‫"اقتناص الÙ?رص المتاحة Ù?ÙŠ ظل األزمة‪ :‬إنجاح نظام تعددية األطراÙ?"‬ ‫روبرت ب‪ .‬زوليك‬ ‫رئيس‬ ‫مجموعة البنك الدولي‬ ‫المقر الرئيسي لمؤسسة تومسون رويترز اإلعالمية‪ ،‬كناري وارÙ?‪ ،‬لندن‬ ‫مارس‪/‬آذار ‪31 2009‬‬ ‫مقدمة‬ ‫مثÙ?Ù„ جون ماينارد كينيز‪ ،‬وهو أحد أعظم الخبراء االقتصاديين Ù?ÙŠ القرن العشرين ومن بين أبرز‬ ‫قبل ثمانين عاما Ù‹ تقريباً‪ْ ،‬‬ ‫رجاالت إنجلترا Ù?ÙŠ عصره‪ ،‬أمام لجنة حكومية بريطانية‪ .‬كان العالم حينئذ ينزلق إلى دوامة الكساد العظيم‪ .‬وÙ?ÙŠ شهادته‬ ‫التي ألقاها أمام هذه اللجنة على بÙ?عد بضعة أميال من هذا المكان‪ ،‬ناشد كينيز الحاضرين أن يسموا Ù?وق النظرة‬ ‫‪.‬البيروقراطية الضيقة‪ ،‬حتى يتمكنوا من رؤية الصورة األكبر‬ ‫ورغم أن هذه الشهادة جاءت قبل ست سنوات من نشر كتابه الشهير "النظرية العامة"‪ ،‬كان كينيز حينئذ يستبق Ø£Ù?كاره‬ ‫ونظراته المتبصرة‪" :‬ندخل Ù?ÙŠ حلقة Ù…Ù?رغة‪ ،‬ال Ù†Ù?عل شيئا Ù‹ ألننا ال نملك المال؛ لكن لو تحرينا الدقة لقلنا بأننا ال نملك المال‬ ‫‪".‬ألننا ال Ù†Ù?عل شيئا ً‬ ‫كان كينيز يريد إنقاذ اقتصاد السوق‪ ،‬وكان يخشى من العواقب السياسية التي قد تنشأ نتيجة عدم القيام بذلك Ù€ Ù?ÙŠ عصر كان‬ ‫نجم الشيوعية والÙ?اشية آخذا Ù‹ Ù?ÙŠ االرتÙ?اع‪ .‬بيد أن دعواته للتغلب على المصالح الضيقة لم تلق آذانا Ù‹ صاغية‪ .‬ولم تكن ردود‬ ‫أÙ?عال الحكومات مؤثرة Ù?ÙŠ مواجهة الكساد‪ .‬وانغمست البلدان Ù?ÙŠ سياسات تناÙ?سية تستهدÙ? Ø¥Ù?قار البلدان المجاورة‪ .‬ثم‬ ‫‪.‬وقعت الواقعة وحلت الكارثة‬ ‫إال أن Ø£Ù?كار كينيز‪ ،‬التي جاءت من رحم هذه الÙ?رص التي ولدتها األزمة‪ ،‬مازالت مؤثرة Ù?ÙŠ وقتنا الحالي‪ .‬لقد أنشأ كينيز‬ ‫وغيره من أبناء جيله نظاما Ù‹ متعدد األطراÙ? مازال باقيا Ù‹ إلى اآلن‪ ،‬وعلينا تجديده وبث النشاط Ù?يه لمواجهة التحديات التي‬ ‫‪.‬تواجه عصرنا‬ ‫إن ما حققه كينيز وغيره‪ ،‬حتى مع اندالع الحرب العالمية الثانية‪ ،‬يجمع بين الÙ?كر والعمل‪ .‬Ù?قد ساعدوا على تأسيس بنية‬ ‫اقتصادية Ù„Ù?ترة ما بعد الحرب‪ ،‬وأرسوا الدعائم األساسية لكل من مجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي‪ ،‬باإلضاÙ?ة‬ ‫‪.‬إلى ما بات ÙŠÙ?عرÙ? الحقا Ù‹ باسم منظمة التجارة العالمية‬ ‫واليوم‪ ،‬علينا أال نتردد Ù?ÙŠ نقرن الÙ?كر بالعمل‪ .‬Ù?Ù?ÙŠ وقت ضاعت Ù?يه الثقة‪ ،‬نحتاج إلى Ø£Ù?عال تستعيد ثقة الرأي العام وتدلل‬ ‫على أن الحكومات قادرة على مجابهة هذا التحدي‪ .‬أضÙ? إلى ذلك أن المخاطر الناجمة عن قلة اإلجراءات تÙ?وق Ù?ÙŠ حجمها‬ ‫‪.‬تلك الناجمة عن اإلÙ?راط Ù?ÙŠ اإلجراءات‬ ‫األزمة الراهنة‬ ‫يلتقي قادة مجموعة العشرين هذا األسبوع Ù?ÙŠ لندن Ù?ÙŠ عالم يبدو مألوÙ?ا Ù‹ بالنسبة لكينيز‪ .‬Ù?أحدث تقديرات صدرت اليوم عن‬ ‫البنك الدولي تتوقع انكماش معدل النمو االقتصادي العالمي Ù?ÙŠ عام ‪ 2009‬بنسبة ‪ 1.7‬Ù?ÙŠ المائة مقارنة بمعدل نمو‬ ‫‪.‬اقتصادي نسبته ‪ 1.9‬Ù?ÙŠ المائة Ù?ÙŠ العام الماضي‪ .‬وهذا هو أول تراجع Ù?