجيا املعلومات‪،‬‬ ‫ونظام معدل للمؤسسة التي تناسب الوضع احلالي (‪Cohen and Peterson‬‬ ‫‪ .)1999‬فعلى سبيل املثال‪ ،‬فإن استخدام تكنولوجيا املعلومات تساهم في‬ ‫جمع املعلومات وإدارتها على مستويات املقاطعة والوالية بشكل فعال‪.‬‬ ‫وفي نفس الوقت فإن هذه القنوات تخفف احلاجة إلى مستويات متوسطة‬ ‫في اإلدارة‪.‬‬ ‫ •حتسني القدرات الفنية واإلدارة الزراعية (املزرعية)‪ -‬إن حتسني مهارات‬ ‫املرشدين التقنية واملزرعية على مستويات الوالية واملقاطعة‪ ،‬وتبني أسلوب‬ ‫التوجيه هي عوامل هامة ومحدِّدة لنجاح عملية التحول إلى الالمركزية‪.‬‬ ‫كما أن إقامة عالقات فعالة مع البحث مع دورات تأهيل أثناء اخلدمة‬ ‫واحلصول على خدمات االختصاصيني‪ ،‬وإيجاد فرص احلصول على معلومات‬ ‫تقنية‪ ،‬إدارية وتسويقية؛ كلها عوامل مهمة لزيادة مهارات الكادر اإلرشادي‬ ‫وحتسني أدائه‪.‬‬ ‫ •مستويات التمويل‪ -‬إن إيجاد دعم مالي مناسب للمستويات احمللية للوحدات‬ ‫اإلرشادية لهو ضروري الجناح إجناز عملية التحول إلى الال ّمركزية‪ .‬وأن نقص‬ ‫األموال التشغيلية للنشاطات اإلرشادية لهو من أكثر األمور إعاقة في‬ ‫معظم الدول النامية‪.‬‬ ‫‪81‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫ •املسؤولية وإيجاد نظام إرشادي موجه من املزارع‪ -‬إن احلفاظ على الشفافية‬ ‫واملسؤولية ألصحاب العالقة واملنتفعني لهو عامل ضروري لتحسني أداء‬ ‫النظام اإلرشادي املعتمد على الالمركزية‪ .‬واذا تطلب من النظام االرشادي أن‬ ‫يعمل بفعالية‪ ،‬فإن على الطاقم اإلرشادي أن يكون مسؤوال عن املستفيدين‬ ‫من هذه اخلدمات‪ ،‬وكذلك املؤسسات التي تدعم تنفيذ هذه اخلدمات‪ .‬وأن‬ ‫الشفافية ضرورية لكل من املنتفعني واملستفيدين‪ ،‬إضافة إلى املشاركني‬ ‫في العملية اإلرشادية‪ .‬وبعبارة أخرى‪ ،‬إن نظاما ارشاديا شفافا ومسؤوالً‪ ،‬لهو‬ ‫ضروري لكافة املنتفعني على حد سواء‪ ،‬من حيث التحلي بروح املسؤولية‪،‬‬ ‫ومتابعة أثر النظام اإلرشادي الالمركزي وتقييمه‪.‬‬ ‫وهناك مثال ناجح على نظام إرشادي المركزي‪ ،‬ومبني على الطلب مت تطبيقه‬ ‫في ماالوي‪ ،‬ملخص في املربع ‪ 5.1‬في الصفحة التالية‪.‬‬ ‫املربع ‪ 5.1‬النظام الالمركزي املعتمد على متطلبات السوق في ماالوي‬ ‫إن التغير االجتماعي واالقتصادي في ماالوي خالل العقود الثالثة املاضية يتطلب‬ ‫تغييرا جذريا في أنظمة وخدمات االرشاد الزراعي ‪.‬فقد أصبح تنفيذ البرامج من‬ ‫أعلى لألسفل غير عملي‪ ،‬حيث أدرك املواطن العادي أنه ومن أجل البقاء ضمن النظام‬ ‫الزراعي‪ ،‬يترتب عليه البحث عن معلومات ضرورية بهذا الشأن‪ .‬وعليه‪ ،‬فقد أصبح‬ ‫القادة االرشاديني وطالئع املرشدين يعملون بشكل أكثر ترابطا مع املزارع بناء على‬ ‫املتطلبات‪ .‬بدأ االرشاد الزراعي عن طريق دراسات استقصائية‪ ،‬لتحديد احتياجات‬ ‫املزارع على مستوى القرية‪ .‬وبعد ذلك استخدموا طرق االرشاد التشاركية‪ ،‬لتوصيل‬ ‫املعلومة اجلديدة‪ ،‬ولتنفيذ هذه البرامج التي تعنى باحتياجات السوق في كل قرية‪.‬‬ ‫وكان الهدف الرئيس‪ ،‬هو حتويل القرى الى مجموعات منوذجية‪ ،‬اعتمادا على الوضع‬ ‫االجتماعي واالقتصادي وعوامل اخرى‪ .‬وكان على مواطني كل قرية منوذجية االلتزام‬ ‫بتنفيذ برنامج متكامل للخدمات االرشادية والتنمية الريفية‪ ،‬مبا فيها برامج حتسني‬ ‫الغذاء والتغذية والصحة والنظافة العامة‪.‬‬ ‫وعناوين جناح أي نظام إرشادي المركزي يعتمد على الطلب‪ ،‬تكمن في اآلتي‪:‬‬ ‫ •تطوير املوارد البشرية لتنشأة أشخاص أصحاء جسديا وتغذويا‪.‬‬ ‫ •تطوير املؤسسات اجملتمعية مثل تلك اخلاصة باملزارعني واألندية‪ ،‬وجمعيات‬ ‫التمويل والتوفير‪ ،‬واجلمعيات التعاونية‪.‬‬ ‫‪82‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫ •تطوير املوارد الطبيعية والعمل على استدامة استخدامها‪.‬‬ ‫ •تنويع وتكثيف احملاصيل مبا فيها زيادة انتاجية احملاصيل عالية القيمة‪ ،‬واحلدائق‬ ‫املنزلية ‪ ،‬ومزارع األشجار املثمرة لسد احتياجات املنطقة‪.‬‬ ‫ •تنويع وتكثيف تربية املاشية واألسماك واحليوانات والطيور املنزلية‪ ،‬كالدجاج‬ ‫واألرانب وغيرها‪ ،‬واستخدام طرق االنتاج املتطورة (مثل التغذية املتكاملة‬ ‫للقطيع‪ ،‬الصحة احليوانية‪ ،‬النظافة العامة‪ ،‬انشاء املزارع النموذجية)‪.‬‬ ‫ •تنويع عملية صناعة وتخزين وتسويق واستهالك األغذية‪ ،‬مبا فيها حفظ‬ ‫املواد الغذائية الطبيعية األصلية‪.‬‬ ‫ •تنويع مصادر التمويل والدخل املنزلي‪ ،‬مثل إنشاء مشاريع صغيرة مدرة‬ ‫للدخل‪ ،‬إنشاء وحدات التمويل‪ ،‬بناء وحدات االدخار‪.‬‬ ‫( ملزيد من املعلومات ‪ ،‬ارجع الى (‪) Malindi et al. 2008‬‬ ‫اجلزء ‪ :2‬التحول من نظام إرشادي يعتمد على نقل التكنولوجيا إلى نظام‬ ‫إرشادي يعتمد على متطلبات السوق‬ ‫عند التحول من نظام إرشادي يعتمد على نقل التكنولوجيا إلى نظام إرشادي‬ ‫يعتمد على متطلبات السوق‪ ،‬حيث األلويات اإلرشادية‪ ،‬إضافة إلى الطرق اإلرشادية‬ ‫سوف تختلف بشكل كبير‪ .‬أوالً‪ ،‬سوف تكون العوامل االقتصادية ضرورية جدا‬ ‫ومركزية لتخطيط وتنفيذذ البرامج‪ .‬وهنا جتدر االشارة إلى أن املبدأ الرئيس األول‬ ‫لعمل النظام‪ ،‬هو أنه‪ ،‬فيما لو لم يكن هناك تسويق حملصول معني‪ ،‬فيتوجب عدم‬ ‫تشجيع املزارعني على زراعة ذلك احملصول‪ .‬إضافة ملا سبق‪ ،‬فانه ومع تزايد عدد‬ ‫املزارعني الذين يحصلون على مردود اقتصادي النتاج هذا احملصول أو ذاك‪ ،‬مما سيؤدي‬ ‫إلى إغراق األسواق بهذا احملصول‪ ،‬واألسعار إلى الهبوط‪ .‬في هذه احلالة‪ ،‬فإن عددا‬ ‫كبيرا من املزارعني ميكن أن يصبحوا منتجني حملصول ما‪ ،‬ال ميكن تسويقه‪ .‬وعليه‬ ‫فإنه من الضروري للكادر اإلرشادي أن يكون قادرا على متابعة استكشاف احملاصيل‬ ‫ذات القدرات التسويقية العالية‪ ،‬ضمن كل منطقة‪ ،‬والتحول إلى إنتاج محاصيل‬ ‫جديدة كلما تطلب األمر ذلك؛ حتى يستطيع املزارعون تقليل اخملاطر أو‪ /‬والتحول‬ ‫إلى مشاريع جديدة تناسب التغييرات في وضع األسواق‪.‬‬ ‫إضافة ملا سبق‪ ،‬فإن هذا النموذج اإلرشادي املعتمد على متطلبات السوق‪ ،‬هو‬ ‫‪83‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫مبثابة طريق مباشر لتعليم املزارعني اجلدد إدارة املزارع باالعتماد بشكل رئيس على‬ ‫مصادرهم اخلاصة‪ ،‬كااليدي العاملة واألرض وقربهم للسوق‪ .‬ميكن النظر إلى هذا‬ ‫املفهوم كتعريف اقتصادي إليجاد مصادر الرزق وباخلصوص للمرأة الريفية‪ ،‬التي‬ ‫نادرا ما حتصل على مثل هذه الفرص‪ .‬وعلى سبيل املثال‪ ،‬إذا كانت املرأة العاملة‬ ‫بدون أرض‪ ،‬فكيف تكون لها فرصا اقتصادية؟ عداك عن أنها حتصل على أقل من‬ ‫دوالر واحد يوميا مقابل عملها‪.‬‬ ‫وعندما تكون املرأة ضمن مجموعة من النساء املعتمدات على أنفسهن‪ ،‬فإن‬ ‫الفرص االقتصادية تزداد‪ ،‬وتبدأ املرأة باالهتمام بالفرص األخرى املتوفرة ‪ .‬وقد يطرأ‬ ‫هنا التساؤل التالي‪ :‬هل ترغب املرأة مثال بأن تعمل على جمع مخلفات األبقار‬ ‫ن تكون صاحبة وحدة انتاج فطر صغيرة؟ وكذلك‪،‬‬ ‫وحتويلها إلى كمبوست‪ ،‬أم أ ْ‬ ‫كنهن العمل ضمن‬ ‫فإن مجموعة من النساء اللواتي ال ميلكن أراض للزراعة مي ِ‬ ‫مجموعة صغيرة‪ ،‬وتستأجر برك صغيرة في القرية النتاج األسماك‪.‬‬ ‫وفي معظم احلاالت فإن معظم املزارعني الصغار بحاجة ملصادر متويل للبدء‬ ‫املربع ‪ 5.2‬ابتكارات في مواضيع األشجار االستوائية في السلفادور‬ ‫منذ عام ‪ ،2004‬تطورت برامج التطوع الزراعية لتقوية نظم سلسلة القيمة‬ ‫ألشجار الفاكهة االستوائية في السلفادور‪ ،‬من إكثار وإنتاج إلى عمليات ما بعد‬ ‫ء بالتسويق‪ .‬وبالتزامن ممارسات التصنيع الصحيحة‪ ،‬تعلم‬ ‫احلصاد والتصنيع‪ ،‬وانتها ً‬ ‫املزارع كيف ينتج مواد مميزة مثل املربيات واجللو وخلطات التوابل والصلصة واخمللالت‬ ‫وعصائر الفاكهة‪ .‬إضافة ملا سبق‪ ،‬فقد تعلم املنتجون أصول عمليات التغليف‬ ‫وتصنيف وحتليل التكلفة والتسويق‪ .‬وهذه التطورات فتحت األسواق للمنتجني‬ ‫وزادت مبيعاتهم‪ .‬فعلى سبيل املثال‪ ،‬فإن جمعية “زارا همال النسائية” قد أنتجت‬ ‫مربى أناناس‪ /‬جزر‪ ،‬حيث تباع الى ستة مراكز جتارية (‪ )Wal-Market stores‬في‬ ‫السلفادور‪ .‬ويوجد منتجون آخرون يبيعون منتجاتهم اجلديدة في املعارض الزراعية‬ ‫واألسواق احمللية ولألفراد‪ .‬وضاعف بعض هؤالء املنتجني من دخلهم عدة مرات؛ حيث‬ ‫وصل دخل البعض ما بني ‪ 450 150-‬دوالر في الشهر‪ .‬واستفاد حوالي ‪ 500‬مزارع من‬ ‫سلسلة القيمة املتبعة في األشجار املثمرة‪ ،‬كما واستفادوا من الدورات التدريبية‬ ‫اخلاصة بذلك‪ .‬وملزيد من املعلومات حول برنامج الوكالة االمريكية لإلمناء‪ ،‬يرجى زيارة‪:‬‬ ‫‪Winrock International (www.winrock.org).‬‬ ‫‪84‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫املربع ‪ 5.3‬متابعة نظام إرشادي معتمد على توجهات السوق في زامبيا‬ ‫خالل السنوات اخلمس املاضية‪ ،‬قامت وزارة الزراعة واجلمعيات التعاونية بالتعاون مع‬ ‫الوكالة السويدية للتعاون الدولي‪ /‬رامبول ناتورا‪ ،‬بتطبيق نظام إرشادي جتريبي يشمل‬ ‫‪ 44‬ألف مزارع ريفي ضمن برنامج دعم زراعي‪ .‬هذا األسلوب التشاركي متثل باحلفاظ‬ ‫على وجهات النظر واآلراء التجارية‪ ،‬وتلك املتعلقة بالنوع االجتماعي‪ ،‬والتي تركز على‬ ‫زيادة الدخل واحلفاظ على األمن الغذائي‪ .‬العملية بدأت بتنظيم مجموعات محلية‪،‬‬ ‫وحتديد احتياجات كل مجموعة مزارعني‪ .‬بعد ذلك‪ ،‬مت حتديد الفرص االقتصادية لكل‬ ‫دمت هذه االستراتيجية أسلوبا جتاريا بالتعامل مع املشاركني‬ ‫فئة مستهدفة‪ .‬واستخ َ‬ ‫من القطاع اخلاص‪ ،‬لتحديد فرص السوق‪ ،‬ومن ثم تنظيم مجموعات مزارعني مختلفة‪،‬‬ ‫وتدريبهم على كيفية زيادة دخلهم‪ .‬كما أن جهودا كبيرة مت توجيهها لتطوير القدرات‬ ‫والتدريب لكل من املرشد واملزارع‪ .‬إضافة إلى إيجاد طرق ربط املزارع بالسوق ومقدمي‬ ‫اخلدمات األخرى‪ ،‬ومع الباحثني‪ .‬كان تأثير هذا املشروع بعد خمس سنوات من تطبيقه‬ ‫مؤثرا‪ .‬فعلى سبيل املثال‪ ،‬زاد دخل الريفيني املشاركني بنسبة تزيد عن ‪ 35%‬عن أولئك‬ ‫الذين لم يشاركوا باملشروع‪ .‬أيضا ‪ 62%‬ممن اشتركوا باملشروع اكتفوا ذاتيا على مستوى‬ ‫األغذية‪ ،‬وحققوا األمن الغذائي‪ ،‬مبعنى أنهم أنتجوا ذرة أكثر مما يستهلكون مقارنة مع‬ ‫‪ 49%‬ممن لم يشاركوا‪ .‬فقد زاد معدل دخل املنازل الريفية املدارة من قبل النساء مبقدار‬ ‫‪ 78%‬مقارنة مع ‪ 31%‬بتلك املدارة من قبل الرجال‪ ،‬مع أن املنازل املدارة من قبل النساء‬ ‫بدأت مبستوى أقل من الدخل‪ .‬وملزيد من املعلومات حول هذا النظام الالمركزي املوجه‬ ‫واملعتمد على السوق في زامبيا ميكن مراجعة املصدر التالي‪:‬‬ ‫)‪Chipeta et al. (2009‬‬ ‫في مشاريع انتاجية صغيرة‪ .‬وعليه فان األمر املهم اآلخر للمجموعات املعتمدة‬ ‫على نفسها واجملموعات اإلنتاجية الصغيرة والنساء املزارعات‪ -‬هو متكينهم من‬ ‫الوصول إلى فرص التمويل من خالل اتفاقيات قروض جماعية‪.‬‬ ‫ويحتاج صغار املزارعني إلى مهارات اقتصادية وإدارية ضرورية إذا كانوا سيديرون‬ ‫مزارعهم بفاعلية‪ .‬وعلى سبيل املثال‪ ،‬في جنوب الصني‪ ،‬عندما علم املزارعون‬ ‫بفرص الزراعة املتداخلة‪ ،‬أصبح املزارع قادرا على تكثيف زراعة خمسة محاصيل‬ ‫في املوسم الواحد‪ .‬واستفاد املزارع من زراعة احملاصيل ذات القيمة العالية ومن‬ ‫مخلفاتها في تغذية حيوانات املزرعة‪ ،‬مثل اخلنازير التي تربى في احلديقة‪ .‬وباختصار‪،‬‬ ‫‪85‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫ومع هذه املهارات في مجاالت االقتصاد واإلدارة‪ ،‬هناك أمثلة أخرى لتمكني صغار‬ ‫املزارعني النتاج محاصيل ذات قيمة عالية‪ ،‬والتوجه إلى نظام إرشادي يعتمد على‬ ‫توجهات ومتطلبات السوق‪ ،‬ملخصة في املربع ‪ 5.2‬و‪ . 5.3‬املربع األول يدور حول‬ ‫ابتكارات جديدة في موضوع األشجار االستوائية في السلفادور منذ عام ‪،2004‬‬ ‫أما املربع الثاني‪ ،‬فيصف كيف مت تعريف وادخال نظام ارشادي موجه ومعتمد على‬ ‫السوق في زامبيا‪ ،‬وتأثيره على دخل املزارعني من الرجال والنساء‪ .‬ملعرفة املزيد ميكن‬ ‫تنظيم جمعيات خاصة بصغار املالك‪ /‬املزارعني لتبني التقنات وتكثيف إنتاجهم‬ ‫وحل مشاكلهم‪ .(Markelova and Meinzen-Dick 2006) ،‬أنظر الفصل اخلامس في‬ ‫(‪ )world Development Report 2008‬تقرير تقدم العالم ‪ ،2008‬الجراء نظرة عميقة‬ ‫حول ربط املزارعني باألسواق باستخدام سلسلة القيمة املضافة ‪World Bank( .‬‬ ‫‪. )2007c‬‬ ‫عند تطوير نظام إرشادي يعتمد على السوق فإن أهم مقومات مثل هذا النظام‬ ‫هو ضمان الوصول ملعلومات دقيقة حول األسواق لكل من املزارعني واملرشدين‪.‬‬ ‫وظهرت مناذج إعالمية تسويقية ‪ (market information service) MIS‬عديدة‪ ،‬مما أتاح‬ ‫للمزارع الوصول إلى هذه املعلومات‪ .‬فعلى سبيل املثال‪ ،‬في مولدافيا‪ ،‬ساهمت‬ ‫‪ 30‬مؤسسة وجمعية مختلفة غيرحكومية تعمل على تنمية اجملتمعات احمللية‬ ‫بإنشاء ما يسمى باحتاد املعلومات الزراعية الفيدرالية‪ .‬هذه اخلدمات االلكترونية‬ ‫(‪ ) www.agravista.md‬عملت على تهيئة كافة املعلومات للمزارعني‪ ،‬بل أنها أيضا‬ ‫فسحت اجملال للمنتجني بإبرام صفقات وعقود مع اجلهات احمللية والدولية‪ .‬وخالل‬ ‫العام األول لوحده مت عرض بضائع ومواد بقيمة ‪ 90‬مليون دوالر للبيع على املواقع‬ ‫االلكترونية‪ .‬إضافة إلى عقود بقيمة ‪ 10‬ماليني دوالر أُبرمت بنفس الطريقة‪.‬‬ ‫وقام معظم املزارعني بزيارة املراكز اإلرشادية للحصول على املعلومات املوجودة‬ ‫على املواقع االلكترونية‪ .‬وللحصول على نبذه عن املشروع ميكن الرجوع إلى‬ ‫املصدر(‪ ،)Bondari 2006‬والذي يشمل على عرض وفيديو حول كيفية إنشاء مواقع‬ ‫تسويقية على االنترنت‪.‬‬ ‫أمر آخر مهم يجب على املزارعني الصغار وجمعيات املنتجني أن ينتبهوا إليه‪،‬‬ ‫وهو‪ ،‬إذا أرادوا إنتاج وتصدير محاصيل ذات قيمة تصديرية عالية الى األسواق‬ ‫الدولية‪ ،‬فإن عليهم االلتزام بإنتاج بضائع ذات نوعية مميزة‪ ،‬والتي ميكنهم انتاجها‬ ‫بسهولة ‪ .‬فعلى سبيل املثال‪ ،‬إذا رغبوا التصدير لألسواق األروبية‪ ،‬فإن عليهم‬ ‫‪86‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫االلتزام بـنظام ‪ ، Global Gap‬وهو نظام معتمد أوروبيا؛ ويحوي متطلبات خاصة‬ ‫بالسوق األروبية (أنظر ‪ .) www.glopalgap.org‬إضافة إلى ما سبق‪ ،‬فإن معظم‬ ‫املستوردين يؤكدون على املصدرين تطبيق نظام التتبع‪ .‬وهذا النظام مطلوب‬ ‫بشكل كبير للمحاصيل املن َ‬ ‫تجة عضويا‪ ،‬واملصدَّرة لألسواق األوروبية واألمريكية‬ ‫والشرق آسيوية‪ .‬وللحصول على نظرة شاملة لنظام تتبع متكامل أنتج من قبل‬ ‫شركة ‪ Sekm Group‬في مصر‪ ،‬ميكن العودة إلى احلالة الدراسية والفيديو اخلاص‬ ‫بذلك في )‪ .Bandel’s (2007‬وللحصول على مفهوم كامل عن إنشاء نظام إرشادي‬ ‫موجه حسب متطلبات السوق‪ ،‬نرجو االطالع على الطبعة اجلديدة للمصدر‬ ‫التالي‪ ،‬حتت عنوان‪:‬‬ ‫‪Common Framework on Market-Oriented Agricultural Advisory Services‬‬ ‫‪)(Chipeta, Christopolos, and Katz 2008‬‬ ‫اجلزء ‪ :3‬إنشاء القاعدة االجتماعية‪ :‬تنظيم مجموعات ومنظمات املزارعني‪.‬‬ ‫أهمية تنظيم اجملموعات اخملتلفة للمنتجني‬ ‫أصبح من املتعارف عليه‪ ،‬أنه من أجل حتسني حياة السكان الريفيني‪ ،‬وحتقيق‬ ‫األمن الغذائي لهم‪ ،‬وإشراكهم في عملية التطوير‪ ،‬يتطلب تنظيم الرجال والنساء‬ ‫والشباب الريفي في مجموعات املنتجني الريفيني‪ .‬أنظر املصادر التالية‪:‬‬ ‫‪Abaru, Nyakuni, and Shone 2006; de Zutter, Cabero, and Wiener‬‬ ‫;‪2006; Rondot and Collion 2001; Wennink and Heemskerk 2006a, 2006b‬‬ ‫‪Wennink, Nederlof, and Heemskerk 2007.‬‬ ‫ومن أجل أن يكون العضو في جمعيات املنتجني الريفيني ناجحا‪ ،‬فإنه يلزم‬ ‫أن يكون ملما باإلدارة والتنظيم‪ ،‬ومهارات عملية التمويل‪ ،‬وبالتحديد‪ ،‬يجب ان‬ ‫ينخرط املزارعون الصغار ومزارعو الطبقة الوسطى في مجموعات ذاتية املساعدة‬ ‫في مناطقهم‪ ،‬والتمتع بامليزة النسبية في إنتاج محاصيل محددة اعتمادا ً على‬ ‫املصادر املتاحة (كاألرض واملياه والعمالة)‪ .‬وهناك توجه قائم في الدول االفريقية‬ ‫شبه الصحراوية‪ ،‬مثل بوروندى‪ ،‬والكاميرون‪ ،‬وغانا‪ ،‬وكينيا‪ ،‬ومدغقشر‪ ،‬وماالوي‪،‬‬ ‫‪87‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫ومالي‪ ،‬وناميبيا‪ ،‬والسنغال‪ ،‬إضافة إلى أوغندا‪ ،‬وذلك إلنشاء مجموعات ريفية‬ ‫للمنتجني‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن بعض الدول اآلسيوية‪ ،‬مثل الصني‪ ،‬والهند‪،‬‬ ‫واندونيسيا‪ ،‬شكلت عشرات اآلالف من هذه اجلمعيات الفعالة‪ .‬وهذا الرقم‬ ‫قابل للزيادة‪ .‬وعلى سبيل املثال‪ ،‬في الصني مائة وعشرة آالف جمعية مسجلة‪،‬‬ ‫و‪ 40‬ألف جمعية غير مسجلة (اجلدول ‪ .) Li 2008,3.1-B‬دراسـة اخـرى أجراهـا‬ ‫(‪ )Wennink, Nederlof, and Heemskerk 2007‬وضعت املالحظات التالية حول‬ ‫تنظيم مجموعات املزارعني وعملية دمج اجملتمع واملزارعني ذوي احلظوظ البسيطة‬ ‫في اجملتمعات الريفية‪:‬‬ ‫ •االستراتيجيات املوجهه للحد من الفقر يجب أن تشمل ثالث نقاط رئيسة‪،‬‬ ‫هي‪:‬‬ ‫حتديد الفرص لصغار املزارعني (كاحلصول على املصادر الطبيعية واألسواق‬ ‫واخلدمات)؛‬ ‫تسهيل مشاركة الرجال والنساء املزارعني في العملية السياسية وعملية‬ ‫اتخاذ القرار ومتكينهم منها؛‬ ‫تأمني األمن الغذائي على مستوى ْ‬ ‫األسرة‪.‬‬ ‫ •وتشمل عملية دمج اجملتمع احلصول على املعلومات الالزمة واحلديثة‪ .‬واذا‬ ‫كان احملتوى غير صحيح‪ ،‬أو أن املزارعني لم يكونوا مشمولني (من الطبقات‬ ‫الفقيرة)‪ ،‬عندها لن تؤدي عملية البناء الى توازن في التطور؛ وبالتاكيد لن‬ ‫تصب في توجهات النمو‪.‬‬ ‫ •تقود عملية االستبعاد االجتماعي (االستثناء) إلى برامج بحوث وتنمية‬ ‫التعكس اولويات الفقراء‪ ،‬وال يؤدي الى الوصول الى التكنولوجا املناسبة‬ ‫الحداث عملية التطوير‪ ،‬وبالتالي استثناء هذه الفئات من التطور االجتماعي‬ ‫واالقتصادي (‪)Wennink, Nederlof, and Heemskerk 2007, p. 12‬‬ ‫أصبحت عملية تنظيم مجموعات املنتجني في الهند في أولى األولويات لـ‬ ‫‪ ،ATMA‬بحيث يعمل كل منتسب لها مع املرشدين في املنطقة‪ ،‬املنظمات غير‬ ‫احلكومية احمللية وقادة املزارعني لتشكيل مجموعات املزارعني ذات االهتمام ( ‪)FIGs‬‬ ‫وكذلك مجموعات االعتماد على الذات للنساء الريفيات (‪ . )SHGs‬والهدف الرئيس‬ ‫كان تشجيع هؤالء املنتجني على العمل إلنتاج محاصيل وسلع عالية القيمة‪،‬‬ ‫‪88‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫املربع ‪ 5.4‬من الوصفة التقليدية إلى تقدمي االستشارات‬ ‫تغيير دور البحث واإلرشاد في تقوية دور املزارع في اتخاذ القرار في الكاميرون‬ ‫في منطقة زراعة القطن في شمال الكاميرون‪ ،‬توجد شركة تطوير القطن (‪SODE‬‬ ‫‪ )COTTON‬والبرنامج الوطني للبحث والتطوير الزراعي (‪ ،)NPARE‬وهي اتبعت العالقة‬ ‫التقليدية (الثالثية) البحث – اإلرشاد – املزارع‪ ،‬لسنوات عديدة‪ .‬ومنذ عام ‪ 1999‬قامت كل‬ ‫من املؤسسات (‪ ) NPARE‬و (‪ )SODE COTTON‬باملشاركة مع منظمة منتجي القطن‬ ‫في الكاميرون (‪ ،)OPCC-GIE‬بتنفيذ جتربة ريادية حول املشورة اإلدارية لألسر الزراعية‬ ‫(‪ .)MAFF‬هذه االستراتيجية حتدد التقنات احلديثة واإلبداعات التنظيمية التي تناسب‬ ‫مختلف األسر الزراعية‪ .‬وجعلت العالقة ما بني البحث واإلرشاد واملزارعني عملية تعاون‬ ‫جماعي في التعليم؛ بحيث أصبحوا يستمعون لبعضهم أكثر‪ ،‬ويتعملون من بعضهم‬ ‫بشكل أسرع‪ ،‬ويتبادلون بشكل أيسر‪.‬‬ ‫واملزارعون الذين شاركوا في (‪ ،)MAFF‬أصبحوا أكثر توجها نحو العمل األفضل‪،‬‬ ‫وحتسن سلوكهم‪ .‬وباتوا مهتمني باألمن الغذائي‪ ،‬ومشاركني في عدة نشاطات‪ ،‬وغدوا‬ ‫يهتمون بالنصائح التقنية املمنوحة لهم‪ ،‬وخصوصا من الطاقم اإلرشادي‪ ،‬من حيث‬ ‫أن االبتكارات أكثر ضرورة للبدء بها وكيف العمل في مجاالت الثروة احليوانية وانتاج‬ ‫احملاصيل وادارتها بشكل افضل ‪.‬‬ ‫واثبتت استراتيجية (‪ )MAFF‬جدارتها ولم تنتشر بشكل موسع وذلك بسبب زيادة‬ ‫املصاريف التشغيلية وامور ادارية اخرى ‪ .‬وبالتحديد ‪ ،‬فان تنفيذ استراتيجية (‪)MAFF‬‬ ‫تتطلب تقوية الناحية النظرية والتطبيقية للباحثني واملرشدين في طبيعة عملهم‬ ‫مع املزارع ‪ .‬هذه الصعوبات ركزت على احلاجة امللحة للمدارس واجلامعات للبدء في‬ ‫عملية دمج الباحثني الناشئني واملرشدين واملزارعني في اطار جديد بناء على منوذج‬ ‫(‪ )MAFF‬ليعمل كل هؤالء االطراف لتحسني احلياة الريفية ‪ .‬ملزيد من املعلومات حول هذا‬ ‫االسلوب االبتكاري ‪ ،‬ارجع الى ملف الورقة العلمية التي اعدها )‪.Havard et al. (2007‬‬ ‫سواء نباتية أو حيوانية‪ ،‬والتي تساهم في زيادة دخلهم‪ .‬وميكن مشاهدة االجراءات‬ ‫الالزمة واملهارات االدارية ملثل هذه اجملموعات في الورقة العلمية املعدة من قبل (‬ ‫‪Mishra and Swanson (2009‬‬ ‫ومع منو املنظمات الزراعية‪ ،‬فإنها تتجه أكثر نحو تزويد املزارع بخدمات معينة‬ ‫لألعضاء‪ .‬وعليه‪ ،‬فإنه من الضروري للكادر اإلرشادي أن يتجه بفعالية إلى إنشاء هذه‬ ‫‪89‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫اجملموعات لكافة فئات املزارعني مبا فيهم صغار املزارعني والنساء املزارعات‪ ،‬وكذلك‬ ‫األقليات العرقية في املنطقة‪ .‬ومع تزايد عدد املنظمات الزراعية في دول شرق آسيا‬ ‫والدول األفريقية شبه الصحراوية‪ ،‬فمن السهل تنظيم املزارعني في مجموعات‬ ‫املنتجني الريفيني ‪ .RPOs‬لذا‪ ،‬فإن فئات املزارعني‪ ،‬وخصوصا الذين الميلكون املصادر‬ ‫(األرض واملياه)‪ ،‬واملزارعات واألقليات هم أقل فرصة لالشتراك مبثل هذه التجمعات‬ ‫الناشئة‪ .‬وهكذا‪ ،‬فإن احتياجات هذه اجملموعات يتم تناسيها‪ ،‬أو استثنائها من هذه‬ ‫اخلدمات(‪.)Wennink, Nederlof, and Heemskerk 2007, pp. 12–13‬‬ ‫أشارت احلاالت الدراسية التي أجريت بناء على اخلبرات املوجودة في الدول‬ ‫االفريقية شبه الصحراوية إلى أن البحث الزراعي واخلدمات االستشارية تقدم‬ ‫كلها من خالل املؤسسات الزراعية التجارية (‪.))Wennink and Heemskerk 2006a‬‬ ‫ولتوضيح ذلك‪ ،‬ميكن الرجوع إلى البند ‪ ،5.4‬واملتضمن مزارعي القطن في شمال‬ ‫الكاميرون (‪ .)Havard et al. 2007‬هذه اجملموعات واملنظمات الزراعية تزيد من دعوتها‬ ‫واهتمامها‪ ،‬ولها كلمتها في التأثير على مجريات األمور اخلاصة باملزارعني‪ .‬تلك‬ ‫األمثلة تبني الفرق الكبير بني فحوى اخلدمات اإلرشادية املقدمة الولئك املنضمني‬ ‫جملموعات املنتجني‪ ،‬وألولئك الذين لم ينضموا إليهم‪ ،‬حيث حصلت اجملموعة األولى‬ ‫على خدمات مطورة ساهمت بتحسني املستوى املعيشي لهم‪ ،‬كما و حصلت‬ ‫على معلومات مفيدة حول كيفية تنويع وتكثيف محاصيلهم‪ ،‬واحلصول على‬ ‫أسواق وفرص تصديرية عديدة‪.‬‬ ‫ومع أن عددا كبيرا من املنظمات احلكومية مبا فيها اإلرشاد الزراعي والبحث‬ ‫رفضت االنضمام إلى ‪( RPOs‬جمعيات املنتجني الريفيني)‪ ،‬إال أن هذه اجلمعيات هي‬ ‫األكفأ من حيث الفعالية وحتسني البحث واإلرشاد على املدى البعيد‪ .‬إضافة ملا‬ ‫سبق‪ ،‬فإن األنواع اخملتلفة من جمعيات املنتجني الزراعيني بدءا من تلك‪ ،‬املهتمة‬ ‫بالتغذية‪ ،‬إلى تلك املتعلقة مبجاالت إدارة املياه واحلصاد املائي أصبحت ضرورة‬ ‫ملحة‪.‬‬ ‫فيما يلي قائمة تبني أهم الفئات اخلاصة بجمعيات املزارعني الضرورية لتسريع‬ ‫عملية التنمية والتطوير خالل مجتمعات الريف وفيما بينها ‪(Wennink and‬‬ ‫)‪:Heemskerk 2006b‬‬ ‫ •جمعيات مختصة مبحاصيل معينة‪ -‬يحتاج األعضاء عند تأسيسها‬ ‫إلى مهارات في اإلدارة والقيادة املؤسسية‪ .‬ويفضل أن تكون من اختصاص‬ ‫‪90‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫اجلمعيات غير احلكومية توفيرها في املنطقة وخالل فترة قصيرة‪ .‬وعلى كل‬ ‫األحوال‪ ،‬فإن هذه اجلمعيات ستكون بحاجة إلى مهارات تسويقية وفنية‬ ‫إلنتاج وتسويق املنتجات ذات القيمة السوقية العالية‪ ،‬بناء سلسلة قيمة‬ ‫فعالة مترابطة مع االسواق املتاحة وستكون معظم عمليات االشتراك‬ ‫في هذه اجلمعيات معتمدة على املصادر املزرعية والظروف املناخية‬ ‫والتسويقية‪.‬‬ ‫ •اجملموعات النسائية‪ -‬تبدأ النساء عادة باالنضمام إلى مجموعات‬ ‫املساعدة الذاتية‪ ،‬والتي ال تلبث وأن تتحول إلى جمعيات من أشكال أخرى‪،‬‬ ‫كجمعيات املنتجني الزراعيني للمحاصيل اخملتلفة‪ ،‬او اجلمعيات للمنتجات‬ ‫الريفية التقليدية‪ .‬وميكن االستفادة من هذه اجلمعيات إضافة ألعمالها‬ ‫في نشر معلومات أخرى مثل التغذية السليمة‪ ،‬مكافحة اإليدز‪ ،‬الصحة‬ ‫العامة‪ ،‬وإدارة املوارد العائلية وغير ذلك من األمور‪.‬‬ ‫ •املؤسسات اخلاصة بادارة مياه الري ومساقط املياه ‪ -‬يوجد العديد منها‬ ‫في كثير من البلدان‪ ،‬وخصوصا في املناطق التي يُنفذ فيها املزارعون ممارسات‬ ‫مستدامة باحلفاظ على املياه وادارتها‪ .‬وميكن استخدام هذه اجلمعيات كبؤر‬ ‫جتمع وانطالق لتأسيس جمعيات أخرى‪.‬‬ ‫ •اجلمعيات التعاونية‪ -‬مت تأسيس العديد منها في بلدان كثيرة‪ ،‬إال أن هذه‬ ‫اجلمعيات لم تكن فعالة‪ ،‬وخصوصا في مجال التزود مبدخالت اإلنتاج‪ .‬وميكن‬ ‫القول‪ ،‬عندما تدار مثل هذه اجلمعيات من قبل املزارعني الكبار‪ ،‬فإن أهم‬ ‫أهدافها تتحول إلى نشاط جتاري‪ ،‬والتلبي حاجة الفقراء من الريفيني‪ .‬أما اذا‬ ‫أُديرت من قبل صغار املزارعني‪ ،‬فإن تركيزهم سيكون بشكل أكبر على انتاج‬ ‫محاصيل ذات قيمة سوقية‪ .‬وفي نهاية املطاف تأخذ املسؤوليات الرئيسة‬ ‫جمعيات أخرى مثل جمعيات التسويق ومدخالت االنتاج‪.‬‬ ‫ •اجلمعيات الشبابية الريفية‪ -‬مت تأسيس مثل هذه اجلمعيات في عدد‬ ‫قليل من البلدان‪ ،‬وميكن االستفادة من مثلها في إنشاء جمعيات املنتجني‬ ‫الريفيني على املدى الطويل‪ ،‬وكذلك عند التعريف بالتكنولوجيا احلديثة‪،‬‬ ‫وأساليب التسويق احلديثة للمحاصيل عالية املردود‪ .‬إال أنه‪ ،‬وبسبب ضعف‬ ‫املوارد في الدول النامية‪ ،‬فهي لم تشمل في أنظمة اإلرشاد اخملتلفة‪ ،‬ولكن‪،‬‬ ‫ومع األخذ بعني االعتبار األهمية الكبرى للموارد البشرية على املدى البعيد‪،‬‬ ‫‪91‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫فإن هذه اجلمعيات يجب أن يكون لها مكان ودور مميز‪.‬‬ ‫إضافة إلى ماسبق فان العديد من الدراسات واألوراق العلمية التي نشرت‬ ‫والتي حددت أهم العوامل املؤثرة على مؤسسية هذه اجلمعيات ‪ .‬ولآلطالع على‬ ‫بعض األمثــــلة نـــرجو الرجــــوع الى مــــا تـــــم استخالصه‪ ،‬ومـــن‬ ‫التوصيات في املصـــــدر التــــالي‪ ،)Bosc et al. (2002, pp. 10–30( :‬وعلى دور‬ ‫مؤسسات االنتاج الريفية (كما وردت في مدونات البنك الدولي واستراتيجيات‬ ‫التطوير)‪.‬‬ ‫تطوير القطاع الزراعي‪ ،‬حتسني قدرته على املنافسة (‪.)Bosc et al. 2002, pp. 19–22‬‬ ‫وحتوي األوراق العلمية أيضا على عدة حاالت دراسية وحاالت أخرى مدونة حول‬ ‫جمعيات املنتجني الزراعيني‪.‬‬ ‫الشروط األساسية واإلجراءات الالزمة النشاء مثل هذه اجلمعيات سبق ومت‬ ‫شرحها (أنظر ‪ .)Chamala and Shingi 1997‬وحول موضوع هذه اجلمعيات مع ذكر‬ ‫هذه اخلبرات والتطبيقات‪،‬‬ ‫)‪Rondot and Collion (2001,pp.13-17‬‬ ‫بينوا عدة نقاط مهمة ودروس مستفادة من حتليلهم جلمعيات املنتجني الزراعيني‪،‬‬ ‫وهي‪:‬‬ ‫ •وجود بيئة سياسية محبذة‪ -‬هو ضرورة ملحة‬ ‫ •في حال أريد لها أن تكون أكثر قربا من املستخدمني‪ ،‬يجب أن تلتزم‬ ‫مؤسسات البحث واإلرشاد بالالمركزية‪.‬‬ ‫ •يجب أن تكون القدرات التقنية للمنظمات املنتجة قوية‪ ،‬حتى تكون أكثر‬ ‫فعالية مع كل من البحث واالرشاد‬ ‫ •إذا كان املنتجون منظمني بشكل جيد‪ ،‬فهذا يعني بأن هناك حتوال‬ ‫وتطورا ملحوظني في فعالية كل من البحث واإلرشاد‪ .‬وفي هذه احلالة‬ ‫تكون جمعيات املنتجني الزراعيني من أكثر اجلهات دفاعا عنهم‪ ،‬ووقوفا مع‬ ‫توجهاتهم‪.‬‬ ‫‪92‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫اجلزء ‪ :4‬تطوير املوارد البشرية الالزمة للمساعدة في التنوع الزراعي‬ ‫في بعض الدول مثل الواليات املتحدة وكندا‪ ،‬تعمل مؤسسات اإلرشاد على‬ ‫تنفيذ اإلرشاد التعليمي غير الرسمي ولكافة فئات املزارعني‪ ،‬عوضا عن تخصيص‬ ‫الوقت لبرامج نقل التكنولوجيا إليهم‪ .‬وكان هذا النموذج األكثر انتشارا‪ ،‬عندما‬ ‫كانت فرص حصول املزارع على التعليم محدودة‪ .‬ويستمر هذا النموذج بتقدمي‬ ‫املعلومات اجلديدة واملهارات في مجاالت التمويل والتسويق وادارة املزرعة‪.‬‬ ‫ومع تزايد حتول وظائف نقل التكنولوجيا الى القطاع اخلاص في بعض الدول‪،‬‬ ‫حيث العائالت الزراعية الفقيرة ذات التعليم الرسمي احملدود أو األمية‪ ،‬فإن اإلرشاد‬ ‫يجب أن يغير توجهه نحو برامج التعليم غير الرسمي‪ ،‬وخصوصا بالنسبة إلى‬ ‫صغار املزارعني والنساء املزارعات‪ .‬هذا التحول في التوجه ميكن أن يكون هاما‪،‬‬ ‫وباخلصوص إذا كانت أهداف التطور الزراعي الوطني تصب في حتسني مستوى‬ ‫املعيشة لدى الريفيني‪.‬‬ ‫وفي حاالت عديدة فإن هذا التغير نحو عملية اإلنتاج والتسويق‪ ،‬وتصنيع املواد‬ ‫عالية القيمة من املصدر النباتي أواحليواني‪ ،‬أو الثروة السمكية وغيرها‪ ،‬يشمل‬ ‫تنظيم املزارعني في مجموعات إنتاجية إلنشاء نظام تزويد فعال‪ ،‬أو سلسلة‬ ‫القيمة ألسواق املستهلكني‪ ،‬ولتسهيل عمليات الربط واالتصال الفعال بني فئات‬ ‫املنتفعني وخصوصا املزارعني‪ .‬ولسوء احلظ‪ ،‬فإن معظم صغار املزارعني مبن فيهم‬ ‫املعتمدين على املساعدات‪ ،‬وكذلك النساء املزارعات‪ ،‬ال ميلكون املهارات الالزمة في‬ ‫اإلدارة والتسويق والقدرات التقنية لفهم واستغالل فرص النمو السريع للقطاع‬ ‫الزراعي‪.‬‬ ‫إضافة ملا سبق‪ ،‬فإن هذا النموذج التعليمي ميكن أن يساهم في رفع قدرات‬ ‫املزارعني في مجاالت أخرى غير زراعية مثل التغذية‪ ،‬والصحة العامة‪ ،‬ومكافحة‬ ‫االيدز‪ ،‬وأمور تنظيم وادارة املنزل‪.‬‬ ‫وكما أشار(‪ ) de Zutter , Cabero ,and Wiener 2006‬وغيرهم‪ ،‬فإنه‪ ،‬وملساعدة‬ ‫الفقراء الريفيني على املدى البعيد‪ ،‬سيكون النهج املعرفي للتعليم ضروريا لزيادة‬ ‫قدرات صغار املزارعني ومجموعاتهم االنتاجية اليجاد حلول ملشاكلهم‪ .‬في بعض‬ ‫الدول‪ ،‬كالواليات املتحدة استخدم الكادر اإلرشادي أسلوب (التعلم بالعمل)‪،‬‬ ‫وطرق حل املشاكل في التعلم والتعليم‪ ،‬حتى يستفيد منها صغار املزارعني حلل‬ ‫ُ‬ ‫املشاكل التي تواجههم‪.‬‬ ‫‪93‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫وباختصار‪ ،‬فإن هناك فصل واضح ما بني اإلرشاد العام واخلاص‪ ،‬ومن هو األفضل‬ ‫الذي يجب أن يقوم باملهمة التعليمية لصغار املزارعني‪ ،‬ويجعلهم قادرين على‬ ‫حتسني قدراتهم الفنية واإلدارية والتسويقية‪ .‬ويقوم القطاع اخلاص بتقدمي خدمات‬ ‫تقنية فورية حول استخدام بعض العمليات املعينة‪ ،‬أو حلل بعض املشاكل‬ ‫اإلنتاجية‪ .‬هذا النموذج لن يكون مناسبا ملساعدة صغار املزارعني وتنويع مصادر‬ ‫دخلهم وحتسني مستوى معيشتهم‪ .‬وهذا سيكون صحيحا للنسوة الريفية‪،‬‬ ‫الالتي ال متتلكن التعليم الرئيس‪ ،‬والالتي ميكنهن تعلم مملرسات إنتاج معينة‪ ،‬أو‬ ‫تطبيق عمليات ما بعد احلصاد‪ .‬إضافة ملا سبق‪ ،‬عند تنظيم مجموعة من النساء‬ ‫في جمعيات انتاجية فان ظهور جتمعات أخرى لن تشكل صعوبة‪ ،‬وهن ستكون‬ ‫في طليعة اجملموعة لتأمني عمليات التمويل أو مناقشة أسعار السوق والعقود‬ ‫اخلاصة مبنتجاتهم‪.‬‬ ‫اجلزء ‪ :5‬توسيع خدمات اإلرشاد إلدارة واستدامة املوارد الطبيعية‬ ‫خالل العقدين املنصرمني انحسر التوسع في األراضي الزراعية بشكل ملحوظ‪،‬‬ ‫وبدأت باملقابل عملية تكثيف الزراعة‪ .‬وكنتيجة لذلك‪ ،‬قلت املصادر الزراعية‬ ‫(األراضي) على أساس نسبة توزيعها على الفرد‪ ،‬حيث أصبحت تشكل أقل بنسبة‬ ‫الربع مما كانت عليه في املاضي (‪1‬هكتار‪ /‬الفرد)‪ .‬ومن املتوقع أن ينخفض هذا‬ ‫الرقم إلى أقل من اخل ُمس مما كانت عليه عام ‪ 1990‬عند بلوغ ‪ 0.18( 2050‬هكتار‪/‬‬ ‫الفرد)‪ .‬إضافة ملا سبق‪ ،‬فان استهالك الغذاء ازداد بشكل كبير أكثر من نسبة زيادة‬ ‫السكان‪ ،‬ولكن بشكل غير متوازن في الدول‪.‬‬ ‫وعليه‪ ،‬فإن عدد سكان العالم سيصل إلى ‪ 9‬مليار بحلول عام ‪ 2050‬بينما‬ ‫املالحظ بأن اإلنتاج الغذائي سيبقى منخفضا جدا‪ ،‬في الوقت الذي يجب أن يزداد‬ ‫بشكل كبير ليغطي النقص الكبير احلاصل‪ ،‬وسد حاجات سكان العالم من‬ ‫الغذاء‪.‬‬ ‫والشك أن تغيير منط االستهالك والنمو االقتصادي يعني ان دول العالم الثالث‬ ‫يجب أن تسير في خطى التغيير‪ .‬كما أن عدم استخدام األرض واملصادر الزراعية‬ ‫بشكل مستدام‪ ،‬يخرجها من املعادلة الزراعية وتصبح غير مستعملة‪ .‬ثم هناك‬ ‫التغير املناخي‪ ،‬واختفاء التنوع احليوي‪ ،‬وهما عامالن هامان وخطيران يؤثران على‬ ‫اإلنتاج العاملي‪ .‬هذه املشاكل تؤثر بشكل كبير على االنتاج العاملي‪ ،‬ومن ضمنها‬ ‫‪94‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫اجنراف التربة وحتلل املواد العضوية والغذائية في التربة‪ .‬إضافة إلى قلة املياه‬ ‫وامللوحة والتلوث وتغيير النظام البيولوجي‪ .‬ويعاني املواطن الفقير بشكل كبير‬ ‫من تأثير تدهور التربة وخصوصا في الناطق اجلافة‪ .‬وهناك عوامل أخرى يجب أخذها‬ ‫بعني االعتبار تتعلق بادارة املمارسات املزرعية‪ ،‬من أهمها استدامة املصادر الزراعية‬ ‫مثل انبعاث الكربون العضوي نتيجة تدهورالتربة‪ ،‬حيث أن انبعاث هذا الغاز أثر‬ ‫على تراكمه في طبقات اجلو العليا‪ ،‬إذا أن أكثر من ثلث هذا التراكم سببه انبعاث‬ ‫املربع ‪ : 5.5‬االستراتيجية اإلرشادية (الدفع والسحب) في مكافحة حشرة استريجا‬ ‫وحفار الساق في شرق افريقيا‬ ‫يعتمد املاليني من سكان شرق افريقيا على زراعة نوع من أنواع الذرة (السورجوم)‪،‬‬ ‫للحصول على دخل للعائلة‪ ،‬حلاجات التعليم والصحة ولسد الفجوة في النقص الغذائي‪.‬‬ ‫إال أن إنتاج هذه احملاصيل يعاني من مشاكل ومعوقات‪ ،‬أهمها‪ :‬وجود األعشاب الطفيلية‪،‬‬ ‫واحلشرات‪ ،‬وتدهور خصوبة التربة‪ ،‬وارتفاع أسعار األسمدة‪ ،‬وعدم معرفة املزارع بطرق‬ ‫املكافحة الصحيحة‪ .‬ويخسر املزارع ما يقارب ‪ 30-50%‬من محصوله بسبب احلشرات‪ ،‬بينما‬ ‫تخفض األعشاب من الناجت العام ‪ 30 - 40 %‬أو يزيد‪ .‬واملعروف عادة أن تستخدم املبيدات‬ ‫الكيميائية في هذه األحوال‪ ،‬غير أنها غير مستخدمه هنا الرتفاع أسعارها‪ ،‬إضافة إلى األثر‬ ‫البيئي والصحي السام الذي تتركه املواد الكيميائية في البيئة احمليطة‪.‬‬ ‫بدأ العديد من املزارعني بتطبيق أسلوب آخر للمكافحة‪ ،‬وهوما يسمى بأسلوب (ادفع‬ ‫واسحب)‪ ،‬والذي يشمل املعرفة حول طبيعة املواد الكيماوية وخصائص األعشاب احليوية‪.‬‬ ‫هذا النموذج يشمل استخدام مزيج من البقوليات تص ّ‬ ‫د احلشرات عن احملصول الرئيس (اي‬ ‫مبعنى ادفع) تعمل كمصائد (أي سحب) للحشرات جاذبة إياها من أرض احملصول الرئيس‬ ‫ومهاجمتها‪.‬‬ ‫وتعتبر أعشاب موالسيس وديسموديوم أهم األعشاب اجلاذبة للحشرات‪ ،‬بينما عشبة‬ ‫نابير وعشبة السودان من أهم األعشاب املستخدمة كمصائد‪ .‬وتعتبر هذه الطريقة في‬ ‫املكافحة (ادفع واسحب) من أهم الوسائل في مكافحة األعشاب الضارة أيضا‪ ،‬من خالل‬ ‫تثبيت النيتروجني واحلفاظ على الرطوبة‪.‬‬ ‫وتعمل طريقة (ادفع واسحب) على زيادة انتاجية احملصول ودخل العائلة‪ .‬وباستخدام‬ ‫هذه الطريقة فان انتاجية الذرة ازدادت بنسبة ‪ % 20 – 30‬في مناطق تواجد احلشرات‪ ،‬بينما‬ ‫ازدادت بنسبة ‪ 100%‬في مناطق تواجد احلشرات واألعشاب‪.‬‬ ‫‪95‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫وحتى يومنا هذا‪ ،‬فان أكثر من ‪ 10‬آالف مزارع صغير قد تبنوا هذه الطريقة في أكثر من‬ ‫‪ 19‬مقاطعة في كينيا‪ ،‬وخمس مقاطعات في اوغندا‪ ،‬ومقاطعتني في تنزانيا‪ .‬ومت استخدام‬ ‫وسائل اإلعالم كالراديو واملطبوعات وأيام احلقل لنشر هذه الطريقة‪ .‬ونظرا ألن هذه الطريقة‬ ‫هي من املكافحة املتكاملة‪ ،‬فقد مت إدراجها في املدارس احلقلية الزراعية‪ .‬ويشمل املنهاج‬ ‫جلسات أسبوعية خالل فترة منو احملصولني اعتمادا على دورة حياة ومنو الذرة‪ ،‬مبا فيها‬ ‫اسبوعني للتدريب‪ ،‬و ‪ 23‬أسبوعا تدريبيا للموسم الثاني‪.‬‬ ‫وبناء على ماسبق فانه ميكن القول ان هذه املدارس هي عبارة عن عمل مكثف لكل من‬ ‫املزارع واملرشد ‪ ،‬لذا فان معظم تكاليفها هي من املتبرعني ‪ .‬ملزيد من املعلومات حول هذه‬ ‫االستراتيجية ‪ ،‬انظر )‪.Amudavi, Khan, and Pickett (2007‬‬ ‫غاز ثاني اكسيد الكربون خالل ‪ 150‬عاما املاضية؛ وقلة املواد الغذائية في التربة‬ ‫تعني قلة االنتاج‪ ،‬مما يترتب عليه نقص في متوين الغذاء وتقويض األمن الغذائي‪.‬‬ ‫يعتمد األمن الغذائي ألكثر من ثلثي سكان العالم على األسمدة‪ ،‬وحتديدا‪،‬‬ ‫النيتروجني‪ ،‬إال أن أسعار األسمدة في تزايد كبير‪ ،‬بسبب ارتفاع أسعار الطاقة‬ ‫وغيرها من العوامل (‪ .)UNEP 2007b‬وباختصار‪ ،‬فان تدهور التربة والفقر مرتبطان‬ ‫معا ويؤثران على بعضهما البعض‪.‬‬ ‫الدور المرتقب لإلرشاد الزراعي في معالجة موضوع إدارة الموارد الطبيعية‬ ‫العديد من الدول الصناعية مثل استراليا ونيوزيلند والواليات املتحدة تغير من‬ ‫طرق ادارة‬‫نظرتها لإلرشاد العام‪ ،‬وتتوجه نحو التحول إلى تدريب وتعليم املزارعني ُ‬ ‫واستدامة املوارد الطبيعية‪ .‬هذه التطورات ال زالت في طور البداية‪ .‬وهناك حاجة‬ ‫ملحة في معظم الدول النامية لزيادة الوعي حول هذه املواضيع‪ ،‬وتدريب املزارعني‬ ‫حول املمارسة الصحيحة للموارد الطبيعية و استدامتها‪.‬‬ ‫وعلى سبيل املثال‪ ،‬يحتاج املزارعون أوال إلى معرفة نتائج وعواقب تدهور التربة‬ ‫واالستغالل اجلائر للمياه على املدى البعيد‪ ،‬سواء ألجيالهم أو لألجيال القادمة‪.‬‬ ‫وثانيا‪ ،‬تزداد احلاجة إلى معرفة كيفية استخدام األراضي بشكل مستدام‪ ،‬وكذلك‬ ‫األمر بالنسبة إلى إدارة املياه لتصحيح هذه املشاكل وجتنب املمارسات اخلاطئة‪.‬‬ ‫وميكن القول‪ ،‬أن العديد من املشاكل ال يستطيع املزارع الصغير والذي ال ميلك أرضا‬ ‫وذلك املعتمد على الدعم‪ ،‬أن يتحمل مصاريف تبني التقنات احلديثة‪ ،‬بدءا من‬ ‫‪96‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫استخدام األسمدة ومرورا بحل مشاكل التربة‪ ،‬واستخدام الري بالتنقيط‪ ،‬وزيادة‬ ‫فعالية استخدام املياه‪ .‬ومعظم املزارعني لن يكون مبقدوره تبني هذه التقنات حتى‬ ‫يزيد من دخله‪ ،‬أوعندما تصبح هذه التقنات مدعومة من احلكومة (كما هو احلال في‬ ‫ماالوي)‪ .‬وتشكل هذه املعضلة أسبابا ً أخرى للتحول نحو زراعة مكثفة ومتنوعة‪.‬‬ ‫وعلى سبيل املثال‪ ،‬فاملزيد من طرق تقنني استخدام املياه وزراعة محاصيل ذات‬ ‫قيمة سوقية عالية ستزيد من الدخل املزرعي بالتزامن مع تقنني استخدام املياه‪.‬‬ ‫وعلى كل األحوال‪ ،‬إذا أراد صغار املزارعني تبني سياسة تنوع محاصيلي و‪ /‬أو تنوع‬ ‫الثروة احليوانية‪ ،‬فيتوجب عليهم أن يتعرفوا بشكل أفضل على متطلبات السوق‪،‬‬ ‫تج هذه احملاصيل‬ ‫وتنظيم أنفسهم مبجموعات‪ ،‬ومن ثم التعلم متى وكيف تُن َ‬ ‫لألسواق املتزايدة‪ .‬والنموذج األفضل للتدريب يكمن في تكامل عدة أنواع من إدارة‬ ‫املوارد املستدامة‪ ،‬وضمها إلى نظامهم الزراعي في نظام إرشادي يسمى ‪/‬مدارس‬ ‫املزارعني احلقلية‪ ./‬هذا النظام مت إطالقه مببادرة من منظمة األغذية والزراعة الدولية‬ ‫(الفاو)‪ ،‬املنبثقة عن األمم املتحدة خالل الثمانينات من القرن املاضي‪ ،‬للتعريف‬ ‫باملكافحة املتكاملة على محصول األرز في اندونيسيا‪.‬‬ ‫هذا األسلوب مت تعميمه على دول كثيرة وخصوصا الدول االفريقية شبه‬ ‫الصحراوية‪ ،‬وبدعم تقني ومالي من منظمة الفاو‪ .‬إضافة ملا سبق‪ ،‬فقد مت تعميم‬ ‫هذا النموذج ليشمل ممارسات ادارة اإلنتاج على محاصيل معينة مبا فيها ممارسات‬ ‫ادارة املوارد الطبيعية‪ .‬فمثال‪ ،‬فان الدراسة املعدة من قبل ( ‪Amudavi, Kahn, and‬‬ ‫‪ ))Pickett (2007‬تبني أن هذا األسلوب ميكن أن يكون ناجحا في املكافحة املتكاملة‬ ‫على الذرة في شمال افريقيا؛ ويساهم بزيادة إنتاجهم ودخلهم‪ ،‬وحتسني مستوى‬ ‫األمن الغذائي لديهم (أنظر املربع ‪.)5.5‬‬ ‫ويجدر القول‪ ،‬أنه مع تكثيف اجلهود على هذه الطريقة اإلرشادية‪ ،‬فإنها لن تصل‬ ‫إلاّ إلى عدد قليل من صغار املزارعني‪ .‬وعليه‪ ،‬فإن إيصال هذه التقنية ألكبر عدد من‬ ‫املزارعني يتطلب دعم أكبر‪ ،‬وتخصيص موارد أكثر‪ ،‬وخصوصا من الطرف احلكومي‬ ‫واملمولني‪ .‬وفي معظم احلاالت‪ ،‬فإن املدارس احلقلية تستمر في استقبال الدعم‬ ‫املالي بسبب عدم متكن اجلهات احلكومية من دعمها‪ ،‬وعدم وجود استثمارات في‬ ‫املصاريف التشغيلية بشكل مستمر‪.‬‬ ‫اجلزء ‪ : 6‬مالحظات ختامية – تطوير نظم إرشادية وخدمات االستشارة‬ ‫الالمركزية‪ ،‬واملوجهة من املزارع‪ ،‬واألكثر اعتمادا على السوق‪ .‬كما مت اإلشارة‬ ‫‪97‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫إليه في الفصل الرابع‪ ،‬هناك وقائع كثيرة في دول آسيوية‪ ،‬عَ َ‬ ‫مل فيها البنك الدولي‪،‬‬ ‫تدل على إمكانية حتويل النظام اإلرشادي إلى نظام المركزي قوي‪ .‬وعليه‪ ،‬فمن أجل‬ ‫تقوية النظام اإلرشادي على املدى البعيد‪ ،‬فانه يقترح اعتماد نظام ارشادي موجه‬ ‫من املزارع‪ ،‬ويعتمد على السوق واخلدمات اإلرشادية‪ ،‬وتطبيقه في منطقة جتريبية‬ ‫ملدة من الزمن‪.‬‬ ‫عند جتربة هذا النموذج‪ ،‬وتعديله بشكل يتناسب مبا مت جتربته‪ ،‬عندها يتوجب‬ ‫على أصحاب القرار تبني هذا النموذج‪ ،‬وتعميمه على البلد بشكل عام‪.‬‬ ‫بعد التبني‪ ،‬يتم تقييمه‪ ،‬وبيان إيجابياته وأخطائه‪ ،‬وتصليح واعتماد ما مت‬ ‫استحداثه مبا يتماشى وظروف البلد‪ ،‬والبناء على هذه االيجابيات في املستقبل‪.‬‬ ‫ومختصر القول‪ ،‬هل يا ترى هذا النموذج اإلرشادي سيلبي املتطلبات التالية‪:‬‬ ‫ •بناء على أهداف التنمية الزراعية‪ ،‬هل هناك توازن جيد ما بني نقاط اإلرشاد‬ ‫ووظائفه‪ ،‬مبا فيها نقل التكنولوجيا (األمن الغذائي الوطني)‪ ،‬تنويع األنظمة‬ ‫الزراعية‪ ،‬زيادة الدخل املزرعي‪ ،‬تشكيل مجموعات املنتجني‪ ،‬ادارة استخدام املوارد‬ ‫البيئية بنجاح وغيرها؟‬ ‫ •هل األولويات تعتمد على اهتمامات املزارعني ومتطلباتهم‪ ،‬وخصوصا صغار‬ ‫املزارعني من الرجال والنساء‪ ،‬مبن فيهم الفقراء الريفيني؟‬ ‫ •هل االستراتيجية احلكومية املقترحة تلبي حاجة صغار املزارعني؟‬ ‫ •هل ستستمر احلكومة بتقدمي الدعم الالزم وعلى املدى البعيد بعد إجراء‬ ‫حتسينات ادارية وأكادميية ومعرفية للكادر والبنية التحتية؟‬ ‫ •أمر ضروري آخر هو‪ -‬العالقة الضعيفة ما بني اإلرشاد والبحث‪ ،‬وبناء عالقة متينة‬ ‫ما بني اإلرشاد العام واخلاص‪ ،‬والعمل بشكل حثيث مع مجموعات املنتجني‪.‬‬ ‫وفي اخلتام‪ ،‬فإن على وزارة الزراعة واملالية أن توافقا على مخرجات املشروع‬ ‫التجريبي الناجح وعلى تعميمه والتوسع بتنفيذه على املستوى الوطني‪ ،‬وتغطية‬ ‫نفقات هذا النموذج التشغيلية على املدى البعيد‪ ،‬الدارة نظام ارشادي ابتكاري‬ ‫وفعال‪ .‬وعلى هذا النحو‪ ،‬يجب أن تقوم اجلهات احلكومية والداعمة لتقوية البنية‬ ‫التحتية (تدريب العاملني على املدى القصير والطويل‪ ،‬املرافق‪ ،‬األجهزة واملعدات‪،‬‬ ‫المركزية اإلدارة‪ ،‬طرق االتصال‪ ،‬تنظيم مجموعات املزارعني)‪ .‬وعلى احلكومة توفير‬ ‫النفقات لكل هذه املتطلبات لدعم اجلهاز اإلرشادي على املدى البعيد‪.‬‬ ‫‪98‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫الفصل السادس ‪ :‬التحليل المؤسسي للهيئات العامة والخاصة والمنظمات‬ ‫غير الحكومية التي تقدم الخدمات اإلرشادية‬ ‫نظرةعامة‬ ‫يقدم هذا الفصل أُطرا حتليلية الستخدامها في منهجية تقييم األهداف األساسية‬ ‫التنظيمية والوظائف واملوارد‪ ،‬والروابط ملنظمات اإلرشاد اخملتلفة ضمن اطار أنظمة‬ ‫الزراعة االبتكارية‪ .‬ويبدأ الفصل بتحديد املنظمات التي تقدم خدمات اإلرشاد اخملتلفة‬ ‫جملموعات مختلفة من املزارعني‪ ،‬وخصوصا للفقراء في املناطق الريفية‪ ،‬ومن ضمنهم‬ ‫صغار املزارعني واملزارعات‪ ،‬والذين ليس لهم أرض واألقليات العرقية‪ ،‬والشباب في املناطق‬ ‫الريفية‪ .‬ومن جهة أخرى يتطلب تقييم كل من هذه املنظمات في ضوء أهداف التنمية‬ ‫سري‪ ،‬وزيادة دخل املزارع‪ ،‬وحتسني سبل‬‫الزراعية التالية‪ :‬حتقيق األمن الغذائي الوطني واأل ُ َ‬ ‫املعيشة الريفية‪ ،‬والعمل على االستخدام املستدام للموارد الطبيعية في البالد‪.‬‬ ‫ويناقش الفصل سلسلة من املؤشرات التي ميكن استخدامها لتقييم نقاط القوة‬ ‫والضعف لكل منظمة من املنظمات التي تقدم اإلرشاد الزراعي واخلدمات االستشارية‪.‬‬ ‫والغرض من جمع وحتليل هذه البيانات هو حتديد إمكانية وكيفية حتويل(أي متابعة أهداف‬ ‫أكثر توازنا للتنمية الزراعية) وتقوية (على سبيل املثال نقاط الضعف الرئيسية) هذه‬ ‫املؤسسات‪ ،‬بحيث ميكن لها القيام بخدمات اإلرشاد على نحو أكثر فعالية‪ ،‬لتساعد‬ ‫على حتقيق جميع األهداف الرئيسة للتنمية الزراعية‪.‬‬ ‫يجب أن يؤخذ في االعتبار أن كل بلد يختلف عن اآلخر‪ ،‬وأداء املنظمات اخملتلفة يعتمد‬ ‫على اإلطار السياسي وهيكل القيادة واإلدارة املؤسسية‪( ،‬على سبيل املثال‪ ،‬من القاعدة‬ ‫إلى القمة بدال من القمة الى القاعدة)‪ ،‬وتوافر ما يكفي من املوارد املالية والبشرية‪،‬‬ ‫واملوارد املؤسسية األخــرى‪ ،‬مبا في ذلك التدريب واستيعاب تكنولوجيا املعلومات‬ ‫واالتصال )‪ .Information and Communication Technology (ICT‬كما ويجب أن نضع‬ ‫أيضا في اعتبارنا أنه من السهل نسبيا تقليص عدد املؤسسات احلالية أو تفكيكها‪،‬‬ ‫ولكن األمر يحتاج إلى عدة سنوات لبناء جديد للمؤسسات‪ ،‬بغض النظر عما إذا كانت‬ ‫مؤسسات أو منظمات القطاع العام او اخلاص أو املدني‪ .‬ولذلك‪ ،‬سوف يكون الهدف هو‬ ‫حتديد ما إذا مت تخصيص متويل لتعزيز قدرة منظمات اإلرشاد القائمة‪ ،‬ملعرفة قدرتها على‬ ‫حتسني املهارات واملعرفة‪ ،‬ودعم الفقراء في املناطق الريفية للخروج من الفقر‪ ،‬وحتسني‬ ‫سبل معيشتهم‪.‬‬ ‫‪99‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫وكذلك األمر عندما نسعى إلى تعزيز اإلرشاد الزراعي واخلدمات االستشارية في‬ ‫أي بلد معني‪ ،‬فانه ينبغي عدم املساس بهذه املنظمات أو املؤسسات اخملتلفة العامة‬ ‫واخلاصة منها ومنظمات اجملتمع املدني بنموذج معني في االعتبار (على سبيل املثال‪،‬‬ ‫نظام التدريب والزيارة)‪ ،‬ألن ذلك قد يؤدي الى مشاكل كبيرة مع متلقي املعلومات‪(.‬‬ ‫)‪ .see Anderson, Feder, and Ganguly 2006‬وبدال من ذلك‪ ،‬ال بد للمرء أن ينظر إلى‬ ‫اخلدمات اإلرشادية املطلوبة لتحقيق األهداف الرئيسة للتنمية الزراعية‪ .‬على سبيل‬ ‫املثال‪ ،‬يتعني حتديد املنظمات أواملؤسسات األنسب لتنفيذ مهام اإلرشاد التالية على‬ ‫املدى الطويل‪:‬‬ ‫• تقدمي اخلدمات االستشارية الفنية جلميع أنواع املزارعني للمحاصيل الغذائية الرئيسة؛‬ ‫• مساعدة صغار املزارعني على زيادة دخلهم عن طريق تنويع نظم الزراعة اخلاصة بهم‪،‬‬ ‫مبا في ذلك إدخال احملاصيل‪ /‬املنتجات عالية القيمة؛‬ ‫• مساعدة املزارعني على تنظيم أنفسهم في مجموعات املنتجني (أي تطوير رأس املال‬ ‫االجتماعي) على نحو أكثر كفاءة لتزويد األسواق احلضرية مبنتجات غذائية عالية‬ ‫القيمة؛‬ ‫• حتسني إدارة املزرعة ومهارات التسويق لصغار املزارعني واملزارعات؛‬ ‫• زيادة استخدام ممارسات اإلدارة املستدامة للموارد الطبيعية ‪(natural resource‬‬ ‫) ‪( management‬إدارة املوارد الطبيعية)‪.‬‬ ‫ويهدف النهج املبني في هذا الفصل إلى تنفيذ االستطالع والتقييم السريع جلميع‬ ‫املؤسسات الرئيسة العامة واخلاصة وغير الربحية‪ ،‬التي تقدم أنواع مختلفة من خدمات‬ ‫اإلرشاد لفئات محددة من املزارعني‪ ،‬مبا في ذلك املزارعني والنساء املزارعات والشباب في‬ ‫املناطق الريفية‪ ،‬في داخل بلد أو إقليم ما‪ .‬ومن شأن النهج املذكور أعاله أن يكون‬ ‫مناسبا ً للتعريف باملشروع و‪ /‬أو فريق اإلعداد الذي يجب أن يدرس أوال اجلدوى ملشروع كبير‬ ‫لتعزيز اإلرشاد الزراعي والنظام االستشاري داخل البلد أو املنطقة‪ .‬وهناك بديل إلطار‬ ‫حتليلي لعمل هذه الدراسة على أنواع مختلفة مــــن منظمات اإلرشــــــاد الذي‬ ‫طــــوره ‪ Birner, 2006‬وآخرون‪ .‬غير أن هذا النهج أكثر عمقا‪ ،‬ويتطلب وقتا أكثر من‬ ‫ذلك بكثير الستكماله‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬ينبغي أن يتم يتناوله كدراسة منفصلة‪.‬‬ ‫ويجب األخذ باالعتبار أن كل مؤسسة عاملة باالرشاد الزراعي سواء كانت حكومية‬ ‫او شركة من القطاع اخلاص‪ ،‬و‪ /‬أو من املنظمات غير احلكومية ستسلط الضوء على‬ ‫‪100‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫األرجح على مزايا هذا التنظيم من خالل التقييم‪ ،‬للحصول على التمويل من املشاريع‬ ‫احملتملة‪ ،‬باعتبارها مصدرا ً ممكنا ً وجديدا ً للتمويل‪ ،‬فضال عن األنشطة اإلضافية لها في‬ ‫حال تلقي الدعم من اجلهات املانحة‪ .‬وبناء على ذلك‪ ،‬ومن خالل إجراء هذا التحليل‪،‬‬ ‫فإنه من املهم حتديد املؤسسات التي تتمتع مبيزة نسبية باالضطالع باملهام اإلرشادية‬ ‫ذات األولوية العالية‪ ،‬وعلى أساس مستمر بعد انتهاء املشروع‪ ،‬وخاصة في ضوء غايات‬ ‫التنمية الزراعية املذكورة‪.‬‬ ‫جتدر اإلشارة إلى أن هذا االفتراض الكامن وراء هذا النهج املقترح‪ ،‬هو‪ -‬أن معظم‬ ‫االستثمارات (املشاريع) املمولة خارجيا ينبغي أن تركز في املقام األول على نقاط الضعف‬ ‫احلرجة‪ ،‬أو املعيقات في املؤسسات (املنظمات) القائمة (املوجودة)‪ ،‬والتي تقدم بالفعل‬ ‫خدمات اإلرشاد األساسية‪ ،‬وخاصة بالنسبة لصغار املزارعني واملزارعات‪ ،‬فضال عن‬ ‫األقليات العرقية واملزارعني الذين ال أرض لديهم ‪ .‬لذلك فإن املؤشرات الواردة في هذا‬ ‫الفصل ينبغي أن تساعد في حتديد معظم املعيقات األساسية‪ ،‬إن لم يكن كلها‪ ،‬داخل‬ ‫كل منظمة‪.‬‬ ‫عند حتليل هذه املنظمات اخملتلفة‪ ،‬فإنه من املهم إجراء تقييم كامل ألدوارها التي تقوم‬ ‫بها في تنفيذ املهام اخملتلفة لإلرشاد‪ ،‬وخصوصا بالنسبة للمحاصيل الرئيسة والثروة‬ ‫احليوانية‪ ،‬وغيرها من املشاريع التي ميكن أن تزيد الدخل الزراعي وحتسن سبل العيش‬ ‫الريفية‪ .‬وخالل هذا التحليل‪ ،‬يحتاج املرء إلى البحث عن الثغرات احملتملة‪ ،‬وخصوصا في‬ ‫تنويع نظم الزراعة‪ ،‬والتي ميكن أن توفر من قبل مقدمي خدمات مختلفني‪ .‬أخيرا‪ ،‬وكما‬ ‫مت اإلشارة إليه‪ ،‬يجب أن يكون هناك اهتمام بالغ في اختيار املنظمات املمكنة‪ ،‬والتي‬ ‫بحاجة إلى تعزيز وحتديد ما إذا كانت هذه املؤسسات بإمكانها االستمرار في تقدمي‬ ‫اخلدمات اإلرشادية األساسية على املدى الطويل‪ ،‬وبعد انتهاء املشروع‪.‬‬ ‫اجلزء ‪ :1‬حتديد جميع املنظمات الرئيسة التي تقدم خدمات اإلرشاد الزراعي‬ ‫املهمة األولى هي حتديد جميع املؤسسات العامة واخلاصة‪ ،‬ومؤسسات اجملتمع‬ ‫املدني التي تقدم أنواع مختلفة من خدمات اإلرشاد الزراعي (نقل التكنولوجيا‪،‬‬ ‫واخلدمات االستشارية‪ ،‬تنمية رأس املال االجتماعي والبشري‪ ،‬وتنويع نظم الزراعة‪،‬‬ ‫والتنميةاملستدامة إلدارة املوارد الطبيعية) على املستوى احمللي‪ ،‬واملنطقة‪ ،‬ومستوى‬ ‫الدولة لألنظمة اإلنتاجية اخملتلفة‪ .‬والهدف من هذا التحليل األولي‪ -‬حتديد كل مقدمي‬ ‫اخلدمات العامة الرئيسة (مثل الوزارات و‪ /‬أو اإلدارات اخملتلفة داخل الوزارات)‪ ،‬وكذلك‬ ‫الشركات اخلاصة‪ ،‬واملنظمات غير احلكومية‪ ،‬التي تقدم أنواع مختلفة من اإلرشاد أو‬ ‫‪101‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫اخلدمات االستشارية جملموعات مختلفة من املزارعني‪ ،‬مبا في ذلك املزارعات والشباب في‬ ‫املناطق الريفية‪ .‬وفي معظم احلاالت‪ ،‬فإن أسر املزارعني الفقراء ال متلك املوارد وال القدرة‬ ‫على احلصول على العديد من هذه التقنيات واملهارات اإلدارية لوحدها‪ .‬لذلك‪ ،‬يجب أن‬ ‫يكون الهدف األساس ‪ -‬حتديد تلك املنظمات التي تسعى إلى زيادة دخل األسر الزراعية‬ ‫الفقيرة‪ .‬وحتقيق هذا الهدف سيساعد األسر الزراعية الصغيرة على حتسني األمن‬ ‫األسري وتغذية األسرة‪ ،‬فضال عن حتسني فرص احلصول على غيرها من اخلدمات‬ ‫الغذائي َ‬ ‫الالزمة‪ ،‬مبا في ذلك الرعاية الصحية والتعليم ألطفالهم‪.‬‬ ‫اجلزء ‪ :2‬حتديد اخلصائص األساسية للمنظمات اإلرشادية‬ ‫يتضمن امللحق رقم ‪ 1‬عينة ألداة املسح التي تحُ دد املؤشرات اخملتلفة املشمولة في هذا‬ ‫الفصل‪ .‬وسوف يشار إلى هذه األداة عند حتديد أنواع البيانات اخملتلفة التي يجب جمعها‬ ‫وحتليلها في تقييم األهداف والفئات املستهدفة والبنية التحتية واملوارد و الروابط في‬ ‫كل مؤسسة‪ .‬وفي حيثيات استخدام هذه األداة‪ ،‬قد يكون من الالزم بقاء بعض املسائل‬ ‫لتتناسب بشكل أفضل مع الظروف احمللية؛ ومن ثم ميكن إرسالها إلى جميع املؤسسات‬ ‫العامة واخلاصة‪ ،‬ومنظمات اجملتمع املدني في الدولة‪ ،‬والتي تقدم أنواع مختلفة من‬ ‫اخلدمات اإلرشادية واالستشارية‪ .‬ومن شأن هذه املعلومات أن تكون نقطة انطالق إلجراء‬ ‫‪( SWOT analysis‬نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات) لكل مؤسسة أومنظمة‬ ‫إرشادية لتقييم مدى اتساع ومجال التغطية‪ ،‬وكذلك حتديد القيود املؤسسية وعلى‬ ‫املوارد التي ميكن أن تؤثر على أداء كل منظمة‪.