‫منطقة الشرق‬ ‫األوسط وشمال‬ ‫أفريقيا‬ ‫الموجز االقتصادي الفصلي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا‬ ‫بالبنك الدولي‬ ‫أسعار النفط‪ ..‬إلى أين ؟‬ ‫يوليو‪/‬تموز ‪2016‬‬ ‫العدد‪7‬‬ ‫منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا بالبنك الدولي‬ ‫الموجز االقتصادي الفصلي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا‬ ‫أسعار النفط‪ ..‬إلى أين؟‬ ‫‪ ،© 2016‬البنك الدولي لإلنشاء والتعمير‪/‬البنك الدولي‬ ‫‪204331818 H Street NW, Washington DC‬‬ ‫هاتف‪ ، 202-473-1000:‬موقع اإلنترنت‪www.worldbank.org :‬‬ ‫بعض الحقوق محفوظة‬ ‫‪1 2 3 4 18 17 16‬‬ ‫ة وجهات‬ ‫ات واالستنتاجات الواردة في هذا العمل بالضرور‬ ‫ال ِّ‬ ‫تشكل النتائج والتفسير‬ ‫هذا التقرير هو نتاج عمل موظفي البنك الدولي مع إسهامات خارجية‪ .‬و‬ ‫ال تعني الحدود واأللوان‬‫ال يضمن البنك الدولي دقة البيانات الواردة فيه‪ .‬و‬ ‫نظر البنك الدولي‪ ،‬أو مجلس مديريه التنفيذيين‪ ،‬أو الحكومات التي يمثلونها‪ .‬و‬ ‫كم من جانب البنك الدولي على الوضع القانوني ألي إقليم أو تأييد هذه الحدود‬ ‫حٍ‬‫بينة في أي خريطة في هذا العمل أي ُ‬ ‫الم ّ‬ ‫ى ُ‬ ‫سميات والمعلومات األخر‬ ‫و ُ‬ ‫الم ّ‬ ‫أو قبولها‪.‬‬ ‫ً عنها‪ ،‬فجميعها محفوظ على وجه التحديد‪.‬‬ ‫ات أو الحصانات التي يتمتع بها البنك الدولي‪ ،‬أو تخليا‬ ‫وليس بهذه الوثيقة ما يشكل أو يعتبر قيداً على االمتياز‬ ‫الحقوق واإلذن بالطبع والنشر‬ ‫هذا العمل متاح بموجب ترخيص المشاع اإلبداعي‪http://creativecommons.org/licenses/by/3.0/igo :(CC BY 3.0 IGO) ،‬‬ ‫اض التجارية‪ ،‬مع االلتز‬ ‫ام بالشروط التالية‪:‬‬ ‫وبموجب هذا الترخيص يحق لك نسخ هذا العمل أو توزيعه أو نقله أو اقتباسه‪ ،‬بما في ذلك لألغر‬ ‫ام بالصيغة التالية عند االستشهاد بهذا العمل‪ :‬شانتا ديفار‬ ‫اجان وليلي متقي‪" 2016 .‬أسعار النفط‪ ..‬إلى أين؟" الموجز‬ ‫نسبة العمل لصاحبه – يرجى االلتز‬ ‫االقتصادي الفصلي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا" (يوليو‪/‬تموز)‪ ،‬البنك الدولي‪ ،‬واشنطن‪.‬‬ ‫‪ ،Doi: 10.1596/978-1-4648-0956-9‬الترخيص‪ :‬نسب المشاع اإلبداعي ‪ ،CC BY 3.0‬الترخيص‪ :‬نسب المشاع اإلبداعي‬ ‫‪.CC BY 3.0 IGO‬‬ ‫يرجى إضافة صيغة إخالء المسؤولية التالية إلى جانب نسبة العمل لصاحبه‪ :‬هذه الترجمة ليست من وضع البنك‬ ‫الترجمة – إذا قمت بترجمة هذا العمل‪ُ ،‬‬ ‫ال يتحمل البنك الدولي أي مسؤولية عن أي محتوى أو خطأ في هذه الترجمة‪.‬‬‫الدولي ويجب أال تُعتبر ترجمة رسمية له‪ .‬و‬ ‫االقتباس – في حالة االقتباس من هذا العمل‪ ،‬يُرجى إضافة صيغة إخالء المسؤولية التالية جنباً إلى جنب مع نسبة العمل لصاحبه‪ :‬هذا اقتباس من عمل‬ ‫اء المُعبر عنها في االقتباس تقع حص ا‬ ‫رً على مؤلف االقتباس أو مؤلفيه‪ ،‬وهو غير مُعتمد من‬ ‫أصلي للبنك الدولي‪ .‬والمسؤولية عن وجهات النظر واآلر‬ ‫البنك الدولي‪.‬‬ ‫يرجى مالحظة أن البنك الدولي ال يمتلك بالضرور‬ ‫ة كافة مكونات المحتوى المتضمن في هذا العمل‪ .‬ولذا‪ ،‬فإن البنك الدولي ال‬ ‫المحتوى المملوك للغير ‪ُ -‬‬ ‫ء منه ووارد في هذا العمل بحقوق الغير‪ .‬وتقع مخاطر أي دعاوى قد تنشأ عن مثل هذا‬ ‫كون منفرد مملوك للغير أو جز‬ ‫م‬ ‫ُ ِّ‬ ‫أي‬ ‫يضمن أال يمس استخدام‬ ‫كون من هذا العمل‪ ،‬فإنك تتحمل المسؤولية عن تحديد ما إذا كان األمر يقتضي الحصول على‬ ‫المساس على عاتقك وحدك‪ .‬واذا أردت أن تعيد استخدام ُ‬ ‫م ِّ‬ ‫ترخيص إلعادة االستخدام والحصول على إذن من صاحب حقوق الملكية‪ .‬ومن األمثلة على المكونات‪ ،‬على سبيل المثال‬ ‫ال الحصر‪ ،‬الجداول أو األشكال أو الصور‪.‬‬ ‫ات عن الحقوق والتر‬ ‫اخيص واألذون إلى مكتب الناشر بالبنك الدولي على العنوان التالي‪1818 H Street NW, :‬‬ ‫ويجب توجيه جميع االستفسار‬ ‫‪ ،Washington, DC 20433‬فاكس‪ 2625-522-202:‬؛ بريد إلكتروني‪.pubrights@worldbank.org :‬‬ ‫رقم الكتاب الدولي (إلكترونيا)‪978-1-4648-0956-9 :‬‬ ‫‪DOI: 10.1596/978-1-4648-0956-9‬‬ ‫صور‬ ‫ة الغالف‪ :‬موقع ‪ ©iStock‬ومارك فولك‪.‬‬ ‫منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا بالبنك الدولي‬ ‫الموجز االقتصادي الفصلي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا‬ ‫أسعار النفط‪ ..‬إلى أين؟‬ ‫شكر وتقدير‬ ‫الموجز االقتصادي الفصلي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا هو نتاج عمل مكتب رئيس‬ ‫م ِّ‬ ‫كمل‬ ‫اء االقتصاديين بإدار‬ ‫ة منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا التابعة للبنك الدولي‪ .‬وهو ُ‬ ‫الخبر‬ ‫لتقرير المرصد االقتصادي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا الذي يصدر‬ ‫ه البنك الدولي مرتين‬ ‫اجعة آنية باستخدام بيانات شديدة التواتر للبلدان أو القضايا المختار‬ ‫ة بالمنطقة‪.‬‬ ‫سنويا مع مر‬ ‫اف شانتا ديفار‬ ‫اجان وبتوجيه من ماريا‬ ‫أعدت هذا التقرير الخبير‬ ‫ة االقتصادية ليلي متقي تحت إشر‬ ‫فاجلياسيندي‪ .‬ونتقدم بخالص الشكر لجون بافيس‪ ،‬وسحر سجاد حسين‪ ،‬وتيمنا خان‪ ،‬ويوسف‬ ‫ج‪ ،‬وهارون أوندر‪ ،‬ودانا‬ ‫كندربيوجو‪ ،‬ونادر محمد‪ ،‬وأالن مودي‪ ،‬وفر‬ ‫انسيسكا ليزيلوت أونسور‬ ‫المسودة األولى للتقرير‪ .‬وقدمت إيز‬ ‫ابيل تشال‬ ‫فوريسيك على ما قدموه من تعليقات مفيدة على ُ‬ ‫ي لينش مساندة إدارية ممتاز‬ ‫ة في إعداد التقرير‪.‬‬ ‫دابي وناثالي لينوبل وهيلين مار‬ ‫المحتويات‬ ‫‪1‬‬ ‫مقدمة‬ ‫‪2‬‬ ‫تفسير انهيار أسعار النفط في ‪2014‬‬ ‫‪2‬‬ ‫دور العرض والطلب‬ ‫‪2‬‬ ‫ُّب أسعار النفط‬ ‫تقل‬ ‫‪7‬‬ ‫المخزونات وأسعار النفط وانتاجه‬ ‫‪11‬‬ ‫استعادة سوق النفط توازنها‬ ‫‪11‬‬ ‫ات هبوط أسعار النفط السابقة‬‫تجربة فتر‬ ‫‪14‬‬ ‫كيف تستعيد السوق توازنها ومتى؟‬ ‫‪15‬‬ ‫أسعار النفط "الدنيا" التي تكفل توازن السوق‬ ‫‪15‬‬ ‫ي‬‫احتياطيات النفط الصخر‬ ‫‪15‬‬ ‫أسعار النفط المعادلة للتكاليف‬ ‫‪18‬‬ ‫ما هو "الوضع االعتيادي الجديد" ألسعار النفط؟‬ ‫ي ِّ‬ ‫غير الوضع االعتيادي الجديد للنفط‬ ‫هل من المحتمل أن ُ‬ ‫‪22‬‬ ‫العقد االجتماعي القديم في الشرق األوسط وشمال أفريقيا؟‬ ‫‪23‬‬ ‫كيف تتعامل منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا مع اتهيار أسعار النفط؟‬ ‫‪24‬‬ ‫دول مجلس التعاون الخليجي‬ ‫‪25‬‬ ‫البحرين‬ ‫‪25‬‬ ‫الكويت‬ ‫‪26‬‬ ‫عمان‬‫سلطنة ُ‬ ‫‪26‬‬ ‫قطر‬ ‫‪27‬‬ ‫المملكة العربية السعودية‬ ‫‪28‬‬ ‫ات العربية المتحدة‬‫اإلمار‬ ‫‪29‬‬ ‫ِّر‬ ‫ة للنفط‬ ‫ى ُ‬ ‫مصد‬ ‫بلدان أخر‬ ‫‪29‬‬ ‫الجز‬ ‫ائر‬ ‫‪30‬‬ ‫ان‬ ‫إير‬ ‫‪30‬‬ ‫اق‬‫العر‬ ‫‪30‬‬ ‫ليبيا‬ ‫‪31‬‬ ‫اليمن‬ ‫‪32‬‬ ‫تنويع النشاط االقتصادي في دول مجلس التعاون الخليجي‬ ‫‪32‬‬ ‫اكات بين القطاعين العام والخاص )‪(PPPs‬‬ ‫الشر‬ ‫‪33‬‬ ‫خطط المساهمات الوطنية لمكافحة تغي‬ ‫ُّر المناخ )‪(INDC‬‬ ‫‪33‬‬ ‫تخفيف حدة تغير المناخ‬ ‫‪34‬‬ ‫التكي‬ ‫ُّف مع تغير المناخ‬ ‫‪36‬‬ ‫ثبت المر‬ ‫اجع‬ ‫اإلطار‬ ‫ات‬ ‫‪10‬‬ ‫دور السعودية "كمنتج مرجح"‬ ‫اإلطار ‪1‬‬ ‫‪16‬‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ع ْلم النفط الصخر‬ ‫اإلطار ‪2‬‬ ‫ج بريطانيا من االتحاد األوروبي على‬‫ما هي انعكاسات خرو‬ ‫اإلطار ‪3‬‬ ‫‪21‬‬ ‫أسعار النفط وبلدان الشرق األوسط وشمال أفريقيا‬ ‫األشكال‬ ‫‪4‬‬ ‫األحداث الجيوسياسية واالقتصادية وأسعار النفط الخام‬ ‫الشكل ‪1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ُّب أسعار النفط‬ ‫تقل‬ ‫الشكل ‪2‬‬ ‫‪7‬‬ ‫المخزون المقارن في كاشينج وأسعار النفط‬ ‫الشكل ‪3‬‬ ‫‪8‬‬ ‫االرتباط بين أسعار النفط وانتاجه (مايو‪/‬أيار ‪ - 1987‬يناير‪/‬كانون الثاني ‪)2016‬‬ ‫الشكل ‪4‬‬ ‫‪12‬‬ ‫الر‪/‬برميل)‬‫أسعار النفط المقارنة‪ ،‬سعر خام برنت (دو‬ ‫الشكل ‪5‬‬ ‫‪17‬‬ ‫ي األمريكي‬ ‫زيادة الكفاءة في صناعة النفط الصخر‬ ‫الشكل ‪6‬‬ ‫‪19‬‬ ‫أسعار النفط الفعلية والمتوقعة‬ ‫الشكل ‪7‬‬ ‫‪24‬‬ ‫ات السلعية ‪ ،2013‬وأسعار النفط‬ ‫ات النفط كنسبة من الصادر‬ ‫صادر‬ ‫الشكل ‪8‬‬ ‫الجداول‬ ‫‪13‬‬ ‫كميات النفط الخام العالمية‪ ،‬مليون برميل يوميا‬ ‫الجدول ‪1‬‬ ‫‪17‬‬ ‫ي األمريكي‬‫ات أسعار النفط المعادلة للتكاليف في صناعة النفط الصخر‬ ‫تقدير‬ ‫الجدول ‪2‬‬ ‫‪24‬‬ ‫النمو االقتصادي وآفاق الموازنة‬ ‫الجدول ‪3‬‬ ‫ات واألسماء المختصر‬ ‫ة‬ ‫االختصار‬ ‫شركة الزيت العربية السعودية أرامكو‬ ‫‪ARAMCO‬‬ ‫برميل يوميا‬ ‫‪b/d‬‬ ‫احتجاز الكربون وتخزينه‬ ‫‪CCS‬‬ ‫مصابيح فلورسنت صغيرة‬ ‫‪CFLS‬‬ ‫شر أسعار المستهلكين‬ ‫مُؤ ِّ‬ ‫‪CPI‬‬ ‫اإلدارة األمريكية لمعلومات الطاقة‬ ‫‪EIA‬‬ ‫وحدة المعلومات بمجلة إيكونوميست‬ ‫‪EIU‬‬ ‫االستثمار األجنبي المباشر‬ ‫‪FDI‬‬ ‫مجلس التعاون الخليجي‬ ‫‪GCC‬‬ ‫إجمالي الناتج المحلي‬ ‫‪GDP‬‬ ‫غازات الدفيئة‬ ‫‪GHG‬‬ ‫المؤتمر الوطني العام‬ ‫‪GNC‬‬ ‫مركبات الهيدروكلوروفلورو كربون‬ ‫‪HCFC‬‬ ‫بورصة إنتركونتننتال‬ ‫‪ICE‬‬ ‫وكالة الطاقة الدولية‬ ‫‪IEA‬‬ ‫حلول اإلضاءة المبتكرة‬ ‫‪ILS‬‬ ‫صندوق النقد الدولي‬ ‫‪IMF‬‬ ‫المساهمات الوطنية لمكافحة تغير المناخ‬ ‫‪INDCS‬‬ ‫طرح أولي في اكتتاب عام‬ ‫‪IPO‬‬ ‫خطة العمل الشاملة المشتركة‬ ‫‪JCPOA‬‬ ‫هيئة مشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص بالكويت‬ ‫‪KAPP‬‬ ‫برنامج كفاءة استخدام الطاقة‬ ‫‪KEEP‬‬ ‫دينار كويتي‬ ‫‪KD‬‬ ‫حكومة إقليم كردستان‬ ‫‪KRG‬‬ ‫نظام الدايودات الضوئية‬ ‫‪LED‬‬ ‫المقياس األيسر‬ ‫‪LHS‬‬ ‫الغاز الطبيعي المسال‬ ‫‪LNG‬‬ ‫دينار ليبي‬ ‫‪LYD‬‬ ‫منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا‬ ‫‪MENA‬‬ ‫طن متري‬ ‫‪M/T‬‬ ‫مليون طن متري معادل ثاني أكسيد الكربون‬ ‫‪MTCO2E‬‬ ‫سوائل الغاز الطبيعي‬ ‫‪NGLS‬‬ ‫لجنة نورث داكوتا الصناعية‬ ‫‪NDIC‬‬ ‫بورصة نيويورك للسلع‬ ‫‪NYMEX‬‬ ‫منظمة التعاون والتنمية في الميدان االقتصادي‬ ‫‪OECD‬‬ ‫لاير عماني‬ ‫‪OMR‬‬ ‫منظمة البلدان المصدرة للبترول‬ ‫‪OPEC‬‬ ‫الشراكات بين القطاعين العام والخاص‬ ‫‪PPP‬‬ ‫للبرميل‬ ‫‪p/b‬‬ ‫المقياس األيمن‬ ‫‪RHS‬‬ ‫المؤسسات المملوكة للدولة‬ ‫‪SOEs‬‬ ‫المشروعات الصغيرة والمتوسطة‬ ‫‪SMES‬‬ ‫صندوق الثروة السيادية‬ ‫‪SWF‬‬ ‫المملكة المتحدة‬ ‫‪U.K.‬‬ ‫اتفاقية األمم المتحدة اإلطارية بشأن تغيّر المناخ‬ ‫‪UNFCCC‬‬ ‫الواليات المتحدة‬ ‫‪U.S.‬‬ ‫ضريبة القيمة المضافة‬ ‫‪VAT‬‬ ‫خام غرب تكساس الوسيط‬ ‫‪WTI‬‬ ‫مقدمة‬ ‫ر‬ ‫ال ا‬ ‫منذ سبتمبر‪/‬أيلول ‪ ،2014‬انخفضت أسعار النفط الخام العالمية بأكثر من النصف‪ ،‬لتُ ِّ‬ ‫سجل مستوى متدنيا جديدا عند ‪ 30‬دو‬ ‫ال ا‬ ‫ر للبرميل في مايو‪/‬أيار‬ ‫للبرميل (خام برنت) في فبر‬ ‫اير‪/‬شباط ‪ .2016‬ومنذ ذلك الحين‪ ،‬انتعشت األسعار حتى وصلت إلى ‪ 50‬دو‬ ‫ُّل إمدادات المعروض في نيجيريا وكندا‪ ،‬والزيادة الموسمية للطلب في فصل الصيف‪ .‬ولم يصمد االنتعاش الذي‬ ‫من جر‬ ‫اء تعط‬ ‫ان والعر‬ ‫اق‬ ‫ال أعلى بدرجة ملموسة من متوسطاتها التاريخية‪ ،‬و‬ ‫ألن إير‬ ‫تحقق في اآلونة األخير‬ ‫ة ألن مخزونات النفط العالمية ال تز‬ ‫يزيدان إنتاجهما‪ ،‬وروسيا والمملكة العربية السعودية وغير‬ ‫هما يرفعان إنتاجهما إلى أعلى مستوياته منذ يناير‪/‬كانون الثاني ‪.2016‬‬ ‫وحتى إذا استمر هذا االنتعاش‪ ،‬فإن االحتمال ضعيف أن تعود األسعار إلى خانة المئات التي كانت فيها خالل السنوات ‪-2011‬‬ ‫معطلة‬ ‫ات األساسية في سلوك الجهات الفاعلة في السوق‪ .‬فمع وجود‪ ،‬على وجه الخصوص‪ 4200 ،‬بئر نفط ُ‬ ‫‪ 2013‬بسبب ُّ‬ ‫التغير‬ ‫ح بين أربعة‬ ‫ها من أجل اإلنتاج)‪ ،‬وفاصل زمني في االستجابة برفع اإلنتاج أو خفضه يتر‬ ‫او‬ ‫ع اآلبار التي لم يكتمل تجهيز‬‫(مجمو‬ ‫ي األمريكي ربما أصبح‬‫أشهر وستة أشهر تقريبا ‪ -‬بالمقارنة مع بضع سنوات لمنتجي النفط التقليديين‪ -‬فإن قطاع النفط الصخر‬ ‫منتِجاً حدياً‪ .‬ويبدو أن السعودية تخلت عن القيام بدور المنتج المرجح الذي يستوعب تقلبات العرض والطلب في السوق العالمية‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ويحاول هذا التقرير فهم العوامل ُ‬ ‫المؤدية إلى هذا الوضع االعتيادي‬ ‫ومن الواضح أن سوق النفط دخلت وضعا اعتياديا جديدا‪ُ .‬‬ ‫الجديد من أجل تبيان ُّ‬ ‫تطور أسعار النفط العالمية في المستقبل‪ ،‬وتداعياتها على اقتصادات منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا‪.‬‬ ‫ُّبات أسعار النفط‬ ‫ونبدأ بمحاولة تفسير انهيار أسعار النفط في عام ‪ ،2014‬مع مالحظة أنه سبقته زيادة كبير‬ ‫ة في حجم تقل‬ ‫ة األمريكية لمعلومات‬ ‫اقبين‪ ،‬ومنهم اإلدار‬ ‫ُّبات في تر‬ ‫اكم مخزونات النفط الذي يعزو إليه الكثير من المر‬ ‫وتواتر‬ ‫ها‪ .‬وساهمت هذه التقل‬ ‫الطاقة‪ ،‬هبوط أسعار النفط‪ .‬ومع مالحظة أن وقائع الماضي تُظ ِ‬ ‫هر أن نوبات هبوط أسعار النفط استمرت وقتا أطول من موجات‬ ‫وضعف الطلب العام على‬ ‫ْ‬ ‫ُّر سلوكيات األطر‬ ‫اف الفاعلة في السوق‪،‬‬ ‫ى أن الوضع الحالي قد يستمر بسبب تغي‬‫صعودها‪ ،‬فإننا نر‬ ‫النفط‪ ،‬ومن غير المتوقع أن يتحسن في أي وقت قريبا‪ .‬ووجدنا‪ ،‬في الواقع‪ ،‬أن االرتباط بين إنتاج النفط وأسعار‬ ‫ه‪ ،‬الذي كان العهد‬ ‫به أنه ارتباط إيجابي‪ ،‬قد بات سلبيا‪ ،‬فتر‬ ‫اجع أسعار النفط تقابله زيادة في اإلنتاج‪ .‬وفي غياب أي انتعاش للطلب‪ ،1‬قد يؤدي هذا‬ ‫الوضع إلى استمر‬ ‫ار الزيادة في مخزونات النفط‪.‬‬ ‫اهن من وفر‬ ‫ة المعروض‪ ،‬وأن تستعيد توازنها‬ ‫وبتجميع هذه النتائج معا‪ ،‬نتوقع أن تستمر سوق النفط العالمية في وضعها الر‬ ‫جح‬‫ي األمريكي أو منتج مر‬‫للمنتِج األخير (منتجي النفط الصخر‬ ‫في أوائل عام ‪ 2020‬عند أسعار تو ُ‬ ‫ازن قريبة من التكلفة الحدية ُ‬ ‫ال ا‬ ‫ر للبرميل‪ .‬واذا ارتفعت األسعار عن الحد األعلى‬ ‫ح أسعار النفط في نطاق من ‪ 53‬إلى ‪ 60‬دو‬ ‫المحتمل أن تتر‬ ‫او‬ ‫آخر)‪ .‬ومن ُ‬ ‫ى في المعروض‪ ،‬أما إذا انخفضت األسعار عن الحد األدنى‬‫ة أخر‬ ‫شجع ذلك منصات الحفر ِّ‬ ‫ويؤدي إلى وفر‬ ‫فسي ِّ‬ ‫لهذا النطاق‪ُ ،‬‬ ‫فسيمنعها ذلك من دخول السوق‪ .‬مهما يكن من أمر‪ ،‬فإن المخاطر التي يتعرض لها توقيت استعادة السوق لتوازنها ال تز‬ ‫ال‬ ‫ار وفر‬ ‫ة المعروض‪.‬‬ ‫كبير‬ ‫ة‪ ،‬وذلك بسبب احتمال انخفاض الطلب (انظر الحاشية ‪ ،)1‬واستمر‬ ‫اجع في‬ ‫ِّ‬ ‫سيؤدي على األرجح إلى مزيد من التر‬ ‫ج من االتحاد األوروبي‬‫ة بالخرو‬ ‫ار بريطانيا في اآلونة األخير‬ ‫ات المبدئية للبنك الدولي أن قر‬ ‫‪ 1‬تُظ ِ‬ ‫هر التقدير‬ ‫النمو االقتصادي العالمي‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫الموجز االقتصادي الفصلي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا العدد ‪ 7‬يوليو‪/‬تموز ‪2016‬‬ ‫وسيتبين أن الوضع االعتيادي الجديد ألسعار النفط إيذان بأوقات عصيبة لمنتجي النفط في الشرق األوسط وشمال أفريقيا‪ ،‬إذ أن‬ ‫ادت أسعار النفط المعادلة للتكلفة زيادةً كبير‬ ‫ة‬ ‫هذه األسعار أقل كثي ا‬ ‫ر من المستويات المطلوبة لتحقيق التوازن في موازناتها‪ .‬وز‬ ‫بمرور الوقت بسبب زيادة إنفاق الحكومات في سنوات الرواج‪ ،‬السيما بعد انتفاضات الربيع العربي عام ‪ 2011‬حيث ز‬ ‫ادت‬ ‫ة أجور القطاع العام‪ .‬وعلى سبيل المثال‪ ،‬طبقت السعودية‬ ‫ة والمستوردة للنفط الدعم الحكومي وفاتور‬ ‫الم ِّ‬ ‫صدر‬ ‫الحكومات في البلدان ُ‬ ‫اءات الرفاه قيمتها ‪ 93‬مليار دو‬ ‫الر‪ .‬ورفعت أيضا بلدان مستوردة للنفط مثل تونس ومصر الدعم الحكومي وأجور‬ ‫حزمة من إجر‬ ‫ة للنفط‪.‬‬ ‫موظفي جهاز الخدمة المدنية‪ ،‬وذلك بفضل تحويالت المغتربين والمعونات التي تُ ِّ‬ ‫قدمها الدول المصدر‬ ‫ة في التغير‪ .‬فقد كانت الثروة النفطية تُ َ‬ ‫ستخدم في دعم العقد‬ ‫ومع الهبوط الحاد ألسعار النفط في عام ‪ ،2014‬بدأت هذه الصور‬ ‫عاية الصحية والتعليم‬ ‫االجتماعي القائم بين الدولة والمواطنين‪ ،‬حيث كانت الدولة تُ ِّ‬ ‫قدم الدعم للوقود والمواد الغذائية‪ ،‬وخدمات الر‬ ‫المجانية‪ ،‬واإلعانات‪ ،‬والوظائف في القطاع العام في مقابل مشاركة ضعيفة للمواطنين ومحدودية المساءلة (ديفار‬ ‫اجان ومتقي‪،‬‬ ‫‪ .)2015‬وبدأ هذا العقد يتصدع‪ .‬إذ تتخذ الحكومات في أنحاء المنطقة إجر‬ ‫اءات ساد االعتقاد طويال أنها مستحيلة‪ ،‬منها‪ ،‬على‬ ‫ة‬ ‫الم ِّ‬ ‫صدر‬ ‫سبيل المثال ال الحصر‪ ،‬فرض ضر‬ ‫ائب‪ ،‬والغاء دعم الوقود‪ ،‬وخفض الوظائف واألجور في القطاع العام‪ .‬وخفضت البلدان ُ‬ ‫الم ِ‬ ‫ستوردة للنفط مثل‬ ‫للنفط كلها تقريبا الدعم على الوقود والكهرباء والغاز والمياه (ديفار‬ ‫اجان ومتقي‪ .)2016 ،‬وحتى البلدان ُ‬ ‫المغرب ومصر واألردن التي بدأت إصالح نظم الدعم في عام ‪ 2014‬تتحول من اعتماد سعر محلي ثابت للوقود إلى سعر‬ ‫مرتبط باألسعار العالمية‪ .‬والكثير من البلدان تخفض اإلنفاق العام‪ ،‬والبعض منها مثل الجز‬ ‫ائر جمدت التعيينات الجديدة في‬ ‫القطاع العام‪ .‬وطبق المغرب وبعض دول مجلس التعاون الخليجي إجر‬ ‫اءات لتحسين كفاءة استخدام الطاقة‪،‬‬ ‫وخفض االنبعاثات الكربونية‪ .‬واذا استمرت هذه اإلصالحات‪ ،‬فإنها قد ِّ‬ ‫تؤدي إلى تعزيز كفاءة اقتصادات الشرق األوسط‬ ‫وشمال أفريقيا في المستقبل‪.‬‬ ‫تفسير انهيار أسعار النفط في ‪2014‬‬ ‫لفهم المسار المحتمل ألسعار النفط في المستقبل‪ ،‬نبدأ بالنظر في العوامل التي أدت إلى الهبوط الحالي‪ .‬فأسعار النفط تتسم‬ ‫ُّب الشديد على األمد القصير‪ ،‬ولكن على األمد الطويل (على مدى العقود األربعة الماضية) شهدت سوق النفط خمس دور‬ ‫ات‬ ‫بالتقل‬ ‫ة فحسب‪ 2.‬واستمرت نوبات الصعود الثالث الكبير‬ ‫ة ألسعار النفط ست سنوات لكل منها في المتوسط‪ .