‬‬ ‫الهيكل اإلداري والقانوني ملؤسسات اإلرشاد الزراعي‬ ‫تشمل املعلومات األساسية‪ ،‬والتي قد تؤثر على دميومة مقدمي اخلدمات اإلرشاد‬ ‫اخملتلفة ووضعهم القانوني والهيكل اإلداري‪ ،‬فضال عن العوامل ذات الصلة‪ ،‬مبا في ذلك‬ ‫األولويات التي قد تؤثر على كيفية اإلدارة فيها (أنظر السؤال ‪ 2‬في أداة املسح)‪ .‬وفيما‬ ‫يلي وصف ألنواع مختلفة من املؤسسات التي تقدم اخلدمات اإلرشادية واالستشارية‬ ‫للمزارعني في معظم البلدان‪:‬‬ ‫اإلرشاد احلكومي املعتمد على الوزارة‪ :‬تتجه إدارة معظم النظم اإلرشادية‬ ‫واالستشارية الوطنية احلكومية من القمة إلى القاعدة‪ ،‬من حيث سياسة اتخاذ القرارات‬ ‫املالية واإلدارية‪ ،‬والتي حتدد من قبل واضعي السياسات وكبار املدراء على الصعيد الوطني‪.‬‬ ‫في هذه احلالة‪ ،‬يقوم موظفو املؤسسات اإلرشادية بتقدمي خدمات محددة للمزارعني‪،‬‬ ‫‪102‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫إضافة إلى كونهم مسؤولني عن بعض اخلدمات و النشاطات احلكومية األخرى‪ ،‬مثل‬ ‫توزيع الدعم واملدخالت‪ ،‬او القيام بجمع البيانات االحصائية‪ .‬وليس من املرجح أن تكون‬ ‫األنظمة اإلرشادية في هذه اإلدارات تستخدم أسلوب‪ -‬من القاعدة إلى القمة‪ -‬للقيام‬ ‫بأعمالها وبرامجها بناءا ً على احتياجات املستفيدين‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يجب عدم التعميم إال‬ ‫بعد عمل تقييم لهذه املؤسسات في املقاطعات واالقاليم ملعرفة إن كان حتديد األولويات‬ ‫وضعت من جهات خارجية‪.‬‬ ‫اإلرشاد املعتمد على املقاطعات (احملافظات)‪/‬الواليات‪ :‬في هذه احلالة يتم تفويض‬ ‫اتخاذ القرارات اإلدارية لإلرشاد للمحافظات وللمقاطعات‪ .‬ورمبا يكون هناك مزيد من‬ ‫االهتمام للمشاكل احمللية‪ .‬ولكن قد يكون هناك أيضا تذبذب كبير من حيث كيفية‬ ‫التخطيط واجراء األنشطة اإلرشادية‪ ،‬عبر مختلف املقاطعات‪ /‬الواليات‪ .‬في الواقع‪ ،‬ال‬ ‫يزال النظام اإلرشادي في هذه املنظمات يعتمد أسلوب‪ -‬من األعلى إلى األسفل‪ ،-‬ولكن‬ ‫األولويات يجري حتديدها ومتابعتها بناء على وجهات نظر مدير اإلرشاد الزراعي في كل‬ ‫والية أو مقاطعة‪ .‬مرة أخرى‪ ،‬ال يعمم حول هذا النظام اإلرشادي الالمركزي اجلزئي حتى‬ ‫تُقيَّم البرامج في عدة واليات ومقاطعات‪.‬‬ ‫مؤسسات إرشادية شبه مستقلة‪ :‬اإلجراءات البيروقراطية احلكومية عموما ما تُقيد‬ ‫أداء مؤسسات البحوث الزراعية واإلرشاد الزراعي‪ ،‬لذلك‪ ،‬فإن بعض البلدان غيرت الوضع‬ ‫القانوني لهذه املنظمات (خصوصا القائمة على البحوث)‪ ،‬بحيث ميكنها أن تكون أكثر‬ ‫استجابة لألولويات وحل املشاكل اإلدارية التي تواجه معظم املؤسسات البحثية شبه‬ ‫املستقلة‪ ،‬من خالل نقل صالحيات اتخاذ القرار ملديري البحوث‪ .‬غير أن هذه املؤسسات ال‬ ‫تزال إلى حد كبير تدار من األعلى إلى األسفل في الهيكل اإلداري وحتديد األولويات‪ .‬أمثلة‬ ‫من املراكز البحثية شبه املستقلة متوفرة على املواقع االلكترونية التالية‪:‬‬ ‫الهند‪www.icar..org.in :‬‬ ‫ساحل العاج ‪www.asti.cgiar.org/pdf/CotedIvoireCB4.pdf :‬‬ ‫اوغندا‪www.naro.go.ug :‬‬ ‫تنزانيا ‪www.asti.cgiar.org/pdf/tanzania_cb3.pdf :‬‬ ‫‪103‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫السودان‪www.asti.cgiar.org/pdf/Sudan_CB11.pdf :‬‬ ‫في الهند‪ ،‬مت استخدام منوذج مختلط في اإلرشاد احلكومي (العام)‪ ،‬حيث بقى‬ ‫اإلرشاد يشكل خدمة حكومية‪ ،‬ولكن مت تسجيل جمعيه شبه مستقلة (وكالة إدارة‬ ‫التكنولوجيا الزراعية أو‪ )Agricultural Technology Management Agency ATMA‬والتي‬ ‫مت تأسيسها في كل مقاطعة (انظر ‪ .)www.manage.gov.in/natp/series-1.htm‬الغرض‬ ‫من هذه ‪ ATMAs‬هو تخصيص أموال البرامج اإلرشادية وإدارتها وتقييم استخدامها‪،‬‬ ‫وحتت إشراف مباشر من جمعيات املزارعني االستشارية ‪Farmer advisory committees‬‬ ‫)‪ (FACs‬واجمللس التنفيذي ل)‪ (ATMA‬للمقاطعة‪ .‬ومبوجب هذا اإلجراء‪ ،‬فان النظام اإلرشادي‬ ‫اليحتاج الى إعادة تنظيم‪ ،‬ولكن العاملني باإلرشاد في املقاطعات الرئيسة والفرعية‬ ‫ميكنهم احلصول على التمويل للبرامج ملعاجلة املشاكل احمللية‪.‬‬ ‫في نهج املؤسسات التي تتمتع بنظام شبه مستقل‪ ،‬فإن معظم التمويل ال يزال‬ ‫يأتي من احلكومة الوطنية إن لم يكن كله‪ ،‬ولكن لهذه املؤسسات مرونة أكثر في حتديد‬ ‫األولويات على أساس االحتياجات احمللية‪ ،‬وتنفيذ البرامج التي تخدم احتياجات الفقراء‬ ‫في املناطق الريفية‪.‬‬ ‫وعليه فإن املؤسسات شبه املستقلة تخضع الهتمام وثيق‪ ،‬ورقابة خارجية‪ ،‬وإجراءات‬ ‫من شأنها أن جتعلها أكثر مساءلة عن اخلدمات املقدمة للعمالء‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬ميكن‬ ‫أن تتلقى األموال من مصادر مختلفة‪ ،‬على سبيل املثال‪ ،‬ميكنهم التعاقد مع املنظمات‬ ‫غير احلكومية احمللية لتنظيم صغار املزارعني والنساء في مجموعات للعون الذاتي‪ /‬أو‬ ‫املنتجني‪.‬‬ ‫الالمركزية في املؤسسات العامة‪ :‬هناك عدد من احملاوالت التي بذلت لتحقيق‬ ‫الالمركزية في املؤسسات العامة لإلرشاد على مستوى املقاطعات (كماهو احلال في‬ ‫فنزويال و الصني)‪ .‬بعض هذه احملاوالت القت جناحا ً بدرجات متفاوتة‪ .‬وفي معظم احلاالت‪،‬‬ ‫فالالمركزية تعني حتويل بعض املصاريف إلى مستوى املنطقة أواحلكومة احمللية‪ ،‬وحتديدا‬ ‫بالنسبة لألموال اخملصصة للبرامج‪ .‬وصادف هذا النموذج جناحا لعدة عقود في الواليات‬ ‫املتحدة‪.‬‬ ‫وهذا يساعد في شرح أسباب كون هذا النظام الالمركزي في اإلرشاد ال يزال فعاال‪،‬‬ ‫ويتلقى دعما قويا من منظمات املزارعني احملليني‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬وكما لوحظ عند إجراء تقييم‬ ‫نظم اإلرشاد الزراعي في أمريكا الالتينية‪ ،‬أن العامل الرئيس يكمن في تنظيم عدد كاف‬ ‫من مجموعات املزارعني التي ميكن أن تساعد بتحديد أولويات اإلرشاد داخل كل منطقة‪،‬‬ ‫‪104‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫وبعدها تكون مبثابة دعم لهذه املؤسسات اإلرشادية العامة‪.‬‬ ‫املنظمات غير احلكومية )‪ :Nongovernmental organizations (NGOs‬تقدم العديد‬ ‫من هذه املنظمات مجموعة متنوعة من اخلدمات االجتماعية‪ ،‬وبخاصة للفقراء في‬ ‫املناطق الريفية‪ ،‬ولكن معظم املنظمات غيراحلكومية ليس لديها عدد كاف من اخملتصني‬ ‫التقنيني واإلداريني‪ ،‬الذين ميكنهم تدريب وإطالع عمالئها على احملاصيل األساسية عالية‬ ‫القيمة‪ ،‬أو املنتجات الزراعية‪ ،‬أو كيفية حل مشاكل اإلنتاج واملشاكل التسويقية‪.‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فإن بعض املنظمات غير احلكومية بارعة في تنظيم مختلف فئات املزارعني‬ ‫زارعات وشباب املناطق‬ ‫في مجموعات (أي تطوير رأس املال االجتماعي)‪ ،‬مبا في ذلك امل ُ‬ ‫الريفية‪ ،‬بحيث ميكن لهذه اجملموعات أن تبدأ باستكشاف فرص اقتصادية جديدة‪ ،‬ومن‬ ‫ثم االنضمام معا في إنتاج وتسويق منتجات جديدة وعالية القيمة‪ .‬ملزيد من املعلومات‬ ‫حول مختلف األدوار التي ميكن أن تقوم بها املنظمات غير احلكومية في توفير خدمات‬ ‫اإلرشاد لسكان الريف الفقراء‪ ،‬انظر‪ .Farrington 1997‬ويجب حتديد املستوى احملتمل‬ ‫ومجالها‪ ،‬وأثرها على نطاق واسع للمنظمات غير احلكومية في توفير هذه األنواع من‬ ‫اخلدمات االجتماعية ‪.)e.g., see Gemo and Rivera) 2001‬‬ ‫املنظمات القائمة على املزارعني (‪ :Farmer-Based Organizations (FBOs‬ميكن‬ ‫لهذه املنظمات تقدمي العديد من خدمات اإلرشاد الزراعي واخلدمات االستشارية (‪Diaz‬‬ ‫‪ )et al. 2004‬جملموعات من املزارعني ذوي مصالح محددة (على سبيل املثال‪ ،‬كبار املزارعني‬ ‫التجاريني‪ ،‬أو مجموعات مزارعي ومصدري احملاصيل عالية القيمة)؛ ورمبا مبهام محددة‬ ‫(سياسية‪ ،‬التكوين السياسي و‪/‬أو نشاطات اقتصادية مختلفة‪ ،‬أو مهام تتراوح بني‬ ‫اجلمعيات لتزويد مدخالت اإلنتاج إلى تعبئة وتسويق احملاصيل عالية القيمة للتصدير)‪.‬‬ ‫وبعض هذه املؤسسات املعتمدة على املزارعني يتكامل عملها مع نظام اإلرشاد احلكومي‪،‬‬ ‫أنظر‪:‬‬ ‫كما في غانا ‪(e.g. see www.fboghana.org/index.php‬‬ ‫في استعراض أنواع اإلرشاد الذي ينظَّ م ويقدَّم من قبل هذه املنظمات‪ ،‬فإنه يجب‬ ‫حتديد اجملموعات ذات االهتمام املشترك‪ ،‬والتي لها تأثير على أولويات اخلدمات اإلرشادية‬ ‫واالستشارية‪ ،‬وخصوصا لصغار املزارعني واملزارِعات‪ .‬وملزيد من حاالت الدراسة‬ ‫‪105‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫‪Mundy and Sultan 2001, PP. 121-146‬‬ ‫(مجموعة املزارعني واالسواق)‬ ‫شركات القطاع اخلاص ‪Private-sector firms‬‬ ‫إن تقدمي اإلرشاد الزراعي واخلدمات االستشارية من قبل شركات القطاع اخلاص يترافق‬ ‫مع توفير املدخالت الزراعية (اخلدمات الفنية االستشارية)‪ ،‬وتشمل نشاطات وخدمات‬ ‫مجانية وشبه مجانية‪ ،‬حيث يتم تقدمي عدة خدمات جملموعات مختلفة من املزارعني‬ ‫للعمل من خالل التعاقد مع احلكومات و‪/‬أو بتوجيه من منظمات املزارعني‪ ،‬على سبيل‬ ‫املثال‪،‬‬ ‫‪For Chili: Berdegué and Marchant 2001; for India: Shekara2001; for‬‬ ‫‪Mozambique: Eicher, Gemo, and Teclemariam, 2005; and for contract extension:‬‬ ‫‪.Rivera, Zijp, and Alex 2000‬‬ ‫وتقدم شركات القطاع اخلاص خدمات استشارية فنية للمزارعني وحتديدا للذين‬ ‫ينتجون احملاصيل على أساس التعاقد (‪ ،) Senadeera 2007‬لذلك‪ ،‬فمن املهم حتديد‬ ‫وفهم النشاطات اإلرشادية التي يجب تنفيذها من قبل كل شركة خاصة‪ ،‬خلدمة صغار‬ ‫املزارعني واملزارعات‪.‬‬ ‫اإلرشاد الزراعي املعتمد على اجلامعات ‪University- based‬‬ ‫باستثناء الواليات املتحدة‪ ،‬فإن معظم نظم اإلرشاد الزراعي العام منضوية حتت‬ ‫إشراف احلكومات بدال من اجلامعات‪ .‬وفي نفس الوقت‪ ،‬في معظم البلدان تقدم‬ ‫اجلامعات التدريب للعاملني في اإلرشاد ما قبل وأثناء اخلدمة‪ ،‬إضافة إلى تقدمي خدمات‬ ‫استشارية؛ ألن معظم أعضاء الكليات اجلامعية يقوم بإجراء بعض أنواع البحوث‬ ‫الزراعية‪ ،‬وبامكانهم تقدمي دعم فني وإداري لكادر اإلرشاد امليداني‪.‬‬ ‫كما اشار (‪ ، )Lemma and Hoffmann 2006‬فاجلامعات تلعب دورا ً استراتيجيا ً في تقدمي‬ ‫أنواع مختلفة من خدمات الدعم للمختصني وموظفي اإلرشاد امليدانيني‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫ونظرا لعدم وجود دعم ومتويل للتدريب أثناء اخلدمة‪ ،‬لم ينفذ سوى عدد قليل من هذه‬ ‫اخلدمات‪ ،‬وخاصة للمرشدين امليدانيني‪ .‬وباختصار‪ ،‬ال ميكن التغاضي عن الدور الذي ميكن‬ ‫أن تقوم به اجلامعات الزراعية في تعزيز اإلرشاد الزراعي والنظم االستشارية‪ .‬إضافة إلى‬ ‫ذلك‪ ،‬فإن املشاركة املباشرة من قبل أعضاء هيئة التدريس سيطور مهاراتهم التعليمية‪،‬‬ ‫والبرامج البحثية للجامعات املشاركة‪.‬‬ ‫‪106‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫إن الغرض من هذا التحليل املؤسسي هو اجراء تقييم سريع للدور الرئيس‪،‬‬ ‫والهدف‪ ،‬واملوارد‪ ،‬والنشاطات التي تقوم بها كل املؤسسات املعنية باخلدمات االرشادية‬ ‫واالستشارية املقدمة لصغار املزارعني واملزارعات‪ ،‬عدا أن بعض هذه املؤسسات يقدم‬ ‫خدمات دعم ضرورية‪ ،‬مثل تنظيم مجموعات املنتجني‪ ،‬واملقدمني الرئيسني للخدمة‬ ‫اإلرشادية‪.‬‬ ‫وضع السياسات وتخطيط البرامج واملسؤوليات اإلدارية االخرى‬ ‫عودة إلى النقاش الوارد في اجلزء األول من الفصل اخلامس‪ ،‬فإن األمر الرئيس الذي‬ ‫يؤثر بشكل مباشر على أداء املؤسسات اإلرشادية‪ ،‬هو فيما إذا كان النظام اإلرشادي‬ ‫يعتمد على الطلب أو على املزارع و‪/‬أو يركز بشكل أساس على احتياجات صغار املزارعني‬ ‫واملزارعات‪.‬‬ ‫قام العديد من الدول التي تتبع نظام إرشادي المركزي بإعطاء جزء من املسؤوليات‬ ‫للمحافظات والواليات‪ .‬وبكل األحوال‪ ،‬إذا كان هذا النظام مازال يترك حتديد األولويات‬ ‫وتخطيط البرامج لسلطة مدير احملافظة؛ فستبقى تدار من األعلى الى األسفل (أي من‬ ‫القمة إلى القاعدة)‪ ،‬وستتبع أولويات وأجندة املدير‪ ،‬وليس بالضرورة احتياجات صغار‬ ‫املزارعني واملزارعات‪ .‬لذلك‪ ،‬فمن املهم جتميع املعلومات حول املعايير الرئيسة التي تؤثر‬ ‫على سياسة وتخطيط وادارة بنية كل مؤسسة ارشادية‪.‬‬ ‫أنظر السؤال ‪ 2‬و‪ 21‬في االستبيان امللحق‪ ،‬والذي يحاول حتديد املعلومات التالية‪:‬‬ ‫ •ما هو املستوى اإلداري (الوطني‪ ،‬احملافظات) الذي ميتلك السلطة لصنع السياسات‬ ‫وتأمني التمويل الالزم لهذه املؤسسة‪.‬‬ ‫ •ماهو املستوى اإلداري الذي تقع على عاتقه مسؤولية تخطيط البرامج وحتديد‬ ‫األولويات (املوافقة على خطة العمل السنوية)‪ ،‬وتقييم أداء املؤسسة اإلرشادية‬ ‫(القمة الى القاعدة مقابل من القاعدة الى القمة)؟‬ ‫ •هل اللجنة التوجيهية لإلرشاد (او اجملالس التنفيذية) تتكون من ممثلني عن‬ ‫املزارعني؟ وما هو دورهم‪ ،‬وما اذا كان املمثلون أو مجموعات املزارعني لهم دور في‬ ‫حتديد اولويات اإلرشاد؟ على سبيل املثال‪:‬‬ ‫هل حتدد أولويات اإلرشاد بشكل رئيس على مستوى احملافظات واأللوية من قبل‬ ‫املرشدين امليدانيني‪ ،‬أو هل حتدد البرامج بشكل رئيس من احملافظات او املقاطعات او‬ ‫‪107‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫على املستوى الوطني اعتمادا على أولويات وطنية (على سبيل املثال األمن الغذائي‬ ‫الوطني)؟‬ ‫ •هل ملمثلي مجموعات املزارعني تأثير فعلي في حتديد األولويات من خالل تواجدهم‬ ‫في اللجان االستشارية احلكومية او اجملالس التنفيذية في احملافظات وااللوية؟‬ ‫ •واذا كان هناك دور رسمي للمزارعني في احملافظات واأللوية‪ ،‬فما هي نوعية‬ ‫املزارعني في هذه اللجان (كبار املزارعني‪ ،‬مزارعون جتار‪ ،‬صغار املزارعني‪ ،‬مزارعات‪،‬‬ ‫أقليات عرقية وقبلية‪ ،‬ممثلني شركات مدخالت االنتاج اخلاصة ‪،‬البنوك احمللية او‬ ‫جمعيات االقراض الريفي ‪..‬الخ)؟‬ ‫ •هل يتم اختيار ممثلي املزارعني في جلان احملافظات على مستوى املقاطعات أو‬ ‫اللجان االستشارية الوطنية؟‬ ‫عند القيام بهذا التحليل‪ ،‬من املهم تقييم كل من هذه العوامل الرئيسة في إطار‬ ‫تهيئة الظروف ملزيد من الالمركزية لنظام إرشادي يعتمد على أسلوب ‪ -‬من القاعدة‬ ‫إلى القمة‪ ، -‬علما بأن هذه العوامل في الواقع متصلة اتصاال وثيقا‪ ،‬وهي مهمة التباع‬ ‫إرشاد موجه من املزارعني‪ .‬وحيث سيناقش الفصل السابع تغيير النظام املؤسسي‪ ،‬فلن‬ ‫يكون سهال‪ ،‬والميكن خلق نظام إرشادي من القاعدة للقمة خالل ليلة وضحاها‪ ،‬حيث‬ ‫أن مدراء اإلرشاد وكبار املوظفني سيعارضون عملية التخلى عن سلطاتهم في اتخاذ‬ ‫القرارات‪ ،‬لوضع أولويات اإلرشاد‪ .‬ونظرا ً ألن مدراء اإلرشاد ميتلكون تأثيرا كبيرا في وضع‬ ‫األولويات‪ .‬إال أنه‪ ،‬وفي نهاية املطاف‪ ،‬فإن سلطة اتخاذ القرار يجب أن تتحول تدريجيا الى‬ ‫مجموعات املزارعني الذين ستتم خدمتهم مبا فيهم النساء املزارعات‪ .‬وال شك أن عملية‬ ‫تنظيم صغار املزارعني واملزارعات في مجموعات ستأخذ وقتا اليجاد قيادات مزارعني‬ ‫جديدة وناشئة‪ ،‬ملعرفة أفضل السبل للتعبير عن وجهات نظر وأولويات أعضائها ضمن‬ ‫هذا الهيكل اجلديد لصنع القرار‪.‬‬ ‫وإذا كانت عملية التحول (التغير) املؤسسي املبينة ستتم بوضوح وشفافية‪ ،‬فإن‬ ‫عملية التغيرات ضمن الهيكل اإلداري لإلرشاد ستتحقق‪ .‬وخالل هذه العملية‪ ،‬فإن‬ ‫النظام اإلرشادي سيأخذ دوره االقتصادي املباشر وتأثيره االجتماعي على احلياة الريفية‬ ‫ودوره على املدى البعيد للحصول على الدعم السياسي للمجتمعات الزراعية‪.‬‬ ‫‪108‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫اجلزء ‪ :3‬التقييم العددي والنوعي للموارد البشرية‬ ‫عامل آخر مهم ومؤثر على قدرة وأداء اإلرشاد العام واخلاص ومؤسسات اجملتمع املدني‬ ‫للقيام بنشاطات إرشاد فعالة‪ ،‬وذات صدى للخبراء الفنيني واالداريني للكادر اإلرشادي‪،‬‬ ‫هو عدد الكادر اإلرشادي وخبرته العملية والعلمية‪ ،‬على سبيل املثال‪ ،‬إذا كانت أولوية‬ ‫اإلرشاد تركز على حتقيق الوصول إلى األمن الغذائي الوطني (للمحاصيل الغذائية‬ ‫الرئيسة) لعدة عقود قادمة‪ ،‬فسيطرح السؤال التالي‪ :‬هل سيكون الكادر اإلرشادي قادرا‬ ‫على القيام بأنشطة إرشادية مختلفة ملساعدة صغار املزارعني واملزارعات لتميز وتنويع‬ ‫نظام انتاجهم الزراعي وموائمته مع االقتصاد الزراعي الوطني (احمللي) والعاملي؟ هذا‬ ‫اجلزء يتناول بعض املوارد البشرية الرئيسة‪ ،‬والتي ميكن ان تؤثر على النظام اإلرشادي‬ ‫واالستشاري‪ ،‬وخصوصا زيادة دخل املزرعة‪ ،‬وحتسني مستوى احلياة في الريف‪ ،‬ونشر‬ ‫ممارسات اإلدارة املستدامة للموارد الطبيعية‪.‬‬ ‫املستوى التعليمي‬ ‫يصنف معظم العاملني في اإلرشاد احلكومي حسب مستواهم التعليمي‪ .‬فمعظم‬ ‫االختصاصيني حاصلني على درجة املاجستير والدكتوراة‪ .‬أما املرشدين العاملني في‬ ‫احملافظات فهم حاصلني على درجة البكالوريوس‪ ،‬أو دبلوم كليات الزراعة‪ .‬وفي معظم‬ ‫البلدان‪ ،‬املرشدين امليدانيني على مستوى االلوية والقرى يحملون شهادة دبلوم (ثالثة‬ ‫سنوات او سنتني)‪ .‬في بعض البلدان‪ ،‬وخصوصا تلك التي تتبع نظام الزيارة والتدريب من‬ ‫خالل املشاريع‪ ،‬يتم استخدام مرشدين للقرى ممن يحملون الشهادة الثانوية (‪Village‬‬ ‫‪ .) extension workers VEWs‬وبالرغم من أن مرشدي القرى ميكنهم إيصال الرسالة‬ ‫اإلرشادية‪ ،‬إال ّ أن معظمهم غير قادرين على التعامل مع صغار املزارعني واملزارعات لتنويع‬ ‫نظامهم الزراعي‪ ،‬وتعليمهم االدارة املزرعية‪ ،‬ومهارات التسويق‪.‬‬ ‫إن املشكلة مع إجراءات اخلدمة املدنية (الوظيفة العمومية)‪ ،‬إضافة إلى نقص التدريب‬ ‫خالل اخلدمة تكمن في عدم القدرة على تلبية متطلبات دخول اجلامعات‪ ،‬في مختلف‬ ‫التخصصات‪ ،‬ملتابعة حتصيلهم اجلامعي‪ ،‬للحصول على الدرجة اجلامعية األولى على‬ ‫األقل‪ .‬ونتيجة لذلك فإن العديد من املرشدين في امليدان غير مؤهلني أو مدربني بشكل‬ ‫كاف ملساعدة صغار املزارعني واملزارعات‪ ،‬ملتابعة الفرص االقتصادية كلما كان ذلك‬ ‫ٍ‬ ‫ممكنا‪ .‬وصغار العاملني بحاجة للحصول على درجة البكالوريوس متضمنا ً التدريب على‬ ‫احملاصيل اجلديدة الواعدة‪ ،‬والثروة احليوانية و‪/‬أو املشاريع اإلخرى‪ ،‬وأيضا التدريب على‬ ‫‪109‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫اإلدارة املستدامة للموارد الطبيعية‪ .‬وبالتالي‪ ،‬يجب البدء بتأمني املعلومات عن أعداد‬ ‫العاملني باالرشاد ومستواهم التعليمي‪ ،‬وتوزيعهم حسب وظائفهم‪ ،‬حيث ميكن جتميع‬ ‫املعلومات عن طريق طرح األسئلة‪ ،‬كما هومبني في القسم ‪ B‬في امللحق (‪.) appendix‬‬ ‫اخلبراء الفنيون واإلداريون‬ ‫في بداية الثورة اخلضراء خالل السبعينيات والثمانينيات من القرن املاضي كان‬ ‫التركيزعلى التدريب ملعظم العاملني باإلرشاد بشكل خاص على احملاصيل الغذائية‬ ‫الرئيسة‪ ،‬والتي تزرع في بالدهم‪ .‬وبشكل عام يعتبر هذا املستوى من التدريب كافيا‬ ‫لنقل ونشر التوصيات بشكل مبسط عن هذه احملاصيل‪ .‬غير أن عددا ً قليال ً من العاملني‬ ‫باإلرشاد تدربوا في مجاالت أخرى‪ ،‬مثل البستنة (اخلضراوات‪ ،‬أشجار الفاكهة‪ ،‬نباتات‬ ‫الزينة)‪ ،‬ومجاالت أخرى‪ ،‬مثل األعشاب والنباتات الطبية والعطرية‪ .‬إضافة إلى أن معظم‬ ‫اجلامعات مازالت تعاني من ضعف برامج وأقسام االقتصاد الزراعي‪ ،‬لذلك نرى أن معظم‬ ‫املرشدين بدون تدريب أو تدريب قليل على اإلدارة املزرعية‪ ،‬التسويق الزراعي‪ ،‬التمويل‬ ‫واإلدارة الزراعية بشكل عام‪.‬‬ ‫وبالتالي فان معظم املرشدين (على كل املستويات) لم يدربوا بشكل مناسب‬ ‫للتعامل مع الفرص التسويقية‪ ،‬املستجدة واملطلوب منهم تدريب مجموعات املزارعني‬ ‫املهتمني مبا فيهم املزارعات على كيفية انتاج وتسويق بنجاح احملاصيل اجلديدة الواعدة‪،‬‬ ‫والثروة احليوانية‪ ،‬واملنتجات األخرى‪.‬‬ ‫وجزء مهم من هذه املشكلة هو أن عدد املرشدين املتخصصني من ذوي القدرات‬ ‫االقتصادية واملدربني في هذه اجملاالت قليل‪ .‬لذلك‪ ،‬فمن الضروري احلصول على بعض‬ ‫املعلومات األساسية حول عدد ونوع املرشدين املتخصصني (‪ )SMS‬العاملني في كل‬ ‫مؤسسة ارشادية (انظر السؤال ‪ 10‬في امللحق)‪ .‬شئ آخر‪ ،‬وهو أن العديد من موظفي‬ ‫الثروة احليوانية ومساعديهم قد دربوا على العلوم البيطرية و‪/‬او اإلنتاج احليواني‪.‬‬ ‫ومسؤوليتهم الرئيسة هي تقدمي اخلدمات (مثل الرعاية الصحية للحيوانات والتي‬ ‫تشمل اللقاحات والتلقيح االصطناعي)‪.‬‬ ‫وفي معظم البلدان ال يقومون ببرامج ارشادية للمزارعني حول كيفية زيادة انتاجية‬ ‫املواشي من خالل التحسني الوراثي لها‪ ،‬واستخدام اساليب الرعاية الصحية الوقائية‪،‬‬ ‫وطرق التغذية احملسنة خالل العملية االنتاجية في دورة النمو‪.‬‬ ‫‪110‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫ومن اجلدير باملالحظة أن املزارعني التجاريني (كبار املزارعني) يحصلون بسرعة على‬ ‫املعلومات الفنية واإلدارية من شركات القطاع اخلاص (كبائعي مدخالت االنتاج)‪ ،‬حيث‬ ‫يكون بعضهم حاصال إما على درجة الدبلوم أو البكالوريوس في انتاج احملاصيل و‪/‬او‬ ‫الثروة احليوانية‪.‬‬ ‫ومع ذلك فإن معظم صغار املزارعني واملزارعات والذين تقدر ملكياتهم بأقل من هكتار‬ ‫واحد من األرض (أي أقل من عشرة دومنات)‪ ،‬أو لديهم بقرة أو بقرتني‪ ،‬وعدد من الدواجن‬ ‫املنزلية‪ ،‬ليس لديهم املهارات واملعرفة لزيادة كفاءة االنتاج‪ .‬واألهم من ذلك أن أغلبهم‬ ‫اليستطيع تكثيف و‪/‬أو تنويع نظام إنتاجه النباتي واحليواني لزيادة دخل املزرعة‪ .‬وبالتالي‪،‬‬ ‫فإن هناك حاجة ملحة في معظم البلدان للعاملني في اإلرشاد من ذوي الكفاءة‪ ،‬ومدرَّبني‬ ‫هلني في التعامل مع احملاصيل والثروة احليوانية لتدريب وتاهيل مجموعات املنتجني‬ ‫ومؤ َّ‬ ‫املهتمني‪.‬‬ ‫النوع االجتماعي ‪Gender‬‬ ‫نظرا للدور احملوري الذي ميكن أن تقوم به املرأة في حتسني سبل عيش األسر الريفية‪،‬‬ ‫فإنه من املهم تأمني معلومات عن العوامل الرئيسة لتقييم املدى الذي ميكن فيه‬ ‫لكل منظمة إرشادية أن تصل إلى املرأة الريفية مع برامج مالئمة‪ .‬وأحد جوانب هذه‬ ‫املسألة‪ ،‬هو حتديد النسبة املئوية للمرشدات العامالت بامليدان (مصنفة حسب‬ ‫الوظيفة والتخصص) (أنظر السؤال ‪ .)5‬وهذا يساعد في بيان التغير في عدد ونسبة‬ ‫املرشدات امليدانيات مع مرور الزمن ‪ .‬وهناك موضوع آخر أيضا ذو عالقة باألمر‪ ،‬وهو اخلبرات‬ ‫الفنية واإلدارية ملعظم اخلريجات خالل التعليم اجلامعي؛ وهل هذه اخلبرات تتوافق مع‬ ‫االحتياجات الفنية واالدارية للمزارعات؟ أو هل سيتعني على املرشدين الذكور أخذ زمام‬ ‫املبادرة لتنظيم وتقدمي الدعم لسد احتياجات مجموعات املزارعات من بعض أنواع‬ ‫التدريب املطلوب والنشاطات اإلرشادية املتعلقة بها؟‬ ‫قد تؤثر العوامل االجتماعية والثقافية على عمل املرشدات الزراعيات واستعدادهن‬ ‫للقيام باألعمال املناطة إليهن للعمل على مستوى القرية‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬هل‬ ‫معظم املرشدات الزراعيات عندهن القدرة على تكوين عالقات فعالة مع اجملموعات‬ ‫املنتجة والنساء املعتمدات على الذات؟ ومع ذلك‪ ،‬في بعض الثقافات‪ ،‬قد يكون من‬ ‫الصعب تعيني املرشدات الزراعيات و‪ /‬أو تنفيذ برامج التدريب على مستوى املقاطعة‬ ‫الفرعية (األلوية)‪ .‬وفي حاالت أخرى‪ ،‬وبسبب الظروف الشخصية وااللتزامات العائلية‪،‬‬ ‫فان معظم العاملني في اإلرشاد‪ ،‬مبا في ذلك النساء‪ ،‬يفضل أن يكون تعيينه في‬ ‫‪111‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫املقاطعات أو الواليات لتمكني أسرهم من احلصول على خدمات صحية أفضل‪ ،‬و مدارس‬ ‫أفضل لألطفال ‪ .‬لذلك‪ ،‬فمن أجل الوصول إلى النساء في املناطق الريفية مع برامج‬ ‫ارشادية مفيدة‪ ،‬من املهم تقييم نسبة اإلناث العامالت في مجال اإلرشاد‪ ،‬املتوفرات على‬ ‫جميع املستويات اإلدارية لتولي هذه املهمات‪.‬‬ ‫احلاجة إلى إعادة هيكلة تنفيذ البرامج اإلرشادية‬ ‫أحد أهم األهداف الرئيسة للنظام اإلرشادي الزيارة والتدريب (‪ )T&V‬هو زيادة نسبة‬ ‫موظفي اإلرشاد إلى املزارعني‪ .‬وكان الهدف في كثير من البلدان حتقيق نسبة مرشد‬ ‫واحد الى ‪ 1600‬مزارع ‪ ،‬ومن ثم كان يتوقع من كل مرشد أن يعمل مع ‪ % 10‬اي ‪ 160‬مزارعا ً‬ ‫هي «مجموعة اتصال» في منطقة مسؤولياتهم‪ ،‬وزيارتهم مرة كل أسبوعني‪ .‬ولهذا‬ ‫السبب‪ ،‬مت استخدام عدد كبير من املرشدين من خالل نظام الزيارة والتدريب‪ ،‬مما أدى الى‬ ‫زيادة النفقات املالية اجلارية للحكومة حال انتهاء املشروع‪.‬‬ ‫ظم اإلرشاد القائمة‪ ،‬ينبغي أن يكون الهدف هو تنويع اخلبرات‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬وفي تعزيز ن ُ ُ‬ ‫وزيادة كفاءة (وليس أعداد) موظفي اإلرشاد احلالي‪ ،‬لتعكس التغييرات احلاصلة في‬ ‫االقتصاد الزراعي‪ .‬ونظرا للعدد الكبير من صغار املزارعني وأولئك الذين يعتمدون على‬ ‫املساعدات‪ ،‬مبا في ذلك املزارعات‪ ،‬فان أكثر الوسائل فعالية لتقدمي برامج اإلرشاد‬ ‫الالزمة هو تنظيمهم‪ ،‬ومن ثم التركيز على مجموعات املنتجني‪ ،‬وليس على فرادى‬ ‫املزارعني‪ .‬وعند التركيز على مجموعات املنتجني مثل اجلمعيات النسائية (التعاونيات)‬ ‫املنتجة لأللبان‪ ،‬أو اجملموعات املنتجة للفطر‪ ،‬سيكون العمل سهال وأكثر كفاءة في‬ ‫تقدمي خدمة االحتياجات اخلاصة لهذه اجملموعات اخملتلفة من صغار املزارعني واملزارعات‪،‬‬ ‫ألنها تتجه نحو مزيد من النظم الزراعية املتنوعة‪ .‬ولزيادة فاعلية عمل استراتيجية‬ ‫اإلرشاد الزراعي ال بد من تنظيم صغار املزارعني واملزارعات في املساعدة الذاتية (‪self-‬‬ ‫‪ ،)help‬او مجموعات املنتجني (انظر السؤال ‪ .)23‬وستكون املنظمات غير احلكومية‬ ‫(‪ ) NGOs‬قادرة على أن تلعب دورا مهما‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬ميكن تنظيم معظم‬ ‫مجموعات املزارعني في نحو تسعة أشهر؛ وتكون بعد ذلك جاهزة للتدريب التقني‬ ‫واالداري (‪.) See:Mishra and Swanson,2009‬‬ ‫تنظيم وقت املرشدين الزراعيني واملوظفني االستشاريني‬ ‫السياسة الرئيسة لنظام ‪ T & V‬هو احلد من األنشطة غير التعليمية‪ ،‬ال سيما‬ ‫‪112‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫على الصعيد امليداني‪ .‬ويجب أن يكون التركيز على اجلهود لتوفير اخلدمات االستشارية‪،‬‬ ‫وعدم تولي األنشطة اإلدارية؛ مثل جمع بيانات التعداد الزراعي أو إدارة مدفوعات الدعم‬ ‫الزراعي‪ .‬ولذلك‪ ،‬فمن املهم حتديد وتوزيع أوقات العاملني في مجال اإلرشاد حاليا بني هذه‬ ‫األعمال اخملتلفة (البند ‪ 14‬في امللحق)‪.‬‬ ‫اجلزء ‪ :4‬مصادر وتوزيع واستدامة املوارد املالية‬ ‫إن أحد أهم املعوقات التي تؤثر بشكل مباشر على أداء معظم املؤسسات االرشادية‪،‬‬ ‫هو توفر وتوزيع املوارد املالية‪ :‬أوال‪ ،‬حكومات البلدان النامية تتعرض لضغوط كبيرة لتوفير‬ ‫مجموعة واسعة من اخلدمات الصحية والتعليمية واالجتماعية وغيرها ملواطنيها‪.‬‬ ‫ثانيا‪ ،‬هناك تنافس شديد بني مختلف الوزارات على هذه املوارد العامة احملدودة‪ .‬وعموما ً‬ ‫فإن سكان احلضر لهم نفوذ سياسي أقوى من فقراء الريف حول قضايا تخصيص املوارد‪.‬‬ ‫لذلك‪ ،‬فان نفقات القطاع العام لدعم القطاع الزراعي عادة ما تكون محدودة وأقل‪،‬‬ ‫باستثناء بعض الدول األفريقية‪ ،‬مثل إثيوبيا‪ ،‬التي تخصص حكومتها حاليا ‪ 17-18٪‬من‬ ‫ميزانيتها للزراعة‪ .‬ثالثا‪ ،‬هناك منافسة شديدة على املوارد بني مختلف اإلدارات (البحوث‬ ‫واإلرشاد‪ ،‬والري‪..‬الخ ) في وزارات الزراعة‪ .‬وبشكل عام فإن إدارة اإلرشاد لها نفوذ وتاثير‬ ‫سياسي أقل من اإلدارات األخرى‪.‬‬ ‫في بعض البلدان تؤدي الضغوط السياسية القوية إلى االستخدام غير الفعال‬ ‫للموارد احملدودة واخملصصة لإلرشاد الزراعي واخلدمات اإلرشادية؛ ونتيجة لذلك اليستطيع‬ ‫العاملون في مجال اإلرشاد تأمني التمويل الكافي إلجراء برامج إرشادية فعالة ميكن أن‬ ‫تخدم فقراء الريف‪ ،‬وخصوصا ذوي احليازات الصغيرة والنساء الريفيات‪ .‬على سبيل املثال‪،‬‬ ‫قامت احدى الدول اآلسيوية بتقسيم وزارة الزراعة الى أكثر من عشرة أقسام بهدف‬ ‫توفير مناصب ألعضاء البرملان لتعينهم ‪.‬‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬وللحفاظ على ميزانياتها اجلارية‪ ،‬فان مدراء اإلرشاد في معظم‬ ‫البلدان عادة ما يخصصون معظم املوارد املالية للرواتب واحلوافز ملوظفي اإلرشاد‬ ‫الدائمني‪ .‬وتبقى مخصصات بسيطة لتغطية النفقات التشغيلية األساسية احملدودة‪،‬‬ ‫مثل الكهرباء والهاتف‪ ،‬وبعض تكاليف النقل لكبار املوظفني واإلدارة‪ .‬ويتم تخصيص‬ ‫ميزانية قليلة لغاية البرامج اإلرشادية والتدريب أثناء اخلدمة للمرشدين‪ ،‬واصدار‬ ‫مواد ارشادية حديثة و‪ /‬أو إجراء التحسينات الرأسمالية‪ ،‬مثل بناء مراكز االتصاالت‬ ‫وتكنولوجيا املعلومات (‪ )ICT‬واحلفاظ عليها‪ ،‬وتوفير أجهزة الكمبيوتر واالتصال باإلنترنت‬ ‫في مستويات املقاطعات واملقاطعات الفرعية ملوظفني اإلرشاد في امليدان‪.‬‬ ‫‪113‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫استدامة املوارد املالية‬ ‫إذا كانت املوارد املالية متوفرة‪ ،‬يجب احلصول على البيانات حول إجمالي النفقات‬ ‫املتكررة خالل السنوات اخلمس املاضية (أو أكثر) لكل منظمة ارشادية (انظر القسم‬ ‫‪ C‬في امللحق)‪ .‬وسبب احلفاظ على هذه املعلومات هو حتديد ما إذا كانت املوارد املالية‬ ‫اخملصصة لهذه املؤسسة ازدادت او انخفضت‪ ،‬أو على األقل استمرت بالتدفق بشكل‬ ‫ثابت‪ .‬كما هو مبني في السابق‪ ،‬فالرواتب واملكافآت الشخصية ملوظفي اإلرشاد الدائمني‬ ‫هي في احلقيقة تكاليف ثابتة‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬إذا كان هناك انخفاض في امليزانيات السنوية‬ ‫ستنعكس معظم التخفيضات على النفقات التشغيلية بشكل مباشر وعلى البرامج‪.‬‬ ‫مصدر ومستوى التمويل لكل منظمة إرشادية‬ ‫هناك مسألة أخرى‪ ،‬وهي التحقق من مصدر (مصادر) ومستوى التمويل خملتلف‬ ‫مصاريف اإلرشاد‪ ،‬وكيفية متويل هذه األنشطة اإلرشادية‪ .‬أوال‪ -‬من املهم حتديد مستوى‬ ‫التمويل القادم من كل مصدر؛ وثانيا‪ -‬حتديد طريقة تخصيص واستخدام مصادر التمويل‬ ‫اخملتلفة‪ .‬وهناك مثال بسيط في اجلدول ‪( 6.1‬البند ‪ 4‬في امللحق)‪.‬‬ ‫تخصيص املوارد املالية‬ ‫من املهم ومبزيد من التفصيل حتديد كيف ميكن لهذه النفقات املتكررة (أي الرواتب‬ ‫‪ /‬احلوافز‪ ،‬النفقات التشغيلية‪ ،‬املصروفات الراسمالية) أن تتماشى في إطار امليزانية‬ ‫العامة لكل منظمة ارشادية‪ .‬فمن غير املألوف أن تصل نسبة صرف الرواتب واملكافات‬ ‫الشخصية (تكاليف الرعاية الصحية‪ ،‬والتقاعد‪ ،‬واملياومات وما إلى ذلك) إلى ‪ % 80‬من‬ ‫امليزانية العامة‪ ،‬وما يتبقى (‪ )% 18 - 15‬تخصص للتكاليف التشغيلية والبرامج‪ ،‬مبا في‬ ‫ذلك تكاليف السفر‪ ،‬والبناء‪ ،‬ونفقات املكتب (الكهرباء والهاتف)‪ ،‬ونشاطات البرامج‬ ‫اإلرشادية (املشاهدات‪ ،‬األيام احلقلية)‪ ،‬يخصص لها من ‪ % 2 - 1‬من النفقات الراسمالية‪،‬‬ ‫كما هو مبني في اجلدول ‪ 6.2‬على الصفحة التالية (البند ‪ 11‬في امللحق)‪ .‬ومع هذا النوع‬ ‫من مخصصات امليزانية‪ ،‬فإنه من الصعب للنظام اإلرشادي تنفيذ برامج فعالة‪.‬‬ ‫جدول ‪ 6.1‬مصادر التمويل للسنة املالية احلالية ‪ -‬مثال توضيحي‬ ‫البن��ود الرئيس��ة إلنفاق‬ ‫‪ ٪‬من‬ ‫املبلغ‬ ‫مستوى ومصدر التمويل‬ ‫املوارد (على سبيل املثال)‬ ‫اإلجمالي‬ ‫اخملصص‬ ‫‪114‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫ال���روات���ب‪ /‬احل��واف��ز‪،‬‬ ‫احلكومة الوطنية‪ ،‬أي وزارة‬ ‫البرنامج‪ ،‬السفريات‪،‬‬ ‫الزراعة‬ ‫والنفقات التشغيلية‬ ‫مركز احملافظة (على سبيل‬ ‫األخرى‬ ‫املثال مديرية الزراعة)‬ ‫ال��ب��رن��ام��ج و‪ /‬او‬ ‫حكومة املقاطعة (غير شائعة‬ ‫النفقات التشغيلية‬ ‫في معظم الدول)‬ ‫على سبيل املثال‬ ‫رس��وم (عل��ى بع��ض اخلدمات‬ ‫املقدم��ة للمزارعني مثل تدريب‬ ‫رسوم تدريب املزارعني‬ ‫املزارعني لعدة ايام)‬ ‫متويل من القطاع اخلاص‬ ‫التحتية‬ ‫البنية‬ ‫‪،‬ال��ت��دري��ب‪ ،‬نفقات‬ ‫التبرعات‬ ‫أخرى‬ ‫ق����روض ص��غ��ي��رة‬ ‫البنوك الريفية‬ ‫(للنساء)‬ ‫أخرى (الرجاء حتديدها)‬ ‫املبلغ اإلجمالي و مصادر متويل‬ ‫‪100%‬‬ ‫اإلرشاد‬ ‫في معظم احلاالت فإن من ‪ 8‬الى ‪ 10‬باملائة على األقل من اجمالي ميزانية اإلرشاد‬ ‫تصرف على النشاطات اإلرشادية على مستوى احلقل‪ ،‬إضافة ‪ 2‬الى ‪ 4‬باملائة على‬ ‫التدريب خالل اخلدمة للعاملني امليدانيني باإلرشاد‪ .‬هذا املبلغ باإلضافة إلى ‪18 - 15‬‬ ‫باملائة يخصص للنفقات التشغيلية‪ ،‬وتشمل التنقالت واالتصاالت واملصاريف األخرى‪.‬‬ ‫ايضا‪ ،‬على األقل ‪ 5‬باملائة يجب تخصيصها للنفقات الثابتة‪ ،‬وتشمل شراء وصيانة مركز‬ ‫)‪ ICT (Information and Communication Technology‬وشبكة اتصاالت على املستوى‬ ‫احلقلي‪.‬‬ ‫‪115‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫اجلدول ‪ 6.2‬مستوى وتوزيع النفقات حسب الفئة للسنة املالية اجلديدة (انظر‬ ‫السؤال ‪ 11‬في امللحق)‬ ‫النفقات الفعلية ‪ ٪‬من إجمالي‬ ‫البيـــــــــان‬ ‫(مثال توضيحي)‬ ‫(حدد العملة)‬ ‫املرتبات واملكافآت الشخصية (احلوافز)‬ ‫‪58%‬‬ ‫الرواتب جلميع موظفي اإلرشاد‬ ‫املكافآت الشخصية (احلوافز) غيرها‬ ‫املصروفات الشخصية‬ ‫‪4%‬‬ ‫التكلفة اإلجمالية للمرتبات واملكافآت‬ ‫‪62%‬‬ ‫الشخصية‬ ‫تكاليف البرامج والتشغيل‬ ‫‪7%‬‬ ‫نفقات السفر التقديرية‬ ‫‪7%‬‬ ‫البناء (خدمات املكاتب الكهرباء‪ ،‬الهواتف‪،‬‬ ‫الخ)‬ ‫‪12%‬‬ ‫اإلرشادية‬ ‫واألنشطة‬ ‫للبرامج‬ ‫(املشاهدات‪ ،‬األيام احلقلية‪ ،‬تدريب املزارعني‪،‬‬ ‫الخ‪).‬‬ ‫‪4%‬‬ ‫تدريب أثناء اخلدمة وخدمات الدعم الفني‬ ‫والنفقات األخرى (اإلعانات‪ ،‬وما إلى ذلك‬ ‫‪0%‬‬ ‫حتدد )‪----------------------------------:‬‬ ‫‪-------‬‬ ‫‪30%‬‬ ‫مجموع تكاليف التشغيل والبرامج‬ ‫‪116‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫اجلدول ‪ 6.2‬مستوى وتوزيع النفقات حسب الفئة للسنة املالية اجلديدة (انظر‬ ‫السؤال ‪ 11‬في امللحق)‬ ‫النفقات الفعلية ‪ ٪‬من إجمالي‬ ‫البيـــــــــان‬ ‫(مثال توضيحي)‬ ‫(حدد العملة)‬ ‫املصروفات الراسمالية‬ ‫إنشاء أبنية واإلصالح والصيانة‬ ‫شراء وصيانة معدات تكنولوجيا‬ ‫املعلومات واالتصاالت‬ ‫‪3%‬‬ ‫قروض أو منح للموظفني للسيارات‬ ‫‪3%‬‬ ‫والدراجات النارية‪ ،‬الخ‪.‬‬ ‫أخرى (حدد)‪:‬‬ ‫‪6%‬‬ ‫التكلفة الراسمالية اإلجمالية‬ ‫‪100%‬‬ ‫اجمالي النفقات املباشرة لإلرشاد‬ ‫التكاليف غير املباشرة أو النفقات‬ ‫العامة‬ ‫إجمالي التكاليف املباشرة وغير املباشرة‬ ‫لتفعيل املؤسسات اإلرشادية بشكل كامل يجب تخصيص حوالي ‪ 30‬باملائة من‬ ‫امليزانية للبرامج والنفقات التشغيلية‪ 5 ،‬باملائة للنفقات الرأسمالية‪ ،‬وليس أكثر من ‪65‬‬ ‫باملائة للرواتب واحلوافز‪ .‬على كل حال‪ ،‬من املعروف أنه من الصعب عند مناقشة املوازنة‬ ‫اخملصصة لإلرشاد احلكومي احملافظة عليها‪ ،‬وتخصيصها من وزارة الزراعة‪ ،‬وكما هو‬ ‫موضح في اجلدول ‪ 6.2‬أعاله ميكن استخدام هذه اخملصصات التوضيحية ملناقشتها مع‬ ‫املوظفني املاليني في احلكومة لتخصيص املوارد الالزمة للنفقات التشغيلية والبرامج‬ ‫ونسبتها من امليزانية اجلارية في املستقبل للمؤسسات العاملة باالرشاد‪.‬‬ ‫مالحظات ختامية حول متويل املؤسسات اإلرشادية العاملة‬ ‫عندما يتحدث الناس حول ضعف أداء النظام اإلرشادي احلكومي‪ ،‬يجب أن يؤخذ‬ ‫باالعتبار مستوى األداء الذي ميكن ان يقوم به أي شخص بدون‪ )1 :‬وسائل مواصالت‬ ‫للوصول الى املناطق اخملدومة؛ ‪ )2‬توفير متويل لتنفيذ مشاهدات وايام حقلية؛ ‪ )3‬وسائل‬ ‫اتصاالت للتحدث مع اجلهات اإلخرى للحصول على املعلومات الفنية و‪/‬او التوجيه‪.‬‬ ‫‪117‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫اضافة لنقص الدعم املالي‪ ،‬فإن معظم العاملني باإلرشاد اليحصلون على التعليم‬ ‫والتدريب أثناء اخلدمة منذ التحاقهم بالعمل‪ ،‬لذلك معظم العاملني باإلرشاد يستمروا‬ ‫بالنمط التقليدي في تقدمي اخلدمة اإلرشادية‪.‬‬ ‫وبكل بساطة‪ ،‬معظم املرشدين الزراعيني بدون خبرة او بقليل منها للتعامل مع‬ ‫صغار املزارعني واملزارعات‪ ،‬وخبرة ضعيفة بالتعامل مع اإلرشاد التسويقي ونشاطاته‪.‬‬ ‫باختصار مصادر التمويل لإلرشاد غير كافية للقيام بنظام إرشادي فاعل‪ .‬واألفضل‬ ‫حتويلها لتقدمي اخلدمة اإلرشادية للمناطق الريفية الفقيرة فقط‪.‬‬ ‫اجلزء ‪ :5‬تقييم العمالء (املستهدفني) وأساليب اإلرشاد املستعملة‬ ‫ركزت معظم مؤسسات اإلرشاد احلكومية في القرن العشرين على نقل التكنولوجيا‬ ‫للمحاصيل الغذائية األساسية‪ ،‬لذلك‪ ،‬فإن معظم العاملني باإلرشاد يلبوا احتياجات‬ ‫املزارعني من الذكور‪ ،‬وخصوصا من ذوي امللكيات الكبيرة (أي املبدعني‪ ،‬املتبنني األوائل‪،‬‬ ‫وأوائل األغلبية‪ ،‬كما هو موضح في (‪ .)Rogers 2003‬في القرن الواحد والعشرين تتوقع‬ ‫معظم البلدان من العاملني باإلرشاد تقدمي اخلدمة لفئات أخرى‪ ،‬والتي تشمل النساء‬ ‫املزارعات اللواتي ميلكن أراض‪ ،‬او ليس لهن ملكيات‪ ،‬والشباب الريفي‪ .‬لذلك من املواضيع‬ ‫املهمة حاليا للعاملني باإلرشاد توزيع أوقاتهم خلدمة هذه الفئات اخملتلفة‪.‬‬ ‫أوال‪ ،‬وكما هو موضح في القسم (د) في امللحق‪ ،‬االستفسار من املسؤولني عن هذه‬ ‫املؤسسات‪ ،‬وعن األهمية النسبية للفئات املستهدفة‪ ،‬ونسبة الوقت واجلهد كنسبة‬ ‫مئوية والذي يكرس لكل فئة‪ .‬ثم الطلب من كل مدير أو مسؤول في كل منظمة ليأتي‬ ‫مبثال من األنشطة املقدمة لكل فئة مرتبة حسب أهميتها وبالتقديرات التالية‪ :‬مهمة‬ ‫بتقدير(‪ ،)4‬أو مهمة جدا بتقدير(‪( .)5‬انظر سؤال ‪ 13‬في امللحق)‪.‬‬ ‫ويجب سؤال مدير اإلرشاد ليعطي أمثلة محددة للتحقق من الوقت املكرس خملتلف‬ ‫الفئات املستهدفة‪ .‬معظم مدراء اإلرشاد‪ ،‬أو رؤساء شركات القطاع اخلاص‪ ،‬أو منظمات‬ ‫اجملتمع املدني يدركون أن األولويات تتحول لتقدمي خدمات أفضل لفقراء الريف‪ .‬لذلك‪،‬‬ ‫يجب التحقق من صحة الردود على هذه األسئلة وغيرها الواردة في االستبيان واملوجودة‬ ‫في امللحق‪.‬‬ ‫طرق اإلرشاد واألنشطة‬ ‫مجموعة أخرى هامة من املعلومات‪ ،‬وهي كيف يوزِّع العاملون باإلرشاد أوقاتهم بني‬ ‫‪118‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫التخطيط اإلرشادي ونقل املعلومات اإلرشادية وما بني األنشطة غير اإلرشادية مثل جمع‬ ‫البيانات واألنشطة الرقابية‪ ،‬وتوريد املدخالت‪ ،‬والقروض وهكذا‪ ..‬دواليك‪ .‬والسؤال ‪ 14‬في‬ ‫امللحق يتضمن مقياس عام عن كيفية تخصيص الوقت‪ .‬ومؤشر آخر كما هو مبني‬ ‫في السؤال رقم ‪ 15‬عن كيفية تخصيص الوقت من قبل املرشدين الزراعيني لتقييم‬ ‫الطرق الرئيسة لتقدمي اخلدمة اإلرشادية للمزارعني‪ .‬ومن املهم حتديد ما إذا كان املرشدون‬ ‫الزراعيون يعملون مع مجموعات من املزارعني (مثل اجملتمعات احمللية او مجموعات من‬ ‫املنتجني)‪ ،‬أو مع مزارعني على شكل فردي‪ .‬وكل من هذه املؤشرات تقدم معلومات هامة‬ ‫ورؤى عن كيفية تنظيم وتقدمي اخلدمات اإلرشادية‪.‬‬ ‫اجلزء ‪ :6‬تقييم موارد التنظيم والدعم‬ ‫حيث أن هدف القطاع الزراعي هو زيادة التنوع وتكثيف نظم الزراعة‪ ،‬وخصوصا‬ ‫تلك التي تشمل صغار املزارعني واملزارعات‪ ،‬فإن جميع املزارعني بحاجة للوصول إلى‬ ‫املعلومات التقنية والتسويقية احمللية‪ ،‬والفرص التسويقية اخلارجية للمناطق الزراعية‬ ‫اإليكولوجية اخملتلفة داخل كل األلوية واحملافظات‪ .‬في هذا اجلزء‪ ،‬سنقوم بالتحقيق في‬ ‫اخليارات املمكنة التي ميكن وضعها من خالل دعم برنامج إرشادي زراعي شامل‪.‬‬ ‫مركز تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت (‪)ICT‬‬ ‫جتدر اإلشارة إلى أن صغار املزارعني واملزارعات‪ ،‬ومعظمهم من ذوي التعليم البسيط أو‬ ‫األميني‪ ،‬سيكون اعتمادهم بشكل رئيس على العاملني في مجال اإلرشاد‪ ،‬وفي شركات‬ ‫املواد الزراعية وغيرهم من الوسطاء‪ ،‬لتزويدهم باملهارات التقنية واملعرفة‪ ،‬وبأحدث‬ ‫املعلومات التسويقية‪ ،‬لضمان وصول املعرفة إلى مجموعة املنتجني‪ .‬وجميع مقدمي‬ ‫اخلدمات اإلرشادية واالستشارية‪ ،‬سواء احلكومية أو اخلاصة أو املنظمات غير احلكومية‪،‬‬ ‫بحاجة للوصول إلى املعلومات والدعم التقني الزراعي من مؤسسات البحث العلمي‬ ‫الوطنية‪.‬‬ ‫إضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن نظام اإلرشاد بحاجة إلى تطوير‪ ،‬أو إلى الوصول إلى مركز‬ ‫تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت الذي مت انشاؤه (على سبيل املثال املركز الوطني‬ ‫سهل للمختصني للوصول للمعلومات‪ .‬على سبيل املثال‪ -‬التواصل‬ ‫للبحوث الزراعية)‪ ،‬ي ُ ّ‬ ‫مع اإلنترنت‪ ،‬املعلومات التقنية والتسويقية والتي أصبحت متاحة بسهولة من مصادر‬ ‫وطنية وعاملية‪ ،‬مبا في ذلك مراكز اجملموعة االستشارية للبحوث الزراعية الدولية‬ ‫(‪ ،)CGIAR‬وسائر املراكز واملصادر العامة واخلاصة من املعارف التقنية ومعلومات السوق‪،‬‬ ‫‪119‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫أنظر‪.)Rudgard , et al , 2003( -‬‬ ‫إضافة إلى احلاجة إلى وجود مركز فعال لتكنولوجيا املعلومات واالتصاالت‪ ،‬فإن‬ ‫هناك نفس القدر من األهمية إلنشاء البنية التحتية لتكنولوجيا املعلومات التي من‬ ‫شأنها ربط موظفي اإلرشاد مبركز تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت‪ ،‬وبشكل أوسع الى‬ ‫املعلومات التقنية والتسويقية‪ ،‬وادارة املعلومات‪.‬‬ ‫وأهمية تأمني العاملني في اإلرشاد باالنترنت للتواصل مع مركز تكنولوجيا املعلومات‬ ‫واالتصاالت وتوفير البنية التحتية القوية ستوضح في الفصل الثامن‪.‬‬ ‫إلجراء مقارنة حتليلة لنماذج من مراكز املعلومات واالتصاالت ومن ضمنها منظمة‬ ‫حكومية‪ ،‬وتعاونيات انتاج السكر‪ ،‬وعدد كبير من جتار مدخالت اإلنتاج‪ ،‬أنظر‪(Meera, -‬‬ ‫)‪ Jhamtani, and Rao 2004‬وتتمثل اخلطوة األولى بتحديد ما اذا كانت املؤسسات‬ ‫الوطنية للبحث واإلرشاد حتوي مثل هذه املراكز‪ .‬واذا كانت حتوي مثل هذه املراكز‪،‬‬ ‫فيكون من الضروري البدء بتجميع املعلومات الالزمة حول قدرة هذه املراكز‪ ،‬ومدى‬ ‫قوتها ونقاط ضعفها‪:‬‬ ‫ •كم يبلغ عدد اخملتصني والفنني في هذه املراكز؟‬ ‫ •كم هو عدد املطبوعات اإلرشادية املنتجة خالل العامني املاضيني؟‬ ‫ •هل مت استخدام اإلذاعة والتلفزيون في عملية نشر املعلومات احلديثة الفنية‬ ‫والتسويقية؟ (استخدم السؤال ‪ 17‬في امللحق كمؤشر لتحديد استخدام‬ ‫وسائل االتصال اجلماهيري)‬ ‫ •هل يضع املركز جميع املعلومات على املواقع االلكترونية؟ اذا كان اجلواب بنعم‪،‬‬ ‫احصل على طريقة الوصول الى هذا املوقع‪ ،‬وعاينها‪ ،‬وحتقق من صحتها ونوعيتها؟‬ ‫ • هل يضع القسم البحثي أو اإلرشادي التابع لهذا املركز معلومات تطبيقية‬ ‫(ليس أوراق علمية) يستفيد منها املزارع على املواقع االلكترونية‪ ،‬والتي‬ ‫ميكن للمرشدين واملؤسسات غير احلكومية وجتار املواد الزراعية احلصول على‬ ‫معلوماتها االقتصادية‪ ،‬مثل تلك اخلاصة باحملاصيل الرئيسة‪ ،‬والثروة احليوانية‬ ‫وغيرها من املعلومات؟‬ ‫البنية التحتية ملركز املعلومات واالتصاالت‬ ‫يتطلب احلصول على معلومات إضافية لتقدير أنواع ومستويات وقدرة االتصاالت‬ ‫‪120‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫التي يحتاجها املركز إلى بنية حتتية‪ .‬لذا‪ ،‬يجب االستعانة بالسؤال ‪ 18‬في امللحق بهذا‬ ‫اخلصوص‪.‬‬ ‫إذا كان مركز املعلومات واالتصاالت اخلاص بالبحث واإلرشاد غير موجود‪ ،‬أو أنه يعمل‬ ‫بشكل ضعيف‪ ،‬عندها ميكن اجلزم بأن املرشد امليداني يستمد استفادته من هذه املراكز‬ ‫من خالل التلفون اخللوي‪ ،‬أو التلفون العادي‪ ،‬أو عن طريق اإلنترنت‪ .‬وهكذا‪ ،‬فاخلطوة األولى‬ ‫تتمثل بإنشاء مثل هذا املركز‪ ،‬ومن ثم البدء بإنشاء بنية حتتية‪ ،‬والتي مبقدورها تأمني‬ ‫االتصاالت خالل النظام اإلرشادي ومن ثم ربط اختصاصي نقل التكنولوجيا واملرشد‬ ‫امليداني مع مراكز وطنية وعاملية ملصادر املعلومات الفنية والتسويقية‪.‬‬ ‫معلومات أخرى حول تقوية دور مراكز املعلومات واالتصاالت ميكن االطالع عليها في‬ ‫الفصل الثامن‪.‬‬ ‫منشآت التدريب‬ ‫يجب حتديد املؤسسات املسؤولة عن تدريب ما قبل وأثناء اخلدمة للكادر اإلرشادي‬ ‫‪ .‬أوال‪ -‬يجب التأكد من أن منظمات اإلرشاد التسويقي‪ ،‬وأولئك الذين يقدمون خدمات‬ ‫باملقابل‪ ،‬تقدم مثل هذه األنواع من التدريب أيضا‪ .‬كما ويجب حتديد كل األمور املتعلقة‬ ‫بالتدريب‪ ،‬وخصوصا املواد التدريبية‪ ،‬اجلهات التنظيمية‪ ،‬فترة البرامج وعدد أنشطتها‬ ‫ومن املنفذ من اجلهات املبينة أدناه‪:‬‬ ‫ •اجلامعات الزراعية‪.‬‬ ‫ •املدارس الزراعية التي متنح درجة الدبلوم‪.‬‬ ‫ • مؤسسات البحث العلمي الزراعي‪.‬‬ ‫ •وغيرها من املؤسسات (مع ضرورة التحديد)‪.‬‬ ‫ثم بعدها يتم حتديد معلومات إضافية حول طبيعة هذه املواد باستخدام السؤال ‪19‬‬ ‫في امللحق‪ ،‬على أن يشمل أهم املواد التدريبية املنجزة‪ ،‬وبالتحديد في آخر سنة‪ ،‬مع بيان‬ ‫عدد وطول مدة (بااليام) مثل هذه النشاطات‪.‬‬ ‫وكقاعدة أساسية‪ ،‬يحتاج العاملون باإلرشاد إلى خمسة أيام على األقل للتدريب‬ ‫أثناء اخلدمة‪ ،‬وذلك من أجل احلصول على املعلومات احلديثة إن كانت فنية أو ادارية أو‬ ‫تسويقية‪ ،‬أو مبا يخص تكنولوجيا املعلومات‪ .‬وإذا لم يحصل الكادر اإلرشادي على تدريب‬ ‫أثناء اخلدمة لعدة سنوات‪ ،‬عندها يجب تنظيم ورشة عمل تدريبية في هذا اجملال‪.‬‬ ‫‪121‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫وسائل املواصالت الرئيسة للكادر اإلرشادي‬ ‫يجب حتديد وسائل املواصالت املستخدمة من املرشدين امليدانيني‪ ،‬على أن يتم النظر‬ ‫في االحتياجات التالية‪:‬‬ ‫ال‬ ‫ ‬ ‫ نعم‬ ‫استخدام سيارة املرشد اخلاصة‬ ‫ال‬ ‫ ‬ ‫نعم‬ ‫استخدام سيارة تخص املكتب اإلرشادي‬ ‫ال‬ ‫ ‬ ‫نعم‬ ‫استخدام الدراجة النارية اخلاصة‬ ‫ال‬ ‫ ‬ ‫نعم‬ ‫استخدام دراجة نارية تخص املكتب اإلرشادي؟‬ ‫ال‬ ‫ ‬ ‫نعم‬ ‫استخدام وسائل املواصالت العامة (مثال باص‪ ،‬فان)‬ ‫استخدام وسائل اأخرى (حدد)‪---------------‬‬ ‫في حال التزود بسيارة او بدراجة من املكتب اإلرشادي يجب بيان معدل عدد األيام‬ ‫املستخدمة باألسبوع لكل مرشد ميداني استخدم وسيلة نقل محددة‪ .‬معظم‬ ‫املرشدين والعاملني في اجملال اإلرشادي ال ميلكون دخوال كافية لشراء سيارة‪ ،‬ولكن‪،‬‬ ‫وحتت برنامج التدريب والزيارة (‪ ،)T&V‬فإن معظم املؤسسات الوطنية تخصص برامج‬ ‫قروض دوارة‪ ،‬حيث يستطيع املرشد شراء سيارة من هذه القروض‪ .‬إضافة ملا سبق‪،‬‬ ‫يتم تزويد اجلهة اإلرشادية مبخصصات التنقل الكافية لتغطية نفقات تنقل املرشد‪،‬‬ ‫ودفع ما يترتب عليه من هذه القروض (عادة خمس سنوات)‪ .‬وعادة ما يقوم املرشدون‬ ‫واالختصاصيون باستخدام سياراتهم اخلاصة إلجناز األعمال الرسمية‪ ،‬في هذه احلالة‬ ‫يجب األخذ باحلسبان املوازنة املتوفرة لتغطية هذه النفقات‪ ،‬كاملبينة أدناه‪:‬‬ ‫ •معدل مصروفات االختصاصي للتنقل ______‪ /‬شهر‬ ‫ •معدل املصروفات اخملصصة من الوالية لتنقالت املرشدين ______ ‪ /‬شهر‬ ‫ •معدل املصروفات املتوفرة لكل مرشد ميداني ________‪ /‬شهر‬ ‫واخيراً‪ ،‬يجب األخذ بعني االعتبار فيما إذا كانت مصاريف تغطية املواصالت للكادر‬ ‫اإلرشادي امليداني تشكل عقبة‪ .‬فهنا يجب دراسة االحتماالت املتوفرة لتغطية هذه‬ ‫النفقات‪.‬‬ ‫‪122‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫اجلزء ‪ :7‬حتديد الروابط املؤسسية في النظام الزراعي اإلبداعي‬ ‫‪Agricultural Innovation System‬‬ ‫ميكن تعريف اإلبداع‪ /‬اخلال ُق‪ -‬بأنه مجموعة املؤسسات أو الهيئات أو األفراد الذين‬ ‫يسعون اليجاد طرق (آليات)‪ ،‬أو أفكار جديدة ميكن استخدامها في حتقيق مكاسب مادية‬ ‫تخدم صغار املزارعني (الرجال والنساء)‪ ،‬وتساهم في تغيير األداء والسلوك‪ .‬إن معظم‬ ‫أنواع اإلبداع ليست تكنولوجيا جديدة؛ وأمنا تتعلق بطرق تبني أساليب جديدة أو محدثة‬ ‫متاشي احتياجات السوق‪ .‬بالنسبة لصغار املزارعني‪ ،‬فإن قابليتهم للعمل االبداعي يأتي‬ ‫في صورة عمل جماعي‪ ،‬مثل عملية نقل التكنولوجيا لتقنية ما‪.‬‬ ‫الالعبون املهمون في هذه العملية‪ ،‬هم أولئك املزارعون الذين استخدموا التقنات‬ ‫احلديثة‪ ،‬وجربوها‪ ،‬واستفادوا منها بنجاح في أي من احملاصيل التي تنجح زراعتها في‬ ‫أراضيهم‪ ،‬والتقنات املطبقة عليها؛ وكذلك حول أهم الوسائل التسويقية الناجحة‬ ‫التي ميكن االستفادة منها (كما سبق ووضحنا في الفصل الثاني)‪.‬‬ ‫وفي معظم احلاالت‪ ،‬فإنه‪ ،‬ومبساعدة البحوث اخملتصة واملرشدين‪ ،‬يجب وضع هذه‬ ‫احملاصيل اجلديدة والثروة احليوانية وغيرها من األمور اجلديدة في موازين اإليجابيات‬ ‫والسلبيات‪ ،‬لتحديد مدى االستفادة منها‪ .‬هذه النظم اجلديدة ميكن تقويتها من خالل‬ ‫التعريف بالبدائل التكنولوجية املتوفرة‪ ،‬واملوجودة أصال ً في كل املؤسسات الوطنية‬ ‫واخلاصة على حد سواء‪.‬‬ ‫ولتقوية دور اإلرشاد‪ ،‬ومدى مشاركته بنظام املعلومات اإلرشادي ( ‪) AIS‬على مستوى‬ ‫الوطن‪ ،‬فمن الضروري أن يتم حتديد الروابط احلالية القوية‪ ،‬وقابلية اجلهاز اإلرشادي‬ ‫للعمل بشكل شامل‪ .‬ومن املمكن أن يكون بعض هذه الروابط ضعيفة؛ إال أنه ميكن‬ ‫تقويتها عن طريق تطوير استراتيجية خاصة بذلك‪.‬‬ ‫يتحسن أداء نظام املعلومات الزراعي عند تقوية هذه الروابط‪ ،‬وبالتالي يسارع في‬ ‫إجناز األهداف املوضوعة‪ ،‬والتي من أهمها األمن الغذائي الوطني واألسري‪ ،‬وزيادة دخل‬ ‫املزارع‪ ،‬وحتسني مستوى املعيشة في الريف‪ ،‬وضمان االستخدام اآلمن للموارد الطبيعية‪.‬‬ ‫لذا‪ ،‬فمن الضروري تقييم العالقة بني اإلرشاد الزراعي وما بني بقية املؤسسات األخرى‪،‬‬ ‫البحثية منها‪ ،‬والقطاع اخلاص‪ ،‬ومؤسسات القطاع احلكومي (أنظر السؤال ‪ 22‬في‬ ‫امللحق)‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬كيف يصف مدير اإلرشاد العالقات من حيث التعاون وتبادل‬ ‫املعلومات مع كل هذه املؤسسات‪.‬‬ ‫‪123‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫من املمكن أن يحدد مدير اإلرشاد االيجابيات والسلبيات املمكنة لكل عملية تعاون‪،‬‬ ‫التي ستساعد في دراسة كيفية تقوية هذه الروابط‪ .‬بعد هذا التحليل ميكن التركيز‬ ‫على تلك الروابط‪ ،‬وتقوية الضعيف منها‪ ،‬وادامة الروابط القوية‪ .‬بعدها ميكن الذهاب‬ ‫أبعد من ذلك ملعرفة الروابط األخرى مع اإلرشاد‪ ،‬مثل جتار مواد مدخالت االنتاج‪ ،‬جمعيات‬ ‫املزارعني‪ ،‬اجلهات البحثية واملنظمات األخرى‪.‬‬ ‫اجلزء ‪ :8‬حتديد نوع وعدد جمعيات املزارعني‬ ‫كما أُشير إليه سابقا ً وجاء في املصدر )‪ ، Roseboom et al. (2006‬واعتمادا ً على‬ ‫حتليل أنظمة اإلرشاد في أمريكا اجلنوبية‪ ،‬فإن فعالية هذه األنظمة وقوتها تعتمد‬ ‫بالدرجة األولى على وجود جمعيات مزارعني في املنطقة‪ .‬وعليه‪ ،‬فمن الضروري حتديد‬ ‫هذه الفئات وقوتها‪ ،‬خصوصا فيما يتعلق بجمعيات املزارعات (النساء الريفيات)‪ ،‬وبيان‬ ‫مدى قوة روابطها مع النظام االرشادي‪.‬‬ ‫ومت التنويه سابقا ً إلى صعوبة إيجاد مؤسسات ال مركزية فعالة (من األسفل لألعلى‬ ‫) بدون أن يكون هناك مؤسسات وجمعيات مزارعني‪ .‬وعند مراجعة كل هذه األمور‪ ،‬يجب‬ ‫أن نعرف نوع وعدد القرى واأللوية واملناطق املتواجدة فيها هذه املنظمات (أنظر املادة ‪23‬‬ ‫في امللحق)‪.‬‬ ‫واذا كانت هذه املعلومات غير متوفرة في البلد بشكل عام‪ ،‬يجب حتديد اي خدمات‬ ‫أخرى متوفرة‪.‬‬ ‫اجلزء ‪ :9‬استخدام املعلومات في التخطيط االستراتيجي‬ ‫كما مت التنويه إليه أعاله‪ ،‬فإن كل نظام إرشادي مبا فيها النظام اإلرشادي احلكومي‪،‬‬ ‫وذلك املوجود بالقطاع اخلاص واملؤسسات غير احلكومية‪ ،‬وغيرها‪ ،‬له طابعه اخلاص‪،‬‬ ‫ويختلف من بلد آلخر في تنفيذ برامجها ونشاطاتها ومسؤولياتها‪.‬‬ ‫وبناء عليه‪ ،‬يجب البدء بتحليل مكثف ملصادر الدعم في هذه املؤسسات‪ ،‬والعوامل‬ ‫التي تؤثر عليها مختلف األنشطة واخلدمات اإلرشادية‪.‬‬ ‫مثل هذه املعلومات ميكن احلصول عليها من مؤسسات اإلرشاد احلكومي والقطاع‬ ‫اخلاص واملؤسسات غير احلكومية واملعنية بتقدمي خدمات ارشادية‪ ،‬وتطوير القطاع‬ ‫اإلرشادي‪ .‬وأفضل طريقة إلجراء مثل هذاالتحديد هو إجراء حتليل ‪ ،SWOT‬والذي يبني‬ ‫نقاط القوة والضعف والفرص املتاحة‪ ،‬إضافة إلى التحديات املوجودة‪ .‬كل هذه األمور‬ ‫‪124‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫تساعد في معرفة كيف ميكن حتسني النظام اإلرشادي‪ .‬وميكن االستعانة باملواقع‬ ‫االلكترونية العديدة مثل‪:‬‬ ‫‪http://en.wikipedia.org/wiki/SWOT_analysis‬‬ ‫اجلزء ‪ :10‬مالحظات ختامية‬ ‫هدف هذا الفصل هو حتديد العوامل الرئيسة الالزمة لتقوية نظام اإلرشاد اجلماعي‬ ‫الهادف إلى زيادة الدخل املزرعي‪ ،‬وحتسني احلياة الريفية‪ ،‬وخصوصا ألولئك الفقراء‬ ‫منهم‪ .‬وجزء كبير من هذا الفصل مت تخصيصه ألنواع املعلومات التي ميكن جمعها من‬ ‫مؤسسات اإلرشاد احلكومي واخلاص وجمعيات املزارعني األخرى‪.‬‬ ‫إال أن عملية جمع مثل هذه املعلومات ليست باألمر اليسير في العديد من الدول‪،‬‬ ‫وذلك لوجود نظام المركزي على مستويات احملافظات‪ ،‬وعليه فإن مديرية اإلرشاد تفتقر‬ ‫إلى معلومات حديثة بهذا الشأن‪ .‬بعض الدول لديها أنظمة متعددة (مثل احملاصيل‪،‬‬ ‫الثروة احليوانية‪ ،‬الثروة السمكية‪ ،‬الغابات)‪ ،‬وحتى وزارات متعددة (كما في نيبال‬ ‫وسريالنكا)‪ ،‬والتي تدير أنظمة ارشادية مختلفة‪ .‬اضافة ملا سبق‪ ،‬فالعديد من املؤسسات‬ ‫غير احلكومية في العديد من البلدان تزود مجموعات خاصة بخدمات ارشادية‪ ،‬وايجاد‬ ‫مؤسسات أصغر‪ ،‬والتي تدير مناطق محددة يصعب ايجادها‪.‬‬ ‫وباختصار‪ ،‬فاحلصول على هذه املعلومات هو حتد بحد ذاته‪ .‬إذا‪ ،‬فاحلصول على مثل‬ ‫هذه املعلومات يجب ان يكون على مستوى احملافظة‪ ،‬والتي تلعب دورا هاما في تقدمي‬ ‫اخلدمات االرشادية‪.‬‬ ‫بعد جتميع كل هذه املعلومات ميكن عمل حتليل ‪ SWOT‬للمتغيرات الرئيسة‪ ،‬والتي‬ ‫تؤثر بشكل رئيس على فعالية وقدرة وعمل هذه املؤسسات‪ .‬كما ميكن حتديد املعيقات‬ ‫التي تؤثر على سير العمل بشكل سلبي‪.‬‬ ‫سيبني الفصلني السابع والثامن استراتيجيات ممكنة‪ ،‬من ضمنها ابداعات مؤسسية‪،‬‬ ‫واستثمارات‪ ،‬ميكنها أن حتد من املعيقات التي ظهرت عن حتليل ‪ .SWOT‬وبناء عليه‪ ،‬فإن‬ ‫الفصل السابع يركز بشكل أكثر على االستراتيجية الضرورية التي يجب ذكرها‪ .‬أما‬ ‫الفصل الثامن‪ ،‬فإنه يركز على املوضوع التكتيكي املراد ذكره‪ .‬املوضوع الهام هو مدى‬ ‫امكانية احلد من هذه املعيقات في ضوء استثمارات خارجية‪ ،‬وما اذا كانت هذه التعديالت‬ ‫املؤسسية ميكن ادامتها بعد انتهاء املشروع؟! كل هذه األمور تعتمد في الدرجة األولى‬ ‫على مصادر الدعم احلكومي واألولويات الوطنية‪.‬‬ ‫‪125‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫الفصل السابع‪ :‬تحويل نظم اإلرشاد الزراعي‪:‬‬ ‫دروس من الصين والهند‬ ‫نظرة عامة‬ ‫يتناول هذا الفصل طرق التصدي للقيود املؤسسية التي قد حتد من فعالية نظم‬ ‫اإلرشاد الزراعي القائمة على حتقيق أهداف التنمية الزراعية والريفية‪ ،‬مبا في ذلك حتسني‬ ‫سبل املعيشة الريفية‪ .‬ففي البداية‪ ،‬وبعد األخذ بعني االعتبار مزايا وعيوب أفضل وأنسب‬ ‫استراتيجية أو ممارسات لتحقيق األهداف الوطنية الشاملة‪ ،‬فإن هذا الفصل سيركز‬ ‫بشكل محدد على القضايا التنظيمية واإلدارية املشتركة بني العديد من نظم اإلرشاد‬ ‫العامة (على سبيل املثال‪ ،‬اإلدارة من األعلى إلى األسفل)‪.‬‬ ‫ترغب معظم احلكومات في احلفاظ على األمن الغذائي الوطني مع زيادة الصادرات‬ ‫الزراعية‪ .‬وأحد االستراتيجيات للقيام بذلك‪ -‬مساعدة األسر الزراعية ذوي احليازات‬ ‫الصغيرة بالبدء بانتاج السلع واحملاصيل ذات القيمة العالية‪ ،‬لزيادة دخلهم وتوفير فرص‬ ‫العمل في الريف‪ ،‬والتي سوف تساعدهم على حتسني سبل العيش‪ .‬لذا‪ ،‬فإن اخلطوة األولى‬ ‫تتلخص بتحديد املشاكل واملعوقات املؤسسية الرئيسة‪ ،‬ومن ثم دراسة كيف تناولت‬ ‫الهند والصني بعض هذه القضايا املهمة‪.‬‬ ‫اجلزء ‪ :1‬مراجعة لبعض االستراتيجيات التي ميكن أن تساعد في حتويل النظم اإلرشادية‬ ‫واالستشارية‬ ‫مراجعة للمهام األساسية لإلرشاد الزراعي‬ ‫اعتمادا ً على حتليل مختلف السياسات والقضايا التنظيمية الواردة في الفصل الرابع‬ ‫واخلامس‪ ،‬والتحليل املؤسسي املبني في الفصل السادس‪ ،‬فإن القضية األساس األولى‬ ‫هي حتديد املهام األساسية الضرورية لتحقيق األهداف الوطنية للتنمية الزراعية في كل‬ ‫بلد‪ .‬ثم‪ ،‬من الضروري حتديد امكانية حتويل النظام اإلرشادي احلكومي املوجود‪ ،‬أو سحب‬ ‫بعض املهام منه بشكل دائم أو مؤقت تدريجيا‪ ،‬وحتويلها إلى القطاع اخلاص (على سبيل‬ ‫املثال‪ ،‬نقل التكنولوجيا)‪ ،‬أو إلى املنظمات غير احلكومية ‪( NGOs‬بناء اجملتمعات)‪ ،‬أو إلى‬ ‫منظمات املزارعني الناشئة (‪ ،)FBO‬التي باستطاعتها ربط املزارعني واملزارعات باألسواق‪.‬‬ ‫كما هو موضح في الشكل ‪ 1.1‬في الفصل األول‪ ،‬يجب أن نأخذ في االعتبار أن تقدمي‬ ‫خدمات اإلرشاد الزراعي هو عبارة عن عملية متعددة الوظائف تشمل مهام مختلفة‪،‬‬ ‫ولكنها متصلة مع بعضها البعض‪ .‬لذا‪ ،‬فاملهمة األولى هي استعراض مدى موائمة مهام‬ ‫‪127‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫اإلرشاد الزراعي مع األهداف الرئيسة للتنمية الزراعية‪ .‬بداية‪ ،‬سنراجع بإيجاز كل من هذه‬ ‫الوظائف الرئيسة املتداخلة أو املتشابكة لإلرشاد الزراعي‪ ،‬كما هو موضح في الفصل‬ ‫األول؛ وحتديد األهمية النسبية خملتلف املهام‪ ،‬لتدعيم اإلرشاد الزراعي والنظام االستشاري‪.‬‬ ‫ •حتسني نقل التكنولوجيا للوصول لألمن الغذائي وخصوصا للمحاصيل الرئيسة‬ ‫‪ -‬املهمة األولى هي حتديد املصادر احلالية ملعظم تكنولوجيا اإلنتاج اجلديدة لزيادة‬ ‫إنتاجية احملاصيل الرئيسة والثروة احليوانية داخل بلد معني (وباخلصوص ابتكارات‬ ‫املنتج)‪ .‬ففي معظم البلدان غالبا ما تتكون من مزيج من التقنيات العامة‬ ‫واململوكة‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬ميكن أن يتولى موزعو مدخالت االنتاج املزيد من املسؤولية في‬ ‫توفير اخلدمات االستشارية‪ .‬لذلك‪ ،‬فإن تشجيع الشراكة ما بني القطاع اخلاص‬ ‫والعام من شأنها أن تدعم اإلرشاد الزراعي‪ .‬فالهدف الرئيس‪ ،‬هو ضمان حصول‬ ‫املزارعني على املعلومات احلديثة والدقيقة‪ ،‬إضافة إلى مدخالت اإلنتاج الضرورية‬ ‫الالزمة إلنتاج احملاصيل الغذائية ومنتجات الثروة احليوانية‪ .‬وفي معظم البلدان‬ ‫تلعب شركات القطاع اخلاص و‪ /‬أو جمعيات املزارعني دورا ً مهما لتوفير املعلومات‬ ‫الفنية ملدخالت االنتاج اجلديدة‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬بامكان اإلرشاد احلكومي توجيه‬ ‫اهتمامهم ملهام إرشادية أخرى مهمة‪.‬‬ ‫ •تكثيف و‪ /‬أو تنويع النظم الزراعية لصغار املزارعني لزيادة دخل املزرعة‪ -‬الوظيفة‬ ‫الثانية لإلرشاد الزراعي‪ ،‬هي إدخال محاصيل جديدة ذات قيمة عالية في االنتاج‬ ‫النباتي والثروة احليوانية‪ ،‬وغيرها من املشاريع‪ ،‬جملموعات محددة من األسر الزراعية‬ ‫في اجملتمعات احمللية‪ .‬فاجلدوى االقتصادية لهذه املشاريع اجلديدة سوف تعتمد في‬ ‫جزء كبير منها على امليزة النسبية للبيئات الزراعية اخملتلفة ضمن مناطق معينة‪،‬‬ ‫فضال عن فتح أسواق جديدة و‪ /‬أو توسيعها لهذه املنتجات‪ .‬ومعظم هذا “النهج‬ ‫االبتكاري”‪ ،‬هو نتيجة للنمو االقتصادي‪ ،‬وتغير توجه طلب املستهلكني للمنتجات‬ ‫الغذائية ذات القيمة العالية ‪.‬وبالتالي‪ ،‬فإن معظم التكنولوجيات الالزمة وممارسات‬ ‫اإلنتاج هي متاحة بالفعل‪ ،‬ولكن في أماكن أخرى‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن املزارعني املبدعني‬ ‫الذين طوروا بالفعل هذه النظم أو املشاريع اجلديدة‪ ،‬يُعتبرون نقطة انطالق ممتازة‬ ‫في إدخالها جملموعات معينة من املزارعني في اجملتمعات أو املناطق األخرى‪ .‬وعندما‬ ‫يقرر املزارعون متابعة بعض املشاريع‪ ،‬على اإلرشاد الزراعي إنشاء عالقة عمل‬ ‫مع الباحثني ومصادر املعرفة األخرى لضمان اتاحة اجملال للمزارعني احلصول على‬ ‫املعلومات ذات الصلة باألمور الفنية والتسويقية‪.‬‬ ‫ •تنمية رأس املال االجتماعي في اجملتمعات الريفية‪ -‬عندما تبدأ فئات مختلفة من‬ ‫‪128‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫صغار املزارعني من الرجال والنساء البحث عن احملاصيل واملنتجات اجلديدة ذات القيمة‬ ‫العالية لزيادة دخلهم‪ ،‬فإن ذلك يتطلب البدء بالعمل معا من خالل املنتجني و‪ /‬أو‬ ‫مجموعات املساعدة الذاتية داخل هذه اجملتمعات الريفية‪ .‬وإذا وُجد نقص للعاملني‬ ‫باإلرشاد في املهارات الالزمة للمساعدة في تدريب وتنظيم جماعات مختلفة من‬ ‫املزارعني‪ ،‬عندها ميكن االستعانة بجهات خارجية‪ ،‬على سبيل املثال‪ ،‬املنظمات‬ ‫غير احلكومية املؤهلة‪ .‬وعندما تتشكل مجموعات اقتصادية‪ ،‬فإن القيادة الناشئة‬ ‫بحاجة لقيادة إضافية لتنظم هذه اجملموعات‪ ،‬وللمهارات اإلدارية املالية‪ ،‬وخصوصا‬ ‫عندما تبدأ اجملموعات على مستوى القرية بالتعاون مع مجموعات أخرى مجاورة‬ ‫لتشكيل مجموعات منتجة أكبر‪ ،‬أو جمعيات مزارعني‪ .‬ومبا أن مجموعات صغار‬ ‫املزارعني بدأت تتنظم وتوسع نطاق عملها‪ ،‬فإنها تصبح مهتمة وعلى نحو متزايد‬ ‫في مصادر تقنيات جديدة وأسواق‪ ،‬والتزود مبعلومات عن القروض الصغيرة‪ .‬ومن‬ ‫هنا‪ ،‬فسوف يتطلعون إلى اإلرشاد احلكومي واخلاص ملساعدتهم لتعزيز وتنويع‬ ‫نظمهم الزراعية‪ ،‬وحتسني وصولها إلى املدن الكبرى‪ .‬إن املزج بني زيادة املعرفة‬ ‫واخلبرة سيؤدي لبناء الثقة بالنفس بني أعضاء اجملموعة‪ ،‬وزيادة قدرتهم على العمل‬ ‫معا في إنتاج وتسويق مختلف املنتجات الزراعية ذات القيمة العالية‪.‬‬ ‫ •توعية وتعليم املزارعني اإلدارة املستدامة للموارد الطبيعية (إدارة املوارد الطبيعية‬ ‫‪ )NRM‬يُالحظ في معظم البلدان تدهور متسارع في املوارد األرضيه واملصادر‬ ‫املائيه‪ ،‬التي أصبحت تشكل وضعا خطيرا‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬فاستخدام ممارسات إدارة‬ ‫املوارد الطبيعية املستدامة ينبغي أن تكون ذات أولوية عليا‪ ،‬وخصوصا في تعليم‬ ‫املزارعني كيفية دمج ممارسات إدارة املوارد الطبيعية في نظم زراعتهم وضمن‬ ‫مناطقهم‪ .‬إن عدم تطبيق ممارسات إدارة املوارد الطبيعية لدى معظم املزارعني‪ ،‬هو‬ ‫في املقام األول نتيجة تأثير عاملني‪ :‬األول‪ -‬أن معظم املزارعني غير مهتمني بشأن‬ ‫إدارة املوارد الطبيعية‪ ،‬مما يؤدي إلى ظهور مشاكل خطيرة؛ والسبب بسيط‪ ،‬وهو‬ ‫أن حتسني إدارة املوارد الطبيعية ينطوي على تكاليف مادية (مباشرة) على املدى‬ ‫القصير‪ ،‬في حني أن العديد من الفوائد تتراكم مع مرور الزمن (على املدى الطويل)‬ ‫على مستوى املزرعة ومستوى اجملتمع‪ .‬ثانياً‪ -‬معظم املزارعني يفتقرون إلى التدريب‬ ‫الالزم واملعرفة واملهارات حول كيفية تطبيق تدابير استدامة التربة واملياه وادارة‬ ‫اآلفات الزراعية بنجاح‪ .‬إن إدارة املوارد الطبيعية واملمارسات األخرى في معظم‬ ‫البلدان تنطوي حتت نهج اإلرشاد األساسي‪ ،‬وهو تعليم اإلدارة املستدامة للموارد‬ ‫الطبيعية من خالل مدارس املزارعني احلقــــــلية ( ‪.)FFS‬‬ ‫‪129‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫ •تدريب املرأة الريفية حول التغذية والنظافة والرعاية الصحية وممارسات التخطيط‬ ‫لالسرة ‪ -‬وهي املهمة اخلامسة لإلرشاد الزراعي‪ .‬ويشار إليها عادة باسم العلوم‬ ‫املنزلية‪ ،‬أو االقتصاد (التدبير) املنزلي‪ .‬وعاد للظهور في بعض األنظمه اإلرشادية‬ ‫من خالل تركيزها على حتسني سبل املعيشة الريفية‪ .‬واملبرراألساس لذلك بسيط‪:‬‬ ‫فاملرأة الريفية بحاجة إلى أن تكون على دراية كافية في حتسني تغذية األسرة‪،‬‬ ‫وخصوصا األطفال‪ ،‬وبكيفية استخدام املمارسات الصحية السليمة لتجنب‬ ‫األمراض اخلطيرة واملشاكل الصحية األخرى‪ .‬وفي بعض البلدان يتم تعليم هذه‬ ‫املمارسات من قبل جهات أخرى‪ ،‬مثل نظام اإلرشاد الصحي (التثقيف الصحي) في‬ ‫وزارة الصحة ومنظمات اخلدمات االنسانية‪ ،‬ومع ذلك‪ ،‬فمن األهمية مبكان أن تعرف‬ ‫جميع النساء كيفية استخدام مثل هذه املمارسات داخل منازلهن‪ .‬وإذا لم يكن‬ ‫هناك جهات أخرى تقوم بنشر هذه املهارات‪ ،‬فمن املهم‪ ،‬على األقل‪ ،‬إدارج تغذية‬ ‫األسرة في برامج اإلرشاد الزراعي للمرأة الريفية‪ .‬كما لوحظ في بعض البلدان‬ ‫اآلسيوية‪ ،‬عندما تبدأ املزارِعات العمل معا لزيادة دخل ْ‬ ‫األسرة‪ ،‬فإنهن يبدأن على‬ ‫الفور تبادل املعلومات األخرى الصحية والنظافة والتغذية داخل هذه اجملموعات‬ ‫املنتجة ومجموعات املساعدة الذاتية ‪.‬‬ ‫واخلالصة‪ -‬يتطلب الدمج بني مختلف املناهج واألساليب والطرق اإلرشادية لتحقيق‬ ‫أهداف مختلفة من التنمية الزراعية والريفية‪ .‬اجلدول ‪ 7.1‬أدناه‪ ،‬يلخص بإيجاز مهام‬ ‫اإلرشاد الزراعي الرئيسة‪ ،‬والتي تكون أقرب وأكثر فعالية في حتقيق أهداف التنمية‬ ‫الزراعية والريفية اخملتلفة‪.‬‬ ‫‪130‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫جدول ‪ 7.1‬العالقة بني أهداف التنمية الزراعية ومناهج اإلرشاد الزراعي‬ ‫األه��داف األساس��ية للتنمي��ة‬ ‫املناهج االساسية املناهج الداعمة‬ ‫الزراعية‬ ‫خدمات استشارية (مزودي‬ ‫نقل التكنولوجيا‬ ‫‪ .1‬األمن الغذائي الوطني‬ ‫مدخالت االنتاج)‬ ‫ال��ت��س��ه��ي�لات (حت��دي��د‬ ‫* (مثل املمارسات الزراعية) ‪**NFE‬‬ ‫‪ .2‬زيادة دخل املزرعة من خالل االم��ك��ان��ي��ات ‪/ HVC‬‬ ‫اخلدمات االستشارية (مبا في ذلك‬ ‫التسويق الداخلي واخلارجي ‪ Ps‬بواسطة املزارعني‬ ‫التعاقد مع املزارعني)‬ ‫املبتكرين)‬ ‫(من‬ ‫التسهيالت‬ ‫‪ NEF‬القيادة واملهارات‬ ‫خالل املنظمات غير‬ ‫‪ .3‬تنظيم املزارعني‬ ‫التنظيمية‬ ‫احلكومية ‪)NGOs‬‬ ‫واخل��دم��ات‬ ‫‪ .4‬احملافظة على امل��وارد ‪( NEF‬مثل ‪ FFS‬مدارس التيسير‬ ‫االستشارية‬ ‫املزارعني احلقلية )‬ ‫الطبيعية‬ ‫(مثل‬ ‫‪ .5‬حتسني سبل املعيشة التيسير‬ ‫‪ NEF‬واخلدمات االستشارية‬ ‫اجملموعات النسائية)‬ ‫الريفية‬ ‫مالحظة‪ = HVC/P -:‬احملاصيل ذات القيمة العالية‪ ،‬الثروة احليوانية أو املنتجات‬ ‫األخرى‪ ،‬مثل العسل والفطر‪.‬‬ ‫‪ :NFE‬التعليم غير الرسمي‪ ،‬أو تدريب املزارعني على مهارات ملواضيع معينة‪.‬‬ ‫دعم منظمات اإلرشاد القائمة أو إنشاء منظمات جديدة‬ ‫بعد االتفاق بني احلكومات واجلهات املانحة على املهام الرئيسة لإلرشاد الزراعي لتحقيق‬ ‫أهداف محددة للتنمية الزراعية‪ ،‬ميكن حتديد أي من املؤسسات القائمة و‪ /‬أو املنظمات‬ ‫التي لديها ميزة نسبية في تنفيذ هذه املهام احملددة‪ .‬ومن ثم سيكون الهدف حتديد‬ ‫نقاط الضعف داخل تلك املؤسسات ملعرفة ما هي التغيرات الالزمة لتقوية أو حتويل هذه‬ ‫املؤسسات أو املنظمات‪ ،‬خصوصا في حتقيق االستدامة املؤسسية على املدى الطويل‪.‬‬ ‫وقبل الدخول في بعض التفاصيل احملددة حول استخدام االستراتيجية األنسب أو‬ ‫األفضل‪ ،‬أو إلنشاء منظمات جديدة‪ ،‬دعونا نستعرض بإيجاز نوعان من العوامل الرئيسة‬ ‫‪131‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫التي تؤثر على إنشاء أو تعزيز النظم اإلرشادية واالستشارية الزراعية‪:‬‬ ‫ •إنشاء منظمات عامة أو خاصة أو مؤسسات مجتمع مدني يتطلب وقتا طويال‪،‬‬ ‫وقبل كل شيء في تأمني ما يلزم من الكوادر البشرية واملادية وادارة البنية التحتية‪،‬‬ ‫وأيضا في توطيد أواصر الثقة والعالقة بني هذه املؤسسات واجملموعات املستهدفة‪.‬‬ ‫إضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن إنشاء منظمات جديدة‪ ،‬مثل منظمات اإلرشاد القائمة على‬ ‫املزارعني (على سبيل املثال‪ ،‬اخلدمات االستشارية الزراعية الوطنية[ ‪ ] NAADS‬في‬ ‫أوغندا‪ ،‬و منظمات املزارعني اخلاصة في عدة بلدان من أمريكا الالتينية) مبنية على‬ ‫وجود جمعيات ممثله للمزارعني منذ البداية‪ ،‬وليس فقط منظمات تتألف من كبار‬ ‫املزارعني فقط‪ .‬وباختصار‪ ،‬بدون وجود البنية التحتية املؤسسية‪ُ ،‬‬ ‫سيجابَه األمر‬ ‫مبعيقات كبيرة في جناح تنفيذ هذه النماذج البديلة‪ .‬وفي معظم البلدان سيكون‬ ‫ذو جدوى وفعالية إجراء اإلصالحات السياسية واإلدارية التي مت حتديدها‪( ،‬أي من‬ ‫األعلى إلى ألسفل)‪ ،‬و ‪​​/‬أو املوارد التي حتد بشدة من فعالية وتأثير منظمات اإلرشاد‬ ‫احلالي‪ ،‬إضافة إلى البيروقراطية التي ال ميكن حتويلها‪ .‬وكما سيتوضح الحقا في‬ ‫هذا الفصل‪ ،‬فإن إنشاء منظمات إرشادية جديدة هي عملية طويلة ومكلفة‪.‬‬ ‫على سبيل املثال‪ ،‬فإن (‪ )NAADS‬في أوغندا‪ ،‬والتي بدأت في عام ‪ ،2001‬قد واجهت‬ ‫صعوبات إدارية ومشاكل مالية كبيرة؛ وبالتالي‪ ،‬يجري حاليا عملية إعادة إنشاء‬ ‫نظام اإلرشاد‪ ،‬ولكن مع وجود دور للمزارعني في صياغة وتشكيل برامج اإلرشاد‬ ‫وحتديد األولويات‪.‬‬ ‫ •توفير التمويل املالي الدائم وطويل األجل للمنطمات القائمة و ‪/‬أو اجلديدة هو‬ ‫عامل آخر بالغ األهمية‪ ،‬خصوصا عندما يتم استخدام التمويل من اجلهات املانحة‬ ‫الكبيرة خللق فرص عمل جديدة (على سبيل املثال ‪ ) NAADS‬و‪/‬أو دعم مؤسسات‬ ‫اإلرشاد القائمة‪.‬‬ ‫توجد استثناءات قليلة‪ ،‬فمعظم مؤسسات اإلرشاد الزراعي (العامة واخلاصة‪ ،‬أو‬ ‫املنظمات غير احلكومية) في البلدان النامية توفر إلى حد كبير «خدمات عامة»‬ ‫إلى صغار املزارعني واملزارعات‪ ،‬وإلى الفئات األخرى (على سبيل املثال‪ ،‬املرأة الريفية‬ ‫التي ال متلك أرضا‪ ،‬والشباب ومجموعات من السكان األصليني)‪ .‬وتلك املنظمات‬ ‫في حاجة مستمرة للتمويل احلكومي طويل األجل‪ .‬وقد يكون من غير الواقعي‬ ‫أن تتوقع من األسر ذات الدخل املنخفض (التي جتني أقل من ‪ 2‬دوالر يوميا) دفع‬ ‫ثمن اخلدمات اإلرشادية الالزمة حتى يصبح غالبية هؤالء املزارعني من مشغلي‬ ‫املزارع التجارية‪ ،‬ومتلك القدرة واالستعداد لتدفع مباشرة لهذه اخلدمات اإلرشادية‬ ‫‪132‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫اخلاصة واخلدمات ذات الصلة‪.‬‬ ‫إضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن استرداد تكاليف اخلدمات االستشارية‪ ،‬وخصوصا تلك املقدمة‬ ‫من شركات القطاع اخلاص‪ ،‬من األفضل أن متول إما من خالل بيع مدخالت اإلنتاج‬ ‫أو من خالل “سيس”‪ ،‬أو ضريبة على منتجات التصدير (على سبيل املثال القطن‪،‬‬ ‫الكاكاو‪ ،‬القهوة‪ ،‬الشاي‪ ،‬الكاجو‪ ،‬الخ)‪ ،‬التي غالبا ما تزرع على أساس التعاقد‬ ‫مع املزارعني الذين يبيعون منتجاتهم من خالل سالسل جتارية وإدارات منظمة‪.‬‬ ‫جتدر اإلشارة هنا إلى أن توفير شركات القطاع اخلاص للسلع واخلدمات األساسية‬ ‫(على سبيل املثال اللقاحات والتلقيح االصطناعي والنقل والتعبئة والتغليف)‬ ‫لصغار املزارعني واملزارعات جتعلهم مستعدين لدفع ثمن هذه اخلدمات‪ .‬ولكن في‬ ‫معظم احلاالت‪ ،‬فإن فقراء املزارعني لن يدفعوا ثمن “املشورة الفنية” أو “املعلومات”‪.‬‬ ‫هناك أسلوب آخر‪ ،‬والذي قد يكون من الصعب تنفيذه في معظم البلدان النامية‪،‬‬ ‫وهو النموذج الفرنسي‪ -‬عند حتصيل ضريبة األراضي على جميع املزارعني‪ ،‬بناء‬ ‫على حجم مزارعهم‪ ،‬لتمويل اخلدمات االستشارية التي تدار من قبل غرف الزراعة‬ ‫(‪ ) chambres d’agriculture‬في املناطق‪.‬‬ ‫في معظم احلاالت‪ ،‬ينبغي أن تستخدم أنسب وأفضل استراتيجية ملعاجلة املشاكل‬ ‫و ‪/‬أو القيود املؤسسية احملددة لتحسني أداء املؤسسات القائمة في حتقيق أهداف التنمية‬ ‫الزراعية الوطنية‪ .‬في الواقع‪ ،‬هناك عدد قليل جدا من احلاالت الناجحة من حيث أفضل‬ ‫املمارسات االستراتيجية (على سبيل املثال‪ ،‬النموذج اإلرشادي التدريب والزيارة ‪ ،)T &V‬أو‬ ‫محاوالت إلنشاء منظمة إرشادية جديدة على سبيل املثال‪ ،)NAADS( ،‬والتي عملت فعليا‬ ‫كما لوحظ في الفصل األول‪ .‬إن أسلوب التدريب والزيارة (‪ )T&V‬أسفر عن مشاكل مؤسسية‬ ‫مستمرة وخطيرة على املدى الطويل‪ .‬وهناك محاوالت حاليا خلصخصة نظم اإلرشاد‪ ،‬مثل‬ ‫تلك التي نفذت في بعض بلدان أمريكا الالتينية (ً‪ ،)World Bank 2006c,pp.40-42‬والتي‬ ‫أدت على املدى الطويل إلى ظهور مشاكل مستعصية‪ ،‬ال سيما بالنسبة للفقراء في‬ ‫املناطق الريفية‪ .‬لذلك‪ ،‬قد ال يكون هذا النهج «أفضل املمارسات” املناسبة متاما بالنسبة‬ ‫ملعظم البلدان النامية إذا كان الهدف هو حتسني سبل العيش الريفية‪.‬‬ ‫األقسام اخلمسة التالية تعالج هذه القضايا املؤسسية بشكل اوسع ‪.‬‬ ‫اجلزء ‪ :2‬تغيير الهيكل اإلداري لألنظمة اإلرشادية الزراعية احلكومية‬ ‫معظم البلدان لديها أنظمة إرشادية زراعية متشابهة إلى حد ما‪ ،‬ولكنها في الغالب‬ ‫تختلف فيما بينها من حيث الهيكل اإلداري اخلاص بها؛ ومنها كيفية حتديد أألولويات‪ ،‬ومن‬ ‫‪133‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫يخطط لبرامج اإلرشاد‪ ،‬وكيف يتم تنظيم وتطبيق البرامج اإلرشادية‪ ،‬و العديد غيرها‪.‬‬ ‫القضايا التي بحثت في هذا القسم تتحدث عن جناح حتويل األنظمة اإلرشادية بالهند‬ ‫والصني‪ .‬سنبدأ مع الهند ودراسة مجموعتني من القضايا اإلدارية ‪.‬على سبيل املثال‪ ،‬كيف‬ ‫ميكن لنظام مركزي من أعلى إلى أسفل‪ ،‬أن يتحول إلى نظام أكثر تكامال والمركزيا‪ ،‬يقوده‬ ‫املزارعون وموجه من السوق‪ ،‬حيث يتم تنفيذ نظام إرشادي على أساس جتريبي‪ .‬في الهند‪،‬‬ ‫بدءا من عام ‪ 1998‬بوصفها عنصرا رئيسا في مشروعني‪ :‬املشروع األول‪ -‬هو موضح في‬ ‫هذا القسم‪ ،‬وهو االبتكارات في مجال نشر التكنولوجيا (شعبة تكنولوجيا املعلومات)‬ ‫)‪ ،Innovations in Technology Dissemination (ITD‬املكون من مشروع التكنولوجيا‬ ‫الزراعية الوطنية )‪ ،National Agricultural Technology Project (NATP‬والذي مت تنفيذه‬ ‫في ‪ 28‬مقاطعة‪ ،‬ضمن مشروع ريادي عبر سبع واليات بني األعوام ‪.2004 - 1998‬‬ ‫واملشروع الثاني‪ -‬ريادي موازِ‪ ،‬يهدف أيضا إلى تغيير نظام اإلرشاد الزراعي في‪ 35‬مقاطعة‬ ‫في والية اوتار راديش‪ ،‬هو مشروع ‪ -Diversified Agricultural Services Project‬مشروع اخلدمات‬ ‫الزراعية املتنوعة حيث مت التنفيذ في نفس الوقت‪ .‬وتؤثر هذه املشاريع بشكل مباشر أو‬ ‫غير مباشر على حوالي ‪ 15‬مليون أسرة‪ ،‬أي حوالي ‪ 80‬مليون شخص في املناطق الريفية‪.‬‬ ‫لالطالع بشكل تفصيلي أكثر لتقييم هذه التجربة حول الالمركزية‪ ،‬واإلرشاد املوجه من‬ ‫املزارع والسوق‪ ،‬أنظر الورقة ‪Developing a Decentralized, Market-Driven Extension‬‬ ‫‪ ،System in India (UP-DASP):‬منوذج ‪ ATMA‬التي أعدت كممارسه جيدة للبنك الدولي‬ ‫(‪ )Singh, Swanson, and Singh 2006‬في هذا القسم‪ ،‬وبعض من القضايا الهيكلية‬ ‫األساسية والتي حتد من فعالية نظام اإلرشاد الزراعي الهندي‪ ،‬سيتم مناقشتها الحقاً‪.‬‬ ‫دمج نظم اإلدارات البحثية واإلرشادية ضمن إطار تكاملي‬ ‫كما هو مبني في الشكل ‪ ،7.1‬جميع اإلدارات التنفيذية في وزارة الزراعة نظمت ضمن‬ ‫الهيكل التنظيمي من األعلى لألسفل‪ ،‬وتدار بشكل منفصل من املستوى الوطني إلى‬ ‫املستوى احمللي‪ .‬وتتكون من إدارة احملاصيل احلقلية الرئيسية)‪ ،(DOA‬وادارة الثروة احليوانية‬ ‫(‪ ،)DAH‬وادارة البستنة (‪ ،)DOH‬وادارة الثروة السمكية (‪ ،)DOF‬إضافة إلى (‪ ،KVKs‬أو املراكز‬ ‫العلمية الزراعية)‪ ،‬التي مت تأسيسها في كل منطقة حتت مظلة اجمللس الهندي للبحوث‬ ‫الزراعية (‪.)ICAR‬‬ ‫ويتبع جميع العاملني في مجال اإلرشاد على مستوى القرية لوزارة الزراعة‪ ،‬والذي كان‬ ‫مسؤوال عن اإلرشاد في مجال برامج اإلرشاد للمحاصيل احلقلية في املقاطعات الفرعية‬ ‫والقرى‪ .‬وعمل هذا الهيكل في مساعدة الهند على حتقيق األمن الغذائي الوطني خالل‬ ‫الثورة اخلضراء (‪ ،)1975-1995‬ولكن هذا الترتيب اإلداري لم يكن مناسبا في مساعدة صغار‬ ‫‪134‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫املزارعني واملزارعات على تكثيف وتنويع زراعتهم لزيادة دخلهم الزراعي وحتسني مستوى‬ ‫معيشتهم؛ فكان من الضروري تعليم صغار املزارعني كيفية انتاج احملاصيل عالية القيمة‪،‬‬ ‫مثل احملاصيل البستانية‪ ،‬ومنتجات الثروة احليوانية والدواجن‪ ،‬ومنتجات األلبان واألسماك‬ ‫من املياه العذبة‪ ،‬واملنتجات األخرى مثل الفطر والعسل ودودة القز والكمبوست‪..‬الخ‪.‬‬ ‫والقضية األخرى‪ ،‬كانت في احلاجة إلى دمج أنشطة البحث واإلرشاد‪ ،‬وخصوصا على‬ ‫الشكل ‪ :7.1‬النشاطات االرشادية التي نفذت خالل االدارات مبا فيها املراكز‬ ‫الزراعية العلمية في منطقة‬ ‫الوطني‬ ‫‪DOA‬‬ ‫‪DAH‬‬ ‫‪DOH‬‬ ‫‪DOF‬‬ ‫‪KVKs‬‬ ‫الوالية‬ ‫‪DOA‬‬ ‫‪DAH‬‬ ‫‪DOH‬‬ ‫‪DOF‬‬ ‫‪KVKS‬‬ ‫املنطقة‬ ‫‪DOA‬‬ ‫‪DAH‬‬ ‫‪DOH‬‬ ‫‪DOF‬‬ ‫‪KVKs‬‬ ‫احلي‬ ‫‪DOA‬‬ ‫‪DAH‬‬ ‫‪DOH‬‬ ‫‪DOF‬‬ ‫‪VEW‬‬ ‫التربة‬ ‫مجموعات اقتصادية اجتماعية مختلقة من املزارعني‬ ‫مستوى املقاطعات‪ ،‬من خالل ربط أنشطة (البحوث) ‪ KVK‬مع برامج اإلرشاد واملوظفني‬ ‫اإلرشاديني على مستوى املنطقة‪ .‬حلسن احلظ‪ ،‬فاملراكز البحثية العلمية (‪ ) KVK‬تركزعلى‬ ‫“النظم الزراعية”‪ ،‬حيث يوجد في املراكز متخصصني زراعيني في احملاصيل (احملاصيل‬ ‫احلقلية الرئيسة)‪ ،‬والبستنة والثروة احليوانية وعلوم التربة وحماية النباتات وعلوم املنزل‪.‬‬ ‫كما هو مبني في الشكل ‪ ،7.2‬كان أول تدخل تنظيمي لبدء دمج كل من البحوث واإلرشاد‪،‬‬ ‫هو ربط مختلف اإلدارات واملراكز البحثية العلمية ومحطات البحوث في مختلف املناطق‬ ‫)‪ ،Zonal Research Stations (ZRSs‬وكلما كان ذلك متاحا على مختلف املستويات في‬ ‫املقاطعات واملقاطعات الفرعية من خالل إنشاء وكالة شبه مستقلة إلدارة التكنولوجيا‬ ‫الزراعية )‪ ، Agricultural Technology Management Agency (ATMA‬كلما ساعد املشروع‬ ‫على إنشاء مراكز للمعلومات الزراعية ومراكز استشارية (‪ ،)FIACs‬التي من شأنها زيادة‬ ‫‪135‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫إدماج األنشطة اإلرشادية التي يجري تنفيذها داخل كل مقاطعة‪.‬‬ ‫كان الهدف من مراكز املعلومات واالستشارات (‪ (ATMAs‬ذو شقني‪ :‬الشق األول ‪ -‬دمج‬ ‫أنشطة البحوث واإلرشاد في كل منطقة لكي تساعد البرامج اإلرشادية بشكل خاص‬ ‫صغار املزارعني واملهمشني منهم لتكثيف و‪ /‬أو تنويع نظم زراعتهم‪ ،‬وإيالء اهتمام خاص‬ ‫إلدخال االبتكارات اجلديدة واملوجهه للسوق واملناسبة لفئات مختلفة من صغار املزارعني‬ ‫واملزارعات‪ .‬فعلى سبيل املثال‪ ،‬كما أفاد املعهد الهندي لإلدارة لكناو (‪ ،)2004b‬فانه قد‬ ‫الشكل ‪ 7.2‬تكامل البرامج االرشادية على مستوى املناطق واملناطق الفرعية‬ ‫وكالة ادارة التكنولوجيا الزراعية (‪)ATMA‬‬ ‫مجلس االدارة‬ ‫مستوى املنطقة‬ ‫مدير ونائب مدير ‪ATMA‬‬ ‫جلنة ادارة (‪ATMA - )CMA‬‬ ‫‪ZRS‬‬ ‫‪KVK‬‬ ‫‪DOA‬‬ ‫‪DOH‬‬ ‫‪DAH‬‬ ‫‪DOF‬‬ ‫‪Other Depts.‬‬ ‫مستوى احلي‬ ‫مراكز املعلومات واالستشارات الزراعية (‪)FIAC‬‬ ‫جلنة املزارعني االستشارية (‪)FAC‬‬ ‫فريق تكنولوجيا احلي (‪)BTT‬‬ ‫مستوى القرية‬ ‫مجموعات اقتصادية واجتماعية مختلفة متشابة املصالح (‪ )FIGS‬واملساعدة الذاتية (‪)SHGS‬‬ ‫مت حتديد ‪ 250‬ابتكار أو قصة جناح من خالل الكادر البحثي واالرشادي في املنطقة‪ ،‬وذلك‬ ‫خالل إجراء بحث سريع باملشاركة لـ ‪ 28‬منطقة من مناطق املشروع (انظر ‪MANAGE‬‬ ‫طورت من قبل‬ ‫‪ .)2004‬وكانت معظم االبتكارات الـ ‪ 250‬التي حددت أثناء تنفيذ املشروع قد ُ‬ ‫املزارعني املبادرين‪ ،‬الذين كانوا يسعون للتوسع في احملاصيل اجلديدة وذات القيمة العالية‪ ،‬و‪/‬‬ ‫أو نظم الثروة احليوانية‪ ،‬إضافة الى غيرها من املشاريع لبيع املنتجات في األسواق احمللية أو‬ ‫اسواق املقاطعات‪ .‬والشق الثاني ‪ -‬إعطاء كل أنواع األسر الزراعية في كل منطقة الفرصة‬ ‫واملسؤولية لتحديد أولويات اإلرشاد ملراكز املعلومات واالستشارات‪ ،‬ومن ثم رصد فعالية‬ ‫‪136‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫تنفيذ البرامج اإلرشادية داخل كل الواليات واملناطق الفرعية‪ ،‬كما هو موضح أدناه‪.‬‬ ‫معوقات تخصيص (توفير) التمويل من األعلى لألسفل‬ ‫قبل البدء مبشروع ‪ ،)National Agricultural Technology Project) NATP‬كانت جميع‬ ‫النفقات التشغيلية للبرامج اإلرشادية أو األنشطة اإلرشادية تقريبا تخصص مسبقا‬ ‫من احلكومة املركزية‪ ،‬مثل مشاهدات لألسمدة أو الستخدام تقنات الري احلديثة (عموما‬ ‫تكون على شكل مدخالت مدعومة)‪ .‬وألن هذه األموال اخملصصة تأتي من احلكومة املركزية‬ ‫لبرامج وأنشطة إرشادية محددة‪ ،‬ويتم توجيهها من خالل إدارات تنفيذية منفصله‪ ،‬لم‬ ‫يكن للموظفني امليدانيني في اإلرشاد على مستوى املقاطعات والقرى أي أموال لتغطية‬ ‫ومعاجلة احتياجات املزارعني األخرى داخل مناطق خدمتهم‪ .‬لذلك‪ ،‬كانت السمة األساس‬ ‫األخرى للمشروع الوطني للتكنولوجيا الزراعية (‪ )NATP‬هي في جتريب منوذج ارشادي ال‬ ‫مركزي (ريادي)‪ ،‬حيث يتم نقل أموال البرنامج الوطني مباشرة إلى وكالة إدارة التكنولوجيا‬ ‫الزراعية (‪ ، )ATMAs‬والتي تتمتع باستقالل شبه ذاتي‪ ،‬كما هو موضح في الشكل ‪.7.3‬‬ ‫بعد إعداد خطة العمل السنوية من قبل فريق تكنولوجيا املناطق ‪Block Technology‬‬ ‫‪ Team (BTT)،‬بالتشاور الوثيق مع وموافقة اللجنة االستشارية احمللية للمزارعني ‪Farmer‬‬ ‫‪ Advisory Committee (FAC)،‬ترسل خطة العمل املقترحة مباشرة إلى جلنة اإلدارة (‪)ATMA‬‬ ‫للمراجعة الفنية‪ ،‬وثم إلى مجلس إدارة اجمللس‪ ،‬للحصول على املوافقة النهائية والتمويل‪.‬‬ ‫ثم يتم حتويل أموال البرامج إلى كل فريق عمل بامليدان في مختلف املناطق ‪ BTT‬بحيث‬ ‫يكون املوظفون امليدانيون قادرين على تنفيذ برامجهم اإلرشادية كل حسب موقعه‪.‬‬ ‫وبسبب إنشاء)‪ (ATMAs‬سجلت كمنظمات غير حكومية شبه مستقلة‪ ،‬أصبح‬ ‫بامكانها أن تتلقى األموال من القطاعني العام واخلاص‪ ،‬مبا في ذلك استرداد بعض التكاليف‬ ‫للخدمات التي يحصل عليها املزارعون املشاركون‪.‬‬ ‫جتدر اإلشارة إلى أن هذا النموذج الذي مت اختباره كنموذج ريادي وجتريبي من ‪ NATP‬و ‪UP-‬‬ ‫‪ ،DAS‬فإن معظم البرامج واألموال التشغيلية املستخدمة في املناطق واملناطق الفرعية‬ ‫ولَت ودُعمت من املشاريع‪ ،‬وبالتالي فان سرعة توافر أموال البرنامج من قبل ‪ ATMA‬كان‬ ‫مّ‬‫ُ‬ ‫له انعكاس وأثر إيجابي كبير على أنشطة البرامج املنفذة خالل تنفيذ املشروع‪ .‬ولألسف‪،‬‬ ‫فإن توفر هذه األموال غير املقيدة من املشروع اضمحلت إلى حد كبير بعد االنتهاء من‬ ‫املشروع‪ .‬ولم تكن املشكلة عدم وجود أموال للبرامج فحسب‪ ،‬وإمنا تقريبا جميع هذه‬ ‫األموال الوطنية كانت “مخصصة “ ألنشطة إرشادية محددة‪ ،‬مثل دعم جتارب التسميد‬ ‫والري‪.‬‬ ‫‪137‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫الشكل ‪ 7.3‬الالمركزية في ادارة وكالة التكنولوجيا الزراعية في الهند‬ ‫وكالة ادارة التكنولوجيا الزراعية (‪)ATMA‬‬ ‫مجلس االدارة‬ ‫تدفق االموال‬ ‫خطة العمل‬ ‫مدير مشروع ‪ATMA‬‬ ‫املنطقة‬ ‫جلنة إدارة‬ ‫)‪ATMA (AMC‬‬ ‫مراكز االستشارات واملعلومات الزراعية (‪)FIAC‬‬ ‫جلنة املزارعني االستشارية (‪)FAC‬‬ ‫احلي‬ ‫فريق تكنولوجيا احلي (‪)BTT‬‬ ‫مرشدين‬ ‫‪NGOs‬‬ ‫املساعدين‬ ‫الفنيني‬ ‫الشركات‬ ‫القرى‬ ‫اخلاصة‬ ‫مزارعني املصالح املشتركة (‪ )FIGs‬او جماعات املساعدة الذاتية النسائية (‪ )FHGs‬القرية‬ ‫‪Source: Singh, Swanson, and Singh (2006).‬‬ ‫وبشكل عام‪ ،‬فإن وزارة الزراعة (‪ )MOA‬لم ِ‬ ‫متض قدما في االتفاق فيما إذا كان هذا النموذج‬ ‫الالمركزي اجلديد لإلرشاد فعاال في زيادة دخل املزارع‪ .‬ولكن بتحويل معظم مخصصات‬ ‫البرامج مباشرة وعدم تقييدها إلى (‪)ATMAs‬في كل مقاطعة كمصدر مستمر للتمويل‬ ‫‪ .‬و بدال من ذلك ‪ ،‬فان اإلدارات اخملتلفة في وزارة الزراعة وبعد نقاشات لهذه الترتيبات‬ ‫اجلديدة جنحت في الوقوف ضد سياسة الترتيبات اجلديدة ومتكنوا من االستمرار في نقل‬ ‫األموال اخملصصة مباشرة إلى اإلدارات التنفيذية‪ .‬إن العودة واستئناف سياسة من “األعلى‬ ‫لألسفل” في التمويل أعاق بشدة‪ ،‬وحد من قدرة (‪ )ATMAs‬وموظفي اإلرشاد في امليدان من‬ ‫معاجلة وتلبية االحتياجات احمللية جملموعات مختلفة من املزارعني في مناطقهم‪ .‬إضافة‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬كما هو موضح مبزيد من التفصيل أدناه‪ ،‬فان العودة مرة أخرى للمرحلة السابقة‬ ‫من أعلى إلى أسفل لترتيبات التمويل قد قلصت من فعالية التخطيط و حتديد األولويات‪،‬‬ ‫واستراتيجية التمويل‪.‬‬ ‫‪138‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫دمج نظام اإلرشاد الزراعي في الصني‬ ‫عندما بدأت جمهورية الصني الشعبية (‪ )PRC‬التوجه نحو مزيد من االقتصاد الزراعي‬ ‫التسويقي في عام ‪ ،1979‬كانت بحاجة إلى إعادة تنظيم وتعزيز نظام اإلرشاد الزراعي‪.‬‬ ‫وجتدر اإلشارة إلى أن الصني لديها أكبر نظام في اإلرشاد الزراعي في العالم‪ ،‬مع ما يزيد عن‬ ‫مليون موظف إرشادي مدرب‪ .‬ويشمل حوالي ‪ 370‬الف موظف ارشادي مدرب في احملاصيل‪،‬‬ ‫و ‪ 375‬الف في اإلرشاد احليواني‪ ،‬و ‪ 40‬الف في اإلرشاد السمكي‪ 175 ،‬الف في االقتصاد‬ ‫واالدارة‪ ،‬وحوالي ‪ 180‬الف في اآلالت الزراعية ( ‪.) Li 2008‬‬ ‫إضافة الى مليون فني زراعي )‪ farmer technicians (FTs‬يعملون على مستوى‬ ‫القرية بوقت جزئي في توفير اخلدمات االستشارية للمزارعني في مجتمعاتهم احمللية‪.‬‬ ‫شجعــت وزارة الزراعــة علـــى إعداد مشــــروع خدمــــات الدعـــــم الزراعـــي‬ ‫‪ ، Agricultural Support Services Project (ASSP) -1990–92‬ومت دمج مرشدي احملاصيل‬ ‫واإلرشاد احليواني‪ .‬ولكن نظرا لكبر حجم موظفي اإلرشاد في هذين اجملالني لم تنفذ‬ ‫هذه اخلطة املقترحة‪ ،‬واستمرت األقسام اخلمسة لإلرشاد تعمل بشكل منفصل‪ .‬في‬ ‫اجلزء التالي سوف يكون التركيز على كيفية اتباع نظام الالمركزية في املركز اإلرشادي‬ ‫للتقنية الزراعية )‪ .Agro-Technical Extension Center (ATEC‬ويوفر هذا املركز )‪.(ATEC‬‬ ‫اخلدمات اإلرشادية األساس جلميع أنواع احملاصيل الغذائية والليفية‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن‬ ‫نفس التنظيم األساس والنهج اتبع في اإلرشاد احليواني‪ ،‬ويتشابه بشكل كبيرمع منوذج‬ ‫)‪ (ATEC‬الرشاد احملاصيل النباتية‪.‬‬ ‫اجلزء ‪ :3‬املناهج املتبعة في حتقيق الالمركزية في النظام اإلرشادي القائم‬ ‫في هذا اجلزء‪ ،‬سوف ندرس املناهج البديلة لالمركزية وتعزيز قدرات املؤسسات‬ ‫وتوسيعها من أجل توفير املزيد من خدمات اإلرشاد اخلاصة مبواقع معينة‪ ،‬ميكنها أن تزيد‬ ‫من دخل املزارع‪ ،‬وخصوصا صغار املزارعني واملزارعات‪ .‬منذ منتصف التسعينات تناول عدد‬ ‫قليل من املشاريع املمولة من اجلهات املانحة مباشرة هذه القيود املؤسسية‪ ،‬وبالتالي‪،‬‬ ‫فإننا سوف نعتمد على الدروس املستفادة من هذه املشاريع الثالثة‪ ،‬وكذلك من دراسات‬ ‫احلالة األخرى التي قد توفر رؤى محددة حول الكيفية التي ميكن أن تعالج هذه املعوقات‬ ‫املؤسسية‪.‬‬ ‫تطبيق الالمركزية في نظام اإلرشاد الزراعي في الصني‬ ‫سعى مشروع اخلدمات الزراعية املساندة ‪The Agricultural Support Services Project‬‬ ‫)‪ ،(ASSP‬والذي نفذ بني عامي ‪ ،1993-2001‬إلى تعزيز خدمات اإلرشاد الزراعي للمحاصيل‬ ‫‪139‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫والثروة احليوانية‪ .‬وكان التركيز األساسي لتعزيز نظام اإلرشاد على مستوى املقاطعات‬ ‫والبلدات‪ .‬وفي بداية مشروع اخلدمات الزراعية املساندة‪ ،‬وافقت وزارة الزراعة في جمهورية‬ ‫الصني الشعبية (‪ )PRC‬على إعطاء السلطة الرسمية مسؤولية التمويل جلميع األنشطة‬ ‫االرشادية حلكومات املقاطعات والبلدات (أي ان نظام اإلرشاد رسميا ال مركزي)‪ .‬هذا القرار‬ ‫حول على الفور مراكز التقنات الزراعية في كل مقاطعة (‪ )CATECs‬واحملطات في البلدات‬ ‫(‪ )TATES‬لتلبية االحتياجات احمللية‪ .‬لذا‪ ،‬كان التركيز األساس لـ (‪ )ASSP‬في تعزيز قدرة‬ ‫(‪ CATECs‬و ‪ ،)TATESsP‬وبأقل متويل ممكن من األموال احلكومية على مختلف املستويات‬ ‫الوطنية واملقاطعات والبلديات‪ .‬الشكل ‪ 7.4‬يبني الهيكل التنظيمي للنظام اإلرشادي‬ ‫الالمركزي الذي يبني أن كل وحدات الدعم التقني إلرشاد احملاصيل (أي املتخصصني جلميع‬ ‫أنواع إنتاج احملاصيل ووقاية النباتات وخصوبة التربة‪ ،‬وتوفير البذور جلميع احملاصيل الغذائية‬ ‫واأللياف)‪ ،‬مت دمجهم على مستوى احملافظة (املقاطعة)‪ .‬إن تنفيذ معظم العمل اإلرشادي‬ ‫امليداني الفعلي يقوم به العاملون في مجال اإلرشاد على مستوى (‪ )TATES‬في البلدات؛‬ ‫وفي القرى يقوم به الفنيون الزراعيون (الذين يعملون بشكل جزئي)‪.‬‬ ‫قبل مشروع اخلدمات الزراعية املساندة ‪ ،ASSP‬تولى املسؤولون احلكوميون املسؤولية‬ ‫الرئيسة عن حتديد األولويات لإلرشاد‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬وعلى الرغم من تنظيم األسر الزراعية‬ ‫املتخصصة(‪ Specialized Farm Households (SFHs‬في مجموعات املنتجني خملتلف‬ ‫احملاصيل واملنتجات ذات القيمة العالية (مت تنظيم اكثر من ‪ 13‬الف جمعية مزارعني في‬ ‫‪ 55‬محافظة في إطار مشروع (‪ .)ASSP‬وهناك اآلن حوالي‪ 140‬الف مجموعة مزارعني على‬ ‫الصعيد الوطني)‪ .‬وعلى الفور‪ ،‬بدأ وضع مطالب غير رسمية لـ (‪ CATECs‬و ‪)TATESs‬‬ ‫خلدمات فنية محددة‪ ،‬وخدمات جتارية محددة (مثل فحص التربة وتوريد املدخالت)‪ .‬إضافة‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬تستخدم هذه اجلماعات القاعات التابعة للمراكز لعقد اجتماعات شهرية ودورات‬ ‫تدريبية العضائها للسلع اخلاصة‪ .‬ويقوم املتخصصون اإلرشاديون ببعض هذا التدريب‪،‬‬ ‫في حني تدفع مجموعات املنتجني لالستشاريني مباشرة لتنفيذ دورات تدريبية محددة‬ ‫(‪.)Swanson, Nie, and Feng 2003‬‬ ‫منذ بدأت االصالحات االقتصادية في الصني عام ‪ ،1979‬هناك زيادة مطردة في إنتاج‬ ‫احلبوب‪ ،‬ولكن األكثر إثارة لإلعجاب‪ ،‬هو زيادة إنتاج احملاصيل البستانية عالية القيمة‬ ‫واملنتجات احليوانية‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬منذ السنة التأسيسية عام ‪ ،1979‬كان هناك زيادة‬ ‫‪ 27‬في املائة سنويا في حجم انتاج الثمار واخلضار التي يتم إنتاجها في الصني‪ ،‬وبزيادة‬ ‫سنوية ‪ 20‬باملائة في انتاج البروتني احليواني‪ .‬وزادت منتجات اللحوم من نحو ‪ 13.3‬مليون طن‬ ‫في عام ‪ 1979‬إلى حوالي ‪ 90,6‬مليون طن في عام ‪ .2007‬وتواصل الصني اهتمامها بشأن‬ ‫‪140‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫احلفاظ على األمن الغذائي الوطني‪ .‬وقبل عدة سنوات مت الغاء الشرط السابق بالطلب من‬ ‫جميع املزارعني إلى بيع كميات محددة من محاصيل احلبوب للحكومة وبأسعار مخفضة‪.‬‬ ‫وبالتالي‪ ،‬ينتج املزارعون عموما تلك احملاصيل التي تناسب أراضيهم وتوافر اليد العاملة‪،‬‬ ‫وكذلك وصولهم إلى األسواق‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬ونظرا لزيادة القيمة السوقية للمحاصيل‬ ‫الغذائية األساسية‪ ،‬أصبح املزارعون الذين يزرعون هذه احملاصيل يسعون إلى إدخال أصناف‬ ‫ذات انتاجية عالية‪ ،‬واستخدام مستويات عالية من األسمدة لزيادة إنتاجيتها‪.‬‬ ‫الشكل ‪ 7.4‬الهيكل التنظيمي الزراعي الفني لنظام االرشاد في الصني‬ ‫وتشمل العوامل الرئيسة التي سهلت التحول السريع للقطاع الزراعي في الصني‪:‬‬ ‫وزارة الزراعة‬ ‫املركز الوطني للخدمات الفنية‬ ‫محطة االنتاج احليواني‬ ‫احملطة الوطنية البحرية‬ ‫واالرشادية‬ ‫والبيطرة‬ ‫طرق التخطيط االستراتيجي واملتابعة والتقييم‬ ‫مديرية زراعة االقليم‬ ‫امل��������رك��������ز‬ ‫م���ح���ط���ة‬ ‫م���ح���ط���ة‬ ‫م���ح���ط���ة‬ ‫محطة االقليم‬ ‫االق���ل���ي���م���ي‬ ‫االق���ل���ي���م‬ ‫االق���ل���ي���م‬ ‫االق���ل���ي���م‬ ‫للبذور‬ ‫ل�ل�ان���ت���اج‬ ‫ل��ل��وق��اي��ة‬ ‫الس���م���دة‬ ‫الفني الزراعـــي‬ ‫ال��ن��ب��ات��ي‬ ‫ا لنبا تيــــة‬ ‫ال���ت���رب���ة‬ ‫التخطيط واملتابعة‬ ‫مديرية زراعة البلدية‬ ‫والتقدم‬ ‫وحدات الدعم الفني‬ ‫البلدي��ة‬ ‫مرك��ز‬ ‫محطة البلدية‬ ‫م���ح���ط���ة‬ ‫م��ح��ط��ة‬ ‫محطة البلدية‬ ‫للخد مــــــــ��ا ت‬ ‫لالرشاد احملاصيل‬ ‫ال��ب��ل��دي��ة‬ ‫االق��ل��ي��م‬ ‫للبذور‬ ‫ا ال ر شا د يــــــــ��ة‬ ‫ال��ن��ب��ات��ي��ة‬ ‫ل��ل��وق��اي��ة‬ ‫السمــدة‬ ‫الفني��ة الزراعي��ة‬ ‫ال��ن��ب��ات��ي��ة‬ ‫ال��ت��رب��ة‬ ‫دمج وحدات الدعم الفني‬ ‫مديرية زراعة املقاطعة‬ ‫مركز املقاطعة لالرشاد الفني والزراعي‬ ‫التخطيط‪ ،‬تدريب املزارعني‪ ،‬توصيل البرامج‪ ،‬الدعم الفني واملتابعة والتقييم‬ ‫مديرية زراعة املدينة‬ ‫م��ح��ط��ة امل��دي��ن��ة ل�ل�ارش���اد ال��ف��ن��ي وال���زراع���ي‬ ‫تدريب املزارعني‪ ،‬تخطيط البرامج واخلدمات االستشارية‬ ‫اخ���ص���ائ���ي�ي�ن‬ ‫اخ���ص���ائ���ي�ي�ن‬ ‫جمعيات املزارعني‬ ‫امل������زارع���ي��ن‬ ‫االســر الزراعية‬ ‫مشاهدات االس��ر الزراعية‬ ‫)‪Source:Swanson,Nie,and Feng(2003‬‬ ‫‪141‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫(‪ )1‬النمو االقتصادي السريع؛‬ ‫(‪ )2‬تغيير طلب املستهلك على الغذاء؛‬ ‫(‪ )3‬التدريب الزراعي املهني للشباب الريفي؛‬ ‫(‪ )4‬حتويل نظام اإلرشاد الزراعي لتلبية احتياجات املزارعني بشكل أفضل من ناحية‬ ‫تنويع و تكثيف نظم زراعتهم‪.‬‬ ‫ونفس هذه االجتاهات حتدث في البلدان اآلسيوية األخرى عندما يحدث النمو االقتصادي‪.‬‬ ‫إال أن مشاركة صغار املزارعني واملزارعات في هذه العملية يعتمد على عوامل محددة‬ ‫تتمثل في السياسات والقضايا التشغيلية‪ .‬وعلى وجه التحديد‪ ،‬فنظام اإلرشاد الزراعي‬ ‫العام (وموظفيه) يسعى لتنظيم صغار املزارعني من الرجال والنساء من خالل مجموعات‬ ‫املنتجني‪ ،‬حتى يتمكنوا من انتاج احملاصيل البستانية املناسبة عالية القيمة والثروة‬ ‫احليوانية والثروة السمكية‪ ،‬وغيرها من املشاريع التي من شأنها أن تساعد زيادة دخل‬ ‫األسر الزراعية‪.‬‬ ‫كما أن احلكومات واجلهات املانحة تعمل معا لتعزيز أنظمة اإلرشاد العام‪ .‬ويجب أن‬ ‫يكون هناك اتفاق قانوني يتم التوصل إليه في البداية من قبل جميع املشاريع‪ ،‬مع كل من‬ ‫وزارتي الزراعة واملالية‪ ،‬بأن يتم تخصيص ما يقرب من ‪% 25‬من امليزانية السنوية اجلارية‬ ‫لتغطية البرامج اإلرشادية األساسية‪ ،‬والتشغيلية‪ ،‬وتكاليف النقل‪ .‬والغرض من ذلك‪،‬‬ ‫هو التأكد من أن موظفي اإلرشاد في امليدان ميلكون املوارد الالزمة لتنفيذ أنشطة البرامج‬ ‫االرشادية الفعالة لدعم صغار املزارعني من الرجال والنساء‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن حوالي‬ ‫‪ % 80‬من هذه البرامج اجلارية والتشغيلية وأموال النقل يجب أن تخصص مباشرة إلى‬ ‫املناطق واملناطق الفرعية‪ ،‬أي “مخصصة” ألنشطة محددة‪.‬‬ ‫باختصار‪ ،‬باستثناء املشاريع الرائدة التي لها استراتيجية التوسعة اجلديدة ويجري‬ ‫اختبارها ميدانيا‪ ،‬يجب أن تشمل املشاريع املمولة من اجلهات املانحة إلى اتفاق بني احلكومة‬ ‫واجلهات املانحة‪ .‬فبداية يجب على احلكومة ان توافق على تغطية ما يلي‪:‬‬ ‫(‪)1‬جميع تكاليف املرتبات املتكررة للجهاز اإلرشادي العام أثناء وبعد املشروع؛‬ ‫(‪ )2‬تكاليف كل برنامج وتشغيل وسائل النقل‪.‬‬ ‫ويجب تضمني مستوى احلد األدنى (على سبيل املثال ‪ % 25‬من التكاليف املتكررة) في‬ ‫جميع امليزانيات املستقبلية‪ ،‬عند التمديد وبعد انتهاء املشروع‪ .‬يضمن هذا االتفاق جميع‬ ‫التكاليف اإلضافية املتكررة للبرامج‪ ،‬والنقل‪ ،‬و غيرها من انشاء وحتسني البنى التحتية‬ ‫(مثل مركز تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت) للحفاظ عليها عند االنتهاء من املشروع‪.‬‬ ‫‪142‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫ومن ناحية أخرى على اجلهات املانحة أن حتصر دعمها لتعزيز نقاط الضعف الرئيسة في‬ ‫اإلرشاد الزراعي والبنية التحتية‪ ،‬كما هو موضح في الفصل الثامن‪ .‬وينبغي أن تستخدم‬ ‫أموال املانحني لتغطية تكلفة البنية التحتية اإلرشادية‪ ،‬مبا في ذلك‪:‬‬ ‫(‪ )1‬التعليم و تدريب موظفي اإلرشاد؛‬ ‫(‪ )2‬تطوير وانشاء البنى التحتية ملراكز تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت؛‬ ‫(‪ )3‬توفير وسائل االتصاالت الالزمة ومعدات التدريب‪ ،‬وخصوصا على مستوى املقاطعات‬ ‫واملناطق الفرعية؛‬ ‫(‪ )4‬األعمال املدنية الالزمة لتحسني مكاتب اإلرشاد و مرافق التدريب‪ ،‬وخصوصا في‬ ‫املناطق واملناطق الفرعية؛‬ ‫(‪ )5‬إجراء التحسينات الضرورية األخرى‪.‬‬ ‫تطبيق الالمركزية في نظام اإلرشاد الزراعي في الهند‬ ‫كان الهيكل التنظيمي لوكالة ادارة التكنولوجيا الزراعية (‪ )ATMA‬يعمل حتت توجيه‬ ‫ورقابة مجلس وكالة ادارة التكنولوجيا الزراعية‪ ،‬والذي يشمل ممثلني عن جميع فئات‬ ‫املزارعني في املنطقة‪ ،‬مبا في ذلك املزارعات واألقليات العرقية (أي الطوائف واجلماعات‬ ‫القبلية والطبقات)‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬كل مجلس ادارة والذي يتألف من ‪ 16-20‬عضو‪ ،‬يجب‬ ‫أن يتضمن ممثال دوريا عن كل من املنظمات التالية داخل كل حي‪ 1- :‬الشركات الزراعية‪،‬‬ ‫‪ - 2‬املنظمات غير احلكومية‪ - 3 ،‬مؤسسات اإلقراض الريفية‪ - 4 ،‬أي منظمات أخرى تشارك‬ ‫بنشاط في أنشطة التنمية الزراعية في املنطقة‪ .‬مسؤول املنطقة‪ ،‬الذي هو أعلى موظف‬ ‫حكومي داخل كل منطقة‪ ،‬يخدم كرئيس جمللس إدارة‪ ،‬بينما مدير الوكالة يخدم كعضو‬ ‫بحكم منصبه‪.‬‬ ‫وعندما تصبح مجموعات مصالح املزارعني (‪ )FIGs‬من ضمن مجموعات املنتجني (‪)PGs‬‬ ‫في القرية‪ ،‬فإن قادتهم أو الرؤساء يصبحون أعضاء في اللجان االستشارية للمزارعني على‬ ‫مستوى اجملموعة‪ .‬العديد من رؤساء جلان املزارعني االستشارية ميكن أن يخدم في مجلس‬ ‫وكالة إدارة التكنولوجيا الزراعية على أساس التناوب‪ .‬باختصار‪ ،‬كل من جلان املزارعني‬ ‫االستشارية ومجالس اإلدارة سرعان ما تصبح في التوجه‪,‬على نحو متزايد إلى أسلوب‬ ‫“من أسفل إلى أعلى” (مبا في ذلك ‪ % 30‬على األقل من النساء‪ ،‬إضافة إلى الطوائف وممثلي‬ ‫القبائل)‪ ،‬كممثلني للمزارعني في هيئات صنع القرار‪ ،‬حيث أصبحت الهيئات أكثر خبرة‪.‬‬ ‫كما هو مبني سابقا في الشكل ‪ ،7.3‬توضع خطط العمل السنوية‪ ،‬والتي تغطي جميع‬ ‫‪143‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫األنشطة والبرامج اإلرشادية داخل كل حي‪ ،‬والتي تعد من قبل فريق تكنولوجيا احلي‬ ‫(‪ ،)BTT‬الذين ميثلون جميع اإلدارات التنفيذية داخل احلي أو املناطق الفرعية (االنتاج النباتي‬ ‫واحليواني واألسماك‪ ،‬وغيرها)‪ .‬يجب مراجعة خطط العمل واملوافقة عليها من قبل جلان‬ ‫املزارعني االستشارية قبل إرسالها إلى املستوى األعلى (املنطقة) للمراجعة النهائية‬ ‫واملوافقة والتمويل‪ .‬وتراجع هذه اخلطط وامليزانية على مستوى املنطقة‪ ،‬من الناحية الفنية‬ ‫من قبل إدارة وكالة التكنولوجيا الزراعية‪ ،‬التي متثل رؤساء اإلدارات التنفيذية اخملتلفة‬ ‫والوحدات البحثية (على سبيل املثال‪ )KVKs ،‬داخل كل منطقة‪ .‬بعد هذا االستعراض‬ ‫الفني‪ ،‬ترسل اخلطط وامليزانيات جمللس اإلدارة (‪ )ATMA‬للمراجعة النهائية واملوافقة عليها‪.‬‬ ‫جتتمع اللجان االستشارية للمزارعني شهريا الستعراض التقدم احملرز في تنفيذ اخلطة‬ ‫السنوية املوافق عليها والتوصية بالتعديالت حسب احلاجة‪ .‬ويقوم فريق تكنولوجيا‬ ‫احلي )‪ Technology Team Block (BTTs‬بإعداد التقرير السنوي الذي يلخص أنشطة‬ ‫اإلرشاد الزراعي واخملرجات‪ ،‬واآلثار التي حتققت في كل عام‪ .‬في البداية‪ ،‬تقوم جلان املزارعني‬ ‫االستشارية مراجعة هذه التقارير املرحلية قبل أن يتم تقدميها إلى وكالة التكنولوجيا‬ ‫الزراعية في املنطقة (‪ ،)ATMA‬ومن ثم فإن جلنة إدارة الوكالة تستعرض التقارير املعروضة‬ ‫قبل اعطاء املوافقة النهائية من مجلس إدارة الوكالة‪ .‬وبعبارة أخرى‪ ،‬فإن موظفي اإلرشاد‬ ‫الزراعي على مستوى احلي يجب أن يثبتوا أنهم استجابوا لعمالئهم‪ ،‬وانهم استفادوا‬ ‫من موارد البرنامج بشكل جيد قبل إعداد خطة العمل العام للموافقة عليها و متويلها‪.‬‬ ‫كما لوحظ سابقا‪ ،‬كانت اخلطة األصلية للحكومة املركزية تتمثل بتخصيص كل الدعم‬ ‫لبرامج اإلرشاد اجلارية (على سبيل املثال على الصعيد الوطني‪ ،‬جتارب األسمدة ومشاهدات‬ ‫الري‪ ،‬الخ) ولكن في برنامج غير مقيد على امليزانية بحيث ميكن لكل وكالة من ادارة‬ ‫التكنولوجيا الزراعية (‪ )ATMA‬تخصيص واستخدام هذه األموال ملعاجلة املشاكل احمللية‬ ‫واألولويات‪ .‬لألسف‪ ،‬قاومت اإلدارات اخملتلفة على املستوى الوطني بشدة هذا الترتيب‬ ‫التمويلي اجلديد‪ .‬وحاليا يجري تخصيص جزء بسيط غير مقيد من موازنة احلكومة‬ ‫املركزية مباشرة إلى (‪ .)ATMAs‬وبالتالي‪ ،‬فإن معوقات التمويل حتد بشدة من األداء احلالي‬ ‫ملوظفي اإلرشاد امليدانيني وتأثير الوكالة (‪ )ATMAs‬على املدى الطويل‪ .‬وعلى الرغم من‬ ‫أن حكومة الهند قد وسعت نطاق منوذج (‪ )ATMA‬لـ ‪ 588‬منطقة ريفية‪ ،‬فإن تغييرات‬ ‫سياسية هامة ال بد أن تطبق لتنفيذ نظام إرشادي ناجح من خالل تنفيذ الالمركزية‪،‬‬ ‫واإلرشاد بقيادة املزارع واملوجه من السوق‪.‬‬ ‫القضايا الهيكلية املتعلقة بتمويل نظام اإلرشاد الزراعي الهندي‬ ‫ألن الزراعة في الهند موضوع «حكومي»‪ ،‬فجميع خدمات اإلرشاد تنظم رسميا على‬ ‫‪144‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫مستوى الدولة من خالل مختلف اإلدارات الزراعية (‪ ،DOA، DAH، DOH، DOF‬الخ)‪ .‬ومع‬ ‫ذلك‪ ،‬وحملدودية موارد الدولة املالية‪ ،‬فالتمويل احلكومي ال يغطي سوى الرواتب واخلدمات (أي‬ ‫اخلدمات الصحية والتقاعد واملكافآت الشخصية األخرى) ملوظفي اإلرشاد الزراعي‪ ،‬والتي‬ ‫هي في الواقع تكاليف ثابتة على مستوى الوالية‪ .‬ونظرا لقيود امليزانية اخلطيرة داخل كل‬ ‫دولة‪ ،‬فالعدد الفعلي للعاملني في اإلرشاد في تناقص مستمر‪ ،‬بسبب التقاعد للمرشدين‬ ‫كبار السن (ومت تعيني كثير منهم مبوجب نظام اإلرشاد (‪ ،)T&V‬ولم يتم تعبئة الشواغر‬ ‫اإلرشادية‪ .‬على الرغم من أن هناك ما يقرب من ‪ 100‬ألف شاغر وظيفي لإلرشاد الزراعي في‬ ‫اخلدمة املدنية على مستوى الهند‪ .‬في عام ‪ 2008‬كان هناك فقط حوالي ‪ 60‬ألف عامل‬ ‫فعلي في اإلرشاد الزراعي متوفر خلدمة ‪ 140‬مليون أسرة ريفية في جميع أنحاء الهند‪.‬‬ ‫ونتيجة لذلك‪ ،‬فإن نسبة مرشد‪:‬مزارع حاليا تشكل حوالي ‪ 1:2,300‬على مستوى األسرة‪،‬‬ ‫ولكن إذا كان اإلرشاد هو خلدمة جميع أنواع املزارعني‪ ،‬مبا في ذلك املرأة الريفية‪ ،‬والذين ال‬ ‫ميلكون أرضا‪ ،‬فإن هذه النسبة سوف تتضاءل لتصل إلى ما يقارب ‪ .1:4,600‬والطريقة‬ ‫الوحيدة التي ميكن ملوظفي اإلرشاد احلاليني الوصول بفعالية إلى أغلبية صغار املزارعني‬ ‫واملعدمني واملزارِعات هي إذا كانت هذه الفئات اخملتلفة من املزارعني‪ ،‬مبا في ذلك الذين ال‬ ‫ميلكون أرضا‪ ،‬ميكن تنظيمها في أنواع مختلفة من مجموعات املنتجني‪ ،‬واملساعدة الذاتية‬ ‫من أجل زيادة كفاءة وفعالية نظام اإلرشاد‪ .‬وهذا هو مجرد واحد من عدة مقترحات مهمة‬ ‫لتنظيم املزارعني في مجموعات (أي بناء رأس املال االجتماعي)‪ ،‬كما سيوصف الحقا في‬ ‫القسم اخلامس‪.‬‬ ‫اجلزء ‪ :4‬إجراءات لتطوير نظام اإلرشاد نحو املزيد من التشاركية‬ ‫عندما يتجه اإلرشاد الزراعي إلى الالمركزية وإلى مستويات معينة‪ ،‬عندها تتغير‬ ‫مسؤوليات العمل للكادر اإلرشادي بشكل ملحوظ في كل مستوى للنظام اإلرشادي‪،‬‬ ‫وخصوصا على مستوى املقاطعات واملناطق الفرعية‪ ،‬وبالتالي فإن موظفي اإلرشاد‬ ‫سيحتاجون إلى تنفيذ مهام جديدة وهامة في التخطيط من خالل التعاون مع مجموعات‬ ‫املزارعني احملليني لضمان جناح نظام اإلرشاد الالمركزي‪ .‬في معظم احلاالت‪ ،‬فإن املوظفني‬ ‫امليدانيني غير معتادين على أساليب اإلرشاد التشاركي‪ ،‬ويحتاجون إلى التدريب املباشر‬ ‫واملساعدة التقنية في تعلم كيفية تنفيذ هذه املهام اجلديدة‪ .‬ويوضح الشكل ‪ 7.5‬العملية‬ ‫املستخدمة إلدخال هذه اإلجراءات التشاركية في النظام اإلرشادي الزراعي الهندي‪ ،‬كما‬ ‫نفذت حتت ‪ .NATP‬ومت وصف كل خطوة أو إجراء باختصار مبا في ذلك التسلسل‪ ،‬و الوقت‬ ‫التقريبي الالزم للتنفيذ‪ ،‬ثم اإلجراءات التنفيذية التي استخدمت جلعل هذا النظام موجه‬ ‫من السوق‪ .‬وهو موضح تاليا ً في اجلزء اخلامس‪.‬‬ ‫‪145‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫‪ -‬إجراء البحث الريفي باملشاركة وتطوير استراتيجيات البحث واإلرشاد الزراعي للبدء‬ ‫بالتخطيط من األسفل لألعلى‬ ‫النشاء نظام إرشادي أكثر تشاركية‪ ،‬فاخلطوة األولى للمعهد الوطني إلدارة اإلرشاد‬ ‫الزراعي(‪:MANAGE‬انظر‪ -)www.manage.gov.in‬هو تدريب كبار املدراء من اإلدارات‬ ‫التنفيذية الرئيسية واملؤسسات البحثية في املناطق حول كيفية إجراء البحث الريفي‬ ‫باملشاركة (‪ )PRA‬املهمة ‪ 1‬في الشكل ‪ . 7.5‬ثم بعد ذلك‪ ،‬تدريب هؤالء املسؤولني كيفية‬ ‫حتويل هذه النتائج إلى خطة استراجتية للبحث واالرشاد الزراعي(‪ )SREP‬للمنطقة‪ .‬وهذا‬ ‫التدريب القصير الفعال من شأنه‪ ،‬أوال‪ -‬أن يقود الستنتاج أولويات البحث واالرشاد‪ ،‬والتي‬ ‫تستند في جزء منها على آراء ممثلي الرجال والنساء من املزارعني في املنطقة‪ ،‬إضافة إلى‬ ‫ذلك‪ ،‬تدريب موظفي اإلرشاد لتحديد املزارعني املبتكرين والناجحني فعليا والذين ينتجون‬ ‫ويسوقون املنتجات واحملاصيل عالية القيمة‪ .‬ان تدريب قيادات البحوث واإلرشاد الزراعي على‬ ‫اجراء البحث الريفي باملشاركة يتطلب أسبوعني من الزمن‪ ،‬من ضمنها أسبوع تدريب‬ ‫نظري‪ ،‬واألسبوع اآلخر عملي‪ ،‬وبعد ذلك االنطالق الى امليدان جلمع البيانات داخل املنطقة‪.‬‬ ‫هذه الفرق على مستوى املنطقة تشكل من حوالي (‪ 20‬من قيادات البحث واإلرشاد)‪ ،‬ثم‬ ‫تقسم إلى مجموعات صغيرة (اثنني أو ثالثة أشخاص لكل فريق) للتحقق في النظم‬ ‫الزراعية الرئيسة في املناطق الزراعية والبيئية املستهدفة داخل املنطقة (املهمة ‪ 2‬في‬ ‫الشكل ‪.)7.5‬‬ ‫جتتمع هذه الفرق مع فئات مختلفة من املزارعني في القرى املمثلة ملعرفة املزيد عن‬ ‫الشكل ‪ 7.5‬االجراءات التدريبية والتنفيذية املستخدمة الدارة منوذخ (‪)ATMA‬‬ ‫مجلس ادارة ‪ATMA‬‬ ‫‪ MANAGE‬تساعد املناطق الجراء‬ ‫خطة‬ ‫‪ PRA‬ووضع ‪ SREPs‬في املناطق‬ ‫االستثمار‬ ‫مدير ‪ATMA‬‬ ‫جلنة ادارة ‪ATMA‬‬ ‫‪ .1‬تدريب فريق‬ ‫‪ .2‬اجراء‬ ‫‪ .3‬وضع خطة‬ ‫‪ .11‬تدفق‬ ‫‪ .10‬خطة‬ ‫‪3‬أ‪ .