‬ففي عام‬ ‫رواج وكساد كبير‬ ‫‪ ،1974‬قفز سعر برنت الخام أربعة أضعافه (بسبب حظر النفط العربي) من ‪ 2.80‬دو‬ ‫الر للبرميل قبل ذلك بسنة‪ .‬وبعد مرور‬ ‫ات‬ ‫ر للبرميل في عام ‪ 1979‬متأثِّر‬ ‫ةً بالتوتر‬ ‫ى ثالثة أضعاف لتصل إلى ‪ 32‬دو‬ ‫ال ا‬ ‫ادت أسعار النفط مر‬ ‫ة أخر‬ ‫أقل من ست سنوات‪ ،‬ز‬ ‫ان والعر‬ ‫اق‪ .‬وظلت األسعار حول ذلك المستوى قبل أن تهبط أكثر‬ ‫ة اإلير‬ ‫انية وبدء الحرب بين إير‬ ‫الجيوسياسية الناجمة عن الثور‬ ‫من النصف في عام ‪ .1986‬ولم تبدأ أسعار النفط باالنتعاش إال في عام ‪ ،2005‬لتصل إلى ضعفي مستواها في عام ‪1999‬‬ ‫‪2‬‬ ‫اسة حالة لدور‬ ‫ات الرواج والكساد السابقة‪ ،‬ودور عوامل العرض والطلب في هبوط أسعار النفط‪ ،‬انظر أيضا‬ ‫لالطالع على در‬ ‫)‪.Baffes, Kose, Ohnsorge and Stocker (2015‬‬ ‫‪2‬‬ ‫الموجز االقتصادي الفصلي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا العدد ‪ 7‬يوليو‪/‬تموز ‪2016‬‬ ‫الر للبرميل لمدة ثالثة أعوام ‪ .2013-2011‬ونجمت نوبات الصعود الثالث في معظمها عن تطور‬ ‫ات جيوسياسية‬ ‫وتتجاوز ‪ 100‬دو‬ ‫وتوقعات حدوث انخفاض مفاجئ للمعروض من النفط‪.‬‬ ‫وحدثت نوبتا هبوط كبيرتان لألسعار في عامي ‪ 1986‬و‪ ،2014‬واستمرت األولى ‪ 18‬عاما‪ ،‬واستمرت الثانية قر‬ ‫ابة ثالثة أعوام‬ ‫ى نوبتا الهبوط كلتاهما (‪ 1986‬و‪ )2014‬إلى عوامل تتصل بالمعروض‪ ،‬سببها زيادة في إنتاج النفط في بلدان‬ ‫(حتى اآلن)‪ .‬وتُ َ‬ ‫عز‬ ‫ة للبترول (أوبك)‪ ،‬وكذلك إجر‬ ‫اءات اتخذتها بلدان أوبك في سعيها للحفاظ على حصتها في‬ ‫غير أعضاء بمنظمة البلدان المصدر‬ ‫السوق‪ ،‬مع استمر‬ ‫ار ضعف الطلب‪ .‬وفضال عن نوبتي الهبوط هاتين‪ ،‬حدث انخفاض قصير األجل لألسعار دفعت إليه عوامل‬ ‫عان ما انتعشت األسعار مع صعود الطلب العالمي‬‫الطلب في عام ‪ 2008‬في بداية الركود العظيم‪ ،‬لكن سر‬ ‫على الوقود‪.‬‬ ‫ةً فاحصة لتر‬ ‫اجع أسعار النفط في عام ‪ 2014‬تكشف عن العوامل التالية بوصفها أهم العوامل‪ .‬فقد‬ ‫دور العرض والطلب‪ .‬إن نظر‬ ‫ظل الطلب على النفط ضعيفا خالل العامين الماضيين بسبب تر‬ ‫اجع النشاط االقتصادي في أوروبا وبلدان آسيا‪ .‬وارتفع طلب‬ ‫الصين على النفط بما يعادل إجمالي استهالك اليابان والمملكة المتحدة من النفط عام ‪ ،2013‬ثم هبط بشدة عام ‪ ،2014‬مع‬ ‫ى‪ .‬وباستخدام نموذج بسيط لالقتصاد القياسي‪،‬‬‫تباطؤ اقتصادها إلى جانب بطء النمو االقتصادي في أوروبا وبلدان آسيا األخر‬ ‫أظهر هاميلتون (‪ )2015‬أن نحو ‪ 42‬في المائة من الهبوط الحاد ألسعار النفط بين سبتمبر‪/‬أيلول وديسمبر‪/‬كانون األول ‪2014‬‬ ‫ى إلى هبوط الطلب العالمي بسبب زيادة بطء النمو في أوروبا وأجز‬ ‫اء من آسيا‪ .‬وفي جانب المعروض‪ ،‬تواجه سوق النفط‬ ‫يعز‬ ‫ُ‬ ‫فائضا في المعروض يصل إلى ‪ 1.5‬مليون برميل يوميا ولن ينحسر في أي وقت قريبا بسبب العوامل التي سنناقشها فيما يلي‪.‬‬ ‫ج نطاق السوق ال يمكن تحديدها‬ ‫حددهما قوى السوق‪ ،‬وأحوال خار‬ ‫ُّب أسعار النفط ‪ .‬إن المعروض من النفط والطلب عليه تُ ِّ‬ ‫تقل‬ ‫ى‪-‬‬ ‫ى‪ .‬فالنفط ‪-‬أكثر من السلع األولية األخر‬‫ُّب إذا ما قورنت بكل السلع األولية األخر‬ ‫سلفاً‪ ،‬وهو ما يجعل أسعار النفط شديدة التقل‬ ‫ستخدم كأداة لالستثمار المالي و ُّ‬ ‫التحوط والمضاربة‪ .‬ويسهم في تشكيل التوقعات الخاصة بأسعار النفط الدور المهيمن‬ ‫ي َ‬ ‫كثي ا‬ ‫ر ما ُ‬ ‫لبورصة إنتركونتنينتال‪ 3‬في لندن وبورصة نيويورك للسلع (نايمكس) في تداول العقود اآلجلة في اثنين من خامات النفط‪ ،‬هما‬ ‫غرب تكساس الوسيط وبرنت بحر الشمال‪ .‬وتخلق ضخامة مشتريات المضاربين من العقود اآلجلة للنفط الخام طلبا إضافيا على‬ ‫النفط قد يسهم في ارتفاع األسعار بنفس الطريقة التي يعمل بها الطلب الفعلي في السوق الفورية‪ .‬واذا كان من المتوقع أن ترتفع‬ ‫ُّبات الطلب‪ ،‬و األسعار‪،‬‬ ‫ز لشر‬ ‫اء مزيد من النفط وتخزينه‪ ،‬ومن ثم تزيد تقل‬ ‫األسعار في العقود اآلجلة‪ ،‬فإن شركات النفط تجد حاف ا‬ ‫وتتر‬ ‫اكم المخزونات‪.‬‬ ‫ويسلم‬ ‫ينتج ُ‬ ‫ع من النفط الخام ُ‬‫‪ 3‬بدأت التعامالت اآلجلة في البورصة الدولية للسلع في لندن تتداول عقد آجل لغرب تكساس الوسيط‪- ،‬وهو نو‬ ‫اليات المتحدة‪ -‬في يناير‪/‬كانون الثاني ‪.2006‬‬ ‫في الو‬ ‫‪3‬‬ ‫الموجز االقتصادي الفصلي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا العدد ‪ 7‬يوليو‪/‬تموز ‪2016‬‬ ‫ر إستر‬ ‫اتيجياً في السياسة الخارجية لكبار‬ ‫وفضال عن ذلك‪ُ ،‬‬ ‫يستخدم النفط كأداة في السياسة الدولية‪ ،‬ويلعب في الوقت الحالي دو اً‬ ‫ان‪ ،‬وفي اآلونة األخير‬ ‫ة‬ ‫انية عام ‪ ،1979‬وحرب ‪ 1980‬بين العر‬ ‫اق واير‬ ‫منتجي النفط‪ .‬فحظر النفط العربي عام ‪ ،1973‬والثور‬ ‫ة اإلير‬ ‫اق واير‬ ‫ان وليبيا ليست سوى أمثلة قليلة على ذلك االستخدام‪ .‬وبين عامي‬ ‫الحظر الذي فرضته الو‬ ‫اليات المتحدة وأوروبا على العر‬ ‫‪ 1970‬و‪ 2010‬وقع ما ال يقل عن ‪ 12‬حدثا ساهمت في تشكيل الصدمات التي تعرضت لها سوق النفط (انظر الشكل ‪ .)1‬كما‬ ‫اجع الدو‬ ‫الر (الذي تُقوم به أسعار النفط) قد يؤدي إلى‬ ‫أن قيمة الدو‬ ‫الر األمريكي عامل آخر يرتبط بأسعار النفط ارتباطا سلبيا‪ .‬فتر‬ ‫الر فقد يكون تأثير‬ ‫ه عكس ذلك‪.‬‬ ‫ارتفاع أسعار النفط‪ ،‬أما صعود الدو‬ ‫الشكل ‪ .1‬األحداث الجيوسياسية واالقتصادية وأسعار النفط الخام‬ ‫أسعار خام تكساس الوسيط بالدوالر للبرميل‬ ‫‪140‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪120‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1978‬‬ ‫‪1990‬‬ ‫‪1968‬‬ ‫‪1969‬‬ ‫‪1971‬‬ ‫‪1972‬‬ ‫‪1974‬‬ ‫‪1975‬‬ ‫‪1977‬‬ ‫‪1980‬‬ ‫‪1981‬‬ ‫‪1983‬‬ ‫‪1984‬‬ ‫‪1986‬‬ ‫‪1987‬‬ ‫‪1989‬‬ ‫‪1992‬‬ ‫‪1993‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪1996‬‬ ‫‪1998‬‬ ‫‪1999‬‬ ‫‪2001‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫ان والعر‬ ‫اق‪،‬‬ ‫ة اإلير‬ ‫انية‪ ،‬و‪ :4‬الحرب بين إير‬ ‫هذه األحداث هي ‪ :1 :‬نفاد فائض الطاقة اإلنتاجية األمريكية‪ ،‬و‪ :2‬الحظر النفطي العربي‪ ،‬و‪ :3‬الثور‬ ‫اقي للكويت‪ ،‬و‪ :7‬األزمة المالية اآلسيوية‪ ،‬و‪ :8‬خفض أوبك سقف إنتاجها المستهدف‬‫و‪ :5‬تخلِّي السعودية عن دور المنتج المرجح‪ ،‬و‪ :6‬الغزو العر‬ ‫‪ 1.7‬مليون برميل يوميا‪ ،‬و ‪ :9‬هجمات ‪ 11‬سبتمبر‪/‬أيلول‪ ،‬و ‪ :10‬انخفاض فائض الطاقة اإلنتاجية‪ ،‬و ‪ :11‬األزمة المالية العالمية‪،‬‬ ‫و‪ :12‬خفض أوبك سقف إنتاجها ‪ 4.2‬مليون برميل يوميا‪.‬‬ ‫المصادر‪ :‬اإلدار‬ ‫ة األمريكية لمعلومات الطاقة وطومسون رويترز‪ .‬تاريخ آخر تحديث ‪ ،2016/6/30‬بيانات ربع سنوية‪ .‬مالحظة‪ :‬أسعار النفط الحقيقية‬ ‫محسوبة على أساس مؤشر أسعار المستهلكين األساسي‪.100 =2010 ،‬‬ ‫ُّب للفتر‬ ‫ة ‪ ،2016-1946‬وذلك عن طريق أخذ بيانات شهرية ألسعار خام‬ ‫ر للتقل‬ ‫ُّب في سوق النفط‪ ،‬نحسب ِّ‬ ‫مؤش ا‬ ‫لتفسير حجم التقل‬ ‫ي ألسعار النفط الشهرية في فتر‬ ‫ة ستة أشهر‪ ،‬والذي يمتد إلى باقي‬ ‫برنت الحقيقية‪ .‬والمؤشر المحسوب هو االنحر‬ ‫اف المعيار‬ ‫ات‪ ،‬وهو ُ‬ ‫موضح في الشكل ‪ . 2‬ويأخذ اتجاه مؤشر تقلب أسعار النفط في العادة شكل معادلة متسلسلة متعددة الحدود من‬ ‫الفتر‬ ‫الدرجة الثالثة يناسب شكل االنتشار‪( .‬الخط األسود – الشكل ‪.)2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫الموجز االقتصادي الفصلي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا العدد ‪ 7‬يوليو‪/‬تموز ‪2016‬‬ ‫ة ‪ .1970-1946‬وفي هذه الفتر‬ ‫ة‬ ‫تطور سوق النفط في الشكل ‪ ،2‬يبدو أن سوق النفط كانت مستقر‬ ‫ة خالل الفتر‬ ‫وعند النظر إلى ُّ‬ ‫ُّب يدخل سوق النفط بعد عام ‪ ،1970‬إذ نالحظ خمس‬ ‫عتبر أداة لتحقيق أغر‬ ‫اض سياسية أو للمضاربة‪ .‬وبدأ التقل‬ ‫ي َ‬ ‫لم يكن النفط ُ‬ ‫ات االرتفاع في الفتر‬ ‫ة‬ ‫ات الرتفاع أسعار النفط بين عامي ‪ 1970‬و‪ ،1991‬يعقبها استقر‬ ‫ار األسعار‪ 4.‬ويمكن مالحظة أن فتر‬ ‫فتر‬ ‫ات االقتصادية (تتكرر كل ستة أعوام أو نحو ذلك)‪ ،‬لكن النمط يتغير مع اقتر‬ ‫ابنا من الوقت‬ ‫من ‪ 1972‬إلى ‪ 1991‬تتبع نمط الدور‬ ‫ُّب يزداد بشدة ليصل إلى ذروته في عام ‪ .2008‬وكانت فتر‬ ‫ة االرتفاع في ‪ 2008‬تمثل أكبر‬ ‫الحاضر‪ .‬ففي عام ‪ ،2006‬بدأ التقل‬ ‫ُّب في أسعار النفط في األعوام الثالثة واألربعين الماضية‪ .‬وقد يكون السبب في ذلك صعوبة التنبؤ بأسعار العقود اآلجلة‬ ‫تقل‬ ‫ات في‬ ‫وحقيقة أن أسعار النفط ال تتأثر بالكميات المطلوبة والمعروضة فحسب‪ ،‬ولكن أيضا بحالة عدم اليقين في السوق‪ ،‬و ُّ‬ ‫التغير‬ ‫معينة خالل هذه الفتر‬ ‫ة‪.‬‬ ‫إقبال المستثمرين‪ ،‬وأحداث جيوسياسية واقتصادية ُ‬ ‫ُّب أسعار النفط‬ ‫الشكل ‪ .2‬تقل‬ ‫المصدر‪.World Bank and MACROTRENDS :‬‬ ‫ُّب‪ .‬فخالل عامي ‪ 2005‬و‪ 2006‬بلغ‬ ‫عة في ِّ‬ ‫مؤشر التقل‬ ‫ُّب بعد عام ‪ 2008‬مع اتجاه متصاعد في التواتر والسر‬ ‫يتغير نمط التقل‬ ‫ُّب مرتفعا بعد‬ ‫معدل التقل‬ ‫ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫مؤشر التقلب في المتوسط نحو ‪ 4.3‬في المائة‪ ،‬أما في عام ‪ 2008‬فقفز إلى ‪ 15.5‬في المائة‪ .‬وظل ُ‬ ‫ُّب‬ ‫ات‪ ،‬واستمر هذا االتجاه حتى عام ‪ .2015‬وبلغ ِّ‬ ‫مؤشر التقل‬ ‫ذلك السيما في الربع األخير من عام ‪ ،2014‬وبقي في خانة العشر‬ ‫ة الكبير‬ ‫ة في الشكل ‪ . 2‬وصاحب هذا هبوط حاد في األسعار الفورية‪.‬‬ ‫ذروته في الربع األول من عام ‪ 2015‬كما يتضح في القفز‬ ‫ُّبات‪ .‬واتسمت تعاقدات المعامالت الثنائية والعقود‬ ‫اتقاء لهذه التقل‬ ‫لتحوط ً‬ ‫‪ 4‬مع اشتداد التقلُّبات نشأت الحاجة إلى آليات تُ ِّ‬ ‫مكن المنتجين والمستهلكين من ا ُّ‬ ‫اد من تعقيد السوق‪.‬‬ ‫ُّب‪ ،‬األمر الذي ز‬ ‫ات بهذا التقل‬‫اآلجلة والخيار‬ ‫‪5‬‬ ‫الموجز االقتصادي الفصلي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا العدد ‪ 7‬يوليو‪/‬تموز ‪2016‬‬ ‫عة إذا ما قورن بهبوط‬ ‫ُّب بعد عام ‪ 2014‬أعلى كثي ا‬ ‫ر من حيث التواتر والسر‬ ‫وبمقارنة فترتي االنخفاض في األسعار‪ ،‬يظهر أن التقل‬ ‫ُّب في المتوسط ‪ 3.5‬في المائة عام ‪.1986‬‬ ‫أسعار النفط في عام ‪ 1986‬حينما بلغ ِّ‬ ‫مؤشر التقل‬ ‫يؤثِّر على المخزونات والعكس صحيح‪ .‬وفي مقالتها‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫وثمة عالقة تر‬ ‫ابط بين التقلب ومعدل اإلنتاج ومستويات المخزونات‪ .‬فالتقلب ُ‬ ‫‪5‬‬ ‫ُّب‬ ‫في مايو‪/‬أيار ‪ ،2016‬خلصت الوكالة األمريكية لمعلومات الطاقة إلى أن مخزونات النفط الخام أحد األسباب المؤدية إلى تقل‬ ‫ُّب قد تُؤثِّر على القيمة الحدية‬ ‫ات في معدل التقل‬ ‫ى‪ ،‬يذهب بينديك (‪ )2004‬إلى القول بأن ُّ‬ ‫التغير‬ ‫أسعار النفط‪ .‬ومن ناحية أخر‬ ‫نافسون يحوزون مخزونات لخفض‬ ‫للمخزونات ‪ -‬أي تكلفة الفرصة البديلة إلنتاج النفط اآلن بدال من االنتظار‪ .‬فالمنتِجون الم ِ‬ ‫ُ‬ ‫ابط‬‫ح بينديك عالقات التر‬‫تكاليف تعديل اإلنتاج‪ .‬وباستخدام نموذج هيكلي لإلنتاج لثالث سلع أولية في اثنين من األسواق‪ ،‬يشر‬ ‫ُّبات في‬‫ُّبات األسعار (سواء نجمت عن تقل‬ ‫ى أن تقل‬ ‫ُّب أسعار النفط‪ ،‬ومعدالت اإلنتاج‪ ،‬ومستويات المخزونات‪ .‬وهو ير‬‫بين تقل‬ ‫ُّب مستويات االستهالك واإلنتاج‪ .‬وهكذا‪،‬‬ ‫ؤدي إلى تقل‬‫اء والبيع بدافع المضاربة) ستُ ِّ‬ ‫صافي الطلب أو شيء آخر مثل عمليات الشر‬ ‫ُّب األسعار ستصاحبها زيادة تقل‬ ‫ُّب مستويات اإلنتاج واالستهالك‪ .‬ويشير هذا ضمنا بدور‬ ‫ه إلى زيادة الطلب من أجل‬ ‫فإن زيادة تقل‬ ‫غب المشاركون في السوق في االحتفاظ بقدر أكبر من المخزون من أجل تفادي‬‫معين للمخزون‪ ،‬سير‬ ‫التخزين‪ ،‬وعند مستوى ُ‬ ‫تحو‬ ‫ال بالصعود في الطلب على المخزون‪.‬‬‫التقلبات في اإلنتاج واالستهالك‪ .‬وستكون النتيجة ُّ‬ ‫هر الشكل ‪ 3‬مخزونات النفط في مستودع كاشينج في أوكالهوما‪ - 6‬حيث‬ ‫ويظ ِ‬ ‫وتدعم البيانات التاريخية فيما يبدو الر‬ ‫أي الثاني‪ُ .‬‬ ‫تتحدد أسعار العقود اآلجلة لخام غرب تكساس الوسيط – وأسعار خام غرب تكساس الوسيط في الفتر‬ ‫ة من يناير‪/‬كانون الثاني‬ ‫المخزنة في كاشينج‪ .‬وفي الفتر‬ ‫ة من يناير‪/‬كانون‬ ‫ّ‬ ‫‪ 2014‬إلى مارس‪/‬آذار ‪ .2016‬فأسعار النفط ترتبط ارتباطا سلبيا بكميات النفط‬ ‫الثاني ‪ 2014‬إلى أغسطس‪/‬آب ‪ ،2014‬هبطت المخزونات بشدة وسجلت أسعار النفط أعلى مستويات لها‪ ،‬متخطية ‪ 100‬دو‬ ‫الر‬ ‫ي األمريكي‪ ،‬وكانت‬‫اد اإلنتاج من منتجي النفط التقليدي والصخر‬ ‫ر ألن األسعار المرتفعة حفزت أنشطة الحفر‪ ،‬ز‬ ‫للبرميل‪ .‬ونظ ا‬ ‫ر جوهريا‪.‬‬ ‫ُّب أسعار النفط ُّ‬ ‫تغي ا‬ ‫ع‪ .‬وكما بينا آنفاً‪ ،‬فإن هذه هي الفتر‬ ‫ة التي تغير فيها نمط تقل‬ ‫ي أسر‬‫زيادة النفط الصخر‬ ‫ُّب في السوق‪ ،‬ومن ثم إلى زيادة هائلة في المخزونات‪ .‬ويبدو ببساطة أن اشتداد‬ ‫ويبدو أن زيادة عدم اليقين أدت إلى زيادة التقل‬ ‫ار منظمة أوبك‬‫ُّل إمدادات المعروض‪ .‬وأدى قر‬ ‫ُّب في السوق يزيد الطلب على المخزونات من أجل مواجهة احتماالت تعط‬ ‫التقل‬ ‫ى أفضت إلى‬ ‫ُّبات‪ ،‬وما أعقب ذلك من قفز‬ ‫ات أخر‬ ‫في نوفمبر‪/‬تشرين الثاني ‪ 2014‬بعدم خفض اإلنتاج إلى زيادة مفاجئة في التقل‬ ‫زيادة حادة في مخزونات النفط في أبريل‪/‬نيسان ‪ .2015‬ومع أن المخزونات انخفضت ببطء في أبريل‪/‬نيسان ويونيو‪/‬حزير‬ ‫ان‪،‬‬ ‫ة في أعقاب صدمة أسعار النفط في‬ ‫اتيجية" أول مر‬ ‫حت فكر‬ ‫ة "االحتياطيات اإلستر‬ ‫رَ‬‫ُّبات الطلب‪ .‬وطُ ِ‬ ‫ي في العادة االحتفاظ بالمخزونات لمواجهة تقل‬‫يجر‬ ‫‪5‬‬ ‫ي اآلن االحتفاظ‬ ‫ات "توقف اإلمدادات" (كر‬ ‫ابيلز‪ .)1980 ،‬ويجر‬ ‫السبعينات‪ .‬والغرض من احتياطيات النفط اإلستر‬ ‫اتيجية هو توفير إمدادات النفط في فتر‬ ‫اض المضاربة (حينما يتوقع المر‬ ‫ء ارتفاع أسعار العقود اآلجلة عن األسعار الحالية)‪ ،‬ومن ثم يزداد الطلب على المخزونات‪.‬‬ ‫بالمخزونات ألغر‬ ‫‪6‬‬ ‫كاشينج في أوكالهوما هو أكبر مستودع لتخزين النفط في العالم‪ .‬وتبلغ سعته االستيعابية ‪ 73‬مليون برميل‪ ،‬أو نحو ‪ 13‬في المائة من المخزونات‬ ‫ي من خالله تداول ما يربو على ثالثة مليار‬ ‫ات برميل من العقود اآلجلة لخام غرب تكساس الوسيط أسبوعيا‪ .‬والنذر اليسير من هذه‬ ‫األمريكية‪ .‬ويجر‬ ‫التعاقدات ينجم عنه تسليم فعلي للنفط‪ .‬وبدال من ذلك‪ ،‬تبرم معظم التعاقدات على أساس التسليم اآلجل (المصدر‪)Oilprice.com :‬‬ ‫‪6‬‬ ‫الموجز االقتصادي الفصلي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا العدد ‪ 7‬يوليو‪/‬تموز ‪2016‬‬ ‫ُّب ومستويات المخزونات‬ ‫فإن االتجاه نحو االرتفاع استمر حتى فبر‬ ‫اير‪/‬شباط من ذلك العام‪ .‬ومن أجل زيادة فهم االرتباط بين التقل‬ ‫ومعدل اإلنتاج‪ ،‬نفحص اآلن عالقة االرتباط بين أسعار النفط وانتاجه‪.‬‬ ‫المخزونات وأسعار النفط وانتاجه تتحدد أسعار التوازن في سوق النفط بتقاطع منحنيي العرض والطلب‪ .‬وبسبب طبيعة النفط‪،‬‬ ‫ى‪ ،‬العرض والطلب في سوق النفط ال‬‫ة أخر‬ ‫ات األسعار والتعديالت في إنتاج النفط واستهالكه‪ .‬وبعبار‬ ‫يوجد تفاوت زمني بين ُّ‬ ‫تغير‬ ‫يتسمان بالمرونة في األمد القصير‪ .‬وقد تُفس‬ ‫ِّر عوامل مختلفة‪ ،‬مثل مستوى فائض الطاقة اإلنتاجية أو المخزونات‪ ،‬السبب في أن‬ ‫ح تقدير‬ ‫ات المرونة بين ‪ -0.05‬في األمد القصير و‪-0.30‬‬ ‫معينة‪ .‬وتتر‬ ‫او‬ ‫المرونة السعرية للعرض والطلب قد تضعف في فتر‬ ‫ات ُ‬ ‫ات اإلدار‬ ‫ة األمريكية لمعلومات‬ ‫في األمد الطويل للطلب وبين ‪( 0.04‬األمد القصير) و‪( 0.35‬األمد الطويل) للعرض‪ .‬وتشير تقدير‬ ‫ح بين ‪ 0.02‬في األمد القصير و‪ 0.10‬في األمد الطويل‪.‬‬ ‫الطاقة ومؤسسة سيستم ساينسز إلى منحنيات أقل مرونة للعرض تتر‬ ‫او‬ ‫الشكل ‪ .3‬المخزون المقارن في كاشينج وأسعار النفط‬ ‫مؤشر المخزونات المقارنة (‪ 1‬يناير‪/‬كانون الثاني ‪ِّ )1 =2016‬‬ ‫سعر غرب تكساس الوسيط‬ ‫ِّ‬ ‫هبوط‬ ‫المخزونات‬ ‫أبريل‪/‬نيسان‪-‬‬ ‫يونيو‪/‬حزيران‬ ‫سعر خام غرب تكساس (دو‬ ‫اجتماع أوبك في ‪ 28‬نوفمبر‪/‬‬ ‫تشرين الثاني ‪2014‬‬ ‫انتعاش األسعار أبريل‪/‬‬ ‫نيسان‪-‬يونيو‪/‬حزير‬ ‫ان‬ ‫ومؤشر ُّ‬ ‫الر‪/‬برميل)‬ ‫تقلب أسعار النفط (‪ 12‬فبر‬ ‫المخزونات المقارنة في كاشينج‬ ‫اير‪/‬شباط ‪)1=2015‬‬ ‫المصدر‪ :‬اإلدارة األمريكية لمعلومات الطاقة ومؤسسة البيرينث لالستشارات‬ ‫ة األمريكية لمعلومات الطاقة ومؤسسة البيرينث لالستشار‬ ‫ات ‪.‬‬ ‫المصدر‪ :‬اإلدار‬ ‫معين‪ ،‬أنشأنا خط اتجاه ألسعار النفط وانتاجه باستخدام بيانات شهرية للفتر‬ ‫ة من‬ ‫ولتفسير سلوك منتجي النفط في السوق في وقت ُ‬ ‫مايو‪/‬أيار ‪ 1987‬إلى يناير‪/‬كانون الثاني ‪ ،2016‬حيثما كانت البيانات متاحة‪ .‬ويعرض الشكل ‪ 4‬إجمالي إنتاج النفط العالمي‬ ‫(مليون برميل يوميا) مقابل أسعار نفط خام برنت (بالدو‬ ‫الر للبرميل) باستخدام بيانات قابلة للمالحظة‪ .‬ويعكس سعر التوازن عند‬ ‫‪7‬‬ ‫الموجز االقتصادي الفصلي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا العدد ‪ 7‬يوليو‪/‬تموز ‪2016‬‬ ‫جة السادسة‬‫أي نقطة من الوقت تقاطع منحنيي العرض والطلب‪ .‬ويأخذ خط االتجاه شكل معادلة متسلسلة متعددة الحدود من الدر‬ ‫‪7‬‬ ‫الذي يناسب شكل االنتشار (الخط األسود – الشكل ‪.)4‬‬ ‫ة‪ :‬قبل ‪ ،2004‬كان خط االتجاه ثابتاً – زيادة ضئيلة في األسعار تُ ِّ‬ ‫ؤدي‬ ‫احل ِّ‬ ‫متميز‬ ‫وبالنظر إلى الشكل ‪ ،4‬يبدو أنه توجد ثالث مر‬ ‫جح" الذي‬ ‫ه سلوك منظمة أوبك‪ ،‬و‬ ‫السيما الموقف الفريد لقيام السعودية بدور "المنتج المر‬ ‫ي ِّ‬ ‫فسر‬ ‫إلى زيادة كبير‬ ‫ة في اإلنتاج‪ .