‬خطة اولية‬ ‫اولية ‪S-R-E-P‬‬ ‫الدعم لـ ‪ NGOs .4‬تنظم‬ ‫عمل احلي‬ ‫من املنطقة‬ ‫‪PRA‬‬ ‫‪S-R-E-P‬‬ ‫‪FIGs/SHGs‬‬ ‫‪BTT‬‬ ‫املنطقة‬ ‫احلي‬ ‫‪ BTTs .9‬وجلنة املزارعني‬ ‫‪ .6‬اجراء ‪PRAs‬‬ ‫‪ .5‬تدريب الفريق الفني‬ ‫االستشارية‬ ‫من فريق احلي‬ ‫للحي (‪)BTTs‬‬ ‫‪ .7‬فريق احلي يضع خطة‬ ‫‪ .8‬التنسي��ق ب�ين ‪ BTTs‬و ‪ NGOs‬لتنظي��م‬ ‫‪FIGs‬‬ ‫‪SHGs‬‬ ‫‪FIGs‬‬ ‫العمل (‪)BAPs‬‬ ‫‪ SHGs‬و ‪ FIGs‬وم��ن ث��م يق��وم ‪BTTs‬بتنفي��ذ‬ ‫‪146‬‬ ‫النشاط��ات االرشادي��ة من خ�لال ‪SHGs / FIGs‬‬ ‫املزارعني ذوي احليازات الصغيرة‬ ‫مالحظة‪ = PRA :‬البحث الريفي باملشاركة؛ ‪ = SREP‬اخلطة االستراتيجية للبحث واالرشاد الزراعي؛ ‪ = FIGs‬مجموعات‬ ‫املزارعني املهتمني؛ ‪ = SHGs‬مجموعات املساعدة الذاتية (معظمهم من النساء)‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫مواردها‪ ،‬ونظم الزراعة ومشاكل اإلنتاج وكيف يعتقدون انه ميكن زيادة دخل املزارع‪ .‬وكما‬ ‫لوحظ سابقاً‪ ،‬فإن عليهم على وجه التحديد االستفسار عن وجود املزارعني املبتكرين‬ ‫داخل القرية‪ ،‬احلي‪ ،‬املنطقة أو خارجها‪ ،‬الذين ينتجون ويسوقون بنجاح مختلف املنتجات‬ ‫واحملاصيل ذات القيمة العالية‪ .‬ثم جتتمع هذه الفرق مع هؤالء املزارعني املبتكرين لبحث‬ ‫امكانية تطبيق مشاريعهم التي تتطلب عمالة مكثفة‪ /‬مشاريع ذات قيمة عالية‬ ‫والتوسع بها من قبل صغار املزارعني من الرجال والنساء في املنطقة‪.‬‬ ‫بعد جمع املعلومات من مختلف فئات املزارعني في جميع أنحاء املنطقة‪ ،‬فإن الفرق‬ ‫تبدأ وضع املرحلة األولية للعمل في املنطقة (املهمة ‪ 3‬الشكل ‪ .)7.5‬ويتم تنظيم هذه‬ ‫املراحل حسب املناطق البيئية والزراعية اخملتلفة وإعطاء اهتمام خاص للتربة واملوارد املائية‪،‬‬ ‫والنظم احملصولية السائدة‪ ،‬والنقل والبنية التحتية‪ ،‬فضال عن قربها من األسواق اخملتلفة‬ ‫للمحاصيل عالية القيمة احملتملة (محاصيل البستنة‪ ،‬واألعشاب والنباتات الطبية‪،‬‬ ‫الخ)‪ ،‬واالنتاج احليواني (األلبان‪ ،‬الدواجن‪ ،‬الخ)‪ ،‬وغيرها من املنتجات (أسماك املياه العذبة‪/‬‬ ‫الروبيان‪ ،‬والفطر‪ ،‬والكمبوست‪ ،‬الخ)‪ .‬إن مجلس إدارة التكنولوجيا الزراعية (‪ )ATMA‬يراجع‬ ‫اخلطة االستراتيجية األولية (املهمة ‪ ،)3.a‬ويعطي مالحظاته واملوافقة النهائية للخطة‪.‬‬ ‫وعادة ما تأخذ عملية التخطيط االستراتيجي ثالثة اشهر إلمتامها‪.‬‬ ‫تنظيم مجموعات املزارعني أو بناء رأس املال االجتماعي‬ ‫كان نظام اإلرشاد الزراعي في الهند بدون خبرة أو بخبرة قليلة في تنظيم املزارعني في‬ ‫منظمات املنتجني الريفية حتى ادخال منوذج ‪ ATMA‬من قبل ‪ ، NATP UP- DASP‬وبالتالي‪،‬‬ ‫كان وضع اخلطة االستراتيجية للبحث واالرشاد يجري من قبل الفريق البحثي واالرشادي‬ ‫في كل منطقة‪ .‬وبعد االنتهاء منه‪ ،‬يبدأ مدير ‪ ATMA‬بتحديد وتقييم املنظمات غير‬ ‫احلكومية احمللية بناءا على اهتمامها وقدرتها‪ ،‬والتي جنحت بالفعل في تنظيم مجموعات‬ ‫مختلفة من الرجال والنساء املزارعني في مجموعات املساعدة الذاتية ‪( SHGs‬املعدمني‪،‬‬ ‫وصغار ومتوسطي وكبار املزارعني) داخل منطقة املشروع‪ ،‬واستعدادهم لتنظيم جماعات‬ ‫جديدة متشابهة املصالح ‪ FIGs‬في مختلف القرى‪ ،‬من فئات مختلفة من الذكور واإلناث‪.‬‬ ‫وإذا كانت هذه املنظمات مهتمة‪ ،‬فهل هذه املنظمات غير احلكومية مستعدة إلبرام عقد‬ ‫مع ‪ ATMA‬لتنظيم ستة إلى ثمانية من مجموعات املساعدة الذاتية ‪ SHGs‬او اجملموعات‬ ‫النوعية للمزارعني ‪ FIGs‬في كل عام (املهمة ‪.)4‬‬ ‫وبعد االنتهاء من إنشاء هذه اجملموعات وتنظيمها وتسجيلها رسميا وبشكل كامل‪،‬‬ ‫حيث تستغرق هذه العملية عادة حوالي تسعة أشهر إلكمالها‪ ،‬وبعد االنتهاء من تأسيس‬ ‫‪147‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫اجلمعيات املتفق عليها حتصل املنظمات غير احلكومية على استحقاقاتها املالية‪ .‬وحاملا‬ ‫يوافق مجلس اإلدارة على ‪ ،SREP‬يتم اعادة عملية التخطيط على مستوى احلي‪ ،‬ولكن‬ ‫هذه املرة يقوم فريق تكنولوجيا احلي(‪ )BTT‬بالبحث الريفي باملشاركة‪ ،‬بحيث يؤديه‬ ‫فريق من كبار املوظفني الفنيني من كل دائرة يحملون درجة بكالوريوس‪ .‬وأعلى موظف‬ ‫سيتولى رئاسة الفريق في كل حي الذي يتكون من أربع الى ستة اشخاص من ‪BTT‬‬ ‫حيث سيتم تدريبهم على كيفية اجراء البحث الريفي باملشاركة (املهمة ‪ ،)5‬وتلخيص‬ ‫اخلطة االستراتيجية األولية للحي‪ .‬وعلى باقي الفرق القيام بنفس اجراءات البحث الريفي‬ ‫باملشاركة ‪( PRA‬املهمة ‪ ،)6‬وذلك بهدف املصادقة و‪ /‬أو وضعها في شكل خطة عمل‬ ‫سنوية للحي ( ‪ ) BAP‬اخلاص بهم (املهمة ‪.)7‬‬ ‫يستمر خالل هذه العملية البحث عن مزارعني مبتكرين آخرين بامكانهم‬ ‫إنتاج وتسويق أنواع أخرى واعدة وذات قيمة عالية من احملاصيل أو املنتجات داخل‬ ‫مناطقهم وذلك بهدف حتديد جدوى توسيع نطاق هذه املشاريع املبتكرة‪ ،‬وخصوصا‬ ‫صغار املزارعني و املزارعات‪ .‬ولكن في العديد من احلاالت‪ ،‬فان املرأة الريفية التي ال‬ ‫تستطيع احلصول على أي أرض زراعية يجب تشجيعها على النظر في خيارات أخرى‪،‬‬ ‫مبا في ذلك استخدام موارد امللكية املشتركة (مثل استئجار بركة القرية إلنتاج أسماك‬ ‫املياه العذبة) أو تصنيع بعض املنتجات داخل منازلهم (على سبيل املثال‪ ،‬الدواجن املنزلية‪،‬‬ ‫واستغالل احلدائق املنزلية‪ ،‬وانتاج الفطر‪ ،‬أو الكمبوست)‪.‬‬ ‫خالل السنة األولى من تنفيذ املشروع‪ ،‬سواء على مستوى احلي او املنطقة‪ ،‬سينحصر‬ ‫عمل موظفي البحث واإلرشاد بشكل كامل في إجراءات التخطيط التشاركي‪ .‬وخالل‬ ‫هذه العملية‪ ،‬سيتم النظر في اخليارات املمكنة ووضع منهجية ميكن من خاللها تنويع‬ ‫النظم الزراعية بني فئات مختلفة من املزارعني واملزارعات ضمن ‪ AEZs‬لكل حي‪ .‬في هذه‬ ‫املرحلة‪ ،‬فإن الفرق البحثية واالرشادية (‪ )BTTs‬ستبدأ العمل مع اجملموعات املشكلة (‪FIGs‬‬ ‫‪( ), SHGs‬املهمة ‪ )8‬لتحديد اهتماماتهم في متابعة أنواع معينة من املشاريع ذات القيمة‬ ‫العالية‪ ،‬والبدء في النقاش مع هذه اجملموعات اخملتلفة‪ .‬وسيتم تنظيم زيارات استطالعية‬ ‫لقادة هذه اجملموعات (املساعدة الذاتية‪ ،‬املصالح املشتركة) للمزارعني املبتكرين في األحياء‬ ‫واملناطق والواليات األخرى‪ ،‬والتعرض ملناقشات مباشرة من مزارع ملزارع حول قدرة جماعتهم‬ ‫املنظمة حديثا على انتاج منتجات ومحاصيل وتسويقها ومناسبة ملوارد األسرة الزراعية‪.‬‬ ‫إضفاء الطابع الرسمي على إجراءات التخطيط من أسفل إلى أعلى‬ ‫مبجرد أن يتم تنظيم مجموعات املساعدة الذاتية ومجموعات املصالح املشتركة‬ ‫‪148‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫(‪ )FIGs‬اخملتلفة في كل مجموعة أو كتلة‪ ،‬ينخرط فريق الـ ‪ BTT‬متاما في إجراء ‪،PRAs‬‬ ‫وتطوير خطة عمل الكتلة األولى (‪ . )BAP‬واخلطوة التالية تتضمن إنشاء هيكل‬ ‫لردود الفعل الرسمية في شكل اللجنة االستشاري للمزارعني (‪ .)FAC‬الغرض‬ ‫من ‪ - FAC‬املراجعة واملناقشة واملوافقة على ‪ BAP‬السنوي لكل كتلة (املهمة ‪)9‬‬ ‫من قبل الوالية‪ .‬كل ‪ FAC‬تشمل ما ال يقل عن ‪ 30‬في املائة من النساء واألقليات العرقية‪.‬‬ ‫في البداية‪ ،‬يقوم مدراء اإلرشاد‪/‬موظفون من املديريات التنفيذية اخملتلفة بتعيني‬ ‫العديد من أعضاء ‪ .FAC‬ومع ذلك‪ ،‬ومبجرد أن ‪ FIGs‬ومجموعات املساعدة الذاتية ‪SHGs‬‬ ‫أصبحت فعالة‪ ،‬يكون رؤساء مجموعات املزارعني اخملتلفة كأعضاء رسميني في كل ‪،FAC‬‬ ‫حتى تصبح عملية التخطيط وبشكل متزايد تشاركية ويقودها املزارع‪.‬‬ ‫ونتيجة لذلك‪ ،‬تصبح هذه التنظيمات اخملتلفة من املزارعني والنساء الريفيات واملمثلني‬ ‫من قبل مجموعات املنتجني املزارعني اخملتلفة لديهم دور متميز في استعراض ومناقشة‬ ‫أولويات اإلرشاد لكل كتلة (املهمة ‪ .)10‬بهذه الطريقة‪ ،‬يجب أن حتصل خطط العمل‬ ‫السنوية والتمويل للكتلة املقدمة إلى مجلس االدارة ‪ ATMA‬للمحافظة على املوافقة‬ ‫على املدخالت والدعم الكامل من مختلف مجموعات أصحاب العالقة‪.‬‬ ‫بعد موافقة مجلس ادارة محافظة ‪ ATMA‬على التمويل لكل ‪( BAP‬املهمة ‪ ،)11‬فإن‬ ‫‪ FAC‬يجتمع بانتظام مع ‪ BTT‬ملتابعة وتقييم استخدام هذه املوارد لضمان تنفيذ البرامج‬ ‫واألنشطة املتفق عليها‪ .‬أخيرا‪ ،‬مع استمرار هذه العملية‪ ،‬يتم اختيار رؤساء ‪ FACs‬على‬ ‫مستوى الكتلة للعمل في مجلس ‪ ، ATMA‬وتكون النتيجة ان الهيكل النتظيمي أصبح‬ ‫بالكامل “من أسفل إلى أعلى” في الهيكل والعمل‪.‬‬ ‫ولهذا النظام اإلرشادي الالمركزي اجلديد تأثير على الدافع والروح املعنوية للمرشدين‬ ‫الزراعيني بامليدان‪ .‬رمبا وللمرة األولى‪ ،‬ميكن للمرشدين احملليني رؤية تأثير عملهم مباشرة‬ ‫على حياة املزارعني واملرأة الريفية والشباب‪ .‬هذا الترتيب اجلديد كان له تأثير مباشر‬ ‫وإيجابي جدا على أدائهم (‪ .)Reddy 2008‬في هذه العملية‪ ،‬حتول املرشدون الزراعيون من‬ ‫موظفني حكوميني مهمتهم فقط نقل رسائل عن التقنيات للمزارعني إلى معلمني في‬ ‫حل املشكلة‪ .‬وعملوا بشكل وثيق مع كل من مجموعات املزارعني اجلديدة للبدء في إنشاء‬ ‫مؤسسات (مشاريع) جديدة و‪ /‬أو مختلفة‪ ،‬ومساعدة املزارعني تدريجيا تعلم كيفية‬ ‫العمل حلل املشاكل الفنية واإلدارية احملددة واملرتبطة بهذه املؤسسات اجلديدة‪.‬‬ ‫طريقة أخرى ملعرفة املزيد حول طرق واجراءات عملية تخطيط من القاعدة لألعلى‪،‬‬ ‫وإجراءات التنفيذ مبينة بالشكل ‪.7.6‬‬ ‫‪149‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫الشكل ‪ 7.6‬حملة عامة عن اجراءات التخطيط والتطبيق لالرشاد ملساعدة صغار املزارعني‬ ‫واملزارعات لتحسني الدخل الزراعي‬ ‫‪ .2‬حتديد املزارعني املبتكرين وقدرة األسواق احلالية‪ /‬احملتملة للمنتجات عالية‬ ‫القيمة؛ ثم إجراء حتليل ‪ SWOT‬لكل منطقة بيئية زراعية داخل املقاطعة‪.‬‬ ‫‪ .3‬العمل مع قادة املزارعني لوضع‬ ‫‪ .1‬اجراء ‪ PRA‬لتقييم املوارد‬ ‫استراتيجية االرشاد التي من‬ ‫واحتياجات االسر الزراعية‬ ‫شأنها زيادة دخل االسرة الزراعية‪.‬‬ ‫الصغيرة‪.‬‬ ‫‪ .4‬بدء تنظيم مجموعات الرجال‬ ‫استراتيجي‬ ‫‪ .9‬تقييم مخرجات اجملموعات؛‬ ‫والنساء وتقييم احتياجاتهم‬ ‫حتديد خطط املوسم املقبل؛‬ ‫واملعوقات‪.‬‬ ‫وبدء العمل مع مجموعات‬ ‫‪ .5‬مناقشة وحتديد احملاصيل‬ ‫املنتجني اآلخرين‪.‬‬ ‫املناسبة ذات القيمة العالية‪،‬‬ ‫‪ .8‬متابعو وتوفير الدعم التقني‬ ‫والثروة احليوانية‪ ،‬واملشاريع االخرى‪.‬‬ ‫تشغيلي‬ ‫تكتيكي‬ ‫خالل السنة االولى من االنتاج‪.‬‬ ‫‪ .6‬تنظيم زيارات استطالعية لقادة‬ ‫‪ .7‬تدريب املزارعني في مجموعات‬ ‫اجملموعة‪ ،‬واملهتمني بشكل خاص‬ ‫مختلفة؛ ملساعدتهم في تأمني‬ ‫باملشاريع وتقرير جدواها‪.‬‬ ‫ما يلزم من املدخالت واخلدمات‪.‬‬ ‫اخلطوة األولى في عملية التخطيط االستراتيجي‪ ،‬هي حتديد املوارد واحتياجات فئات‬ ‫مختلفة من األسر الزراعية‪ .‬ثم إجراء عملية التقومي الريفي التشاركي ‪ PRAs‬داخل‬ ‫املقاطعة‪ ،‬واملهمة الرئيسة تقوم على حتديد املزارعني املبتك ِ‬ ‫رين واملبدعني الذين يتابعون‬ ‫احملاصيل اخملتلفة اجلديدة ذات القيمة العالية‪ ،‬ومشاريع الثروة احليوانية أو مشاريع أخرى‪.‬‬ ‫لذا‪ ،‬خالل عملية التخطيط االستراتيجي‪ ،‬تتمثل النتائج الرئيسة بتحديد مجموعة‬ ‫من االبتكارات اخملتلفة أو الفرص التي قد تكون مناسبة للمساعدة في زيادة دخل هذه‬ ‫اجملموعات اخملتلفة من صغار املزارعني من الرجال والنساء‪.‬‬ ‫بعد ذلك‪ ،‬هذه االبتكارات واملبادرات وعلى حد سواء التي مت حتديدها من داخل املقاطعة‬ ‫ومن مقاطعات أخرى‪ ،‬والتي لها نفس البيئة الزراعية‪ ،‬يجب أن تُناقَش مع قادة مجموعات‬ ‫املزارعني اخملتلفة لدمجهم في عمليات وضع وتطوير استراتيجية اإلرشاد اجلديدة‪ ،‬التي‬ ‫ميكن أن تعمل مباشرة على زيادة دخل املزرعة‪ ،‬وتساعد على حتسني سبل العيش الريفية‪.‬‬ ‫اإلجراءات التكتيكية والتشغيلية لتنفيذ استراتيجية اإلرشاد اجلديدة تناقش في مكان‬ ‫آخر‪ ،‬هذه اإلجراءات وردت في الشكل ‪ .7.6‬بعدها‪ ،‬سوف ننظر في كيفية تطوير التسويق‪.‬‬ ‫اجلزء ‪ : 5‬اإلجراءات في تطبيق نظام إرشادي يوجهه السوق (االرشاد التسويقي)‬ ‫‪150‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫إضافة إلى حتقيق الالمركزية في األنشطة اإلرشادية للمقاطعات واملناطق‪ ،‬ومن ثم‬ ‫احلصول على تنظيم للمزارعني والنساء الريفيات داخل مجموعات‪ ،‬يجب على العاملني‬ ‫في اإلرشاد أن يركزوا جهودهم على زيادة دخل املزرعة وحتسني سبل العيش الريفية‪.‬‬ ‫ونتيجة لذلك‪ ،‬هناك حاجة الجراء تغييرات مؤسسية وتشغيلية إلنشاء نظام إرشادي‬ ‫يقوده السوق‬ ‫الشكل ‪ 7.7‬خطوات وضع نظام ارشادي موجهة من السوق‬ ‫اخلطوة ‪ ATMA .1‬تنظيم ‪ PRA‬وتضع ‪ SREP‬متضمنا املزارعني املبدعني وأسواقهم‪.‬‬ ‫حتديد‪/‬تقييم االسواق للمحاصيل ‪2 a.‬‬ ‫‪ BTTs‬و ‪ FIGs‬تنظم ‪2b. NGOs‬‬ ‫بالتش��اور م��ع البح��ث ‪2 c. KVKs‬‬ ‫واملنتج��ات ذات القيم��ة العالي��ة‬ ‫‪ HVC/P‬تقيم االه��ت��م��ام ف��ي‬ ‫الختب��ار حقل��ي لتكنولوجي��ات جدي��دة‬ ‫يوجهوا من خالل ‪ FIGs‬قادة ‪3a.‬‬ ‫‪ FIGs‬تسه��ل ل��ـ ‪3b. ATMA‬‬ ‫‪3c.‬‬ ‫‪ATMA‬‬ ‫تدري��ب‬ ‫ترت��ب‬ ‫الزيارات االستطالعية‬ ‫الوص��ول لالس��واق واملشتري��ن‬ ‫‪ KVK‬م��ن خ�لال ‪ FIG‬العض��اء‬ ‫‪ ATMA .4‬ميكن ان تزود املواد الزراعية واملدخالت الزراعية االخرى النتاج املنتجات واحملاصيل عالية القيمة (‪)HVC/P‬‬ ‫‪ .5‬اع��ض��اء ‪ FIG‬تنتج ‪ HVC/P‬طبقا مل��واص��ف��ات ال��س��وق؛ وخ�ل�ال السنة‬ ‫االول���ى ‪ KVKs‬و ‪ BTTs‬ت��راق��ب االن��ت��اج وت��زوي��د ال��دع��م الفني عند احل��اج��ة‪.‬‬ ‫‪ .6‬يقوم اعضاء ‪ FIGs‬بحصاد محاصيلهم او منتجاتهم حسب مواصفات التجار لضمان تسويق هذه ‪. HVC/P‬‬ ‫) ‪Source: Singh and Swanson (2006); Singh, Swanson, and Singh (2006, p. 212‬‬ ‫شرح في‬‫اإلجراءات املتبعة في تنفيذ النموذج ‪ ATMA‬الذي يحركه السوق في الهند ُ‬ ‫موقع آخر‪ ،‬ولننتطرق إليه هنا (‪Singh and Swanson 2006, Singh, Swanson, and Singh‬‬ ‫‪ .)2006‬ومع ذلك‪ ،‬فإن الشكل ‪ 7.7‬أعاله‪ ،‬يحدد اخلطوات األساسية املتبعة خالل ‪ NATP‬في‬ ‫تطوير نظام اإلرشاد الذي يحركه السوق‪.‬‬ ‫إن مهمة كال من جلنة تطوير ‪ BTT‬و ‪ ATMA‬باملقام األول‪ ،‬هي حتديد األسواق اخملتلفة‬ ‫خملتلف املنتجات (‪ ،)Task 2a‬ثم حتديد ما إذا كان للمزارعني داخل كل حي أو منطقة ميزة‬ ‫تنافسية في إنتاج هذه احملاصيل أو املنتجات وجود ظروف منو متفوقة كالقرب من األسواق‬ ‫ووجود وسائل النقل املناسبة‪ .‬باقي اخلطوات في الشكل ‪ 7.7‬توضح الطريقة األساس‬ ‫املتبعة في تنفيذ النظام اإلرشادي الذي يحركه السوق‪.‬‬ ‫‪151‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫في املوقع الريادي (التجريبي) النموذج ‪ ATMA‬حتت ‪ ،NATP‬مت جمع أكثر من ‪ 250‬قصة‬ ‫جناح مختلفة (االبتكارات) من مختلف مقاطعات املشروع الـ ‪ 28‬الرائدة (انظر االجتماع‬ ‫احلكومي الدولي‪ .)Lucknow 2004 b ،‬في كثير من احلاالت‪ ،‬وعلى املستوى احمللي ‪FIGS‬‬ ‫تقوم ببيع املنتجات إلى األسواق اجملاورة‪ .‬وبسبب زيادة الطلب على السلع االستهالكية‬ ‫لهذه املنتجات ذات القيمة العالية‪ ،‬فإنه ميكن بسهولة تكرار العديد من هذه “االبتكارات”‪،‬‬ ‫واالرتقاء بها في مناطق ومقاطعات أخرى في جميع أنحاء الهند‪.‬‬ ‫إضافة إلى ذلك‪ ،‬وبعد أن مرت األزمة املالية احلالية‪ ،‬فإن الطلب على معظم املنتجات‬ ‫البستانية واحليوانية ذات القيمة العالية ستستمر في الزيادة‪ ،‬ويستخدم املستهلكون‬ ‫من الطبقة الوسطى في املناطق احلضرية معظم دخلهم املتاح في شراء هذه املنتجات‬ ‫الغذائية ذات القيمة العالية‪.‬‬ ‫اجلزء ‪ :6‬تأثير الالمركزية على نظام االرشاد الذي يقوده املزارع ويحركه السوق‬ ‫كما لوحظ سابقا ‪ ،‬هذه الالمركزية والنموذج االرشادي اجلديد الذي يحركة السوق‬ ‫ويقوده املزارع مت اختباره في ‪ 28‬مشروع ومحافظة حتت ‪ NATP‬في ‪ 35‬مقاطعة والية اوتار‬ ‫براديش في إطار دعم الوالية للمشاريع الزراعية املتنوعة مشروع (‪ )UP-DASP‬ومشروع‬ ‫(البنك الدولي‪ ،‬بدون تاريخ)‪ .‬في كال املشروعني ‪ ،‬كان لهذا النموذج تأثير كبير على تنويع‬ ‫احملاصيل والدخل الزراعي‪ .‬تتلخص اآلثار االجتماعية واالقتصادية لهذا النموذج االرشادي‬ ‫اجلديد عبر مناطق املشروع ‪ 28‬حتت ‪ NATP‬في املربع ‪.7.1‬‬ ‫اجلزء ‪ :7‬مالحظات ختامية‬ ‫من املرجح أن يكون هناك تفاوتا كبيرا من حيث الظروف البيئية الزراعية اخملتلفة‬ ‫داخل املناطق اخملتلفة للمشروع وفيما بينها‪ ،‬فضال عن الفرص املتاحة في السوق‪ ،‬النوع‬ ‫االجتماعي‪ ،‬الظروف االجتماعية االقتصادية والعوامل االجتماعية والثقافية التي قد تؤثر‬ ‫على تنفيذ املشروع‪.‬‬ ‫بشكل عام‪ ،‬يجب على احملللني استخدام نهج حل املشاكل في التعرف على املعوقات‬ ‫املؤسسية الرئيسة لتنفيذ الالمركزية على نحو مالئم في نظام اإلرشاد الزراعي الذي‬ ‫يقوده املزارعون‪ ،‬ويحركه السوق‪ .‬ومن جهة أخرى فإن إحداث التغيير املؤسسي ليست‬ ‫مهمة سهلة أو سريعة‪ ،‬ألن معظم كبار مسؤولي اإلرشاد يترددون في التخلي عن‬ ‫السلطة‪ ،‬أو نقل عملية صنع القرار للبرامج اإلرشادية‪ ،‬واألولويات للمقاطعات واملناطق‬ ‫الفرعية على أساس احتياجات واولويات مجموعات املزارعني الرجال والنساء‪.‬‬ ‫‪152‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫اخيرا‪ ،‬يجب أن يوضع في االعتبار أن عملية خلق تنظيم إرشادي جديد متاما داخل‬ ‫معظم البلدان سوف تكون مهمة صعبة‪ ،‬خصوصا اذا لزم متويل طويل األجل من القطاع‬ ‫العام‪ ،‬وهوأمر غير مرجح‪ .‬رغم انه ميكن لشركات القطاع اخلاص و‪ /‬أو املنظمات غير‬ ‫احلكومية توسيع النطاق بسرعة أكبر‪ ،‬والبدء في تقدمي اخلدمات اإلرشادية للمزارعني‪.‬‬ ‫مشاكل التمويل طويلة األجل التي تواجهها هذه الشركات و‪ /‬أو املنظمات غير احلكومية‬ ‫سوف تنتج وبشكل جدي مشاكل في االستدامة طويلة األجل‪ .‬كما هو موضح في الصني‬ ‫والهند وإندونيسيا‪ ،‬عموما فان األكثر كفاءة وفعالية هو استخدام استراتيجية «األكثر‬ ‫تناسبا» في حل معظم املشاكل التنظيمية واإلدارية اخلطيرة التي حتد من فعالية تنطيم‬ ‫اإلرشاد القائم‪.‬‬ ‫لذلك‪ ،‬وبدال من استخدام نهج «أفضل املمارسات»‪ ،‬مثل ارشاد ‪ ،T & V‬إلعادة تنظيم‬ ‫نظام اإلرشاد العام متاما‪ ،‬والذي يعتبر بشكل عام أكثر كفاءة وفعالية من حيث التكلفة‬ ‫في حل بعض املشاكل التي حتد من فعالية النظام احلالي‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬ألن العديد‬ ‫من بلدان أمريكا الالتينية أغلقت فعليا نظامها اإلرشادي العام في التسعينات‪ ،‬لذا‪،‬‬ ‫يفتقر معظم املزارعني الصغار والسكان األصليني اآلن في تلك البلدان إلى أي نوع من‬ ‫أنواع خدمات اإلرشاد الزراعي‪ ،‬والتي ميكن أن تساعدهم على زيادة إنتاجيتهم الزراعية‬ ‫ودخل املزرعة‪ .‬جتدر اإلشارة مع ذلك إلى أن بعض البلدان مثل البرازيل وبوليفيا‪ ،‬هي اآلن‬ ‫في عملية إعادة نظم اإلرشاد العام‪ ،‬وخصوصا ملساعدة األسر الزراعية الصغيرة احلجم‪.‬‬ ‫مربع ‪ 7.1‬األثر االقتصادي واالجتماعي لنموذج الـ ‪ ATMA‬في ‪ 28‬محافظه املشروع‬ ‫منوذج ‪ ATMA‬حتت ‪ NATP‬له آثار إيجابية كثيرة؛ على سبيل املثال‪:‬‬ ‫• متكني املزارعني‪ :‬تنظيم أكثر من ‪ 10000‬مجموعة‪ ،‬تشكل النساء واملزارعات‬ ‫الريفيات حوالي الثلث (‪ .)IIM,LucKnow 2004 a‬إضافة إلى ‪ 17000+‬من مجموعات‬ ‫املزارعني نظمت حتت ‪ UPDASP‬املتزامنة‪ ،‬وأيضا باستخدام منوذج ‪ .ATMA‬ظهرت‬ ‫املهارات القيادية والتنظيمية للمزارعني على مستوى القرية‪ ،‬احلي ومستوى‬ ‫املقاطعات‪ ،‬وبالتالي التأثير بشكل مباشر على البرامج اإلرشادية واألولويات‪.‬‬ ‫• التنوع في الزراعة ‪ :‬زيادات كبيرة في إنتاج احملاصيل ‪ /‬املنتجات عالية القيمة؛‬ ‫على سبيل املثال‪ ،‬بني عامي ‪ 1999‬و ‪ 2003‬املساحة اخملصصة للمحاصيل التالية‬ ‫زادت‪:‬‬ ‫ •زيادة احملاصيل البستانية من ‪ 12٪‬إلى ‪.16٪‬‬ ‫‪153‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫ • زيادة البذور الزيتية من ‪ 3٪‬إلى ‪.11٪‬‬ ‫ • االعشاب الطبية واحملاصيل العطرية ارتفعت من ‪ 1٪‬إلى ‪.5٪‬‬ ‫ •زيادة تربية دودة القز (احلرير) من ‪ 0٪‬إلى ‪.1٪‬‬ ‫إضافة إلى ذلك‪ ،‬كانت مشاريع الثروة احليوانية والثروة السمكية ومشاريع الذين‬ ‫ال ميلكون أرضا ازدهرت‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬مت تنظيم أكثر من ‪ 1000‬مجموعه بستانية‪،‬‬ ‫إضافة إلى ‪ 219‬مجموعه أخرى لألعشاب الطبية واحملاصيل‪ .‬كان هناك أيضا أكثر‬ ‫من ‪ 2850‬مجموعه للثروة احليوانية تضم ‪ 1427‬مجموعه لأللبان ‪ ،‬و ‪ 474‬مجموعه‬ ‫للفطر‪ 473 ،‬مجموعه تربية دودة القز‪ 308 ،‬مجموعات الكمبوست‪ 220 ،‬مجموعات‬ ‫تربية النحل‪ ،‬و ‪ 72‬مجموعات التصنيع الغذائي (‪) IIM,LucKnow 2004 a‬‬ ‫• احملاصيل الغذائية األساسية‪ :‬تراجعت املساحة املزروعة باحلبوب من ‪ 55٪‬إلى‬ ‫‪ ، 47٪‬ولكن االنتاجية زادت بنسبة ‪ ،14٪‬بحيث لم يؤدي إلى أي انخفاض كبير في‬ ‫إنتاج احلبوب (‪.)IIM, Lucknow 2004a‬‬ ‫• دخل املزرعة‪ :‬زيادة متوسط ​​ دخل املزرعة ‪ 24‬في املئة في الـ ‪ 28‬محافظات‬ ‫املشروع (‪ / 6٪‬سنة)‪ ،‬ولكن فقط حوالي ‪ 1‬إلى ‪ 5‬في املائة ‪ /‬سنة في املناطق اجملاورة‪،‬‬ ‫املقاطعات الغير داخلة باملشروع بني عامي ‪ 1999‬و ‪.)Tyagi and Verma 2004( 2003‬‬ ‫• العمالة الريفية‪ :‬البيانات امليدانية لم جتمع على زيادة في العمالة الريفية ‪ ،‬مع‬ ‫ان معظم احملاصيل واملنتجات ذات القيمة العالية حتتاج لعمالة كثيفة ؛ باالضافة‬ ‫لبعض الوظائف التي مت استحداثها لبعض املشاريع ملعامالت ما بعد احلصاد‬ ‫والتعبئة‪.‬‬ ‫هذه اآلثار االجتماعية واالقتصادية الكبيره واملهمة‪ ،‬سهلت من قبل موظفي‬ ‫اإلرشاد حتت هذا النموذج ‪ ATMA‬اجلديد‪ ،‬حيث ساهمت بشكل مباشر في حتسني‬ ‫سبل املعيشة الريفية في معظم مناطق املشروع ‪ ،‬والتي تؤثر بشكل مباشر أو غير‬ ‫مباشر على املستوى املعيشي لالسرة الريفية ل‪ 6.7‬مليون في ‪ 28‬مقاطعة ‪،NATP‬‬ ‫إضافة إلى ‪ 8.3‬ماليني أسرة إضافية حتت ‪ .UP-DASP‬املثال جيد ويوضح في الواقع‬ ‫ما نفذ في منطقة باتنا في بيهارالهند‪ ،‬انظر امللحق ‪ .2‬للمزيد من املعلومات عن‬ ‫تفاصيل استراتيجية التحول ‪ ،‬انظر )‪. singh,Swanson,and Singh (2006‬‬ ‫‪154‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫الفصل الثامن‪ :‬تعزيز نظم اإلرشاد الزراعي‪ -‬خيارات وأولويات‬ ‫نظرة عامة‪:‬‬ ‫يتناول هذا الباب اخليارات االستثمارية األساسية واألولويات واإلجراءات الالزمة ملعاجلة‬ ‫نقاط الضعف احملددة في إطار نظم اإلرشاد الزراعي واخلدمات االستشارية القائمة‪ .‬وسيكون‬ ‫التركيز على أنواع مختلفة من اخليارات االستثمارية التي لها حاجة لتعزيز البنية التحتية‬ ‫لإلرشاد‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬فإنه من الضروري تعزيز قدرات املوارد البشرية ملوظفي اإلرشاد‬ ‫احلالي‪ ،‬من خالل تدريبهم على استخدام أساليب أكثر تشاركية لزيادة مهاراتهم التقنية‬ ‫واإلدارية والتسويقية‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬لزيادة فرص حصول موظفي اإلرشاد امليدانيني على‬ ‫كل ما هو جديد من املعلومات الفنية والتسويقية‪ ،‬وخصوصا بالنسبة للمحاصيل ذات‬ ‫القيمة العالية‪ /‬املنتجات‪ ،‬وكذلك تعزيز قدراتهم في مجال تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت‬ ‫(‪ ،)ICT‬مبا في ذلك توفير االتصال باإلنترنت و‪ /‬أو الهواتف النقالة مع خدمة الرسائل النصية‬ ‫القصيرة ملوظفي اإلرشاد امليدانيني‪ .‬أنواع أخرى من االستثمارات قد تكون لها هناك حاجة‬ ‫لتعزيز قدرة منظمات اإلرشاد القائمة أو اجلديدة‪ ،‬وسيتم مناقشة هذه اخليارات في املقطع‬ ‫األخير‪ ،‬مبا في ذلك القضايا املتصلة باستدامة التمويل طويل األجل لهذه النظم اإلرشادية‬ ‫بعد التمويل احملتمل للمشروع‪.‬‬ ‫اجلزء ‪ :1‬تعزيز املوارد البشرية التابعة للنظم اإلرشادية‬ ‫تعتبر الكوادر التي تشكل هذه املؤسسات واحدة من العوامل األكثر أهمية لتعزيز‬ ‫منظمات اإلرشاد الزراعي‪ ،‬رغم كونها العامل األضعف‪ .‬ولتعزيز هذه املوارد البشرية‪ ،‬يجب‬ ‫األخذ بعني االعتبار العديد من القضايا‪ ،‬والتي سيتم مناقشة كل واحدة منها بشكل‬ ‫منفصل‬ ‫زيادة القدرات التعليمية للمدراء واملتخصصني والكوادر اإلرشادية امليدانية‬ ‫إن توفر املدارس الزراعية والتي متنح (شهادة و‪ /‬أو مستوى دبلوم) والكليات اجلامعية‬ ‫الزراعية (درجة بكالوريوس) داخل البلد سوف حتدد الى حد كبير املستوى التعليمي احلالي‬ ‫ملوظفي اإلرشاد‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬فإن خريجي اجلامعات واملتخصصني الذين تلقوا التدريب‬ ‫بعد التخرج (ماجستير‪ ،‬و هندسة زراعية و‪​​/‬أو الدكتوراه) يحصلون عموما على وظائف في‬ ‫مجال البحوث الزراعية والتدريس اجلامعي‪ ،‬أو في مناصب إدارية عليا داخل وزارة الزراعة‪.‬‬ ‫األسباب بسيطة‪ :‬األجور أفضل‪ ،‬وظروف املعيشة أكثر مالئمة مع وجود فرص أفضل للتقدم‪.‬‬ ‫تفضل منظمات اإلرشاد العامة توظيف خريجي اجلامعات ولكن في معظم البلدان‪ ،‬يوظفون‬ ‫‪155‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫حاملي شهادة الدبلوم أو من املدارس الزراعية في معظم املناصب اإلرشادية على املستوى‬ ‫امليداني‪ .‬وبعبارة أخرى‪ ،‬في املقام األول يفضلون توظيف خريجي املدارس الزراعية الذين لم‬ ‫يقبلوا في اجلامعات الزراعية‪ ،‬وبالتالي ال ميكن احلصول على املزيد من املناصب العليا في‬ ‫وكاالت اخلدمة العامة األخرى أو مع شركات القطاع اخلاص‪.‬‬ ‫ومن العوامل الهامة التي حتد من إمكانية رفع مستوى مهارات ومعارف العاملني‬ ‫في مجال اإلرشاد عدم قبول معظم اجلامعات حلاملي الدبلوم احلالية في برامجها لنيل‬ ‫الشهادة اجلامعية‪ ،‬ألن معظم املدارس الزراعية متنح ما يعرف على نطاق واسع باسم‬ ‫«الدبلوم النهائي»‪ .‬هذه مشكلة هيكلية رئيسة في تطوير موظفي اإلرشاد في العديد‬ ‫من البلدان اآلسيوية والدول األفريقية الواقعة جنوب الصحراء‪ .‬إذا كانت املهارات واملعرفة‬ ‫ملوظفي اإلرشاد احلالية سيتم ترقيتها‪ ،‬يجب أن يتم تعديل هذه السياسة التي وضعت منذ‬ ‫فترة طويلة (من عهد االستعمار) ملوظفي اخلدمة العامة‪ ،‬أو التخلص منها متاما‪.‬‬ ‫لألسف‪ ،‬قد تكون هناك عقبات في حتويل متطلبات البرنامج الدراسي ملعظم برامج‬ ‫الشهادات اجلامعية‪ .‬أوال‪ ،‬في حالة العمل لعدة سنوات‪ ،‬فإن معظم فئة العاملني في مجال‬ ‫اإلرشاد ال متكث أكثر من سنتني في إحدى اجلامعات إال إذا كانت قادرة على تأمني احلصول‬ ‫على شهادة جامعية خالل هذه الفترة‪ .‬بعد احلصول على الشهادة اجلامعية‪ ،‬فمن شأن ذلك‬ ‫أن يعزز موقفهم الفني أو االداري في املستقبل‪ .‬ثانيا‪ ،‬قد يكون من الصعب إقناع مسؤولي‬ ‫اجلامعة لقبول املهارات واملعرفة من ذوي اخلبرة من موظفي اإلرشاد والتنازل عن معظم‬ ‫متطلبات البرنامج الدراسي للمبتدئني‪ ،‬وهذا من شانه أن يسمح للزراعيني ذوي اخلبرة‬ ‫لالنتقال مباشرة إلى دورات املستوى املتقدم احملتاجة للعمل بشكل فعال مع احتياجات‬ ‫صغار املزارعني واملرأة‪.‬‬ ‫ويجب إجراء مفاوضات جادة مع إدارة اجلامعات للتغلب على هذه العقبة‪ ،‬فضال عن مزيد‬ ‫من االنخراط املباشر من املؤسسات التعليمية في عملية التنمية الزراعية‪ .‬هذا النهج ميكن‬ ‫أن يساعد هذه اجلامعات في انتاج خريجني أفضل‪ ،‬وتعاونا وثيقا مع نظم اإلرشاد التي تخدم‬ ‫فقراء الريف‪ .‬في هذه العملية‪ ،‬سوف يصبح أعضاء هيئة التدريس أكثر فعالية في توفير‬ ‫التدريب الالزم للكوادر اإلرشادية امليدانية‪ .‬وفي معظم البلدان سيكون هناك حاجة إلى‬ ‫جهات مانحة‪ ،‬لتحقيق أهداف «بناء القدرات»‪.‬‬ ‫خيار آخر أصبح متاحا على نحو متزايد في بعض البلدان‪ ،‬وهو‪ ،‬استخدام التعليم عن‬ ‫بعد للمساعدة في تدريب موظفي إدارة اإلرشاد رفيعي املستوى واملتخصصني‪ .‬واستخدمت‬ ‫جامعات مختلفة‪ ،‬وكذلك أنظمة البحوث واإلرشاد‪ ،‬في جميع أنحاء العالم‪ ،‬نظام التعليم‬ ‫‪156‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫عن بعد‪ ،‬لتدريب موظفي الدرجات العليا اإلداريني والفنيني واملهنيني املتميزين‪ .‬من هنا‬ ‫تتضح أهمية وجود شبكة انترنت أوال‪ ،‬بعد ذلك ميكن احلصول على الدورات على االنترنت‪،‬‬ ‫إما بشكل متزامن أو غير متزامن‪ ،‬وستزداد األهمية في رفع مستوى املهارات واملعرفة لدى‬ ‫املوظفني‪ .‬فضال عن أن جامعات أوروبا وأمريكا الشمالية‪ ،‬ومراكز اجملموعة االستشارية‪ ،‬والتي‬ ‫أصبحت بالفعل تقدم بعض من هذه الدورات اليكترونيا‪ .‬أفضل مثال على برامج التعليم‬ ‫عن بعد هو في الصني‪ ،‬حيث توفر محطة اإلذاعة الزراعية والتلفزيون املركزية على حد سواء‪،‬‬ ‫دورات فنية‪ ،‬ومتنح دبلومات املدارس الثانوية انظر ‪. www.crdenet.net.cn‬‬ ‫كثير من الناس العاملني في الزراعة‪ ،‬ومنهم املزارعني املتقدمني‪ ،‬إضافة إلى تقدمي الدعم‬ ‫التقني لهم عن طريق البلد وموظفي اإلرشاد على مستوى الدولة‪ ،‬أخذوا دورات التعليم عن‬ ‫بعد‪ .‬فعلى سبيل املثال‪ ،‬العديد من املزارعني الشباب املهتمني‪ ،‬الذين يرغبون في أن يصبحوا‬ ‫«مزارعني فنيني‪ »،‬على مستوى القرية حصلوا على دبلوم املدارس الثانوية من واحدة من العديد‬ ‫من املناطق الزراعية اخملتلفة املتخصصة‪ .‬والعاملون في مجال اإلرشاد على مستوى املقاطعة‬ ‫و‪ /‬أو على مستوى البلدات لديهم املسؤولية الرئيسية لإلشراف النظامي على برامج التعليم‬ ‫عن بعد لهؤالء املزارعني الصغار الذين يريدون أن يصبحوا مزارعني فنيني على مستوى القرية‪.‬‬ ‫إن توفير اإلرشاد الزراعي املتكامل اجليد واخلدمات التعليمية من قبل وزارة الزراعة سهلت‬ ‫بشكل كبير في تطوير وتأثير نظام اإلرشاد في الصني‪ ،‬حيث ميتاز بالالمركزية‪ ،‬يقوده املزارعون‬ ‫أنفسهم‪ ،‬ويلبي متطلبات السوق‪ .‬ملزيد من املعلومات حول هذا النظام االرشادي الالمركزي‪،‬‬ ‫انظر(‪. Swanson,Nie,and Feng )2003‬‬ ‫تعزيز املهارات الفنية واإلدارية ملوظفي اإلرشاد امليدانيني‬ ‫لتحويل نظام اإلرشاد التقليدي املعتمد على التكنولوجيا إلى نظام يقوده املزارع‪،‬‬ ‫ويوجهه السوق على نحو متزايد‪ ،‬يتطلب تدريب املرشدين أو إعادة تدريبهم في مجموعات‬ ‫مختلفة على مجموعة من املهارات واملعارف‪ .‬أوال‪ :‬تدريب الكوادر اإلرشادية على أسلوب‬ ‫التخطيط من القاعدة للقمة؛ ثانيا‪ :‬التدريب على مهارات فنية وادارية جديدة‪ ،‬وخصوصا‬ ‫لتعزيز وتكثيف وتنويع نظم الزراعة اخملتلفة‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬بعض املوظفني‪ ،‬ال سيما‬ ‫املتخصصني (‪ )SMS‬بحاجة لتدريب متخصص على احملاصيل ذات القيمة العالية والثروة‬ ‫احليوانية‪ ،‬أو إدارة مشاريع ذات مردود اقتصادي عالي موجه للمزارعني الصغار والنساء‬ ‫في جميع انحاء البالد‪ .‬مجموعة أخرى من املتخصصني(‪ )SMS‬يتم تدريبها على مهارت‬ ‫التسويق الزراعي‪ ،‬وتطوير سلسلة القيمة الغذائية (وخصوصا للمحاصيل التصديرية)‪،‬‬ ‫فضال عن معاجلة القيمة املضافة التي من شأنها أن تساعد في خلق املزيد من فرص‬ ‫‪157‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫العمل خارج املزرعة لفقراء الريف‪ .‬باختصار‪ ،‬فكما تتحرك البلدان النامية أكثر نحو اقتصاد‬ ‫يحركه السوق‪ ،‬فإن معظم املزارعني يحتاجون إلى مهارات جديدة في إدارة املزرعة والتسويق‬ ‫حتى يتمكنوا من اإلنتاج بنجاح وتسويق أنواع جديدة من املنتجات ذات القيمة العالية‪.‬‬ ‫إرشاديا‪ ،‬لتوفير هذه املهارات واملعارف الالزمة للمزارعني واملزارعات‪ ،‬يجب توفير الوقت واملوارد‬ ‫للكوادر اإلرشادية امليدانية‪ ،‬ألخذ دورات مكثفة و‪ /‬أو شهادات في اجملاالت الناشئة‪ .‬أيضا‪،‬‬ ‫ولكي يتمكن العديد من املزارعني واملزارعات الصغار من تشكيل «اجملموعات املنتجة»‬ ‫ليستطيعوا وبنجاح انتاج وتزويد األسواق اخملتلفة مبا يتطلبه من املواد‪ ،‬يتوجب على جميع‬ ‫موظفي اإلرشاد امليداني ان يلموا جيدا بكيفية انشاء هذه اجملموعات املنتجة‪ ،‬وبكيفية‬ ‫عملها‪ ،‬وبكيفية ربطها بنجاح باألسواق احمللية واخلارجية‪ .‬وهذا يتطلب أيضا من موظفي‬ ‫اإلرشاد ان يكون لديهم احلد األدنى من املعرفة والفهم حول جميع أنواع األسواق (احمللية‪،‬‬ ‫اإلقليمية‪ ،‬والعاملية)‪ .‬يالحظ أن اجلامعات الزراعية في العديد من البلدان لديها ضعف في‬ ‫أقسام االقتصاد الزراعي‪ ،‬علم االجتماع الريفي‪ ،‬والتعليم اإلرشادي‪ ،‬لذلك قد تكون هناك‬ ‫حاجة إلى بعض التعزيز املؤسسي بني هذه اجلامعات املشاركة‪ .‬على املدى القصير‪ ،‬ينبغي‬ ‫حتديد التدريب الالزم لتحويل نظام اإلرشاد أثناء اخلدمة في خطة التدريب‪.‬‬ ‫القائمة التالية تلخص األنواع الرئيسة من التدريب الالزم لرفع مستوى مهارات ومعارف‬ ‫أفراد اإلرشاد على جميع املستويات‪ ،‬وإحداث التغيير املؤسسي املطلوب‪.‬‬ ‫• تدريب املتخصصني (ورمبا موظفي البحوث احمللية) على اإلدارة واألمور الفنية‪-‬يجب‬ ‫أن يركز على خصوصية املوقع وطبيعة النظام والتكنولوجيا املستدامة‪ ،‬وحتديدا فيما‬ ‫يخص احملاصيل ذات القيمة العالية‪ ،‬والثروة احليوانية وغيرها من املشاريع‪ .‬ينبغي على كبار‬ ‫املوظفني التقنيني اخلضوع ألشكال معينة من التدريب الفني‪ ،‬مثل كيفية تنويع وتكثيف‬ ‫أنظمة الزراعة اخملتلفة باستخدام بدائل احملاصيل عالية القيمة و مشاريع الثروة احليوانية‪،‬‬ ‫وكيفية تقييم ومن ثم توصيات محددة بادارة التربة‪ ،‬واستخدام و‪​​ /‬أو ممارسات إدارة اآلفات‪،‬‬ ‫وكيفية نشر ممارسات إدارة املوارد الطبيعية األخرى‪ ،‬مثل تقنيات ترشيد املياه املناسبة‪ .‬إن‬ ‫الغرض الرئيس من هذا التدريب هو زيادة قدرة أفراد البحوث واإلرشاد (‪ )R- E‬لتنفيذ أنشطة‬ ‫في املزرعة البحثية و‪ /‬أو أنشطة اإلرشاد التي من شأنها تعزيز وتطويراملنتجات واحملاصيل‬ ‫اجلديدة ذات قيمة عالية‪ ،‬أو املؤسسات واملشاريع داخل املنطقة‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن كبار‬ ‫املوظفني التقنيني في حاجة إلجراء دورات تدريبية أثناء اخلدمة ملوظفي اإلرشاد على املستوى‬ ‫امليداني لتمكينهم من بدء نقل املهارات التقنية واإلدارية الالزمة للمزارعني واملزارعات‬ ‫الصغار حول احملاصيل عالية القيمة احملتملة والثروة احليوانية‪ ،‬أو غيرها من املشاريع ذات‬ ‫‪158‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫القيمة العالية‪.‬‬ ‫• التدريب على إدارة اإلرشاد‪ -‬يتوجب على رؤساء مكاتب اإلرشاد (وغيرهم من املتخصصني‬ ‫الكبار في إدارة اإلرشاد) التدريب على إدارة اإلرشاد على جميع املستويات‪ ،‬وخاصة في املناطق‬ ‫املشاركة‪ ،‬بحيث نفهم متاما كيف ينبغي أن تعمل أنطمة اإلرشاد على املشاركة واإلرشاد‬ ‫التسويقي‪.‬‬ ‫ان هذه الدورة التدريبية تغطي اإلجراءات التنفيذية الالزمة لتنفيذ اإلصالحات املؤسسية‬ ‫الضرورية والتغييرات التشغيلية‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬ينبغي أن يشارك رؤساء الوحدات احمللية‬ ‫في جوالت دراسية سنوية لزيارة مناطق جتريبية أخرى داخل الدولة ‪ /‬املقاطعة ملعرفة املزيد‬ ‫حول كيفية حترك هذه النظم اإلرشادية اجلديدة‪ ،‬وكذلك ملناقشة املشاكل املشتركة وتبادل‬ ‫اخلبرات‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬راجع دليل التدريب على إدارة اإلرشاد التي وضعتها ‪MANAGE‬‬ ‫)‪.(2007‬‬ ‫• البحث الريفي باملشاركة (‪ )PRA‬وأسلوب التخطيط االستراتيجي‪ -‬كما هو موضح في‬ ‫الفصل ‪ 7‬في وقت سابق‪ .‬يتوجب على كبار املوظفني من ‪ R-E‬في كل منطقة تلقي تدريب‬ ‫مشترك على اجراء التقومي الريفي التشاركي‪ ،‬ومن ثم العمل على تطويراخلطة االستراتيجية‬ ‫للبحث واإلرشاد (‪ )SREP‬داخل املنطقة املنوطة بهم‪ .‬هذه العملية تتكون من خطوتني‬ ‫(إجراء التقومي الريفي التشاركي ثم وضع ‪ SREP‬للمنطقة) قد تتطلب شهرين أو ثالثة‬ ‫أشهر إلكمالها‪ .‬تتوفر املبادئ التوجيهية لتنفيذ هذه اإلجراءات في ‪Singh, Swanson,and‬‬ ‫)‪. Singh (2005a‬‬ ‫• التدريب على كيفية إجراء البحث الريفي باملشاركة‪ ،‬وإجراءات واساليب التخطيط‬ ‫احمللي في املناطق الفرعية بالتشاور مع قادة مجموعات املزارعني ‪ ،‬وهي املهارات املطلوبة من‬ ‫قبل معظم موظفي اإلرشاد‪ .‬بعد االنتهاء من عملية التخطيط االستراتيجي على مستوى‬ ‫املقاطعات يجب على املوظفني امليدانيني تلقي تدريب مماثل‪ ،‬مع بعض التعديالت التي تعكس‬ ‫مستوى النظام اخلاص بهم‪ .‬هذه األنشطة التدريبية ممكن أن تنفذ من قبل موظفي اإلرشاد‬ ‫األكثر خبرة على مستوى املناطق‪ ،‬والذين ساعدوا في وقت سابق على تنفيذ تقييم املشاركة‬ ‫الريفية على مستـوى املنطقـة‪ ،‬ووضـع ‪ SREP‬للمنطقـة انظـر ‪Singh,Swanson,and‬‬ ‫)‪ Singh (2005a‬على كيفية تنظيم هذه الدورة التدريبية التقومي الريفي باملشاركة‪.‬‬ ‫• مهارات التدريب واالتصال‪ -‬يحتاج االختصاصيون والباحثون احملليون إلى التدريب على‬ ‫أساليب تعلم «نشط»‪ ،‬من أجل ان يكونوا أكثر قدرة على اشراك املزارعني‪ ،‬وحتديدا قادتهم‪،‬‬ ‫في مساعدة املتخصصني والباحثني على الفهم أوال ثم املساعدة في حل املعوقات الفنية‬ ‫‪159‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫واإلدارية الرئيسة‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬سوف يتعلمون كيفية حتديد األهداف التعليمية‪،‬‬ ‫وإعداد وتنظيم مواد التدريب‪ ،‬واستخدام املعدات السمعية والبصرية في عقد دورات‬ ‫تدريبية باستخدام أساليب التعلم النشط‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬فانهم بحاجة إلى تعلم‬ ‫كيفية استخدام وسائل اإلعالم واملعلومات املتاحة‪ ،‬وتكنولوجيات االتصال لنشر أفضل‬ ‫املعلومات التقنية واالسواق‪ ،‬مبا في ذلك استخدام الراديو والتلفزيون واإلنترنت والهواتف‬ ‫احملمولة‪ ،‬والرسائل النصية (‪ .)SMS‬إذا كانت متوفرة‪ ،‬ينبغي على الكليات الزراعية و‪ /‬أو‬ ‫مراكز اإلرشاد الزراعي والتدريب الوطنية تنظيم هذه الدورات‪.‬‬ ‫• التدريب على استخدام احلاسوب‪ -‬وينبغي على جميع موظفي اإلرشاد تلقي التدريب‬ ‫على استخدام احلاسوب إذا كانوا سوف يستخدمون أجهزة الكمبيوتر في مهام عملهم‪،‬‬ ‫وينبغي أن يكونوا قادرين على إرسال واستقبال رسائل البريد اإللكتروني‪ ،‬ويتعني عليهم‬ ‫ان يتعلموا حزم البرمجيات األساسية‪ ،‬مثل معاجلة النصوص‪ ،‬والعرض‪ ،‬وبرامج جداول‬ ‫البيانات (على سبيل املثال‪ ،‬أوبن أوفيس‪ ،‬وهو نظام البرمجيات احلرة على االنترنت متوفرة في‬ ‫‪ .www.openoffice.org‬يجب أن يبدأ هذا التدريب مع موظفي اإلرشاد رفيعي املستوى على‬ ‫الصعيد الوطني‪ ،‬والدولة‪ /‬املقاطعة‪ ،‬ومستوى األحياء‪ ،‬ولكن ينبغي أن تشمل أيضا موظفي‬ ‫اإلرشاد امليدانيني على صعيد املناطق الفرعية إذا كان لديهم القدرة على الوصول إلى جهاز‬ ‫كمبيوتر مع استخدام اإلنترنت و‪ /‬أو الهواتف النقالة مع ‪.SMS‬‬ ‫• تنظيم املزارعني في مجموعات اجلمعيات و‪ /‬أو اجملموعات املنتجة‪ -‬مجموعتني‬ ‫مختلفتني حتتاجان إلى تدريب في هذه الناحية‪ .‬كما وميكن للمنظمات غير احلكومية ‪NGOs‬‬ ‫إن وجدت‪ ،‬أن تتحمل املسؤولية األولية لتنظيم أنواع مختلفة من مجموعات املزارعني على‬ ‫مستوى اجملتمع احمللي‪ .‬ولضمان االستمرارية في أنشطة تشكيل اجملموعات‪ ،‬ينبغي تدريب‬ ‫موظفي املنظمات غير احلكومية ‪ NGOs‬احمللية من قبل اختصاصيني من ذوي اخلبرة العالية‪،‬‬ ‫بحيث يقوموا بالدور القيادي املطلوب في مساعدة تنظيم أنواع مختلفة من مجموعات‬ ‫املزارعني (على سبيل املثال‪ ،FIGs ،‬مجموعات املساعدة الذاتية‪ ،‬والقروض الصغيرة‪ ،‬و ‪​​ /‬أو‬ ‫مجموعات املنتجني و اجلمعيات) في مناطق مختلفة‪.‬‬ ‫إضافة إلى ما سبق‪ ،‬فإن جميع موظفي اإلرشاد امليدانيني يحتاجون الى دورة تدريبية‬ ‫أساسية في إجراءات تشكيل مجموعات املزارعني حتى يتمكنوا من املساعدة في البدء‬ ‫في هذا العمل‪ ،‬ومن ثم بدء العمل بشكل وثيق مع جماعات املزارعني‪ ،‬مبا في ذلك املزارعات‪.‬‬ ‫ومبجرد أن تبدأ نشاطها‪ ،‬يتم التركيز على سلع محددة واحدة أو أكثر أو استهداف منطقة‬ ‫معينة‪ .‬على النحو املبني في املربع ‪ .8.1‬إن إعداد مجموعات املزارعني إلشراكهم بنجاح‬ ‫مع األسواق هو دليل تدريبي مفيد مت تطويره بشكل مشترك من قبل خدمات اإلغاثة‬ ‫‪160‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫الكاثوليكية (‪ ،)CRS‬ومعهد االبتكار الريفي في املركز الدولي للزراعة االستوائية (‪.)CIAT‬‬ ‫ولتطويرالقدرات التدريبية في مجال تنظيم مجموعات املنتجني‪ ،‬قد يكون من الضروري‬ ‫إجراء دورة إعداد مدربني ألعضاء هيئة التدريس باجلامعة الرئيسية و‪ /‬أو موظفي اإلرشاد‬ ‫ليقوموا بعدها بتدريب الكوادر اإلرشادية ‪ ،‬ال سيما في كيفية العمل مع مجموعات‬ ‫املساعدة الذاتية و‪ /‬أو املنتجة‪.‬‬ ‫املربع ‪ 8.1‬إعداد مجموعات املزارعني ودمجهم بنجاح مع األسواق‬ ‫«ما هي مجموعة املهارات املطلوبة التي يحتاجها املزارعون الفقراء ليتمكنوا من‬ ‫االنخراط بنجاح في األسواق؟ وما هي أفضل طريقة بالنسبة لهم إلكتساب هذه املهارات؟»‬ ‫دفع هذا السؤال إلى إعداد دليل ميداني ممتاز‪ ،‬والذي يحدد اإلجراءات الرئيسية التي على‬ ‫اإلرشاد و‪ /‬أو املوظفني امليدانيني التابعني للمنظمات غير احلكومية استخدامها في إعداد‬ ‫املزارعني الفقراء‪ ،‬والذين هم في مرحلة مبكرة من االندماج بالسوق‪ ،‬لتطوير مجموعات‬ ‫املنتجني الناجحة واملشروعات الزراعية‪.‬‬ ‫وكما هو موضح في هذا «الدليل التدريبي»‪ ،‬فاالنتقال من الزراعة ذات الدخل املتدني إلى‬ ‫الزراعة التجارية صعب ومحفوفة باخملاطر بالنسبة للمزارعني الفقراء‪ .‬ولتحقيق النجاح‪،‬‬ ‫سوف يتطلب ذلك مهارات ومعارف جديدة‪ ،‬مثل كيفية اتقان مسك الدفاتر‪ ،‬احلصول على‬ ‫معلومات السوق‪ ،‬وإجراء حتليل السوق‪ ،‬وإدارة املدخرات‪ ،‬وجتربة ممارسات فنية جديدة‪ ،‬وحتى‬ ‫تطوير منتجات جديدة‪ .‬ففي حني املهارات وحدها ال تشكل ضمانة للنجاح‪ ،‬إال أن استفادة‬ ‫املزارعني الفقراء من استخدام املهارات املذكورة في الدليل تعتبر اخلطوة األولى في إدارة‬ ‫مزارعهم واألعمال التجارية‪.‬‬ ‫مجموعة املهارات الرئيسية اخلمسة املذكورة في هذا الدليل امليداني‪ ،‬هي ما يلي‪:‬‬ ‫ •تنظيم وإدارة اجملموعة‬ ‫ •االدخار الداخلي واإلقراض؛‬ ‫ •التجريب واالبتكار (معرفة كيفية الوصول وتطبيق تكنولوجيا جديدة)؛‬ ‫ •املهارات األساسية في التسويق؛‬ ‫ •اإلنتاج املستدام‪ ،‬مبا في ذلك املمارسات اجليدة إلدارة املوارد الطبيعية؛‬ ‫والوصول إلى األشد فقرا بأعداد كبيرة يعني تشكيل مجموعات املزارعني بني الفقراء‬ ‫لعدة أسباب‪:‬‬ ‫‪161‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫ •اجملموعات تساعد في خفض التكاليف لكل مزارع‪ ،‬ونادرا ما تكون تنطيمات مجموعات‬ ‫فقراء املزارعني قادرة بشكل مالئم االنتاج للسوق دون احلاجة الى دعم كبير‪.‬‬ ‫ •املشاركة الناجحة في السوق من قبل املزارعني الفقراء تعتمد على قدرتهم على‬ ‫تنظيم التسويق اجلماعي وحتسني قدرتهم التفاوضية‪.‬‬ ‫ •حتى يكون لهم تأثير في احلد من الفقر‪ ،‬يجب تشكيل جمعيات تضم أعدادا ً كبيرة‬ ‫من الفقراء‪.‬‬ ‫ •للوصول إلى هذا الدليل التدريبي املفيد‪ ،‬انظر‬ ‫‪http://crs.org/publications/showpdf.cfm?pdf_id=14‬‬ ‫‪Source: Catholic Relief Services and the Rural Innovation Institute at CIAT (2007).‬‬ ‫ •املهارات التنظيمية والفنية األخرى‪ -‬عندما يزداد دور املرشدون كميسرين ووسطاء‬ ‫للمعرفة واملعلومات‪ ،‬فإنهم بحاجة الى مهارات في اإلدارة والتسويق‪ .‬تركز هذه‬ ‫املهارات العالية على قدرتها على حتديد االحتياجات والفرص املتاحة لصغار املزارعني‬ ‫واملزارعات وعلى كيفية تنظيم مجموعات املزارعني‪ ،‬ومن ثم كيفية ربط هذه اجملموعات‬ ‫بالبحث والبنوك واألسواق واملصدرين‪ ..‬وهكذا دواليك‪ ،‬و لبناء ائتالف من األطراف‬ ‫املعنية التي لديها هدف مشترك‪.‬على وجه اخلصوص‪ ،‬فإن هذا سيتطلب مهارات‬ ‫في التنسيق والتيسير واملشاركة والتفاوض وبناء توافق اآلراء‪ .‬هذه املهارات تختلف‬ ‫وعلى نطاق واسع بناء على الكيفية التي مت تدريب املرشدين عليها‪( ،‬أي املهارات‬ ‫الفنية فقط) في معظم الكليات الزراعية قبل تبوئهم موقعهم اإلرشادي‪ .‬ولذلك‪،‬‬ ‫ومن اجل هذا النوع من التغيير في سويًة إدارة اإلرشاد‪ ،‬ولتحقيق النجاح‪ ،‬فمن املهم‬ ‫تزويد هذا النوع من التدريب ملوظفي اإلرشاد أثناء اخلدمة (‪Rajalahti,Janssen,and‬‬ ‫‪.)Pehu 2008‬‬ ‫زيادة عدد و‪ /‬أو توسيع خبرات االخصائيني‬ ‫تقليديا‪ ،‬كان ومازال السبب وراء ضعف الروابط بني مؤسسات البحث واإلرشاد هو عدم‬ ‫وجود متخصصني مبوضوع معني مؤهلني ومدربني تدريبا جيدا‪ .‬في معظم احلاالت‪ ،‬ينبغي‬ ‫أن يكون املتخصصني حاصلني على درجة املاجستير‪ .‬كما اشير سابقا‪ ،‬فإن مجاالت اخلبرة‬ ‫الفنية واإلدارية التي يحتاجها موظفي اإلرشاد امليداني تتطور تدريجيا لتعكس متطلبات‬ ‫‪162‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫اقتصاد السوق املتغيرة في كل بلد‪ .‬وبالتالي فانه يتطلب تعيني اختصاصيني جدد في‬ ‫مجاالت مطلوبة‪ ،‬و‪ /‬أو ايفاد احلاصلني على شهادات جامعية ملتابعة الدراسات العليا في‬ ‫املتطلبات الناشئة‪ ،‬واحملاصيل ذات القيمة العالية واإلنتاج احليواني‪ ،‬وكذلك في استدامة‬ ‫املوارد الطبيعية‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن معظم األختصاصيني احلاليني بحاجة الى دورة تدريبية‬ ‫قصيرة األجل في نظم اإلنتاج الناشئة‪ ،‬مبا في ذلك معاجلة عمليات ما بعد احلصاد والتصنيع‬ ‫و‪ /‬أو استراتيجيات السوق لنقل املنتجات بنجاح لسلسلة القيمة ‪ value chains‬الناشئة‪،‬‬ ‫فضال عن كيفية تدريب املنتجني على تلبية معايير مراقبة اجلودة خملتلف األسواق احمللية و ‪/‬‬ ‫أو التصدير (على سبيل املثال‪ ،‬شهادة ‪ ،GLOBALGAP‬وانظر ‪.)www.globalgap.org‬‬ ‫صياغة خطة تنمية املوارد البشرية لتعزيز نظام اإلرشاد‬ ‫بعد اجراء حتليل للموارد البشرية املوجودة داخل نظام اإلرشاد الزراعي (كما هو موضح‬ ‫في الفصل ‪ )6‬والنظر في االحتياجات من املوارد البشرية التابعني ألنظمة اإلرشاد املتحولة‬ ‫(على النحو املبني في الفصل ‪ ،)7‬فمن األهمية مبكان تطوير خطط وموازنة التعليم الرسمي‬ ‫غير املنتظم (التعليم غير النظامي) وتنفيذها مباشرة في حال املوافقة على برنامج‬ ‫االصالح ‪ .‬عند وضع هذه اخلطة‪ ،‬يجب أن تبدأ املناقشات مع اجلامعة الزراعية األكثر مناسبة‬ ‫و ‪ /‬أو غيرها من مقدمي خدمة التدريب داخل البالد لتقييم قدراتهم التعليمية احلالية‬ ‫ومدى اهتمامهم بتنفيذ خطة تدريب اثناء اخلدمة ‪ .‬في بعض احلاالت‪ ،‬قد يكون من املمكن‬ ‫الوصول إلى تدريب اخملتصني في البلدان األخرى عن طريق التعليم عن بعد عبر اإلنترنت‪،‬‬ ‫ولكن املتطلبات اللغوية وعدم وجود اتصال باإلنترنت قد يحد من هذه اخليارات‪.‬‬ ‫اجلزء ‪ :2‬تعزيز قدرة تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت (‪)ICT‬‬ ‫كما لوحظ في الفصل ‪ ،6‬فان البلدان على درجات متفاوتة من حيث قدرتها وامكاناتها‬ ‫في االتصاالت للحصول على املعلومات املفيدة للمزارعني‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬قصة النجاح‬ ‫التالية من الكاميرون (انظر املربع ‪ )8.2‬توضح كيف ان املزارعني في جميع أنحاء الكاميرون‬ ‫وبعض الدول احمليطة بها متكنوا من احلصول على معلومات مفيدة ومت التمويل جزئيا من قبل‬ ‫املزارعني أنفسهم من خالل االشتراكات‪.‬‬ ‫‪163‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫املربع ‪ 8.2‬صوت املزارع (‪ )La Voix du Paysan‬منبر من أجل سكان الريف‬ ‫يطبع أكثر من ‪ 30,000‬نسخة من صحيفة (صوت املزارعني) كل شهر بالفرنسية‬ ‫واإلنكليزية والعربية‪ .‬ويقال ان هذه الصحيفة الريفية األكثر جناحا في أفريقيا‬ ‫الناطقة بالفرنسية‪ .‬ان فكرة إنشاء الصحيفة لسكان الريف نشأت خالل الزيارة‬ ‫الدراسية من قبل املزارعني الكاميرونيني لبوركينا فاسو في عام ‪ .1987‬حيث أرادت‬ ‫هذه اجملموعة من القادة الزراعيني تقاسم ما تعلموه مع املزارعني اآلخرين الذين لم‬ ‫يكونوا في الرحلة‪ ،‬لذلك صمموا مجلة معلوماتية لنشر قصصهم‪ .‬ساعد حماس‬ ‫املزارعني على إنتاج هذه النشرة وكانت النتيجة ناجحة للغاية‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬بداية‬ ‫صدرت كنشرة‪ ،‬ومن عام ‪ 1991‬فصاعدا أصبحت كجريدة شهرية‪ .‬باختصار‪ ،‬أصدرت‬ ‫جريدة ‪.Voix du Paysan‬‬ ‫يصف العنوان الفرعي لصحيفة ‪ Voix‬الشهرية بأنها «مجلة املعلومات الريفية‪،‬‬ ‫والتدريب واملناقشة»‪ .‬وانها توفر منبرا حقيقيا للمناطق الريفية اخملتلفة داخل‬ ‫الكاميرون‪ .‬والتركيز اآلن على التوسع في بلدان أخرى مجاورة‪ .‬إضافة إلى رسائل‬ ‫من القراء‪ ،‬كما تسمح للفنيني والباحثني واملرشدين الزراعيني بنقل املعلومات‬ ‫الفنية حول تقنيات الزراعة ومكافحة اآلفات‪ ،‬ونصائح حول تربية املاشية‪ ،‬وتسويق‬ ‫املنتجات الزراعية‪« .‬العمل مع اخلبراء الزراعيني هام جدا»‪ ،‬كما يقول احملرر ‪Martin‬‬ ‫‪ ،Nzegang‬قال ‪« :‬لكن الصحفيني يعملون على إعادة كتابة جميع املقاالت‬ ‫واملعلومات الفنية والتقنية بلغة مبسطة وشعبية جدا ميكن للمزارعني قراءتها‪.‬‬ ‫ملزيد من املعلومات حول ‪ ،La Voix du Paysan‬انظر ‪ ،Mundy and Sultan,2001‬عام‬ ‫‪ 2001‬أو لإلطالع على أحدث طبعة‪،‬انظر‪ http:// :‬وأ‪http://www.lavoixdupaysan.‬‬ ‫‪www.thefarmersvoice.org‬‬ ‫التعلم عن بعد هو أسلوب آخر‪ ،‬حيث أصبح أكثر جدوى في كثير من البلدان النامية‪،‬‬ ‫وخاصة لزيادة املهارات املعرفية للمزارعني‪ ،‬ويتم استخدامه على نطاق واسع في الصني‬ ‫وتركيا‪.‬على سبيل املثال يلخص املربع ‪ 8.3‬النهج املستخدمة لدمج التعلم عن بعد مع‬ ‫نظام اإلرشاد في تركيا‪.‬‬ ‫في نفس الوقت فإن تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت اجلديد (‪ )ICTs‬آخذة في التوسع‬ ‫بسرعة في العديد من البلدان النامية‪ ،‬والتي جعلت مجموعة املعلومات التقنية متوفرة‬ ‫للمزارعني املتميزين‪ .‬إضافة الى ذلك‪ ،‬فان موظفي اإلرشاد امليدانيني بحاجة ماسة الى الوصول‬ ‫الى مجموعة واسعة من التقنيات‪ ،‬األسواق‪ ،‬واملعلومات املتعلقة باألسعار‪ ،‬وخصوصا حول‬ ‫‪164‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫مختلف احملاصيل ذات القيمة العالية‪ /‬املنتجات‪ ،‬وكذلك مساعدة صغار املزارعني واملزارعات‬ ‫سري‪.‬‬‫لزيادة دخلهم األ ُ َ‬ ‫أصبحت مجموعة كبيرة من املعرفة واملعلومات واملواد التدريبية متاحة بسبب التوسع‬ ‫السريع في نظام املعلومات الزراعية العاملية‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فان نظم اإلرشاد الزراعي ستستفيد‬ ‫كثيرا من وجود اإلمكانات الكافية لتكنولوجيا املعلومات واالتصاالت‪ ،‬اذا كان موظفو اإلرشاد‬ ‫امليدانيني (وكذلك الباحثني وقادة مجموعات املزارعني‪ ،‬وشركات القطاع اخلاص) قادرين‬ ‫على الوصول الى هذه املعلومات الكترونيا‪ .‬وباملثل‪ ،‬فان كوادر اإلرشاد امليدانيني حتتاج الى‬ ‫الوصول الى الهواتف احملمولة‪ ،‬اضافة الى خدمة الرسائل النصية القصيرة‪ ،‬حتى يتمكنوا‬ ‫من مساعدة املزارعني واملزارعات للوصول الى هذه املصادر اجلديدة وإثراء املعلومات التقنية‬ ‫ومعلومات السوق‪.‬‬ ‫ولتسهيل وضع نظام فعال لتكنولوجيا املعلومات واالتصاالت‪ ،‬فإن نظام اإلرشاد الزراعي‬ ‫بحاجة ملوظفني مختصني على مستوى االدارة املركزية ليقوموا بتنظيم وتوفير هذه‬ ‫اخلدمات‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬تأسيس البنية التحتية الالزمة لتكنولوجيا املعلومات واالتصاالت‬ ‫(أي مركز تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت الوطنية‪ ،‬مبا في ذلك أجهزة الكمبيوتر‪ .‬وغيرها‬ ‫من األجهزة‪ ،‬فضال عن الربط بشبكة اإلنترنت وأجهزة الكمبيوتر على الصعيد امليداني)؛‬ ‫وهي بحاجة الى متويل‪ .‬لذلك‪ ،‬هناك حاجة إلى تعيني متخصصني في الكمبيوتر واالتصاالت‬ ‫في انظمة اإلرشاد اذا أرادو إنشاء وتشغيل مركز فعال لتكنولوجيا املعلومات واالتصاالت‬ ‫إلستخدامه من قبل الكوادر اإلرشادية امليدانية وغيرهم من مقدمي اخلدمات‪ ،‬مثل جتار توريد‬ ‫املدخالت‪.‬‬ ‫‪165‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫املربع ‪ YAYÇEP 8.3‬أو التعليم الريفي عن بعد في تركيا‬ ‫على الرغم من أن البرامج الزراعية اإلذاعية والتلفزيونية قد مت بثها ألكثر من ‪ 50‬عاما‬ ‫في تركيا‪ ،‬إال انه وفي عام ‪ ،1991‬بدأت وزارة الزراعة والشؤون الريفية وبالتعاون مع مؤسسة‬ ‫اإلذاعة والتلفزيون احلكومية‪ ،‬جامعة األناضول‪ ،‬ووزارة املالية‪ ،‬بدأت في تعليم املزارع وبشكل‬ ‫مكثف ونطاق واسع‪ ،‬من خالل التلفزيون مشروع (‪ .)YAYÇEP‬وهوعبارة عن دورات تدريبية‬ ‫رسمية‪ .‬وعلى املنتسبني لهذه الدورات تقدمي امتحانات ويعطى للمنتسبني الشهادات‬ ‫واجلوائز التقديرية‪.‬‬ ‫اعتبارا من عام ‪ ،2006‬أَكملَ حوالي ‪ 430,000‬مزارع هذا البرنامج التعليمي عن بعد‪،‬‬ ‫جنبا إلى جنب مع عدد غير معروف من املشاركني غير املسجلني الذين لديهم مصلحة‬ ‫في االبتكارات الزراعية‪ .