‬وهذا ُ‬ ‫ار السوق واألسعار‪ .‬ومن عام ‪ 2004‬إلى النصف األول من عام‬ ‫ُّبات في العرض والطلب من أجل الحفاظ على استقر‬ ‫يمتص التقل‬ ‫‪ ،2014‬أصبح انحدار خط االتجاه أكثر حدة حيث ال تصاحب الزيادات الضئيلة في األسعار زيادات مقابلة‬ ‫في اإلنتاج‪.‬‬ ‫الشكل ‪ .4‬االرتباط بين أسعار النفط وانتاجه (مايو‪/‬أيار ‪ - 1987‬يناير‪/‬كانون الثاني ‪)2016‬‬ ‫‪160‬‬ ‫‪y = -6E-06x6 + 0.0019x5 - 0.2414x4 + 15.553x3 - 499.18x2 + 6385.1x‬‬ ‫‪140‬‬ ‫‪R² = 0.8682‬‬ ‫)‪barrel‬‬ ‫‪120‬‬ ‫سعر‪a‬برنت الفور‬ ‫‪100‬‬ ‫‪(monthly/$‬‬ ‫‪80‬‬ ‫(شهريا ‪-‬‬ ‫ي‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪ price‬دو‬ ‫‪60‬‬ ‫‪spot‬‬ ‫‪40‬‬ ‫الر‪/‬برميل)‬ ‫‪Brent‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪65‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪85‬‬ ‫إنتاج النفط‪ ،‬مليون برميل يوميا‬ ‫المصدر‪.Data from EIA and Ycharts :‬‬ ‫ُّب في أسعار النفط في ‪ 2004‬ليبلغ ذروته في عام ‪( 2008‬انظر الشكل ‪ )2‬وي ِ‬ ‫مكن تفسير صعود‬ ‫ونالحظ أيضا زيادة في حجم التقل‬ ‫ُ‬ ‫عة كافية للتغير‬ ‫ات‬ ‫أسعار النفط في النصف األول من عام ‪ 2008‬بالتحرك (الزيادة) في الطلب‪ ،‬حيث أن اإلنتاج لم يكن يستجيب بسر‬ ‫المقابلة في األسعار‪ .‬والسبب في ذلك أن أعضاء أوبك كانوا يفتقرون إلى الطاقة اإلنتاجية الكافية – بعد سنوات من تقييد االستثمار‬ ‫ات‬ ‫ى الهبوط الحاد لألسعار في النصف الثاني‬ ‫وي َ‬ ‫عز‬ ‫ج أوبك‪ُ .‬‬ ‫– لسد الفجوة المتز‬ ‫ايدة بين الطلب العالمي وامدادات المعروض من خار‬ ‫المعادلة المتعددة الحدود من الدرجة السادسة تصور البيانات بشكل أفضل كما يتضح في القيمة المرتفعة لمعامل التحديد ‪ R2‬التي تقترب من‬ ‫‪7‬‬ ‫‪ 90‬في المائة‪.‬‬ ‫‪8‬‬ ‫الموجز االقتصادي الفصلي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا العدد ‪ 7‬يوليو‪/‬تموز ‪2016‬‬ ‫اجع الحاد للطلب‪ ،‬إذ تضرر االقتصاد العالمي بشدة من جر‬ ‫اء األزمة المالية‪ .‬وهكذا‪ ،‬كان العامل الرئيسي‬ ‫من عام ‪ 2008‬إلى التر‬ ‫ُّبات في الطلب على النفط‪.‬‬ ‫ة هو التقل‬ ‫ة في أسعار النفط خالل هذه الفتر‬ ‫ات كبير‬ ‫في إحداث ُّ‬ ‫تغير‬ ‫ة لالهتمام في خط االتجاه هو ُّ‬ ‫التحرك المفاجئ للخلف ابتداء من سبتمبر‪/‬أيلول ‪ ،2014‬حيث صاحب هبوط األسعار‬ ‫والسمة المثير‬ ‫زيادة في المعروض (انظر الشكل ‪ .)4‬وهذا هو الوضع الحالي في سوق النفط حيث إنتاج النفط في ازدياد والطلب عليه في‬ ‫السيما من يتحملون تكلفة عالية منهم‬‫المنتِجون و‬ ‫ُّف‪ ،‬يواصل ُ‬‫ّب على األمد القصير‪ ،‬وارتفاع تكلفة التكي‬ ‫ركود‪ .‬وبسبب أوجه التصل‬ ‫ز‬ ‫ة على األقل (تميي ا‬ ‫الم ِّ‬ ‫تغير‬ ‫ادات أقل من التكلفة الحدية لإلنتاج‪ .‬فهم يحاولون تغطية تكاليفهم ُ‬‫عمليات اإلنتاج حتى تصبح اإلير‬ ‫ال ا‬ ‫ر للبرميل وأكثر في النفط‬ ‫الر‬ ‫ات للبرميل في السعودية إلى ‪ 60‬دو‬ ‫لها عن التكاليف الثابتة) التي تتباين بدرجة كبير‬ ‫ة من خمسة دو‬ ‫ي األمريكي غير التقليدي (انظر القسم الخاص بأسعار النفط المعادلة للتكلفة)‪.‬‬‫الصخر‬ ‫‪9‬‬ ‫الموجز االقتصادي الفصلي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا العدد ‪ 7‬يوليو‪/‬تموز ‪2016‬‬ ‫اإلطار ‪ .1‬دور السعودية "كمنتج مرجح"‬ ‫كانت أهمية سلوكيات منظمة أوبك ووظائفها واألهم من ذلك الدور المهيمن للسعودية موضوعا لكثير من البحوث والدر‬ ‫اسات‪ .‬وتشير‬ ‫كتجمع (كارتل)‬ ‫ُّ‬ ‫هذه األدبيات إلى وجود مجموعتين من النماذج التي تفسر سلوك بلدان أوبك‪ .‬المجموعة األولى التي ال تعترف بأوبك‬ ‫لمنتِجي النفط المختلفة أحجامهم‪ ،‬ولذلك ظهر دور السعودية "كمنتج مرجح"‪ .‬ويمكن تجميع هذه النماذج في اثنين‪ :‬نموذج الكارتل‬ ‫ُ‬ ‫المتجانس لجيلبرت (‪ ،)1978‬وبينديك (‪ )1978‬وساالنت (‪ ،)1976‬والنموذج التنافسي لماك أفوي (‪ .)1982‬وهناك مجموعة ثانية‬ ‫رر‬ ‫ات في أوبك ومن ثم على أسعار النفط في السوق العالمية‪.‬‬ ‫اسات التي تبحث دور السعودية كمنتج مرجح ُ‬ ‫يهيمن على صنع الق ا‬ ‫من الدر‬ ‫ومع أن النتائج مختلطة‪ ،‬فإنه يبدو أن النماذج التي تُفس‬ ‫ِّر دور أوبك في تحديد األسعار السيما خالل السبعينات والثمانينات والتسعينات‬ ‫ي ِّ‬ ‫صور نموذج جيلبرت (‪ )1978‬سلوك منظمة أوبك على‬ ‫والعقد األول من القرن الحالي قد القت بعض التأييد‪ .‬وعلى سبيل المثال‪ُ ،‬‬ ‫ج‪ ،‬أما المنتجون اآلخرون فهم تابعون ال يستطيعون فرض‬ ‫هيمن‪ ،‬صانع السوق وفق نظرية ستاكلبر‬ ‫أساس أنها المنتِج الم ِ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫األسعار‪.‬‬ ‫ِّق بوكيم (‪ )2004‬نظرية التنظيم الصناعي التجريبي الجديد ويخلص إلى أن منظمة أوبك تتصرف كقائد يتحكم في األسعار‪،‬‬ ‫ويطب‬ ‫ُ‬ ‫يتقبلَون األسعار كما هي‪ .‬وبحث هوبمان وهولز (‪ )2012‬ما إذا كانت السعودية تقوم بدور الر‬ ‫ائد‬ ‫ّ‬ ‫تابعون‬ ‫فهم‬ ‫جميعا‬ ‫اآلخرون‬ ‫الموردون‬ ‫ا‬‫أم‬ ‫ح من المنافسة الكاملة إلى الكارتل‪.‬‬ ‫ج‪ -‬داخل أوبك في عدد من السيناريوهات التي تتصل بالقوة في السوق وتتر‬ ‫او‬ ‫– وفق نظرية ستاكلبر‬ ‫ائد‬ ‫اف الفاعلة‪ .‬وتُظ ِ‬ ‫هر النتائج أنه إذا قامت السعودية بدور الر‬ ‫ووضعا نموذج محاكاة عدديا يسمح بإمكانية التفاعل االستر‬ ‫اتيجي بين األطر‬ ‫ج‪ ،‬فإنها تُنتِج بكامل طاقتها‪ ،‬ومن ثم تستفيد من األثر المشترك للكمية والسعر‪ .‬ويشير هذا بقوة إلى نتيجة مؤداها أن‬ ‫– وفقا لستاكلبر‬ ‫السعودية كانت في الواقع مهيمنة على سوق النفط العالمية قبل الهبوط الحالي ألسعار النفط‪.‬‬ ‫فما الذي تغير منذ انهيار األسعار في سبتمبر‪/‬أيلول ‪2014‬؟ إحدى المشكالت التي تواجهها أوبك هي تجاوز األعضاء الحصص‬ ‫ان إغر‬ ‫اق‬ ‫اق بإعادة بناء طاقته اإلنتاجية واعتز‬ ‫ام إير‬ ‫اإلنتاجية ُ‬ ‫المخصصة لهم‪ .‬وتفاقمت هذه المشكلة منذ عام ‪ 2014‬مع قيام العر‬ ‫ها مليون برميل يوميا بعد رفع العقوبات عنها‪ .‬وتعتزم إي ا‬ ‫رن في الواقع مضاعفة إنتاجها إلى ‪ 6‬ماليين‬ ‫السوق بإمدادات إضافية قدر‬ ‫برميل يوميا بنهاية العقد‪ .‬ولتحقيق توازن السوق والتخلص من فائض المعروض يلزم خفض اإلنتاج ‪ 1.5‬مليون برميل يوميا ‪ -‬ما‬ ‫يعادل خفض إنتاج النفط في البلدان األعضاء بنسبة ‪ 5‬في المائة (يبلغ اإلنتاج الكلي ألوبك نحو ‪ 32‬مليون برميل يوميا)‪.‬‬ ‫ُّبات في المعروض‪ ،‬فإنها ستتحمل‬ ‫"كمنتِج مرجح" واستيعاب التقل‬ ‫ائد ُ‬‫ها الر‬‫وفي هذه العملية‪ ،‬إذا استطاعت الرياض الحفاظ على دور‬ ‫بذلك أغلب الخفض في إنتاج النفط مثلما فعلت في الماضي‪ .‬وسوف يؤدي هذا إلى انخفاض إنتاج السعودية بالمقارنة باألعضاء‬ ‫اآلخرين في بيئة تشهد بالفعل أسعار نفط منخفضة‪ ،‬األمر الذي يفتح الباب أمام تعرضها لضغوط مالية طويلة األمد‪ .‬ولكن يبدو أن‬ ‫السعوديين اختاروا الحفاظ على حصتهم في السوق‪ ،‬بدال من السعي بقوة لقيادة أوبك‪ .‬وفضال عن ذلك‪ ،‬فإنه تبين أن قطاع النفط‬ ‫عة وكفاءة الضطر‬ ‫ابات السوق (انظر القسم الخاص باستعادة‬ ‫ي األمريكي لديه فائض من الطاقة اإلنتاجية ُ‬ ‫يتيح له االستجابة بسر‬ ‫الصخر‬ ‫سوق النفط توازنها)‪.‬‬ ‫‪10‬‬ ‫الموجز االقتصادي الفصلي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا العدد ‪ 7‬يوليو‪/‬تموز ‪2016‬‬ ‫استعادة سوق النفط توازنها‬ ‫اآلن وقد أصبحت لدينا فكر‬ ‫ة أفضل عن العوامل التي ساهمت في هبوط أسعار النفط بعد عام ‪ ،2014‬يثور السؤال إلى متى‬ ‫سيستمر الهبوط؟ ولإلجابة عن هذا السؤال يجب أن ننظر أو‬ ‫ال إلى تجربة موجات هبوط أسعار النفط السابقة‪ ،‬ثم ننتقل إلى بحث‬ ‫الوضع الر‬ ‫اهن والعوامل التي ستفضي إلى استعادة سوق النفط توازنها‪.‬‬ ‫ات هبوط أسعار النفط وقتا أطول من فتر‬ ‫ات ارتفاعها‪.‬‬ ‫ات هبوط أسعار النفط السابقة‪ .‬كما سبق ْ‬ ‫أن أوضحنا‪ ،‬تستمر فتر‬ ‫تجربة فتر‬ ‫ويكمن السبب في ميل منحنى العرض‪ ،‬الذي يتسم بأنه غير مرن نسبيا السيما في األمد القصير (انظر الشكل ‪ ،4‬على سبيل‬ ‫ى) بالضرور‬ ‫ة ألسعار النفط المنخفضة بتخفيض إمداداتهم‬ ‫المثال)‪ .‬و‬ ‫ال يستجيب منتجو النفط (خالفا لمنتجي السلع األولية األخر‬ ‫(انظر القسم السابق)‪ .‬على النقيض من ذلك‪ ،‬أثناء فتر‬ ‫ات الهبوط يستجيب بعض منتجي النفط (غير التقليدي) ذوي التكلفة العالية‬ ‫بزيادة إمداداتهم في السوق لتغطية تكاليفهم التشغيلية وديونهم الكبير‬ ‫ة‪ .‬ومن المنطلق ذاته‪ ،‬وبسبب انخفاض تكاليفهم التشغيلية يميل‬ ‫منتجو النفط التقليدي إلى الحفاظ على حصتهم من السوق بزيادة إنتاج النفط‪ .‬وعلى سبيل المثال‪ ،‬تخلت بلدان أوبك في بعض‬ ‫المحددة لها للحفاظ على حصتها في السوق‪ .‬ورفع العر‬ ‫اق‬ ‫ادت إنتاجها عن السقوف ُ‬ ‫ام بحصصها اإلنتاجية وز‬ ‫األوقات عن االلتز‬ ‫ان ‪ 2015‬بسبب زيادة عمليات التنقيب في البلدين‪ ،‬األمر الذي أدى إلى تجاوز سقف إنتاج أوبك‬ ‫والسعودية إنتاجهما في يونيو‪/‬حزير‬ ‫البالغ ‪ 30‬مليون برميل يوميا بنحو ‪ 1.28‬مليون برميل يوميا‪ .‬وتفرض وفر‬ ‫ة المعروض في أوقات ضعف الطلب ضغوطا على‬ ‫ة هبوط األسعار تستمر وقتا أطول من فتر‬ ‫ات ارتفاعها‪.‬‬ ‫اجع‪ .‬ويجعل استمر‬ ‫ار هذا الوضع فتر‬ ‫األسعار لتُسج‬ ‫ِّل مزيدا من التر‬ ‫ات هبوط األسعار‪ .‬وعلى النقيض من هبوط‬ ‫عة استجابتهم الختالالت السوق طول مدة فتر‬ ‫وسي ِّ‬ ‫حدد سلوك منتجي النفط ومدى سر‬ ‫ُ‬ ‫ي‬‫حرك لألسعار في السوق‪ ،‬أصبح منتجو النفط الصخر‬ ‫السيما السعودية هي ُ‬ ‫الم ِّ‬ ‫األسعار عام ‪ 1986‬حينما كانت منظمة أوبك‪ ،‬و‬ ‫جحون (انظر اإلطار ‪ .)1‬وبالمقارنة ببطء استجابة حقول النفط التقليدي (التي تستغرق في‬ ‫األمريكي اليوم هم المنتجون المر‬ ‫ر من الطاقة اإلنتاجية‪ ،‬وي ِ‬ ‫مكنه االستجابة‬ ‫ي األمريكي فائضا كبي ا‬ ‫الغالب بضع سنوات)‪ ،‬يمتلك قطاع النفط الصخر‬ ‫ُ‬ ‫ة من آبار النفط‬ ‫ة (تصل في الغالب إلى حوالي ستة أشهر)‪ 8.‬كما أن أعدادا كبير‬ ‫ة قصير‬‫ات في السوق في غضون فتر‬ ‫ُّ‬ ‫للتغير‬ ‫ر لم يكتمل‬ ‫ج أنه في نهاية عام ‪ ،2015‬كان يوجد نحو ‪ 4290‬بئ ا‬ ‫ي معطلة‪ .‬وتُظ ِ‬ ‫هر بيانات جمعتها وحدة معلومات بلومبر‬ ‫الصخر ُ‬ ‫ي‪ ،‬وهما باكين وبيرميان في وست‬ ‫ها لإلنتاج في الو‬ ‫اليات المتحدة‪ 30 ،‬في المائة منها انحصرت في منطقتين للنفط الصخر‬ ‫تجهيز‬ ‫ة أسر‬ ‫ع من المصادر التقليدية‬ ‫تكساس ونيو مكسيكو‪ .‬وتتيح اآلبار غير المستغلة للو‬ ‫اليات المتحدة زيادة اإلنتاج أو خفضه بوتير‬ ‫اب األسعار من نقطة ُّ‬ ‫تحول تكون إيذانا بإطالق اإلنتاج أو إيقافه‪ .‬وتظهر بيانات مؤسسة بيكر هيوز أن عدد منصات‬ ‫مع اقتر‬ ‫‪8‬‬ ‫تختلف حقول النفط التقليدية عن الحقول غير التقليدية التي تُ َ‬ ‫ستخدم فيها تقنية التكسير (التكسير الهيدروليكي والحفر األفقي)‪ .‬وتشتمل هذه التقنية على‬ ‫الحفر في اليابسة‪ ،‬والحفر في المياه الضحلة (أقل من ألف قدم)‪ ،‬والحفر في المياه العميقة (ما بين ألف قدم و‪ 2500‬قدم)‪ ،‬والحفر في المياه الشديدة‬ ‫العمق (أكثر من ‪ 2500‬قدم)‪ .‬السمة المشتركة بين كل هذه األساليب التقليدية هي أن الشركات تحفر بشكل ر‬ ‫أسي تحت سطح األرض (سواء تحت‬ ‫ات كبير‬ ‫ة على مدى خمسة‬ ‫الماء أو في اليابسة) حتى تصل إلى مكمن النفط (حقل النفط) ثم تمضي لضخ النفط في بئر‪ .‬ويتطلب هذا النظام استثمار‬ ‫ة من االستخر‬ ‫اج إلى اإلنتاج وصيانة الحقل‪.‬‬ ‫أعوام إلى عشر‬ ‫‪11‬‬ ‫الموجز االقتصادي الفصلي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا العدد ‪ 7‬يوليو‪/‬تموز ‪2016‬‬ ‫اد إلى نحو ‪ 489‬في عام ‪ ،2016‬وهو أقل من ربع الرقم القياسي ُ‬ ‫المسجل في عام ‪،2014‬‬ ‫الحفر النفطية األمريكية العاملة ز‬ ‫األمر الذي أدى إلى هبوط إنتاج النفط األمريكي عشر‬ ‫ة في المائة في أقل من عام‪.‬‬ ‫ار هذه الفتر‬ ‫ات‪.‬‬ ‫ات هبوط األسعار في عامي ‪ 1986‬و‪ 2014‬عن أدلة مثير‬ ‫ة لالهتمام عن مدة استمر‬ ‫وتكشف المقارنة بين فتر‬ ‫ويتتبع الشكل ‪ 5‬اتجاه األسعار في فترتي الهبوط في عامي ‪ 1986‬و‪ .2014‬ويسير خطا االتجاه كالهما على نمط واحد‪ .‬واذا‬ ‫ة هبوط األسعار الحالية ستستمر فتر‬ ‫ة أطول مما كان‬ ‫كان لنا أن نسترشد بالتجربة التاريخية‪ ،‬فقد يكون من المعقول استنتاج أن فتر‬ ‫متوقعا‪ ،‬وقد تستمر إلى العقد التالي‪.‬‬ ‫الشكل ‪ .5‬أسعار النفط المقارنة‪ ،‬سعر خام برنت (دوالر‪/‬برميل)‬ ‫(المقياس األيمن) ‪2014/2015‬‬ ‫يظ ِ‬ ‫هر عدد األسابيع قبل‪/‬بعد بدء هبوط أسعار النفط‪.‬‬ ‫المصدر‪ :‬قاعدة بيانات طومسون رويترز ‪ .Datastream‬مالحظة‪ :‬المحور األفقي ُ‬ ‫ُّب الشديد الذي لوحظ بعد عام ‪،2008‬‬ ‫كما أوضحنا من قبل‪ ،‬كان السبب ور‬ ‫اء الهبوط الحاد ألسعار النفط في عام ‪ 2014‬هو التقل‬ ‫اكم مخزونات النفط في وقت لم يكن فيه الطلب مستجيبا (بسبب تر‬ ‫اجع نمو االقتصاد العالمي‬ ‫وبلغ ذروته في ‪ 2014‬وأدى إلى تر‬ ‫السيما في الصين)‪ .‬ولذلك‪ ،‬فإن السوق ستستعيد توازنها عند سعر التوازن حينما يتر‬ ‫اجع اإلنتاج والمخزون أو ينتعش الطلب على‬ ‫النفط (أو كال األمرين)‪ .‬ونبحث اآلن هذه العوامل بالتفصيل‪.‬‬ ‫جحا ألن السعودية تخلت عن‬‫مر‬ ‫في جانب المعروض‪ ،‬ال يبدو الوصول إلى إجماع على خفض اإلنتاج بين منت ِ‬ ‫جي أوبك أم ا‬ ‫ر ُ‬ ‫ُ‬ ‫ار للسوق وذلك من أجل الحفاظ على حصتها السوقية (انظر اإلطار ‪ .)1‬والى جانب األعضاء اآلخرين‬ ‫مرونتها كعامل استقر‬ ‫جح اإلنتاج بالمعدل الحالي أو حتى‬‫في أوبك وروسيا الذين يريدون الحفاظ على حصتهم في السوق‪ ،‬ستواصل السعودية على األر‬ ‫ان والعر‬ ‫اق‬ ‫زيادته (انظر القسم السابق عن استجابة بلدان الشرق األوسط وشمال أفريقيا ألسعار النفط المنخفضة)‪ .‬وز‬ ‫ادت إير‬ ‫‪12‬‬ ‫الموجز االقتصادي الفصلي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا العدد ‪ 7‬يوليو‪/‬تموز ‪2016‬‬ ‫ات‪ .‬وفضال عن ذلك‪ ،‬فإن تكاليف التشغيل في‬ ‫وغير‬ ‫هما اإلنتاج بالفعل‪ ،‬ومن المحتمل أن تعود ليبيا إلى السوق إذا انحسرت التوتر‬ ‫المربِح أن تُنتِج النفط حتى باألسعار الحالية‬ ‫ر للبرميل‪ ،‬ولذلك من ُ‬ ‫ات إلى ‪ 15‬دو‬ ‫ال ا‬ ‫ح من خمسة دو‬ ‫الر‬ ‫السعودية منخفضة‪ ،‬إذ تتر‬ ‫او‬ ‫المنخفضة‪ .‬ومن ثم‪ ،‬فإن أي تخفيض لإلنتاج سيأتي من المنتجين المرجحين‪ ،‬وهو الدور الذي يقوم به حاليا منتجو النفط غير‬ ‫معينا كنقطة ُّ‬ ‫تحول تقوم عندها بزيادة اإلنتاج أو خفضه سريعا‬ ‫رُ‬‫ي‪ .‬وتعتمد هذه الشركات سع ا‬‫التقليدي‪ ،‬السيما قطاع النفط الصخر‬ ‫(انظر القسم التالي)‪.‬‬ ‫ة األمريكية‬ ‫ات اإلدار‬ ‫ُّبات‪ .‬وتُظ ِ‬ ‫هر تقدير‬ ‫وفضال عن ذلك‪ ،‬فإنه يلزم حدوث زيادة متواصلة في الطلب لتعزيز األسعار والحد من التقل‬ ‫ال ا‬ ‫ر للبرميل في‬ ‫لمعلومات الطاقة أن الطلب ز‬ ‫اد ببطء في مايو‪/‬أيار ‪ ،2016‬وأن أسعار خام برنت ارتفعت إلى نحو ‪ 50‬دو‬ ‫ى‪ ،‬والزيادة الموسمية لالستهالك‪ ،‬لتصل إلى المستوى‬‫مايو‪/‬أيار وذلك بفضل توقف المعروض في كندا ونيجيريا وأماكن أخر‬ ‫ع األول من يونيو‪/‬حزير‬ ‫ان‪ .‬ولكن انتعاش األسعار لم يستمر بسبب الفائض الضخم‬ ‫ال ا‬ ‫ر للبرميل في األسبو‬ ‫المرتفع الجديد ‪ 53‬دو‬ ‫الر للبرميل في ‪ 15‬يونيو‪/‬حزير‬ ‫ان‪.‬‬ ‫حاليا في المعروض والذي يقرب من ‪ 1.5‬مليون برميل يوميا‪ ،‬وهبط سعر خام برنت إلى ‪ 49.3‬دو‬ ‫ات وكالة الطاقة الدولية –ومقر‬ ‫ها باريس‪ -‬إلى أنه ليس من المتوقع أن ينتعش الطلب على النفط ويفوق المعروض‬ ‫وتذهب تقدير‬ ‫من النفط قبل عام ‪( 2019‬الجدول ‪.)1‬‬ ‫الجدول ‪ .1‬كميات النفط الخام العالمية‪ ،‬مليون برميل يوميا‬ ‫‪2020‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪100.5‬‬ ‫‪99.3‬‬ ‫‪98.2‬‬ ‫‪96.9‬‬ ‫‪95.6‬‬ ‫‪94.4‬‬ ‫الطلب العالمي‬ ‫‪58.9‬‬ ‫‪58.3‬‬ ‫‪57.6‬‬ ‫‪57.0‬‬ ‫‪57.1‬‬ ‫‪57.7‬‬ ‫ج أوبك‬‫المعروض من خار‬ ‫‪33.5‬‬ ‫‪33.2‬‬ ‫‪33.0‬‬ ‫‪33.0‬‬ ‫‪32.8‬‬ ‫‪32.0‬‬ ‫خامات نفط أوبك *‬ ‫‪7.1‬‬ ‫‪7.1‬‬ ‫‪7.1‬‬ ‫‪7.0‬‬ ‫‪6.9‬‬ ‫‪6.7‬‬ ‫سوائل الغاز الطبيعي في أوبك‬ ‫‪99.5‬‬ ‫‪98.7‬‬ ‫‪97.8‬‬ ‫‪97.0‬‬ ‫‪96.7‬‬ ‫‪96.4‬‬ ‫إجمالي المعروض العالمي *‬ ‫‪-1.0‬‬ ‫‪-0.7‬‬ ‫‪-0.4‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫‪1.1‬‬ ‫‪2.0‬‬ ‫التغي‬ ‫ُّر الضمني للمخزونات‬ ‫المصدر‪ :‬وكالة الطاقة الدولية‪ .‬تقرير أسواق النفط على األمد المتوسط ‪ .2016‬مالحظة‪ * :‬إنتاج أوبك الفعلي في ‪ .2015‬يفترض زيادة المعروض من‬ ‫ات الطاقة اإلنتاجية ألوبك بعد ذلك‪.‬‬ ‫اعي ُّ‬ ‫تغير‬ ‫إير‬ ‫ان بعد رفع العقوبات في ‪ ،2016‬وير‬ ‫وهناك احتمال أن ينتعش الطلب وأن تتعافى األسعار في بيئة تشهد وفر‬ ‫ة نفطية‪ .‬وسيتوقف هذا على مرونة الطلب الداخلي‪ ،‬ألن‬ ‫منحنى العرض غير مرن تماما‪ ،‬حتى على األمد الطويل (انظر الشكل ‪ .)4‬إن تحس‬ ‫ُّن آفاق االقتصاد العالمي قد يعزز الطلب‬ ‫ُّر المناخ‪ ،‬واألصول‬ ‫على النفط‪ ،‬وقد ِّ‬ ‫يؤدي هذا إلى ارتفاع أسعار النفط‪ .‬مهما يكن من أمر‪ ،‬فإن الشواغل بشأن قضايا تغي‬ ‫عة انتعاش الطلب‪.‬‬ ‫المهجور‬ ‫ة‪ ،‬والطاقة المتجددة‪ ،‬قد تضعف من سر‬ ‫‪13‬‬ ‫الموجز االقتصادي الفصلي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا العدد ‪ 7‬يوليو‪/‬تموز ‪2016‬‬ ‫جتين مئويتين فوق‬ ‫رر‬ ‫ة األرض من أن يزيد على در‬ ‫ويتفق واضعو السياسات بوجه عام على أنه من المستحب منع ارتفاع درجة ح ا‬ ‫ة الصناعية‪ .‬ولمر‬ ‫اعاة العمل بذلك التحذير‪ ،‬سيتعين أن يبقي ثلث احتياطيات النفط ونصف‬ ‫رر‬ ‫ة األرض قبل الثور‬ ‫متوسط درجة ح ا‬ ‫احتياطيات الغاز وأكثر من ‪ 80‬في المائة من احتياطيات الفحم الحالية دون استخدام في الفتر‬ ‫ة من ‪ 2010‬إلى ‪ 2050‬للوفاء‬ ‫ى‪ ،‬سينتهي المطاف باحتياطيات النفط العالمية أن تصبح موارد مهجور‬ ‫ة في األرض‪ .‬فمن‬ ‫بهدف الدرجتين المئويتين‪ 9.‬وبعبار‬ ‫ة أخر‬ ‫ار باستخر‬ ‫اج النفط وبيعه اآلن‬ ‫ع منتجو النفط إلى بيع ْ‬ ‫قدر ما يستطيعون من احتياطياتهم‪ .‬ومن شأن اتخاذ قر‬ ‫المعقول إذن أن يسار‬ ‫أن يزيد في نهاية المطاف الوفر‬ ‫ة الحالية في المعروض النفطي‪.‬‬ ‫وبعد هذه الخلفية ننتقل إلى التوقيت المتوقع الستعادة توازن السوق‪ ،‬واألسعار التي ستصل عندها السوق إلى مستوى التوازن‪.‬‬ ‫كيف تستعيد السوق توازنها ومتى؟ أحد السيناريوهات هو أن وفر‬ ‫ة المعروض النفطي ستنحسر بمرور الوقت‪ ،‬حيث أن منتجي‬ ‫ي األمريكي سيتركون السوق و‪/‬أو أعضاء أوبك سيتوصلون إلى اتفاق لخفض‬‫النفط ذوي التكلفة المرتفعة مثل قطاع النفط الصخر‬ ‫اإلنتاج‪ .‬وفي هذا السيناريو‪ ،‬ستنتعش األسعار‪ ،‬ربما مع بعض التأخير‪ ،‬حتى إذا بقي الطلب ضعيفا‪ .‬ولكن كما ناقشنا من قبل‪،‬‬ ‫ى على صعيد السياسات ومحاولة روسيا الحفاظ‬ ‫فإن عدة عوامل‪ ،‬منها عودة إير‬ ‫ان إلى سوق النفط واستجابات بلدان أوبك األخر‬ ‫ي األمريكي مربحا (انظر القسم التالي)‪ ،‬ستحول دون انتعاش‬‫على حصتها السوقية والسعر الذي يصبح عنده إنتاج النفط الصخر‬ ‫األسعار على األقل حتى عام ‪.2018‬‬ ‫وتشير أحدث البيانات من وكالة الطاقة الدولية إلى أن إنتاج النفط في البلدان المنتجة بالمنطقة وصلت إلى مستويات تاريخية‬ ‫ات إير‬ ‫ان‬ ‫اق واير‬ ‫ان‪ .‬ومنذ رفع الحظر على صادر‬ ‫في االرتفاع حيث تجاوزت ‪ 31‬مليون برميل يوميا معظمها من السعودية والعر‬ ‫ات النفط الخام‬ ‫ة النفط أن صادر‬ ‫زر‬ ‫ان من إنتاجها نحو ‪ 750‬ألف برميل يوميا‪ .‬وتُظ ِ‬ ‫هر بيانات حديثة من و ا‬ ‫النفطية‪ ،‬ز‬ ‫ادت طهر‬ ‫ة فرض‬ ‫انية وصلت إلى ‪ 2.1‬مليون برميل يوميا في أبريل‪/‬نيسان ‪ 2016‬بالمقارنة مع نحو مليون برميل يوميا في فتر‬ ‫اإلير‬ ‫ة العقوبات‪ .‬وفضال‬ ‫العقوبات‪ .‬وأعلن واضعو السياسات أن هذه السياسة ستستمر حتى تستعيد إير‬ ‫ان حصتها السوقية ما قبل فتر‬ ‫عن ذلك‪ ،‬فإنهم يتمتعون بتكاليف تشغيل منخفضة للغاية تُ ِّ‬ ‫مكنها من البقاء في السوق لبعض الوقت أو حتى زيادة اإلنتاج للتعويض‬ ‫عن األسعار المنخفضة‪ .‬ومع عدم ارتفاع الطلب‪ ،‬فإن هذه الزيادة ستضيف إلى المخزنات العالية بالفعل‪ .‬وتتوقع اإلدار‬ ‫ة األمريكية‬ ‫لمعلومات الطاقة أن تبدأ عالمات انحسار مخزونات النفط العالمية في الظهور في عام ‪ 2018‬وفي السنة التالية‪ .‬وقد يساعد‬ ‫ع وتير‬ ‫ة ارتفاع األسعار الحقا حتى نهاية‬ ‫هذا على انتعاش األسعار في النصف األول من عام ‪ ،2019‬ومن المتوقع أن تتسار‬ ‫العقد (انظر القسم التالي)‪.‬‬ ‫ات النفطية‪ .‬فقد خفضت صناعة النفط إجمالي االستثمار‬ ‫ات بنسبة‬ ‫وأحدثت بيئة أسعار النفط ا لحالية تأثي ا‬ ‫ر سلبيا على االستثمار‬ ‫‪ 42‬في المائة خالل عامي ‪ 2015‬و‪ .2016‬ووفقا لوكالة الطاقة الدولية‪ ،‬كانت أمريكا الشمالية تشكل نصف هذا االنخفاض‪.‬‬ ‫جح خالل العامين المقبلين‪ .‬وتتوقع‬ ‫ة طويلة‪ ،‬فلن يحدث انتعاش ملموس في االستثمار‬ ‫ات على األر‬ ‫واذا بقيت األسعار منخفضة لفتر‬ ‫إدار‬ ‫ة معلومات الطاقة األمريكية أن يبلغ إنتاج النفط األمريكي في المتوسط ‪ 8.6‬مليون برميل يوميا في عام ‪ 2016‬و‪ 8.2‬مليون‬ ‫برميل يوميا في ‪ .2017‬وبالنظر إلى الوفر‬ ‫ة الحالية في المعروض‪ ،‬فإن هذا قد ال يكفي لرفع األسعار في ‪ 2017‬أو حتى في‬ ‫‪9‬‬ ‫وفقا لدر‬ ‫اسة لماكجليد سي‪ ،.‬وايكينز بي‪ )2015( .‬دورية ‪ ،Nature 517‬الصفحات ‪ ،190-187‬يناير‪ /‬كانون الثاني‪.‬‬ ‫‪14‬‬ ‫الموجز االقتصادي الفصلي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا العدد ‪ 7‬يوليو‪/‬تموز ‪2016‬‬ ‫‪ .2018‬ولذلك‪ ،‬من المتوقع أن تتر‬ ‫اكم المخزونات خالل العامين المقبلين إذا لم ينتعش الطلب‪ .‬وبتجميع كل هذه العوامل معا‪،‬‬ ‫يمكن القول إن احتمال استعادة السوق توازنها في أواخر عام ‪ 2019‬أو أوائل عام ‪ 2020‬هو احتمال قوي‪.‬‬ ‫أسعار النفط "الدنيا" التي تكفل توازن السوق‬ ‫جة تحول دون‬‫ى‪ ،‬ما هو السعر المنخفض بدر‬ ‫متى تستعيد السوق توازنها‪ ،‬وما هي األسعار التي ستكفل توازن السوق؟ بعبار‬ ‫ة أخر‬ ‫ة المعروض‪ ،‬ويكون مع ذلك أعلى من مستويات‬ ‫اليات المتحدة من النفط الخام‪ ،‬ومن ثم ِّ‬ ‫تؤدي إلى تصحيح وفر‬ ‫زيادة إنتاج الو‬ ‫ي األمريكي إلى زيادة‬ ‫تعادل التكاليف واإلير‬ ‫ادات لهذه الشركات؟ ما هي "األسعار الفاصلة" التي تدفع شركات النفط الصخر‬ ‫اإلنتاج؟ تعتمد اإلجابة عن هذه األسئلة على عدد قليل من العوامل‪.‬‬ ‫ي وامكانية الوصول إليها وقدر‬ ‫ة‬ ‫ي سيتأثر صعود أسعار النفط العالمية بمدى توفر كميات كبير‬ ‫ة من النفط الصخر‬ ‫احتياطيات النفط الصخر‬ ‫ة األمريكية لمعلومات الطاقة إلى احتمال أن يرتفع‬ ‫ات اإلدار‬ ‫ات في السوق‪ .‬وتذهب تقدير‬ ‫عة ُّ‬ ‫للتغير‬ ‫ي على االستجابة بسر‬‫قطاع النفط الصخر‬ ‫ي إلى ‪ 14‬مليون برميل يوميا بحلول عام ‪( 2035‬من ‪ 8.7‬مليون في عام ‪ ،)2015‬أي ما يعادل ‪ 12‬في المائة من‬‫إنتاج النفط الصخر‬ ‫ي في سوق النفط‪ ،‬حتى إذا بدأت األسعار في االنتعاش (كما كان الحال‬‫ع اإلنتاج العالمي من النفط‪ .‬ومع زيادة توفر النفط الصخر‬‫مجمو‬ ‫يل‪/‬نيسان ‪ ،)2016‬فإن المحللين ال يتوقعون عودة األسعار إلى خانة المئات التي كانت فيها خالل الفتر‬ ‫ة ‪ .2013-2011‬ويكمن‬ ‫منذ أبر‬ ‫عة التي يستجيب بها هؤ‬ ‫الء المنتجون الختالالت‬ ‫ي األمريكي والسر‬ ‫السبب في تغي‬ ‫ُّر سلوك منتجي منظمة أوبك ومنتجي النفط الصخر‬ ‫‪10‬‬ ‫الكفاءة‬ ‫يادة‬ ‫وز‬ ‫األمريكي‬ ‫ي‬‫الصخر‬ ‫النفط‬ ‫قطاع‬ ‫في‬ ‫ات‬ ‫التطور‬ ‫من‬ ‫سلسلة‬ ‫ودفعت‬ ‫السوق‪.‬‬ ‫ك لالستجابة الختالالت األسواق في حين بقيت أوبك في موقف المتفر‬ ‫ج (انظر اإلطار ‪.)1‬‬ ‫عة التحر‬‫(انظر اإلطار ‪ )2‬القطاع إلى سر‬ ‫ي‬‫أسعار النفط المعادلة للتكاليف بالمقارنة بمنتِجي النفط في الشرق األوسط مثل السعودية‪ ،‬فإن أسعار التعادل للنفط الصخر‬ ‫ي األمريكي‪ ،‬فال يز‬ ‫ال هناك تفاوت كبير في‬ ‫غم تحقيق بعض التحسينات في كفاءة قطاع النفط الصخر‬ ‫األمريكي أعلى كثي ا‬ ‫ر‪ .‬ور‬ ‫ال ا‬ ‫ر للبرميل لبعض‬ ‫ال ا‬ ‫ر إلى نحو ‪ 60‬دو‬ ‫أسعار التعادل لمختلف المقاطعات (انظر الجدول ‪ )2‬من مستوى منخفض يبلغ ‪ 30‬دو‬ ‫المقاطعات مثل إيجل فورد‪ .‬ويرجع هذا إلى أن سعر التعادل هو إلى حد كبير دالة تكلفة حفر البئر وتجهيز‬ ‫ها وكمية النفط التي‬ ‫اجها من البئر‪ .‬وقد تتفاوت كمية النفط التي تُنتَج من البئر تفاوتا كبي ا‬ ‫ر على مدى بضعة أميال‪،‬‬ ‫يتم في نهاية المطاف استخر‬ ‫ي‪.‬‬‫ات أسعار التعادل لمنطقة واحدة إلنتاج النفط الصخر‬ ‫ولذلك توجد مجموعة متفاوتة تفاوتا كبي ا‬ ‫ر من تقدير‬ ‫ات أسعار التعادل على األمد الطويل من عدة مصادر‪ .‬وبين مناطق اإلنتاج الرئيسية‪ ،‬سجلت بيرميان‬‫هر الشكل ‪ 6‬تقدير‬ ‫ويظ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ميدالند ونيوبا ا‬ ‫ر شيل وايجل فورد أكبر هبوط في أسعار التعادل‪ .‬ومع أخذ كل العوامل في الحسبان‪ ،‬بلغت أسعار التعادل في‬ ‫ال ا‬ ‫ر للبرميل في الربع الثالث من عام ‪ 2015‬منخفضة بنسبة تزيد على ‪ 40‬في المائة بين عامي ‪2013‬‬ ‫المتوسط نحو ‪ 60‬دو‬ ‫و‪ .2015‬وقد تتجه نحو مزيد من الهبوط مع زيادة معدالت الكفاءة وتحسين تقنية حفر اآلبار واستخر‬ ‫اج النفط‪.‬‬ ‫‪ 10‬في عامي ‪ ،2014-2013‬استغرق حفر بئر وتجهيز‬ ‫ه لإلنتاج نحو ‪ 22‬أو ‪ 23‬يوما‪ ،‬وتم تخفيض الوقت المستغرق بمقدار النصف (‪ 10‬أيام أو ‪ 11‬يوما‪.‬‬ ‫‪15‬‬ ‫الموجز االقتصادي الفصلي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا العدد ‪ 7‬يوليو‪/‬تموز ‪2016‬‬ ‫ي‬‫لم النفط الصخر‬ ‫عْ‬‫اإلطار ‪ِ .2‬‬ ‫مكن ضخ الكيروجين‬ ‫ال ي ِ‬ ‫يستخلص منها النفط‪ .‬و ُ‬ ‫ي على مادة تُسمى الكيروجين‪ ،‬وهي المادة العضوية التي ُ‬ ‫يحتوي النفط الصخر‬ ‫ِ‬ ‫يمكن‬‫من مكمنه مثل النفط‪ .‬بل يجب تسخين الصخور التي تحتوي على النفط لفصل السوائل‪ .‬وحين يتم تجميع السوائل‪ُ ،‬‬ ‫أسيا إلى ما فوق المنطقة‬ ‫ي حفر البئر ر‬ ‫ها إلى نفط خام صناعي لتكرير‬ ‫ه باستخدام البنية التحتية القائمة للبترول‪ .‬ويجر‬ ‫تحوير‬ ‫ي تكسير الصخور‬ ‫ة حيث تنحني قبل توجيهها أفقيا إلى التكوينات الزيتية المختار‬ ‫ة‪ .‬وبعد حفر البئر‪ ،‬يجر‬ ‫المستهدفة مباشر‬ ‫ي فيها‬ ‫ج إلى ر‬ ‫أس البئر والى السطح‪ .‬والتكسير الهيدروليكلي تقنية لتحفيز اآلبار يجر‬ ‫هيدروليكيا للسماح للنفط والغاز بالخرو‬ ‫تكسير الصخور عن طريق حقن كميات كبير‬ ‫ة من السوائل المضغوطة‪ .‬وتتطلب هذه العملية الحقن تحت ضغط مرتفع ’لسوائل‬ ‫ي‪ ،‬والغاز المحصور‪ ،‬والنفط المحصور‪ ،‬وغاز الفحم‪.‬‬‫التكسير‘ الالزمة لتحقيق معدالت تدفق كافية في آبار الغاز الصخر‬ ‫ويتوقف إجمالي المدة الزمنية لحفر بئر وتجهيز‬ ‫ه لإلنتاج على العمق المستهدف‪ ،‬وطول الفتحات األفقية التي تُحفَر‪ ،‬واألحوال‬ ‫ر نحو أربعة أسابيع‪ ،‬أما بئر عمقها ‪ 6700‬متر‬ ‫الجيولوجية السائدة‪ .‬ويستغرق حفر بئر على عمق ضحل يبلغ ‪ 4270‬مت ا‬ ‫فيستغرق حفر‬ ‫ها نحو خمسة أسابيع‪ .‬وعلى النقيض من بئر النفط التقليدي‪ ،‬فإن عمر البئر الجديدة يبلغ عامين‪ ،‬وينخفض‬ ‫ها ما يصل إلى ‪ 18‬مر‬ ‫ة‬ ‫إنتاجها بنسبة ‪ 70‬في المائة العام األول و‪ 50‬في المائة األعوام التالية‪ ،‬وهكذا‪ ،‬فإن البئر يمكن تكسير‬ ‫للحفاظ على إنتاجها‪.‬‬ ‫ي األمريكي يستغرق‬ ‫وعلى النقيض من آبار النفط التقليدي التي تتطلب سنوات لحفر‬ ‫ها وبدء إنتاج النفط منها‪ ،‬فإن النفط الصخر‬ ‫ح على األرجح بين شهرين وأربعة أشهر من الحفر إلى بدء إنتاج النفط‪ُ .‬‬ ‫ويتيح هذا للقطاع المرونة لالستجابة‬ ‫ا‪ ،‬يتر‬ ‫او‬ ‫وقتا أقل كثير‬ ‫سريعا الختالالت السوق‪.‬‬ ‫ي على ما يلي‪:‬‬ ‫أت في اآلونة األخير‬ ‫ة على تقنية النفط الصخر‬ ‫وتشتمل بعض التحسينات التي طر‬ ‫ي حفر المزيد والمزيد من‬‫الحفر األفقي‪ :‬كان حفر آبار النفط التقليدي يتم بشكل عمودي‪ ،‬ولكن منذ الثمانينات يجر‬ ‫‪‬‬ ‫اآلبار التجارية بشكل عمودي في بادئ األمر‪ ،‬ثم حول منعطف‪ ،‬ثم بشكل أفقي لمسافة ميل آخر أو أكثر‪ .‬وميز‬ ‫ة‬ ‫هذا األسلوب هي أنه يكشف مساحة أكبر بكثير في طبقة الصخور الحاوية للنفط‪.‬‬ ‫التكسير الهيدروليكي المتعدد المر‬ ‫احل‪ .‬يقوم أسلوب التكسير الهيدروليكي على ضخ المياه والرمل والكيماويات في‬ ‫‪‬‬ ‫وي َ‬ ‫ستخدم هذا األسلوب منذ أربعينات القرن الماضي‪.‬‬ ‫البئر إلحداث تصدعات صغير‬ ‫ة تسمح بإطالق النفط أو الغاز‪ُ .‬‬ ‫وتم تحسين هذه التقنية مما ساعد على تكسير الصخور شديدة الصالبة إلطالق الغاز أو‬ ‫ال ثم النفط‪.‬‬ ‫ة غليظة مما يجعلها أكثر‬ ‫ة على سيقان قصير‬ ‫ة إلى حفر‬‫ات "المشي" من حفر‬ ‫َّار‬ ‫ات المتنقلة‪ .‬تستطيع أحدث الحفار‬ ‫الحف‬ ‫‪‬‬ ‫مرونة وأقل تكلفة في النقل‪.‬‬ ‫خ التي حدثت في الصخور حتى ينطلق النفط‬ ‫ي َ‬ ‫ستخدم الرمل في سوائل التكسير "لتقوية" الشرو‬ ‫سواند الشروخ‪ُ .‬‬ ‫‪‬‬ ‫خ متنوعة مثل السير‬ ‫اميك لتحقيق نتائج أفضل‪.‬‬ ‫والغاز‪ .‬وتقوم الشركات بتجربة سواند شرو‬ ‫المصادر‪ :‬وسائل اإلعالم وموقع ‪ Ft.com‬في ‪ 24‬أبريل‪/‬نيسان ‪.2015‬‬ ‫‪16‬‬ ‫الموجز االقتصادي الفصلي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا العدد ‪ 7‬يوليو‪/‬تموز ‪2016‬‬ ‫ي األمريكي‬ ‫الجدول ‪ .2‬تقدير‬ ‫ات أسعار النفط المعادلة للتكاليف في صناعة النفط الصخر‬ ‫التقدير (دوالر)‬ ‫المصدر‬ ‫التاريخ‬ ‫المنطقة‬ ‫‪$30-$45‬‬ ‫لجنة نورث داكوتا الصناعية‬ ‫الربع ‪ 3‬من ‪2015‬‬ ‫باكين‬ ‫‪$53‬‬ ‫بنك االحتياطي االتحادي لمينيسوتا‬ ‫الربع ‪ 3‬من ‪2015‬‬ ‫باكين‬ ‫‪$23-$59‬‬ ‫ج‬‫وحدة معلومات بلومبر‬ ‫الربع ‪ 1‬من ‪2016‬‬ ‫إيجل‪/‬بيرميان‬ ‫‪$60‬‬ ‫بنك االحتياطي االتحادي في كانساس‬ ‫الربع ‪ 3‬من ‪2015‬‬ ‫مناطق متعددة‬ ‫سيتي‬ ‫‪$25-$46‬‬ ‫ويلز فارجو‬ ‫حديثاً‬ ‫مناطق متعددة‬ ‫‪$36‬‬ ‫ريستاد إنرجي‬ ‫حديثاً‬ ‫جميع المناطق‬ ‫المصدر‪ :‬مجلس محافظي نظام االحتياطي االتحادي‪ ،‬مارس‪/‬آذار ‪.2016‬‬ ‫ج لتمويل الطاقة الجديدة إلى تقدير أن استمر‬ ‫ار‬ ‫ي‪ .‬وتذهب مؤسسة بلومبر‬ ‫وهناك عدة تقدير‬ ‫ات ألسعار التعادل لشركات النفط الصخر‬ ‫ي سيتطلب عائدا على االستثمار قدر‬ ‫ه ‪ 10‬في المائة‪ ،‬لكن زيادة اإلنتاج ستتطلب عائدا نسبته‬ ‫المستويات الحالية إلنتاج النفط الصخر‬ ‫‪ 20‬في المائة‪ .‬وباستخدام هذه المعدالت‪ ،‬يتم تقدير سعر النفط المطلوب لكل منطقة للحصول على مثل هذه العوائد‪ .‬وعلى أساس هذه‬ ‫ى مؤسسة‬ ‫ال ا‬ ‫ر للبرميل أكثر من عام‪ .‬وتر‬ ‫الحسابات‪ ،‬سيشهد قطاع النفط في الو‬ ‫اليات المتحدة هبوطا حادا إذا بقي سعر النفط دون ‪ 50‬دو‬ ‫ال ا‬ ‫ر للبرميل‪.‬‬ ‫ي أن أكثر ‪ 50‬شركة نفط مطروحة أسهمها للتداول العام سيبلغ سعر التعادل بالنسبة لها ‪ 53‬دو‬‫وود ماكينز‬ ‫ي األمريكي‬‫الشكل ‪ .6‬زيادة الكفاءة في صناعة النفط الصخر‬ ‫أس البئر‪ ،‬بالدو‬ ‫الر‬ ‫أسعار تعادل النفط من ر‬ ‫ميان ميدليند المحصور‪ ،‬الو‬ ‫اليات المتحدة‬ ‫نفط بير‬ ‫ميان ديالوير المحصور‪ ،‬الو‬ ‫اليات المتحدة‬ ‫نفط بير‬ ‫ي‪ ،‬الو‬ ‫اليات المتحدة‬ ‫نفط نيوبا ا‬ ‫ر الصخر‬ ‫ي‪ ،‬الو‬ ‫اليات المتحدة‬ ‫نفط إيجل فور‬ ‫د الصخر‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫ي‪ ،‬الو‬ ‫اليات المتحدة‬ ‫نفط باكين الصخر‬ ‫‪0‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪100‬‬ ‫المصدر‪ :‬مجلس محافظي نظام االحتياطي االتحادي‪ ،‬مارس‪/‬آذار ‪.2016‬‬ ‫‪17‬‬ ‫الموجز االقتصادي الفصلي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا العدد ‪ 7‬يوليو‪/‬تموز ‪2016‬‬ ‫ما هو "الوضع االعتيادي الجديد" ألسعار النفط؟ تصدر التنبؤات بشأن مسار أسعار النفط بشكل روتيني‪ ،‬لكن النتائج غالبا ما تكون‬ ‫ع صدمات‪ .‬فعلى سبيل‬ ‫غير مؤكدة وغير دقيقة‪ ،‬وأخطاء التنبؤ كبير‬ ‫ة‪ .‬وفي معظم األحيان‪ ،‬لم تكن هناك تنبؤات على اإلطالق بوقو‬ ‫المثال‪ ،‬لم يتوقع المحللون انهيار أسعار النفط في عام ‪ 1986‬والهبوط األحدث عهدا في عام ‪ .2014‬وبالنظر إلى الضبابية وحالة‬ ‫عدم اليقين التي تحيط بعرض النفط والطلب عليه وتوقعات التجار ألحوال السوق وحقيقة أنه توجد بالفعل سلسلة تنبؤات عن أسعار‬ ‫ات من عدة جهات للتنبؤات منها مؤسسات التمويل الدولية وسوق العقود اآلجلة‪ .‬ويعرض الجز‬ ‫ء العلوي‬ ‫النفط‪ ،‬قمنا بتجميع التقدير‬ ‫من الشكل ‪ 7‬تنبؤات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ووحدة معلومات إيكونوميست بشأن أسعار النفط‪.‬‬ ‫ال ا‬ ‫ر (تنبؤات صندوق النقد الدولي للخام في‬ ‫ح أحدث تنبؤات األسعار لعام ‪( 2017‬حتى أبريل‪/‬نيسان ‪ )2016‬من ‪ 41‬دو‬ ‫تتر‬ ‫او‬ ‫ر للبرميل‪ .‬و‬ ‫ال‬ ‫ر (تنبؤ وحدة معلومات إيكونوميست لخام برنت) ويتنبأ البنك الدولي أن تبلغ ‪ 50‬دو‬ ‫ال ا‬ ‫السوق الفورية) إلى ‪ 60‬دو‬ ‫ال ا‬ ‫شك أن هذه التنبؤات عرضة للتغيير‪ ،‬وقد تم تعديلها بشكل كبير خالل األشهر القليلة الماضية‪ .‬ولتقليل أخطاء التنبؤات‪ ،‬قمنا‬ ‫بحساب متوسط بسيط ألسعار النفط التي تنبأ بها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ووحدة معلومات إيكونوميست للفتر‬ ‫ة من‬ ‫اتنا أنه من المتوقع أن تصل أسعار النفط إلى ‪ 50.3‬دو‬ ‫الر للبرميل في عام ‪ ،2017‬لتزيد إلى‬ ‫‪ 2016‬إلى ‪ .2020‬وتظهر تقدير‬ ‫الر للبرميل في ‪ 2018‬وصو‬ ‫ال إلى ‪ 2020‬على الترتيب‪.‬‬ ‫‪ 57.1‬دو‬ ‫الر و‪ 59.1‬دو‬ ‫ح االقتصادية كونسنساس إيكونوميكس الضوء أيضا‬‫ات مؤسسة المسو‬ ‫وقد تُ ِ‬ ‫لقي تنبؤات سوق العقود اآلجلة عن أسعار النفط وتقدير‬ ‫ي والبائع عليه عند التسليم‬‫على اتجاه أسعار النفط في األمد القصير‪ .‬وتعكس أسعار العقود اآلجلة للنفط السعر الذي يتفق المشتر‬ ‫معين في المستقبل‪ ،‬وتُعب‬ ‫ِّر عن توقعات المستثمرين لمستقبل أسعار النفط‪ .‬ويشتمل مسار األسعار في العادة على‬ ‫في وقت ُ‬ ‫ي‬‫ة – تُعرف في مسح كونسنساس إيكونوميكس بأنها الفرق بين سعر العقود اآلجلة والسعر الفور‬ ‫وم ِّ‬ ‫تغير‬ ‫عالوات مخاطر كبير‬ ‫ة ُ‬ ‫ة االقتصادية لبنك االحتياطي االتحادي في سان فر‬ ‫انسيسكو‪،‬‬ ‫المتوقع‪ -‬لكن هذه العالوات تقترب من الصفر في المتوسط (النشر‬ ‫هر البيانات أن السعر في تعامالت سوق العقود اآلجلة للتسليم في ديسمبر‪/‬كانون األول ‪ 2020‬يبلغ نحو ‪58.3‬‬ ‫‪ .)2005‬وتُظ ِ‬ ‫قدم مؤسسة كونسنساس إيكونوميكس تنبؤات منفردة ومتوسط‬‫ء السفلي‪ ،‬الرسم البياني األيمن)‪ .‬وتُ ِّ‬ ‫دو‬ ‫الر للبرميل (الشكل ‪ ،7‬الجز‬ ‫ها ‪ 25‬مؤسسة بارز‬ ‫ة للتنبؤات االقتصادية والمالية‬ ‫ى) التي تصدر‬‫التنبؤات ألسعار النفط الخام (باإلضافة إلى أسعار السلع األخر‬ ‫على مستوى العالم‪.‬‬ ‫ء األيسر السفلي من الشكل ‪ 7‬متوسط التنبؤات بأسعار النفط‪ 11.‬ومع األخذ في االعتبار مسار أسعار العقود اآلجلة‬ ‫ِ‬ ‫ويرد في الجز‬ ‫للنفط ومتوسط التنبؤات‪ ،‬يبدو أن السوق لن تستعيد توازنها حتى عام ‪ 2020‬على أقل تقدير‪ .‬وحينما تفعل ذلك‪ ،‬سيكون سعر‬ ‫ي معقول أيضا فيما يتعلق بأسعار تعادل‬ ‫ال ا‬ ‫ر للبرميل (انظر الشكل ‪ .)4‬وهذا النطاق السعر‬ ‫التوازن في نطاق من ‪ 53‬إلى ‪ 60‬دو‬ ‫ي (انظر الجدول ‪.)2‬‬‫النفط لمناطق إنتاج النفط الصخر‬ ‫ات أسعار النفط من ‪ 25‬مؤسسة بارز‬ ‫ة للتنبؤات االقتصادية والمالية‪ ،‬منها مجموعة‬ ‫ي ِّ‬ ‫لخص تقدير‬ ‫متوسط تنبؤات المحللين من كونسنساس إيكونوميكس ُ‬ ‫‪11‬‬ ‫ي‪ ،‬وكريدي سويس‪ ،‬ووحدة‬‫‪ ،CIBC‬ولويدز بنك‪ ،‬وباركليز كابيتال‪ ،‬وسيتي جروب‪ ،‬ويو‪.