‬إضافة إلى البرامج التلفزيونية عبر اإلنترنت‪ ،‬متت طباعة حوالي‬ ‫‪ 950,000‬نسخة من كتيب عن التدريب الزراعي‪ .‬ومت توزيعها على املزارعني من خالل مكاتب‬ ‫اإلرشاد‪ .‬أيضا‪ ،‬مت نسخ كل برنامج تلفزيوني على شريط فيديو وتوزيعة على مكاتب‬ ‫االرشاد في كل منطقة‪ ،‬حيث ميكن استخدام هذه املعلومات في تدريب املزارعني وغيرها‬ ‫من أنشطة اإلرشاد احمللية‪.‬‬ ‫يوفر ‪ YAYÇEP‬بعض الدروس الهامة حول فعالية تطبيق برنامج التعليم عن بعد‪ .‬أوال‪-‬‬ ‫يجب أن تشمل هذه املشاريع مجموعة متنوعة من وسائل االعالم السمعية والبصرية‬ ‫(على سبيل املثال‪ ،‬اإلذاعة والتلفزيون)‪ ،‬وكذلك املواد املطبوعة واخلدمات االستشارية‪.‬‬ ‫إضافة إلى ذلك‪ ،‬ينبغي إجراء اخلدمات االستشارية واملشاهدات امليدانية معا من أجل تعزيز‬ ‫مهارات تعلم املشاركني‪ .‬ال ينبغي أن تقتصر املعلومات على املواضيع الزراعية والتقنية‬ ‫ولكن ينبغي أن تركز أيضا على القضايا الريفية األخرى‪ ،‬مثل التوجه نحو السوق‪ ،‬وسالمة‬ ‫األغذية واحملافظة على البيئة وصحة وتغذية االسرة وكيف تعمل االسر معا لتخفيف‬ ‫حدة الفقر في املناطق الريفية‪ YAYÇEP .‬هو واحد من اثنني من أنظمة التعليم عن بعد‬ ‫االكثر شموال املستخدمة في البلدان النامية ( باإلضافة إلى اإلذاعة الزراعية املركزية‬ ‫ومدرسة التلفزيون في الصني)‪ .‬ملزيد من املعلومات حول هذا النموذج التعليم عن بعد‪،‬‬ ‫انظر )‪Demiryürek (2006‬‬ ‫‪166‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫إن هذه الوظائف واحتياجاتها من املوظفني يجب أن يخطط لها بعناية‪ ،‬حيث أن مراكز‬ ‫تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت ميكن أن توفر هذه املعلومات املفيدة‪ ،‬وجتنب االزدواجية‬ ‫في اخلدمات عبر اإلنترنت التي سبق تقدميها من قبل مجموعات أخرى (على سبيل املثال‪،‬‬ ‫املؤسسات البحثية) داخل البلد‪ .‬يجب على متخصصي تكنولوجيا االتصاالت واملعلومات‬ ‫الوصول إلى املصادر األساسية للتقانات‪ ،‬السوق‪ ،‬وإدارة املعلومات الالزمة جلميع أنواع‬ ‫املزارعني داخل البلد‪ .‬وتشمل هذه املصادر‪:‬‬ ‫(‪ )1‬منظمات البحوث الزراعية واجلامعات داخل البالد؛‬ ‫(‪ )2‬مراكز البحوث الزراعية الدولية؛‬ ‫(‪ )3‬األسواق احمللية والدولية خملتلف احملاصيل ذات القيمة العالية؛‬ ‫(‪ )4‬شركاء من القطاع اخلاص‪.‬‬ ‫وباختصار‪ ،‬ينبغي على جميع املنظمات ذات الصلة والتي لها مصلحة مباشرة في توفير‬ ‫املعلومات التقنية والسوق‪ ،‬وتكون متاحة جلميع أنواع املزارعني من الرجال والنساء ليتمكنوا‬ ‫من الوصول إلى هذا النوع من املعلومات‪ .‬في املاضي‪ ،‬كان مطلوبا ً من املتخصصني املتميزين‬ ‫تقدمي الدعم التقني للمرشدين امليدانيني حول احملاصيل الرئيسة والثروة احليوانية وصيد‬ ‫األسماك‪ ،‬ومناطق السلع األخرى‪ .‬في املستقبل‪ ،‬قد يكون من املمكن جعل املزيد من هذه‬ ‫املعلومات الفنية والتسويقية متاحة إلكترونيا إلى موظفي اإلرشاد امليدانيني‪ ،‬نظرا لتعقيد‬ ‫املشاكل التي جتري معاجلتها‪ .‬وباختصار‪ ،‬ينبغي أن يكون الهدف هو تعزيز قدرة موظفي‬ ‫اإلرشاد امليدانيني لتوفير مجموعة واسعة من املعلومات التقنية والسوق إلى مجموعات‬ ‫مختلفة من املزارعني التي تقدم لها اخلدمات‪ ،‬وخاصة صغار املزارعني من الرجال والنساء‪.‬‬ ‫قصة جناح أخرى عن تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت (‪ ،eChoupal‬وصفت في املربع ‪،)8.4‬‬ ‫والتي مت تطويرها من قبل القطاع اخلاص في الهند‪ ،‬حيث مكنت املزارعني في مناطق مختارة‬ ‫من البلد للوصول إلى أحدث املعلومات ومعلومات عن األسعار والسوق‪ ،‬وكذلك االنخراط‬ ‫في املبيعات والشراء للمنتجات الزراعية عبر اإلنترنت‪.‬‬ ‫هذا النظام لتكنولوجيا املعلومات واالتصاالت املمول من القطاع اخلاص تعود ملكيته‬ ‫‪167‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫املربع ‪ :eChoupal 8.4‬تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت (‪ )ICT‬قصة جناح‬ ‫‪ eChoupal‬هي مبادرة في تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت احملدودة (إئتالف كبير متعدد‬ ‫األعمال في الهند) للربط مباشرة مع املزارعني في املناطق الريفية لشراء املنتجات الزراعية‪/‬‬ ‫األحياء املائية‪ ،‬مثل فول الصويا والقمح والقهوة والقريدس‪ .‬وقد صممت ‪ eChoupal‬ملواجهة‬ ‫التحديات التي تفرضها املميزات الفريدة للزراعة الهندية‪ ،‬واملتميزة مبزارع مجزأة وضعف‬ ‫البنية التحتية وإشراك العديد من الوسطاء‪.‬‬ ‫املشاكل املطروحة‪ :‬تقليديا‪ ،‬يتم شراء معظم هذه السلع في ‪( mandis‬مراكز التسويق‬ ‫الزراعي احلكومي) عبر املناطق الريفية في الهند‪ ،‬حيث يجني الوسطاء معظم األرباح‪.‬‬ ‫يستخدم هؤالء الوسطاء وسائل غير علمية وغير عادلة أحيانا للحكم على جودة املنتج‬ ‫لضبط األسعار‪ .‬وكانت فروقات األسعار بني املنتجات ذات النوعية اجليدة والرديئة صغيرة الى‬ ‫حدا ما؛ وبالتالي‪ ،‬كان هناك حافز ضئيل أو معدوم للمزارعني لالستثمار في إنتاج منتجات‬ ‫ذات جودة عالية‪ .‬مع ‪ eChoupal‬املزارعني اصبح لديهم اخليار‪ ،‬وجرى حتجيم للقوة االستغاللية‬ ‫للوسطاء بشكل كبير‪ .‬تأثير ‪ :eChoupal‬أنشأت تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت احملدودة‬ ‫بالفعل أكثر من ‪ eChoupal 10000‬كشك (مراكز)‪ ،‬مع كل أجهزة الكمبيوتر واإلنترنت عبر‬ ‫العديد من املناطق الزراعية في البالد‪ ،‬حيث ميكن للمزارعني التفاوض بصورة مباشرة على بيع‬ ‫منتجاتهم من خالل اإلنترنت مع مركز تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت احملدودة‪.‬‬ ‫هذه املراكز ‪ eChoupal‬متكن املزارعني من احلصول عبر اإلنترنت على األسعار من ماندي‬ ‫ومركز تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت احملدودة‪ ،‬فضال عن املعلومات والتوصيات عن املمارسات‬ ‫الزراعية اجليدة‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬فإنها ميكن أن تضع طلبات للمدخالت الزراعية مثل البذور‬ ‫واألسمدة‪ .‬وهذا يساعد املزارعني على حتسني جودة منتجاتهم وحتقيق أسعار أفضل‪ .‬يعتزم‬ ‫مركز تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت احملدودة زيادة هذا العدد إلى حوالي ‪eChoupals 20000‬‬ ‫بحلول عام ‪ ،2012‬وتغطي ‪ 100000‬قرية في ‪ 15‬والية وخدمة ‪ 15‬مليون مزارع‪ .‬يتم تشغيل‬ ‫كل كشك تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت احملدودة من قبل (مشرف) مزارع مدرب‪ .‬ويرتبط‬ ‫الكمبيوتر املوجود في منزل املوظف إلى اإلنترنت عبر خطوط الهاتف أو من خالل احملطات‬ ‫الطرفية ويخدم في املتوسط​​‪ 600‬مزارع من املزارعني الكبار واملتوسطني في القرى اجملاورة‪ ،‬أي‬ ‫بعمق حوالي ‪ 5‬كيلومترات‪ .‬و يتم حتمل بعض تكاليف التشغيل؛ ولكن‪ ،‬في املقابل‪ ،‬ويحصل‬ ‫رسم خدمة لكل املعامالت اإللكترونية من خالل ‪ eChoupal‬اخلاص بهم‪ .‬ويتم تسليم هذه‬ ‫املنتجات من املستودع املركزي والذي يدار من قبل الوسطاء التقليدين انفسهم (التي تسمى‬ ‫اآلن ‪ ،samyojaks‬ولكن مع عدم وجود السلطة االستغاللية بسبب دورهم التنظيمي‪ .‬بدال‬ ‫من ذلك‪ ،‬قام هؤالء الوسطاء بتعويض النواقص في البنية التحتية وتلبية الوظائف احلرجة‬ ‫مثل صرف التعويضات‪ ،‬جتميع االنتاج ‪ ،‬والنقل‪.‬‬ ‫‪Sources: S. Singh 2006; http://en.wikipedia.org/wiki/Echoupal‬‬ ‫‪168‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫ويدار من قبل مركز تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت احملدودة ويضم حاليا أكثر من ‪10,000‬‬ ‫موقع ‪eChoupal‬‬ ‫حيث يتم إشراك املزارعني بصورة منتظمة في املبيعات عبر اإلنترنت والشراء على أساس‬ ‫رسوم مقابل اخلدمة‪.‬‬ ‫نظرا لنجاح هذا النظام‪ ،‬قامت حكومة الهند باملثل على إنشاء مراكز اخلدمات املشتركة‬ ‫(‪ )CSC‬حيث متكن سكان الريف في أجزاء أخرى من البالد من الوصول إلى املعلومات‬ ‫التقنية والتسويق نفسها‪ ،‬مبا في ذلك املعامالت عبر اإلنترنت‪ .‬حاليا‪ ،‬هناك ‪)CSCs( 6,500‬‬ ‫تعمل‪ ,‬وتهدف اخلطة إلى توسيع نطاق هذا العدد ليصل إلى )‪ 100,000 (CSCs‬في خدمة‬ ‫‪ 638,000‬قرية ريفية في جميع أنحاء الهند‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فان بعض مكاتب اإلرشاد‬ ‫على مستوى احلي ‪ ،‬والتي تلقت دعم البنك الدولي‪ ،‬ولديها أجهزة الكمبيوتر مع الوصول‬ ‫إلى اإلنترنت‪ ،‬ميكن للمزارعني في هذه املناطق أيضا الوصول الى ‪ eChoupal‬واحلصول على‬ ‫املعلومات التقنية والفنية ومعلومات السوق‪.‬‬ ‫اجلزء ‪ :3‬االستثمارات األخرى الالزمة لتعزيز نظم اإلرشاد الزراعي‬ ‫على الرغم من ان ادارات اإلرشاد على املستوى الوطني واملقاطعات سوف تقاوم بشدة‬ ‫هذه التوصية واملتعلقة بتطوير نظام ارشاد ال مركزي يحركه السوق ويقوده املزارع ‪ ،‬على‬ ‫االقل من ‪ 75-80%‬من اجلهات املانحة ستستثمر في املقاطعات واملناطق الفرعية ‪.‬‬ ‫أنواع أخرى من فئات االستثمار (باإلضافة إلى قدرة تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت‬ ‫والتعليم غير النظامي نوقشت في وقت سابق) وردت في هذا القسم‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن تفاصيل‬ ‫محددة عن التكاليف الفعلية تعتمد في جزء منها على التكاليف احمللية لألعمال املدنية‬ ‫وشراء املعدات واملركبات والتدريب‪ ،‬واملساعدة التقنية‪ .‬ألن حجم وعدد املناطق سوف تختلف‬ ‫بشكل كبير من بلد إلى آخر‪ ،‬لذا ينبغي أوال أن تكون التقديرات عن متوسط ​​التكاليف‬ ‫لكل منطقة‪ ،‬ومن ثم ينبغي وضع خطة تنفيذية محددة لكل منطقة‪ ،‬ثم تقدم للموافقة‬ ‫عليها من قبل فريق اإلدارة قبل ان يتم تنفيذ االستثمارات املقترحة في كل منطقة‪.‬‬ ‫أعمال مدنية‬ ‫الهدف األساس من أي برنامج إلصالح اإلرشاد الزراعي في بلد معني ينبغي أن يختبر‬ ‫ميدانيا‪ ،‬ويعمل على صقل وتنفيذ اصالحات مؤسسية وتشغيلية محددة سيتم احلاجة‬ ‫اليها لتعزيز اإلرشاد الزراعي واخلدمات االستشارية في البالد بشكل عام‪ .‬لذلك فإن هذا‬ ‫املشروع التجريبي األولي‪ ،‬بحاجة الى متويل استثمارات بسيطة في األعمال املدنية (مثل‬ ‫‪169‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫مكاتب و‪ /‬أو مرافق تدريب املزارعني في منطقة و‪ /‬أو مستويات املقاطعات الفرعية)‪ .‬وأنواع‬ ‫معينة من االستثمارات في األعمال املدنية وخطط العمل ينبغي أن حتدد قبل التنفيذ إذا‬ ‫لزم األمر‪ .‬واألمثلة على األعمال املدنية التي ميكن أن متول مرافق التدريب العملي كاضافة‬ ‫مساحة جديدة للمكتب و‪ /‬أو اخملتبرات التشخيصية على مستوى املنطقة‪ ،‬مثل مختبرات‬ ‫فحص التربة و‪ /‬أو جتديد مكاتب املوظفني الزراعيني على مستوى املناطق الفرعية (خاصة إذا‬ ‫كانوا سوف يحصلون على جهاز كمبيوتر جديد مع اتصال اإلنترنت)‪.‬‬ ‫املعدات‬ ‫قد تكون هناك حاجة إلى عدة أنواع من املعدات لتعزيز قدرة التعلم والتدريس للكوادر‬ ‫اإلرشادية على جميع مستويات النظام‪ ،‬وكذلك على مستوى املقاطعات واملناطق‬ ‫الفرعية‪ .‬االنواع التالية من املعدات يجب ان تؤخذ بعني االعتبار في تعزيز قدرات‬ ‫الكوادراإلرشادية لكي تتمكن من توفير التدريب واخلدمات االستشارية املفيدة جملموعات‬ ‫مختلفة من املزارعني‪ ،‬ال سيما صغار املزارعني من الرجال والنساء‪ ،‬وكذلك مجموعات‬ ‫أصحاب املصلحة اآلخرين في اجملتمعات الريفية‪:‬‬ ‫ •يجب توفير الكمبيوتر واألجهزة ذات الصلة لكل املكاتب اإلرشادية التي لها أهمية‬ ‫استراتيجية على مستوى الوطن واملقاطعات واملناطق الفرعية‪( ،‬حيث توجد‬ ‫مكاتب آمنة ومناسبة) في كل منطقة‪ .‬وينبغي أن تستخدم هذه املعدات إلقامة‬ ‫الربط اإللكتروني مع أوسع شبكة ابتكارات زراعية لتعزيز قدرة العاملني في مجال‬ ‫اإلرشاد في التواصل مع الباحثني ومركز تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت على‬ ‫املستوى الوطني‪ ،‬ومع غيرها من مصادر املعلومات الفنية والتسويقية‪ .‬إضافة إلى‬ ‫ذلك‪ ،‬ينبغي لهذه املعدات تعزيز قدرة اخصائيي املقاطعة في عملية إدخال البيانات‬ ‫وحتليلها على مستوى املزرعة‪ ،‬ووضع التوصيات‪ ،‬واملقدرة على استخدام املواد‬ ‫التدريبية التي مت تطويرها داخل البالد او من مصادر دولية ‪.‬‬ ‫إن الربط االلكتروني سوف يعزز إعداد وتقدمي التقارير املالية ومعلومات األداء بني مختلف‬ ‫املستويات داخل نظام اإلرشاد‪.‬‬ ‫ •ميكن تقدمي التدريب ومعدات االتصاالت جلميع مؤسسات التدريب احملددة في اخلدمة‬ ‫على مستوى املقاطعات و‪ /‬أو الدولة‪ ،/‬فضال عن وحدات مختارة داخل كل منطقة‬ ‫التي تنفذ أنواع مختلفة من األنشطة التدريبية واالتصاالت‪ .‬على سبيل املثال‪،‬‬ ‫كيفية االستفادة بشكل أفضل من وسائل اإلعالم في نشراملعلومات التقنية‬ ‫واالدارية والتسويقية‪ .‬في الواقع‪ ،‬ميكن استخدام الكمبيوتر وتكنولوجيا االتصاالت‬ ‫‪170‬‬ ‫إلنشاء أنواع مماثلة من «متاجر املعلومات» داخل كل منطقة‪ ،‬مثل املثال ‪. Choupal‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫ • قد تكون هناك حاجة إلى معدات التشخيص على مستوى املقاطعة و‪ /‬أو مستوى‬ ‫املناطق إلنشاء أو تعزيز فحص التربة (للعناصر الكبرى والصغرى) وتشخيص حالة‬ ‫النبات الصحية‪/‬احليوانية‪ .‬تسليم هذه املعدات للمقاطعات واملناطق والوحدات‬ ‫املشاركة رمبا يتوقف على املوافقة على فرض رسوم املستخدم للحصول على‬ ‫خدمات معينة (على سبيل املثال‪ ،‬فحص التربة) التي من شأنها أن تسمح لهذه‬ ‫الوحدات بتغطية التكاليف التشغيلية‪ .‬حيث ميكن أن تودع هذه الرسوم في حساب‬ ‫دوار يتم االحتفاظ بها في مكتب شبه مستقل على مستوى املقاطعة‪ ،‬مثل ‪ATMA‬‬ ‫في الهند‪ .‬إذا أن مثل هذه املكاتب غير متاحة‪ ،‬لذا‪ ،‬يجب حتديد ما إذا كانت احلكومة‬ ‫أو مكاتب أخرى ميكن أن جتمع رسوم املستخدم لتغطية نفقاتهم التشغيلية اجلارية‬ ‫وتكاليف صيانة املعدات‪.‬‬ ‫ •إن دعم ومتويل البحوث التي جترى على مستوى املزرعة و‪ /‬أو دعم معدات التدريب‬ ‫واملشاهدات احلقلية ستساعد في دعم برامج موسعة في مجال التجارب املزرعية‪،‬‬ ‫وكذلك دعم املشاهدات احلقلية‪ ،‬أو أي أنشطة لها عالقة باختبار التقانات احلديثة‬ ‫أو برامج احملاصيل وبرامج الثروة احليوانية داخل املقاطعة‪ ،‬وضمان متويل كاف‬ ‫لألنشطة التشغيلية في برامج املوازنة‪ ،‬لتمكني الكوادر امليدانية من تنفيذ أبحاث‬ ‫على مستوى املزرعة واملشاهدات احلقلية واألنشطة التدريبية‪ .‬لذا‪ ،‬يتوجب على‬ ‫احلكومة تخصيص ما يكفي من متويل برامج املوارد كجزء ثابت ومتجدد من امليزانية‬ ‫لتغطية التكاليف األساسية لهذه البرامج وعلى نحو مستمر‪.‬‬ ‫ •ينبغي وضع قوائم مبدئية للمعدات لكل وحدة مشاركة داخل النظام العام اإلرشادي‬ ‫واالستشاري واملدعومة ببرنامج‪ ،‬وكذلك كل املؤسسات الداعمة (على سبيل املثال‪،‬‬ ‫البحوث‪ ،‬والتعليم‪ ،‬ومنظمات أبحاث السوق)‪ .‬وألن هناك حاجة إلى خطة تنفيذية‬ ‫لكل منطقة‪ ،‬حيث ميكن لفريق التخطيط احمللي استخدام قائمة املعدات األولية‬ ‫إلجراء «حتليل الفجوة» وحتديد املعدات الفعلية التي من شأنها أن تكون هناك لها‬ ‫حاجة في كل مستويات النظام (أي املعدات الفعلية التي من املمكن متويلها)‪ .‬بعض‬ ‫البنود في قوائم املعدات قد ال يكون مناسبا بسبب النظم الزراعية السائدة في‬ ‫منطقة معينة‪ .‬ميكن استبدال العناصر املناسبة من قبل فريق التخطيط في تلك‬ ‫املناطق‪ ،‬وذلك رهنا مبوافقة مكتب اإلدارة قبل الشروع في الشراء‪.‬‬ ‫‪171‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫املركبات‬ ‫ألن العديد من البلدان تستخدم سواقني للمركبات احلكومية‪ ،‬وهذا يؤدي إلى ارتفاع‬ ‫التكاليف املتكررة لتغطية الرواتب الالزمة وغيرها من التكاليف التشغيلية‪ .‬لذلك‪ ،‬يفضل‬ ‫تأمني عدد قليل من السيارات احلكومية‪ .‬ويجب تزويد املكاتب احلكومية بها في املناطق‬ ‫التي يصعب الوصول إليها‪ .‬اعتمادا على املوارد احمللية‪ ،‬والتي تشكل عموما أكثر فعالية‬ ‫من حيث التكلفة والكفاءة ملكاتب اإلرشاد اخملتلفة‪ ،‬تخصص ميزانية كافية للمواصالت‬ ‫بحيث من املمكن ملوظفي اإلرشاد استخدام سياراتهم اخلاصة في املهام الرسمية‪ .‬في‬ ‫هذه الطريقة‪ ،‬تدفع احلكومة فقط للموظف املستخدم بدل استخدام سيارته بناء على‬ ‫املسافات الفعلية املقطوعة‪ ،‬أو تكاليف السفر‪ .‬وبناء على استخدام خاص للمركبات (على‬ ‫سبيل املثال املركبات ذات الدفع الرباعي أو امليني باص) ينبغي شراؤها‪ ،‬وتقدم بعد ذلك إلى‬ ‫املكاتب احلكومية الفردية‪ ،‬بحيث ميكن أن تخدم احتياجات املزارعني في املناطق الصعب‬ ‫الوصول اليها‪ .‬في بعض البلدان‪ ،‬يستخدم التمويل املقدم من املانحني لتمويل القروض‬ ‫املتكررة للعاملني في مجال اإلرشاد امليداني لشراء الدراجات النارية أو أي نوع آخر من وسائل‬ ‫النقل‪ .‬ومبوجب هذا الترتيب‪ ،‬يستخدم العاملني بامليدان مخصصات سفرهم الشهرية‬ ‫لتسديد هذه القروض على مدى فترة من ‪ 4-5‬سنوات‪ .‬هذا اخليار هو عادة أكثر الوسائل‬ ‫فعالية في توفير التنقل الالزم للمرشدين العاملني في امليدان‪.‬‬ ‫املساعدة التقنية‬ ‫قد تكون هناك حاجة إلى عدة أنواع من املساعدة التقنية لتنفيذ هذه اإلصالحات‬ ‫املؤسسية املقترحة؛ وبالتالي متويل األنواع التالية من أنشطة املساعدة التقنية ميكن‬ ‫أخذها بعني االعتبار‪:‬‬ ‫ •التخطيط لإلصالحات املؤسسية والتشغيلية‪ .‬هذه اإلصالحات ينبغي أن تنفذ‬ ‫وعلى نحو فعال‪ .‬ففي حالة ‪ NATP‬في الهند‪ ،‬قام فريق من املتخصصني في إدارة‬ ‫اإلرشاد من املعهد الوطني إلدارة اإلرشاد الزراعي بحصر املوارد اخلاصة ب ‪ R-E‬احلالية‬ ‫والترتيبات املؤسسية في كل منطقة‪.‬‬ ‫و استنادا إلى اإلصالحات املؤسسية املقترحة املبينة في الفصل ‪ ،7‬عمل الفريق مع كبار‬ ‫املوظفني في كل منطقة لوضع وصياغة خطط إدارية وتنفيذية وتطويرية تفصيلية تبني‬ ‫كيف سيتم تنفيذ هذه االصالحات‪.‬‬ ‫يندرج ضمن هذه اخلطة تنفيذ خطة تدريبية شاملة حتدد أنواع معينة من التدريب‬ ‫اإلداري والفني والتقني‪ ،‬واالتصاالت‪ ،‬وغيرها من أنواع التدريب األخرى التي من شأنها أن‬ ‫‪172‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫يكون هناك حاجة لتمويلها‪ .‬في وقت الحق سيقوم فريق التخطيط بتنفيذ دورة تدريبية‬ ‫في االدارة لكبار موظفي اإلرشاد باملقاطعة ويتم شرح كيفية وضع اإلجراءات التشغيلية‬ ‫موضع التنفيذ‪ .‬أخيرا‪ ،‬يجب القيام بزيارات دورية للمتابعة ملعاجلة أي مشاكل قد تظهر او‬ ‫للتعامل مع مشاكل اإلدارة التي تظهر خالل التنفيذ‪.‬‬ ‫ •تطوير مناذج ومواد لتنظيم مجموعات املزارعني‪ .‬كما ذكر سابقا‪ ،‬ميكن اختيار‬ ‫منظمات غير حكومية ذات اخلبرة اجليدة لتطوير أو صقل النهج األساسي لتنظيم‬ ‫املزارعني واملزارعات في أنواع مختلفة من مجموعات املنتجني‪ ،‬واالعتماد على الذات؛‬ ‫وكذلك لتطوير التدريب الالزم ومستلزمات الدعم لتنظيم هذه األنواع اخملتلفة‬ ‫من مجموعات املزارعني‪ .‬إن جزءا من هذه العملية هو حتديد الوظيفة التي يتعني‬ ‫االضطالع بها من قبل مجموعات املزارعني اخملتلفة (على سبيل املثال االئتمان وتوفير‬ ‫املدخالت‪ ،‬تسويق السلع األساسية‪ ،‬أو احلصول على التكنولوجيا)‪ .‬اجلزء اآلخر من‬ ‫العملية معني بتدريب موظفي اإلرشاد على القيادة واإلدارة واألمور التنظيمية‬ ‫واملهارات ذات الصلة‪ ،‬حتى يتمكنوا بدورهم أن يعلموا قادة اجملموعات الزراعية‪ .‬على‬ ‫سبيل املثال‪ ،‬تشير إحدى احملاضرات إلى متكن صغار املنتجني لالندماج مع األسواق‪:‬‬ ‫احلاجة إلى املهارات املتعددة‪( ،‬أنظر ‪ )Heinrich et al. 2007‬بعد وضع هذه املواد‪ ،‬يجب‬ ‫على املتخصصني في املنظمات غير احلكومية إجراء دورات تدريبية ملوظفي املنظمات‬ ‫غير احلكومية احمللية من مناطق مختارة وعقد دورات تدريب املدربني ألعضاء هيئة‬ ‫التدريس باجلامعة و‪ /‬أو مدربي اإلرشاد على مستوى الوطن أو املقاطعة‪.‬‬ ‫ •تنظيم املزارعني داخل املقاطعات‪ :‬في كل مقاطعة أو أكثر من قد تعطى املنظمات‬ ‫غير احلكومية املسؤولية األولية عن تنظيم ودعم تطوير مجموعات املساعدة‬ ‫الذاتية واملنتجني و‪ /‬أو مجموعات املصالح املشتركة ضمن املنطقة‪ .‬أنواع منظمات‬ ‫املزارعني التي يجب اتباعها يجب أن تعكس احملاصيل أو املنتجات الواعدة والبيئة‬ ‫الزراعية واألسواق التي يبدو أنها ستكون الواعدة داخل كل مقاطعة ‪.‬‬ ‫ •املتابعة والتقييم (‪ )M&E‬ملناطق املشروع التجريبية‪ :‬التقدم احملرز في كل من‬ ‫املناطق املقترحة ينبغي متابعتة بعناية وتقوميه لتسهيل تكرار هذه النماذج‬ ‫وادخالها ضمن مناطق أخرى‪ ،‬وكذلك في مبادرات مستقبلية في جميع أنحاء‬ ‫البالد‪ .‬وينبغي اختيار مؤسسة كفؤة من قبل مكتب اإلدارة لتنفيذ هذه األنشطة‬ ‫(‪ )M & E‬الضرورية‪.‬‬ ‫‪173‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫النفقات التشغيلية‬ ‫قد تكون هناك حاجة إلى التمويل اخلارجي لتمويل بعض النفقات التشغيلية األولية‪،‬‬ ‫تزامنا مع اختبار اإلصالحات املؤسسية املقترحة والتغييرات التشغيلية الفعالة ميدانيا‪.‬‬ ‫وفيما يلي أمثلة ألنواع أنشطة البرنامج التي ميكن متويلها جزئيا من مصادر خارجية‬ ‫للمساعدة في تعزيز نظام اإلرشاد الزراعي‪:‬‬ ‫• تكاليف البحوث على مستوى املزرعة لتطوير وصقل موقع تكنولوجي محدد خملتلف‬ ‫احملاصيل ذات القيمة العالية والثروة احليوانية‪ ،‬وغيرها من املشاريع التي ميكن أن تنفذ في‬ ‫املنطقة‪ ،‬مبا في ذلك ممارسات اإلدارة املستدامة للموارد الطبيعية‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬التجارب‬ ‫البحثية على مستوى املزرعة التي ينفذها الباحثون أو الكوادر اإلرشادية احمللية‪ ،‬على أساس‬ ‫املصالح اخلاصة جملموعات املزارعني اخملتلفة‪ ،‬ميكن أن متول في البداية سواء من مصادر خارجية‬ ‫أو احلكومة‪ .‬وتدرج هذه التجارب املقترحة في خطة العمل السنوية‪ ،‬ومن ثم ينبغي مراجعة‬ ‫هذه اخلطة املقترحة واملوافقة عليها من قبل مجلس إدارة املنطقة قبل التنفيذ‪.‬‬ ‫• زيارات املزارعني االستطالعية لبعضهم للمزارعني املبتكرين و‪ /‬أو مزارعني املشاريع‬ ‫الريادية في اجملتمعات األخرى أو املناطق و املقاطعات‪ ،‬وخاصة أولئك الذين بالفعل انتجوا‬ ‫وسوقوا بنجاح أنواع مختلفة من احملاصيل عالية القيمة‪ ،‬والثروة احليوانية والثروة السمكية‪،‬‬ ‫أو أية مشاريع أخرى‪ .‬هذه الزيارات من مزارع إلى مزارع هي تقنية ممتازة خللق الوعي لدى املزارع‬ ‫لفرص اقتصادية جديدة محتملة‪ ،‬والتي ميكن بعدها التحقيق في املزيد من التفاصيل من‬ ‫قبل مجموعات املزارعني اخملتلفة ضمن منطقة الهدف‪.‬‬ ‫• مشاهدات اإلرشاد التي توضح احملاصيل الواعدة أو أنظمة اإلنتاج احليواني‪ ،‬فضال‬ ‫عن تقنيات اإلدارة املستدامة للموارد الطبيعية الالزمة‪ ،‬والتي ينبغي أن يعتمدها معظم‬ ‫املزارعني في مناطق محددة لكل مقاطعة والتي حتتاج إلى هذه التحسينات‪.‬‬ ‫• تكاليف بدء التشغيل جملموعات املنتجني املبتدئني‪ ،‬مثل الشراء األولي للبذور أو‬ ‫الصيصان جملموعة من املنتجني الفقراء جدا‪ ،‬أو رمبا مجموعات تتكون أساسا من نساء‬ ‫ريفيات يحاولن تطوير نظام اإلنتاج اجلديد للمرة األولى ضمن املقاطعة‪ .‬في معظم احلاالت‪،‬‬ ‫فإن اجملموعة املبتدئة تسدد هذه النفقات‪ ،‬السيما إذا كانت قادرة على اإلنتاج بنجاح وتسويق‬ ‫هذا املنتج اجلديد‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬في حالة فشل غير متوقع‪ ،‬ينبغي استيعاب هذه التكاليف‬ ‫من قبل البرنامج‪ .‬باختصار‪ ،‬املساعدة في تكاليف بدء التشغيل هو مفتاح مهم للنجاح‪،‬‬ ‫وخصوصا بالنسبة للمزارعني الفقراء جدا‪ ،‬مبا في ذلك املزارعات‪ .‬أخيرا‪ ،‬يجري حاليا االضطالع‬ ‫على نهج مبتكَر إلنشاء مراكز تدريب املزارعني احملليني (‪ ،)FTCs‬وتوليد األموال التشغيلية‬ ‫‪174‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫الالزمة ملوظفي اإلرشاد احملليني على نطاق محدود في إثيوبيا (انظر املربع ‪ .)8.5‬وإذا حقق هذا‬ ‫النهج جناحا في توليد األموال التشغيلية الالزمة‪ ،‬والتي سوف تكون حتت السيطرة املباشرة‬ ‫للجنة إدارة (‪ ،)FTC‬فمن املتوقع أن يتم توسيع نطاقه في جميع أنحاء البالد‪ ،‬مبجرد البدء‬ ‫بتأمني االستثمارات الالزمة‪.‬‬ ‫اجلزء ‪ :4‬مالحظات ختامية‬ ‫ال شك أن هناك تفاوتا كبيرا من حيث الظروف البيئية الزراعية اخملتلفة داخل وبني مناطق‬ ‫اإلرشاد اخملتلفة‪ ،‬فضال عن الفرص املتاحة في السوق والنوع االجتماعي‪ ،‬والظروف والعوامل‬ ‫االجتماعية ‪-‬االقتصادية‪ ،‬والثقافية التي قد تؤثر على تعزيز نظام إرشادي المركزي‪.‬‬ ‫بشكل عام‪ ،‬فان حتديد أهم القيود املؤسسية و املوارد هو استخدام نهج حل املشاكل‬ ‫املربع ‪ 8.5‬مشاهدات االرشاد احلقلية في إثيوبيا كوحدات مدرًة الدخل‬ ‫أنشأت احلكومة اإلثيوبية بالفعل أكبر نظام لإلرشاد الزراعي في جنوب الصحراء‬ ‫االفريقية الكبرى‪ ،‬والذي يعد ثالث أكبر نظام إرشاد زراعي في العالم‪ ،‬بعد الصني والهند‪.‬‬ ‫ويوجد حاليا لدى اثيوبيا حوالي ‪ 45,000‬وكيل تنمية (‪ ،)DAs‬وتخطط احلكومة لزيادة هذا‬ ‫العدد إلى أكثر من ‪ 60,000‬مرشد ميداني‪ .‬إثيوبيا تسعى للحصول على منوذج ارشادي‬ ‫مبتكر جدا من «تقاسم التكاليف» مع املزارعني احملليني‪ .‬أوال‪ -‬انشأت مركزا لتدريب‬ ‫املزارعني (‪ )FTC‬على مستوى احلكومة احمللية (‪( )kebele‬تخدم حوالي ‪ 3-5‬قرية وبني ‪750‬‬ ‫و ‪ 1,500‬اسرة زراعية)‪ ،‬ويجب أن يوافق املزارعون احملليون على التبرع ب ‪ 1-2.5‬هكتار من‬ ‫أراضي اجملتمع بالقرب من مقر (‪ )kebele‬إلقامة (‪ ،)FTC‬و مزرعة ارشادية (‪.)DF‬‬ ‫بعد ذلك‪ ،‬تقوم احلكومة احمللية باملساعدة في متويل وتطوير مركز تدريب‬ ‫مبنى صغيرا ملكاتب الصفوف الدراسية ومنزال ً بسيطا ً‬ ‫ً‬ ‫املزارعني (‪ ،)FTC‬يتضمن‬ ‫ملوظفي (‪( )DA‬حاليا هناك ثالثة (‪ )DA‬مخصصة لكل (‪ ،)FTC‬وبعض التحسينات‬ ‫الرأسمالية األخرى‪ ،‬مثل مباني املاشية‪ .‬مرة أخرى‪ ،‬املزارعون ساهموا بتمويل‬ ‫تكاليف البناء من خالل التبرع بالعمل‪ ،‬شاركوا مجانا ببناء مباني (‪.)FTC‬‬ ‫االستراتيجية احلالية التي تتبعها بعض (‪ )DAs‬املبتكرة هو تطوير (‪ ،)DAs‬ليس باعتبارها‬ ‫وحدات للمشاهدات الزراعية وحسب‪ ،‬ولكن أيضا الستخدامها كوحدات مدرة للدخل‬ ‫للمساعدة في تغطية التكاليف التشغيلية لكل ‪ .FTC‬وللقيام بذلك‪ ،‬يرتب رئيس ‪DA‬‬ ‫القروض الصغيرة لشراء املدخالت احملددة للمحاصيل عالية القيمة أو املنتجات التي من‬ ‫‪175‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫شأنها أن تدر عوائد جديدة‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬بعض ‪ DAs‬قاموا بشراء خاليا وطوائف نحل‬ ‫إلنتاج العسل وبيعه؛ ومعدات الري بالتنقيط إلنتاج اخلضروات خالل موسم اجلفاف؛ و‪ /‬أو‬ ‫األبقار والدجاج الخ إلنتاج احلليب والبيض واملنتجات احليوانية األخرى أو للبيع في األسواق‬ ‫احمللية‪ .‬واثناء عملية اتخاذ هذه القرارات تبدأ “إدارة املزرعة”‪ DAs ،‬في النظر في مزارع‬ ‫مشاهداتهم من نفس املنظور كمزارعني‪ ،‬وكيف ميكن لهذه املزارع (املشاهدات) أن تدر دخال‬ ‫فعليا (إيرادات)‪ ،‬والتي متكنهم من إثبات صحة وفعالية هذه املمارسات الزراعية املوصى بها‪.‬‬ ‫خالل هذه العملية‪ ،‬تكون ملزارع املشاهدات صلة مباشرة باملزارعني احملليني‪ .‬ولدراسة مدى‬ ‫امكانية وقدرة مشاريع احملاصيل عالية القيمة ومشاريع االنتاج احليواني اخملتلفة على زيادة‬ ‫دخل االسرة الزراعية أنظر‪:‬‬ ‫‪Source: Davis et al. (2009).‬‬ ‫الرئيسة في النظم اإلرشادية التي حتتاج أن تتحول و‪ /‬أو تعزيزها في عملية تستهدف مزيدا‬ ‫من الالمركزية‪ ،‬وموجهه من املزارعني والسوق‪ .‬إن مهمة إحداث التغيير املؤسسي ليست‬ ‫مهمة سهلة أو سريعة‪ ،‬ألن معظم مدراء اإلرشاد على مستوى كبار املدراء يترددون في التخلي‬ ‫عن سلطاتهم‪ ،‬وعن نقل سلطة اتخاذ القرار للبرامج اإلرشادية واألولويات إلى املقاطعات‬ ‫واملناطق الفرعية‪ ،‬اعتمادا إلى أولويات مجموعات املنتجني وفئات اجملتمع احمللي‪.‬‬ ‫أخيرا‪ ،‬فإن عملية إنشاء تنظيم إرشادي جديد بالكامل في معظم البلدان تكون مهمة‬ ‫أكثر صعوبة‪ ،‬وخصوصا اذا لم يتم ضمان متويل طويل األجل للقطاع العام‪ .‬ومع أن شركات‬ ‫القطاع اخلاص و‪ /‬أو املنظمات غير احلكومية ميكن أن تظهر املزيد من التقدم السريع في‬ ‫إنشاء وتقدمي خدمات اإلرشاد ألنواع مختلفة من املزارعني‪ ،‬إال أن التمويل طويل األجل من قبل‬ ‫منظمات القطاع اخلاص واجملتمع املدني سوف يخلق مشاكل خطيرة في االستدامة على‬ ‫املدى الطويل‪ .‬وكما هو موضح في الصني والهند واندونيسيا‪ ،‬يظهر كون هذا هو أكثر كفاءة‬ ‫وفعالية على أساس طويل األجل الستخدام استراتيجية «استخدام األنسب» في حتويل‬ ‫هذه املؤسسات‪ .‬وباختصار‪ ،‬فإنه سوف يكون عموما أكثر فعالية تعزيز وحتويل منظمات‬ ‫اإلرشاد الزراعي القائمة من خالل ايجاد املصادر الرئيسة للموارد التنظيمية‪ ،‬وكذلك بدال من‬ ‫محاولة استخدام نهج افضل «افضل املمارسات» مثل (‪ ،)T&V‬او من خالل إنشاء منظمات‬ ‫اإلرشاد الزراعي اجلديد الذي من املرجح أن يؤدي إلى مشاكل االستدامة على املدى الطويل‪.‬‬ ‫‪176‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫الفصل التاسع‪ :‬اإلشراف على مشاريع اإلرشاد‬ ‫الزراعي ومراقبتها وتقييمها‬ ‫نظرة عامة‬ ‫كانت مسألة املراقبة والتقييم (‪ )M&E‬لفترة طويلة مصدر إهتمام معظم الوكاالت‬ ‫املانحة‪ .‬ونستعرض في هذا الفصل اإلجراءات األساسية للمراقبة والتقييم التي يقوم‬ ‫البنك الدولي واجلهات املانحة األخرى بتطويرها‪ ،‬وإستخدامها في املراقبة واإلشراف على‬ ‫سير العملية أثناء تطبيق املشروع؛ وبعد ذلك في إعداد تقرير إجناز التطبيق النهائي‬ ‫(األنشطة ‪ 6‬و‪ ،7‬املوضحة بالشكل ‪ .)9.1‬وفي هذا الفصل أيضا سوف نقوم بإستعراض‬ ‫العديد من مؤشرات أداء املشروع وتأثيراتها‪ .‬وتظهر فائدتها بشكل مباشر في تنفيذ‬ ‫نشاط ‪ ,8‬والذي يتم من خالله إجراء تقييم متعمق ملشروع يهدف إلى تعزيز خدمات‬ ‫اإلرشاد الزراعي‪ ،‬مع الهدف العام ‪ -‬زيادة دخل املزارع‪ ،‬وحتسني سبل املعيشة الريفية‪.‬‬ ‫وملزيد من املالحظات اجليدة حول مراقبة وتقومي بحوث ومشاريع اإلرشاد التابعة للبنك‬ ‫الدولي‪ ،‬انظر في ‪ Rajalahti,Woelcke and Pehu(2005).‬وألخذ نظرة عامة على كيفية‬ ‫إضفاء الطابع املؤسسي على تقييم التأثير خالل املؤسسات احلكومية واملؤسسات‬ ‫األخرى‪ ،‬أنظر في الكتيب اجلديد للبنك الدولي‪:‬‬ ‫‪Institutionalizing Impact Evaluation within the Framework of a Monitoring and‬‬ ‫‪Evaluation System (World Bank 2009).‬‬ ‫شكل ‪ 9.1‬دورة املشروع‬ ‫‪ -1‬إﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻣﺴﺎﻋﺪة اﻟﺪوﻟﺔ‬ ‫‪ -8‬اﻟﺘﻘﻴﻴﻢ‬ ‫ﻳﻘﻮم ﻗﺴﻢ ﺗﻘﻴﻴﻢ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت ﻓﻲ اﻟﺒﻨﻚ‬ ‫ﻳﻘﻮم اﻟﺒﻨﻚ ﻳﺘﻘﺪﻳﻢ اﻟﻘﺮوض واﻟﺨﺪﻣﺎ ت اﻹﺳﺘﺸﺎرﻳﺔ‪,‬‬ ‫ﺑﺈﻋﺪاد ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﺮاﺟﻌﺔ اﻟﺤﺴﺎﺑﺎت‬ ‫ﺑﺸﻜﻞ اﻧﺘﻘﺎﺋﻲ ﻟﻠﻤﻨﺎﻃﻖ ذات اﻟﻤﻴﺰة اﻟﻨﺴﺒﻴﺔ‪ ،‬واﻟﺘﻲ‬ ‫وﺗﻘﻴﻴﻢ اﻟﻤﺸﺮوع‪ .‬ﻳﺴﺘﺨﺪم اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻓﻲ‬ ‫إﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ‬ ‫ﺗﺴﺘﻬﺪف ﺟﻬﻮد اﻟﺤﺪ ﻣﻦ اﻟﻔﻘﺮ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد‪.‬‬ ‫اﻟﺘﺼﻤﻴﻢ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻲ ﻟﻠﻤﺸﺮوع‪.‬‬ ‫ﻣﺴﺎﻋﺪة اﻟﺪوﻟﺔ‬ ‫اﻟﺘﻘﻴﻴﻢ‬ ‫‪ -2‬اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ‬ ‫ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟﻤﺸﺎرﻳﻊ اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ‬ ‫‪ -7‬اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ واﻹﻧﺠﺎز‬ ‫اﻟﺘﺤﺪﻳﺪ‬ ‫اﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ اﻟﺪاﻋﻤﺔ وﺗﺤﻠﻴﻠﻬﺎ ﻣﺎﻟﻴﺎ‪،‬‬ ‫ﻳﺘﻢ إﻋﺪاد ﺗﻘﺮﻳﺮ إﻧﻬﺎء اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﻟﺘﻘﻴﻴﻢ‬ ‫أداء آﻼ ﻣﻦ اﻟﺒﻨﻚ واﻟﻤﻘﺘﺮض‪.‬‬ ‫اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ‬ ‫إﻗﺘﺼﺎدﻳﺎ‪,‬إﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ‪ ,‬وﺑﻴﺌﻴﺎ‪.‬‬ ‫واﻻﻧﺠﺎز‬ ‫‪ -3‬اﻹﻋﺪاد‬ ‫‪ -6‬اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ واﻟﻤﺮاﺟﻌﺔ‬ ‫دورة اﻟﻤﺸﺮوع‬ ‫ﻳﻘﻮم اﻟﺒﻨﻚ ﺑﺘﻮﻓﻴﺮ ﺳﻴﺎﺳﺔ‬ ‫ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻗﻴﺎم اﻟﻤﻘﺘﺮض ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ‬ ‫واﺳﺪاء اﻟﻤﺸﻮرة ﺟﻨﺒﺎ اﻟﻰ‬ ‫اﻟﻤﺸﺮوع‪ .‬وﻳﻘﻮم اﻟﺒﻨﻚ ﺑﺎﻟﺘﺄآﺪ ﻣﻦ أن‬ ‫اﻹﻋﺪاد‬ ‫ﺟﻨﺐ ﻣﻊ اﻟﻤﺴﺎﻋﺪات اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ‬ ‫ﻋﺎﺋﺪات اﻟﻘﺮض ﻳﺘﻢ إﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ‬ ‫اﻟﺘﻨﻔﻴﺬ‬ ‫واﻟﻤﺮاﺟﻌﺔ‬ ‫وﻳﻘﻮم اﻟﻌﻤﻼء ﺑﻤﻬﻤﺔ إﺟﺮاء‬ ‫ﻻﻏﺮاض اﻟﻘﺮض ﺑﻜﻔﺎءة وﻓﻌﺎﻟﻴﺔ‬ ‫اﻟﺪراﺳﺎت وإﻋﺪاد وﺛﺎﺋﻖ اﻟﻤﺸﺮوع‪.‬‬ ‫‪ -5‬اﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت وﻣﻮاﻓﻘﺔ ﻣﺠﻠﺲ‬ ‫اﻟﻤﻔﺎوﺿﺎت‬ ‫اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ‬ ‫‪ -4‬اﻟﺘﻘﺪﻳﺮ‬ ‫اﻻدارة‬ ‫وﻣﻮاﻓﻘﺔ اﻟﻤﺠﻠﺲ‬ ‫ﻳﻘﻮم اﻟﺒﻨﻚ ﺑﺘﻘﻴﻴﻢ اﻷوﺟﻪ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ‪ ،‬اﻟﻔﻨﻴﺔ‬ ‫ﻳﻮاﻓﻖ اﻟﺒﻨﻚ واﻟﻤﻘﺮﺿﻮن ﻋﻠﻲ إﺗﻔﺎﻗﻴﺔ‬ ‫اﻹدارة‬ ‫اﻟﻤﺆﺳﺴﻴﺔ ‪ ،‬اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ‪ ،‬اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ‪ ،‬واﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫اﻟﻘﺮض وﻳﺘﻢ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﻤﺸﺮوع إﻟﻲ‬ ‫ﻟﻠﻤﺸﺮوع‪ .‬ﻳﺘﻢ إﻋﺪاد وﺛﻴﻘﺔ ﺗﻘﺪﻳﺮﻳﺔ ﻟﻠﻤﺸﺮوع‬ ‫ﻣﺠﻠﺲ اﻹدارة ﻟﻠﻤﻮاﻓﻘﺔ ﻋﻠﻴﻪ‪.‬‬ ‫وﻣﺴﻮدة اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‪.‬‬ ‫‪177‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫اجلزء ‪ :1‬نظرة عامة على املراقبة والتقييم‬ ‫املراقبة والتقييم (‪ -)M&E‬عبارة عن أدوات تكاملية لتقييم كفاءة وفعالية عمليات‬ ‫االستثمار‪ .‬تصميم (‪ )M&E‬يجب أن يبدأ مبكرا في مرحلة اإلعداد للمشروع‪ ،‬ووضعه‬ ‫قيد العمل في بداية تطبيق املشروع‪ .‬التعريف املبكر بأهداف املشروع‪ ،‬وحتديد مؤشرات‬ ‫األداء اجليدة‪ ،‬ووضوح متطلبات عمل التقارير جميعها عوامل هامة إلنتاج أنظمة (‪)M&E‬‬ ‫فعالة‪.‬‬ ‫ميكن للدراسات املبدئية واملؤشرات املرجعية أن تقوم بتوفير األسس التجريبية من‬ ‫أجل قياس وتقييم سير العملية‪ .‬يجب على عمليات اإلستثمار الزراعي أن تقوم بتحديد‬ ‫مؤسسة مسؤولة ميكنها تنفيذ مهام (‪ )M&E‬أيضا‪ ،‬كما ويجب أن يكون لديها أعداد‬ ‫كافية من العاملني واملؤهلني لتنفيذ تلك النشاطات األساسية لنظم (‪.)M&E‬‬ ‫دور املراقبة والتقييم في إدارة املشروع‬ ‫ميكن تعريف املراقبة بأنها “التقييم املستمر ملرحلة تطبيق املشروع‪ ،‬مبا يتعلق‬ ‫بجداول زمنية متفق عليها‪ ،‬وإستخدام املدخالت والبنية التحتية واخلدمات بواسطة‬ ‫املستفيدين من املشروع” (‪ . )World Bank 1989,p.1‬وميكن تعريف التقييم بأنه “التقييم‬ ‫الدوري ألهمية املشروع (كال من املتوقع وغير املتوقع) وأدائه وكفائته وتأثيره فيما يتعلق‬ ‫باألهداف احملددة” (‪ ) World Bank 1989,p.1 ,(M&E‬جتعل من املمكن تقييم الروابط‬ ‫ما بني املساعدة املتمثلة في اإلقراض ومحصالت التنمية‪ ،‬كذلك معرفة ما اذا كانت‬ ‫أهداف التنمية احملددة قد تالقت (على سبيل املثال‪ ،‬زيادة دخل سكان املزارع وحتسني سبل‬ ‫املعيشة الريفية)‪.‬‬ ‫يتميز نظام ‪ M&E‬املصمم جيدا بأهداف واضحة ألجل استثمار اخملرجات والنتائج‪،‬‬ ‫وألجل التأثيرات القطاعية‪ /‬االجتماعية‪ .‬وبدوره عادة ما يتطلب املقاييس األتية‪:‬‬ ‫ •مؤشرات أداء واضحة وقابلة للقياس‪.‬‬ ‫ •نظام قوي إلدارة اخملاطر مع إفتراضات معرّفة جيدا بشأن اخملاطر احملتملة‪ ،‬وإيجاد‬ ‫طرق لرصدها‪ ،‬وتخفيف حدتها وإدارتها‪.‬‬ ‫ •مسؤولية واضحة حول عملية اإلدارة وجمع املعلومات‪.‬‬ ‫ •إتفاق واقعي مع املقترض‪ ،‬مع األخذ بعني االعتبار قدرة املقترض على إدارة نظام‬ ‫‪ M&E‬املقترح والفرص املتاحة لبناء القدرات كجزء من العملية‪.‬‬ ‫‪178‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫ •بيئة توفر حوافز جيدة وتتطلب املسائلة‪.‬‬ ‫الغرض من إجراء مراجعات ‪ -M&E‬هو للحصول على معلومات ذات قيمة‪ ،‬والتي‬ ‫ستحدد القيود احملتملة مما سيجعل من السهل عمل تعديالت في عملية تطبيق‬ ‫املشروع‪ ،‬وفي التخطيط للعمليات املستقبلية‪ .‬تقوم عملية املراقبة بالتركيز على‬ ‫مدخالت املشروع واخملرجات والنتائج ‪ ،‬في حني يقوم التقييم الدوري (مراجعة منتصف‬ ‫املدة‪ ،‬تقارير كاملة‪ ،‬تقييمات املستفيدين ‪ ،‬دراسات التأثير‪ ،‬إلخ) بتناول تلك اجلوانب‪،‬‬ ‫إضافة إلي التأثير‪ ،‬والسعي لترسيخ مفهومي العالقات السببية واسنادها ‪ .‬يجب أن‬ ‫تكون كجزء تكاملي من تصميم املشروع‪ ،‬وليس كبند هامشي متت إضافته كفكرة‬ ‫إستدراكية‪ .‬ميكن لنظام ‪ M&E‬املصمم جيدا توفير معلومات معينة وبيانات عن سير‬ ‫العملية والتي مت إتخاذها في مرحلة تطبيق املشروع‪ ،‬وفيما إذا كانت التغييرات املتفق‬ ‫عليها تناسب األهداف احملددة‪.‬‬ ‫رمبا تتطلب تلك البيانات فيما بعد تعديالت للمشروع‪ .‬حيث يجب األخذ في احلسبان‬ ‫تغير الظروف في البيئة العامة‪ .‬إن ‪ M&E‬مع تركيزها على أهداف املشروع واملستفيدين‬ ‫منه‪ ،‬تسهم في مسائلة القائمني على تطبيق املشروع‪ .‬يجب على نظام ‪ M&E‬املساعدة‬ ‫في توضيح األهداف‪ ،‬وحتسني عملية املسائلة ألصحاب الشأن‪.‬‬ ‫فيما يلي عرض موجز لألنواع اخملتلفة من املؤشرات‪ ،‬والتي ستناقش في هذا الفصل‬ ‫في تطوير نظام ‪ M&E‬يعتمد على التنظيم اجليد في تقييم أداء وتأثير املشاريع‬ ‫املستقبلية‪ ،‬واملصممة لتعزيز وحتويل مؤسسات اإلرشاد الزراعي‪ .‬في هذا الفصل‪،‬‬ ‫فإن اللغة املستخدمة لوصف ترتيبات إدارية وتنظيمية معينة‪ ،‬هي لغرض توضيحي‪،‬‬ ‫وتعتمد على مناذج مأخوذة من جنوب أسيا‪.‬‬ ‫‪1 .1‬املؤشرات األساسية واملرجعية (األجزاء ‪ 2‬و‪ 3‬من هذا الفصل)‬ ‫أ) البيانات األساسية (اجلزء ‪ )2‬عن املستويات احلالية لإلنتاج الزراعي‪ -‬تكثيف‬ ‫وتنويع احملاصيل والثروة احليوانية‪ :‬مستويات الوعي‪ ،‬املهارات‪ ،‬والسلوكيات‬ ‫خملتلف فئات املزارعني واملستويات احلالية لدخل أصحاب املزارع‪ ،‬العمالة‬ ‫الريفية واملؤشرات األخرى للمعيشة الريفية‪.‬‬ ‫ب) البيانات املرجعية (اجلزء ‪ )3‬عن املستويات احلالية لعدد ونوع وعضوية مجموعات‬ ‫املزارعني واملنتجني اخملتلفة؛ وبيانات مرجعية قابلة للمقارنة لغرض قياس‬ ‫القدرة‪ ،‬هيكلها‪ ،‬والنشاطات احلالية التي يتم تنفيذها بواسطة منظمات‬ ‫‪179‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫اإلرشاد الزراعي اخملتارة‪ ،‬والتي من املقرر أن يتم تعزيزها عن طريق هذا املشروع‪.‬‬ ‫‪ . 2‬مؤشرات املدخالت (اجلزء ‪ 4‬من هذا الفصل)‪ ،‬والتي يتعني جمعها بواسطة وحدة‬ ‫إدارة املشروع )‪Project Management Unit (PMU‬والتي ستقوم بتقييم سير‬ ‫العملية‪:‬‬ ‫أ ‪ .‬التغيرات في السياسات‪ ،‬مثل ال مركزيه نظام اإلرشاد‪.‬‬ ‫ب ‪ .‬إستثمارات في البنية التحتية‪.‬‬ ‫ج‪ .‬إستثمارات في تطوير املوارد البشرية‪.‬‬ ‫د‪ .‬تعزيز توصيل البرنامج عن طريق نظام إرشاد أكثر إرتباطا بالسوق‪.‬‬ ‫‪ . 3‬مؤشرات اخملرجات (اجلزء ‪ 5‬من هذا الفصل)‪ ،‬والتي يتعني جمعها بواسطة وحدة‬ ‫إدارة املشروع لقياس وتقييم التحسينات التي أجريت على أداء نظام اإلرشاد‪،‬‬ ‫والتي تتضمن ما يلي‪:‬‬ ‫ ‪ .‬أإستخدام األساليب التشاركية ومجالس تخطيط برامج تأهيل املزارعني؛‬ ‫ ‪ .‬بعدد مجموعات املنتجني التي مت تنظيمها حسب احلالة اإلجتماعية واإلقتصادية‬ ‫والنوع (رأس املال اإلجتماعي)؛‬ ‫ ‪ .‬جعدد ونوع نشاطات برنامج اإلرشاد األساسية املتمثلة في‪:‬‬ ‫ •نشر توصيات فنية معينة للمزارعني (على سبيل املثال نقل التكنولوجيا)‬ ‫ •خلق الوعي وتوفير برامج تدريب للمشاريع الصغيرة واملرأة املزارعة في‬ ‫مجاالت إظهار التنوع في النظم اجلديدة لالنتاج احليواني واحملاصيل ذات‬ ‫القيمة العالية‪.‬‬ ‫ •زيادة إستخدام املمارسات املستدامة في إدارة املوارد الطبيعية‪.‬‬ ‫ •مؤشرات لتقييم نشاطات تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت (‪ )ICT‬والنتائج‬ ‫واإلجنازات‪.‬‬ ‫‪ .4‬مؤشرات التأثير (اجلزء ‪ 6‬من هذا الفصل) املتطلبة لتقييم سير العملية‪ ،‬من حيث‪:‬‬ ‫أ‪ .‬زيادة اإلنتاجية الزراعية؛‬ ‫ب‪ .‬تقييم عملية تنوع احملاصيل و‪/‬أو الثروة احليوانية وتكثيفها؛‬ ‫ج‪ .‬تقييم التغييرات التي طرأت على وعي ومهارات وسلوكيات الفئات اخملتلفة من‬ ‫املزارعني؛‬ ‫‪180‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫د‪ .‬زيادة أعداد وإستدامة مجموعات املزارعني واملنتجني؛‬ ‫هـ‪ .‬حتسني مستوى املعيشة الريفية مبا في ذلك دخل أصحاب املزارع والعمالة الريفية؛‬ ‫و‪ .‬حتقيق االستقرار املؤسسي لنظام اإلرشاد ّ‬ ‫احملول على املدى الطويل ‪.‬‬ ‫اجلزء ‪ :2‬إجراء دراسات أساسية على أصحاب املزارع‬ ‫تعتبر عملية جمع وحتليل البيانات األساسية واحدة من أهم العناصر في تقييم‬ ‫تأثيرات املشروع‪ .‬ولكن العملية (‪ )M&E‬كثيرا ما يتم نسيانها كليا‪ ،‬أو يتم بدؤها في‬ ‫وقت متأخر جدا‪ ،‬لتكون ذات قيمة أثناء تطبيق املشروع‪ .‬في عدد قليل من الدول‪ ،‬وحيثما‬ ‫يكون هناك قدرة وتقليد دائم إلجراء إستطالعات وطنية عن األسر على أساس منتظم‪،‬‬ ‫قد يكون هناك فرص لتقليل احلاجة إلى جتميع البيانات املستهدفة‪ .‬في حاالت مثل‬ ‫الهند وأوغندا‪ ،‬يكمن التحدي في ضمان أن البيانات التي يتم جمعها من األسر الريفية‬ ‫تتضمن تفاصيل كافية عن املشاريع الريفية‪ ،‬إضافة إلى معلومات حول تلقي املشاريع‬ ‫الدعم من مختلف مزودي خدمة اإلرشاد‪ .‬الغرض من ذلك‪ ،‬هو ضمان حتليل دقيق‬ ‫للمواضيع املوضحة في هذا القسم واألقسام التالية‪ .‬وألن مثل نقاط القوة املوجودة‬ ‫مبكاتب اإلحصاء احمللية هي إستثناء‪ ،‬وليست قاعدة‪ ،‬فانه في هذا الفصل سيفترض أن‬ ‫عملية جمع البيانات اخلاصة باملشروع ستكون ضرورية‪.‬‬ ‫أوال‪ -‬سوف نستعرض ونناقش بإيجاز األمناط الرئيسة لألسر واملؤشرات األخرى‪،‬‬ ‫والتي ينبغي إدراجها في الدراسة األساس لتقييم وضع الزراعة احلالي‪ ،‬وبعد ذلك‪ ،‬وفي‬ ‫نهاية املشروع تقييم التأثير الفعلي ملشروع اإلرشاد الزراعي‪ .‬ثانيا‪ -‬سوف نناقش نوع‬ ‫املؤسسات التي رمبا قد تكون مناسبة لتقوم بتنفيذ هذا النوع من الدراسة األساس‪،‬‬ ‫وإجراء تقييم التأثير أثناء السنة األخيرة من املشروع‪ .‬ثالثا‪ -‬سوف نقوم مبناقشة قيمة‬ ‫تلك البيانات من وحدة إدارة املشروع‪ ،‬ومن قادة اإلرشاد داخل البالد‪ ،‬في عمل املزيد من‬ ‫التحسينات على برامج وأنشطة اإلرشاد‪.‬‬ ‫املوارد احلالية لألسر املعيشية‬ ‫إن العديد من املعلومات األساسية بحاجة إلى جمعها من أصحاب املزارع الذين‬ ‫مت اختيارهم بشكل عشوائي في البداية لدراسات املسوحات االساسية ‪ ،‬كي يكون‬ ‫من املمكن مقارنة نتائج البحث تلك مع التغيرات التي تطرأ على املوارد واإلنتاجية‬ ‫والتصنيف والتكثيف والدخل‪ ،‬واحلياة املعيشية التي تخص أصحاب املزارع املشاركون‬ ‫عند اإلنتهاء من املشروع‪ .‬ومن هذه املعلومات‪:‬‬ ‫‪181‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫ •كم تبلغ مساحة األرض التي ميتلكها و‪/‬أويقوم بتأجيرها أصحاب املزارع فرادى؟‬ ‫ •هل بعض تلك األراضي أو كلها تصلها املياه ألجل أغراض الري؟ إذا كانت كذلك‪،‬‬ ‫كم شهر بالسنة؟ ما هي طرق الري و‪/‬أو أي ممارسات أخرى يتم إستخدامها باملياه؟‬ ‫ •ما أنواع معدات الزراعة اململوكة أو املستأجرة (مثل جرار أو ثيران‪ ،‬وأنواع أخرى من‬ ‫معدات احلراثة واحلصاد)؟‬ ‫ •ما هي وسائل النقل اململوكة أو املستأجرة (مبا في ذلك عربة جر‪ ،‬دراجة‪ ،‬سكووتر‪،‬‬ ‫عربة نقل كبيرة‪ ..‬إلخ)؟‬ ‫ •ما وسائل اإلتصال املتاحة داخل البيت؟ مبا في ذلك الراديو‪ ،‬التليفزيون‪ ،‬الهواتف‬ ‫العادية و‪/‬أو احملمولة‪ ،‬وهكذا‪..‬؟‬ ‫ •أعداد األيدي العاملة املتوفرة باألسرة ألجل أعمال الزراعة و‪/‬او خارج الزراعة (على‬ ‫سبيل املثال‪ ,‬املزارع(ة)‪ ،‬الزوجة أو الزوج‪ ،‬األطفال الذين ال يذهبون إلي املدرسة‪ ،‬و‬ ‫أعضاء األسرة األخرين مثل الوالدين و‪/‬أو األشقاء الذين رمبا يكونوا قادرين على‬ ‫املساهمة في دخل املزرعة)؟‬ ‫ •ما هو احلجم التقريبي ونوع السكن لكل أُسرة يتم اختيارها؟‬ ‫املستوى احلالي لإلنتاجية الزراعية‬ ‫هذه مجموعة واضحة ومباشرة من املؤشرات تعمل على قياس املستويات احلالية‬ ‫لالنتاج لكل احملاصيل الهامة اقتصاديا والتي يتم إنتاجها بواسطة األسر التي مت‬ ‫اختيارها‪ .‬بيانات اإلنتاج تلك تتضمن مساحة قطعة األرض واالنتاج لكل محصول‬ ‫نضج خالل السنة الفائتة‪ ،‬إضافة إلي بيانات قابلة للمقارنة لكل نظام من أنظمة‬ ‫الثروة احليوانية واملشاريع األخرى التي يتم تنفيذها بواسطة أصحاب املزارع‪ .‬بالنسبة‬ ‫للمحاصيل الغذائية الرئيسة‪ ،‬يجب جمع بعض املعلومات األساسية عن ممارسات إدارة‬ ‫اإلنتاج‪ ،‬مبا في ذلك مختلف أنواع الهجائن وكمية ونوع السماد الذي يتم استخدامه‪.‬‬ ‫في تلك البيانات يجب معرفة معدالت االنتاجية للمقاطعات الريادية (املستهدفة)‪،‬‬ ‫واملقاطعات التي ليست ضمن املشروع للوصول ملؤشرات إنتاج أساسية موثوقة (ذات‬ ‫مرجعية) لكل محصول أو نظام ثروة حيوانية في املناطق املستهدفة‪ .‬إجماال‪ ،‬مثل هذه‬ ‫املؤشرات تختلف من سنة إلى أخرى بإختالف أحوال املناخ أو أي من التقلبات األخرى‬ ‫في العمل‪ .‬لذا‪ ،‬عادة ما يجب معرفة معدالت االنتاجية لفترة زمنية محددة وللمناطق‬ ‫املتشابهه زراعيا وبيئا ً لتوثيق هذه التغيرات‪.‬‬ ‫‪182‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫املستوى احلالي لعمليات تصنيف وتكثيف احملاصيل والثروة احليوانية‬ ‫في اطار التوجه إلى نظام إرشاد أكثر إرتباطا بالسوق والذي مت تصميمه لزيادة‬ ‫دخل املزرعة‪ ،‬جند أنه من املتوقع زيادة عدد صغار املزارعني واملزارعات في البدء بتنويع‬ ‫وتكثيف أنظمتهم الزراعية النتاج احملاصيل ذات القيمة العالية‪ ،‬واالنتاج احليواني‪،‬‬ ‫واالنتاج السمكي‪ ،‬و‪/‬أو مشاريع أخرى‪ ،‬بناءا على مساحة أرضهم‪ ،‬وتوفر األيدي العاملة‪،‬‬ ‫ومواردهم اإلقتصادية األخرى‪ .‬لذلك‪ ،‬فمن الضروري في البداية احلصول على بيانات دقيقة‬ ‫حول مساحة األرض التي سوف يتم زراعتها بجميع أنواع احملاصيل الغذائية‪ ،‬والنباتات‬ ‫الليفية‪ ،‬واحملاصيل األخرى ذات القيمة العالية خالل فترة ‪ 12‬شهرا‪ ،‬لتقييم مستوى‬ ‫تصنيف وتكثيف احملاصيل والثروة احليوانية‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬في املناطق اإلستوائية‬ ‫وشبه االستوائية لم يكون شائعا عند املزارعني إنتاج عدة محاصيل مختلفة خالل كل‬ ‫موسم منو من السنة (زراعة عدة محاصيل والزراعة البينية)‪ ،‬باإلعتماد جزئيا على توافر‬ ‫األمطار (مثل الرياح املوسمية) و‪/‬أو إمكانية احلصول على املياه ألغراض الري‪ ،‬حيث من‬ ‫املمكن أن تتخطى نسبة الزراعة املتعددة ‪ 200‬باملائة‪ .‬مؤشر أساسي أخر ال يقل أهمية‬ ‫للمرأة الريفية واألسر املعدمة‪ ،‬أال وهو اإلستخدام احلالي والكامن ملوارد امللكية العامة‬ ‫مثل املراعي العمومية ومستنقعات القرية أو الغابات القريبة لزيادة دخل األسرالريفية‪.‬‬ ‫الوصول إلي السوق والنتائج‬ ‫ينقسم املؤشر إلى جزئني‪:‬‬ ‫(‪ )1‬حتديد املسافة إلى أقرب مورد مدخالت االنتاج؛‬ ‫(‪ )2‬جمع بيانات قابلة للمقارنة عن األسواق اإلنتاجية احلالية خملتلف املنتجات‬ ‫البستانية واحليوانية واملنتجات األخرى ذات القيمة العالية‪.‬‬ ‫إذا كان ذلك ممكنا‪ ،‬فبيانات السوق احلالية يجب احلصول عليها من األسر الريفية‬ ‫اخملتارة‪ ،‬مثل كمية اللنب واملنتجات األخرى ذات القيمة العالية‪ ،‬والتي مت إنتاجها وتسويقها‬ ‫خالل السنة املاضية‪ .‬هذه البيانات سوف تكون مفيدة لشؤون عاملي اإلرشاد خصوصا‬ ‫أثناء تطبيق املشروع في مساعدة املزارعني لتعلم كيفية الدخول إلى مختلف األسواق‬ ‫احمللية‪ ،‬واإلقليمية‪ ،‬والقروية‪ ،‬والقومية‪ ،‬و‪/‬أو أسواق التصدير‪.‬‬ ‫دخل املزرعة احلالي‬ ‫في كثير من الدول ميتنع املزارعون عن مشاركة احلكومة بأية بيانات دقيقة عن‬ ‫دخل املزرعة‪ ،‬ألن فعل هذا من املمكن أن يؤثر على قيمة الضرائب التي يدفعونها و‪/‬أو‬ ‫دفع ضرائب أخرى‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬في حالة مزارعي الكفاف‪ ،‬فمن املرجح أن معظم‬ ‫‪183‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫إنتاجهم يتم إستهالكه داخل البيت‪ .‬لذلك‪ ،‬واستنادا إلى املعلومات التي مت جمعها‬ ‫من فئات مختلفة من مؤشر اإلنتاجية الزراعية‪ ،‬التصنيف‪ ،‬والتكثيف (املذكور أعاله)‪،‬‬ ‫يجب أن يكون من املمكن تقدير إجمالي دخل املزرعة‪ ،‬إستنادا إلى األسعار احلالية‪ .‬عالوة‬ ‫على ذلك‪ ،‬إذا كان من احملتمل احلصول على تكاليف مدخالت دقيقة أو تقديرية‪ ،‬إذا‪ ،‬فمن‬ ‫املمكن حساب مؤشر أساسي للدخل الصافي للمزرعة‪.‬‬ ‫العمالة الريفية‬ ‫إضافة إلى دخل املزرعة‪ ،‬فإنه من املهم حتديد ما إذا كان أي عضو من األسر الزراعية‬ ‫اخملتارة يعمل بدوام جزئي أو كلي في أي نوع من أنواع الوظائف خارج املزرعة والتي تدر‬ ‫املزيد من الدخل اإلضافي‪ .‬ومرة اخرى‪ ،‬يجب أن تكون جمع البيانات التي تخص الدخل‬ ‫خارج املزرعة مباشرةً من االشخاص املعنيني‪ .‬واذا لم يكن ذلك ممكنا فيمكن تقديره‬ ‫باالعتماد على اوقات العمل‪ ،‬عدد األيام او األسابيع وغيرها من املعلومات‪ ،‬وهكذا‪ ،‬ميكن‬ ‫حتديد األجور االجمالية سنويا من خالل العمل خارج املزرعة واضافته مع الدخل التقديري‬ ‫للمزرعة‪ ،‬عندها ميكن حتديد الدخل السنوي الكلي للعائلة‪.‬‬ ‫الوعي واملهارات والسلوكيات احلالية لفئات مختلفة من املزارعني‬ ‫من الصعب في حد ذاته قياس الوعي واملهارات احلالية بدقة خملتلف فئات املزارعني‪،‬‬ ‫ألن كثيرا ً من مزارعي املشاريع الصغيرة والنساء املزارعات هم أميون‪ .‬على أية حال‪ ،‬يجب‬ ‫أن يكون من املمكن حتديد سنني اإللتحاق باملدرسة التي أمتها املزارع(ة)‪ ،‬زوجته أو زوجها‪،‬‬ ‫األطفال‪ ،‬وأفراد األسرة األخرين (الوالدين أو األشقاء)‪.‬‬ ‫من املمكن حتديد عدد أفراد األسرة املزارعة الذين هم عمليا يستطيعون القراءة‬ ‫والكتابة والذين رمبا يكون لديهم سبيل ملعلومات خارجية‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬يجب أن‬ ‫يكون باإلمكان حتديد ما إذا كان املزارع او زوجته أو زوجها‪ ،‬األطفال‪ ،‬و‪/‬أو أفراد األسرة‬ ‫األخرين قد إشترك في واحد أو أكثر من تدريب زراعي و‪/‬أو أنشطة إرشاد أخرى خالل‬ ‫سنتني أو ثالث املاضية‪ .‬اإلشتراك في مثل تلك األنشطة رمبا يعطي بعض اإليضاح حول‬ ‫كال من سبيل ورغبة اإلشتراك في أنشطة إرشاد جديدة‪ .‬أخيرا‪ ،‬من املهم سؤال كال من‬ ‫املزارع وزوجته أو زوجها حول ما يعتبرونه أكثر مصادر املعلومات الزراعية املفيدة والتي‬ ‫يثقون بها‪ ،‬مبا في ذلك املزارعني املتقدمني األخرين‪ ،‬موردي مدخالت االنتاج‪ ،‬مستشاري‬ ‫اإلرشاد الزراعي‪ ،‬وهكذا دواليك‪.‬‬ ‫توجد طريقة أخرى لقياس عملية تقييم املهارات الفنية واإلدراية املتعلقة باملزارعني‬ ‫‪184‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫املشاركني‪ ،‬وهي مراجعة البيانات اخملتارة من مؤشرات اإلنتاجية الزراعية املذكورة أعاله‪،‬‬ ‫ومقارنة ممارسات إنتاج املزارعني فرادى مبعدالت قابلة للمقارنة لتلك املقاطعة‪ .‬على‬ ‫سبيل املثال‪ ،‬إذا قام مزارع برفع تقارير عن حصوله على ‪ 3.5‬طن من محصول األرز لكل‬ ‫هكتار بعكس املتوسط الذي يبلغ ‪ 5‬طن لكل هكتار‪ ،‬وهذا من شأنه أن يعكس إفتقار‬ ‫املزارعني إلى املعرفة حول ممارسات اإلنتاج املوصى بها‪ .‬على أية حال‪ ،‬إذا كان انتاج املزارع‬ ‫أقل من املتوسط‪ ،‬فمن املهم حتديد ما إذا كانت كمية احملاصيل املنخفضة تلك هي‬ ‫بسبب أحد األسباب اآلتية‪:‬‬ ‫ •اإلفتقار إلى املعرفة؛‬ ‫ •قرارات إدارية معينة (زيادة احملصول ال يستحق اخملاطرة)؛‬ ‫ •ليس هناك من سبيل إلى اإلقتراض (مبعنى‪ ،‬البنك بعيد جدا أو فاسد‪ ،‬أو أن املزارع‬ ‫يفتقر إلى اجملازفة باملبلغ املقترض)؛‬ ‫ •محدودية فرص احلصول على مدخالت اإلنتاج (املزارعني التجار لديهم األولوية و‪/‬‬ ‫أو عملية تسليم املدخالت تأتي متأخرة جدا)؛‬ ‫ •ال يقوم املزارع باإلفصاح عن الكمية احلقيقية للمحاصيل ألنه ال يريد مشاركة‬ ‫تلك املعلومات مع مسؤولي احلكومة‪.‬‬ ‫يجب على فريق البحث الذي يقوم بجمع البيانات األساسية تلك أن يفحص كال من‬ ‫املزارعني الذين يحققون معدالت إنتاج منخفضة أو مرتفعة لتحديد األسباب الرئيسة‬ ‫لتلك اإلختالفات‪.‬‬ ‫التقييم احلالي للمعيشة الريفية‬ ‫من الصعب احلصول على قياسات دقيقة لسبل املعيشة لألسر الزراعية اخملتلفة‪.‬‬ ‫على أية حال‪ ،‬بعض مؤشرات احلياة املعيشية والتي يجب أن يتم تقييمها‪ ،‬تتضمن ما‬ ‫يلي‪:‬‬ ‫ •تأمني الغذاء لألسر املزارعة – باإلعتماد على مستوى ونوع سوء التغذية (توقف‬ ‫النمو والهزال) في كل منطقة مستهدفة‪ ،‬باألخص فيما بني األطفال واحلصول‬ ‫على بعض املؤشرات القابلة للقياس عن تأمني الغذاء لألسر الزراعية كجزء من‬ ‫دراسة أساسية هو شئ مهم‪.‬‬ ‫ •التعليم – احلصول على معلومات عن عدد األطفال الذين يذهبون بالفعل إلى‬ ‫املدرسة‪ ،‬ومستوى الصفوف امللتحقني بها ونسبتهم وأعمارهم‪ .‬وأيضا احلصول‬ ‫على تقييم جلودة املدارس التي يرتادونها‪.‬‬ ‫‪185‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫ •اخلدمات الصحية – حتديد املسافة والوقت الذي يتطلبه الوصول إلى أقرب منشأة‬ ‫صحية‪ ،‬إضافة الى آخر موعد زيارة لتلك العيادة ومستوى اخلدمة املقدمة‪.‬‬ ‫ •احلصول على اخلدمات – حتديد إمكانية كل أسرة حق في احلصول على الكهرباء‪،‬‬ ‫ومياه صاحلة للشرب‪ ،‬وطرق صاحلة لكل الظروف املناخية‪ ،‬وشبكة إتصال‬ ‫للهواتف النقالة‪.‬‬ ‫إجراءات جمع وحتليل البيانات األساسية املوثوقة‬ ‫كما هو موضح عن طريق نوع البيانات األساسية التي ميكن إستخدامها لتقييم‬ ‫التغيرات التي تطرأ على موارد األسر الزارعية وأنظمة اإلنتاج‪ ،‬واألحوال املعيشية‪،‬‬ ‫سيكون من الضروري جمع وحتليل البيانات التفصيلية للمسح الذي مت اجراؤه عن األسر‬ ‫الزراعية املنتقاة عشوائيا‪ ،‬واملشمولة وغير املشمولة باملشروع ضمن املقاطعة‪ .‬بعض‬ ‫العلماء (‪ ).Howlett et al.n.d‬قاموا بالعمل على صياغة مثل هذه املؤشرات‪ ،‬ولكن تلك‬ ‫القياسات سوف يتحتم عليها ان تعكس أنظمة الزراعة احلالية في كل محافظة‬ ‫ومقاطعة‪ .‬لذلك‪ ،‬فمنذ بداية هذه العملية يجب حتديد املنظمات أو اجلامعات البحثية‪،‬‬ ‫لبيان قدرتها على تنفيذ مثل تلك الدراسات‪ .‬وعندما تتم املوافقة على مسودة مشروع‬ ‫اإلرشاد الزراعي من قبل احلكومة واجلهات املانحة‪ ،‬يتم عقد إتفاقية بني وحدة إدارة‬ ‫املشروع (‪ )PMU‬واملنظمة البحثية‪ ،‬لتؤدي دورها الرئيس بإنهاء هذه الدراسات عن األسر‬ ‫الزراعية فورا‪ ،‬بعد أن تتم املوافقة على املشروع‪.‬‬ ‫ويجب في معظم احلاالت‪ ،‬إجراء تلك الدراسات حتت توجيه إقتصادي زراعي مختص‪،‬‬ ‫والذي يقوم بإظهار مهارات حتليلية وكتابية كمحلل زراعي‪ .‬وباالعتماد على مساحة‬ ‫املشروع واملنطقة (مبعنى‪ ،‬احملافظات أو الواليات)‪ ،‬رمبا يكون من املمكن لذلك احمللل تعريف‬ ‫وحدة بحث في كل من احملافظات املشاركة‪ ،‬والتي ميكن أن تقوم بعملية جمع بيانات قابلة‬ ‫للمقارنة في كل منطقة‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬في حالة اجلامعات‪ ،‬رمبا يكون هناك طلبة‬ ‫متخرجني‪ ،‬بإمكانهم املساعدة في جمع البيانات من مختلف املقاطعات املستهدفة‪.‬‬ ‫وفي كل األحوال يجب إستخدام نفس أدوات وخطوات جمع البيانات جلمع البيانات‬ ‫األساسية؛ إال إذا تصادف مواجهة مشاكل رئيسة‪ ،‬عندها‪ ،‬نفس فريق التحليل هذا‬ ‫يجب استخدامه إلجراء دراسات األثر(‪ ) impact studies‬متوسطة األجل و‪/‬أو النهائية‪.‬‬ ‫اجلزء ‪ :3‬إجراء دراسات مرجعية ضرورية أخرى‬ ‫إضافة إلى بيانات األسر الزراعية املذكورة في اجلزء ‪ ،2‬فإن األنواع التالية من الدراسات‬ ‫املرجعية ضرورية لقياس وتقييم التأثيرات املؤسسية إلستثمارات املشروع على نظام‬ ‫اإلرشاد التعددي‪ ،‬وخصوصا داخل املنطقة املستهدفة‪.‬‬ ‫‪186‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫التقييم املرجعي‪ :‬عدد ونوع مجموعات املزارعني والنساء‪ ،‬ومجموعات الشباب الريفي‬ ‫يعتبر رأس املال اإلجتماعي عنصرا ً أساسيا ً في حتسني كفاءة وفعالية أنظمة‬ ‫اإلرشاد الزراعي‪ ،‬وجعلها بشكل أكبر إرشاداً‪ ،‬موجها ً لطلب املزارع والسوق‪ .‬لذلك‪،‬‬ ‫فمن الضروري احلصول على بيانات موثوقة عن عدد وحجم وبنية مختلف مجموعات‬ ‫املنتجني واملتعاونني واملنظمات الزراعية األخرى في مستويات القرى واملناطق الفرعية‬ ‫واملقاطعات‪ ،‬وخصوصا في املقاطعات الرئيسة املستهدفة‪.‬‬ ‫تتضمن األنواع الرئيسة ملنظمات املزارعني التي يجب التحقق منها في مستويات‬ ‫اجملتمع احمللي‪ ،‬واملناطق الفرعية واملقاطعات‪ ،‬ما يلي‪:‬‬ ‫ •اجملموعات السلعية و ‪/‬أو جمعيات املنتجني – عدد مجموعات املنتجني على‬ ‫مستوى اجملتمع احمللي‪ ،‬عدد مجموعات املزارعني للمحاصيل‪ ،‬والثروة احليوانية‪ ،‬أو‬ ‫املشاريع األخرى‪ ،‬مبا في ذلك عدد األعضاء لكل مجموعة‪ ،‬والعضوية الكلية ضمن‬ ‫املقاطعة‪ ،‬و فيما إذا كانت مجموعات املنتجني تلك على مستوى اجملتمع احمللي‬ ‫قد قامت بالتنظيم على مستويات املقاطعات واملناطق الفرعية كجمعيات‬ ‫منتجني‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬يجب حتديد تركيب النوع االجتماعي لتلك اجملموعات‪.‬‬ ‫ •مجموعات النساء‪ ،‬مبا في ذلك مجموعات التمويل الصغرى واملساعدة الذاتية–‬ ‫باالعتماد على الدولة واملوقع‪ ،‬والثقافة‪ ،‬سيكون من املهم حتديد ما إذا كانت‬ ‫النساء في اجملتمعات الريفية بدأن في التنظم في أنواع مختلفة من اجملموعات‪،‬‬ ‫مبا في ذلك مجموعات املنتجني ومجموعات التمويل الصغرى ‪ ،‬أو مجموعات‬ ‫املساعدة الذاتية األخرى‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬سيكون من املهم متييز أنواع األنشطة‬ ‫اإلقتصادية التي تقوم بتنفيذها تلك اجملموعات النسائية اخملتلفة بنجاح‪.‬‬ ‫ •مجموعات املزارعني املتعاونني أو األنواع األخرى من اجملموعات متعددة املهام–‬ ‫قامت في املاضي كثير من احلكومات بتشجيع املزارعني (خاصة متوسطي‬ ‫وصغار احليازات) على التنظم في مجموعات تعاونية‪ ،‬وخصوصا لتيسير توريد‬ ‫مدخالت االنتاج ‪ .‬كثير من تلك اجملموعات متعددة املهام تطمح إلى تغيرات في‬ ‫السياسات والتي ستؤدي إلى حتسني مستوى ونوع اخلدمات املقدمة إلى أعضائها‪.‬‬ ‫لذلك‪ ،‬من املهم حتديد مهام معينة وتنفيذها بواسطة تلك اجملموعات متعددة‬ ‫املهام وجمع نفس نوع البيانات املرجعية كما ذكرت باألعلى‪ ،‬ألجل اجملموعات‬ ‫واجلمعيات السلعية‪.‬مجموعات الشباب – من الناحية التاريخية‪ ،‬قامت الدول‬ ‫املتقدمة صناعيا باالستفادة من مجموعات الشباب الريفي (مثل نوادي ‪)4-H‬‬ ‫كوسيلة لتعليم الشباب املهارات التنظيمية والقيادية في اجملتمعات الريفية‪.‬‬ ‫‪187‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫وفي معظم الدول النامية‪ ،‬وبسبب االفتقار إلى املوارد‪ ،‬لم تكن منظمات الشباب‬ ‫الريفي ذات أولوية عالية سواء بالنسبة إلى احلكومات أو اجلهات املانحة‪ .‬على‬ ‫أية حال‪ ،‬في بعض الدول‪ ،‬مت انشاء منظمات للشباب الريفي‪ .‬عند ذلك‪ ،‬فمن‬ ‫الضروري تقييم أعدادهم وحجمهم وتركيبهم‪.‬‬ ‫التقييم املرجعي ملزودي اخلدمات اإلستشارية وخدمات اإلرشاد الزراعي‬ ‫كما ذكر في فصل ‪ ،6‬سيكون من الضروري في بداية املشروع توثيق املوارد احلالية‬ ‫(أعداد العاملني‪ ،‬متضمنا النوع االجتماعي‪ ،‬املستوى التعليمي‪ ،‬إلخ) واألنشطة التي‬ ‫مت تنفيذها بواسطة جميع مقدمي اخلدمات االستشارية وخدمات اإلرشاد الزراعي‬ ‫(املنظمات العامة‪ ،‬اخلاصة‪ ،‬اجملتمع املدني)؛ وذلك بهدف تطوير االستراتيجية “األمثل”‬ ‫لتحسني اخلدمات االستشارية وخدمات اإلرشاد الزراعي جلميع األنواع من صغار املزارعني‬ ‫واملزارعات‪ .‬لذلك‪ ،‬في بداية املشروع‪ ،‬سيكون من الضروري لـ ‪ PMU‬إكمال هذا التقييم‬ ‫املؤسسي‪ .‬ومن أجل حتقيق ذلك‪ ،‬رمبا حتتاج الـ ‪ PMU‬إلى البدء بأداة اإلستطالع املقترحة‪،‬‬ ‫مرفقة مبلحق ‪ .1‬بعد ذلك سيكون من الضروري جمع معلومات إضافية في املقاطعات‬ ‫املستهدفة حول أنواع وفعالية خدمات اإلرشاد املقدمة حاليا خملتلف فئات املزارعني داخل‬ ‫كل مقاطعة‪.‬‬ ‫البيانات املرجعية التنظيمية األخرى‬ ‫اعتمادا على مستوى التطور الزراعي ضمن مناطق املشروع في املقاطعات اخملتلفة‪،‬‬ ‫رمبا تكون هناك شركات قطاع خاص أخرى و‪/‬أو منظمات غير حكومية(‪ )NGOs‬تلعب‬ ‫أدوارا ً مهمة في توفير خدمات إستشارية و‪/‬أو تسويقية للمزارعني في املنطقة‬ ‫املستهدفة‪ .‬وفي هذا احلال‪ ،‬سيكون من املهم تنسيق البيانات املرجعية في تلك‬ ‫الشركات واملنظمات‪ .‬أوال‪ -‬يجب حتديد عدد وموقع الشركات املزودة للمدخالت داخل‬ ‫كل مقاطعة واملؤهالت الفنية واإلدارية للموظفني الذين يقدمون بالفعل خدمات‬ ‫إستشارية للمزارعني‪ ،‬إضافة إلى املصادر الرئيسة للتوصيات الفنية (مثال‪ :‬مقرات أبحاث‬ ‫الشركات‪ ،‬املركز القومي للبحوث‪ ،‬املتخصصون في كل ما له عالقة باإلرشاد)‪ .‬ثانيا‪-‬‬ ‫عدد املنظمات غير احلكومية ‪ NGOs‬التي تعمل داخل كل مقاطعة وأنواع اخلدمات‬ ‫التي تقدمها للمزراعني واملزراعات‪ ،‬واجملموعات األخرى داخل اجملتمعات احمللية‪ .‬ثالثا‪ -‬توفر‬ ‫املزودين اآلخرين للخدمات اإلستشارية و تقييم دورهم ‪ ،‬مثل التجار و‪/‬أو الذين يجهزون‬ ‫احملاصيل واملنتجات الزراعية ذات القيمة عالية‪.‬‬ ‫‪188‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫إجراءات في تنفيذ الدراسات املرجعية‬ ‫لتنفيذ الدراسات املرجعية‪ ،‬يجب على ‪ PMU‬التعاقد مع فريق صغير مكون من اثنني‬ ‫أو ثالثة باحثني (محللني ذوي خبرة في اإلرشاد الزراعي و‪/‬أو علم اإلجتماع الريفي) جلمع‬ ‫تلك البيانات التجريبية عن مختلف أنواع منظمات املزارعني املذكورة أعاله‪ ،‬وعن قدرة‬ ‫مختلف مزودي خدمات اإلرشاد واخلدمات اإلستشارية ومواردها‪.‬‬ ‫اجلزء ‪ :4‬مراقبة عملية تنفيذ املشروع من خالل إستخدام مؤشرات املدخالت‬ ‫إن عملية تنفيذ أي مشروع إرشاد زراعي رئيسي عبارة عن عملية بطيئة ومستنفذة‬ ‫للوقت نسبيا‪ ،‬ألن معظم اإلستثمارت سوف تكون في دائرة تغيير السياسات والتغير‬ ‫املؤسسي‪ ،‬وفي تنمية املوارد البشرية‪ ،‬وتغيير العملية بالكامل من تخطيط وتنفيذ‬ ‫البرنامج اإلرشادي (مبعني‪ ”bottom-up“ ,‬بدال من “‪ .)”top-down‬ما أن يتم تأسيس تلك‬ ‫اإلجراءات اجلديدة أثناء املرحلة األولى من املشروع‪ ،‬ستبدأ العملية في التحرك تدريجيا‬ ‫إلى األمام عن طريق‪ ،‬أوال‪ :‬تنظيم املزارعني في مجموعات‪ .‬فحاملا يتم التنظيم‪ ،‬يجب‬ ‫أن يكون قادة تلك اجملموعات على دراية باحملاصيل والثروة احليوانية‪ ،‬و‪/‬أو املشاريع األخرى‬ ‫اجلديدة واملرتقبة (باألساس االبتكارات املتعلقة باملزارعني)‪ .‬كما تقوم اجملموعات باملقارنة‬ ‫بني اإلختيارات املتاحة أمامهم وبعدها تقرر أفضل الفرص اجلديدة الواعدة‪ .‬ويتحتم على‬ ‫األعضاء تعلم املهارات الضرورية وحتصيل املعرفة ذات الصلة بالنجاح في إنتاج وتسويق‬ ‫محاصيل جديدة‪ ،‬ثروة حيوانية‪ ،‬أو منتجات أخرى ذات قيمة عالية‪.‬‬ ‫عمليا‪ ،‬لقد متت وبشيء من التفصيل في الفصول ‪ 8 ،7 ،5 ، 4‬مناقشة عناصر تغييرات‬ ‫السياسة والتغيرات املؤسسية‪ ،‬وعملية تدريب طاقم عاملي اإلرشاد على تلك املهارات‬ ‫التشاركية والفنية واإلدارية اجلديدة‪ ،‬إضافة إلى تنظيم صغار املزارعني والنساء املزارعات‬ ‫في مجموعات‪ .‬لذا‪ ،‬سوف يتم إبراز أنواع املؤشرات والبيانات التي سوف يحتاجها ‪PMU‬‬ ‫ملراقبة سير العملية في تنفيذ تغييرات بناء القدرات والتغييرات املؤسسية خالل نظام‬ ‫إرشاد زراعي أكثر فعالية‪ .‬وسوف حتتاج معظم بيانات املؤشر إلى اجلمع والتصنيف (مثال‬ ‫كل ثالث أو ستة أشهر) بواسطة املنظمات املتشاركة على مستويات املناطق الفرعية‬ ‫واملقاطعات واحملافظات واملستويات القومية‪ .‬بعد ذلك ستحتاج البيانات الى جتميع‬ ‫بواسطة ‪ PMU‬لكي تكون بيانات ومعلومات تنفيذ املشروع متاحة بسهولة‪ ،‬ولغرض‬ ‫املراجعة أثناء زيارات اإلشراف السنوية‪ .‬نستعرض في القسم التالي أنواع بيانات مؤشر‬ ‫املدخالت التي سيكون ‪ PMU‬بحاجة إلى جمعها على مدار املشروع‪ ،‬وعلى مستويات‬ ‫مختلفة من التحليل‪.‬‬ ‫‪189‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫‪1 .1‬تطبيق الالمركزية على نظام اإلرشاد الزراعي‬ ‫أ‪ .‬تطبيق تغييرات السياسة على املستويات القومية و‪/‬أو مستويات الوالية والتي‬ ‫ستعمل باطار المركزي لتخطيط البرامج وحتديد االولويات على مستويات‬ ‫املقاطعات واملناطق الفرعية‬ ‫ب‪ .‬إنشاء مجالس إدارية وجلان توجيهية و‪/‬أو إستشارية على مستويات املقاطعات‬ ‫واملناطق الفرعية ضمن مساهمة رسمية للمزارع في تخطيط البرامج‬ ‫اإلرشادية وحتديد االولويات‪.‬‬ ‫‪2 .2‬إستثمارت البنية التحتية‬ ‫أ‪ .‬االنتهاء من األعمال املدنية مبا في ذلك تطوير املكاتب ومرافق التدريب‪.‬‬ ‫ب‪ .‬حتسني وسائل نقل عاملي اإلرشاد‬ ‫جـ ‪ .‬إنشاء نظام لتكنولوجيا املعلومات واإلتصاالت (‪)ICT‬‬ ‫ •تطوير مركز (‪ )ICT‬على املستوى القومي‬ ‫ •تطوير البنية التحتية لـ (‪( )ICT‬مبعني‪ ،‬أجهزة الكمبيوتر وإتصال اإلنترنت‪ .‬ومن‬ ‫املمكن أجهزة هواتف نقالة) من املستوى القومي إلى املناطق غير الفرعية ضمن‬ ‫مساحة املشروع‪.‬‬ ‫د‪ .‬توفير أي تشخيص أخر (مثل فحص التربة)‪ ،‬معلومات (مثل‪ ،‬معلومات السوق)‪،‬‬ ‫وخدمات إضافية ُ‬ ‫للمزارع (كضبط اجلودة) حتدد بشكل أساس أثناء اعداد املشروع ‪.‬‬ ‫‪3 .3‬تنمية املوارد البشرية للموظفني واالستشاريني العاملني باإلرشاد الزراعي‬ ‫أ‪ .‬التدريب أثناء اخلدمة‪ :‬حتديد عدد عاملي اإلرشاد الذين تلقوا تدريب خالل اخلدمة‪.‬‬ ‫ •طرق اإلرشاد التشاركية‪ :‬كيفية إجراء التقييم الريفي التشاركي (‪ )PRA‬وإعداد‬ ‫خطة واستراتيجية بحث وإرشاد (‪)SREP‬‬ ‫ •كيفية إستخدام أدوات وبيانات نظام املعلومات اجلغرافية (‪ )GIS‬لتقييم املناطق‬ ‫الزراعية البيئية داخل كل مقاطعة‪ ،‬البنية التحتية لوسائل النقل‪ ،‬األسواق‬ ‫املرتقبة على مستوى املقاطعة‪ ،‬احملافظة‪ ،‬و‪/‬أو املستويات القومية‪.‬‬ ‫ •عمليات التنويع والتكثيف الزراعي داخل املناطق الزراعية والبيئية اخملتلفة‬ ‫لالستفادة منها مبا في ذلك البدائل اجملدية إقتصاديا (مثل خيارات ملكية املوارد‬ ‫زارعة‪.‬‬ ‫‪190‬‬ ‫الشائعة) خملتلف فئات امل ُ‬ ‫زارعني‪ ،‬مبا في ذلك املرأة امل ُ‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫ •املهارات الفنية واإلدارية والتسويقية للمحاصيل والثروة احليوانية والثروة‬ ‫السمكية ذات القيمة العالية واملشاريع األخرى ذات اجلدوى‪ ،‬واملطلوبة من قبل‬ ‫مجموعات امل ُ‬ ‫زارعني اخملتلفة‪.‬‬ ‫ •التسويق الزراعي وإدارة سلسلة اإلمدادات‬ ‫ •االملام بأساسيات أجهزة الكمبيوتر‬ ‫ •نصيب كال من اجلنسني في موارد التعليم غير النظامي (‪ )NFE‬لتحديد نسبة‬ ‫النساء الالتي أمتمن دورات تدريبية أثناء اخلدمة حسب املستوى واملوضوع‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬برامج التعليم أثناء اخلدمة‪ :‬حتديد عدد عاملي اإلرشاد الذين تلقوا برامج تعليمية‬ ‫أثناء اخلدمة (درجات علمية أو دبلومات) من موارد املشروع‪:‬‬ ‫ •درجات املاجستير‪ ،‬حسب التخصص‬ ‫ •درجات البكالوريوس‪ ،‬حسب التخصص‬ ‫ •دبلوم كليات الزراعة (ثالث سنوات)‬ ‫ •أنواع أخرى من البرامج التعليمية أثناء اخلدمة متت (مثل دبلوم إرشاد ملدة سنة)‬ ‫ •نصيب كال من اجلنسني في موارد التعليم أثناء اخلدمة لتحديد عدد ونسبة‬ ‫النساء الالتي أمتمن درجات علمية ودبلومات حسب مستوى ومجال الدراسة‪.‬‬ ‫‪ .4‬حتسني أداء برنامج خدمات اإلرشاد التسويقي‬ ‫ ‪ .‬أتوفير موارد املشروع لتحسني أنشطة برنامج اإلرشاد بسرعة في مثل هذه‬ ‫املناطق‪:‬‬ ‫ •التعاقد مع ‪ NGOs‬لتنظيم مختلف الفئات من صغار املزارعني واملزارعات إلى‬ ‫املساعدة الذاتية و‪ /‬او مجموعات منتجني؛‬ ‫ •تنظيم زيارات استطالعية لقادة اجملموعات للقاء املزارعني املبدعني اللذين‬ ‫جنحوا في إنتاج محاصيل ومنتجات ذات قيمة عالية؛‬ ‫ •البحث عن فرص تسويقية للمحاصيل واملنتجات ذات اجلودة العالية و‪ /‬أو‬ ‫احلصول على أحدث املعلومات عن األسواق املتوفرة؛‬ ‫ •توفير التمويل لألبحاث و‪ /‬أو العاملني في اإلرشاد إلجراء جتارب وعملية اإلرشاد‬ ‫داخل املزرعة على محاصيل وثروة حيوانية‪ ،‬ومحاصيل أخرى مرتقبة ذات قيمة‬ ‫عالية؛‬ ‫‪191‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫ •توفير قروض في البداية جملموعات املنتجني لتجربة املشاريع اجلديدة الواعدة‬ ‫(االصبعيات‪ ،‬الصيصان‪ ،‬البذور‪ ،‬ومشاريع التفريخ اجلديدة)؛‬ ‫ •توفير تدريب قيادي وتنظيمي وتقني و‪ /‬أو تنظيمي لقادة وأعضاء مجموعات‬ ‫املنتجني‪.‬‬ ‫ ‪ .‬باالتفاق على سياسة ما‪ ،‬بني وزيري الزراعة واملالية‪ ،‬لكي تتحمل احلكومة جميع‬ ‫التكاليف املتكررة بحلول نهاية املشروع‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬بعد السنة الثانية‬ ‫من املشروع ينبغي على احلكومة ان تتكفل رفع تدريجي للتمويل املادي جلميع‬ ‫التكاليف املتكررة (البرنامج‪ ،‬العمالة‪ ،‬الرواتب‪ ،‬إلخ) من نظام اإلرشاد املدعَ م‪،‬‬ ‫لكي ميكن إستكمال النشاطات املوسعة بعد انتهاء املشروع ‪.‬‬ ‫كما ذكر أعاله فإن الوحدات اخملتلفة داخل املنشآت التدريبية‪ ،‬ومنظمات اإلرشاد‪ ،‬واملنظمات‬ ‫الغير حكومية (‪ ،)NGOs‬ومنظمات مشاركة أخرى‪ ،‬ستحتاج إلى جتميع وتقدمي هذه األنواع من‬ ‫مؤشر البيانات إلى (‪ .)PMU‬بعد ذلك ميكن جتميع البيانات لتسهيل عملية (‪.)M&E‬‬ ‫اجلزء ‪ :5‬تقييم حتسينات النظام االرشادي عبر إستخدام مؤشرات اإلنتاج‬ ‫في السنة الثانية من املشروع ومرورا بطول فترة تنفيذ املشروع‪ ،‬يجب أن تكون هناك‬ ‫قدرة على قياس حتسينات معينة في أداء اإلرشاد واخلدمات اإلشرافية للمزارعني‪ ،‬خصوصا‬ ‫زارعات‪ ،‬إضافة إلى اجملموعات األخرى املستهدفة مثل األسر‬ ‫صغار امل ُ‬ ‫زارعني والنساء امل ُ‬ ‫زارعة املعدمة‪ .‬وسيتم في هذا القسم‪ ،‬استعراض ألنواع مختلفة من قياس اخملرجات‪،‬‬ ‫امل ُ‬ ‫متضمنة القياسات التي ميكن إستخدامها في تقييم أداء النظام‪ ،‬وحتديدا على مستوى‬ ‫املقاطعات واملناطق الفرعية‪ .‬وقد يساعد جتميع هذه األنواع من مؤشرات اخملرجات أثناء‬ ‫فترة تنفيذ املشروع في حتفيز قادة اإلرشاد العام لكي يتابعوا مراقبة وتقييم أداء نظام‬ ‫اإلرشاد على أرض الواقع‪ .‬ونورد تاليا بعض مؤشرات اخملرجات بهذا اخلصوص ‪:‬‬ ‫‪ .1‬إستخدام أساليب وهياكل تقوم على املشاركة واإلبداع خللق مزيد من أنظمة‬ ‫اإلرشاد بناءا على الطلب أو يقودها املزارعون‪:‬‬ ‫أ‪ .‬اإلنتهاء من الـتقييم الريفي باملشاركة (‪)PRA‬على مستوى املقاطعات واملناطق‬ ‫الفرعية‪ .‬حيث يكون العاملني في كل أو معظم املقاطعات مدربني على كيفية‬ ‫تنفيذ الـتقييم الريفي باملشاركة‪ ،‬وهم معنييون مباشرة في انهائها ضمن‬ ‫مناطقهم اخملصصة والـمستهدفة؟‬ ‫ب‪ .‬إعداد اخلطة االستراتيجية للبحث واإلرشاد (‪ )SREP‬للمقاطعة‪ ،‬وخطط العمل‬ ‫‪192‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫السنوية (‪)AWPs‬على مستوى املقاطعات واملناطق الفرعية‪ .‬وفيما لو متت املوافقة‬ ‫على هذه اخلطة التمهيدية ‪ SREP‬من قبل ممثلي صغار املزارعني واملزارعات‪ .‬اضافة‬ ‫إلى اجملموعات األخرى احملتملة؟ وهل يا ترى نوقشت اخلطة التمهيدية مع املنظمات‬ ‫غير احلكومية ‪ NGOs‬والبنوك الريفية وممثلي القطاع اخلاص؟ في حال متت املوافقة‬ ‫على الـ ‪ ,SREP‬من املهم معرفة فيما إذا كانت ‪ AWPs‬قد مت تطويرها من قبل وحدات‬ ‫إرشاد مختلفة على صعيد املنطقة الفرعية‪ ،‬ومن ثم مت توسيعها على مستوى‬ ‫املقاطعة‪.‬‬ ‫جـ‪ .‬إنشاء جلان إستشارية أو توجيهية أو مجالس اإلدارة مع السلطة املتخذة للقرارات‬ ‫ملراجعة وتقييم أثر البرنامج اإلرشادي بصورة منتظمة‪.‬‬ ‫د‪ .‬هل يا ترى مت إنشاء اللجان اإلستشارية للمزارعني (‪ )FACs‬على صعيد املنطقة‬ ‫الفرعية؟ إذا كان اجلواب إيجابا‪ ،‬إذاَ‪ ،‬هل يجتمعون بانتظام ملراجعة اخلطط السنوية‬ ‫(‪ )AWPs‬ومراقبة أداء طاقم نظام اإلرشاد؟‬ ‫هـ‪ .‬هل يا ترى مت إنشاء اللجان التوجيهية وحتديد ممثليها‪ ،‬واجملالس التنفيذية على صعيد‬ ‫املقاطعة مع سلطة مطلقة على إتخاذ القرارات بشأن إستخدام املوارد املالية‪،‬‬ ‫واإلشراف على أداء طاقم البرنامج اإلرشادي؟ إذا كان اجلواب إيجابا‪ ،‬فما هو معدل‬ ‫تردد وحضور ممثلي املزارعني إلى هذه اإلجتماعات؟‬ ‫‪ . 2‬عدد اجملموعات املنتجة التي مت تنظيمها واستدامتها‬ ‫ ‪ .‬أعدد مجموعات املزارعني التي مت تنظيمها على مستوى املنطقة واملقاطعة‬ ‫الفرعية‪ ،‬موزعني حسب االنتاج (السلعة) واملشاريع والقروض الصغيرة‪ ،‬أو‬ ‫معايير أخرى‪.‬‬ ‫ ‪ .‬بالنوع االجتماعي واحلالة االجتماعية واالقتصادية للمزارعني واملنتجني‪ ،‬أو‬ ‫مجموعات ريفية أخرى (على سبيل املثال‪ ،‬مجموعات النساء املزارعات‪،‬‬ ‫مجموعات املنتجني املشتركة بني الرجال والنساء وصغار املزارعني واملزارعات‪،‬‬ ‫اجملموعات غير املالكة لألراضي التي تستخدم مصادر املمتلكات العامة أو‬ ‫مجموعات من الشباب الريفي)‪.‬‬ ‫ ‪ .‬جاس��تدامة تنظيمات مجموعات املزارعني وتوس��يعها‪ .‬تستغرق عملية تشكيل‬ ‫وتسجيل مجموعة متوسطة من املزارعني بشكل رسمي نحو ‪ 9‬أشهر‪ .‬ولضمان‬ ‫اس��تمرارية تلك اجملموعات على األعضاء أن يشتركوا في أي نوع من النشاطات‬ ‫االقتصادي��ة‪ .‬لهذا‪ ،‬يتطلب األمر متابعة الدراس��ات في السن��ة الرابعة لتحديد‬ ‫‪193‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫ع��دد اجملموعات التي ال تزال تعمل‪ ،‬وفيما إذا كان��ت تلك اجملموعات على مستوى‬ ‫القرى أو اجملتمعات ق��د إتصلت مبجموعات أخرى لكي تشكل مجموعات حسب‬ ‫االنتاج (سلعية) أو مجموعات على مستوى املقاطعة أو املناطق الفرعية‪.‬‬ ‫ ‬ ‫‪ .3‬عدد مشاريع اإلرشاد الرئيسة وأنشطة املزارعني التي مت إجنازها‬ ‫ ‪ .‬أع��دد الزيارات االس��تطالعية لق��ادة مجموع��ات املنتجني‪ .‬وتهدف إل��ى متابعة‬ ‫احملاصي��ل اجلديدة ذات القيمة العالي��ة‪ .‬تلك الزيارات يج��ب تنظيمها حتى يتم‬ ‫االجتم��اع باملزارعني املبتكرين اللذين جنحوا في املشاري��ع اجلديدة‪ .‬هذه الطريقة‬ ‫بشك��ل عام تعتبر األفضل في حتسني وعي امل ُ‬ ‫زارع وقناعته بفوائد زراعة احملاصيل‬ ‫اجلديدة‪ ،‬ومشاريع الثروة احليوانية‪.‬‬ ‫ ‪ .‬بعدد الدورات أو األنشطة التدريبية التي متت‪:‬‬ ‫ •ال��دورات الفنية واإلدارية التي أُجريت في مجال السلع أو املشاريع‪ ،‬متضمنة‬ ‫عدد املزارعني املشاركني على مستوى املقاطعة أو املقاطعة الفرعية؛‬ ‫ •أنشط��ة تدريبية على القي��ادة والتنظيم للمنتجني اجل��دد‪ ،‬مساعدة ذاتية‪،‬‬ ‫ومجموعات أخرى من املزارعني مت تنظيمها داخل كل مقاطعة‪.‬‬ ‫ج��ـ‪ .‬ع��دد املشاه��دات والتج��ارب احلقلية عل��ى مست��وى املزرعة (خملتل��ف احملاصيل‬ ‫اواملشاريع)‬ ‫د‪ .‬ع��دد أنشط��ة التدريب املنف��ذة ف��ي اإلدارة املستدامة للم��وارد الطبيعية في كل‬ ‫مقاطعة‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫ •تقنيات توفير املياه‪ ،‬مبا في ذلك إدارة مساقط املياه (احلصاد املائي‪ ،‬إستخدام‬ ‫احملاصيل املتحملة للجفاف‪ ،‬إلخ)؛‬ ‫ • تسميد التربة وإدارة األراضي؛‬ ‫ •اإلدارة املتكاملة لألفات (على سبيل املثال‪ ،‬املدارس احلقلية)‬ ‫هـ‪ .‬توفير أنشطة مساندة أخرى (على سبيل املثال‪ ،‬مختبرات تشخيص وحتليل التربة‪،‬‬ ‫إضافة الى توفير املطاعيم واللقاح��ات‪ ،‬وغيرها من األنشطة املقدمة للمزارعني‪،‬‬ ‫خاصة على أساس إسترداد التكلفة)‪.‬‬ ‫‪ - 4‬مؤش��رات مخرج��ات ‪ .ICT‬وفقا للهدف املذكور في وثائ��ق املشروع‪ ،‬يجب أن يكون‬ ‫هناك تقييم سنوي‪ ،‬كما يلي‪:‬‬ ‫املطورة والتي مت نشرها للمحاصيل اخملتلفة‪ ،‬والثروة‬ ‫ ‪ .‬أعدد مواد تدريب املزارعني‬ ‫‪194‬‬ ‫َ‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫احليوانية‪ ،‬أواملشاريع األخرى؛‬ ‫ ‪ .‬بعدد البرامج اإلذاعية و‪/‬أو التليفزيونية التي يتم بثها كل أسبوع لعرض معلومات‬ ‫عن السوق واملعلومات األخرى الزراعية؛‬ ‫ ‪ .‬جأنواع خدمات اإلنترنت والهواتف النقالة (خدمة الرسائل القصيرة‪ ،‬أو ‪) SMS‬‬ ‫املتوفرة لنقل معلومات تقنية أو تسويقية للمزارعني أو العاملني امليدانيني في‬ ‫اإلرشاد‪.‬‬ ‫ ‪ .‬دمعدل ٍإستخدام هذه اخلدمات ونتائجها امللموسة من قبل املزارعني‪ ،‬والعاملني‬ ‫في اإلرشاد‪ ،‬وشركات القطاع اخلاص وغيرها‪..‬‬ ‫‪ - 5‬مؤش��رات التواصل‪ ،‬مبا في ذلك الشراكة بني القطاع العام واخلاص‪ .‬اس��تنادا إلى‬ ‫األهداف املذكورة في وثائق املشروع‪ ،‬ينبغي أن يكون هناك تقييم سنوي ملؤشرات التواصل‬ ‫والشراكة بني القطاعني العام واخلاص‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫ ‪ .‬أتنسيق إجتماعات بني املتخصصني في املقاطعة (‪ )SMSs‬ومراكز البحوث‬ ‫اإلقليمية‪ ،‬والكليات الزراعية‪ .‬إضافة إلى وجود أي مؤشرات محتملة أخرى‪ ،‬مثل‬ ‫معدل املكاملات الهاتفية (أو تبادل رسائل البريد اإللكتروني) بني املتخصصني‬ ‫والعلماء القائمني على دراسة املشاكل الرئيسة داخل املقاطعة‪.‬‬ ‫ ‪ .‬بالتخطيط والتنسيق‪ ،‬أو إجتماعات اإلتصال مع موردي املدخالت واجلمعيات‬ ‫التعاونية والبنوك الريفية واملؤسسات غير احلكومية (‪ ،)NGOs‬وغيرهم من‬ ‫مزودي اخلدمات داخل املقاطعة‪.‬‬ ‫اجلزء ‪ :6‬تقييم تأثيرات املشروع من خالل املؤشرات الرئيسية للمخرجات‬ ‫إلعداد تقرير دقيق وشامل وتقرير إجناز التنفيذ ‪Implementation Completion‬‬ ‫)‪ ،Report (ICR‬فإنه من الضروري أن تقوم ‪ M&E‬بإنتاج بيانات دقيقة في كل مرحلة من‬ ‫مراحل تخطيط وإعداد وتنفيذ املشروع‪ .‬لذلك‪ ،‬فالبيانات األساسية واملرجعية الدقيقة‬ ‫ستكون ضرورية في بداية املشروع من أجل تقييم آثار كل مشروع بشكل صحيح عند‬ ‫نهايته‪ .‬وفيما يلي عرض ألنواع التأثيرات الضرورية لتحديد ما إذا كانت استثمارات‬ ‫معينة قد أدت إلى تعزيز وحتسني أداء مقدمي نظام اإلرشاد وكيف مت ذلك‪ ،‬وكيف يتم‬ ‫حتسني االستثمارات املستقبلية إذا مت توسيع النموذج املطبق على كافة أنحاء البالد‪.‬‬ ‫مؤشرات التأثير‬ ‫قمنا بتوضيح املبرر املنطقي واألساسي للمؤشرات األساسية في اجلزء ‪ ،2‬لذا‪ ،‬فلن‬ ‫‪195‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫نعيد تلك املالحظات هنا‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فالهدف العام ملؤشرات التأثير هي حتديد ما اذا كانت‬ ‫حتسينات معينة في نظام اإلرشاد لها‪:‬‬ ‫(‪ )1‬تأثير ملحوظ وإيجابي على احملاصيل والثروة احليوانية واملشاريع اخملتلفة؛‬ ‫(‪ )2‬أو أنها قد ساعدت على زيادة دخل األسر والعمالة الريفية؛‬ ‫(‪ )3‬أو أنها أدّت إلى حتسني سبل املعيشة االقتصادية واالجتماعية للريفيني‪ .‬عملية‬ ‫تقييم هذه األثار بطريقة صحيحة ودقيقة أسهل من القيام بها فعليا‪ ،‬ألن‬ ‫اإلجراءات املستخدمة يجب أن تكون صحيحة قياسا من ناحية االقتصاد ومن‬ ‫ناحية املفهوم‪.‬‬ ‫كل من هذه املؤشرات سوف يتم حتديدها في هذا القسم حتى ميكن تقييم تأثير‬ ‫املشروع بطريقة صحيحة‪ .‬ومن هنا يتسنى لنتائج هذه العملية تقدمي نظرة هامة‬ ‫عن كيفية إعداد برامج اإلرشاد املستقبلية‪ ،‬خصوصا عند توسيع نطاق هذا النموذج‬ ‫ليشمل كافة أنحاء البالد‪ ،‬أو عند إجراء التعديالت على نظام اإلبتكار الزراعي عموما‪.‬‬ ‫فيما يلي القائمة املرجحة ملؤشرات التأثير الالزمة إلجراء تقييم شامل لتأثيرات‬ ‫املشروع‪:‬‬ ‫‪ .1‬الزيادة في اإلنتاجية الزراعية عبر مختلف احملاصيل والثروة احليوانية وتربية‬ ‫األسماك‪ ،‬عن طريق فئات مختلفة من املزارعني ( كبار املزارعني وصغارهم ومتوسطي‬ ‫احلال‪ ،‬واملزارعني التجاريني‪ ،‬واملزارعني الهامشيني والنساء املزارعات)‪:‬‬ ‫أ‪ .‬الزيادة في انتاجية محاصيل األغذية األساسية وغيرها من احملاصيل ذات القيمة‬ ‫العالية؛‬ ‫ب ‪ .‬الزيادة في إنتاجية الثروة احليوانية (معدل إنتاج احلليب السنوي بالنسبة لكل‬ ‫بقرة‪ ،‬املعدل السنوي إلنتاج البيض‪ ،‬الفترة الزمنية النتاج الدجاج الالحم‪ ..‬إلخ)؛‬ ‫جـ‪ .‬الزيادة في انتاج أسماك البرك (تحُ دد على أساس الكمية املنتجة سنويا باألطنان‬ ‫في كل منطقة)؛‬ ‫د‪ .‬الزيادة في اإلنتاج للمشاريع األخرى (على سبيل املثال‪ ،‬تربية النحل‪ ،‬زراعة الفطر)‬ ‫‪ .2‬التغير في تنوع احملاصيل و‪/‬أو الثروة احليوانية‪ ،‬والزيادة في تكثيف احملاصيل والثروة‬ ‫احليوانية‪:‬‬ ‫ ‪ .‬أالزيادة أو النقصان في مساحة األرض الزراعية خملتلف احملاصيل الغذائية والليفية‬ ‫‪196‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫واحملاصيل الزراعية ذات القيمة العالية؛‬ ‫ ‪ .‬بالزيادة في أعداد احليوانات (أبقار حلوب‪ ،‬دجاج الحم‪..‬الخ) على مستوى األسرة‬ ‫الزراعية واملقاطعة‪ ،‬مبا في ذلك الزيادة في عمليات صيد األسماك؛‬ ‫ ‪ .‬جزيادة في كثافة احملصول نتيجة إستخدام نظام احملاصيل املتنوعة و‪ /‬أو املتداخلة؛‬ ‫ ‪ .‬دزيادة إستخدام املوارد ذات امللكية املشتركة بني املرأة الريفية واألسر من غير‬ ‫مالكي األراضي‪.‬‬ ‫‪ .3‬التغير في مهارات ومعارف وسلوك املزارع‪ -‬من الصعب قياس التحسن في معرفة‬ ‫املزارع ومهاراته بشكل مباشر‪ .‬لذلك‪ ،‬ستركز مؤشرات اخملرجات على عدة عوامل‪ ،‬والتي‬ ‫من شأنها أن تعكس مدى تأثير معرفة املزارع على زيادة دخل املزرعة‪ .‬سنبدأ ببعض‬ ‫مؤشرات اإلنتاج البديهية‪ ،‬ثم نتطرق إلى التغيرات في سلوك املزارع (كل فئات املزارعني‬ ‫مبن فيهم النساء) التي تؤدي إلى حصوله على معارف ومهارات جديدة‪:‬‬ ‫أ‪ .‬عدد املزارعني مبن فيهم النساء اللذين شاركوا بطريقة مباشرة في نشاط إرشادي‬ ‫معني (أي‪ ،‬مؤشرات اخملرجات‪ ،‬مثل الدورات التدريبية واملشاهدات)‪.‬‬ ‫ب‪ .‬عدد فئات املزارعني اخملتلفة (بحسب احلالة االقتصادية واإلجتماعية والنوع‬ ‫االجتماعي)‪ ،‬وهم‪:‬‬ ‫ •من انضموا وأصبحوا أعضاء ناشطني من مجموعات املنتجني أو املزارعني؛‬ ‫نوعون في احملاصيل اجلديدة ذات القيمة العالية‪،‬‬‫ •املزارعون الذين بدأوا وأصبحوا ي ُ ّ‬ ‫والثروة احليوانية‪ ،‬وصيد األسماك واملشاريع األخرى؛‬ ‫ •الذين بدأوا في إستخدام ممارسات اإلدارة املستدامة للموارد الطبيعية‪.‬‬ ‫‪ .4‬التأثير على دخل األسر الزراعية‪:‬‬ ‫أ‪ .‬التغيرات في دخل املزرعة نتيجة الزيادة أو النقصان في إنتاجية احملاصيل الغذائية‬ ‫األساسية واملشاريع األخرى؛‬ ‫ب‪ .‬التغيرات في دخل املزرعة نتيجة تنوع املنتجات واحملاصيل ذات القيمة العالية؛‬ ‫ج‪ .‬التغيرات في دخل األسر املزارعة نتيجة فرص العمل اجلديدة خارج املزرعة؛‬ ‫د‪ .‬التغيرات في دخل األسر املزارعة نتيجة إمكانية إستخدامهم للممتلكات العامة‬ ‫املشتركة(‪.)CPR‬‬ ‫‪197‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫‪ .5‬التأثير على فرص العمل خارج املزرعة‪:‬‬ ‫ ‪ .‬أزيادة في أعداد الشركات املتخصصة في عمليات ما بعد احلصاد‪ ،‬وزيادة القيمة‬ ‫املضافة في نطاق املقاطعة؛‬ ‫ ‪ .‬بزيادة أعداد األفراد الذين أصبح بإمكانهم احلصول على فرص عمل خارج املزرعة‬ ‫نتيجة عمليات ما بعد احلصاد والقيمة املضافة اجلديدة‪.‬‬ ‫‪ .6‬التأثير على املستوى املعيشي لألسر الريفية‪:‬‬ ‫ ‪ .‬أالتحسني في االمن الغذائي االسري واملستوى الغذائي لألسر الزراعية وخاصة‬ ‫األطفال؛‬ ‫ ‪ .‬بزيادة فرص حصول األسر الزارعية على فرص تعليمية ألطفالهم‪ ،‬خصوصا فقراء‬ ‫الريف؛‬ ‫جـ‪ .‬زيادة فرص احلصول على خدمات صحية؛‬ ‫‪ .7‬زيادة واستدامة مجموعات املنتجني‪ ،‬وجمعيات املزارعني واجملموعات الشبابية‬ ‫الريفية (رأس املال االجتماعي) على مستوى القرية واملقاطعة الفرعية واحملافظات‪ ،‬وعلى‬ ‫املستوى القومي‪ .‬يجب على هذا املؤشر حتديد مايلي‪:‬‬ ‫ ‪ .‬أعدد مجموعات املزارعني التي مت تنظيمها نتيجة ملساهمات املشروع‪ ،‬إضافة‬ ‫إلى عدد اجملموعات التي ظلت قيد العمل ملدة سنة أو اكثر بعد تكوينها بشكل‬ ‫رسمي‪.‬‬ ‫ ‪ .‬بتوسع األنشطة االقتصادية التي تقوم بها تلك اجملموعات اخملتلفة (على سبيل‬ ‫املثال‪ ،‬توسيع اإلنتاج والتسويق حملاصيل معينة و‪ /‬أو تكثيفها من خالل مشاريع‬ ‫جديدة‪.‬‬ ‫ ‪ .‬جنسبة املزارعني‪ ،‬إضافة إلى النساء املزارعات الذين اشتركوا في واحدة من منظمات‬ ‫املزارعني حديثة العهد مقسمة على حسب احلالة االقتصادية واإلجتماعية‬ ‫والنوع (كبار وصغار ومتوسطي املزارعني‪ ،‬إضافة إلى النساء العامالت في املزارع)‪.‬‬ ‫‪ .8‬إستخدام ممارسات أكثر إستدامة في إدارة املوارد الطبيعية‪:‬‬ ‫ ‪ .‬أزيادة كفاءة إستخدام موارد املياه السطحية واجلوفية كالتالي‪:‬‬ ‫‪198‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫ •زيادة استخدام احملاصيل ذات االحتياجات املائية القليلة ‪.‬‬ ‫ •زيادة استخدام أساليب ترشيد املياه (مثل الري بالتنقيط) و‪/‬أو استخدام‬ ‫أساليب حصاد املياه‬ ‫ب‪ .‬حتسني خصوبة التربة ومستويات املواد العضوية‪.‬‬ ‫جـ‪ .‬تقليل اجنراف التربة وتدهور األراضي الزراعية‪.‬‬ ‫د‪ .‬تقليل إستخدام املبيدات‪.‬‬ ‫‪ .9‬احلفاظ على استدامة نظام إرشاد المركزي موجه من املزارعني وبناء على احتياجات‬ ‫السوق‪:‬‬ ‫ ‪ .‬أتتغير السياسة على حسب ال مركزية نظام اإلرشاد‪ .‬هل وافق املسؤولون على‬ ‫هذه الهياكل الالمركزية الدارة اإلرشاد على مستوى املقاطعة واملستوى القومي؟‬ ‫أو هل يسعون إلستعادة السيطرة على أولويات و‪/‬أو مصادر التمويل؟‬ ‫ ‪ .‬بزيادة فرص احلصول على املوارد احلكومية من أجل‪:‬‬ ‫ •احلفاظ على أو توسيع نشاطات البرامج اإلرشادية‪.‬‬ ‫ •احلفاظ على االنشطة التدريبية والتعليمية أو توسيعها‪ ،‬والتدريب خالل‬ ‫اخلدمة على اخلدمات الداخلية والنشاطات التعليمية‪.‬‬ ‫ •احلفاظ على برنامج (‪ )ICT‬أو توسيع العمل به‪.‬‬ ‫ ‪ .‬جتغيير سلوكيات مختلف مجموعات املالكني وامللكيات املشتركة فيما يتعلق‬ ‫بنظام اإلرشاد الالمركزي املوجه من املزارع والسوق‪ .‬وهنا تدخل املسائل التالية‪:‬‬ ‫ •هل صغار ومتوسطي املزارعني مبن فيهم املهمشني والنساء املزارعات راضون‬ ‫ويدعمون هذا املشروع اإلرشادي الالمركزي اجلديد؟‬ ‫ •هل مالكي األراضي األخرين (‪ ،NGOs‬البنوك‪ ،‬شركات القطاع اخلاص) راضون‬ ‫ويدعمون هذا املشروع اإلرشادي الالمركزي اجلديد؟‬ ‫ ‪ .‬درغبة املزارعني و‪/‬أو مجموعات املزارعني للشروع في دفع ثمن خدمات إستشارية‪،‬‬ ‫مثل بعض التكاليف املرتبطة مبا يلي‪:‬‬ ‫ •زيارات استطالعية لقادة املزارع‬ ‫ •دورات تدريبية للمزارعني خصوصا ألعضاء اجملموعة‬ ‫ •احلصول على معلومات تقنية و\أو تسويقية‬ ‫‪199‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫ •البدء بانتاج محاصيل جديدة‪ ،‬أو االنتاج احليواني‪ ،‬أو مشاريع جديدة‬ ‫اجلزء ‪ :7‬مالحظات ختامية‬ ‫عند وضع قائمة شاملة باملؤشرات لتقييم اآلثار املباشرة للمشروع‪ .‬ال بد من االعتراف‬ ‫أنه سيكون من الصعب جتميع بيانات مقنعة لكل مؤشر عند إجراء حتليل دقيق لهذه‬ ‫املتغيرات اخملتلفة‪ .‬في الواقع وضع مثل هذا التقييم هو نوع من النشاط البحثي في‬ ‫حد ذاته‪ .‬وتقريبا ً كل املؤشرات التي نوقشت في هذا الفصل تتضمن قضايا قياسية‬ ‫ومفاهيمية سوف تتطلب وقتا وموارد كبيرة جلمع وحتليل هذه البيانات (على سبيل‬ ‫املثال‪ ،‬تكاليف اخملتبر لتقييم حالة التربة‪ ،‬أو تكاليف احملاورين املهرة لتقييم االستعداد‬ ‫للدفع (‪ )Gautam1999‬تكاليف القضايا املفاهيمية‪ ،‬والتي ميكن أن تترجم إلى حتديات‬ ‫على قياس اقتصادي له قوته‪ ،‬تتعلق إلى حد كبير بصعوبات مختلفة في التقدير‬ ‫«املغاير» ملا ميكن أن تكون عليه النتائج في حالة غياب مشاركة املشروع؛ عدة اساليب‬ ‫اخرى ميكن تطبيقها للتغلب على مثل هذه الصعوبات لتبريرها مع استمرارية التطبيق‬ ‫اجليد‪.‬‬ ‫هذه املشاكل املنهجية تعتبر خارج نطاق هذا الفصل‪ ،‬لكن هناك عرض جيد في‬ ‫امللحق ‪ 3‬من )‪ Birner et al.(2006,pp.87-96‬وذلك على النحو املبني في املادة ‪ 2‬بشأن‬ ‫جمع البيانات األساسية‪ .‬وسيكون من الضروري جمع وحتليل بيانات عن إستطالع الرأي‬ ‫اخلاص بالتأثير من أسر مزارعة مختارة عشوائيا ضمن مناطق ممثلة للمشروع واخرى‬ ‫غير ممثلة للمشروع‪ .‬بعض احملللني يجدون أن إستخدام نفس املستجيبني لإلستطالع‬ ‫أكثر من مرة شيء(تشكيل “لوحة” ‪ )Panel‬إيجابي من ناحية التحليل(‪,)Gautam 1999‬‬ ‫على الرغم من انه طبقا ل )‪ , Ravallion(2005‬أن هناك صعوبات تطبيقية في إستنزاف‬ ‫أعضاء اللوحة (‪ , ) Panel‬وميكن أن ينشأ من جراء هذا حتيز إنتقائي‪ .‬في إجراء دراسة‬ ‫االثر في نهاية املشروع ( إال إذا مت مصادفة مشاكل خطيرة في جتميع البيانات أو حتليلها‬ ‫أثناء الدراسة األساسية) ويجب استخدام نفس عناصر فريق البحث في جمع وحتليل‬ ‫بيانات اإلنتاج والدخل ومستوى املعيشة اخلاصة باألسر الريفية لتقييم تأثير املشروع ‪,‬‬ ‫باإلضافة إلى ذلك يجب استخدام نفس األدوات واإلجراءات لتجميع البيانات في املناطق‬ ‫املطبق بها املشروع والغير مطبق بها‪ ,‬للحصول على بيانات عن التأثير قابلة للمقارنة‬ ‫عند القيام بهذه الدراسة‪.‬‬ ‫‪200‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫الملحق ‪1‬‬ ‫أداة املسح‪ :‬تعددية اإلرشاد الزراعي‬ ‫مزودو اخلدمة‬ ‫‪1 .1‬القسم ‪ :A‬معلومات عامة‬ ‫معلومات العقد األساسية ملنظمة االرشاد‬ ‫______________________‬ ‫ •اسم املنظم‪:‬‬ ‫______________________‬ ‫ •سنة التأسيس‪:‬‬ ‫______________________‬ ‫ •اسم وعنوان املدير‪:‬‬ ‫______________________‬ ‫ •العنوان البريدي‬ ‫اسم ورقم الشارع‪:‬‬ ‫ص ب صندوق‬ ‫الدولة ‪ /‬الوالية‪:‬‬ ‫املدينة‬ ‫البلد‬ ‫ •الرمز البريدي‬ ‫ •رقم الهاتف‪ ،‬مبا في ذلك رمز البلد‬ ‫واملدينة‪:‬‬ ‫ •رقم الفاكس‪ ،‬مبا في ذلك رمز البلد واملدينة‪:‬‬ ‫ •‪ URL‬ملوقع املنظمة (إن وجد)‪:‬‬ ‫ •عنوان البريد اإللكتروني للشخص املعني‪:‬‬ ‫‪2 .2‬الوضع القانوني للمنظمة (يرجى‬ ‫اختيار بند واحد فقط)‬ ‫نظام االرشاد احلكومي‬ ‫مؤسسة البحوث العامة مع وحدة اإلرشاد‬ ‫نظام االرشاد احلكومي الشبه مستقل‬ ‫اجلامعي‬ ‫منظمة غير حكومية (‪)NGO‬‬ ‫تنظيمات املزارعني (‪)FBO‬‬ ‫تنظيمات القطاع اخلاص أو الشركات‬ ‫‪3 .3‬السلطة االدارية االولية ملؤسسة‬ ‫االرشاد‬ ‫‪201‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫تشير إلى املستوى التشغيلي لدى سلطة االدارة األولية لإلدارة (املالية) وشؤون املوظفني‬ ‫(يرجى اختيار بند واحد فقط)‪:‬‬ ‫مستوى املنطقة ‪ /‬احملافظة‬ ‫املستوى الوطني‬ ‫مستوى املناطق الفرعية ‪ /‬اجملتمع‬ ‫الدولة ‪ /‬مستوى املقاطعات‬ ‫أخرى (يرجى التحديد)‪:‬‬ ‫‪4 .4‬املصادر االولية للتمويل للسنة املالية ‪2008‬‬ ‫يرجى اإلشارة إلى نسبة التمويل الواردة من كل مصدر‪:‬‬ ‫__________‪%‬‬ ‫ •احلكومة الوطنية (وزارة الزراعة)‪:‬‬ ‫__________‪%‬‬ ‫ •الوالية ‪ -‬حكومة (وزارة الزراعة)‪:‬‬ ‫__________‪%‬‬ ‫ •املقاطعة‬ ‫ •رسوم اخلدمات (استرداد التكاليف من‬ ‫__________‪%‬‬ ‫املزارعني)‪:‬‬ ‫__________‪%‬‬ ‫ •متويل القطاع اخلاص‪:‬‬ ‫__________‪%‬‬ ‫ •متويل اجلهات املانحة‬ ‫__________‪%‬‬ ‫• أخرى (يرجى التحديد)‪:‬‬ ‫مجموع املصادر من التمويل ملؤسسة‬ ‫‪% 100‬‬ ‫االرشاد‪:‬‬ ‫القسم ‪ :B‬املوارد البشرية‬ ‫‪5 .5‬عدد املرشدين الفنيني والتقنيني احملترفني لسنوات مختارة‬ ‫االرشاد‬ ‫موظفو‬ ‫االخصائيني (‪)SMSs‬‬ ‫كبار موظفي اإلدارة‬ ‫امليدانيني‬ ‫السنة‬ ‫الذكور‬ ‫اإلناث‬ ‫الذكور‬ ‫اإلناث‬ ‫الذكور‬ ‫اإلناث‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪202‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫‪6 .6‬العدد اإلجمالي ملوظفي االرشاد مصنفني حسب الوظيفة والتحصيل العلمي‬ ‫الفئات الرئيسية ملوظفي دب���ل���وم ‪ 3-2‬سنـــــة‬ ‫دكتوراه‬ ‫ماجستير‬ ‫بكالوريس‬ ‫االرش��اد وع��دد املوظفني م��درس��ة دب�����ل�����وم‬ ‫ث��ان��وي��ة زراع����������ة‬ ‫الذكور واالناث‬ ‫كبار موظفي اإلدارة‬ ‫املتخصصني في موضوع‬ ‫(‪)SMSs‬‬ ‫موظفي اإلرش���اد على‬ ‫املستوى امليداني‬ ‫موظفي دعم تكنولوجيا‬ ‫املعلومات واالتصاالت‬ ‫املوظفني ‪/‬تدريب اثناء‬ ‫اخلدمة‬ ‫العدد الكلي ملوظفي‬ ‫االرشاد‬ ‫‪7 .7‬كوادر اخرى داعمة لالرشاد‬ ‫_____________________‬ ‫أ‪ .‬تقدير عدد املوظفني الكتبة واالداريني‪:‬‬ ‫ب‪ .‬عدد موظفي الدعم األخرى (سائقني‪ ،‬حراس‪،‬‬ ‫______________________‬ ‫األمن‪ ،‬الخ)‪:‬‬ ‫ج‪ .‬هل مؤسستك توظف على أساس تعاقدي على‬ ‫______________________‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫املدى القصير؟‬ ‫عدد األشخاص ‪ /‬أشهر في عام ‪:2008‬‬ ‫‪ .8‬العقود الفرعية ملنظمات أخرى‬ ‫‪203‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫هل عملت تعاقدات فرعية لالرشاد ‪ /‬العمل االستشاري للمنظمات األخرى؟‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫إذا كانت اإلجابة بنعم‪ ،‬عدد العقود في عام ‪_________________:2008‬‬ ‫احلجم املالي في ‪_____________ ___________________ :2008‬‬ ‫‪ .9‬أداء موظفي اإلرشاد امليدانيني‬ ‫هل الحظت و ‪ /‬أو مكافأة مستويات عالية من األداء على جزء من موظفني االرشاد امليدانيني؟‬ ‫ال اذا نعم ‪ ،‬كيف ؟ ____________________________‬ ‫نعم‬ ‫‪ .10‬املناطق املشمولة باالخصائيني في موضوع والتخصصات العامة‬ ‫أ‪ .‬يرجى تقدير عدد املتخصصني في املوضوع (‪ )SMSs‬في مؤسستك التي تقدم اخلدمات‬ ‫التقنية واإلدارية وغيرها من املعلومات في مجاالت مختلفة املواضيع‪:‬‬ ‫عدد ‪ SMSs‬املوضوع الرئيسي‬ ‫_______ محاصيل احلبوب الرئيسية‬ ‫_______ احملاصيل اجلذرية والدرنية الرئيسية‬ ‫_______ محاصيل البروتني والبذور الزيتية الرئيسية‬ ‫__________ احملاصيل البستانية‬ ‫__________ الثروة احليوانية‬ ‫__________ الثروة السمكية‬ ‫__________ اإلدارة املزرعية‬ ‫_______ ادارة األراضي والتربة واملياه‪ ،‬والغابات‬ ‫__________ الزراعة العضوية‬ ‫__________ التغيرات البيئية واملناخية‬ ‫__________ التنمية الريفية‬ ‫__________ تنظيمات املزارعني ‪ /‬اجملموعات النسائية‬ ‫__________ التسويق الزراعي‬ ‫‪204‬‬ ‫__________ تشجيع اجلمعيات ‪ /‬التعاونيات االخرى‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫ب‪ .‬احملاصيل الرئيسية األخرى النقدية ‪ /‬التصديرية (على سبيل املثال‪ ،‬القطن‪ ،‬واملطاط)‬ ‫و ‪ /‬أو غيرها ‪.‬‬ ‫(يرجى حتديد عدد ‪ SMSs‬للمحصول مثل القطن واملطاط ‪،‬الفول السوداني‪،‬‬ ‫الفواكه‪،‬اخلضار واملشاريع‪).‬‬ ‫احملاصيل الرئيسية‪/‬‬ ‫محاصيل التصدير‬ ‫عدد ‪SMSs‬‬ ‫عدد ‪SMSs‬‬ ‫املشاريع‬ ‫الرئيسية‪ /‬املشاريع‬ ‫_______‬ ‫_______‬ ‫_______‬ ‫_______‬ ‫_______‬ ‫_______‬ ‫_______‬ ‫_______‬ ‫_______‬ ‫_______‬ ‫_______‬ ‫_______‬ ‫القسم ‪ :C‬النفقات املالية‬ ‫‪ .11‬النفقات املالية احلالية‬ ‫بالعملة احمللية‪ ،‬يرجى اإلشارة إلى املستوى الفعلي للنفقات آلخر سنة مالية‪.‬‬ ‫للسنة املالية‪________________________________________:‬‬ ‫ ‪ .‬أالرواتب واحلوفز جلميع أفراد االرشاد االستشارين ‪______________ :/‬‬ ‫ ‪ .‬بتكاليف املوظفني األخرى (يرجى التحديد)‪:‬‬ ‫التكاليف التشغيلية والبرامج‪______________________________:‬‬ ‫ •نفقات السفر املقدرة‪____________________________________ :‬‬ ‫ •خدمات البناء املقدرة (الكهرباء‪ ،‬والهاتف‪ ،‬الخ)‪__________________:‬‬ ‫ •تقدير أنشطة برامج اإلرشاد واالستشارات (على سبيل املثال‪ ،‬تكلفة املشاهدات واأليام‬ ‫احلقلية‪ ،‬تدريب املزارعني‪ ،‬الخ)‪________________________:‬‬ ‫ •تقدير تكاليف تدريب موظفي االرشاد‪_______________________:‬‬ ‫ •تقدير تكاليف انتاج مواد التدريب ‪ /‬االستشارية (على سبيل املثال‪ ،‬كتيبات وأوراق‪،‬‬ ‫والبرامج اإلذاعية ‪ /‬التلفزيونية‪ ،‬واملواقع‪ ،‬الخ)‪______________:‬‬ ‫‪205‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫ •توفير الهواتف النقالة والرسوم الشهرية‪_______________________:‬‬ ‫ •أخرى (حدد)‪_______________________________________:‬‬ ‫القسم ج‪ .‬التكاليف الرأسمالية‬ ‫• االبنية‪ ،‬إصالح وصيانة‪ ،‬واألثاث‪________________:‬‬ ‫• شراء وصيانة املعدات (مثل أجهزة الكمبيوتر)‪________________:‬‬ ‫• تقدمي قروض للسيارات والدراجات النارية‪ ،‬وبناء منزل‪ ،‬الخ‪________________ :‬‬ ‫• أخرى (يرجى التحديد)‪________________ :‬‬ ‫القسم د‪ .‬مجموع نفقات االرشاد‪________________ :‬‬ ‫‪ .12‬النفقات السنوية لسنوات مالية مختارة‪ :‬إلى أقصى حد ممكن‪ ،‬يرجى اإلشارة إلى إجمالي‬ ‫نفقات خدمات االرشاد واالستشارات السنوية للسنوات املالية االخيرة‪.‬‬ ‫القسم ‪ :D‬انشطة االرشاد‬ ‫مجموع نفقات‬ ‫مجموع نفقات‬ ‫السنة املالية‬ ‫السنة املالية‬ ‫االرشاد السنوي‬ ‫االرشاد السنوي‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪ .13‬خدمة العمالء (املستهدفة)‪ :‬يرجى حتديد اجملموعة أو اجملموعات االولية التي‬ ‫تخدمها مؤسستك (االهداف) وحدد األهمية النسبية لكل مجموعة‪ .‬إذا يوجد‬ ‫أكثر من مجموعة واحدة‪ ،‬يرجى اإلشارة بشكل تقريبي الى حجم الوقت واجلهد‬ ‫(كنسبة تقريبية) الذي تخصصه مؤسستك الى كل مجموعة ‪.‬‬ ‫‪206‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫‪ .14‬تخصيص (توزيع) الوقت من قبل املرشدين امليدانيني واالستشاريني ‪ :‬في اجلدول التالي‪،‬‬ ‫يرجى بيان كيف يستغل املرشدون امليدانيون وقتهم ضمن ثالث فئات رئيسية‪.‬‬ ‫االهمية‬ ‫نسبة‬ ‫‪%‬‬ ‫مهم جدا ‪ ...‬غير مهم‬ ‫مجموعات العميل‬ ‫الوقت‬ ‫‪5………4………3………2………1‬‬ ‫املزارعني التجاريني الكبار‬ ‫‪-------‬‬ ‫املزارعني التجاريني املتوسطة احلجم‬ ‫‪5………4………3………2………1‬‬ ‫‪-------‬‬ ‫والصغيرة‬ ‫املزارعني الذين يزرعون___________‬ ‫‪5..….…4….……3….……2.……… .1‬‬ ‫‪-------‬‬ ‫(حتديد السلع الرئيسية)‬ ‫املزارعني الفقراء اصحاب امللكية‬ ‫‪5..….…4….……3….……2.……… .1‬‬ ‫‪-------‬‬ ‫الصغيرة‪............‬‬ ‫‪5..….…4….……3….……2.……… .1‬‬ ‫املزارعات ‪...................................‬‬ ‫‪-------‬‬ ‫‪5..….…4….……3….……2.……… .1‬‬ ‫الشباب (الكبار) املزارعني ‪..........................‬‬ ‫‪-------‬‬ ‫املزارعني غير مالكي االراضي ‪....................‬‬ ‫‪5..….…4….……3….……2.……… .1‬‬ ‫‪-------‬‬ ‫‪..........‬‬ ‫‪5..….…4….……3….……2.……… .1‬‬ ‫شباب الريف‪ :‬العمر خالل السنوات‬ ‫‪-------‬‬ ‫املرأة الريفية (التغذية والصحة والنظافة)‬ ‫‪5..….…4….……3….……2.……… .1‬‬ ‫‪-------‬‬ ‫‪...‬‬ ‫‪5..….…4….……3….……2.……… .1‬‬ ‫اخرى‪____________ :‬‬ ‫‪-------‬‬ ‫‪100%‬‬ ‫‪207‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫النسبة املئوية‬ ‫االنشطة االرشادية‬ ‫للوقت اخملصص للنشاط‬ ‫التخطيط اإلرشادي واألنشطة الداعمة‪ :‬مبا في ذلك إجراء‬ ‫تقييم االحتياجات‪،‬وتخطيط البرامج و إعداد تقارير األداء‪،‬‬ ‫والتدريب أثناء اخلدمة‪ ،‬وتقييم البرامج واألنشطة ذات الصلة‬ ‫االنشطة التعلمية واالستشارية اخلدماتية‪ :‬وتتضمن تنفيذ‬ ‫برامج تعليمية‪ ،‬مثل زيارة امل��زارع‪ ،‬وإجراء املشاهدات على‬ ‫مستوى املزرعة والدورات التدريبية وورش العمل واأليام احلقلية‪،‬‬ ‫الخ‬ ‫األنشطة غير التعليمية‪ :‬وتتضمن القيام بأنشطة غير‬ ‫تعليمية مثل العمل التنظيمي والرقابي‪ ،‬وجمع البيانات‬ ‫(على سبيل املثال‪ ،‬التعداد الزراعي‪ ،‬والتنبؤ للمحاصيل)‪،‬‬ ‫العمل على البرامج احلكومية األخ��رى (مثل اإلعانات‪،‬‬ ‫االئتمان‪ ،‬وتوفير املدخالت)‪ ،‬ومساعدة احلكومة احمللية‬ ‫‪%100‬‬ ‫اجملموع‬ ‫‪ .15‬طرق االرشاد االساسية املستخدمة من قبل املرشدين الزراعيني‬ ‫يرجى بيان النسبة املئوية من وقت املوظفني املكرسة لكل طريقة ‪.‬‬ ‫• زيارات ميدانية منتظمة للمزارعني على مستوى القرية (على‬ ‫‪%‬‬ ‫سبيل املثال‪:)T & V ،‬‬ ‫‪%‬‬ ‫• زيارات ميدانية منتظمة جملموعات املنتجني‪:‬‬ ‫‪%‬‬ ‫• إجراء املشاهدات وورش العمل واأليام احلقلية للمزارعني‬ ‫‪%‬‬ ‫• لقاء مع املزارعني في مكتب اإلرشاد امليداني‬ ‫• أخ����������رى (ي������رج������ى ال����ت����ح����دي����د)‪:‬‬ ‫‪%‬‬ ‫________________________‬ ‫‪%100‬‬ ‫اجملموع ‪:‬‬ ‫‪208‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫القسم ‪ :E‬خدمات املوارد التنظيمية ‪ /‬والدعم‬ ‫‪ .16‬عدد املوظفني العاملني في تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت (‪)ICT‬‬ ‫• عدد املوظفني العاملني في الطباعة ووسائل اإلعالم‪__________________:‬‬ ‫• عدد املوظفني العاملني في تكنولوجيا املعلومات التي تعتمد على الكمبيوتر‪____:‬‬ ‫•إجماليعددموظفيتكنولوجيااملعلوماتواالتصاالت‪_________________:‬‬ ‫‪ .17‬استخدام وسائل اإلعالم وتكنولوجيا املعلومات (‪ )ICT‬لنشر املعلومات‬ ‫عدد املنشورات و ‪ /‬أو‬ ‫نوع املعلومات‪ ،‬واالستشارات‪ ،‬و‪/‬أو مواد التدريب التي‬ ‫صدرت خالل ‪2008– 2005‬‬ ‫تنتجها مؤسستك ملدة ‪ 3‬سنوات‬ ‫نشرات إعالمية‬ ‫ورشة عمل ومواد التدريب‬ ‫املواد التعليمية السمعية والبصرية الستخدامها من‬ ‫قبل موظفي اإلرشاد‬ ‫املواد اإلرشادية واملنشورات املوجودة على شبكة اإلنترنت‬ ‫أخرى (يرجى التحديد)‬ ‫متوسط​​طول البرنامج في دقائق‬ ‫برامج لكل شهر‬ ‫برامج التلفزيون‬ ‫البرامج اإلذاعية‬ ‫أ‪ .‬هل يتاح للمزارعني الوصول للمرشدين املتخصصني عن طريق البريد اإللكتروني؟‬ ‫نادرا ً‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫_____‪%‬‬ ‫ب‪ .‬ما هي النسبة املئوية من املزارعني الذين يتمكنوامن الوصول إلى اإلنترنت؟‬ ‫ج‪ .‬هل يتاح للمزارعني الوصول للمرشدين اخملتصني عن طريق الهاتف أو الهاتف احملمول‪:‬‬ ‫نادرا‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫_____‪%‬‬ ‫د‪ .‬ما هي النسبة املئوية من املزارعني الذين لديهم هواتف؟‬ ‫‪209‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫‪ .18‬استخدام تكنولوجيا املعلومات‬ ‫أ‪ .‬ما هي النسبة املئوية من العاملني في مجال اإلرشاد امليداني الذين يتمكنوا من‬ ‫الدخول إلى اإلنترنت في مكاتبهم ؟ _______‪%‬‬ ‫ب‪ .‬هل مؤسستك االرشادية ‪ /‬االستشارية لديها وحدة (وحدات ) تكنولوجيا‬ ‫املعلومات واالتصاالت او مركز (مراكز) ؟‬ ‫ال‬ ‫نعم‬ ‫اذا نعم ‪ ،‬ما هو عنوان ‪ URL‬لهذا املركز؟‬ ‫_____________________________‬ ‫‪ .19‬مرافق التدريب لكوادر االرشاد ما قبل اخلدمة وأثناء اخلدمة‬ ‫أ‪ .‬عدد مراكز التدريب لالرشاد‪/‬االستشارات اثناء اخلدمة في البلد‪_________:‬‬ ‫ب‪ .‬حدد املؤسسات التي تنفذ التدريب اثناء اخلدمة (يرجى التحقق)‪:‬‬ ‫_____________الكليات الزراعية _________ بواسطة املنظمة املانحة‬ ‫______ املدارس الزراعية (مستوى دبلوم) ______ اخرى (يرجى التحديد )‪:‬‬ ‫_____________________________________________‬ ‫__‬ ‫ج‪ .‬قدر عدد موظفي اإلرشاد الذين تلقوا التدريب خالل عام ‪_____________: 2008‬‬ ‫د‪ .‬متوسط​​مدة كل برنامج تدريبي مكتمل أثناء اخلدمة‪ ___________:‬ايام‬ ‫‪ .20‬ما وسائل النقل املستخدمة من قبل معظم أفراد االرشاد في امليدان؟‬ ‫(اختر واحدا فقط‪).‬‬ ‫دراجة او دراجة نارية شخصية‬ ‫سيارة شخصية‬ ‫وسائل النقل العام (على سبيل املثال‪ ،‬احلافلة أو الشاحنة)‬ ‫سيارة املكتب‬ ‫دراجة نارية للمكتب‬ ‫اخرى (حدد) ‪_________________________________ :‬‬ ‫‪210‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫‪ .21‬تخطيط البرنامج وحتديد األولويات‬ ‫أ‪ .‬أي مستوى في النظام لديه املسؤولية الرئيسية لتخطيط البرامج االرشادية وحتديد‬ ‫االولويات لالرشاد ‪ /‬واالستشارات (على سبيل املثال ‪،‬وضع خطة العمل السنوية)؟‬ ‫في حالة منظمات القطاع العام‬ ‫املستوى الوطني‬ ‫املكتب الرئيسي‬ ‫مستوى املنطقة ‪ /‬احملافظة‬ ‫أخرى (يرجى التحديد)‬ ‫مستوى املناطق الفرعية (احلكومة احمللية)________________________‬ ‫في حالة املنظمات الغير حكومية القطاع اخلاص‪،‬وغيره‬ ‫املكتب الرئيسي‬ ‫املكتب الفرعي‬ ‫أخرى (يرجى التحديد)‬ ‫ب‪ .‬يرجى بيان ما إذا كان ممثلي منظمات املزارعني ومجموعات املنتجني متثل في مجالس‬ ‫االرشاد واللجان على املستويات التالية للمساعدة في حتديد اولويات االرشاد على‬ ‫اساس احتياجات املزارعني‬ ‫_________ مستوى املناطق الفرعية‬ ‫_________ املستوى الوطني‬ ‫________ الوالية ‪ /‬مستوى احملافظة _________ ال متثيل على أي مستوى‬ ‫_________ مستوى املنطقة‬ ‫ج‪ .‬ما هي النسبة املئوية من هؤالء ممثلي املزارعني هم من النساء؟ __________‪%‬‬ ‫د‪ .‬ما هو الدور‪ ،‬إن وجد‪ ،‬الذي تلعبه مجموعات أو منظمات املزارعني في التالي؟‬ ‫(حدد مربع واحد فقط لكل فئة‪).‬‬ ‫‪211‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫ال‬ ‫بعض‬ ‫جدا‬ ‫قليل‬ ‫مهم‬ ‫دور منظمات املزارعني في‪:‬‬ ‫شيء‬ ‫الشئ‬ ‫مهم‬ ‫التاثير على سياسة االرشاد‬ ‫حتديد برامج االرشاد‬ ‫يساعد في حتديد اولويات االرشاد‬ ‫تقييم اداء االرشاد‬ ‫االنشطة االرشادية مزارع‪-‬الى‪-‬مزارع‬ ‫القسم ‪ :F‬الروابط والشراكات املؤسسية‬ ‫‪ .22‬الرجاء متييز انشطة روابط مؤسستك مع املنظمات املذكورة هنا‪( .‬يرجى التحقق من‬ ‫مربع واحد فقط لكل نوع من املؤسسات‪) .‬‬ ‫ال روابط‬ ‫ضعيف‬ ‫متوسط‬ ‫قوي‬ ‫قوي جدا‬ ‫املؤسسات‬ ‫منظمات البحوث الزراعية‬ ‫الكليات الزراعية‬ ‫امل���دارس ال��زراع��ي��ة (مستوى‬ ‫الدبلوم)‬ ‫شركات توريد امل��دخ�لات من‬ ‫القطاع اخلاص‬ ‫أسواق القطاع اخلاص أو املصدرين‬ ‫احلكومية‬ ‫غير‬ ‫املنظمات‬ ‫املشاركة في أنشطة اإلرشاد‬ ‫وكاالت املقاطعة أو احلكومة احمللية‬ ‫املنظمات التعاونية ‪ /‬املستهلك‬ ‫البنوك ومؤسسات االئتمان‬ ‫الصغيرة‬ ‫منظمات االرش��اد احلكومية‬ ‫والشبة حكومية االخرى‪:‬حدد او‬ ‫‪212‬‬ ‫ارفق التفاصيل‬ ‫القسم ‪ :G‬منظمات املزارعني‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫‪ .23‬يرجى بيان العدد الكلي والنوع ملنظمات املزارعني واملنتجني القانونية (على جميع‬ ‫املستويات) التي تعمل حاليا داخل البالد أوضمن منطقة اخلدمة داخل البالد‪( .