‬بي‪.‬إس‪ ،‬وتي‪.‬دي إيكونوميكس‪ ،‬وموديز أناليتيكس‪ ،‬وماكوار‬ ‫زر‬ ‫ة الصناعة‬ ‫معلومات إنفستك إيكون‪ ،‬وبي‪.‬كيه‪ .‬فيرلجر‪ ،‬وكابيتال إيكونوميكس‪ ،‬وبنك الصين الدولي‪ ،‬وبي‪.‬إن‪.‬بي باريبا‪ ،‬وجيه‪.‬بي مورجان‪ ،‬وو ا‬ ‫الية‪ ،‬ومورجان ستانلي‪ ،‬وسوسيتيه جنر‬ ‫ال‪ ،‬ومؤسسة جي‪.‬كيه‪.‬آي للبحوث‪ ،‬ويورومونيتور‪ ،‬وانترناشيونال أوكسفورد إيكونوميكس‪ ،‬وكومنولث بنك‪،‬‬ ‫األستر‬ ‫وبنكو دي كريديتو دل بيرو‪.‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الموجز االقتصادي الفصلي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا العدد ‪ 7‬يوليو‪/‬تموز ‪2016‬‬ ‫الشكل ‪ .7‬أسعار النفط الفعلية والمتوقعة‬ ‫(الحد األدنى(‬ ‫أسعار التوازن التقديرية للسوق‬ ‫الفعلية‬ ‫صندوق‬ ‫وحدة معلومات‬ ‫البنك الدولي‬ ‫(اإلدار‬ ‫ة األمريكية‬ ‫النقد الدولي‬ ‫اإليكونوميست‬ ‫لمعلومات الطاقة)‬ ‫صندوق النقد‬ ‫‪Sources:‬‬ ‫‪World‬‬ ‫ات‬‫مالحظة‪ :‬تنبؤ‬ ‫‪Bank,‬‬ ‫اإليكونوميست‪.‬‬ ‫‪IMF, US‬‬ ‫ووحدة معلومات‬ ‫‪Energy Information‬‬ ‫‪ (EIA),‬الطاقة‪،‬‬ ‫‪Agency‬‬ ‫لمعلومات‬ ‫يكية‬ ‫‪and‬‬ ‫ة األمر‬ ‫الدولي‪ ،‬واإلدار‬ ‫‪Economist‬‬ ‫وصندوق النقد‬ ‫‪Intelligence‬‬ ‫‪ Note:‬الدولي‪،‬‬ ‫المصادر‪ :‬البنك‬ ‫‪Unit (EIU).‬‬ ‫‪IMF’s‬‬ ‫‪crude oil forecasts are average of futures prices for U.K. Brent, Dubai and West Texas Intermediate calculated for‬‬ ‫صدور‬ ‫‪various‬‬ ‫العقود وتاريخ‬ ‫‪contracts‬‬ ‫‪and‬‬ ‫محسوبة ‪date‬‬ ‫لمختلف‬ ‫تكساس الوسيط‬ ‫‪of forecasts‬‬ ‫وغرب‬ ‫‪releases.‬‬ ‫ودبي‬ ‫‪The‬‬ ‫البريطاني‬ ‫‪World‬‬ ‫‪oil‬برنت‬ ‫‪Bank‬‬ ‫لخامات‬ ‫‪price‬‬ ‫اآلجلة‬ ‫‪ are‬العقود‬ ‫‪forecast‬‬ ‫أسعار‬ ‫‪ on‬متوسط‬ ‫‪based‬‬ ‫‪ spot‬هي‬ ‫ألسعار النفط‬ ‫‪prices.‬‬ ‫الدولي‬ ‫‪All‬‬ ‫‪forecasts are prior to the Brexit events.‬‬ ‫ج بريطانيا من االتحاد األوروبي‪.‬‬ ‫التنبؤات‪ .‬وكل التنبؤات قبل أحداث خرو‬ ‫متوسط تنبؤات المحللين‪ ،‬متوسط توقعات ‪ 25‬مؤسسة تنبؤات‬ ‫أسعار العقود اآلجلة لخام برنت‪ ،‬دو‬ ‫الر‪/‬برميل‬ ‫دولية لسعر خام برنت (دو‬ ‫الر‪/‬برميل (‬ ‫المستو‬ ‫المستو‬ ‫متوس التن ؤات‬ ‫المر‬ ‫المن‬ ‫‪18‬‬ ‫‪18‬‬ ‫نوفمبر‪/‬تشرين الثاني‬ ‫نوفمبر‪/‬تشرين الثاني‬ ‫‪17‬‬ ‫‪19‬‬ ‫نوفمبر‪/‬تشرين الثاني‬ ‫نوفمبر‪/‬تشرين الثاني‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪19‬‬ ‫يوليو‪/‬تموز ‪16‬‬ ‫يوليو‪/‬تموز ‪20‬‬ ‫يوليو‪/‬تموز ‪18‬‬ ‫يوليو‪/‬تموز ‪19‬‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪16‬‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪20‬‬ ‫يوليو‪/‬تموز ‪17‬‬ ‫‪16‬‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪17‬‬ ‫نوفمبر‪/‬تشرين الثاني‬ ‫ديسمبر‪/‬كانون األول‬ ‫مارس‪/‬آذار‬ ‫سبتمبر‪/‬أيلول‬ ‫يونيو‪/‬حزير‬ ‫ديسمبر‪/‬كانون األول‬ ‫يونيو‪/‬حزير‬ ‫مارس‪/‬آذار‬ ‫سبتمبر‪/‬أيلول‬ ‫ان‬ ‫ان‬ ‫‪.‬‬ ‫المصادر‪ :‬متوسط التنبؤات‪ ،‬الطاقة والمعادن‪ ،‬مايو‪/‬أيار ‪ ،2016‬والعقود اآلجلة للبورصة الدولية للسلع األولية‬ ‫‪19‬‬ ‫الموجز االقتصادي الفصلي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا العدد ‪ 7‬يوليو‪/‬تموز ‪2016‬‬ ‫جة‬ ‫تحول فاصلة محتملة‪ ،‬أو مستوى سعريا مرتفعا بدر‬ ‫ر للبرميل من النفط تعتبر نقطة ُّ‬ ‫ال ا‬‫وغالبا ما كانت األسعار حول ‪ 50‬دو‬ ‫ال ا‬ ‫ر للبرميل‪ .‬واذا‬ ‫تكفي للتحفيز على مزيد من عمليات الحفر‪ .‬وبعض اآلبار في تكساس وأوكالهوما مربحة عند سعر ‪ 50‬دو‬ ‫غم من أن اآلبار الجديدة التي تُحفر‬‫ر للبرميل‪ ،‬فإن أنشطة الحفر قد تعود ببطء‪ ،‬على الر‬ ‫استمر سعر النفط عند مستوى ‪ 50‬دو‬ ‫ال ا‬ ‫اليات المتحدة‪ .‬وستتطلب زيادة اإلنتاج ارتفاع األسعار‪ .‬وعند سعر ‪60‬‬ ‫لن تكون كافية لوقف الهبوط في إنتاج النفط الكلي للو‬ ‫ر للبرميل‪ ،‬سيعود المزيد والمزيد من اآلبار إلى اإلنتاج‪ ،‬وتنتعش االستثمار‬ ‫ات في اآلبار الجديدة‪.‬‬ ‫دو‬ ‫ال ا‬ ‫ويتوقف توقيت استعادة السوق لتوازنها على زيادة الطلب على العقود اآلجلة زيادة مطردة أو خفض المعروض في المستقبل‬ ‫خفضا متواصال (أو كليهما)‪ .‬وفي صور‬ ‫ة الطلب على العقود اآلجلة‪ ،‬هناك عامل رئيسي هو ارتفاع الطلب على النفط في البلدان‬ ‫اآلسيوية غير األعضاء في منظمة التعاون والتنمية في الميدان االقتصادي‪ .‬ومن المتوقع أن تظل هذه البلدان ومنها الصين‬ ‫المصدر الرئيسي لنمو الطلب على النفط‪ ،‬وأن يزيد حجم الطلب من ‪ 23.7‬مليون برميل يوميا في ‪ 2015‬إلى ‪ 28.9‬مليون برميل‬ ‫يوميا وفقا لتقدير‬ ‫ات وكالة الطاقة الدولية‪ .‬ويبقى معدل النمو في الصين عامال رئيسيا في ذلك بسبب الزيادة الكامنة في الطلب‬ ‫على النفط‪ ،‬وسعي الصين لتعزيز احتياطياتها االستر‬ ‫اتيجية التي ستصل إلى ‪ 500‬مليون برميل على األقل بحلول عام ‪.2020‬‬ ‫وتتنبأ نشر‬ ‫ة مؤسسة بالتس عن التحليالت النفطية في الصين أن يبلغ متوسط معدل النمو السنوي لواردات الخام بين عامي ‪2015‬‬ ‫ي سنويا أو قر‬ ‫ابة ‪ 210‬آالف برميل يوميا من أجل تعزيز‬ ‫و‪ 2020‬نحو ‪ 5.5‬في المائة‪ ،‬مع توقع استير‬ ‫اد ‪ 10.5‬مليون طن متر‬ ‫المخزونات‪.‬‬ ‫ء الحاسم في تقييم موعد استعادة سوق النفط توازنها‪ .‬وتذهب التقدير‬ ‫ات إلى أن نمو‬ ‫ال يز‬ ‫ال جانب العرض من المعادلة هو الجز‬ ‫و‬ ‫المعروض من النفط سيفوق الطلب خالل السنوات القليلة القادمة‪ ،‬ولذلك فإن انتعاش األسعار لن يحدث إال بعد عام ‪.2019‬‬ ‫والسبب في ذلك هو الزيادة الهائلة للمخزونات في السنوات الثالث المنصرمة – التي تبلغ حاليا ‪ 1.2‬مليون برميل يوميا في‬ ‫ة انتعاش أسعار النفط في عامي ‪ 2016‬و‪2017‬‬ ‫اليات المتحدة و‪ 1.5‬مليون برميل يوميا على مستوى العالم – وقد تُ ِ‬ ‫ضعف وتير‬ ‫الو‬ ‫وعلى األرجح أيضا في ‪( 2018‬انظر االتجاه الحالي للسوق في الشكل ‪ .)4‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬من المتوقع أن يأتي خفض اإلنتاج‬ ‫عة الختالالت السوق‪.‬‬‫ة على االستجابة بسر‬‫ي األمريكي) الذين يمتلكون القدر‬‫منتِجي النفط ذوي التكلفة العالية (النفط الصخر‬ ‫من ُ‬ ‫اليات المتحدة من النفط بمقدار ‪ 600‬ألف برميل يوميا في عام ‪ 2016‬و‪ 200‬ألف‬ ‫وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يهبط إنتاج الو‬ ‫ى في ‪.2017‬‬‫برميل يوميا أخر‬ ‫وبتجميع كل هذه العوامل معا‪ ،‬يبدو أن السوق ستستعيد على األرجح توازنها في عام ‪ 2019‬أو أوائل ‪ 2020‬حينما يتحقق التوازن‬ ‫ُّق التوازن‪ ،‬سيستقر سعر التوازن قريبا من التكلفة‬ ‫بين عرض النفط والطلب عليه كما هو ُ‬ ‫متوقع عند سعر التوازن‪ .‬وعند تحق‬ ‫الء المنتجون إلى أسعار تعادل‬ ‫سيصل هؤ‬‫ي األمريكي‪ .‬وفي المتوسط‪ُ ،‬‬ ‫للمنتِج األخير‪ ،‬وهم شركات إنتاج النفط الصخر‬ ‫الحدية ُ‬ ‫ال ا‬ ‫ر للبرميل (انظر القسم السابق)‪ .‬ومع أن دقة هذه التنبؤات تظل محل شك‪،‬‬ ‫ال ا‬ ‫ر إلى ‪ 60‬دو‬ ‫التكاليف واإلير‬ ‫ادات قريبا من ‪ 53‬دو‬ ‫جح‬‫الر للبرميل بنهاية العقد‪ 12.‬وهذا على األر‬ ‫ر و‪ 60‬دو‬ ‫ال ا‬ ‫فإن تحليالتنا تُظ ِ‬ ‫هر أن سعر التوازن قد يكون عند مستوى ما بين ‪ 53‬دو‬ ‫‪12‬‬ ‫يختلف سعر خام برنت عن سعر خام غرب تكساس الوسيط بسبب المنافسة بين الخامين في سوق التكرير في منطقة ساحل الخليج األمريكي‪ ،‬لكن‬ ‫الر و‪ 48.7‬دو‬ ‫الر للبرميل‬ ‫ى تداول خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط بسعر ‪ 48.6‬دو‬ ‫الفجوة السعرية يبدو أنها تالشت في اآلونة األخير‬ ‫ة‪ .‬فقد جر‬ ‫في ‪ 24‬مايو‪/‬أيار ‪ 2016‬على الترتيب‪.‬‬ ‫‪20‬‬ ‫الموجز االقتصادي الفصلي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا العدد ‪ 7‬يوليو‪/‬تموز ‪2016‬‬ ‫منتِجي النفط‪ ،‬السيما شركات‬ ‫جة تكفي لتخفيف الضغط عن بعض ُ‬ ‫هو سعر النفط في "الوضع االعتيادي الجديد" وهو مرتفع بدر‬ ‫ي األمريكي‪ ،‬ومنخفض إلى درجة تثنيهم عن زيادة أنشطة الحفر‪.‬‬ ‫النفط الصخر‬ ‫اء‬ ‫ر للبرميل بحلول عام ‪ .2020‬وهناك توافق في اآلر‬ ‫ال ا‬ ‫جح قريبا من ‪ 60‬دو‬ ‫وتُظ ِ‬ ‫هر تحليالتنا أن أسعار النفط ستستقر على األر‬ ‫ال ا‬ ‫ر للبرميل‪ .‬وفي الواقع‪،‬‬ ‫ي األمريكي على أن القطاع سينتعش إذا كانت أسعار النفط فوق مستوى ‪ 60‬دو‬ ‫في قطاع النفط الصخر‬ ‫سيخلق ذلك سقفا ألسعار النفط‪ ،‬ألنه حينما يصبح سعر النفط مرتفعا بدرجة كافية ستزيد أنشطة الحفر‪ ،‬ويأتي إلى السوق مزيد‬ ‫اليات المتحدة من النفط انتعش حينما وصلت أسعار‬ ‫من إمدادات المعروض‪ .‬وتُظهر بيانات من مؤسسة بيكر هيوز أن إنتاج الو‬ ‫ر للبرميل في منتصف يونيو‪/‬حزير‬ ‫ان من العام الماضي‪ .‬ويرتبط رد الفعل الحاد‬ ‫خام غرب تكساس الوسيط إلى مستوى ‪ 60‬دو‬ ‫ال ا‬ ‫ي ما يصل إلى نحو‬ ‫ِّف تكاليف الحفر لشركات النفط الصخر‬‫إلنتاج النفط األمريكي بارتفاع تكلفة التشغيل عند هذه الشركات‪ .‬وتُؤل‬ ‫ها لإلنتاج‪ .‬وحينما تبدأ أسعار النفط في تخطي هذا الحاجز‪ ،‬ستسار‬ ‫ع‬ ‫‪ 40‬في المائة من التكلفة اإلجمالية لحفر آبار النفط وتجهيز‬ ‫هذه الشركات إلى إتمام تجهيز اآلبار وزيادة اإلنتاج‪.‬‬ ‫ة‪ .‬وغالبا ما يقوم المتنبئون باألسعار بتعديل تقدير‬ ‫اتهم‪ ،‬وفي بعض الحاالت‪ ،‬يفعلون ذلك على‬ ‫ال تز‬ ‫ال احتماالت فساد هذه التوقعات كبير‬ ‫و‬ ‫أساس فصلي (انظر على سبيل المثال تنبؤات األسعار لإلدار‬ ‫ة األمريكية لمعلومات الطاقة ووكالة الطاقة الدولية)‪ .‬وقد تستطيع شركات‬ ‫ي‪ .‬وقد يمكنها حينئذ تحقيق تعادل التكاليف‬‫ي تحسين كفاءتها‪ ،‬وزيادة ربحيتها في البرميل من النفط الصخر‬‫حفر آبار النفط الصخر‬ ‫واإلير‬ ‫ادات عند مستويات سعرية أقل‪ ،‬لتنتقل األسعار الفاصلة التي تستعيد عندها السوق توازنها إلى مسار أدنى‪ .‬واالحتمال الثالث الذي‬ ‫ي بأنواع الطاقة المتجددة‪ ،‬وهو ما قد‬ ‫قد يفسد توقعاتنا الخاصة بأسعار النفط يأتي من معالجة مشكلة تغي‬ ‫ُّر المناخ وابدال الوقود األحفور‬ ‫يؤثِّر هذا على عرض النفط والطلب عليه‪ ،‬إذ قد يجد المنتجون أنه من المربح‬ ‫ي‪ .‬ومن المحتمل أن ُ‬ ‫ِّل ربحية استخر‬ ‫اج الوقود األحفور‬ ‫يقل‬ ‫ُ‬ ‫اج النفط اآلن بدال من االنتظار إلى المستقبل حيث يثور احتمال أن يتر‬ ‫اجع الطلب على النفط‪.‬‬ ‫استخر‬ ‫ة المعروض في السوق‪ ،‬وتتسبب في مزيد من‬ ‫اق إلى سوق النفط إلى تفاقم وفر‬ ‫ان وليبيا والعر‬ ‫وفي جانب المعروض‪ ،‬قد تُ ِّ‬ ‫ؤدي عودة إير‬ ‫الهبوط لألسعار‪ .‬وعلى النقيض من ذلك‪ ،‬قد يؤدي التنويع االقتصادي في بلدان الشرق األوسط وشمال أفريقيا بعيدا عن النفط إلى‬ ‫ج‬ ‫ى التي تُؤثِّر على توقعاتنا قر‬ ‫ار بريطانيا المفاجئ بالخرو‬ ‫انخفاض إنتاج النفط‪ ،‬ويساعد على انحسار وفر‬ ‫ة المعروض‪ .‬ومن األمور األخر‬ ‫من االتحاد األوروبي في ‪ 23‬يونيو‪/‬حزير‬ ‫ان الذي أدى إلى هبوط نسبته خمسة إلى ستة في المائة في أسعار المعامالت الفورية والعقود‬ ‫اإلطار ‪ .3‬ما هي انعكاسات خروج بريطانيا من االتحاد األوروبي على أسعار النفط وبلدان الشرق األوسط وشمال‬ ‫أفريقيا‬ ‫ج من االتحاد األوروبي حالة من الضبابية وعدم اليقين في االقتصاد‬ ‫ار المملكة المتحدة في ‪ 23‬يونيو‪/‬حزير‬ ‫ان ‪ 2016‬بالخرو‬ ‫أثار قر‬ ‫ج بريطانيا بعض الوقت‪ ،‬ربما عامين‪ ،‬فإن حالة عدم اليقين في السوق لن تنحسر‬ ‫العالمي في بيئة هشة بالفعل‪ .‬واذا استغرق خرو‬ ‫في أي وقت قريبا‪ .‬وقد تُ ِ‬ ‫ضعف زيادة النفور من المخاطر في العالم من النمو االقتصادي األوروبي والعالمي‪ .‬وفي سيناريو حدوث‬ ‫ج بريطانيا إلى انخفاض إجمالي الناتج المحلي العالمي ما يصل‬ ‫ي ِّ‬ ‫ؤدي خرو‬ ‫اضطر‬ ‫ابات حادة في أسواق المال‪ ،‬يتوقع البنك الدولي أن ُ‬ ‫ة عامين‪ .‬وسيكون لتر‬ ‫اجع معدل النمو في المملكة المتحدة‪ ،‬وعلى نطاق أوسع في االتحاد األوروبي‬ ‫إلى ‪ 0.9‬في المائة خالل فتر‬ ‫وفي العالم تداعيات وآثار مهمة على سوق النفط وأسعار‬ ‫ه على وجه الخصوص‪ .‬وليست بلدان الشرق األوسط وشمال أفريقيا بمنأى‬ ‫الر األمريكي‪ ،‬والتجار‬ ‫ة مع أوروبا‪ ،‬بما في ذلك‬ ‫عن هذا‪ ،‬وقد تتأثر من خالل ثالث قنوات‪ ،‬وهي أسعار النفط‪ ،‬وارتفاع قيمة الدو‬ ‫ج بريطانيا على أسعار النفط في‬ ‫االستثمار األجنبي المباشر وتحويالت المغتربين وتدفقات ر‬ ‫أس المال‪ .‬ونناقش فيما يلي تأثير خرو‬ ‫بلدان الشرق األوسط وشمال أفريقيا‪.‬‬ ‫‪21‬‬ ‫الموجز االقتصادي الفصلي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا العدد ‪ 7‬يوليو‪/‬تموز ‪2016‬‬ ‫ان‪ ،‬إذ هوت أسعار المعامالت الفورية خمسة في المائة وأسعار‬ ‫ج بريطانيا في ‪ 24‬يونيو‪/‬حزير‬ ‫تأثرت أسعار النفط سريعا بأنباء خرو‬ ‫اجع النمو االقتصادي العالمي‪ ،‬السيما في المملكة‬ ‫العقود اآلجلة ستة في المائة‪ .‬وكان السبب في هبوط األسعار هو توقعات بتر‬ ‫المتحدة وأوروبا وربما أيضا في بلدان األسواق الناشئة كالصين‪ .‬ومع أن السوق انتعشت بعد بذلك ببضعة أيام‪ ،‬فإنه من المحتمل‬ ‫ات أنه‬‫هر التقدير‬‫اجع‪ .‬وتظ ِ‬‫ه إلى مزيد من التر‬‫ج بريطانيا إلى تدهور الطلب الضعيف بالفعل على النفط‪ ،‬ويدفع أسعار‬ ‫ي ِّ‬ ‫ؤدي خرو‬ ‫أن ُ‬ ‫إذا انحصر الركود داخل المملكة المتحدة‪ ،‬فإن األثر على أسعار النفط سيكون محدودا‪ .‬ويرجع هذا إلى أن المملكة المتحدة تستورد‬ ‫نحو ‪ 1.6‬مليون برميل يوميا من النفط أو ‪ 1.6‬في المائة من اإلجمالي العالمي‪ .‬ولكن إذا اتسع نطاق الركود وامتد إلى بقية االتحاد‬ ‫ا‪ ،‬ألن بلدان االتحاد تستهلك ما يقرب من ‪ 11.1‬مليون برميل يوميا أو ما‬ ‫األوروبي‪ ،‬فإن األثر على أسعار النفط قد يكون كبير‬ ‫يعادل تقريبا استهالك الصين‪.‬‬ ‫انة األمريكية مع‬ ‫الر األمريكي نتيجة لزيادة الطلب على سندات الخز‬ ‫والتأثير المهم الثاني على األمد القصير هو ارتفاع قيمة الدو‬ ‫بحث المستثمرين عن أدوات استثمارية آمنة‪ .‬وبعض بلدان الشرق األوسط وشمال أفريقيا‪ ،‬ومنها كل أعضاء مجلس التعاون الخليجي‬ ‫اتها في وقت تسعى فيه إلى تنويع قاعدة صادر‬ ‫اتها‪.‬‬ ‫ة التنافسية لصادر‬ ‫اجع القدر‬‫الر‪ ،‬ولذلك ستشهد تر‬‫ماعدا الكويت‪ ،‬تربط عملتها بالدو‬ ‫ر سلبيا على‬ ‫ِّ‬ ‫يؤثر تأثي ا‬ ‫ات الموجة الثانية‪ .‬إذ أن ارتفاع قيمة الدو‬ ‫الر األمريكي قد ُ‬ ‫وستتأثر هذه البلدان أيضا من خالل ما ُ‬ ‫يسمى تأثير‬ ‫ؤخر انتعاش أسعار النفط (انظر القسم الخاص بأسعار النفط "الدنيا" التي تكفل‬ ‫وي ِّ‬ ‫أسعار النفط‪ ،‬ويدفع بها إلى مزيد من االنخفاض‪ُ ،‬‬ ‫توازن السوق)‪.‬‬ ‫ى بسبب‬ ‫ة‪ ،‬قد تهبط مر‬ ‫ة أخر‬ ‫ال ا‬ ‫ر للبرميل في اآلونة األخير‬ ‫وخالصة القول‪ ،‬إن أسعار النفط التي انتعشت تدريجيا حتى تخطت ‪ 50‬دو‬ ‫الر األمريكي مع بحث المستثمرين عن مالذ آمن‪ ،‬وتر‬ ‫اجع الجنيه اإلسترليني واليورو‪.‬‬ ‫ضعف الطلب على ال طاقة‪ ،‬وارتفاع الدو‬ ‫ج‬‫ى وبقية منتجي النفط في الشرق األوسط وشمال أفريقيا بوطأة آثار خرو‬ ‫ان والسعودية ودول الخليج األخر‬ ‫وسيشعر العر‬ ‫اق واير‬ ‫اء انخفاض تحويالت‬ ‫بريطانيا في األمد القصير‪ .‬وسوف تتضرر البلدان المستوردة للنفط في الشرق األوسط وشمال أفريقيا من جر‬ ‫المغتربين‪ ،‬وتدفقات االستثمار األجنبي المباشر‪ ،‬وعائدات السياحة‪ ،‬والمعونات‪ ،‬وذلك في األساس بسبب ركود النمو في دول مجلس‬ ‫التعاون الخليجي‪.‬‬ ‫ان)‪ ،‬حيث كان تركيز السوق‬ ‫ج بريطانيا (في ‪ 29‬يونيو‪/‬حزير‬ ‫ها في أعقاب خرو‬ ‫اآلجلة للنفط‪ .‬ومع أن العقود اآلجلة استعادت خسائر‬ ‫ات مجموعة‬ ‫ينصب على تخمة المعروض النفطي‪ ،‬فإنه قد ي ِ‬ ‫بطئ توقعاتنا لتوقيت استعادة السوق لتوازنها (انظر اإلطار ‪ .)3‬وتُظ ِ‬ ‫هر تقدير‬ ‫ُ‬ ‫ويفضي إلى انخفاض حجم الطلب ما‬ ‫ج بريطانيا على الطلب العالمي سيظهر في عام ‪ُ ،2017‬‬ ‫جي ومقر‬ ‫ها نيويورك أن أثر خرو‬ ‫بي ا‬ ‫ر إنر‬ ‫بين ‪ 100‬ألف و‪ 200‬ألف برميل يوميا نتيجة لتر‬ ‫اجع معدل النمو في أوروبا‪.‬‬ ‫ي ِّ‬ ‫غير الوضع االعتيادي الجديد للنفط العقد االجتماعي القديم في الشرق األوسط‬ ‫هل من المحتمل أن ُ‬ ‫وشمال أفريقيا؟‬ ‫يحاول منتجو النفط في الشرق األوسط وشمال أفريقيا جاهدين التغلب على أسعار النفط المنخفضة منذ بضعة أعوام‪ .‬فعائدات‬ ‫النفط آخذة في التر‬ ‫اجع للعام الثالث على التوالي‪ ،‬مع ازدياد عجز الموازنة والديون‪ .‬ويأتي هذا أيضا في وقت يواجه فيه بعضهم‬ ‫ي ِّ‬ ‫ؤدي إلى اشتداد الضغوط على‬ ‫ي‪ ،‬وهو ما ُ‬‫ح القسر‬‫ة للحروب األهلية وأزمات النزو‬ ‫دمر‬ ‫اق وسوريا واليمن‪ -‬اآلثار ُ‬ ‫الم ِّ‬ ‫– ليبيا والعر‬ ‫موازناتهم التي تعاني بالفعل من ضيق الموارد‪.‬‬ ‫‪22‬‬ ‫الموجز االقتصادي الفصلي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا العدد ‪ 7‬يوليو‪/‬تموز ‪2016‬‬ ‫ات النفطية‪ ،‬وساهم‬ ‫السيما إنفاقها السخي خالل الطفر‬ ‫ُّبات الدور‬ ‫ة االقتصادية‪ ،‬و‬ ‫وهذه البلدان معروفة باتباع سياسات مساير‬ ‫ة لتقل‬ ‫هذا في تحديد مسار نموها االقتصادي‪ .‬وكانت الثروات النفطية تُ َ‬ ‫ستخدم في دعم العقد االجتماعي القائم بين الدولة والمواطن‪،‬‬ ‫حيث كانت الدولة تُ ِّ‬ ‫قدم دعم الوقود والمواد الغذائية‪ ،‬والخدمات التعليمية والصحية المجانية‪ ،‬واإلعانات‪ ،‬وتوفير الوظائف في‬ ‫ة المواطن على التعبير عن ر‬ ‫أيه وضعف المساءلة‪.‬‬ ‫القطاع العام مقابل الحد من قدر‬ ‫ة جدية‬‫تقشف بصور‬‫اءات ُّ‬ ‫ة‪ .‬فمع طول فتر‬ ‫ة أسعار النفط المنخفضة‪ ،‬ال تتخذ حكومات المنطقة إجر‬ ‫ويبدو الوضع مختلفا هذه المر‬ ‫ء من العقد االجتماعي القديم‪.