‬إذا‬ ‫كانت البيانات على املستوى الوطني غير متوفرة‪ ،‬يرجى اإلشارة إلى العدد في منطقة‬ ‫اخلدمة املغطاة‪).‬‬ ‫عدد منظمات املزارعني‬ ‫أو املنتجني‬ ‫املنتجني‬ ‫‪/‬‬ ‫املزارعني‬ ‫منظمات‬ ‫أنواع‬ ‫العدد‬ ‫(على جميع املستويات‪ ،‬من القرية إلى املستوى‬ ‫العدد داخل‬ ‫الوطني)‬ ‫للمناطق‬ ‫البالد‬ ‫اخملدومة‬ ‫تعاونيات التسويق وموردي مدخالت االنتاج للمزارعني‬ ‫منظمات املنتجني (بالنسبة للمحاصيل ذات القيمة‬ ‫العالية ‪ /‬منتجات)‬ ‫منظمات املزارعني (غير مرتبطة بنشاط معني مثل‬ ‫التسويق‪ ،‬ولكن مع أهداف ‪ /‬انشطة متنوعة)‬ ‫منظمات املرأة الريفية ‪ /‬الزراعية‬ ‫منظمات اجملتمع ‪ /‬القرية‬ ‫مجموعات ومنظمات املزارعني األخرى (يرجى التحديد)‪:‬‬ ‫العدد الكلي ملنظمات املزارعني‬ ‫• ما هي النسبة املئوية من جميع فئات املزارعني (صغيرة أو كبيرة‪ ،‬الكفاف أو‬ ‫جتارية‪ ،‬ذكرا أو أنثى) ينتمي إلى اي انوع منظمات املزارعني او املنتجني في بلدكم؟‬ ‫__________‪%‬‬ ‫أشكركم على االنتهاء من هذا املسح ملوارد اإلرشاد واألنشطة التي تقدمها‬ ‫مؤسستكم ‪.‬‬ ‫‪213‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫امللحق ‪2‬‬ ‫تطبيق الالمركزية‪ ،‬النهج االرشادي الذي يقوده املزارع ويحدده السوق‬ ‫يوفر هذا امللحق حملة عامة عن كيف نفذ منوذج وكالة ادارة التكنولوجيا‬ ‫الزراعية (‪ )ATMA‬بنجاح في منطقة باتنا في والية بيهار (الهند)‪ ،‬بدءا من‬ ‫عام ‪ .2002‬حتول نهج نظام االرشاد “من أعلى إلى أسفل” في ‪ 63‬مقاطعة‬ ‫في ثماني واليات الى نظام ارشاد أكثر المركزية وتشاركية‪ ،‬ويحركه السوق‬ ‫‪ ،‬جتدر اإلشارة إلى أنه حتى بداية مشاريع ‪ NATP‬و‪ UP-DASP‬في عام ‪ ،1998‬لم‬ ‫يسبق ان حاول نظام اإلرشاد الزراعي احلالي تنظيم املزارعني في مجموعات‬ ‫ولم يعطي اهتماما كبيرا لتعريفهم باحملاصيل احملتملة ذات القيمة العالية‪،‬‬ ‫والثروة احليوانية‪ ،‬املشاريع أو غيرها‪ .‬وفقا إلجراءات تنفيذ املشاريع اخملطط‬ ‫لها بعناية‪ ،‬بدأ مدير ‪ ATMA‬في كل مقاطعة اجراءات التدريب وتنفيذ‬ ‫التقييم الريفي التشاركي (‪ )PRA‬في عملية لتطوير اخلطة االستراتيجية‬ ‫للبحث واإلرشاد (‪ )SREP‬لكل مقاطعة‪ .‬بالنظر إلى أن باتنا عاصمة والية‬ ‫بيهار‪ ،‬متطلبات السوق في هذه املراكز احلضرية اخملتلفة (سواء داخل‬ ‫مقاطعة باتنا وعبر الهند) جرى تقييمه بعناية‪ ،‬مبا في ذلك البنية التحتية‬ ‫للمواصالت التي من شأنها مساعدة املزارعني في الوصول إلى مختلف‬ ‫األسواق ‪ .‬اخلريطة في الشكل امللحق ‪ 2.1‬تبني البنية التحتية للمواصالت‬ ‫وموقع هذه االسواق احلضرية الرئيسية في مقاطعة بانتا‪.‬‬ ‫‪  ‬الشكل امللحق ‪ 2.1‬نظام النقل في منطقة باتنا‪ ،‬بيهار والهند‬ ‫‪214‬‬ ‫‪ ‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬   ‫ بيهار والهند‬،‫ املناطق الزراعية البيئية في منطقة باتنا‬2.2 ‫ الشكل امللحق‬    Agriculture and Rural Development ‫املزارعني‬ ‫ خارطة توضيحية النواع ومواقع مجموعات‬2.3 ‫الشكل امللحق‬ Figure Appendix 2.3 Illustrative Map Showing the Type and Location of Different ‫بيهار والهند‬ ، ‫باتنا‬ Farmer ‫منطقة‬ Interest ‫ في‬across Groups ‫اخملتلفة‬ the ‫االحياء‬ ‫في‬Blocks in Different ‫املصلحة‬ ‫ذات‬ in Patna District, Bihar, India SARAN R. Ganga Patna VAISHALI Danapur Maner SAMASTIPUR Patna Sadar BEGUSARAI Bihata Patna Khusropur Fulwari City ak at Pandarak Ch amp Sharif h Barh wa R. G pur Fat BHOJPUR l S Bakhtiarpur ma ang Punpun ha a t a uba Bikram Daniawan At Gol Na Dulhin Bazar Mokamah ua Masaurhi NALANDA r na ha Paliganj Belchi D Ghoswari MUNGER R. Punpun Gaya Major Urban Centers HMACs—140 FIGs Potato/Onion—35 FIGs Basmati Rice—40 FIGs Floriculture—19 FIGs Vermicompost—52 FIGs (28) Oil Seeds—10 FIGs Dairy—125 FIGs (25) Beekeeping—13 FIGs Vegetables—46 FIGs (20) Poultry/Fisheries—35 FIGs Post-harvest/VA—26 FIGs (17) Pulses—25 FIGs Mushrooms—152 FIGs (120) Micro-credit SHGs = 45 (39) TOTAL FIGs = 763 (249) Source: Map developed by K. M. Singh, 2005. number of women’s groups shown in parentheses. Please note that not all of 215 were successful during their first year of operation; some may have these FIGs pursued the wrong enterprise or, in some cases, the markets were not reliable. In those cases, most of these FIGs or SHGs shifted to other high-value crops or ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫بعد ذلك‪ ،‬كان من املهم النظر في املناطق البيئية الزراعية اخملتلفة داخل‬ ‫املقاطعة‪ .‬هذه املعلومات يتم عرضها في الشكل امللحق ‪ ، 2.2‬حيث يبني املناطق‬ ‫املروية والبعلية ومنطقتني اخرتيني‪ ،‬مبا في ذلك تل (األراضي الرطبة) في الشرق‬ ‫وديارا (حوض نهر الغاجن) في الشمال‪ .‬املنطقتني الزراعيتني البيئيتني االخرتني هما‬ ‫مناطق اإلنتاج الهامة خالل فترة ما بعد األمطار املوسمية‪ ،‬وخاصة في إنتاج‬ ‫احلبوب في منطقة (التل) واحملاصيل البستانية (ديارا والتل)‪.‬‬ ‫البنية التحتية للمواصالت‪ ،‬واألسواق احلضرية‪ ،‬املناطق البيئية الزراعية اخملتلفة‬ ‫لعبت داخل منطقة باتنا دورا رئيسيا في حتديد أي احملاصيل والثروة احليوانية‪ ،‬أو‬ ‫املشاريع االخرى ستكون األنسب خملتلف مجموعات املزارعني (‪ )FIGs‬املهتمة التي‬ ‫نظمت في املنطقة‪.‬على مدى السنوات الثالث التالية (‪ ،)2004-2002‬مت تنظيم أكثر‬ ‫من ‪ FIGs 750‬ومجموعات املساعدة الذاتية (‪ ، )SHGs‬والعديد من خالل املنظمات‬ ‫غير احلكومية مبوجب عقود صغيرة مع باتنا ‪ .ATMA‬بدأت هذه (‪ )FIGs‬ومجموعات‬ ‫املساعدة الذاتية البحث عن احملاصيل اجلديدة ذات القيمة العالية‪ ،‬والثروة احليوانية‪،‬‬ ‫أو مشاريع أخرى ‪.‬على سبيل املثال‪ ،‬كان املزارعون الذكور في املناطق املروية على‬ ‫األرجح بداو في إنتاج محاصيل مثل األرز البسمتي للتصدير‪ .‬املزارعني في منطقة‬ ‫التل اقتصرت إلى حد كبير على إنتاج محاصيل احلبوب القطنية خالل املوسم‪،‬‬ ‫بسبب الفيضانات في هذه املناطق الرطبة خالل الرياح املوسمية‪.‬‬ ‫قام العديد من املزارعني الذين يعيشون على طول نهر اجلاجن بانتاج محاصيل‬ ‫اخلضر بعد الرياح املوسمية‪ ،‬مستفيدين من تراكم الطمي في حوض النهر‪.‬‬ ‫املزارعني الذين ال ميلكون أرضا‪ ،‬وال سيما النساء املزارعات‪ ،‬قاموا بانتاج الفطر أو‬ ‫الكمبوست في منازلهم أو االنخراط في تربية النحل أو إنتاج األلبان‪.‬‬ ‫كما هو مبني في الشكل في امللحق ‪ ،2.3‬كان هناك انتشار منطقي لهذه‬ ‫‪ ،,FIGs‬استنادا إلى العوامل اجلغرافية (الظروف الزراعية اإليكولوجية والوصول إلى‬ ‫األسواق)‪ ،‬باإلضافة إلى اهتمامات وموارد مجموعات املنتجني اخملتلفة‪ .‬فقط عدد‬ ‫قليل من ‪ FIGs 750+‬ظهر فعال على هذه اخلريطة‪ ،‬ولكن هذه األرقام توضح كميات‬ ‫وأنواع ‪ FIGs‬التي مت تنظيمها من قبل ‪، ,ATMA‬مع عدد اجملموعات النسائية كما‬ ‫مبني بني قوسني‪ .‬يرجى مالحظة أنه ليس كل من ‪ FIGs‬كانت ناجحة خالل السنة‬ ‫األولى من العملية؛ البعض قد انتهج املشاريع اخلطأ أو ‪ ،‬في بعض احلاالت‪ ،‬كانت‬ ‫‪216‬‬ ‫األسواق ال ميكن االعتماد عليها‪ .‬في تلك احلاالت‪ ،‬معظم ال ‪ FIGs‬أو مجموعات‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫املساعدة الذاتية ‪ SHGs‬حتولت إلى احملاصيل العالية القيمة األخرى أو املنتجات‬ ‫التي قد تولد دخل أقل ولكن أكثر استدامة على املدى الطويل‪.‬‬ ‫في اخلتام‪ ،‬وكما هو مبني في املربع ‪ 7.2‬في الفصل‪ ، 7‬فان هذا النهج الالمركزي‪،‬‬ ‫والذي ويقوده املزارع ويحركه السوق له تأثير كبيرعلى دخل املزرعة للمزارعني‬ ‫اصحاب احليازات الصغيرة واملزارعات في جميع أنحاء املناطق الرائدة في الهند‪.‬‬ ‫على الرغم من أن املشاكل التنظيمية‪ ،‬واإلدارية‪ ،‬واملوارد قد تختلف من بلد لبلد‬ ‫‪،‬إال انه من املهم جدا حتديد الوسائل االكثر فعالية لتنفيذ هذه املواضيع الثالثة‪،‬‬ ‫وكذلك من اجل نظام ارشاد له تأثيرهام وكبير على دخل األسرة الزراعية وعلى‬ ‫مستوى معيشة فقراء الريف‪.‬‬ ‫‪217‬‬ Strengthening Agricultural Extension and Advisory Systems ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ References Abaru, M. B., A. Nyakuni, and G. Shone. 2006. Strengthening Farmers’ Organizations: The Experience of RELMA & ULAMP. Nairobi: World Agroforestry Centre. Alston, J. M., C. Chan-Kang, M. C. Marra, P. G. Pardey, and T. J. Wyatt. 2000. A Meta- Analysis of Rates of Return to Agricultural R&D: Ex Pede Herculem? IFPRI Research Report No. 113. Washington, DC: International Food Policy Research Institute. (http://www.ifpri.org/sites/default/files/publications/rr113.pdf) Amudavi, D., Z. Khan, and J. Pickett. 2007. Enhancing the push–pull strategy. LEISA Magazine 23(4):8–10. Anderson, J. R., G. Feder, and S. Ganguly. 2006. The Rise and Fall of Training and Visit Extension: An Asian Mini-Drama with an African Epilogue. World Bank Policy Research Working Paper 3928, Washington, DC: World Bank. (http://www-wds .worldbank.org/external/default/WDSContentServer/WDSP/IB/2006/05/19/ 000016406_20060519144915/Rendered/PDF/wps3928.pdf) Bandel, T. 2007. Establishing a Comprehensive, Multi-Level Linkage between Small Farmers in Egypt and Consumers in Export Markets. Paper presented at the 3rd International Conference on Linking Markets and Farmers: Exploring Leading Practices to Foster Economic Growth in Rural India, New Delhi, India, March 11–15. Benin, S., E. Nkonya, G. Okecho, J. Randriamamonjy, E. Kato, et al. 2008. Impact Evaluation and Returns to Investment of the National Agricultural Advisory Services (NAADS) Program of Uganda. Washington, DC: International Food Policy Research Institute. Benor, D., and J. Q. Harrison. 1977. Agricultural Extension: The Training and Visit System. Washington, DC: World Bank. Berdegué, J. A., and C. Marchant. 2001. Chile’s Agricultural Advisory Service for Small Farmers: 1978–2000. Centro Latino-Americano para el Desarrollo Rural, Santiago, Chile. Beynon, J., S. Akroyd, A. Duncan, and S. Jones. 1998. Financing the Future. Options for Agricultural Research and Extension on Sub-Saharan Africa. Oxford, UK: OPM. Bingen, J., and E. Dembèlé. 2004. Mali: The Business of Extension Reform— Cotton in Mali. In W. Rivera and G. Alex, eds., Extension Reform for Rural Development (vol. 2, pp. 83–87). Washington, DC: World Bank. (http://www-wds .worldbank.org/external/default/WDSContentServer/WDSP/IB/2005/04/05/ 000090341_20050405102736/Rendered/PDF/318910Extension1Reform1V21final.pdf) Birner, R., and J. R. Anderson. 2007. How to Make Agricultural Extension Demand- Driven: The Case of India’s Agricultural Extension Policy. IFPRI Discussion Paper 729. Washington, DC: IFPRI. Birner, R., K. Davis, J. Pender, E. Nkonya, P. Anandajayasekeram, et al. 2006. From Best Practice to Best Fit: A Framework for Designing and Analyzing Pluralistic Agricultural Advisory Services. IFPRI Discussion Paper 37. Washington, DC: International Food Policy Research Institute. (http://www.ifpri.org/sites/default/ files/publications/dsgdp37.pdf) 218 163 indd 163 2/3/10 8:23:35 AM Agriculture and Rural Development ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ Bondari, A. 2006. Establishing a Successful On-line Marketing Information System. Presentation given at the U.S. Agency for International Development (USAID) regional workshop, Regional Consultation on Linking Farmers to Markets. Lessons Learned and Successful Practices. Cairo, Egypt, January 29–February 2. Bosc, P. M., D. Eychenne, K. Hussein, B. Losch, M. R. Mercoiret, et al. 2002. The Role of Rural Producer Organizations in the World Bank Rural Development Strategy. Rural Development Strategy Background Paper No. 8. Washington, DC: World Bank. Catholic Relief Services (CRS). 2007. Preparing Farmer Groups to Engage Successfully with Markets: A Field Guide for Five Key Skill Sets. Baltimore: CRS. (http://crs.org/ publications/showpdf.cfm?pdf_id=14) Chamala, S., and P. M. Shingi. 1997. Establishing and strengthening farmer organizations (Chapter 21). In B. E. Swanson, R. P. Bentz, and A. J. Sofranko, eds., Improving Agricultural Extension: A Reference Manual. Rome: Food and Agriculture Organization of the United Nations. (http://www.fao.org/docrep/W5830E/ w5830e0n.htm#chapter%2021%20%20%20establishing%20and%20strengthening %20farmer%20organizations) Chipeta, S., I. Christoplos, and E. Katz. 2008. Common Framework on Market-Oriented Agricultural Advisory Services. Lindau, Switzerland: Neuchâtel Group. (www. neuchatelinitiative.net/english/documents/CFonMarket-OrientedAgricultural AdvisoryServicessmall.pdf) Cohen, J. M., and S. B. Peterson. 1999. Administrative Decentralization: Strategy for Developing Countries. West Hartford, CT: Kumarian. Cox, M., and H. Ortega. 2004. Chile: Origin and Evolution of a Privatized Extension System. In W. Rivera and G. Alex. eds., Privatization of Extension Systems, Agriculture and Rural Development (vol. 2). Discussion Paper 9. Washington, DC: World Bank. (http://siteresources.worldbank.org/INTARD/825826-1111129171182/20431839/ Extension_Reform_V2_final.pdf) Davis K., E. Nkonya, D. Ayalew, E. Kato, M. Odendo, R. Miiro, and J. Nkuba. 2010. Impact of Farmer Field School Projects on Agricultural Productivity, Poverty, and Farmer Empowerment in East Africa. Washington, DC: International Food Policy Research Institute. Davis, K., E. Nkonya, D. Ayalew, and E. Kato. 2009. Assessing the Impact of a Farmer Field Schools Project in East Africa. Paper presented at 25th Annual Conference of the Association for International Agricultural and Extension Education, San Juan, Puerto Rico, May 24–28. Davis, K., B. E. Swanson, and D. Amudavi. 2009. Review and Recommendations for Strengthening the Agricultural Extension System in Ethiopia. Addis Ababa: International Food Policy Research Institute. de Zutter, P., J. Cabero, and H. Wiener. 2006. Poverty. How to Accelerate Change: Experience, Results and Focus of an Innovative Methodology from Latin America. Cusco, Peru: DEXCEL Book Fund. Demiryürek, K. 2006. Distance education for rural people in developing countries: The Turkish experience. Journal of Extension Systems 22(2):83–94. Diaz, J., J. F. Le Coq, M. R. Mercoiret, and D. Pesche. 2004. Building the Capacity of Rural Producer Organizations. Lessons of the World Bank Experience. Washington, DC: World Bank. 219 164 ‫االستشارية‬ Strengthening Agricultural ‫والخدمات‬ Extension ‫االرشاد‬ ‫الزراعي‬Systems and Advisory Dumka ATMA. 2004. Tasar sericulture. In Setting Paradigms: An Anthology of Success Stories. Report for the Innovations in Technology Dissemination (ITD) Component of the National Agricultural Technology Project (NATP). India. ECI Africa Consulting and Agridev Consult Ltd, 2006, Review of Horticultural Outgrower Schemes in Mozambique: Final Report p. ii. (www.usaid.gov/mz/doc/misc/ moz outgrowers report.pdf) Eicher, C. K., H. Gemo, and S. Teclemariam, eds. 2005. Mozambique’s Experience in Building a National Extension System. East Lansing: Michigan State University. (Executive summary: ftp://ftp.fao.org/es/ESA/beijing/eicher_mozambique_ summary.pdf) Farrington, J. 1997. The role of non-governmental organizations in extension. In B. E. Swanson, R. P. Bentz, and A. J. Sofranko, eds., Improving Agricultural Extension: A Reference Manual. Rome: Food and Agriculture Organization of the United Nations. Food and Agriculture Organization of the United Nations (FAO). 2006. The State of Food Insecurity in the World 2006. Rome: Food and Agriculture Organization of the United Nations. (www.fao.org/docrep/009/a0750e/a0750e00.htm) Gautam, M. 1999. Agricultural Extension: The Kenya Experience. Précis No. 198. Washington, DC: Operations Evaluation Department, World Bank. Gemo, H., and W. M. Rivera. 2001. Mozambique’s Move towards a Pluralistic National System of Rural Extension. Agricultural Research & Extension Network Paper No. 110. London: Overseas Development Institute. Gesellschaft für Technische Zusammenarbeit (GTZ). 2005. Extension approaches. In Knowledge Systems in Rural Areas. Eschborn: Deutsche Gesellschaft für Technische Zusammenarbeit. (www.gtz.de/de/dokumente/en-extension-reader-2005.pdf) Godtland, E. M., E. Sadoulet, A. de Janvry, R. Murgai, and O. Ortiz. 2004. The Impact of Farmer-Field-Schools on Knowledge and Productivity: A Study of Potato Farmers in the Peruvian Andes. CUDARE Working Paper 963: Berkeley: University of California– Berkeley, Department of Agricultural & Resource Economics. (http://are.berkeley .edu/~sadoulet/papers/Knowledge-EDCC.pdf) Gujarat Co-operative Milk Marketing Federation. 2009. 35th Annual Report for 2008– 2009. Anand, India. Havard, M., A. Legile, J. Leroy, P. Djamen Nana, and A. Djonnewa. 2007. In FORESI 2007. Recueil des résumés des communications. Yaoundé: IRAD, p. 78. Forum des partenaires et revue scientifique, 2007-07-02/2007-07-05, Yaoundé, Cameroun. (executive summary: http://publications.cirad.fr/une_notice.php?dk=541359) Heinrich, G., E. Charles, Z. Abebe, and R. Best. 2007. Enabling Small Producers to Engage with Markets: The Need for Multiple Skill Sets (presentation). Baltimore: Catholic Relief Services. Howlett, P. W., G. Bahiigwa, I. Shinyekwa, A. Pinney, and D. Rigby. n.d. Formulating Indicators for Rural Livelihoods: Lessons from Uganda and South Africa. (www.brad.ac .uk/acad/bcid/GTP/howlett.pdf) Indian Institute of Management (IIM), Lucknow. 2004a. Impact Assessment Report. Interventions and Innovations in Technology Dissemination (ITD) Component of the National Agricultural Technology Project. Lucknow: Agriculture Management Centre, IIM. 220 165 ‫االستشارية‬ ‫والخدمات‬ Agriculture and ‫االرشاد الزراعي‬ Rural Development Indian Institute of Management (IIM), Lucknow. 2004b. Successful Case Studies. Interventions and Innovations in Technology Dissemination (ITD) Component of the National Agricultural Technology Project. Lucknow: Agriculture Management Centre, IIM. Jones, G. E., and C. Garforth. 1997. The history, development, and future of agricultural extension. In B. E. Swanson, R. P. Bentz, and A. J. Sofranko, eds., Improving Agricultural Extension: A Reference Manual. Rome: Food and Agriculture Organization of the United Nations. (www.fao.org/docrep/W5830E/w5830e03.htm) Kouton, T., G. Yorou, G. Nouatin, and B. Wennink. 2006. Orienting research and development for cotton production. The national federation of producers’ unions (FUPRO) in Benin. In B. Wennink and W. Heemskerk, Rural Producer Organizations and Agricultural Innovation: Development Policy and Practice. Theme No. 3 background report based on meetings in Paris, October 30–31, 2006, in preparation for the World Development Report 2008. Washington, DC: World Bank, pp. 47–55. Lemma, M., and V. Hoffmann. 2006. Taking a Systems Approach to Agricultural Education, Research and Extension: Analysis of Extension and the Practical Attachment Program of Mekelle University, Ethiopia. Paper presented at the Conference on International Agricultural Research for Development, Bonn, Germany, October 11–13. Li, Xuiqi. 2008. Study on Identification and Characterization of Promising Chinese Best Agricultural Extension Practices. Consultancy Report. Rome: Food and Agriculture Organization of the United Nations. Malindi, G. M., M. L. Mlotha, F. L. Kayuni, S. Kamkwamba, K. W. Chaula, et al. 2008. Model Village Approach Guidelines. Department of Agricultural Extension, Ministry of Agriculture, Government of Malawi. Markelova, H., and R. Meinzen-Dick. 2006. Collective Action and Market Access for Smallholders. A Summary of Findings from a Research Workshop on Collective Action and Market Access for Smallholders, Cali, Colombia. October 2–5. Meera, S. N., A. Jhamtani, and D. U. M. Rao. 2004. Information and Communications Technology in Agricultural Development: A Comparative Analysis of Three Projects from India. Agricultural Research and Extension Network Paper No. 135. London: Overseas Development. (www.odi.org.uk/networks/agren/papers/ agrenpaper_135.pdf) Mishra, S., and B. E. Swanson. 2009. Extension’s role in organizing producer groups: A case study from Orissa, India. In Proceedings of the 25th Conference of the Association of International Agricultural and Extension Education, San Juan, Puerto Rico. Mundy, P., and J. Sultan. 2001. Information Revolutions. Wageningen, The Netherlands: Technical Centre for Agricultural and Rural Cooperation (CTA). (www.cta.int/pubs/ inforev/index.htm) Nagel, U. J. 1997. Alternative approaches to organizing extension. In B. E. Swanson, R. P. Bentz, and A. J. Sofranko, eds., Improving Agricultural Extension: A Reference Manual. Rome: Food and Agriculture Organization of the United Nations. (www.fao. org/docrep/W5830E/w5830e04.htm) National Institute of Agricultural Extension Management (MANAGE). 2004. Process Change in Agricultural Extension: Experiences under ITD Component of NATP. Project document, Hyderabad, India: MANAGE. National Institute of Agricultural Extension Management (MANAGE). 2007. Introduction to Agricultural Extension Management. Training Manual. Hyderabad, 166 221 ‫االستشارية‬ Strengthening Agricultural ‫والخدمات‬ Extension ‫الزراعي‬ and Advisory ‫االرشاد‬ Systems India: MANAGE. (www.manage.gov.in/pgdaem/students/studymaterial/ Manage101/Manage%20Book%20101-block2.pdf) Nemes, G. 2005. Integrated Rural Development: the Concept and its Operation. Discussion Papers August, Institute of Economics, Hungarian Academy of Sciences. (www.policy.hu/nemes/publikaciok/muhelytaulmany2005_6.pdf) Panda, S., and Pal, S. C. 2004. Success stories from Khurda District. In G. R. Desai, S. Mishra, and B. N. Dash, eds., Setting Paradigms: An Anthology of Success Stories. Bhubaneswar, Orissa, India: IMAGE. Parker, A. N. 1995. Decentralization: The Way Forward for Rural Development. Policy Research Working Paper 1475. Washington, DC: World Bank. Prokopy, J., and P. Castelloe. 1999. Participatory development: approaches from the global south and the United States. Journal of the Community Development Society 3(2):213–231. (www.cpcwnc.org/Resources/CDJournal-Vol-30-2-Prokopy.pdf) Rabatsky, R. 2009. “Making Agricultural Extension Sustainable” presentation at the World Bank’s Agricultural and Rural Development Workshop on Agricultural Extension within Agricultural Innovation Systems. Rajalahti, R., W. Janssen, and E. Pehu. 2008. Agricultural Innovation Systems: from Diagnostics toward Operational Practices. Agricultural and Rural Development Discussion Paper 38. Washington, D.C: World Bank Rajalahti, R., A. Lagnaoui, T. Schillhorn-Van Veen, and E. Pehu. 2005. Sustainable Pest Management: Achievements and Challenges. Washington, DC: Agricultural and Rural Development, World Bank Ravallion, M. 2005. Evaluating Anti-Poverty Programs. World Bank Policy Research Working Paper 3625. Washington, DC: World Bank Development Research Group. Reddy, M. N. 2008. Personal communication. Rivera, W. M., and G. Alex, eds. 2004a. Volume 1: Decentralized Systems. Agricultural and Rural Development Discussion Paper No. 8. Washington, DC: World Bank. Rivera, W. M., and G. Alex, eds. 2004b. Volume 2: Privatization of Extension Systems: Case Studies of International Initiative. Agricultural and Rural Development Discussion Paper No. 9, Washington, DC: World Bank. Rivera, W. M., M. K. Qamar, and L. Van Crowder. 2001. Agricultural and Rural Extension Worldwide: Options for Institutional Reform in Developing Countries. Rome: Food and Agriculture Organization of the United Nations. (ftp://ftp.fao.org/ docrep/fao/004/y2709e/y2709e.pdf) Rivera, W. M., W. Zijp, and G. Alex. 2000. Contracting for Extension: Review of Emerging Practices. AKIS Good Practice Note. Washington, DC: World Bank. Rogers, E. M. 2003. Diffusion of Innovations, 5th ed. New York: Free Press. Rondinelli, D. A. 1981. Government decentralization in comparative perspective: Theory and practice in developing countries. International Review of Administrative Sciences XLVII(2):133–145. Rondot, P., and M. H. Collion, eds. 2001. Agricultural Producer Organizations: Their Contribution to Rural Capacity Building and Poverty Reduction. Rural Development Department, in collaboration with the International Federation of Agricultural Producers. Washington, DC: World Bank. 222 167 ‫االستشارية‬ ‫والخدمات‬ Agriculture and ‫االرشاد الزراعي‬ Rural Development Roseboom, J. 2006. Institutional Innovation in Agricultural Research and Extension Systems in Latin America and the Caribbean. Washington, DC: World Bank. (http://siteresources.worldbank.org/INTRESPUBEXPANAAGR/Resources/ InstitutionalInnovationinAgriculturalResearchandExtensionSystemsinLAC.pdf) Roseboom, J., M. Mahon, I. Ekanayake, and I. John-Abraham. 2006. Institutional reform of agricultural research and extension in Latin America and the Caribbean. En Breve 90 (May):1–4. (http://siteresources.worldbank.org/INTENBREVE/ Newsletters/20946753/90-MAY06-AgInnovation.pdf) Rudgard, S., S. Katz, and A. Mangstl. 2003. Recent Developments in Information and Communications Technology: Implications for Agricultural, Forestry and Fisheries R&D in Developing Countries. Rome: Food and Agriculture Organization of the United Nations. Senadeera, D. P. 2007. Linking Rural Fruit and Vegetable Farmers to Global Market. Presentation at the 3rd International Conference on Linking Farmers to Markets, New Delhi, 11–15 March. (http://lightning.itcs.uiuc.edu/india2007/d_prasad_ senadeera.html) and (www.globalfoodchainpartnerships.org/india/Presentations/ DP%20Senadeere.pdf) Shah, A. 1998. Balance, Accountability, and Responsiveness. Lessons About Decentralization. Policy Research Working Paper 2021. Washington, DC: World Bank. Shekara, P. C., ed. 2001. Private Extension: Indian Experiences. Hyderabad, India: National Institute of Agricultural Extension Management. Silverman, J. M. 1992. Public Sector Decentralization: Economic Policy and Sector Investment Programs. World Bank Technical Paper #188, Africa Technical Development Series. Washington, DC: World Bank. Singh, K. M. 2004. Successful cultivation and processing of aromatic Plants. In Setting Paradigms: An Anthology of Success Stories. Report for the Innovations in Technology Dissemination (ITD) Component of the National Agricultural Technology Project (NATP). India. Singh, K. M., and B. E. Swanson. 2006. Developing market-driven extension system in India, pp. 627–637. In J. V. Vreyens, ed., Proceedings of the 22nd Annual Meeting of the Association for International Agricultural and Extension Education (AIAEE), Clearwater Beach, FL. May 14–19. (www.aiaee.org/2006/Accepted/627.pdf) Singh, J. P., B. E. Swanson, and K. M. Singh. 2005a. Developing a Decentralized, Participatory, Market-Driven Extension System in India: The ATMA Model. Good Practice Paper. Washington, DC: World Bank, Sustainable Agriculture Systems, Knowledge and Institutions (SASKI) Thematic Group. Singh, J. P., B. E. Swanson, and K. M. Singh. 2006. Developing a decentralized, market-driven extension system in India: The ATMA model, pp. 203–223. In A. W. van den Ban and R. K. Samanta, eds., Changing Roles of Agricultural Extension in Asian Nations. Delhi, India: B. R. Publishing. Singh, S. 2006. Selected Success Stories on Agricultural Information Systems. Asia-Pacific Association of Agricultural Research Institutions. Bangkok, Thailand. Smith, L. D. 2001. Reform and Decentralization of Agricultural Services: A Policy Framework. Rome: Food and Agricultural Organization of the United Nations. Swanson, B. E. 2006. Extension strategies for poverty alleviation: Lessons from China and India. Journal of Agricultural Education and Extension 12(4):285–299. 223 168 ‫االستشارية‬ Strengthening Agricultural ‫والخدمات‬ Extension ‫الزراعي‬ and Advisory ‫االرشاد‬ Systems Swanson, B. E. 2008b. Global Review of Good Agricultural Extension and Advisory Practices. Rome: Food and Agriculture Organization of the United Nations. Swanson, B. E. 2009. “Changing Extension Paradigms within a Rapidly Changing Global Economy.” Proceeding of the 19th European Seminar on Extension Education. Assisi, Italy. (http://www.agraria.unipg.it/ESEE2009PERUGIA/files/ Proceedings.pdf) Swanson, B. E., and M. M. Samy. 2003. Decentralization of Agricultural Extension Systems: Key Elements for Success. Paper presented at the Regional Workshop on Operationalizing Reforms in Agricultural Extension in South Asia, New Delhi, May 6–8. Swanson, B. E., C. Nie, and Y. Feng. 2003. Trends and developments with the Chinese agro-technical extension system. Journal of the Agricultural and Extension Education Association 10(2):17–24. (www.aiaee.org/2005/Accepted/066.pdf) Tyagi, Y., and Verma, S. 2004. Economic Rate of Return of Innovations in Technology Dissemination Component of the National Agricultural Technology Project, submitted to the National Institute of Agricultural Extension Management (MANAGE), Hyderabad, India. United Nations Economic and Social Council. 2003. Promoting an Integrated Approach to Rural Development in Developing Countries for Poverty Eradication and Sustainable Development. Report of the Secretary General. New York: Economic and Social Council. (www.un.org/esa/coordination/Alliance/documents/website/ E-2003-51(eng).pdf) United Nations Economic Commission on Africa 2009. Economic Report on Africa 2009. Addis Ababa, Ethiopia: Economic Commission on Africa. (www.uneca.org/ eca_resources/Publications/books/era2009/index.htm) United Nations Environment Programme. 2007a. Global Environmental Outlook: Environment for Development. Nairobi: United Nations Environment Programme. (www.unep.org/geo/geo4/media) United Nations Environment Programme (UNEP). 2007b. GEO-4: Executive Summary for Journalists. Nairobi: United Nations Environment Programme. (www.unep.org/ geo/geo4/media/media_briefs/Media_Briefs_GEO-4_Executive_Summary.pdf) van den Berg, H. 2004. IPM Farmer Field Schools: A Synthesis of 25 Impact Evaluations. Prepared for the Global IPM Facility of Wageningen University, Netherlands. (www.fao.org/docrep/006/ad487e/ad487e00.htm) Wennink, B., and W. Heemskerk, eds. 2006a. Farmers’ Organizations and Agricultural Innovation: Case Studies from Benin, Rwanda and Tanzania. Bulletin 374. Amsterdam: Royal Tropical Institute (KIT). Wennink, B., and W. Heemskerk. 2006b. Rural Producer Organizations and Agricultural Innovation: Development Policy and Practice. Theme No. 3 background report based on meetings in Paris, October 30–31, 2006, in preparation for the World Development Report 2008. Washington, DC: World Bank. Wennink, B., W. Heemskerk, and S. Nederlof. 2006. Strengthening the Role of Farmers’ Organizations in Agricultural Innovation Systems: Case Studies from Benin, Rwanda and Tanzania. Lead paper, Royal Tropical Institute’s Innovation Africa Symposium Kampala, Uganda, November 29–23 (www.ciat.cgiar.org/africa/pres.htm) 224 169 Agriculture‫والخدمات‬ ‫االستشارية‬ ‫االرشاد الزراعي‬ and Rural Development Wennink, B., S. Nederlof, and W. Heemskerk, eds. 2007. Access of the Poor to Agricultural Services: The Role of Farmers’ Organizations in Social Inclusion. KIT Development Policy and Practice: Bulletin 376. Amsterdam: Royal Tropical Institute (KIT). World Bank. n.d. Harvest of Change: Uttar Pradesh Diversified Agricultural Support Project. New Delhi: World Bank. (http://siteresources.worldbank.org/INTINDIA/ Resources/DASP_brochure.pdf) World Bank. 1989. Operational directive 10.70: Project monitoring and evaluation. In The World Bank Operational Manual. Washington, DC: World Bank. World Bank. 1996a. Participatory rural appraisal (appendix I). In The World Bank Participation Sourcebook. Washington, DC: World Bank. (www.worldbank.org/wbi/ sourcebook/sba104.htm) World Bank. 2003b. Reaching the Rural Poor. Washington, DC: World Bank. (http://go.worldbank.org/A904TIRVD0) World Bank. 2004. Extension and Rural Development: A Convergence of Views on Institutional Approaches. Agriculture and Rural Development Discussion Paper 4. Washington, DC: World Bank. World Bank. 2006a. Agriculture investment sourcebook, Chapter 3. In Investments in Agricultural Extension and Information Services. Washington DC: World Bank. (http:// web.worldbank.org/WBSITE/EXTERNAL/TOPICS/EXTARD/EXTAGISOU/0, contentMDK:20930673~pagePK:64168445~piPK:64168309~theSitePK:2502781,00.html) World Bank. 2006b. Enhancing Agricultural Innovation: How to Go Beyond the Strengthening of Research Systems. Washington, DC: Agricultural and Rural Development, World Bank. World Bank. 2006c. Institutional Innovation in Agricultural Research and Extension Systems in Latin America and the Caribbean. Washington, DC: Agricultural and Rural Development, World Bank. (www.isgmard.org.vn/Information%20Service/Report/ Monthly-2007/September/ingIMPRENTA_August.pdf). World Bank. 2007a. Review of agricultural extension system in Sri Lanka, Chapter 4. In Reviving Sri Lanka’s Agricultural Research and Extension System: Towards More Innovation and Market Orientation. Final draft internal report. Washington, DC: World Bank. World Bank. 2007b. World Development Report 2008: Agriculture for Development. Washington, DC: World Bank. (http://siteresources.worldbank.org/INTWDR2008/ Resources/WDR_00_book.pdf) World Bank. 2007c. Agricultural Extension Services in Indonesia: New Approaches and Emerging Issues. Report No. 38468. Washington, DC: World Bank. World Bank. 2007d. Project Performance Assessment Report 39843. Washington, D.C.: World Bank. World Bank. 2008. Operations Essentials and Tools, Operations Portal. Washington, DC: World Bank. World Bank. 2009. Institutionalizing Impact Evaluation within the Framework of a Monitoring and Evaluation System. Washington, DC: Independent Evaluation Group, World Bank. 225 170 ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ Strengthening Agricultural Extension and Advisory Systems Yudelman, M. 1976. Agriculture in integrated rural development: The experience of the World Bank. Food Policy 1(5):367–381. (http://dx.doi.org/10.1016/0306- 9192(76)90072-5) Zinnah, M. M., R. E. Steele, and D. M. Mattocks. 1998. From margin to mainstream: Revitalization of agricultural extension curricula in universities and colleges in sub-Saharan Africa. In L. Van Crowder, ed., Training for Agriculture and Rural Development 1997–98. Rome: Food and Agriculture Organization of the United Nations. (www.fao.org/sd/exdirect/exan0027.htm) 226 Agriculture and Rural Development ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ Additional References and Resources Alex, G., and D. Byerlee. 2000. Monitoring and Evaluation for AKIS Projects: Framework and Options. Agricultural Knowledge & Information Systems (AKIS) Good Practice Note. Washington, DC: World Bank. (See particularly pp. 18–23.) Alex, G., D. Byerlee, and M. H. Collion. 2004. Extension and Rural Development: Converging Views or Institutional Approaches? Agriculture and Rural Development Discussion Paper 4. Washington, DC: World Bank. (http://siteresources.worldbank .org/INTARD/825826-1111129171182/20431824/DiscussionPaper4Final.pdf) Alex, G., W. Zijp, and D. Byerlee. 2002. Rural Extension and Advisory Services: New Directions. Rural Development Strategy Background Paper 9. Washington, DC: World Bank. (http://www-wds.worldbank.org/external/default/WDSContentServer/ WDSP/IB/2002/12/06/000094946_02112104065677/Rendered/PDF/multi0page.pdf) Anderson, J. R. 2004. Strategic Issues for Agricultural Research and Extension in the New Century of Development Challenge. Notes for the Development of a Website on Development Assistance Key Information System (DAKIS). Tokyo: Foundation for Advanced Studies on International Development, International Development Research Institute. Anderson, J. R. 2007. Agricultural Advisory Services. Background Paper for the World Development Report 2008 on Agriculture for Development. Washington, DC: World Bank. (http://siteresources.worldbank.org/INTWDR2008/Resources/2795087- 1191427986785/Anderson_AdvisoryServices.pdf) Anderson, J. R., and G. Feder. 2003. Rural Extension Services. Policy Research Working Paper 2976. Washington, DC: World Bank. (http://www-wds.worldbank.org/ external/default/WDSContentServer/IW3P/IB/2003/03/22/000094946_0303111135 2821/additional/120520322_20041117164046.pdf) Anderson, J. R., and G. Feder. 2006. Agricultural extension: Good intentions and hard realities. The World Bank Research Observer 19(1):41–60. Anderson, J. R., and G. Feder. 2007. Agricultural extension, Chapter 44. In R. Evenson and P. Pingali, eds., Handbook of Agricultural Economics: Agricultural Development: Farmers, Farm Production and Farm Markets (vol. 3), Amsterdam: Elsevier. (http://dx.doi.org/10.1016/S1574-0072(06)03044-1) Benin, S., E. Nkonya, G. Okecho, J. Pender, S. Nahdy, S. Mugarura, E. Kato, and G. Kayobyo. 2007. Assessing the Impact of the National Agricultural Advisory Services (NAADS) in the Uganda Rural Livelihoods. IFPRI Discussion Paper 00724. Washington, DC: International Food Policy Research Institute. Casley, D. J., and K. Kumar. 1987. Project Monitoring and Evaluation in Agriculture. Baltimore: Johns Hopkins University Press for World Bank. Casley, D. J., and K. Kumar. 1988. The Collection, Analysis, and use of Monitoring and Evaluation Data. Baltimore: Johns Hopkins University Press for World Bank. 172 227 Strengthening Agricultural ‫االستشارية‬Extension ‫الزراعي‬Systems and Advisory ‫والخدمات‬ ‫االرشاد‬ Chipeta, S. 2006. Demand Driven Agricultural Advisory Services. Lindau: Neuchâtel Group and Swiss Centre for Agricultural Extension and Rural Development (AGRIDEA). (http://www.neuchatelinitiative.net/english/documents/ DemandDrivenAgriculturalAdvisoryServices.pdf) Christoplos, I. 2003. Common Framework for Supporting Pro-Poor Extension. Lindau, Switzerland: Neuchâtel Group and Swiss Centre for Agricultural Extension and Rural Development. (http://www.neuchatelinitiative.net/english/documents/ CommonFrameworkforSupportingPro-PoorExtension_Mail__000.pdf) Christoplos, I., and A. Kidd. 2000. Guide for Monitoring, Evaluation and Joint Analysis of Pluralistic Extension Support. Lindau, Switzerland: Neuchâtel Group and Swiss Centre for Agricultural Extension and Rural Development. (http://www .neuchatelinitiative.net/english/documents/NIguideMEe.pdf) Cohen, J. M., and S. B. Peterson. 1997. Administrative Decentralization: A New Framework for Improved Governance, Accountability, and Performance. Development Discussion Paper No 582. Cambridge, MA: The Harvard Institute for International Development, Harvard University. de Janvry, A., and E. Sadoulet. 2004. Toward a Territorial Approach to Rural Development. Paper presented at the 4th Regional Thematic Forum in Latin America and the Caribbean on Harvesting Opportunities: Rural Development in the 21st Century, Costa Rica, October 19–21. (www.bancomundial.org/cuartoforo/text/AJANVRY- PAPER-Oct20-2004EN.pdf) Dixon, J., A. Gulliver, and D. Gibbon. 2001. Farming Systems and Poverty: Improving Farmers’ Livelihoods in a Changing World. Rome: Food and Agricultural Organization of the United Nations, and Washington, DC: World Bank. Evenson, R. 1997. The economic contributions of agricultural extension to agricultural and rural development, Chapter 4. In B. E. Swanson, R. P. Bentz, and A. J. Sofranko, eds., Improving Agricultural Extension: A Reference Manual. Rome: Food and Agriculture Organization of the United Nations. (http://www.fao.org/docrep/ W5830E/w5830e00.htm) Food and Agriculture Organization of the United Nations (FAO). 2006. World Agriculture: Toward 2030/2050. Rome: Food and Agriculture Organization of the United Nations. (http://www.fao.org/es/ESD/AT2050web.pdf) Guo, Z., and F. Li. 2005. Development and Perspective of Agricultural Distance Education in China, available at www.crdenet.net.cn/Academic%20Forum/Paper/1999/ t20051224_9061.htm Hartwich, F., A. Alexaki, and R. Baptista. 2007. Innovation Systems Governance in Bolivia: Lessons for Agricultural Innovation Policies. IFPRI Discussion Paper 00732. Washington, DC: Washington, DC: International Food Policy Research Institute. Horstkotte-Wesseler, G., M. Maredia, D. Byerlee, and G. Alex. 2000. Ex Ante Economic Analysis for Good Practices. AKIS Good Practice Note. Washington, DC: World Bank. Kahan, D. G. 2007. Farm Management Extension Services: A Review of Global Experience. AGSF Occasional Paper. Rome: Food and Agriculture Organization of the United Nations. Mackay, K. 2007. How to Build M&E Systems to Support Better Government. Washington, DC: Independent Evaluation Group, World Bank. 228 173 Agriculture and Rural Development ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ Muyanga, M. and T. S. Jayne. 2006. Agricultural Extension in Kenya: Practice and Policy Lessons. Tegemeo Institute of Agricultural Policy and Development Working Paper 26, Egerton University. Neuchatel Group. 2007. Common Framework on Financing Agricultural and Rural Extension, 2nd ed. Lindau, Switzerland: Neuchâtel Group and Swiss Centre for Agricultural Extension and Rural Development. (http://www.neuchatelinitiative. net/english/documents/CommonFrameworkonFinancing...pdf) Neven, D., M. Saunderson, T. Reardon, and R. Hopkins. 2005. Case Studies of Farmer Organizations Linking to Dynamic Markets in Southern Africa: Lutouw Estate Ltd., South Africa. East Lansing: Michigan State University. Nie, C., B. E. Swanson, and Y. Feng. 2004. China: Financing China’s extension. In W. Rivera and G. Alex, eds., Extension Reform for Rural Development, vol. 1: Decentralized Systems. Washington, DC: World Bank, 6-11. (http://www-wds.worldbank.org/ servlet/WDSContentServer/IW3P/IB/2005/05/03/000160016_20050503132521/ Rendered/INDEX/318900Extension1Reform1V1.txt) Pesche, D., and J. L. Francois. 2007. Common Framework on Agricultural Extension, 2nd ed. Lindau, Switzerland: Neuchâtel Group and Swiss Centre for Agricultural Extension and Rural Development. (http://www.neuchatelinitiative.net/english/ documents/CommonFrameworkonAgriculturalExtension.pdf) Qamar, M. K. 2005. Modernizing National Agricultural Extension Systems: A Practical Guide for Policy-Makers of Developing Countries. AGSF Occasional Paper. Rome: Food and Agriculture Organization of the United Nations (available in French, Arabic and Russian and available on-line at http://www.fao.org/docrep/008/ a0219e/a0219e00.htm. Rajalahti, R., J. Woelcke, J. and E. Pehu. 2005. Monitoring and Evaluation for World Bank Agricultural Research and Extension Projects—A Good Practice Note. Agriculture and Rural Development Discussion Paper 20. Washington, D.C: World Bank Rivera, W. M., and J. W. Cary. 1997. Privatizing agricultural extension, Chapter 22. In B. E. Swanson, R. P. Bentz, and A. J. Sofranko, eds., Improving Agricultural Extension: A Reference Manual. Rome: Food and Agriculture Organization of the United Nations. Rivera, W. M., and M. K. Qamar. 2003. A New Extension Vision for Food Security: Challenge to Change. Rome: Food and Agriculture Organization of the United Nations. (http://www.fao.org/DOCREP/006/Y5107E/Y5107E00.HTM) Rogers, E. M. 2003. Diffusion of innovations, 5th ed. New York: Free Press. Shepherd, A. W. 2006. Approaches to Linking Producers to Markets. Rome: Food and Agriculture Organization of the United Nations. (http://www.fao.org/ag/Ags/ subjects/en/agmarket/linkages/Bali/shepherd_paper.pdf) Swanson, B. E. 2006a. The changing role of agricultural extension in a global economy. Seminal paper in Journal of International Agricultural and Extension Education 13(3):5–18. (http://www.aiaee.org/archive/Vol-13.3.pdf) Swanson, B. E. 2008a. Changing Paradigms in Agricultural Extension. Paper presented at the International Seminar on Strategies for Improving Livelihood Security of Rural Poor, Goa, India, September 24–27. Van den Ban, A. W., and R. K. Samanta, eds. 2006. Changing Roles of Agricultural Extension in Asian Nations. Delhi, India: B.R. Publishing. 229 174 Strengthening Agricultural Extension ‫االستشارية‬ ‫الزراعي‬Systems and Advisory ‫والخدمات‬ ‫االرشاد‬ World Bank. 1995. Constraints Affecting the Agricultural Technology Dissemination System Including the Need to Strengthen Extension and Other Support Services. Draft project identification report, Uttar Pradesh Diversified Agricultural Support Project (UP-DASP). Washington, DC: World Bank. World Bank. 1998. Innovations in Technology Dissemination Component. Operational Procedures for Organizing and Managing Block and Field-Level Extension Programs under the ATMA Model. Paper for India National Agricultural Technology Project, Washington, DC: World Bank. World Bank 2003a. Monitoring and Evaluation Component in Agricultural Operations: A Tool Kit. Agriculture and Rural Development Department Draft. Washington, DC: World Bank. 230 ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫قاموس المصطلحات‬ ‫يستخدم اإلرشاد الزراعي ‪ -‬كما هو احلال في العديد من اجملاالت ‪ -‬عددا ً من‬ ‫املصطلحات لوصف مفاهيم معينة‪ .