‬‬‫ال على األقل في جز‬‫تحو‬ ‫حدث ُّ‬‫ِّق بعض التدابير الجريئة التي من المتوقع أن تُ ِ‬ ‫فحسب‪ ،‬بل تُطب‬ ‫وتشتمل هذه اإلصالحات على خفض الفاتور‬ ‫ة المتضخمة ألجور موظفي القطاع العام‪ ،‬وخصخصة المؤسسات المملوكة للدولة‪،‬‬ ‫ة وغير المباشر‬ ‫ة‪ .‬وتستعد مجموعة دول مجلس‬ ‫ادات الموازنة بعيدا عن النفط من خالل زيادة الضر‬ ‫ائب المباشر‬ ‫وتنويع مصادر إير‬ ‫التعاون الخليجي لتطبيق ضريبة القيمة المضافة للمر‬ ‫ة األولى‪.‬‬ ‫ات‬ ‫وفي هذا القسم‪ ،‬نناقش كيف يواجه منتجو النفط الرئيسيون في الشرق األوسط وشمال أفريقيا‪ 13‬انهيار أسعار النفط لبحث ُّ‬ ‫التغير‬ ‫المحتملة في العقد االجتماعي‪.‬‬ ‫كيف تتعامل منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا مع انهيار أسعار النفط؟ يسهم النفط بجز‬ ‫ء كبير من عائدات التصدير في‬ ‫ائر والكويت على النفط اعتمادا كامال‪ّ ،‬‬ ‫ويعد اعتماد باقي البلدان‬ ‫البلدان المنتجة بالمنطقة (الشكل ‪ .)8‬ويعتمد العر‬ ‫اق وليبيا والجز‬ ‫ار أسعار النفط المنخفضة باألوضاع المالية لهذه البلدان‪ ،‬ويؤدي‬ ‫ويضر استمر‬‫ة للنفط أقل‪ ،‬لكنه مع ذلك اعتماد كبير‪ُ .‬‬ ‫الم ِّ‬ ‫صدر‬ ‫ُ‬ ‫ات أن أرصدة المالية‬ ‫إلى تآكل الفائض في موازينها التجارية‪ ،‬ويبطئ وتير‬ ‫ة نموها‪ ،‬ويزيد الضغط على عمالتها‪ .‬وتُظهر التقدير‬ ‫الر‬‫ه ‪ 264‬مليار دو‬‫الر عام ‪ 2013‬إلى عجز قدر‬ ‫ة للنفط بالمنطقة تحولت من فائض قدر‬ ‫ه ‪ 128‬مليار دو‬ ‫العامة في البلدان المصدر‬ ‫عام ‪( 2016‬الجدول ‪ .)3‬وخسرت مجموعة دول مجلس التعاون الخليجي ‪ 157‬مليار دو‬ ‫الر من العائدات النفطية العام الماضي‬ ‫ى هذا العام‪ .‬ونتيجة لسياسات اإلنفاق المساير للدور‬ ‫ة االقتصادية التي اتبعت في‬ ‫ومن المتوقع أن تخسر ‪ 100‬مليار دو‬ ‫الر أخر‬ ‫ة بالمقارنة بمتوسط الفتر‬ ‫ة ‪.2012-2000‬‬ ‫ادت أسعار النفط التي تكفل تعادل اإلير‬ ‫ادات والنفقات في الموازنة زيادة كبير‬ ‫الماضي‪ ،‬ز‬ ‫ائر (‪ 109.8‬دو‬ ‫الر)‪ ،‬والبحرين (‪107.2‬‬ ‫ففي عام ‪ ،2015‬كانت أعلى أسعار تعادل للنفط في ليبيا (‪ 196.9‬دو‬ ‫الر) تلتها الجز‬ ‫ى‪ .‬وستتعرض احتياطيات بعض هذه‬ ‫الر)‪ ،‬والسعودية (‪ 105.6‬دو‬ ‫الر)‪ ،‬وذلك باإلضافة إلى بلدان أخر‬ ‫الر)‪ ،‬والعر‬ ‫اق (‪ 100.5‬دو‬ ‫دو‬ ‫ويقدر أن عجز الموازنة في ليبيا والسعودية والجز‬ ‫ائر بلغ ‪ 75.3‬في المائة‬ ‫البلدان لضغوط بسبب استنز‬ ‫اف الموارد في الموازنة‪ُ .‬‬ ‫و‪ 18.9‬في المائة و‪ 15.7‬في المائة على الترتيب من إجمالي الناتج المحلي في عام ‪.2015‬‬ ‫ات)‪،‬‬ ‫صدرو النفط في الشرق األوسط وشمال أفريقيا يشملون بلدان مجلس التعاون الخليجي (البحرين والكويت ُ‬ ‫وعمان وقطر والسعودية واإلمار‬ ‫م ِّ‬‫ُ‬ ‫‪13‬‬ ‫ان والعر‬ ‫اق وليبيا واليمن‪ .‬ولم تذكر سوريا بسبب نقص البيانات‪.‬‬ ‫ائر واير‬‫والجز‬ ‫‪23‬‬ ‫الموجز االقتصادي الفصلي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا العدد ‪ 7‬يوليو‪/‬تموز ‪2016‬‬ ‫الجدول ‪ .3‬النمو االقتصادي وآفاق الموازنة‬ ‫رصيد المالية العامة (‪ %‬من إجمالي الناتج المحلي)‬ ‫نمو إجمالي الناتج المحلي الحقيقي‪% ،‬‬ ‫‪2018‬م‬ ‫‪2015 2014 2013‬ت ‪2016‬م ‪2017‬م ‪2018‬م ‪2015 2014 2013‬ت ‪2016‬م ‪2017‬م‬ ‫الشرق األوسط‬ ‫‪-4.2‬‬ ‫‪-7.1‬‬ ‫‪-9.9‬‬ ‫‪-10.2‬‬ ‫‪-2.1‬‬ ‫‪2.2‬‬ ‫‪3.9‬‬ ‫‪4.2‬‬ ‫‪3.1‬‬ ‫‪2.3‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪2.0‬‬ ‫وشمال أفريقيا‬ ‫البلدان المصدر‬ ‫ة‬ ‫‪-4.3‬‬ ‫‪-7.3‬‬ ‫‪-11.1‬‬ ‫‪-11.3‬‬ ‫‪-0.2‬‬ ‫‪5.7‬‬ ‫‪3.8‬‬ ‫‪4.2‬‬ ‫‪3.2‬‬ ‫‪2.0‬‬ ‫‪2.3‬‬ ‫‪1.9‬‬ ‫للنفط‬ ‫دول مجلس‬ ‫‪-4.5‬‬ ‫‪-7.5‬‬ ‫‪-10.4‬‬ ‫‪-10.9‬‬ ‫‪3.5‬‬ ‫‪10.9‬‬ ‫‪3.1‬‬ ‫‪2.5‬‬ ‫‪2.0‬‬ ‫‪3.1‬‬ ‫‪3.4‬‬ ‫‪3.3‬‬ ‫التعاون الخليجي‬ ‫عمان وقطر والمملكة العربية السعودية واإلمار‬ ‫ات‬ ‫المصدر‪ :‬البنك الدولي‪ .‬مالحظة‪ :‬تشمل بلدان الشرق األوسط وشمال أفريقيا البحرين والكويت وسلطنة ُ‬ ‫ة للنفط)‪ ،‬ومصر وتونس وجيبوتي‬ ‫اق‪ ،‬وسوريا (بلدان مصدر‬ ‫ائر‪ ،‬واير‬ ‫ان‪ ،‬والعر‬ ‫العربية المتحدة (مجموعة دول مجلس التعاون الخليجي)‪ ،‬وليبيا‪ ،‬واليمن والجز‬ ‫ي‪.‬‬‫ة (بلدان مستوردة للنفط)‪ ،‬م = متوقع وت = تقدير‬ ‫واألردن ولبنان والمغرب والضفة الغربية وقطع غز‬ ‫وتستخدم بعض هذه البلدان احتياطياتها وأسواق ر‬ ‫أس المال الدولية‬ ‫الشكل ‪ :8‬صادرات النفط كنسبة من الصادرات‬ ‫الدين‪.‬‬ ‫السلعية‪ ،2013 ،‬وأسعار النفط‬ ‫إلصدار صكوك ْ‬ ‫ات أنه في عام ‪ ،2015‬استنفدت السعودية ‪178‬‬ ‫وتُظ ِ‬ ‫هر التقدير‬ ‫ائر (‪ 28‬مليار دو‬ ‫الر)‪،‬‬ ‫الر من االحتياطيات‪ ،‬تلتها الجز‬ ‫مليار دو‬ ‫اق (‪ 27‬مليار دو‬ ‫الر)‪ .‬وفي أبريل‪/‬نيسان الماضي‪ ،‬حصلت‬ ‫والعر‬ ‫ات دو‬ ‫الر من كونسورتيوم من‬ ‫السعودية على قرض بقيمة ‪ 10‬مليار‬ ‫ى بقيمة ‪15‬‬‫البنوك العالمية وتهدف إلى الحصول على قروض أخر‬ ‫‪Brent crude‬‬ ‫مليار دو‬ ‫الر من أجل التمويل الخارجي والمحلي لتغطية عجز‬ ‫‪l pri‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الموازنة البالغ نحو ‪ 16.3‬في المائة من إجمالي الناتج المحلي في‬ ‫‪Break‬‬ ‫‪ .2016‬ويعتمد العر‬ ‫اق على التمويل الخارجي والمحلي لتغطية‬ ‫عجز الموازنة البالغ نحو ‪ 14.5‬في المائة من إجمالي الناتج‬ ‫ويقدر أن ديونه ستتضاعف عام ‪ 2016‬من‬ ‫المحلي عام ‪ُ 2016‬‬ ‫‪ 27‬في المائة من إجمالي الناتج المحلي عام ‪ .2014‬وفي سيناريو‬ ‫من ُ‬ ‫المتصور فيه أن تستعيد سوق النفط توازنها عند سعر يبلغ في‬ ‫ال ا‬ ‫ر للبرميل خالل السنوات القليلة القادمة (انظر‬ ‫المتوسط ‪ 60‬دو‬ ‫القسم السابق)‪ ،‬ستحتاج هذه البلدان إلى االستعداد لعصر ما بعد‬ ‫مايو‪/‬أيار ‪2016‬‬ ‫مايو‪/‬أيار ‪2014‬‬ ‫النفط‪.‬‬ ‫المصادر‪ :‬البنك الدولي وصندوق النقد الدولي‬ ‫دول مجلس التعاون الخليجي تستخدم دول مجلس التعاون الخليجي احتياطياتها‪ ،‬وتلجأ إلى أسواق ْ‬ ‫الدين‪ ،‬وتخفض اإلنفاق لمواجهة‬ ‫انخفاض أسعار النفط‪ .‬ولكن يلزم اتخاذ مزيد من التدابير‪ ،‬ألنه كما أوضحنا من قبل ستظل أسعار النفط منخفضة لفتر‬ ‫ة طويلة‪.‬‬ ‫‪24‬‬ ‫الموجز االقتصادي الفصلي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا العدد ‪ 7‬يوليو‪/‬تموز ‪2016‬‬ ‫ؤدي في نهاية المطاف إلى تغيير اقتصادها‪.‬‬‫ي ِّ‬ ‫وتتخذ بعض هذه البلدان إجر‬ ‫اءات قاسية أو تعتزم إصالح القطاع العام‪ ،‬وهو ما قد ُ‬ ‫اءات خفض الوظائف والرواتب في القطاع العام‪ ،‬وخصخصة المؤسسات المملوكة للدولة‪ ،‬واألهم من ذلك‪ ،‬تطبيق‬ ‫ومن هذه اإلجر‬ ‫ضريبة الدخل وضريبة القيمة المضافة‪.‬‬ ‫البحرين‪ .‬البحرين من الدول التي تواجه أوجه ضعف في هذه المجموعة بسبب قلة مدخر‬ ‫اتها‪ ،‬ومحدودية احتياطياتها‪ ،‬وارتفاع‬ ‫غم من خطط خفض اإلنفاق‪ ،‬فإنه من المتوقع أن تستمر البحرين في تسجيل عجز كبير في الموازنة‬‫مستويات ديونها‪ .‬وعلى الر‬ ‫يقدر في عام ‪ 2016‬عند ‪ 16.8‬في المائة من إجمالي الناتج المحلي‪ .‬وعليه‪ ،‬فمن المنتظر أن‬ ‫خالل السنوات القليلة القادمة ُ‬ ‫يزداد الدين الحكومي من ‪ 44‬في المائة من إجمالي الناتج المحلي عام ‪ 2014‬إلى ‪ 83.7‬في المائة عام ‪ ،2016‬وهو ما يجعل‬ ‫الدين إلى إجمالي الناتج المحلي ‪ 60‬في المائة والالزم لتوحيد‬ ‫غ نسبة ْ‬‫ار المتمثِّل في بلو‬ ‫البحرين في وضع اإلخالل بمعيار االستقر‬ ‫ادات للبحرين بلغ ‪ 107.2‬دو‬ ‫الر‬ ‫العملة في مجلس التعاون الخليجي مستقبال‪ُ .‬‬ ‫ويقدر أن سعر النفط الذي يكفل تعادل النفقات واإلير‬ ‫للبرميل عام ‪ ،2015‬وهو األعلى بين دول المجلس‪ .‬وبالنظر إلى التوتر‬ ‫ات الطائفية القائمة‪ ،‬وخطط الحكومة لخفض الدعم‪ ،‬فإن‬ ‫اجع أنشطة السياحة والخدمات المالية من جر‬ ‫اء بطء‬ ‫ابات أهلية وتوتر‬ ‫ات إقليمية‪ .‬وقد تتر‬ ‫ع اضطر‬ ‫هذا البلد ما ز‬ ‫ال عرضة لوقو‬ ‫ز بنسبة ‪ 8.2‬في المائة من إجمالي الناتج المحلي عام‬ ‫ان المعامالت الجارية عج ا‬ ‫وسي ِّ‬ ‫سجل ميز‬ ‫النمو االقتصادي في المنطقة‪ُ .‬‬ ‫غطي واردات ‪ 4.3‬شهر عام ‪ 2016‬من ‪ 5.8‬شهر‬ ‫‪ ،2016‬ومن المتوقع أن تهبط االحتياطيات إلى ما ي ِّ‬ ‫ُ‬ ‫عام ‪.2014‬‬ ‫اجع النمو‪ ،‬بدأت البحرين اتخاذ إجر‬ ‫اءات ملموسة لضبط المالية العامة‬ ‫وفي مواجهة انخفاض العائدات النفطية‪ ،‬وما تبعه من تر‬ ‫ادات زيادة الضر‬ ‫ائب على‬ ‫اءات الر‬ ‫امية لتعزيز اإلير‬ ‫في عام ‪ ،2015‬وتسعى اآلن إلى تحديد سقف أعلى للدين العام‪ .‬ومن اإلجر‬ ‫عاية الصحية األساسية)‪ .‬واستلزم برنامج لخفض النفقات إلغاء‬‫التبغ والكحول وزيادة الرسوم على بعض الخدمات الحكومية (الر‬ ‫دعم اللحوم عام ‪ ،2015‬وزيادة أسعار البنزين ‪ 60‬في المائة في يناير‪/‬كانون الثاني ‪( 2016‬ومن المحتمل أن يؤدي هذا إلى‬ ‫ه ‪ 148.4‬مليون دو‬ ‫الر)‪ ،‬والتطبيق التدريجي لزيادة أسعار الكهرباء والمياه والديزل والكيروسين بحلول عام ‪،2019‬‬ ‫تحقيق وفر قدر‬ ‫الر لكل مليون وحدة ح ا‬ ‫ررية بريطانية ابتداء من‬ ‫وزيادة وتوحيد أسعار الغاز الطبيعي لالستخدامات الصناعية عند ‪ 2.5‬دو‬ ‫أبريل‪/‬نيسان ‪ .2015‬ونتيجةً لذلك‪ ،‬تحسن الرصيد األساسي للمالية العامة بخالف النفط في عام ‪ 2015‬بنسبة ‪ 2.5‬في المائة‬ ‫من إجمالي الناتج المحلي غير النفطي بالمقارنة بعام ‪ .2014‬بيد أن هذا لم يكن كافيا للتخفيف من اآلثار السلبية النخفاض‬ ‫العائدات النفطية‪ .‬وتعتزم السلطات أيضا ترشيد اإلنفاق الحكومي في األمد القريب‪ .‬واضطرت الحكومة بسبب انخفاض أسعار‬ ‫ح برلمانيون‬‫ة بالفعل‪ .‬واقتر‬ ‫أسمالي‪ ،‬ألن تقييد نفقاتها الجارية قد يتسبب في ُّ‬ ‫تأزم الساحة السياسية المتوتر‬ ‫النفط إلى تقليص إنفاقها الر‬ ‫أيضا قانونا إلجر‬ ‫اء خصخصة كاملة لعدة مؤسسات مملوكة للدولة للمساعدة في خفض العجز‪.‬‬ ‫الكويت‪ .‬يشكل النفط أكثر من ‪ 50‬في المائة من إجمالي الناتج المحلي لهذا البلد‪ ،‬و‪ 93.6‬في المائة من إير‬ ‫ادات الموازنة‪ .‬وهو‬ ‫يحوز حاليا واحدة من أكبر الموجودات األجنبية (شاملة صندوقا للثروة السيادية) بين دول مجلس التعاون الخليجي‪ ،‬وتُقدر بمبلغ‬ ‫الر‪ .‬وبفضل الفائض الكبير في الموازنة (سجلت الكويت أكبر فائض في الموازنة في مجلس التعاون الخليجي قبل‬ ‫‪ 600‬مليار دو‬ ‫ات ارتفاع أسعار النفط‪ ،‬ز‬ ‫اد اإلنفاق الحكومي من ‪ 38.8‬في المائة من إجمالي الناتج‬ ‫عام ‪ ،)2014‬واحتياطياتها الضخمة‪ ،‬وفتر‬ ‫المحلي عام ‪ 2013‬إلى ‪ 50.1‬و ‪ 60.8‬في المائة عامي ‪ 2014‬و‪ 2015‬على الترتيب‪ .‬بيد أن رصيد المالية العامة تحول من‬ ‫‪25‬‬ ‫الموجز االقتصادي الفصلي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا العدد ‪ 7‬يوليو‪/‬تموز ‪2016‬‬ ‫فائض يربو على ‪ 35‬في المائة من إجمالي الناتج المحلي عام ‪ 2013‬إلى عجز نسبته ‪ 3.6‬في المائة عام ‪ .2015‬وبلغ حجم‬ ‫الهبوط في العائدات النفطية ‪ 15‬مليار دو‬ ‫الر في كل من عامي ‪ 2014‬و‪ .2015‬وكانت استجابة الكويت األولى ألسعار النفط‬ ‫اح خفض اإلنفاق إال في اآلونة األخير‬ ‫ة‪ ،‬وهي ال تكاد تذكر‪ ،‬وتشير‬ ‫المنخفضة هي السحب من أصولها األجنبية‪ .‬ولم يتم اقتر‬ ‫مسودة موازنة ‪ 2017/2016‬إلى خفض بنسبة ‪ 1.5‬في المائة من اإلنفاق الحكومي‪ .‬وأحد مجاالت تخفيض اإلنفاق هو الدعم؛‬ ‫ُ‬ ‫حيث تضمنت موازنة ‪ 2017/2016‬مخصصات لدعم المنتجات البترولية والغاز أقل من السنوات السابقة‪ ،‬إذ تبلغ ‪ 238‬مليون‬ ‫الر) للبنزين والغاز هذا العام‪ .‬وفي العام الماضي‪ ،‬ز‬ ‫ادت أسعار الديزل والكيروسين ثالثة أمثالها‬ ‫دينار كويتي (‪ 791.4‬مليون دو‬ ‫ِّقة وف ا‬ ‫ر في الموازنة بنسبة ‪ 0.3‬في المائة من إجمالي الناتج المحلي)‪ ،‬ولكن هذه الزيادات ألغيت جزئيا في وقت الحق‪ .‬ومن‬ ‫محق‬‫(ُ‬ ‫منظور أطول أمدا‪ ،‬وافقت الحكومة في اآلونة األخير‬ ‫ة على برنامج إصالح اقتصادي متوسط األجل (مدته خمسة أعوام)‪ .‬ويتركز‬ ‫ة الشؤون المالية العامة‪ ،‬والخصخصة‪ ،‬والشر‬ ‫اكات بين القطاعين العام والخاص‪ ،‬والمؤسسات المملوكة‬ ‫برنامج اإلصالح على إدار‬ ‫للدولة‪ ،‬واصالح نظام االستثمار والخدمة المدنية وسوق العمل – واذا تم تنفيذها كحزمة كاملة فإنها قد تساعد على بدء عملية‬ ‫إعادة التوازن في االقتصاد الكويتي بعيدا عن النفط (انظر القسم التالي)‪.‬‬ ‫عمان أقل من مليون برميل يوميا من النفط‪ ،‬وتملك احتياطيات من النفط والغاز أقل بالمقارنة بجير‬ ‫انها في‬ ‫سلطنة ُ‬ ‫عمان‪ .‬تنتج ُ‬ ‫مجلس التعاون الخليجي ماعدا البحرين‪ .‬ومنذ الهبوط الحاد ألسعار النفط في النصف الثاني من عام ‪ ،2014‬اتخذت الحكومة‬ ‫الدين للمر‬ ‫ة األولى (باعت سندات‬ ‫ادات من مصادر غير نفطية‪ .‬ومن هذه الخطوات اللجوء إلى أسواق ْ‬ ‫خطوات جريئة لزيادة اإلير‬ ‫ان)‪ ،‬وتطبيق بعض اإلصالحات مثل تخفيض الدعم‪ ،‬والحد من مز‬ ‫ايا موظفي القطاع‬ ‫الر في ‪ 8‬يونيو‪/‬حزير‬‫بقيمة ‪ 2.5‬مليار دو‬ ‫شغلي خدمات االتصاالت‪ ،‬و"ضريبة عادلة"‬ ‫م ِّ‬ ‫العام‪ ،‬وزيادة الرسوم‪ .‬وفضال عن ذلك‪ ،‬فإن السلطات فرضت رسوم امتياز على ُ‬ ‫ة على‬ ‫ادت رسوم االمتياز التي تدفع الستغالل المعادن‪ .‬ووافقت ُ‬ ‫عمان في اآلونة األخير‬ ‫على صادر‬ ‫ات الغاز الطبيعي المسال‪ ،‬وز‬ ‫ائب على شركات الغاز الطبيعي المسال‪ .‬وستُ ِّ‬ ‫ؤدي هذه‬ ‫ضريبة نسبتها ‪ 35‬في المائة على شركات البتروكيماويات وز‬ ‫ادت الضر‬ ‫ائب على شركات الغاز الطبيعي المسال من ‪ 15‬إلى ‪ 55‬في المائة‪ .‬وتشتمل اإلصالحات في عام‬ ‫ات إلى زيادة الضر‬‫التغيير‬ ‫ات دو‬ ‫الر في‬ ‫اجع قدر‬ ‫ه ‪ 10‬مليار‬ ‫‪ 2015‬على مضاعفة سعر الغاز لالستخدامات الصناعية‪ .‬وتشير تقدير‬ ‫ات البنك الدولي إلى تر‬ ‫ز قدر‬ ‫ه ‪ 16.8‬في المائة من إجمالي الناتج المحلي عام ‪.2016‬‬ ‫إير‬ ‫ادات عمان عام ‪ ،2015‬وتتضمن الموازنة الجديدة عج ا‬ ‫ومن المتوقع أن ينخفض اإلنفاق الحكومي على منظومة الدعم بنسبة ‪ 64‬في المائة عام ‪ ،2016‬حيث تم تعديل أسعار الوقود‬ ‫المحلية لتساير األسعار العالمية‪ .‬وبدأ تحرير أسعار البنزين في منتصف يناير‪/‬كانون الثاني ‪ ،2016‬وز‬ ‫ادت أسعار الديزل والبنزين‬ ‫ى على زيادة ضريبة الدخل للشركات من ‪ 12‬إلى ‪ 15‬في المائة‪ ،‬والغاء اإلعفاء‬‫ما يصل إلى ‪ 33‬في المائة‪ .‬ووافق مجلس الشور‬ ‫الضريبي ألول ‪ 30‬ألف لاير عماني من الدخل الخاضع للضريبة‪ ،‬وتمت الموافقة على ضريبة القيمة المضافة التي اعتمدت على‬ ‫ى التي اتخذت لزيادة اإلير‬ ‫ادات من غير قطاع المحروقات تعديل رسوم‬ ‫مستوى مجلس التعاون الخليجي‪ .‬ومن اإلجر‬ ‫اءات األخر‬ ‫الكهرباء والمياه لال ستخدامات التجارية والصناعية‪ ،‬وزيادة رسوم الخدمات الحكومية‪ ،‬ومنها التر‬ ‫اخيص وبطاقات العمل‪ ،‬وتسجيل‬ ‫المركبات‪ ،‬والمعامالت العقارية وتخصيص األر‬ ‫اضي‪.‬‬ ‫قطر‪ .‬في إطار خطة لمواجهة آثار صدمة أسعار النفط على اقتصاد قطر‪ ،‬أعيدت هيكلة الحكومة في يناير‪/‬كانون الثاني ‪.2016‬‬ ‫اءات تقشف لمكافحة اإلسر‬ ‫اف‪ ،‬وزيادة العاملة الفائضة‪ ،‬وغياب المساءلة‪ .‬وبعد سنوات من تحقيق فوائض‪،‬‬ ‫ي بالفعل اتخاذ إجر‬‫ويجر‬ ‫‪26‬‬ ‫الموجز االقتصادي الفصلي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا العدد ‪ 7‬يوليو‪/‬تموز ‪2016‬‬ ‫ات دو‬ ‫الر أو ما يعادل ‪ 5‬في المائة من إجمالي الناتج المحلي عام ‪،2016‬‬ ‫ز في الموازنة قدر‬ ‫ه ثمانية مليار‬ ‫يقدر أن تسجل قطر عج ا‬ ‫ُ‬ ‫ر سع ا‬ ‫ر لبرميل‬ ‫وهو أقل عجز بين دول مجلس التعاون الخليجي‪ .‬ولكن بالنظر إلى أن واضعي الموازنة في الدوحة اعتمدوا ‪ 48‬دو‬ ‫ال ا‬ ‫ى على الضرر الذي أصاب االقتصاد من ا‬ ‫جرء هبوط‬ ‫النفط‪ ،‬فإن عجز الموازنة قد يزيد عن ذلك فعليا‪ .‬ومن العالمات األخر‬ ‫عانة‬‫ع الكر‬ ‫ايدة لشركة قطر للبترول وشركة رويال داتش شل والتي جعلت األخير‬ ‫ة تنسحب من مشرو‬ ‫أسعار النفط التكاليف المتز‬ ‫اته ‪ 6.4‬مليار دو‬ ‫الر‪ .‬وسرحت شركة قطر للبترول أيضا نحو ألف من موظفيها‪.‬‬ ‫للبتروكيماويات الذي تبلغ استثمار‬ ‫اءات مثل رفع رسوم المر‬ ‫افق العامة‪ ،‬ومضاعفة‬ ‫ولتمويل عجز الموازنة‪ ،‬قام المسؤولون في الدوحة في اآلونة األخير‬ ‫ة بتنفيذ إجر‬ ‫امات عن إهدار المياه‪ ،‬وزيادة تكلفة الخدمات البريدية القطرية للمر‬ ‫ة األولى في ثمانية أعوام‪ .‬وفي ‪ 14‬يناير‪/‬كانون الثاني‬ ‫الغر‬ ‫‪ ،2016‬أعلنت شركة قطر للوقود المملوكة للدولة عن زيادة نسبتها ‪ 30‬في المائة في أسعار البنزين‪ ،‬ليصل سعر لتر البنزين‬ ‫الر‪ .‬وبدأ سريان تخفيض الدعم بعد ساعات قليلة من اإلعالن عنه‪ .‬وكانت المر‬ ‫ة السابقة التي‬ ‫الخالي من الرصاص إلى ‪ 0.36‬دو‬ ‫رفعت فيها قطر أسعار البنزين في عام ‪ .2011‬وجاءت زيادة أسعار شركة قطر للوقود في يناير‪/‬كانون الثاني في أعقاب قيام‬ ‫اءات ُّ‬ ‫التقشف‪ ،‬يتوقع القطريون خفض دعم‬ ‫ُّب مزيد من إجر‬ ‫البحرين وعمان والسعودية أيضا بتخفيض الدعم على البنزين‪ .‬ومع ترق‬ ‫ر من جر‬ ‫اء التخفيضات الجديدة في‬ ‫الكهرباء في وقت الحق من هذا العام‪ .‬وسيكون المغتربون على األرجح أشد الفئات تضر ا‬ ‫الدعم وزيادات األسعار‪.‬‬ ‫ة بتقليص بر‬ ‫امجها و‪/‬أو تسريح المغتربين‬ ‫وأمرت السلطات القطرية أيضا المؤسسات المملوكة للدولة مثل متاحف قطر وقناة الجزير‬ ‫انية مؤسسة قطر بنسبة ‪ 40‬في المائة‪ ،‬وأجروا تخفيضات كبير‬ ‫ة في المؤسسات األكاديمية الغربية‬ ‫من موظفيها‪ .‬وخفض المسؤولون ميز‬ ‫في مدينة التعليم‪ .‬وفي ديسمبر‪/‬كانون األول قام مركز السدر‬ ‫ة للطب والبحوث بتسريح مئات الموظفين وجمد المسؤولون خطط تنفيذ‬ ‫ة الترشيد القطرية تفرض السلطات غر‬ ‫امات على إضاءة المباني ليال‪.‬‬ ‫عاية الصحية‪ .‬وفي إطار مبادر‬‫نظام وطني للر‬ ‫المملكة العربية السعودية‪ .‬استنزف الهبوط الحاد ألسعار النفط في عام ‪ 2014‬مع ارتفاع مستوى اإلنفاق في السنوات القليلة‬ ‫الماضية الموارد الحكومية‪ .‬ويسهم النفط بأكثر من ‪ 80‬في المائة من اإلير‬ ‫ادات الحكومية‪ ،‬ومع أسعار النفط المنخفضة في الوقت‬ ‫الر في ‪( 2016‬نحو ‪ 16‬في المائة من إجمالي الناتج‬ ‫الحالي‪ ،‬من المتوقع أن يتجاوز عجز الموازنة ما ُ‬ ‫يقدر بنحو ‪ 118‬مليار دو‬ ‫الر في‬ ‫الر عام ‪ 14.2017‬وانخفضت احتياطيات النقد األجنبي ‪ 20‬في المائة (لتبلغ ‪ 587‬مليار دو‬ ‫المحلي) و‪ 97‬مليار دو‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪ .)2016‬وبهذا المعدل ستتبدد االحتياطيات في غضون أربعة أعوام‪ .‬واقترضت المملكة بكثافة‪ ،‬بما في ذلك ‪26‬‬ ‫ات دو‬ ‫الر تم وضع لمساته النهائية في أبريل‪/‬نيسان من هذا العام‪ ،‬وتعتزم‬ ‫مليار دو‬ ‫الر العام الماضي‪ ،‬وقرض بقيمة ‪ 10‬مليار‬ ‫ى من خالل إصدار سندات‪ .‬وسيضع هذا نسبة الدين إلى إجمالي الناتج المحلي عند ‪ 26‬في‬ ‫السلطات جمع ‪ 15‬مليار دو‬ ‫الر أخر‬ ‫المائة عام ‪ 2017‬بالمقارنة مع مستوياتها المتدنية عام ‪ .2014‬وارتفعت تكلفة االقتر‬ ‫اض في أعقاب خفض التصنيف االئتماني‬ ‫ات صندوق النقد الدولي أن تحقيق التوازن في موازنة‬ ‫ة االئتمانية‪ .‬وتُظ ِ‬ ‫هر تقدير‬ ‫للسعودية من جانب وكاالت تصنيف الجدار‬ ‫أي أكثر من ضعفي المستويات الحالية‪.‬‬ ‫الر‪ْ ،‬‬ ‫السعودية يتطلب أن يكون سعر النفط ‪ 105.60‬دو‬ ‫‪14‬‬ ‫الر في عام ‪ 2009‬و‪ 13‬مليار دو‬ ‫الر في ‪.1998‬‬ ‫ات تر‬ ‫اجع النفط السابقة‪ ،‬بلغ العجز ‪ 23‬مليار دو‬ ‫في فتر‬ ‫‪27‬‬ ‫الموجز االقتصادي الفصلي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا العدد ‪ 7‬يوليو‪/‬تموز ‪2016‬‬ ‫ي‬ ‫واتخذت الحكومة إجر‬ ‫اءات تقشف في موازنة ‪ 2016‬تتضمن خفض اإلنفاق بنسبة ‪ 14‬في المائة معظمها في اإلنفاق العسكر‬ ‫ودعم الوقود‪ ،‬وزيادة العائدات النفطية عن طريق زيادة إنتاج النفط‪ .15.‬وفضال عن ذلك‪ ،‬تم تخفيض مخصصات الموازنة لخدمات‬ ‫عاية الصحية والتعليم والبلديات‪ .‬وكانت أكبر زيادة في أسعار الوقود ‪ 133‬في المائة لإليثان‪ ،‬و‪ 79‬في المائة للديزل المستخدم‬‫الر‬ ‫في قطاع النقل‪ ،‬و‪ 67‬في المائة لكل من الغاز الطبيعي والبنزين األقل جودة‪ .‬وز‬ ‫ادت أيضا أسعار الكهرباء والمياه ما يصل إلى‬ ‫ائح العليا من االستهالك المنزلي وبنسب متفاوتة لالستخدامات التجارية والصناعية‪ .‬وتم تخفيض فاتور‬ ‫ة األجور‬ ‫‪ 60‬في المائة للشر‬ ‫إلى أقل من ‪ 15‬في المائة من إجمالي الناتج المحلي‪ ،‬عن طريق تقليص زيادات األجور في القطاع العام واعادة التفاوض على‬ ‫أسمالي‪ .‬وتتسم اآلثار العامة لهذه اإلجر‬ ‫اءات بأنها انكماشية‪ ،‬فقد أدت إلى انخفاض‬ ‫كل العقود‪ ،‬إلى جانب تخفيضات في اإلنفاق الر‬ ‫ه ‪ 1.9‬في المائة في ‪ 2016‬من ‪ 3.5‬في المائة في ‪ْ .2015‬‬ ‫وقبل صدمة‬ ‫نمو إجمالي الناتج المحلي الحقيقي إلى معدل متوقع قدر‬ ‫االنهيار النفطي‪ ،‬كان االقتصاد ينمو في المتوسط بمعدل ‪ 5‬في المائة سنويا‪.‬‬ ‫التحول الوطني‬ ‫ُّ‬ ‫ج من مرحلة أسعار النفط المنخفضة‪ ،‬وافقت الحكومة السعودية على برنامج إصالح شامل ُ‬ ‫مبين في خطة‬ ‫وللخرو‬ ‫"رؤية السعودية ‪ "2030‬التي تهدف إلى تنويع االقتصاد بعيدا عن النفط في غضون ‪ 15‬عاما‪ .‬وتدعو الخطة إلى استخدام أصول‬ ‫امكو) لتمويل استثمار‬ ‫ات عامة في مجاالت متنوعة‪ .‬وتم تخطيط هذه الرؤية على أساس سعر ‪30‬‬ ‫شركة النفط المملوكة للدولة (أر‬ ‫ر للبرميل‪ ،‬وهي تتركز على ثالثة مجاالت رئيسية‪ .‬أو‬ ‫ال‪ ،‬تسعى إلى زيادة العائدات غير النفطية ثالثة أضعافها بنهاية العقد‬ ‫دو‬ ‫ال ا‬ ‫ائب غير مباشر‬ ‫ة ورسوم على الخدمات العامة‪ ،‬بما في ذلك تطبيق ضريبة القيمة المضافة‪ ،‬وتنمية قطاعات‬ ‫من خالل فرض ضر‬ ‫غير نفطية مثل التعدين والسياحة والتعليم‪ .‬وثانيا‪ ،‬تقضي الخطة بخفض اإلنفاق العام من خالل الحد من الدعم‪ ،‬وتحويل اإلنفاق‬ ‫ات العامة‪ .‬واذا اقترن هذا بخفض فاتور‬ ‫ة أجور القطاع العام ‪ 5‬في‬ ‫على التسليح بعيدا عن الشركاء األجانب‪ ،‬وترشيد االستثمار‬ ‫ها ‪ 53‬مليار دو‬ ‫الر بحلول عام ‪ .2020‬وثالثا‪ ،‬تهدف الخطة إلى تنويع‬ ‫المائة‪ ،‬فإن هذه اإلصالحات قد تحقق عائدات إضافية قدر‬ ‫ج‪ .‬ومن الجوانب ذات األهمية لتعبئة الموارد المالية خصخصة جز‬ ‫ء‬ ‫مصادر الثروة الوطنية وتنويع حافظة االستثمار‬ ‫ات في الخار‬ ‫امكو من خالل اكتتاب عام أولي‪ ،‬وتسهم الشركة بنسبة ‪ 90‬في المائة من اإلير‬ ‫ادات الحكومية‪.‬‬ ‫من شركة النفط المملوكة للدولة أر‬ ‫ار‬ ‫ادات الحكومية تتناقص باستمر‬ ‫ات العربية المتحدة‪ .‬تُنتِج اإلمار‬ ‫ات نحو ثالثة ماليين برميل يوميا من النفط الخام‪ ،‬لكن اإلير‬ ‫اإلمار‬ ‫من ‪ 41‬في المائة من إجمالي الناتج المحلي في ‪ 2013‬إلى نحو ‪ 29‬في المائة من اإلجمالي في ‪ .2015‬وفي ظل أسعار النفط‬ ‫المنخفضة‪ ،‬استمرت الحكومة في نهجها الخاص باإلنفاق‪ ،‬إذ ارتفع اإلنفاق من ‪ 30‬في المائة من إجمالي الناتج المحلي في‬ ‫‪ 2013‬إلى ‪ 34‬في المائة من اإلجمالي في ‪ .2015‬ونتيجة لذلك‪ ،‬تحول الفائض البالغ نحو ‪ 10.4‬في المائة من إجمالي الناتج‬ ‫المحلي في ‪ 2013‬إلى عجز في الموازنة ُ‬ ‫يقدر بنسبة ‪ 5.2‬في المائة من هذا اإلجمالي في ‪ .2016‬كما أن معدل النمو الحقيقي‬ ‫ة بدأ يتر‬ ‫اجع بسبب انخفاض العائدات النفطية‪.‬‬ ‫إلجمالي الناتج المحلي والذي كان يزيد على ستة في المائة سنويا في العقود األخير‬ ‫وتستثمر الحكومة فوائضها النفطية في االقتصاد غير النفطي‪ .‬وعلى وجه الخصوص‪ ،‬نجحت اإلمار‬ ‫ات في تنمية المركزين المالي‬ ‫ان الدولية في دبي وأبو ظبي‪ ،‬والسياحة الرياضية في عدد من اإلمار‬ ‫ات‪ ،‬وكذلك‬ ‫ي شركات الطير‬‫ي في دبي‪ ،‬ومركز‬‫والعقار‬ ‫ان ‪ ،2014‬تأثرت اإلمار‬ ‫ات بهبوط‬ ‫الصناعات الخفيفة‪ ،‬وخدمات النقل وتجار‬ ‫ة التجزئة‪ .‬مهما يكن من أمر‪ ،‬فإنه منذ يونيو‪/‬حزير‬ ‫ات وعائدات المحروقات‪ .‬ومع أن اإلمار‬ ‫ات نجحت في الحفاظ على معدالت‬ ‫أسعار النفط العالمية الذي أدى إلى تر‬ ‫اجع صادر‬ ‫يقدر بنحو ‪ 10.1‬مليون برميل يوميا في ‪ 2015‬و‪ 2016‬و‪ 10.3‬مليون برميل‬ ‫‪ 15‬ز‬ ‫اد إنتاج النفط من ‪ 9.7‬مليون برميل يوميا في ‪ 2014‬إلى ما ُ‬ ‫يوميا في ‪.2017‬‬ ‫‪28‬‬ ‫الموجز االقتصادي الفصلي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا العدد ‪ 7‬يوليو‪/‬تموز ‪2016‬‬ ‫النمو عند ‪ 4.6‬في المائة في ‪ 2014‬وبنسبة تُقدر بنحو ‪ 3.3‬في المائة في ‪ ،2015‬فإنه من المتوقع أن ينخفض معدل النمو‬ ‫ات في ‪ 2016‬إلى ‪ 2.1‬في المائة‪.‬‬ ‫االقتصادي لإلمار‬ ‫غم من أن االحتياطيات تبلغ مستويات مريحة تكفي لتخفيف آثار أسعار النفط المنخفضة‪ ،‬فإن حكومة اإلمار‬ ‫ات تحرص‬ ‫وعلى الر‬ ‫على زيادة العائدات غير النفطية عن طريق تنفيذ ضريبة القيمة المضافة بحلول ‪ 2018‬على أقصى تقدير‪ ،‬باالشتر‬ ‫اك مع‬ ‫األعضاء اآلخرين في مجلس التعاون الخليجي‪ .‬وتدرس اإلمار‬ ‫ات أيضا تطبيق ضريبة الشركات‪ .‬مهما يكن من أمر‪ ،‬فإنه يلزم‬ ‫اتخاذ إجر‬ ‫اءات إضافية منها خفض دعم الكهرباء والمياه‪ ،‬واإلبطاء التدريجي لتنفيذ المشروعات العمالقة للهيئات المرتبطة‬ ‫بالحكومة‪.‬‬ ‫ِّر‬ ‫ة للنفط‬ ‫ى ُ‬ ‫مصد‬ ‫بلدان أخر‬ ‫ائر ‪ 540‬ألف برميل يوميا من إنتاجها الكلي البالغ نحو ‪ 1.1‬مليون برميل يوميا‪ .‬غير أن إنتاج النفط الخام‬ ‫ائر‪ .‬تُ ِّ‬ ‫صدر الجز‬ ‫لجز‬ ‫ات المتكرر‬ ‫ة للمشروعات‪ ،‬وصعوبة اجتذاب‬ ‫اجع تدريجيا في السنوات األخير‬ ‫ة‪ ،‬فيما يرجع أساسا إلى التأخير‬ ‫والغاز الطبيعي تر‬ ‫ر على المحروقات في صادر‬ ‫اته‬ ‫شركاء االستثمار‪ ،‬وفجوات البنية التحتية‪ ،‬ومشكالت فنية‪ .‬ويعتمد اقتصاد الجز‬ ‫ائر اعتمادا كبي ا‬ ‫واير‬ ‫اداته الحكومية التي تبلغ نسبتها ‪ 95‬في المائة و‪ 75‬في المائة على الترتيب‪ .‬وأضعفت صدمة هبوط أسعار النفط مالياته‬ ‫ي واحتياطياته من النقد األجنبي‪ .‬فقد ارتفع عجز الموازنة من ‪ 1.4‬في المائة من إجمالي الناتج المحلي في عام‬ ‫وميز‬ ‫انه التجار‬ ‫‪ 2013‬إلى ‪ 15.7‬في المائة من هذا اإلجمالي في ‪ .2016‬وهبطت االحتياطيات اإلجمالية من ‪ 194‬مليار دو‬ ‫الر في ‪ 2013‬إلى‬ ‫الر في ‪ .2018‬وأدى تدهور معدالت‬ ‫ات دو‬ ‫الر في ‪ 2016‬ومن المتوقع أن تهبط أكثر إلى ‪ 60‬مليار دو‬ ‫يقدر بنحو ‪ 108‬مليار‬ ‫ما ُ‬ ‫ي للجز‬ ‫ائر إلى انخفاض قيمة الدينار بنسبة ‪ 20‬في المائة منذ منتصف ‪ 2014‬وارتفاع معدل التضخم إلى ‪ 4.8‬في‬ ‫التبادل التجار‬ ‫المائة في ‪.2015‬‬ ‫ة الواردات‪ ،‬اتخذت الحكومة مجموعة من اإلجر‬ ‫اءات التصحيحية‬ ‫وفي مواجهة التر‬ ‫اجع المتواصل لعائدات النفط والغاز‪ ،‬وارتفاع فاتور‬ ‫ال ا‬ ‫ر‬ ‫اض سعر النفط عند ‪ 35‬دو‬ ‫وضعت على أساس افتر‬ ‫في إطار قانون الميز‬ ‫انية لعام ‪ .2016‬وتدعو موازنة عام ‪ 2016‬التي ُ‬ ‫للبرميل في المتوسط إلى تخفيض اإلنفاق تسعة في المائة ‪-‬معظمه في النفقات الر‬ ‫أسمالية‪ -‬وزيادة نسبتها أربعة في المائة في‬ ‫اءات تعزيز اإلير‬ ‫ادات على زيادة نسبتها ‪ 36‬في المائة في أسعار الوقود‪ ،‬ورفع معدالت‬ ‫ادات الضر‬ ‫ائب‪ .‬وتشتمل مجموعة إجر‬ ‫إير‬ ‫ائب على تسجيل السيار‬ ‫ات‪ .‬وأعلنت السلطات عن تعديالت‬ ‫ضريبة القيمة المضافة على استهالك الوقود والكهرباء‪ ،‬وزيادة الضر‬ ‫اد الجديدة‪ ،‬لكن التفاصيل لم تتحدد بعد‪ .‬وهذه اإلجر‬ ‫اءات هي الخطوات األولى نحو‬ ‫ى لرسوم الكهرباء وتر‬ ‫اخيص االستير‬ ‫أخر‬ ‫ى أكثر‬ ‫إصالح شامل محتمل لنظام الدعم التنازلي الباهظ التكلفة في الجز‬ ‫ائر (تبلغ قيمة الدعم على الوقود وصنوف الدعم األخر‬ ‫ى إذا هبطت أسعار‬ ‫اءات تصحيحية أخر‬ ‫من ‪ 12‬في المائة من إجمالي الناتج المحلي)‪ .‬وتُتيح الموازنة للحكومة أيضا اعتماد إجر‬ ‫اخيص االستير‬ ‫اد الجديدة‪ ،‬ورفع أسعار‬ ‫اءات تر‬‫اض الخارجي‪ .‬وتشمل هذه اإلجر‬ ‫ال ا‬ ‫ر للبرميل‪ ،‬واللجوء إلى االقتر‬ ‫النفط دون ‪ 35‬دو‬ ‫الكهرباء قريبا من تكلفتها‪ ،‬وخفضا آخر لقيمة العملة‪ .‬وحاولت الحكومة أيضا فتح الشركات العامة أمام االستثمار‬ ‫ات الخاصة‪.‬‬ ‫اءات للسماح باالستثمار‬ ‫ات الخاصة في المؤسسات المملوكة للدولة‪ ،‬وانشاء مناطق صناعية جديدة‪،‬‬ ‫وتتضمن موازنة ‪ 2016‬إجر‬ ‫‪29‬‬ ‫الموجز االقتصادي الفصلي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا العدد ‪ 7‬يوليو‪/‬تموز ‪2016‬‬ ‫وتخفيف القيود على استثمار العوائد المتحصل عليها من اإلعفاءات الضريبية‪ .‬وأصدر البرلمان قانونا جديدا لالستثمار في‬ ‫يوليو‪/‬تموز وذلك بهدف تحسين قطاع األعمال خالف صناعة النفط‪.‬‬ ‫اني‪ ،‬لكن ضرر‬ ‫ه كان أقل مما أصاب منتجي النفط اآلخرين في المنطقة‪ .‬والسبب‬ ‫إير‬ ‫ان‪ .‬أضر هبوط أسعار النفط باالقتصاد اإلير‬ ‫اني أكثر ُّ‬ ‫تنوعا بالمقارنة بمنتجي النفط اآلخرين‪ ،‬ولذلك فإنه أقل اعتمادا على العائدات النفطية‪ ،‬إذ يسهم‬ ‫هو أن االقتصاد اإلير‬ ‫ادت إير‬ ‫ان إنتاجها من النفط منذ ‪16‬‬ ‫النفط بنحو ‪ 30‬في المائة من العائدات الحكومية‪ .‬وللحفاظ على حصتها في السوق‪ ،‬ز‬ ‫يناير‪/‬كانون الثاني ‪ 2016‬مع بدء تنفيذ خطة العمل الشامل المشتركة ورفع العقوبات‪ .‬وز‬ ‫اد اإلنتاج نحو ‪ 600‬ألف برميل يوميا‬ ‫حتى اآلن‪ ،‬وتعتزم الحكومة زيادته نحو ‪ 800‬ألف برميل يوميا بحلول صيف ‪ 2016‬ليصل إلى مستويات ما قبل العقوبات (قبل‬ ‫الر من األموال ُ‬ ‫المجمدة‪ ،‬وهو ما أتاح‬ ‫اج عن نحو ‪ 30‬مليار دو‬‫عام ‪ .)2014‬وفي إطار خطة العمل الشامل المشتركة‪ ،‬تم اإلفر‬ ‫ج‪ .‬واتخذت الحكومة بعض التدابير للتخفيف من تأثير‬ ‫ات‬ ‫للحكومة إمكانية الوصول إلى األموال واألصول الموجودة في الخار‬ ‫ائب على ُ‬ ‫المنظمات شبه الحكومية التي كانت‬ ‫أسعار النفط المنخفضة على الموازنة ومنها زيادة الضر‬ ‫معفاة من قبل‪.‬‬ ‫غم من‬ ‫اق‪ .‬بسبب انخفاض أسعار النفط والحرب األهلية تفاقمت مخاطر عدم االستقر‬ ‫ار السياسي والمالي في البالد‪ .‬وعلى الر‬ ‫العر‬ ‫الزيادة الكبير‬ ‫ة في إنتاج النفط من ‪ 3.1‬مليون برميل يوميا في ‪ 2014‬إلى ‪ 4.3‬مليون برميل يوميا في المتوسط في ‪ ،2016‬وكذلك‬ ‫ات إلى نحو ‪ 3.8‬مليون برميل يوميا في ‪ 2016‬من منطقتي البصر‬ ‫ة وكردستان‪ ،‬استمر تدهور األوضاع المالية بسبب‬ ‫في الصادر‬ ‫ة االقتصادية والتي تتسم باإلفر‬ ‫اط في اإلنفاق في سنوات االزدهار النفطي‪ ،‬باإلضافة تكاليف‬ ‫السياسة الحكومية المساير‬ ‫ة للدور‬ ‫الر‬ ‫ا‪،‬‬ ‫ادات الحكومية‪ ،‬ومع تر‬ ‫اجع النفط عن ذروته البالغة ‪ 147‬دو‬ ‫الحرب والصر‬ ‫اع‪ .‬ويشكل النفط أكثر من ‪ 90‬في المائة من اإلير‬ ‫انية سيزيد على ‪ 30‬مليار دو‬ ‫الر في ‪.2016‬‬ ‫يقدر أن عجز الميز‬ ‫ُ‬ ‫ات هذا الهبوط في العائدات النفطية‪ ،‬خفضت الحكومة اإلنفاق العام بنسبة ‪ 40‬في المائة العام الماضي‪ ،‬وكان‬‫ولمواجهة تأثير‬ ‫ة إعادة‬ ‫ات العامة على وتير‬‫وسيؤثِّر خفض االستثمار‬ ‫أسمالي‪ ،‬وألغت بعض التعاقدات العسكرية‪ُ .‬‬ ‫معظم التخفيض في اإلنفاق الر‬ ‫ات الطائفية بالنظر إلى أن الدمار يقع بالكامل‬ ‫إعمار المناطق التي تم استردادها من تنظيم داعش‪ ،‬وقد ِّ‬ ‫يؤدي إلى اشتداد التوتر‬ ‫تقريبا في المناطق السنية‪ .‬وسحبت الحكومة أيضا من احتياطياتها من النقد األجنبي التي من المتوقع أن تهبط إلى ‪ 43.9‬مليار‬ ‫الر في ‪ 2017‬مقابل ‪ 66.7‬مليار قبل عامين‪ .‬وكنتيجة لذلك‪ ،‬تم تخفيض قيمة الدينار العر‬ ‫اقي‬ ‫دو‬ ‫الر في ‪ 2016‬و‪ 36‬مليار دو‬ ‫الر األمريكي‪ .‬واذا استمر انخفاض أسعار النفط‪ ،‬فإنه قد يلزم إجر‬ ‫اء خفض آخر‬ ‫قليال بنسبة ‪ 1.37‬في المائة مقابل الدو‬ ‫لقيمة العملة‪.‬‬ ‫وردت سلطات حكومة إقليم كردستان بخفض رواتب موظفي الحكومة نحو ‪ 75‬في المائة لكبار المسؤولين واالستحواذ على أموال‬ ‫اقي‪ .‬وبسبب الهبوط الحاد للعائدات النفطية الذي بلغ ‪ 46‬مليار دو‬ ‫الر في ‪ ،2015‬تم اعتماد‬ ‫ي العر‬‫ع المحلية للبنك المركز‬‫الفرو‬ ‫إجر‬ ‫اءات جديدة لزيادة العائدات العامة‪ ،‬ومنها تطبيق ضريبة المبيعات‪.‬‬ ‫ها طر‬ ‫ابلس يساندها المؤتمر الوطني العام)‬ ‫ليبيا‪ .‬يعاني هذا البلد من ويالت الحرب األهلية‪ ،‬مع وجود حكومتين (حكومة مقر‬ ‫وحكومة مقر‬ ‫ها طبرق (يساندها البرلمان المنتخب)‪ ،‬والمواجهات المسلحة في حقول النفط‪ ،‬وأسعار النفط المنخفضة‪ .‬وتعتمد ليبيا‬ ‫‪30‬‬ ‫الموجز االقتصادي الفصلي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا العدد ‪ 7‬يوليو‪/‬تموز ‪2016‬‬ ‫ادات الموازنة (الشكل ‪ .)8‬وأنتجت حكومة طر‬ ‫ابلس ‪ 500‬ألف برميل‬ ‫على النفط الذي يسهم بنسبة ‪ 98‬في المائة من صادر‬ ‫اتها واير‬ ‫من النفط يوميا في عام ‪ 2015‬وصدرت قر‬ ‫ابة ‪ 450‬ألف برميل يوميا‪ .‬وتمت الموافقة على موازنتين منفصلتين في عام ‪،2015‬‬ ‫انية حجمها ‪ 42.9‬مليار دينار ليبي‪ ،‬مع تصدير نصف مليون برميل يوميا من النفط (أكثر‬ ‫فقد وافقت حكومة طر‬ ‫ابلس على ميز‬ ‫ِّف أجور ورواتب موظفي الحكومة والقطاع العام واعانات‬ ‫ال ا‬ ‫ر للبرميل‪ .‬وتُؤل‬ ‫من نصف صادر‬ ‫اتها في ‪ )2012‬وبسعر يبلغ ‪ 50‬دو‬ ‫دعم الغذاء والوقود أكثر من نصف اإلنفاق في الموازنة‪ .‬ومع ظهور تأثير الضغوط الناجمة عن أسعار النفط المنخفضة‪ ،‬قرر‬ ‫المؤتمر الوطني العام إصالح إعانات الدعم الضخمة للغذاء والوقود‪ ،‬لتحل محلها تحويالت نقدية شهرية بمبلغ ‪ 50‬دينا ا‬ ‫ر (‪36.5‬‬ ‫الر) لكل مواطن‪ .‬لكن الفكر‬ ‫ة قوبلت بالرفض من جانب البرلمان‪.‬‬ ‫دو‬ ‫ُّ‬ ‫التقشف‪ ،‬ولكن الحكومة في الوقت نفسه تكافئ الموظفين العموميين‬ ‫وردا على أسعار النفط المنخفضة‪ ،‬اتخذت بعض إجر‬ ‫اءات‬ ‫ِّف أجور ورواتب القطاع العام واعانات الدعم نصف نفقات‬ ‫الر‬ ‫ا)‪ .‬وتُؤل‬ ‫في قطاع التعليم بأجر إضافي قدر‬ ‫ه ‪ 300‬دينار (‪ 219‬دو‬ ‫الحكومة‪ .‬وارتفع عجز المالية العامة إلى مستوى قياسي ُ‬ ‫يقدر بنحو ‪ 60‬في المائة من إجمالي الناتج المحلي في ‪ .2016‬ولجأت‬ ‫الر في ‪ 2016‬من ‪ 120‬مليار دو‬ ‫الر‬ ‫ي التي انخفضت إلى ‪ 70‬مليار دو‬ ‫ابلس إلى السحب من احتياطيات البنك المركز‬ ‫حكومة طر‬ ‫في ‪ .2012‬واذا استمر هذا االتجاه‪ ،‬فسوف تنفد احتياطيات ليبيا خالل أقل من أربعة أعوام‪ .‬ولجأت الحكومة المنافسة في طبرق‬ ‫ي‪ .‬وتعرض الدينار الليبي لضغوط كبير‬ ‫ة بسبب انخفاض عائدات التصدير نتيجة لهبوط أسعار‬ ‫إلى االقتر‬ ‫اض من البنك المركز‬ ‫ي تداول الدينار‬ ‫اجع إنتاج النفط والعقوبات الدولية على تصدير العملة الورقية من الدو‬ ‫الر إلى ليبيا منذ عام ‪ .2013‬ويجر‬ ‫النفط وتر‬ ‫ي‪.‬‬‫الليبي في السوق السوداء بسعر يبلغ تقريبا ثالثة أمثال السعر الرسمي في البنك المركز‬ ‫ع هذا البلد ويالت أزمة إنسانية مفجعة نجمت عن الحرب والصر‬ ‫اع وأسعار النفط المنخفضة‪ ،‬الذي يشكل المصدر‬ ‫اليمن‪ .‬يصار‬ ‫ادات الموازنة حيث يسهم بأكثر من ‪ 60‬في المائة من إير‬ ‫اداتها‪ .‬وبسبب الحرب وأعمال التخريب في حقول النفط‬ ‫الرئيسي إلير‬ ‫وانخفاض أسعار النفط‪ ،‬هبطت العائدات النفطية إلى ثالثة في المائة من إجمالي الناتج المحلي في عام ‪ 2015‬من ‪ 13‬في‬ ‫ات دو‬ ‫الر في بلد يبلغ إجمالي ناتجه المحلي نحو ‪ 38‬مليار‬ ‫المائة من هذا اإلجمالي في ‪ ، 2013‬وهو هبوط قدر‬ ‫ه أربعة مليار‬ ‫الر‪ .‬وز‬ ‫اد عجز المالية العامة إلى ‪ 11.4‬في المائة من إجمالي الناتج المحلي في عام ‪ 2015‬من أربعة في المائة من هذا‬ ‫دو‬ ‫اإلجمالي العام السابق‪ .