‬وألن هناك مدارس فكرية مختلفة جتاه‬ ‫الكيفية التي يجب أن تنظم وتعمل بها نظم اإلرشاد الزراعي‪ ،‬فإن هذه اآلراء‬ ‫اخملتلفة ميكن أن تُنتج نقاشات مثيرة لالهتمام‪ .‬وجدير بالذكر أن هذا الكتاب‬ ‫مت إعداده من منظور تطوير تنظيمي‪ .‬ولذلك‪ ،‬فمن املهم االتفاق على الوظائف‬ ‫أهداف تطويرية محددة‪ .‬ومن‬ ‫ٍ‬ ‫والبرامج واملهام األساسية التي يجب تنفيذها إلجناز‬ ‫ثم‪ ،‬سيكون حتديد املؤسسة (املؤسسات) صاحبة األفضلية نسبية في تنفيذ‬ ‫برامج محددة‪ ،‬وكذلك حتديد الكيفية التي تنظم وتنفذ بها هذه األنشطة‪ -‬أمرا ً‬ ‫أكثر سهولة‪ .‬ال يشتمل هذا الكتاب على جميع احلاالت‪ ،‬ولكنه يحتوي فقط‬ ‫ء على ذلك‪ ،‬فقد يكون من املفيد للقارئ‬ ‫على املفاهيم واألساليب األساسية‪ .‬وبنا ً‬ ‫مراجعة قاموس املصطلحات أوال ً لتسهيل فهم املصطلحات املستخدمة في‬ ‫هذا الكتاب‪.‬‬ ‫الخدمات االستشارية‬ ‫‪Advisory Services‬‬ ‫كبديل عن اخلدمات اإلرشادية‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫تستخدم اخلدمة (اخلدمات) االستشارية عادةً‬ ‫وقع‬ ‫تتضمن هذه النظم طيفا ً واسعا ً من الكيانات السوقية وغير السوقية‪ ،‬وي ُ َ‬ ‫تَ‬ ‫ة عن التقنيات اجلديدة التي ميكن أن حتسن‬ ‫ت تقني ٍ‬ ‫ة مفيد ٍ‬ ‫أن يقدم الوكالء معلوما ٍ‬ ‫من الدخل واملستوى املعيشي للمزارعني وغيرهم من أهالي الريف اآلخرين‪ .‬وبعيدا ً‬ ‫عن دورها التقليدي في تقدمي املعرفة والتقنية لتحسني اإلنتاجية الزراعية‪ ،‬فمن‬ ‫املتوقع أن تلبي اخلدمات االستشارية الزراعية مجموعة متنوعة من الوظائف‬ ‫اجلديدة‪ ،‬مثل تقنيات الربط بني املزارعني من أصحاب احليازات الصغيرة‪ ،‬وأسواق‬ ‫التصدير واألسواق عالية القيمة‪ ،‬والنهوض بتقنيات اإلنتاج املستدامة بيئيا ً‬ ‫والتعامل مع تأثيرات الـ ‪( HIV/AIDS‬فيروس نقص املناعة البشرية‪ /‬اإليدز) وبعض‬ ‫التحديات الصحية األخرى التي تؤثر على أهالي الريف‪.‬‬ ‫اإلرشاد الزراعي‬ ‫‪Agricultural Extension‬‬ ‫كان يُعرف اإلرشاد الزراعي فيما قبل بأنه تطبيق البحوث العلمية‪ ،‬واملعرفة‬ ‫والتقنيات لتحسني املمارسات الزراعية من خالل تعليم املزارع‪ .‬يتضمن مجال‬ ‫‪231‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫ُّم (نُظمت لتحقيق‬ ‫دى أوسع من نظريات وأنشطة االتصاالت والتعل ْ‬ ‫اإلرشاد اآلن م ً‬ ‫ت مختلفة‪ .‬ال يوجد‬ ‫املنفعة ألهالي الريف)‪ ،‬أُعدت مبعرفة محترفني في مجاال ٍ‬ ‫تعريف واحد متفق ٌ عليه بني اجلميع لإلرشاد الزراعي‪ ،‬لالطالع كيف تطور هذا اجملال‬ ‫ب عن‬ ‫ة من عشرة كت ٍ‬ ‫عبر أكثر من خمسني سنة مضت‪ ،‬انظر إلى عشر أمثل ٍ‬ ‫اإلرشاد‪ ،‬واملوجودة على‪))http://en.wikipedia.org/wiki/Agricultural_extension :‬‬ ‫نظم االبتكار الزراعي‬ ‫)‪Agricultural Innovation Systems (AISs‬‬ ‫ميكن تعريف نظام االبتكار على أنه شبكة من املؤسسات والشركات الكبرى‬ ‫واألفراد تركز في عملها على طرح منتجات‪ ،‬وإجراءات وأشكال تنظيمية جديدة‬ ‫إلى مجال االستخدام االقتصادي‪ ،‬إضافة إلى املؤسسات والسياسات التي تؤثر‬ ‫على تصرفاتهم وأدائهم‪ .‬ال يشتمل مفهوم نظم االبتكار الزراعي على موردي‬ ‫معني بدور وتفاعل كل األطراف اخملتلفة‬‫ٌ‬ ‫التقنيات اجلديدة فقط‪ ،‬بل هو أيضا ً‬ ‫الفاعلة في نظم اإلبداع الزراعي‪ ،‬وخصوصا في عملية االتصال بأسواق األنواع‬ ‫اخملتلفة من احملاصيل واملنتجات ذات القيمة العالية اجلديدة والناشئة‪ .‬في نظم‬ ‫االبتكار الزراعي (‪ )AISs‬على املستوى احمللي‪ ،‬تتصاعد أهمية دور املزارعني املبدعني‬ ‫الذين يقومون من خالل عمليات التجربة واخلطأ بتحديد املنتجات‪/‬احملاصيل ‪-‬‬ ‫وكذلك التقنيات الضرورية ‪ -‬األكثر ربحا ً عند إمداد األسواق اخملتلفة والناشئة بها‪.‬‬ ‫التقنيات الزراعية‬ ‫‪Agricultural Technologies‬‬ ‫ت ليس ببعيد‪ ،‬كان يتم إنشاء ونشر التقنيات الزراعية عن طريق‬ ‫حتى وق ٍ‬ ‫املؤسسات البحثية العامة‪ .‬إال أنه خالل اخلمسني سنة املاضية‪ ،‬لعب القطاع‬ ‫ة في إنتاج وبيع تقنيات احتكارية في صورة مدخالت‬ ‫اخلاص دورا ً متزايد األهمي ِ‬ ‫لإلنتاج‪ ،‬مثل البذور املهجنة واملبيدات احلشرية والتقنيات امليكانيكية‪ .‬تطورت‬ ‫ة عندما أصبح‬ ‫التقنيات احليوية بسرعة على مدى العقدين املاضيني‪ ،‬خاص ً‬ ‫ة وحترراً‪ .‬وقد عزز هذا التطور االستثمار اخلاص في مجال‬‫االقتصاد الزراعي أكثر عومل ً‬ ‫البحوث الزراعية‪ ،‬وفي حتويل هذه التقنيات التي يتوسع تأثيرها على الشركات‬ ‫الوطنية والشركات متعددة اجلنسيات في توفير تقنيات جديدة‪ ،‬وخصوصا لكبار‬ ‫املزارعني‪ .‬وفي نفس الوقت ال يزال للقطاع العام دورا ً هاما ً ليقوم به في تقدمي‬ ‫‪232‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫رقابة على هذه التقنيات اجلديدة‪ ،‬بإجراء البحوث مللء الفجوات التقنية الهامة‬ ‫التي ال تعاجلها مؤسسات القطاع اخلاص‪ ،‬وخصوصا صغار املزارعني وغيرهم من‬ ‫املزارعني الفرعيني‪ ،‬وكذلك في االستمرار في تطوير ونقل ممارسات املوارد الطبيعية‬ ‫املستدامة إلى جميع أنواع املزارعني‪.‬‬ ‫وكالة إدارة التكنولوجيا الزراعية‬ ‫)‪Agricultural Technology Management Agency (ATMA‬‬ ‫وكالة إدارة التقنية الزراعية هي مؤسسة اجتماعية مدنية مسجلة على‬ ‫مستوى املقاطعات في الهند تشارك اجلهات املعنية الرئيسية مباشرةً في تقييم‬ ‫املوارد‪ ،‬والعقبات وصفقات األسواق لصالح مجموعات مختلفة من املزارعني في‬ ‫اجملتمعات الريفية‪ .‬إنها نقطة محورية لدمج البحوث مع أنشطة اإلرشاد على‬ ‫مستوى املقاطعة‪ ،‬وتتولى العملية اإلدارية اليومية جلميع أنواع أنشطة اإلرشاد‪،‬‬ ‫مبا في ذلك تقدمي املساعدة جملموعات املزارعني اخملتلفة‪ ،‬في متابعة احملاصيل‬ ‫اجلديدة احملتمل إنتاجها‪ ،‬عالية القيمة‪ ،‬ومتابعة املاشية واملزارع السمكية‬ ‫وغيرها من املشاريع داخل مقاطعتهم‪ .‬وكجمعية مسجلة‪ ،‬فإن كل وكالة إلدارة‬ ‫التكنولوجيا الزراعية (‪ )ATMA‬ميكنها أن تتلقى وتنفق متويالت من احلكومة ومن‬ ‫مصادر أخرى‪ ،‬وميكنها الدخول في تعاقدات واتفاقيات مع مؤسسات مجتمعية‬ ‫مدنية أخرى‪ ،‬وميكن أن يكون لها حسابات دوارة تستخدم في حتصيل الرسوم من‬ ‫املزارعني وفي إجراء استرجاع لبعض تكاليف التشغيل‪.‬‬ ‫برنامج التنمية الريفية‬ ‫‪Animation Rurale‬‬ ‫مت تطوير برنامج التنمية الريفية مبعرفة االستعمار الفرنسي في اخلمسينيات‬ ‫واعتمدته حكومات إفريقية اشتراكية خالل أوائل الستينيات‪ ،‬إال أنه قد تالشى‬ ‫بعد عدة سنوات نتيجة للتغيرات السياسية في احلكومة‪ .‬في برنامج التنمية‬ ‫مي“) أن ينعش احلياة في أحد اجملتمعات‬ ‫الريفية‪ ،‬يحاول وكيل التغيير األصيل (“امل ُ َ‬ ‫ن ِّ‬ ‫من أجل حتفيزه جتاه عمل جماعي لتحسني هذا اجملتمع‪.‬‬ ‫الوقود الحيوي‬ ‫‪Biofuels‬‬ ‫عام على أنه وقود ُ‬ ‫صلب أو سائل أو غازي‪،‬‬ ‫بشكل ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ميكن تعريف الوقود احليوي‬ ‫‪233‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫يتكون من ‪ -‬أو مشتق من ‪ -‬املواد البيولوجية امليتة حديثاً‪ ،‬وبخاصة النباتات‪ .‬مييز‬ ‫هذا التعريف الوقود احليوي عن الوقود األحفوري‪ ،‬املستخرج من املواد البيولوجية‬ ‫امليتة قدمياً‪ .‬ميكن إنتاج الوقود احليوي من أي مصدر للكربون (البيولوجي)‪ ،‬وأكثر‬ ‫مصدر متعارف عليه هو نباتات التمثيل الضوئي‪ ،‬التي متتص الطاقة الشمسية‪ .‬إن‬ ‫صناعة الوقود احليوي آخذة في التوسع في أوروبا‪ ،‬وأمريكا الالتينية‪ ،‬وآسيا‪ ،‬وبصورة‬ ‫خاصة في أمريكا الشمالية‪ .‬واالستخدام األكثر شيوعا ً للوقود احليوي هو في النقل‬ ‫ة في األميركتني وأوروبا‪ .‬وقد أدى هذا التوسع إلى قطع األشجار‬ ‫بالسيارات‪ ،‬وخاص ً‬ ‫في الغابات‪ ،‬بل ومؤخرا ً أدى إلى نقص في املواد الغذائية نتج عنه أزمة أسعار السلع‬ ‫الغذائية عامي ‪.2007-2008‬‬ ‫مؤسسات المجتمع المدني‬ ‫)‪Civil Society Organizations (CSO‬‬ ‫تتكون مؤسسات اجملتمع املدني من مجموعات اجتماعية مدنية متطوعة‬ ‫كمفهوم مغاير للهيئات املدعومة من قبل‬ ‫ٍ‬ ‫تشكل القاعدة األساسية جملتمع فاعل‪،‬‬ ‫قوة ما من الدولة (بغض النظر عن النظام السياسي لهذه الدولة) ومؤسساتها‬ ‫التجارية‪.‬‬ ‫الخدمات االستشارية القائمة على السلع األساسية‬ ‫‪Commodity-Based Advisory Services‬‬ ‫إن اخلدمات االستشارية القائمة على السلع األساسية‪ ،‬مشابهة لنظم إرشاد‬ ‫(معرّفة الحقا ً في هذا اجلزء)‪ ،‬والتي يتطلب فيها أحد املنتجات‬ ‫سلسلة القيمة ُ‬ ‫أو احملاصيل الهامة اقتصاديا ً للتصدير بصورة عامة (على سبيل املثال‪ :‬القطن‪ ،‬أو‬ ‫القهوة‪ ،‬أو أي منتجات أو محاصيل عالية القيمة)‪ ،‬يتطلب استخدام منتجيها‬ ‫ر صارمة لضبط اجلودة في إنتاج‬ ‫ة محددة‪ ،‬واتباعهم ملعايي ٍ‬‫ت جيني ٍ‬ ‫ملوادٍ أو تنوعا ٍ‬ ‫وحصاد احملصول أو املنتج‪.‬‬ ‫الخدمات اإلرشادية التعاونية‬ ‫‪Cooperative Extension Service‬‬ ‫‪234‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫إن اخلدمات اإلرشادية التعاونية هي تضافر جلهود احلكومات الوطنية والدولية‬ ‫واحمللية في الواليات املتحدة لتطوير التطبيق العملي للمعرفة من خالل تشكيلة‬ ‫كبيرة من أنشطة اإلرشاد واالنتشار‪ .‬في الوقت الراهن‪ ،‬يستهدف هذا النظام‬ ‫مجاالت البرامج التالية‪ :‬التنمية الشبابية (‪ ،)4-H‬والتنمية الزراعية والريفية‪،‬‬ ‫وإدارة املوارد الطبيعية‪ ،‬وعلوم األسرة واملستهلك‪ ،‬وتنمية اجملتمعات واالقتصاد‬ ‫(على سبيل املثال‪ :‬مساعدة احلكومات احمللية على استكشاف وإنشاء خيارات‬ ‫اقتصادية حيوية لتنمية اجملتمع)‪ .‬يركز نظام اإلرشاد األمريكي عادةً على جميع‬ ‫جوانب التنمية الريفية‪ ،‬سوا ً‬ ‫ء على املستوى األسري أو على املستوى اجملتمعي‪.‬‬ ‫اإلرشاد الالمركزي‬ ‫‪Decentralized Extension‬‬ ‫عوامل رئيسية‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫يعتمد مفهوم اإلرشاد الالمركزي على ثالثة‬ ‫(‪ )1‬حتويل وظائف معينة التخاذ القرار إلى مستويات محلية‪ ،‬بدءا ً من الوظائف‬ ‫اإلدارية البسيطة‪ ،‬ثم حتديد األولويات وتخصيص التمويالت‪ ،‬وتقدمي وظائف‬ ‫إدارية أخرى‪ ،‬مبا في ذلك املساءلة والتمويل‪/‬التمويل املشترك؛‬ ‫(‪ )2‬تشجيع املشاركة العامة‪ ،‬مما يعكس مستوى السلطة احملولة رسميا ً إلى‬ ‫القرويني الذين يبدؤون بصفتهم االستشارية في تخطيط وتنفيذ البرنامج‪،‬‬ ‫ويفترض في نهاية املطاف أن يتم السيطرة على وظائف التخطيط املالي‬ ‫واملساءلة احملددة؛‬ ‫(‪ )3‬توسيع املشاركة احمللية في تنظيم وتقدمي خدمات اإلرشاد‪ ،‬التي تعكس‬ ‫مستوى سيطرة احلكومات احمللية و‪/‬أو املؤسسات األخرى ‪ -‬مبا في ذلك الهيئات‬ ‫اخلاصة واملنظمات غير احلكومية ‪ -‬على تنفيذ أنشطة اإلرشاد احملددة‪ .‬ملزي ٍ‬ ‫د من‬ ‫املعلومات عن الالمركزية‪ ،‬راجع الوحدة الثالثة من مرجع االستثمار الزراعي‬ ‫(‪.)World Bank 2006 a‬‬ ‫اإلرشاد القائم على الطلب‬ ‫‪Demand-Driven Extension‬‬ ‫اإلرشاد القائم على الطلب هو مفهوم ينظر له االقتصاديون وعلماء االجتماع‬ ‫بصورة مختلفة‪ .‬كما ذكر ‪« Birner and Anderson (2007)،‬العملية القائمة على‬ ‫‪235‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫وبشكل‬ ‫ٍ‬ ‫الطلب هي عملية تتعلق باملفاهيم االقتصادية للعرض والطلب» (ص‪.)4.‬‬ ‫أو بآخر يرى الناس األنظمة التكنولوجية على أنها ضمن مفهوم «القائم على‬ ‫التوريد» من قبل املؤسسات البحثية‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬يربط علماء اإلرشاد بني مفهوم‬ ‫«القائم على الطلب» والنظام التكنولوجي نفسه‪ ،‬ويدركون أن البحث والتطوير‬ ‫(‪ )R&D‬نادرا ً ما يقوده املزارعون‪ .‬ولذلك‪ ،‬ففي هذا الكتاب‪ ،‬نشير بصورة عامة إلى‬ ‫اإلرشاد القائم على الطلب كمفهوم تكون فيه األسرة املزارعة هي محل التركيز‬ ‫في نظام قيادة املزارع أو اإلرشاد التشاركي‪ .‬وكما ذَكَر ‪Wennink، Heemskerk,and‬‬ ‫شرط أساس لالبتكار”‬ ‫ٌ‬ ‫)‪“ ،Nederlof (2006‬خدمات املعرفة املوجهة للمزارعني هي‬ ‫(ص‪ .)1.‬وكذلك يوضح القسم السادس من الفصل الرابع من اإلرشاد القائم على‬ ‫السوق‪ ،‬أن املطلب االقتصادي املتغير للمنتجات بدأ يصبح وبصورة متزايدة‪ ،‬محل‬ ‫اهتمام نظم اإلرشاد التي تتطلع إلى رفع اإليرادات الزراعية‪.‬‬ ‫نشر اإلبداع‬ ‫‪Diffusion of Innovation‬‬ ‫إن نشر اإلبداع هو عملية يتم من خاللها نشر األفكار والتقنيات اجلديدة من‬ ‫خالل نظم زراعية وبلدان وثقافات مختلفة‪ .‬تنص نظرية االبداع لـ إيفرت روجر‬ ‫(‪ )2003‬على أن نشر اإلبداع هو عملية حتدث مبرور الوقت من خالل خمس مراحل‬ ‫خاصة بتعزيز نظم اإلرشاد الزراعي والنظم االستشارية‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫املعرفة‪ ،‬واإلقناع واتخاذ القرار والتنفيذ والتأكيد‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإن عملية االبتكار‪-‬‬ ‫القرار‪ ،‬هي العملية التي مير من خاللها الفرد أو وحدة صنع القرار خالل خمس‬ ‫مراحل‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫(‪ )1‬امتالك الوعي واملعرفة باالبتكار‬ ‫(‪ )2‬تكوين وجهة نظر جتاه االبتكار‬ ‫(‪ )3‬اتخاذ قرار لتبني (أو رفض) االبتكار‬ ‫(‪ )4‬تنفيذ االبتكار اجلديد‬ ‫(‪ )5‬التأكيد على القرار (ص ‪.)161‬‬ ‫‪236‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫التعليم اإلرشادي‬ ‫‪Extension Education‬‬ ‫ور َ التعليم اإلرشادي خالل القرن املاضي إلى نظام أو مجال دراسي له‬ ‫طِ‬‫ُ‬ ‫فلسفته وموضوعاته وأساليبه وتقنياته اخلاصة التي يجب أن تُفهم وتُستخدم‬ ‫من قبل معظم املرشدين الزراعيني‪ ،‬هذا إذا رغبوا في أن يكونوا فاعلني في توفير‬ ‫احتياجات جميع املزارعني‪ ،‬وبخاصة صغار املزارعني واملرأة املزارعة‪ .‬املفاهيم‬ ‫واألساليب والتقنيات األساسية للتعليم اإلرشادي قابلة للتطبيق في جميع‬ ‫اجملاالت املتضمنة في التنمية الزراعية والريفية‪ ،‬مبا في ذلك احملاصيل‪ ،‬وتربية‬ ‫املاشية‪ ،‬واملزارع السمكية واملؤسسات الريفية األخرى‪ ،‬وكذلك البرامج الشبابية‬ ‫الريفية واالقتصاد املنزلي‪/‬العلوم‪ ،‬مبا في ذلك الصحة األسرية‪ ،‬والصحة العامة‬ ‫والتغذية‪ .‬يركز التعليم اإلرشادي بصورة أساسية على أساليب التعليم والتعلم‬ ‫املطلوبة لتدريب صغار املزارعني واملرأة املزارعة وتقدمي املهارات واملعرفة واملعلومات‬ ‫األساسية التي سيحتاجونها لرفع إيراداتهم الزراعية‪ ،‬وبالتالي يحسنوا من‬ ‫املستوى املعيشي لعائالتهم الريفية‪.‬‬ ‫اإلرشاد‬ ‫‪Extension‬‬ ‫استخدام ملصطلح اإلرشاد لوصف برامج تعليم الكبار في إجنلترا خالل‬ ‫ٍ‬ ‫كان أول‬ ‫النصف الثاني من القرن التاسع عشر (بدأ في ‪ ،)1867‬وقد ساعدت هذه البرامج‬ ‫في متديد عمل اجلامعات إلى ما هو أبعد من احلرم اجلامعي‪ ،‬وإلى اجملتمعات اجملاورة‪.‬‬ ‫ولت وظيفة اإلرشاد هذه إلى وزارة اَلزِّرَاعَ ة‪ ،‬أُعيد‬ ‫في أوائل القرن العشرين‪ ،‬عندما ُ‬ ‫حِ‬ ‫س مصطلح اإلرشاد‬ ‫ب َ‬ ‫تسمية هذه األنشطة لتصبح‪ ،‬خدمات استشارية‪ .‬وقد اق ُ‬ ‫تِ‬ ‫د في جامعة الند‬ ‫تِ‬ ‫م َ‬ ‫هذا في الواليات املتحدة خالل أواخر القرن التاسع عشر‪ ،‬واع ُ‬ ‫جرانت كوظيفة مركزية لهذه املؤسسات‪ .‬وقد استمرت خدمات التعليم غير‬ ‫الرسمي حتى وقتنا هذا‪ .‬وعلى النحو املبني أيضا ً في موقع ويكيبيديا عن اإلرشاد‬ ‫الزراعي‪:‬‬ ‫)‪(http://en.wikipedia.org/wiki/Agricultural_extension‬‬ ‫وهناك عدد آخر من املصطلحات يستخدم في أجزاء مختلفة من العالم لوصف‬ ‫مفهوم مماثل أو مشابه‪:‬‬ ‫• الهولندية‪“( Voorlichting :‬إنارة املسار”)‬ ‫‪237‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫• األملانية‪“( Beratung :‬العمل االستشاري”)‬ ‫• الفرنسية‪“( Vulgarisation :‬التبسيط”)‬ ‫• اإلسبانية‪“( Capacitación :‬حتسني املهارات”)‬ ‫• التايالندية‪ ،‬الو‪“( Song-Suem :‬الترويج”)‬ ‫• الفارسية‪“( Tarvij & Gostaresh :‬الترويج والنشر”)‬ ‫المؤسسات القائمة على المزارعين‬ ‫)‪Farmer-Based Organizations (FBO‬‬ ‫إن تنظيم املزارعني إلى مجموعات ‪ -‬تعرف عموما ً باملؤسسات القائمة على‬ ‫املزارعني (‪ ،)FBOs‬ولكنها تتضمن جميع أنواع مؤسسات املزارعني‪ ،‬مثل تعاونيات‬ ‫املزارعني (‪ ،)FCs‬ومجموعات نوعية للمزارعني (‪ ،)FIGs‬ومجموعات املنتجني (‪،)PGs‬‬ ‫وجمعيات املزارعني (‪ ،)FAs‬و‪/‬أو مجموعات املساندة الذاتية (‪ - )SHGs‬من شأنه‬ ‫كل من عملية اإلمداد باملدخالت‬ ‫تعزيز القدرة التفاوضية لهم في األسواق (في ٍ‬ ‫أو إمداد األسواق)‪ .‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن تنظيم املزارعني إلى مجموعات من شأنه‬ ‫زيادة الكفاءة والفعالية لعملية توريد اخلدمات اإلرشادية واالستشارية الالزمة‬ ‫جلميع أنواع املزارعني‪ .‬إن تشكيل اجملموعات ميكنه بصورة دقيقة‏ تسهيل إدارة‬ ‫التقنيات الزراعية‪ ،‬واملساعدة في نقل النظم الزراعية بني األسر املزارعة اخملتلفة‪،‬‬ ‫ويشجع املزارعني على استخدام املمارسات الزراعية البيئية البسيطة‪ .‬وميكن‬ ‫أيضا ً للمؤسسات القائمة على املزارعني (‪ )FBOs‬أن تؤثر على سياسات احلكومات‬ ‫التي ميكنها أيضا ً أن تساعد على زيادة اإليرادات الزراعية‪ ،‬وبالتالي حتسني املستوى‬ ‫املعيشي الريفي‪ .‬ملزيد من املعلومات عن كيفية تنظيم مجموعات املزارعني‪ ،‬راجع‬ ‫(‪.)Chamala and Shingi 1997‬‬ ‫مدارس المزارعين الحقلية‬ ‫)‪Farmer Field Schools (FFS‬‬ ‫تتكون مدارس املزارعني احلقلية من مجموعة من األشخاص لديهم مصالح‬ ‫ملوضوع‬ ‫ٍ‬ ‫بشكل منتظم لدراسة «الكيفية واألسباب»‬ ‫ٍ‬ ‫مشتركة‪ ،‬يلتقون معا ً‬ ‫عملي معني‪ ،‬مثل اإلدارة املتكاملة لآلفات (‪ .)IPM‬وهي مناظرة لبرامج مثل احللقات‬ ‫الدراسية‪ ،‬أو برامج تنمية املوارد البشرية (‪.)HRD‬‬ ‫‪238‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫أعدت املدارس لتناسب “الدراسة باملوقع”‪ ،‬حيث تكون املهارات اإلدارية العملية‬ ‫ور َ منهاجها (‪ )FFS‬مبعرفة ‪ FAO‬في األصل‪،‬‬‫طِ‬‫ء مطلوبة‪ .‬وقد ُ‬ ‫واإلدراك الشامل أشيا ً‬ ‫لتحويل تقنية اإلدارة املتكاملة لآلفات (‪ )IPM‬للمزارعني في إندونيسيا‪ .‬وتستخدم‬ ‫هذه املدارس في اآلونة األخيرة للترويج للمؤسسات (رأس املال االجتماعي)‬ ‫وتطويرها‪ ،‬والسعي إلى إنشاء تقنيات أو مؤسسات جديدة لتنمية املوارد البشرية‬ ‫(‪ )HRD‬ترفع من اإليرادات الزراعية‪.‬‬ ‫اإلرشاد برسوم مقابل الخدمة‬ ‫)‪Fee-for-Service Extension (FSE‬‬ ‫في برنامج اإلرشاد برسوم مقابل اخلدمة‪ ،‬قد يكون مقدم اخلدمة كيان عام‬ ‫(على سبيل املثال‪ :‬وكالة إدارة التكنولوجيا الزراعية ‪ ،)ATMA‬أو مؤسسة غير‬ ‫حكومية (‪ ،)NGO‬أو مؤسسة قطاع خاص‪ ،‬أو حتى استشاري‪ ،‬لكن في البالد‬ ‫النامية‪ ،‬تتطلب عادةً خدمات اإلرشاد برسوم مقابل اخلدمة ‪ FSEs‬متويال ً عاما ً كبيرا ً‬ ‫لفترات طويلة األجل‪ ،‬حتى وإن كان مقدم اخلدمة من القطاع اخلاص (كما في‬ ‫تشيلي)‪ .‬في ظل مثل هذه الترتيبات (على سبيل املثال‪ :‬استخدام قسائم ممولة‬ ‫من احلكومة)‪ ،‬تتعاقد عادةً مجموعة من املزارعني على خدمات إرشادية معينة‪،‬‬ ‫لتلبية احتياجاتهم‪ .‬عندما تكون نية احلكومة هي حتويل معظم تكاليف اإلرشاد‬ ‫إلى كبار املزارعني‪ ،‬كما هو احلال في أوروبا‪ ،‬تكون النتائج مختلطة‪ .‬وبصورة عامة‪،‬‬ ‫حتويل تكاليف اخلدمات اإلرشادية مباشرةً إلى كبار املزارعني يجب أن يتم على‬ ‫مراحل تدريجية على مدى عدد من السنوات (كما في إيرلندا)‪ ،‬وخصوصا بالنسبة‬ ‫للبضائع العامة؛ وبعكس ذلك ستتقلص نظم اإلرشاد العامة السابقة هذه‬ ‫بسرعة‪ ،‬أو ستبحث عن فرص متويل جديدة (كما في اململكة املتحدة وهولندا)‪ ،‬و‪/‬‬ ‫أو ستنهار متاماً‪.‬‬ ‫نوادي ‪4-H‬‬ ‫‪Four-H Clubs‬‬ ‫إن نوادي ‪ Four-H‬هي مؤسسات شبابية مهمتها ‪“ -‬إشراك الشباب للوصول‬ ‫بهم إلى أقصى إمكاناتهم في عملية تطوير في مجال تنمية الشباب” (‪http://‬‬ ‫‪ .)en.wikipedia.org/wiki/4-H‬تخدم هذه املؤسسات أكثر من ستة ماليني ونصف‬ ‫عضو في الواليات املتحدة‪ ،‬وتوجد نواد ‪ 4-H‬أو ما يشابهها من املؤسسات اآلن في‬ ‫ٍ‬ ‫العديد من البلدان األخرى (راجع _‪http://www.national4-hheadquarters.gov/about/4h‬‬ ‫‪239‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫‪.)atlas.htm‬‬ ‫يكمن هدف نواد ‪ 4-H‬في تطوير مهارات املواطنة واملهارات والقيادة واملهارات‬ ‫احلياتية عند الشباب‪ ،‬ويكون ذلك بصورة أساسية من خالل برامج التعليم‬ ‫التجريبي‪ .‬وعلى الرغم من أنه يُنظر إليها عادة كمنظمة تركز على الزراعة‪ ،‬إال أن‬ ‫نوادي ‪ 4-H‬تشجع كال ً من أعضاء الريف واحلضر على تعلم العديد من املوضوعات‬ ‫مثل القيادة الشبابية‪ ،‬والشراكة بني الشباب والكبار‪ ،‬والعمل اجلماعي لتحقيق‬ ‫أهداف مشتركة‪ ،‬وريادة األعمال‪ ،‬واإلجراءات البرملانية‪ ،‬واخلطابة العامة‪ .‬ويأتي‬ ‫املسمى ‪ four H‬من الكلمات اإلجنليزية التي معناها الرأس‪ ،‬والقلب واأليدي والصحة‬ ‫التي تبدأ جميعها باحلرف ‪.H‬‬ ‫المحاصيل ذات القيمة العالية‬ ‫)‪High-Value Crops (HVCs‬‬ ‫بدأت احملاصيل ذات القيمة العالية مثل الفواكه واخلضروات تلقى اهتماما ً‬ ‫كبيرا ً في املساعدة على القضاء على الفجوة بني الدخل والتغذية في عملية‬ ‫تهدف لتحقيق كال ً من األمن الغذائي األسري والوطني‪ .‬وعلى سبيل املثال‪ ،‬تعمل‬ ‫العديد من مراكز اجملموعات االستشارية للبحوث الزراعية الدولية (‪ ،)CGIAR‬على‬ ‫أنواع مختلفة من احملاصيل ذات القيمة العالية‪ ،‬وكذلك على نظم إنتاج حيواني‬ ‫أكثر كفاءة‪ .‬ميكن ملعظم احملاصيل ذات القيمة العالية (‪ )HVCs‬أن تنمو في املزارع‬ ‫ء في مرحلة اإلنتاج أو في أعمال‬ ‫الصغيرة‪ ،‬وهي تتطلب الكثير من العمالة‪ ،‬سوا ً‬ ‫ما بعد احلصاد‪ ،‬ولذلك يكون صافي الدخل من هذه احملاصيل ذات القيمة العالية‬ ‫(‪ )HVCs‬عادةً أكبر من احملاصيل الغذائية األساسية (راجع مناقشة احملاصيل‬ ‫الغذائية األساسية‪ ،‬املوجودة الحقا ً في هذا املسرد)‪ .‬إال أنه لكي يتم إنتاج احملاصيل‬ ‫ذات القيمة العالية (‪ ،)HVCs‬فإن معظم صغار املزارعني واملرأة املزارعة سيحتاجون‬ ‫منو زراعية بيئية مناسبة‪ ،‬وإلى إمكانية وصول ألسواق موثوق بها‬ ‫إلى ظروف ٍ‬ ‫تستوعب هذه املنتجات‪ .‬وبنفس درجة األهمية‪ ،‬سيحتاج املزارعون املهتمون بهذا‬ ‫اجملال للتدريب على املهارات التقنية واإلدارية والتسويقية الالزمة‪ ،‬إذا كانوا يريدون‬ ‫حقا ً إنتاج وتسويق هذه احملاصيل‪.‬‬ ‫تنمية الموارد البشرية‬ ‫)‪Human Resource Development (HRD‬‬ ‫يستخدم مصطلح تنمية املوارد البشرية عادةً في املؤسسات الرسمية‪ .‬وهو‬ ‫‪240‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫يرتبط بصورة عامة بعملية حتسني املهارات واملستوى املعرفي للموظفني‪ ،‬ليصبحوا‬ ‫أكثر فاعلية في وظائفهم‪ ،‬ولكي يستطيعوا أن يحرزوا تقدما ً داخل املؤسسة‬ ‫التي يعملون بها‪ .‬في الفصل الرابع من هذا الكتاب‪ ،‬أولي اهتماما ً كبيرا ً ملوضوع‬ ‫مهام مختلفة‬‫ٍ‬ ‫هم من قبول‬‫نُ‬ ‫حتسني املهارات واملعرفة للمرشدين الزراعيني مبا يمُ َ ِ‬ ‫كَ‬ ‫وجديدة في نظام إرشاد المركزي تشاركي قائم على السوق‪ .‬ويجدر بنا أن نذكر أن‬ ‫مؤسسات اإلرشاد الزراعي تولي اهتماما ً خاصا ً حاليا ً بتعزيز مهارات تنمية املوارد‬ ‫البشرية (‪ )HRD‬لصغار املزارعني واملرأة املزارعة‪ ،‬لتساعدهم في تنويع أنظمتهم‬ ‫ورفع إيراداتهم الزراعية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ففي معظم اجملتمعات الريفية يوجد تنوع‬ ‫كبير بني األسر املزارعة‪ ،‬نتيجة الختالف األراضي واأليدي العاملة واملياه والتعليم‬ ‫واملوارد األخرى‪ .‬ولذلك‪ ،‬فمن املهم للمرشدين الزراعيني أن يكون لديهم القدرة‬ ‫على تقييم وحتديد أهم املهارات واملعارف التي ستحتاجها الفئات اخملتلفة من‬ ‫املزارعني‪ ،‬مبن فيهم املرأة املزارعة‪ ،‬لرفع اإليرادات الزراعية وحتسني املستوى املعيشي‬ ‫الريفي‪ .‬إضافة إلى أن إشراك املرأة املزارعة وشباب الريف في شركات محاصيل و‪/‬‬ ‫أو تربية ماشية جديدة‪ ،‬سيرفع من دخل األسرة املزارعة‪ ،‬وسيغير كذلك من دورهم‬ ‫وحالتهم باإليجاب داخل أسرهم املزارعة ومجتمعاتهم الريفية املعنية‪ ،‬بصورة‬ ‫عامة‪.‬‬ ‫تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‬ ‫)‪Information and Communications Technology (ICT‬‬ ‫تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت هو تعبير شامل يتضمن كل أنواع التقنيات‬ ‫اخلاصة باالتصاالت واملعلومات‪ .‬فهو يشمل أي وسيلة لتسجيل وبث املعلومات‪،‬‬ ‫وكذلك التقنيات الالزمة إليصال املعلومات من خالل الصوت‪ ،‬والصوتيات‪ ،‬و‪/‬أو‬ ‫الصور‪ .‬أصبحت تكنولوجيا املعلومات (‪ )IT‬مبثابة مركزا ً لتواصل املعلومات‪ ،‬وفي‬ ‫معظم األحيان يكون ذلك عن طريق أجهزة الكمبيوتر‪.‬‬ ‫نظام االبتكار‪ /‬اإلبداع‬ ‫‪Innovation/ Innovation System‬‬ ‫ميكن تعريف االبتكار على أنه طريقة جديدة في تنفيذ شيء ما‪ ،‬ويتراوح هذا‬ ‫بني تغيير الطريقة التي نفكر بها‪ ،‬ويصل إلى الطريقة التي ننتج بها منتجا ٍ‬ ‫ت‬ ‫جديدة‪ ،‬أو نستخدم فيها إجراءات أو عمليات جديدة‪ .‬ويتضمن هذا أيضا ً االبتكارات‬ ‫املؤسسية التي تغير الطريقة التي تنفذ بها املؤسسة وظائف جديدة أو مختلفة‪.‬‬ ‫‪241‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫على سبيل املثال‪ ،‬التحول إلى نظام إرشاد يعمل من أسفل إلى أعلى‪ ،‬بدال ً من‬ ‫عمله من أعلى إلى أسفل‪ ،‬أو التحرك جتاه نظام إرشاد يعتمد على األسواق بصورة‬ ‫أكبر من اعتماده على التكنولوجيا‪ .‬في ظل اقتصاد سريع التغير أيضاً‪ ،‬يكون‬ ‫املزارعون املبدعون في كثير من األحيان هم مصدر تكنولوجيا اإلنتاج‪ ،‬لالبتكارات‬ ‫القائمة على السوق‪ ،‬التي تنطوي على مختلف احملاصيل‪/‬املنتجات ذات القيمة‬ ‫العالية‪ .‬وألن االبتكار هو احملرك الرئيس للتغيير االقتصادي‪ ،‬فمن املهم األخذ في‬ ‫االعتبار جميع العوامل التي حتسن من الظروف املعيشية للناس‪ .‬على سبيل‬ ‫املثال‪ ،‬زيادة الكم اإلنتاجي بالنسبة للمنتج‪ ،‬و‪/‬أو استهالك املنتجات اجلديدة أو‬ ‫اخملتلفة‪ .‬يتضمن نظام االبتكار عموما ً عملية تدفق التكنولوجيا واملعلومات‬ ‫واملدخالت واملنتجات بني الناس والشركات واملؤسسات‪ .‬ويتضمن أيضا ً التفاعل‬ ‫بني األطراف الفاعلة التي ميكنها حتويل فكرة أو تكنولوجيا إلى إجراء أو منتج أو‬ ‫خدمة جديدة مطلوبة أو مرغوب فيها في األسواق احمليطة‪.‬‬ ‫الخدمات االستشارية لتوريد المدخالت‬ ‫‪Input Supply Advisory Services‬‬ ‫إن اخلدمات االستشارية لتوريد املدخالت هي خدمات استشارية مباشرة من‬ ‫شخص إلى آخر‪ ،‬تقدمها شركات توريد املدخالت بالقطاع اخلاص (وتعاونيات توريد‬ ‫املدخالت) للمزارعني الذين يشترون مدخالت اإلنتاج من هذه الشركات‪ .‬هذا هو‬ ‫النموذج السائد في معظم البالد املتطورة صناعياً‪ ،‬ألن األمر أصبح ترتيب بني «فائز‬ ‫وفائز»‪ .‬يحصل املزارعون على استشارات تقنية جيدة من استشاريي محاصيل‬ ‫مؤهلني‪ ،‬وتكون شركات توريد املدخالت قادرة على استرداد تكلفة اخلدمات‬ ‫االستشارية من خالل األرباح الناجتة من مبيعات املدخالت‪ ،‬وبخاصة لكبار املزارعني‪.‬‬ ‫التدريب أثناء الخدمة‬ ‫‪In-Service Training‬‬ ‫لم يتلق التدريب أثناء اخلدمة ملوظفي اإلرشاد الزراعي اهتماما ً ‪ -‬أو تلق اهتماما ً‬ ‫قليال ً ‪ -‬ال من قبل احلكومات وال من قبل اجلهات املانحة في السنوات األخيرة املاضية‪.‬‬ ‫ونظرا ً ألن معظم أنظمة اإلرشاد الزراعي‪ ،‬ال تزال مقيدة املوارد للغاية‪ ،‬بسبب‬ ‫انخفاض مخصصات امليزانية‪ ،‬فاملوارد املتاحة لتدريب موظفي اإلرشاد احلاليني‬ ‫على التقنيات الزراعية أو أنظمة املزارع قليلة ‪ -‬هذا إن وجدت من األساس ‪-‬‬ ‫وباخلصوص في مجال احملاصيل واملنتجات ذات القيمة العالية‪ ،‬أو مجال استخدام‬ ‫‪242‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫أساليب اإلرشاد األكثر تشاركية‪ .‬إن أحد الفرص املباشرة للمساعدة في تعديل‬ ‫معظم أنظمة اإلرشاد الزراعي هي االستثمارات الكبيرة في مجال تنمية املوارد‬ ‫البشرية (‪ )HRD‬ملوظفي اإلرشاد امليدانيني‪ .‬ويجب أيضا ً أن يتم تعديل وحتديث‬ ‫أعضاء هيئة التدريس وموظفي املدارس واجلامعات الزراعية‪.‬‬ ‫بناء المؤسسات‬ ‫‪Institution Building‬‬ ‫محور االهتمام األساس لهذا الكتاب هو عملية تعزيز وزيادة األثر االقتصادي‬ ‫ة من‬‫ملؤسسات اإلرشاد القائمة وغيرها من املنظمات التي تقدم أنواعا ً مختلف ً‬ ‫اخلدمات اإلرشادية واالستشارية لألسر الريفية املزارعة‪ .‬وإعادة تنظيم مؤسسة‬ ‫اإلرشاد القائمة عملية تستغرق الكثير من الوقت‪ ،‬حيث حتتاج في أغلب األحوال‬ ‫إلى خمس سنوات أو أكثر لتكتمل‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬تعديل الهيكل اإلداري‬ ‫(مبعنى‪ ،‬أن يصبح‪ ،‬أعلى‪-‬أسفل بدال ً من أسفل‪-‬أعلى) وإعادة تدريب موظفي اإلرشاد‬ ‫احلاليني في مجال املهارات التشاركية والتقنية واإلدارية الالزمة أمر يستغرق‬ ‫الكثير من الوقت‪.‬‬ ‫إضافة إلى حاجة موظفي اإلرشاد الى وقت إلعادة االتصال مع اجملتمع الزراعي‬ ‫بعد التدريب لتقدمي هذه الطرق اجلديدة املتبعة من أجل زيادة دخل املزارع‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫وبعد هذا الوقت‪ ،‬فإنشاء نظم إرشادية واستشارية جديدة سيستغرق مزيدا ً من‬ ‫الوقت لكي يستقر‪ ،‬وستحتاج هذه النظم غالبا ً إلى مزيدا من الوقت قبل أن يكون‬ ‫لها أثرا ً ملموسا ً على دخل املزرعة‪ ،‬و‪/‬أو اإلنتاجية الزراعية‪.‬‬ ‫وستحتاج معظم املؤسسات اإلرشادية أيضاً‪ ،‬وباخلصوص تلك التي تخدم‬ ‫احتياجات األسر املزارعة ذات احليازات الصغيرة‪ ،‬متويال ً حكوميا ً طويل األمد‪ ،‬إذا أرادت‬ ‫هذه املؤسسات أن تقدم خدمات ارشادية واستشارية مستدامة‪.‬‬ ‫التنمية الريفية المتكاملة‬ ‫)‪Integrated Rural Development (IRD‬‬ ‫طبقا ً ملا ذكره (‪ ،Nemes )2005‬فإن التنمية الريفية املتكاملة‪ ،‬هي «عملية‬ ‫مستمرة يشترك فيها أطراف خارجية تطلعات محلية‪ ،‬تهدف إلى حتسني أحوال‬ ‫مجموعات من الناس يعيشون في املناطق الريفية‪ ،‬وإلى احلفاظ على القيم‬ ‫الريفية وحتسينها‪ ،‬من خالل إعادة نشر املوارد املركزية‪ ،‬وتقليل األضرار النسبية‬ ‫‪243‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫للتنافس‪ ،‬وإلى إيجاد طرق جديدة لتعزيز املوارد الريفية واالستفادة منها» (ص ‪.)23‬‬ ‫اإلرشاد القائم على السوق‬ ‫)‪Market-Driven Extension (MDE‬‬ ‫إن اإلرشاد القائم على السوق هو مفهوم جديد نسبياً‪ ،‬يتحول فيه تركيز‬ ‫االهتمام من نظم اإلرشاد الزراعي القائمة على نقل التكنولوجيا‪ ،‬تغير‪ 180‬درجة‬ ‫أو من “البحوث” إلى “األسواق”‪ ،‬وباخلصوص بالنسبة للمحاصيل ذات القيمة‬ ‫العالية‪ ،‬وتربية املاشية‪ ،‬واملزارع السمكية‪ ،‬أو املنتجات األخرى‪ .‬يتسق تغيير‬ ‫االهتمام هذا مع مفهوم نظام االبتكار الزراعي القائم على السوق (‪ ،)AIS‬ألن‬ ‫الفرص املتاحة في األسواق والوصول إليها تعتمد جزئيا ً على موقع كل مزرعة‬ ‫(أو مجموعة من املزارعني)‪ ،‬وعلى حجم املزرعة (إلنتاج منتجات محددة)‪ ،‬وعلى‬ ‫عوامل كثيرة أخرى‪ ،‬مثل الظروف الزراعية البيئية‪ ،‬والبنية التحتية لشبكة‬ ‫النقل‪ ،‬وتوفر األيدي العاملة‪ ،‬ورمبا إمكانية الوصول إلى موارد اإلنتاج األخرى‪ ،‬مثل‬ ‫أسواق‬ ‫ٍ‬ ‫الري والبيوت احملمية‪ ،‬إلخ‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإن قرار مجموعة من املزارعني بإمداد‬ ‫بعينها مبحاصيل أو منتجات مختلفة ذات قيمة عالية‪ ،‬سيعتمد بصورة كبيرة‬ ‫على احلجم النسبي لألسواق التي يسهل الوصول إليها من أجل منتجات معينة‪،‬‬ ‫وعلى امليزة االستراتيجية جملموعات املنتجني في إمداد هذه األسواق باحملاصيل أو‬ ‫املنتجات ذات القيمة العالية‪.‬‬ ‫إدارة الموارد الطبيعية‬ ‫)‪Natural Resource Management (NRM‬‬ ‫ميكن تعريف إدارة املوارد الطبيعية على أنها إدارة موسعة ومسؤولة عن بيانات‬ ‫مصادر األراضي واملياه والغابات‪ ،‬واملوارد البيولوجية ‪ -‬مبا فيها اجلينات ‪ -‬الالزمة‬ ‫للحفاظ على اإلنتاجية الزراعية‪ ،‬وتفادي تدهور مستوى اإلنتاجية املستقبلية‪.‬‬ ‫توصي معظم الوكاالت املانحة باالستخدام املستدام للموارد الطبيعية‪ ،‬سواء‬ ‫على املستوى اجملتمعي أو على مستوى املشروعات‪ ،‬وعلى املستويني الوطني‬ ‫والعاملي‪ .‬ووفقا لذلك‪ ،‬تتضمن القضايا األساسية و‪/‬أو األبعاد املؤسسية إلدارة‬ ‫املوارد الطبيعية القطاعات التالية‪:‬‬ ‫(‪ )1‬الغابات وعلومها؛‬ ‫(‪ )2‬إدارة موارد األراضي (مبا فيها إدارة األراضي القاحلة ومكافحة التصحر)؛‬ ‫(‪ )3‬إدارة مصادر املياه (مبا في ذلك الري والصرف)؛‬ ‫‪244‬‬ ‫(‪ )4‬التنوع احليوي‪.‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫المنظمات غير الحكومية‬ ‫)‪Nongovernmental Organizations (NGOs‬‬ ‫املنظمات غير احلكومية هي مؤسسات قانونية يُنشؤها األفراد العاديون أو‬ ‫املؤسسات‪ ،‬بدون مشاركة أو متثيل من قبل أي مصلحة حكومية‪ ،‬وميكن تصنيف‬ ‫املنظمات غير احلكومية ‪ NGOs‬إلى نوعني‪ :‬تشغيلية وداعمة‪ .‬الهدف األساسي‬ ‫من املنظمات غير احلكومية ‪ NGO‬التشغيلية‪ ،‬هو تصميم وتنفيذ املشروعات‬ ‫املتعلقة بالتنمية‪ .‬ميكن أن تُبنى املنظمات غير احلكومية التشغيلية على أساس‬ ‫محلي‪ ،‬أو وطني أو دولي‪ .‬الهدف األساس من املنظمات غير احلكومية الداعمة‪ ،‬هو‬ ‫الدفاع أو الترويج لقضية محددة‪ ،‬حيث حتاول هذه املؤسسات الداعمة عادةً زيادة‬ ‫الوعي واالستجابة‪ ،‬واملعرفة عن طريق القوى املؤثرة وتنظيم فعاليات للنشطاء‪.‬‬ ‫اإلرشاد التشاركي‬ ‫‪Participatory Extension‬‬ ‫منوذج اإلرشاد التشاركي هو في جوهره مزيج من نشر التكنولوجيا واخلدمات‬ ‫االستشارية وتنمية املوارد البشرية‪ ،‬ويتضمن عنصرين رئيسيني‪:‬‬ ‫يحدد العنصر األول كيفية تنظيم نظم اإلرشاد‪ ،‬ويبرز حقيقة أن جميع أنواع‬ ‫املزارعني وخصوصا صغار املزارعني واملرأة املزارعة‪ ،‬يجب أن يلعبوا دورا ً هاما ً في‬ ‫حتديد أولويات اإلرشاد‪ ،‬وصياغة برامجه‪ .‬وبذلك‪ ،‬يتولى املزارعون ملكية برامج‬ ‫وعمليات اإلرشاد اجلارية هذه‪ .‬والعنصر الثاني لنهج اإلرشاد التشاركي يشمل‬ ‫عموما أساليب اإلرشاد األكثر تشاركية‪ ،‬مثل التعلم التجريبي والتبادل التعليمي‬ ‫كتسب من خالل العمليات التفاعلية‬ ‫بني مزارع ومزارع‪ .‬ويؤكد على أن املعرفة ت ُ َ‬ ‫التي تتضمن موظفي اإلرشاد امليدانيني وشركات القطاع اخلاص واملؤسسات غير‬ ‫احلكومية ‪ ،NGOs‬و‪/‬أو املزارع املتقدمة‪ ،‬وذات االبتكارات املوجودة في اجملتمعات‬ ‫احمللية أو القريبة‪ .‬ويتوقع أن يتخذ املشاركون قراراتهم بأنفسهم‪ ،‬خصوصا ً‬ ‫املتعلقة بكيفية تكثيف و‪/‬أو تنويع نظمهم الزراعية‪.‬‬ ‫اإلدارة التشاركية للمزرعة‬ ‫)‪Participatory Farm Management (PFM‬‬ ‫يستخدم نهج اإلدارة التشاركية للمزرعة أساليب مبسطة لتمكني صغار‬ ‫شخص ُ‬ ‫مساعد‪ ،‬يقوم بتحديد وحتليل‬ ‫ٍ‬ ‫املزارعني من العمل بأنفسهم أو من خالل‬ ‫‪245‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫استخداماتهم للمزرعة أو املوارد األسرية لتقييم األثر احملتمل التخاذ قرارات‬ ‫مختلفة بشأن اإليراد الزراعي‪ .‬ميكن استخدام هذه األساليب لتقييم انعكاسات‬ ‫املصدر‪ ،‬لتعديل نظام الزراعة احلالي‪ ،‬وذلك من خالل تنويع التعامل مع شركة‬ ‫واحدة جديدة أو أكثر‪ ،‬وعمل مقارنة بني تأثير هذه الشركات اجلديدة والشركات‬ ‫احلالية على ٍ‬ ‫كل من مصادر املزرعة وإيراداتها‪.‬‬ ‫التقييم الريفي التشاركي (البحث الريفي بالمشاركة)‬ ‫)‪Participatory Rural Appraisal (PRA‬‬ ‫التقييم الريفي التشاركي‪ ،‬هو عنوان يطلق على مجموعة مترابطة من الطرق‬ ‫التشاركية‪ ،‬واألس��اليب التي تركز عل��ى املعرفة احمللية‪ ،‬ومتكن السكان احملليني من‬ ‫عمل تقييماتهم وحتليالتهم وخططهم اخلاصة‪ .‬املبادئ الرئيسة للتقييم الريفي‬ ‫التشارك��ي ‪ PRA‬هي املشاركة والعمل اجلماعي‪ ،‬واملرونة‪ ،‬ضمن اطار ثالثي لضمان‬ ‫د من املعلومات عن التقييم الريفي التشاركي‬ ‫صالحية املعلومات وموثوقيتها‪ .‬ملزي ٍ‬ ‫‪ PRA‬راجع الرابط ‪:‬‬ ‫‪http://web.worldbank.org/WBSITE/EXTERNAL/TOPICS/EXTPO VERTY/EXTISPMA‬‬ ‫‪/0,,contentMDK:20190386~menuPK:415131~pagePK:148956~piPK:216618~theSite‬‬ ‫‪PK:384329,00.html.‬‬ ‫تدريب ما قبل الخدمة‬ ‫‪Preservice Training‬‬ ‫إن تدريب ما قبل اخلدمة للمرشدين الزراعيني لم يولى إال اهتماما ً محدودا في‬ ‫معظم البلدان النامية منذ التسعينيات ومنح موارد محدودة‪ .‬يحصل موظفي‬ ‫اإلرشاد امليدانيني على دبلوم مدته ثالث سنوات أو سنتني من مدرسة زراعية‪،‬‬ ‫ويكون هذا عادة مبثابة شهادة دراسية‪ .‬إن برامج الدبلوم الدراسية هذه عادةً تُدرِس‬ ‫قطاعا ً عرضيا ً من املناهج الزراعية‪ ،‬مبا في ذلك إنتاج احملاصيل والثروة احليوانية‪،‬‬ ‫إضافة إلى املهارات األساسية ألساليب اإلرشاد التي تستخدم إطار العمل‬ ‫“نشر اإلبداع”‪ ،‬والذي يركز في املقام األول على نشر التكنولوجيا بني معظم‬ ‫كبار املزارعني‪ .‬ويكون احملتوى التعليمي للمناهج الزراعية واإلرشادية في معظم‬ ‫األحوال قد عفا عليها الزمن‪ ،‬فإذا كان من املتوقع لنظم اإلرشاد الزراعي هذه أن‬ ‫ة (بقيادة املزارع) وأكثر ارتباطا ً بالسوق في‬ ‫تصبح أكثر المركزية‪ ،‬وأكثر مشارك ً‬ ‫حتسني سبل العيش الريفية‪ ،‬سيتطلب األمر حتديث املهارات واملعرفة وأعضاء‬ ‫هيئة التدريس واملوظفني في املدارس واجلامعات الزراعية كلها في احملتوى املقرر‬ ‫‪246‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫وطرق التدريس‪ ،‬وكذلك ستكون هناك حاجة ألن تقدم مواد تعليمية ذات صلة‪،‬‬ ‫أوال ً بأول راجع )‪. Zinnah,Steele,and Mattocks (1998‬‬ ‫الخدمات االستشارية الخاصة‬ ‫)‪Private Advisory Services (PASs‬‬ ‫في ظل نظام اخلدمات االستشارية اخلاصة‪ ،‬تتعاقد شركة من القطاع اخلاص (أو‬ ‫مؤسسة غير حكومية ‪ )NGO‬مع احلكومة‪ ،‬أو اجلهة املانحة‪ ،‬أو حتى مع مؤسسة‬ ‫املزارع‪ ،‬لتقدمي مجموعة متنوعة من اخلدمات االستشارية للمزارعني‪ ،‬ويكون ذلك‬ ‫ت مانحة (مثل‪ :‬منوذج‬‫بصورة عامة باستخدام متويل حكومي أو متويل من جها ٍ‬ ‫‪ NAADS‬في أوغندا)‪ .‬يستخدم هذا النهج نفس األدوات واألساليب األساسية‬ ‫املستخدمة في اإلرشاد العام‪ ،‬إال أن اإلدارة بوسعها أن تستأجر وتفصل املوظفني‪،‬‬ ‫وبإمكانها تقدمي حوافز للعاملني مرتبطة باألداء‪ ،‬وميكنها كذلك تخصيص‬ ‫التمويالت املناسبة للبرامج وعمليات التشغيل‪ .‬ولذلك فإن أداء اخلدمات‬ ‫االستشارية اخلاصة ‪ PASs‬يكون ناجحا ً وفاعال ً على املدى القصير‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فهذا‬ ‫النهج يبدو أقل قابلية لالستمرار على املدى البعيد‪ ،‬ألن التغير السياسي (على‬ ‫سبيل املثال‪ :‬عندما يتولى حزب سياسي مختلف قيادة احلكومة) قد يؤثر بصورة‬ ‫مباشرة على توافر التمويل احلكومي‪ .‬وتكون متويالت اجلهات املانحة كذلك قصيرة‬ ‫األمد في الغالب‪ ،‬وقد تتغير أولويات اجلهة املانحة‪ ،‬بالصورة التي ميكن رؤيتها‬ ‫من استثمارات البنك الدولي في برامج اإلرشاد بالتدريب والزيارة‪ .‬الستعراض‬ ‫عام خلدمات اإلرشاد اخملصخصة‪ ،‬ارجع إلى ‪.Rivera and Alex 2004a,2004b‬‬ ‫مجموعات المساعدة الذاتية‬ ‫)‪Self-Help Groups (SHGs‬‬ ‫تقدم مجموعات املساعدة الذاتية دعما ً متبادال ً بني النظائر‪ ،‬خصوصا ً النساء‪،‬‬ ‫في اجملتمعات الريفية‪ .‬والدعم املتبادل عملية يجتمع خاللها الناس طوعا ً ملواجهة‬ ‫مشاكل مشتركة‪ ،‬خصوصا ً فيما يتعلق بتحسني معيشة أعضاء اجملموعة‪،‬‬ ‫مثل زيادة الوصول إلى التعليم واخلدمات الصحية‪ .‬كذلك ميكن حتويل مجموعات‬ ‫املساعدة الذاتية إلى نشاطات اقتصادية معينة ذات اهتمام متبادل‪ ،‬ومقبولة‬ ‫ثقافيا ً في اجملتمعات الريفية‪ .‬ففي الهند‪ ،‬على سبيل املثال‪ ،‬كثيرا ً ما تبدأ مجموعات‬ ‫املساعدة الذاتية كمجموعات للتوفير أو مجموعات ائتمان يشارك فيها األعضاء‬ ‫مبدخراتهم‪ ،‬ويعاودون اإلقراض داخل اجملموعة بشكل تدويري أو حسب احلاجة‪ .‬يكون‬ ‫‪247‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫لدى هذه اجملموعات مفهوم مشترك للحاجة‪ ،‬ودفعة نحو العمل اجلماعي‪ .‬على‬ ‫سبيل املثال‪ ،‬تركز بعض تلك اجملموعات على نشاطات إنتاجية معينة (مثال على‬ ‫ذلك‪ ،‬منتجات األلبان‪ ،‬الفطر‪ ،‬الدواجن) ثم تستخدم مواردها اجملمعة للدخول في‬ ‫مشروع يشترك اجلميع في ملكيته وإدارته (مثال على ذلك‪ ،‬املزارع السمكية)‪ ،‬أو‬ ‫لإلنتاج بشكل منفرد (مثال على ذلك‪ ،‬مصنع ألبان)‪ ،‬والتسويق بشكل جماعي‬ ‫كمنظمة منتجة‪.‬‬ ‫تنمية رأس المال االجتماعي‬ ‫)‪Social Capital Development (SCD‬‬ ‫ينظر االقتصاديون وعلماء االجتماع إلى مفهوم تطوير رأس املال االجتماعي‬ ‫ينصب التركيز على من ينظمون‬ ‫ُ‬ ‫نظرة مختلفة بعض الشيء‪ .‬وفي هذا الكتاب‪،‬‬ ‫أنفسهم ومواردهم حلل املشاكل التي حتظى باهتمام عام‪.‬‬ ‫وتعتمد فعالية تلك اجملموعات و‪ /‬أو الشبكات على مدى قدرة اجملموعة على‬ ‫تسهيل اتخاذ القرارات بشكل جماعي‪ ،‬واملساعدة في نشر املعلومات‪ ،‬وتقليل‬ ‫السلوك االنتهازي‪ .‬وتعتمد هذه العوامل على سمات مختلفة تشمل الهيكل‬ ‫التنظيمي‪ ،‬والعضوية‪ ،‬وطريقة عمل تلك اجملموعات‪.‬‬ ‫محاصيل األغذية الرئيسية‬ ‫)‪Staple Food Crops (SFCs‬‬ ‫تشكل محاصيل األغذية الرئيسية قاعدة الغذاء التقليدية‪ .‬تتفاوت األغذية‬ ‫الرئيسية من مكان آلخر‪ ،‬لكنها تكون بشكل تقليدي أطعمة نشوية رخيصة‬ ‫من أصل نباتي وعالية الطاقة الغذائية (السعرات احلرارية) ومن الكربوهيدرات‪،‬‬ ‫وميكن أن تُخزّْن لالستعمال على مدار السنة‪ .‬تُشتق غالبية األغذية الرئيسية من‬ ‫احلبوب‪ ،‬مثل القمح‪ ،‬أو الذرة الصفراء‪ ،‬أو األرز‪ ،‬أو من اخلضروات اجلذرية النشوية‪،‬‬ ‫مثل البطاطا‪ ،‬واليام‪ ،‬أو الكسافة‪.‬‬ ‫وتشمل األغذية الرئيسية األخرى البقول (احلبوب اجلافة) والفاكهة‪ .‬ولكون‬ ‫األغذية الرئيسية ال تقدم مجموعة كاملة من املواد املغذية بوجه عام‪ ،‬فإنه قد‬ ‫تكون هناك حاجة ألغذية أو محاصيل أخرى بروتينية‪ ،‬للوقاية من أمراض سوء‬ ‫التغذية‪ ،‬خصوصا ً بني الفقراء في الريف‪.‬‬ ‫‪248‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫الخطة االستراتيجية للبحث واإلرشاد الزراعي‬ ‫)‪Strategic Research and Extension Plan (SREP‬‬ ‫تشمل صياغة خطة البحث االستراتيجي واإلرشاد حتديد أنظمة الزراعة‬ ‫وقاعدة موارد املزارعني في اجملال املستهدف‪ ،‬إضافة إلى حتديد جناحات وحاالت فشل‬ ‫املزارعني املبتكرين‪ .‬كما تشمل أيضا ً حتديد مشاكل وحاجات املزارعني باستعمال‬ ‫أساليب التقييم الريفي التشاركي (‪ ،)PRA‬ثم حتليل كل تلك املعلومات باستخدام‬ ‫حتليل ‪( SWOT‬أوجه القوة‪ ،‬أوجه الضعف‪ ،‬الفرص املتاحة‪ ،‬التهديدات املوجودة)‪.‬‬ ‫إضافة إلى املعلومات اخلاصة باملزارع‪ ،‬يفحص حتليل ‪ SWOT‬أنواعا ً مهمة أخرى من‬ ‫املعلومات الزراعية‪ ،‬تشمل‪:‬‬ ‫(‪ )1‬املناطق البيئية الزراعية اخملتلفة (‪ )AEZ‬في املنطقة (مثال على ذلك‪ ،‬نوع ‪/‬‬ ‫أحوال التربة؛ أمناط سقوط املطر‪ ،‬مياه الري‪ ،‬مبا في ذلك توفرها وتكلفتها)‪.‬‬ ‫(‪ )2‬النقل والبنية التحتية‪.‬‬ ‫(‪ )3‬األسواق املتوفرة لكل أنواع محاصيل‪/‬منتجات األغذية الرئيسية واألخرى ذات‬ ‫القيمة العالية‪.‬‬ ‫ويجب أن ينظر التحليل إلى كل تلك املعلومات في إطار نظام معلومات عاملي‬ ‫(‪ )GIS‬لتحديد أكثر الفرص االقتصادية جدوى للفئات اخملتلفة من األسر املعيشية‬ ‫الزراعية في كل ‪ AEZ‬في املنطقة‪ .‬سيمثل ناجت حتليل ‪ SWOT‬خطة مبدئية للبحث‬ ‫االستراتيجي واإلرشاد (‪ )SREP‬تتم مراجعتها‪ ،‬وتعديلها‪ ،‬وإقرارها في النهاية‬ ‫من قبل قطاع عريض من ممثلي اجملتمع الزراعي‪ ،‬يضم كل أنواع املزارعني (مبا في‬ ‫ذلك النساء املزارعات)‪ ،‬والبنوك الريفية‪ ،‬وشركات التوريد بالتجهيزات‪ ،‬ومشتري‬ ‫املنتجات الزراعية‪.‬‬ ‫نقل التكنولوجيا‬ ‫‪Technology Transfer‬‬ ‫نقل التكنولوجيا هي عملية نشر التكنولوجيات اجلديدة والتطبيقات العملية‬ ‫األخرى التي تنتج بشكل كبير عن جهود البحث والتطوير (‪ )R&D‬في اجملاالت‬ ‫الزراعية اخملتلفة‪ .‬وتشمل هذه التكنولوجيات بوجه عام‪:‬‬ ‫(‪ )1‬التحسني الوراثي‪ ،‬على شكل حتسني اصناف‪/‬هجائن احملاصيل وسالالت‬ ‫املاشية؛‬ ‫‪249‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫(‪ )2‬حتسني ممارسات اإلنتاج‪ ،‬مبا في ذلك خصوبة التربة والتغذية احليوانية؛‬ ‫(‪ )3‬حتسني وقاية النبات واملمارسات الصحية احليوانية؛‬ ‫(‪ )4‬التكنولوجيا اآللية التي حتسن كفاءة العمالة وممارسات أخرى لإلدارة؛‬ ‫(‪ )5‬ممارسات إدارة املوارد الطبيعية املستدامة‪ ،‬مثل الري بالتنقيط‪ ،‬وجمع املياه‪،‬‬ ‫واملكافحة املتكاملة للحشرات‪ ،‬وخالفه ‪ -‬وبتعبير آخر‪ ،‬التكنولوجيات التي سوف‬ ‫يحتاجها كل أنواع املنتجني الزراعيني لزيادة اإلنتاجية الزراعية وإيرادات امل َ‬ ‫زارٍع‪.‬‬ ‫االرشاد الزراعي القائم على التدريب والزيارة (‪)T&V‬‬ ‫‪Training and Visit (T&V) Extension‬‬ ‫تستند خدمات التدريب والزيارة على مبادئ اإلدارة التقليدية‪ ،‬على النحو التالي‪:‬‬ ‫(‪ )1‬يجب أن يكون وكالء اإلرشاد مسؤولني مسؤولية أساسية عن تنفيذ وظائف‬ ‫اإلرشاد؛‬ ‫(‪ )2‬يجب أن يرتبط اإلرشاد ارتباطا ً وثيقا ً بالبحث؛‬ ‫(‪ )3‬يجب أن يُجرى التدريب بناء على جدول زمني منتظم ومستمر؛‬ ‫(‪ )4‬يجب أن يلتزم العمل بوق ٍ‬ ‫ت محدد؛‬ ‫(‪ )5‬يجب احملافظة على التركيز على احلقل وعلى املزارع‪.‬‬ ‫ة في أواخر سبعينيات‬ ‫هذا املنهج القائم على التكنولوجيا كان ناجحا ً بداي ً‬ ‫وثمانينيات القرن العشرين في نشر ممارسات إدارة اإلنتاج املرتبطة بالثورة اخلضراء‬ ‫وأنواع األرز‪ .‬بيد أنه في مناطق الزراعة البعلية‪ ،‬ومناطق اإلنتاج األخرى التي لم تكن‬ ‫تلك التكنولوجيات اجلديدة مالئمة فيها‪ ،‬حقق منهج ‪ T&V‬جناحا ً محدوداً‪ .‬و كان‬ ‫السبب األساس في ذلك أن وكالء اإلرشاد لم تكن لديهم رسائل مفيدة اقتصاديا ً‬ ‫إلبالغها إلى أولئك املزارعني؛ كما أن هؤالء الوكالء لم يكونوا مدربني على كيفية‬ ‫تقييم حاجات املزارعني ثم البحث عن تكنولوجيات أو أنظمة إنتاج بديلة قد تلبي‬ ‫حاجاتهم بشكل أفضل‪.‬‬ ‫‪250‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫سلسلة القيمة‬ ‫‪Value Chain‬‬ ‫سلسلة القيمة‪ -‬هو حتالف للمشاريع التي تتعاون “بشكل رأسي” للوصول إلى‬ ‫وضع أكثر ربحية في السوق‪ .‬والترتيب الرأسي يعني أن كل املنتجني والشركات‬ ‫الالزمة يكونوا متصلني من طرف بعملية اإلنتاج األولي (مثال على ذلك‪ ،‬حقول‬ ‫املزارعني)‪ ،‬عبر التصنيع‪ ،‬ثم مراحل التسويق النهائية‪ ،‬حيث يشتري املستهلكون‬ ‫املنتج النهائي‪ .‬إن اخلاصية األساسية لسلسلة القيمة هو التعاون الذي يركز‬ ‫على السوق الذي تعمل فيه مشاريع مختلفة إلنتاج وتعبئة وتصنيع وتسويق‬ ‫املنتجات‪ ،‬واخلدمات بأسلوب فعال وكفؤ‪ .‬وتسمح سالسل القيمة للمزارعني‬ ‫واألعمال التجارية بالعمل معا ً استجابة لطلبات السوق عن طريق ربط اإلنتاج‪،‬‬ ‫والتصنيع‪ ،‬والتسويق‪.‬‬ ‫‪251‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫مالحظات ختامية‬ ‫‪1 .1‬هذا اجلزء اعتمد بشكل كامل على كتاب )‪.Swanson (2008b‬‬ ‫‪2 .2‬على سبيل املثال ‪ ،‬في الهند هناك حوالى ‪ 280‬الف من وكالء ومزودي مدخالت االنتاج‬ ‫‪ ،‬بينما تناقص عدد مرشدي القطاع العام من حوالي ‪ 100‬الف مرشد خالل فترات‬ ‫التدريب والزيارة (خالل نهاية السبعينات وبداية التسعينات) الى ‪ 60‬الف مرشد‬ ‫ميداني فقط في عام ‪.2008‬‬ ‫‪3 .3‬اخذت من ‪.World Bank, 2007d, p. 1–2‬‬ ‫‪4 .4‬هذا اجلزء اعتمد على ورقة عمل قدمت الى الورشة االقليمية اخلاصة بخطوات اصالح‬ ‫االرشاد الزراعي والتي عقدت في نيودلهي ‪ ،‬الهند (‪. )Swanson and Samy 2003‬‬ ‫ملخص هذه الورقة استخدم كمقدمة في ‪:‬‬ ‫‪ARD Discussion Paper No.8,Vol.1:Decentralized Systems (Rivera and Alex‬‬ ‫‪2004a,pp. 1-5).‬‬ ‫‪5 .5‬هذا اجلزء استخلص من النتائج النهائية لـ‪:‬‬ ‫‪United Nations Environment Programme (UNEP) report, Global Environmental‬‬ ‫‪Outlook: Environment for Development (UNEP 2007a).‬‬ ‫‪6 .6‬ملزيد من املعلومات ‪ ،‬ميكن زيارة املوقع االلكتروني‬ ‫‪www.csrees.usda.gov/nea/nre/nre.cfm (United States), www.nrm.gov.au/index.html‬‬ ‫‪(Australia), and http://mfe.govt.nz/rma/index.php (New Zealand).‬‬ ‫‪7 .7‬هذا اجلزء اعتمد بشكل كبير على ورقة عمل مقدمة من‬ ‫‪Swanson, Singh, and Reddy (2008, pp. 5–8).‬‬ ‫‪8 .8‬معظم مجموعات املرأة بدأت كمجموعات مجتمعية ‪( SHGs‬عادة من مجموعات‬ ‫االقتراض الصغيرة) ‪ ،‬والتي تتحول بعدها وخالل تسعة اشهر الى ‪ FIG‬والتي تعتمد‬ ‫على اهتمامات خاصة وموارد املرأة الريفية في كل ‪ . SHG‬في هذه املرحلة‪ ،‬يبدأ اعضاء‬ ‫اجملموعات بانتاج مواد مدرة للدخل ( كالدجاج والكمبوست والفطر واالبقار وتربية‬ ‫دودة القز) او مشروع جماعي مثل استخدام املوارد اجملتمعية مثل انتاج االسماك باملياه‬ ‫العادية عن طريق استئجار تنك القرية ‪.‬‬ ‫‪9 .9‬اخذت من )‪.World Bank (2006a, pp. 39–45‬‬ ‫‪252‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫المترجمون في سطور‬ ‫جمال محمد الرشيدات‬ ‫•من مواليد مدينة اربد ‪ /‬االردن عام ‪.1957‬‬ ‫ ‬ ‫•تخرج من كلية الزراعة في موسكو‪ /‬االحتاد السوفييتي عام ‪.1983‬‬ ‫ ‬ ‫•التحق باجلهاز االرشادي في وزارة الزراعة ليعمل مرشدا ميدانيا في منطقة وادي االردن‬ ‫ ‬ ‫حتى بداية التسعينات‪.‬‬ ‫•اوفد للواليات املتحدة للحصول على شهادة املاجستير في االرشاد الزراعي من جامعة‬ ‫ ‬ ‫كولومبيا ‪ -‬والية ميزوري‪.‬‬ ‫•اكمل الدراسة على حسابه اخلاص في نفس اجلامعة ليحصل على الدكتوراة عام‬ ‫ ‬ ‫‪.1996‬‬ ‫•درٌس في الواليات املتحدة ملدة عامني‪.‬‬ ‫ ‬ ‫•عاد لالردن ليكمل التزامه حيث عمل مديرا ملديرية نقل التكنولوجيا ومستشارا للمدير‬ ‫ ‬ ‫العام للمركز الوطني للبحوث الزراعية ونقل التكنولوجيا‪.‬‬ ‫•محاضر غير متفرغ في كلية الزراعة‪ /‬جامعة جرش ‪.‬‬ ‫ ‬ ‫•عضو جلنة ‪ ICT‬في ‪AARINENA‬‬ ‫ ‬ ‫•منظم املؤمتراالول والثاني الستخدامات املياه املستصلحة في الزراعة وعضو جلنة‬ ‫ ‬ ‫املنظمني للمؤمتر االول لسالمة االغذية من املصادر احليوانية‪.‬‬ ‫•مدير ملديرية التطوير االداري والتدريب‬ ‫ ‬ ‫•عمل مديرا لعدة مشاريع دولية وكاخصائي نقل التكنولوجيا للعديد من املشاريع‬ ‫ ‬ ‫االقليمية والدولية‪.‬‬ ‫•عمل دراستني لتحسني االرشاد الزراعي في اليمن واوزبكستان ‪ ،‬واثنتان للمعهد الدولي‬ ‫ ‬ ‫لسياسات وابحاث الغذاء ‪ /‬الواليات املتحدة والفاو وايكاردا وناشر للعديد من االبحاث‬ ‫واملقاالت‪.‬‬ ‫•انتقل الى كندا ما بني ‪ 2007-2011‬حيث كان مسؤوال عن التدريب ‪.‬‬ ‫ ‬ ‫•عاد لالردن ليعمل مساعدا للمديرالعام للمركزالوطني للبحث واالرشاد الزراعي عندما‬ ‫ ‬ ‫مت دمج البحث واالرشاد في مؤسسة واحدة‪.‬‬ ‫•عضو جلان مناقشة رسائل املاجستير في اجلامعة االردنية وجامعة العلوم والتكنولوجيا‪.‬‬ ‫ ‬ ‫•عضو هيئة حترير لثالث مجالت دولية واخرى محلية‪.‬‬ ‫ ‬ ‫•‪E.mail: jmoa4@hotmail.com - or jamal.alrush@gmail.com‬‬ ‫•‬ ‫‪253‬‬ ‫االرشاد الزراعي والخدمات االستشارية‬ ‫يسرى ابراهيم حسن سليمان (الموسى)‬ ‫•حاصلة على البكالوريوس في العلوم الزراعية ‪ /‬انتاج نباتي من اجلامعة االردنية عام‬ ‫ ‬ ‫‪1985‬‬ ‫•عملت كمرشدة زراعية في وزارة الزراعة االردنية ملدة عشر سنوات‪.‬‬ ‫ ‬ ‫•عضو تنمية ريفية ‪.‬‬ ‫ ‬ ‫•منسقة برامج ارشادية في مديرية االرشاد ‪ /‬وزارة الزراعة‪.‬‬ ‫ ‬ ‫•رئيس قسم البرامج الزراعية االرشادية في وزارة الزراعة‪.‬‬ ‫ ‬ ‫•مدربة ومحاضرة للعديد من االنشطة الزراعية‪.‬‬ ‫ ‬ ‫•مدربة على اعداد وتخطيط وتقييم البرامج الزراعية االرشادية‪.‬‬ ‫ ‬ ‫•مدربة على مهارات االتصال الفعال‪.‬‬ ‫ ‬ ‫•مديرة ملديرية البرامج الزراعية االرشادية ونقل التكنولوجيا في املركز الوطني‬ ‫ ‬ ‫للبحث واالرشاد الزراعي بعد دمج االرشاد والبحث الزراعي في مؤسسة واحدة‪.‬‬ ‫• •‪E.mail: yousra2007@yahoo.com‬‬ ‫كمال احمد فاضل الرحاحلة‬ ‫•ولد في مدينة عمان ‪ /‬االردن عام ‪.1964‬‬ ‫ ‬ ‫•التحق بكلية الزراعة في اجلامعة االردنية وتخرج منها عام ‪. 1986‬‬ ‫ ‬ ‫•عمل كمساعد باحث في كلية الزراعة‪.‬‬ ‫ ‬ ‫•عمل مراقبا حملطة دير عال ‪ /‬وادي االردن‪.‬‬ ‫ ‬ ‫•انضم لالرشاد الزراعي حيث عمل لتسعة اعوام كمرشد ميداني في منطقة‬ ‫ ‬ ‫وادي االردن ومديرية زراعة العاصمة‪.‬‬ ‫•انضم الى الفريق االرشادي في املركز الوطني للبحث واالرشاد الزراعي عندما مت‬ ‫ ‬ ‫دمج البحث واالرشاد في مؤسسة واحدة في عام ‪. 2007‬‬ ‫•مدرب ومحاضر للعديد من االنشطة الزراعية‪.‬‬ ‫ ‬ ‫•رئيس قسم البرامج االرشادية النباتية ‪ /‬مديرية البرامج االرشادية الزراعية ونقل‬ ‫ ‬ ‫التكنولوجيا في املركز الوطني ‪.‬‬ ‫‪254‬‬ ‫• •‪E.mail : kamalrahahleh@hotmail.com‬‬