‬وتقوم الحكومة بتمويل العجز بإصدار سندات أدت إلى زيادة كبير‬ ‫ة في إجمالي الدين العام من ‪22.1‬‬ ‫الر في ‪ 2015‬ليصل إلى ‪ 94‬في المائة من إجمالي الناتج المحلي‪ .‬ومع تر‬ ‫اجع‬ ‫مليار دو‬ ‫الر في ‪ 2014‬إلى ‪ 25.9‬مليار دو‬ ‫ي التي هبطت من‬‫جية للبنك المركز‬ ‫ات النفط والغاز في ‪ ،2015‬ز‬ ‫ادت الضغوط على الموجودات الخار‬ ‫التمويل الخارجي وصادر‬ ‫الر (ما يغطي تكاليف واردات خمسة أشهر) في ‪ 2013‬إلى ‪ 2.1‬مليار دو‬ ‫الر (واردات نحو ‪ 1.5‬شهر)‪ ،‬وهو مستوى‬ ‫‪ 5.3‬مليار دو‬ ‫ال يمكن أن يستمر‪.‬‬ ‫ات العامة‪ ،‬والمساعدات النقدية للفقر‬ ‫اء‪،‬‬ ‫وفي مواجهة أسعار النفط المنخفضة‪ ،‬قلصت الحكومة اإلنفاق‪ ،‬وجمدت برنامج االستثمار‬ ‫عاية الصحية والمياه‬‫وخفضت عالوات األجور‪ .‬وخفضت أيضا اإلنفاق على الخدمات االجتماعية األساسية‪ ،‬مثل التعليم والر‬ ‫ُّف كامل للمحطات التي تعمل بالديزل وزيت الوقود (المازوت)‪ .‬وساهم انخفاض أسعار النفط‬ ‫والكهرباء‪ ،‬وهو ما تسبب في توق‬ ‫‪31‬‬ ‫الموجز االقتصادي الفصلي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا العدد ‪ 7‬يوليو‪/‬تموز ‪2016‬‬ ‫ايد أعداد الفقر‬ ‫اء‪ ،‬حتى‬ ‫في ظهور سوق سوداء فقدت فيها العملة المحلية أكثر من ربع قيمتها حتى اآلن‪ .‬ونتيجةً لكل هذا‪ ،‬تتز‬ ‫تجاوزت ‪ 85‬في المائة من السكان‪.‬‬ ‫في أعقاب الهبوط الحاد ألسعار النفط أعلنت كل بلدان مجلس‬ ‫‪16‬‬ ‫تنويع النشاط االقتصادي في دول مجلس التعاون الخليجي‪.‬‬ ‫التعاون الخليجي عن خطط لتنويع اقتصاداتها وصاغت خططها للخصخصة لتتز‬ ‫امن مع إصالحات مؤسسية وقانونية موازية‪.‬‬ ‫اكات بين القطاعين العام والخاص وايجاد سبل مبتكر‬ ‫ة لتعزيز أمن الطاقة من خالل‬ ‫ومن الخطوات التي اتخذت اجتذاب الشر‬ ‫ح لتنويع اقتصادها‬‫والسعودية على سبيل المثال لديها خطة طمو‬ ‫‪17‬‬ ‫برنامج عمل خطط المساهمات الوطنية لمكافحة تغي‬ ‫ُّر المناخ‪.‬‬ ‫اكات بين القطاعين العام والخاص ومعالجة الهواجس المتصلة بتغي‬ ‫ُّر المناخ‪.‬‬ ‫بعيدا عن النفط من خالل تنفيذ شر‬ ‫اكات بين القطاعين العام والخاص )‪ (PPPs‬أعلنت كل بلدان مجلس التعاون الخليجي في اآلونة األخير‬ ‫ة عن خطط لتكثيف‬ ‫الشر‬ ‫اكات بين القطاعين العام والخاص والخصخصة‪ .‬هذه اإلعالنات نجمت في جانب منها عن اعتبار‬ ‫ات تتعلق بالمالية‬ ‫بر‬ ‫امجها للشر‬ ‫العامة‪ ،‬لكن يجب النظر إليها في سياق برنامج إصالح أوسع قائم منذ وقت طويل‪ ،‬إذ أن الكثير من البلدان جعلت الشر‬ ‫اكات‬ ‫ءا رئيسيا من جهودها لتحرير وتنويع اقتصادها ووضعت خططها للخصخصة بحيث تتز‬ ‫امن مع‬ ‫بين القطاعين العام والخاص جز‬ ‫إصالحات مؤسسية وقانونية موازية‪ .‬بيد أن التنفيذ سار في أغلب األحيان ببطء‪ ،‬السيما في بلدان مجلس التعاون الخليجي‪ ،‬التي‬ ‫كانت تفتقر في بعض األحيان إلى مساندة األُطُر المؤسسية‪ ،‬وكانت بر‬ ‫امج الخصخصة فيها تتركز في الغالب على مشروعات‬ ‫ناجحة بالفعل‪.‬‬ ‫التحول الوطني) في إطار رؤية السعودية ‪ 2030‬بتخصيص ‪ 300‬مليون لاير على مدى خمسة أعوم إلقامة "مركز‬ ‫ُّ‬ ‫وتقضي (خطة‬ ‫ات الر‬ ‫امية إلى تعزيز األهداف‬ ‫للتميز" لمساندة خصخصة الشركات المملوكة للدولة‪ .‬وأوردت الخطة سقوف اإلنفاق لمئات المبادر‬ ‫ة في المستشفيات‪ .‬وشملت بنود‬ ‫عاية ُ‬ ‫المركز‬ ‫ئ ووحدات الر‬ ‫رف الطوار‬ ‫االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬ومنها ‪ 4.7‬مليار لاير لتحسين ُ‬ ‫غَ‬ ‫ى ‪ 2.1‬مليار لاير إلعادة هيكلة قطاع البريد‪ ،‬وخمسة ماليين لاير إلنشاء هيئة للملكية الفكرية‪ ،‬وثمانية ماليين لاير‬‫اإلنفاق األخر‬ ‫لتحسين أداء الخدمات العامة‪ ،‬و‪ 3.5‬مليار لاير للحفاظ على التر‬ ‫اث الثقافي‪ .‬وكشفت الخطة أيضا عن عزم الحكومة تسريع خطى‬ ‫اتيجيين"‬ ‫زر‬ ‫ة الطاقة تعتزم نقل كل أنشطتها لتوليد الكهرباء إلى "شركاء استر‬ ‫الخصخصة‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬أشارت إلى أن و ا‬ ‫ُعلن أيضا عن خطط لخصخصة محطات تحلية المياه‪ .‬والهدف هو تركيب ‪ 3.5‬جيجاوات من طاقة توليد‬ ‫بحلول عام ‪ .2020‬وأ ِ‬ ‫الكهرباء من مصادر متجددة بحلول عام ‪ ،2020‬وانفاق ‪ 300‬مليون لاير على تحديد أماكن لمحطات الكهرباء النووية واإلعداد‬ ‫التحول الوطني إنتاج أربعة في المائة من استهالكها من الكهرباء من مصادر الطاقة‬ ‫ُّ‬ ‫لتشييدها‪ .‬وتعتزم المملكة في إطار خطة‬ ‫‪16‬‬ ‫ة التعاون اإلستر‬ ‫اتيجي في الشرق األوسط وشمال أفريقيا بالبنك الدولي‪.‬‬ ‫يستند هذا القسم إلى مذكر‬ ‫ة مرجعية أعدتها ماريا فاجلياسيندي من إدار‬ ‫‪17‬‬ ‫ام اتفاق دولي جديد للمناخ في ختام مؤتمر اتفاقية األمم المتحدة اإلطارية لتغي‬ ‫ُّر المناخ )‪(UNFCCC‬‬ ‫تعهدت بلدان في شتى أرجاء المعمور‬ ‫ة بإبر‬ ‫في باريس في ديسمبر‪/‬كانون األول ‪ . 2015‬واستعدادا لذلك‪ ،‬اتفقت البلدان على أن توضح عالنية ما هي اإلجر‬ ‫اءات المناخية بعد عام ‪ 2020‬التي‬ ‫ة ما إذا‬ ‫حدد هذه الخطط بدرجة كبير‬ ‫تعتزم اتخاذها بموجب اتفاق دولي جديد يعرف باسم المساهمات الوطنية لمكافحة تغير المناخ )‪ .(INDCs‬وسوف تُ ِّ‬ ‫كان العالم حقق اتفاقا طموحا لعام ‪ 2015‬وأصبح على الطريق نحو مستقبل منخفض االنبعاثات الكربونية ويتسم بالمرونة في مواجهة تقلُّبات المناخ‪.‬‬ ‫‪32‬‬ ‫الموجز االقتصادي الفصلي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا العدد ‪ 7‬يوليو‪/‬تموز ‪2016‬‬ ‫المتجددة بحلول عام ‪ ،2020‬ومن المقرر أن تزيد مساهمة قطاع التعدين في الناتج االقتصادي للبالد إلى ‪ 97‬مليار لاير من ‪64‬‬ ‫مليار لاير في الوقت الحالي‪.‬‬ ‫احل مختلفة في مجاالت النقل‪ ،‬والتنمية العقارية‪ ،‬والكهرباء‪ ،‬والصحة‪ ،‬والتعليم‪ ،‬وادار‬ ‫ة المياه‬ ‫وتمر المشروعات في الكويت بمر‬ ‫والصرف الصحي‪ ،‬وادار‬ ‫ة النفايات الصلبة‪ .‬ووفقا للمعلومات األولية المتاحة‪ ،‬قد تكون هناك مشروعات في سلطنة عمان في‬ ‫قطاعات الصرف الصحي‪ ،‬والطاقة‪ ،‬والصحة‪ ،‬والنقل والسياحة‪ .‬وصدرت إعالنات عن شر‬ ‫اكات بين القطاعين العام والخاص في‬ ‫قطاعات السياحة والتعدين‪.‬‬ ‫ع تطوير الواجهة البحرية لميناء السلطان قابوس في العاصمة مسقط بتكلفة ‪ 500‬مليون لاير عماني (ما‬‫عمان عن مشرو‬ ‫وأعلنت ُ‬ ‫ي ترتيب تمويل‬ ‫ِن عنه عقب نشر خطة التنمية الخمسية للسلطنة‪ .‬وسيجر‬ ‫ع هو األول الذي أُعل‬ ‫يعادل ‪ 1.3‬مليار دو‬ ‫الر)‪ .‬والمشرو‬ ‫ات القطاع الخاص‪ ،‬ولن يتضمن مساهمة نقدية من الحكومة‪ .‬وتعد مشاركة‬ ‫ع من خالل صناديق معاشات التقاعد واستثمار‬ ‫المشرو‬ ‫ة‪ .‬وفي قطر‪ ،‬من‬ ‫جة كبير‬ ‫ة‪ ،‬لكن الترتيبات المؤسسية تختلف من ميناء آلخر‪ ،‬وي ِ‬ ‫مكن تحسينها بدر‬ ‫القطاع الخاص في الموانئ كبير‬ ‫ُ‬ ‫ات في قطاعي التعليم والصحة‪ ،‬وهما الو ا‬ ‫زرتان‬ ‫اكات بين القطاعين العام والخاص من حيث بناء القدر‬‫المتوقع أن يكون تركيز الشر‬ ‫ة السابقة لقطر في الشر‬ ‫اكات بين القطاعين العام والخاص (أي من خالل‬ ‫اللتان ليس لهما خبر‬ ‫ة سابقة في هذا المجال‪ .‬والخبر‬ ‫تنظيم التعاقدات) قامت على تصميمها الهيئة القطرية العامة للكهرباء والماء (كهرماء)‪.‬‬ ‫ُّر المناخ )‪ (INDC‬عرضت كل بلدان مجلس التعاون الخليجي في اآلونة األخير‬ ‫ة خططا‬ ‫خطط المساهمات الوطنية لمكافحة تغي‬ ‫ى لمكافحة‬ ‫وطنية لمكافحة تغي‬ ‫ُّر المناخ‪ .‬مع االستثناء الملحوظ للسعودية وسلطنة عمان‪ ،‬ال تنص خطط المساهمات الوطنية األخر‬ ‫تغي‬ ‫ُّر المناخ في مجلس التعاون الخليجي على مستوى مستهدف لتخفيض انبعاثات الدفيئة في مختلف القطاعات االقتصادية‬ ‫حت السعودية خططها الوطنية لمكافحة تغير‬‫يتحدد على أساس تخفيضات دون سنة األساس أو مستويات الوضع الحالي‪ .‬وطر‬ ‫المناخ سعيا إلى تقليص انبعاثات الدفيئة سنويا ما يصل إلى ‪ 130‬مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون بحلول عام ‪2030‬‬ ‫من خالل إجر‬ ‫اءات لها منافع مشتركة في تحقيق التنويع االقتصادي بعيدا عن النفط‪ ،‬وفي الوقت ذاته المساهمة في خفض انبعاث‬ ‫ُّر المناخ‪ .‬و‬ ‫ال يتوقف تحقيق هذا الهدف على دعم مالي دولي‪ ،‬لكنه يعتمد‬ ‫ي والتكي‬ ‫ُّف مع تغي‬ ‫ات المسببة لالحتباس الحر‬ ‫ار‬ ‫الغاز‬ ‫على استمر‬ ‫ار النمو االقتصادي‪ ،‬و"المساهمة الفعالة لعائدات تصدير النفط في االقتصاد الوطني‪ ".‬ولم تعلن السعودية عن مستوي‬ ‫خط األساس الذي سيقتطع منه هدفها لتخفيض االنبعاثات‪ ،‬لكنها تنص على أنه سيتم وضع خط أساس ديناميكي على أساس‬ ‫ه‪ .‬وتسعى ُ‬ ‫عمان إلى خفض‬ ‫ي تصدير‬ ‫مزيج من ّ‬ ‫تصورين اثنين يستندان إلى ما إذا كان مزيد من النفط يتم استهالكه محليا أم يجر‬ ‫نمو انبعاثات الدفيئة دون اثنين في المائة إلى ‪ 88.714‬مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون بين عامي ‪ 2020‬و‪،2030‬‬ ‫وهو هدف يتوقف على المساعدة التي تقدمها هيئات اتفاقية األمم المتحدة اإلطارية المتعلقة بتغير المناخ ‪ UNFCCC‬في مجاالت‬ ‫التمويل وبناء القدر‬ ‫ات ونقل التكنولوجيا‪.‬‬ ‫تخفيف حدة تغير المناخ ‪ .‬في مجال تخفيف حدة تغي‬ ‫ُّر المناخ‪ ،‬فإن إحدى السياسات الرئيسية ‪-‬وهي إلغاء دعم منتجات الطاقة‪-‬‬ ‫ات هي البلد الر‬ ‫ائد في‬ ‫ها على البنزين‪ .‬و‬ ‫ال عجب أن اإلمار‬ ‫ات العربية المتحدة والكويت‪ ،‬واألخير‬ ‫ة تقصر‬ ‫ال يعتمدها سوى اإلمار‬ ‫اكا منها في سياق الخطط الوطنية لمكافحة تغي‬ ‫ُّر المناخ لقيمة‬ ‫مجلس التعاون الخليجي في تنفيذ إصالحات نظام الدعم‪ ،‬إدر‬ ‫‪33‬‬ ‫الموجز االقتصادي الفصلي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا العدد ‪ 7‬يوليو‪/‬تموز ‪2016‬‬ ‫إصالح رسوم استهالك الطاقة والمياه في تقليل جوانب عدم الكفاءة وتعزيز التنمية المنخفضة االنبعاثات الكربونية‪ ،‬وكذلك معالجة‬ ‫ح خطط المساهمات الوطنية لمكافحة تغي‬ ‫ُّر المناخ‪ ،‬نفذت كل دول مجلس التعاون‬ ‫الهواجس المتصلة بأمن الطاقة‪ .‬ومنذ طر‬ ‫الخليجي المزيد من إصالحات دعم الطاقة‪ ،‬بما في ذلك في الربع الثاني من عام ‪.2016‬‬ ‫وكفاءة استخدام الطاقة من السياسات الرئيسية التي تضمنتها كل خطط المساهمات الوطنية لمكافحة تغي‬ ‫ُّر المناخ‪ .‬وفي جانب‬ ‫ة من استهالك الطاقة‪ .‬وأعلنت السلطات‬ ‫ات أهمية تبريد المناطق‪ ،‬إذ أن تكييف الهواء يستحوذ على حصة كبير‬ ‫الطلب‪ ،‬تُ ِ‬ ‫برز اإلمار‬ ‫ي‪ .‬ومن حيث‬ ‫عن استثمار‬ ‫ات شاملة في البنية التحتية لالنتقال إلى تبريد المناطق وتحسين الكفاءة بالمقارنة بالتبريد الالمركز‬ ‫ة‪ ،‬قامت اإلمار‬ ‫ات بتطبيق أول معايير لكفاءة وحدات تكييف الهواء في المنطقة‪ ،‬بإلغاء أدنى ‪ 20‬في المائة‬ ‫معايير كفاءة األجهز‬ ‫ى‪ .‬ووضعت اإلمار‬ ‫ات أيضا معايير‬ ‫ة التبريد واألجهز‬ ‫ة األخر‬ ‫من الوحدات كفاءةً في السوق‪ ،‬وتتجه إلى تطبيق معايير للكفاءة ألجهز‬ ‫ُّص تدريجيا من منتجات اإلضاءة التي‬‫لإلضاءة داخل المباني مع توفير منتجات إضاءة ذات كفاءة في استخدام الطاقة‪ ،‬والتخل‬ ‫ات‪ .‬وي ِّ‬ ‫ركز البرنامج السعودي على ثالثة قطاعات رئيسية ‪-‬وهي الصناعة والبناء والنقل‪ -‬تساهم‬ ‫تفتقر للكفاءة في سوق اإلمار‬ ‫معا بأكثر من ‪ 90‬في المائة من الطلب على الطاقة في المملكة‪.‬‬ ‫يستهدف برنامج االستخدام األمثل للطاقة في البحرين المباني العامة والسكنية والتجارية والقطاع الصناعي‪ .‬وهو يهدف إلى‬ ‫ع مبادر‬ ‫ة اإلضاءة‬ ‫تحسين كفاءة استخدام الطاقة من أجل تقليل االستهالك التر‬ ‫اكمي للكهرباء بحلول عام ‪ .2030‬ويساند مشرو‬ ‫الموفر‬ ‫ة للطاقة إ بدال المصابيح التقليدية المتدنية الكفاءة بمصابيح الفلورسنت المدمجة ذات الكفاءة في األمد القصير وبتقنيات‬ ‫أكثر كفاءة مثل مصابيح الدايودات الضوئية في األمد المتوسط في البحرين‪ .‬وتعتمد ُ‬ ‫عمان أيضا سياسة زيادة مشروعات كفاءة‬ ‫برز خطط‬ ‫غوية والتبريد‪ .‬وتُ ِ‬‫استخدام الطاقة بين الصناعات‪ ،‬وتخفض استخدام مركبات الهيدروفلوروكربون في قطاعات المواد الر‬ ‫ُّر المناخ في الكويت أيضا كفاءة استخدام الطاقة‪ ،‬وفي حالة سلطنة عمان ترد إليها إشار‬ ‫ة‬ ‫المساهمات الوطنية في مكافحة تغي‬ ‫عامة‪.‬‬ ‫اءات التكيف مع تغي‬ ‫ُّر‬ ‫ُّف مع تغير المناخ بسبب الندر‬ ‫ة الشديدة للمياه‪ ،‬يبدو أن المياه هي القطاع الذي يبرز بجالء بين إجر‬ ‫التكي‬ ‫الي لإلدار‬ ‫ة المستدامة للموارد المائية في البالد‪ .‬وتستند‬ ‫ات العربية المتحدة على وضع إطار استر‬ ‫اتيجي فيدر‬ ‫المناخ‪.‬وتعكف اإلمار‬ ‫اتيجية إلى نهج متكامل يهدف إلى تلبية الطلب على المياه في المستقبل من خالل مزيج من مر‬ ‫افق البنية التحتية المائية‬ ‫االستر‬ ‫الجديدة‪ ،‬وتحسين كفاءة إمدادات المياه الموجود‪ .‬وتتحرك اإلمار‬ ‫ات نحو اعتماد آليات أكثر كفاءة لتحلية المياه‪ ،‬وتستثمر في‬ ‫البحوث وتطوير تقنيات جديدة‪ ،‬بما في ذلك الطاقة المتجددة لتشغيل محطات التحلية‪ .‬واعتمدت الكويت استخدام أنظمة إلنتاج‬ ‫المياه تتسم بالكفاءة مثل نظام التناضح العكسي‪ ،‬وحمالت لرفع مستوى الر‬ ‫أي العام بترشيد استخدام المياه باستخدام تقنيات حديثة‬ ‫ى الزر‬ ‫اعية والصناعية‪ .‬وتعتزم السعودية وضع وتنفيذ خطط‬ ‫لضمان االستخدام األمثل للمياه في المنازل وفي األغر‬ ‫اض األخر‬ ‫الستغالل موارد جديدة للمياه العذبة‪ ،‬وانشاء سدود إضافية لجمع مياه الشرب‪ ،‬واعادة تغذية خز‬ ‫انات المياه الجوفية‪ .‬ومن المشروعات‬ ‫اعية‪.‬‬ ‫اض الزر‬ ‫ة المستدامة لألغر‬ ‫ي‪ ،‬واإلدار‬‫ضت أيضا االقتصاد في استهالك المياه‪ ،‬واعادة التدوير‪ ،‬وجمع المياه‪ ،‬والر‬ ‫رَ‬‫عِ‬ ‫التي ُ‬ ‫ة‪ ،‬واستغالل الطاقة المتجددة في التحلية ومعالجة‬‫وأعلنت قطر عن أنشطة بحث وتطوير ملموسة بهدف وضع تقنيات تحلية مبتكر‬ ‫اتيجية متكاملة تتسم بالمرونة في مجابهة ظروف المناخ من أجل إدار‬ ‫ة مواردها المائية‬ ‫غ استر‬ ‫المياه‪ .‬وتعكف البحرين على صو‬ ‫معدل االكتفاء الذاتي في الكويت وسلطنة‬ ‫ِ‬ ‫ة المياه ارتباطا وثيقا بندر‬ ‫ة الغذاء‪ .‬وأُعلن عن مشروعات لزيادة ُ‬ ‫إدار‬ ‫ةً مستدامة‪ .‬وترتبط ندر‬ ‫‪34‬‬ ‫الموجز االقتصادي الفصلي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا العدد ‪ 7‬يوليو‪/‬تموز ‪2016‬‬ ‫ُّر المناخ‬‫شجع عليها‪ ،‬مثل وضع نماذج لتقييم آثار تغي‬‫ات بالبحوث والتطوير في مجال األمن الغذائي وتُ ِّ‬ ‫ح‬ ‫ِّب اإلمار‬ ‫عمان‪ .‬وتُر‬ ‫ات في الوقت الحالي‪ ،‬وتحفيز التكنولوجيا لزيادة‬‫ة للغذاء التي تعتمد عليها اإلمار‬ ‫الم ِّ‬ ‫صدر‬ ‫على اإلنتاجية الزر‬ ‫اعية للبلدان الرئيسية ُ‬ ‫اإلنتاجية والقدر‬ ‫ة على مجابهة الصدمات‪.‬‬ ‫‪35‬‬ ‫الموجز االقتصادي الفصلي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا العدد ‪ 7‬يوليو‪/‬تموز ‪2016‬‬ ‫ثبت المر‬ ‫اجع‬ Baffes, J., Kose, A., Ohnsorge, F, and Stocker, M. (2015). The Great Plunge in Oil Prices, Policy Research Note, March, Washington DC: World Bank Group. Bockem, S. (2004), ‘Cartel Formation and Oligopoly Structure: a New Assessment of the Crude Oil Market’, Applied Economics, vol. 36, issue 12, pp. 1355-1369. Devarajan, S. and Mottaghi, L. (2015). Towards a New Social Contract. Middle East and North Africa Economic Monitor, April. Washington, DC: World Bank Group. Devarajan, S. and Mottaghi, L. (2016). The Economic Effects of War and Peace. MENA Quarterly Economic Brief; issue no. 6, January. Washington, DC: World Bank Group. Gilbert, R. (1978), ‘Dominant Firm Pricing in a Market for an Exhaustible Resource’, The Bell Journal of Economics, 9: pp. 385-395. Hamilton, J. (2015). Oil Price Collapse Down to Broader Demand Factors, Econbrowser, January. http://oilprice.com/Energy/Oil-Prices/Oil-Price-Collapse-Down-To-Broader-Demand- Factors.html Huppmann, D. and F. Holz. (2012), Crude Oil Market Power, a Shift in Recent Years? The Energy Journal, 33(4), pp. 1-22. Krapels, E. N. (1980). Oil Crisis Management: Strategic Stockpiling For International Security. Baltimore, MD: Johns Hopkins University Press. MacAvoy, P. (1982), Crude Oil Prices as Determined by OPEC and Market Fundamentals, Cambridge, Mass: Ballinger. McGlade C., and Ekins, P. (2015), Nature 517, pp. 187-190, January. Mottaghi, L. (2015). Plunging Oil Prices. MENA Quarterly Economic Brief; issue no. 4, January. Washington, DC: World Bank Group. Pindyck, R.S., (2004). Volatility in Natural Gas and Oil Markets. Journal of Futures Markets, 24, pp. 1029–1047. ------------ (1978), ‘Gains to Producers from the Cartelization of Exhaustible Resources’, Review of Economics and Statistics 60: pp. 238-52. Salant, S. (1976), ‘Exhaustible Resources and Industrial Structure: A Nash-Cournot Approach to the World Oil Market’, Journal of Political Economy, 84: pp. 1079. World Bank, (2015). Commodity Markets Outlook, January, Washington, DC: World Bank Group. 36 2016 ‫تموز‬/‫ يوليو‬7 ‫الموجز االقتصادي الفصلي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا العدد‬ ‫منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا بالبنك الدولي‬ ‫الموجز االقتصادي الفصلي لمنطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا‪ ،‬العدد السابع‪ ،‬يوليو‪/‬تموز ‪2016‬‬ ‫أسعار النفط‪ ..‬إلى أين؟‬ ‫‪http://www.worldbank.org/en/region/mena/publication/mena-quarterly-economic-brief‬‬ ‫مجموعة البنك الدولي‬