ÙŠ االقتصاد العالمي منذ الحرب العالمية الثانية‬ ‫‪.‬ونواجه كذلك انخÙ?اضا Ù‹ بنسبة ‪ 6‬Ù?ÙŠ المائة Ù?ÙŠ حجم التجارة العالمية Ù?ÙŠ السلع والخدمات‪ ،‬وهو األكبر على مدى ‪ 80‬عاما ً‬ ‫إن األزمة التي كانت ذات طبيعة مالية Ù?ÙŠ بداياتها Ù?ÙŠ عام ‪ 2007‬سرعان ما تحولت إلى أزمة اقتصادية‪ .‬واليوم‪ ،‬أصبحت‬ ‫هذه األزمة أزمة بطالة‪ .‬ونتوقع أن يشهد النمو االقتصادي Ù?ÙŠ البلدان النامية تباطؤاً حادا Ù‹ هذا العام ليصل إلى ‪ 2.1‬Ù?ي‬ ‫المائة‪ .‬كما نتوقع حدوث تراجع Ù?علي Ù?ÙŠ مناطق أوروبا الوسطى والشرقية‪ ،‬وآسيا الوسطى‪ ،‬وأمريكا الالتينية والبحر‬ ‫‪.‬الكاريبي‬ ‫وÙ?ÙŠ ظل هذه األزمة‪ ،‬تتعرض البلدان النامية لضربات شديدة Ù?ÙŠ شكل موجات متتالية‪ .‬وتنشأ هذه الموجات نتيجة لالنكماش‬ ‫الحاد Ù?ÙŠ معدالت النمو االقتصادي وتشديد الشروط االئتمانية Ù?ÙŠ بلدان العالم المتقدمة‪ .‬وكما ساعد االقتصاد العالمي ذات‬ ‫يوم Ù?ÙŠ انتشال مئات الماليين من البشر من براثن الÙ?قر‪ ،‬Ù?إننا اليوم أمام خطر انتكاس عملية التنمية Ù?ÙŠ ظل انتقال‬ ‫‪.‬الصدمات السلبية Ù?ÙŠ عالمنا المترابط من بلد إلى آخر ومن منطقة إلى أخرى بقوة وسرعة أكثر من أي وقت مضى‬ ‫وتشهد تدÙ?قات رؤوس األموال الخاصة إلى بلدان العالم النامية تراجعا Ù‹ حادا Ù‹ Ù?ÙŠ الوقت الراهن‪ ،‬مع انخÙ?اض صاÙ?ÙŠ التدÙ?قات‬ ‫الواÙ?دة Ù?ÙŠ عام ‪ 2009‬إلى نحو ثلث مقدارها عند نقطة الذروة قبل عامين والتي بلغت ‪ 1.2‬تريليون دوالر‪ .‬كما أن‬ ‫‪.‬تحويالت المهاجرين والمغتربين آخذة Ù?ÙŠ التناقص‪ ،‬مع توقع انخÙ?اضها بواقع ‪ 5‬Ù?ÙŠ المائة على األقل Ù?ÙŠ عام ‪2009‬‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬تؤدي بعض اإلجراءات التي تتخذها البلدان المتقدمة‪ ،‬حتى وإن كانت Ù…Ù?هومة‪ ،‬إلى زيادة المصاعب التي‬ ‫تواجه البلدان النامية‪ .‬إذ باتت حكومات البلدان المتقدمة‪ ،‬مع إصدارها مستويات كبيرة من الديون المضمونة‪ ،‬تزاحم على‬ ‫التمويل المتاح أمام البلدان النامية المتمتعة بسالمة إدارتها المالية‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬لم تعد البلدان النامية‪ ،‬بما Ù?ÙŠ ذلك البلدان‬ ‫التي تعاني من عجوزات بسيطة Ù?ÙŠ ماليتها العامة‪ ،‬قادرة على االقتراض على اإلطالق أو أنها باتت تواجه هوامش أعلى‬ ‫‪.‬بكثير على أسعار الÙ?ائدة‬ ‫وتشير تقديراتنا إلى أن ‪ 84‬بلداً ناميا Ù‹ من بين ‪ 109‬بلدان شملتها مسوحات البنك تواجه نقصا Ù‹ Ù?ÙŠ التمويل Ù?ÙŠ حدود‬ ‫مليار دوالر هذا العام‪ .‬وأكبر عالمتي استÙ?هام على اتساع هذا المدى الخاص بنقص التمويل تتمحوران حول ‪270 - 700‬‬ ‫‪.‬حجم الديون الخاصة التي تم تمديد آجال استحقاقها‪ ،‬ومقدار رؤوس األموال الخارجة‬ ‫وÙ?ÙŠ الوقت Ù†Ù?سه‪ ،‬يؤدي تراجع الطلب إلى انخÙ?اض حجم اإلنتاج الصناعي‪ ،‬كما يؤدي تدني أسعار السلع األولية إلى‬ ‫تعريض مركز المالية العامة للكثير من االقتصادات التي تعتمد على الصادرات لضغوط خانقة‪ .‬إذ ليس بمقدور سوى ربع‬ ‫‪.‬البلدان النامية Ù?قط أن تمول برامج لتخÙ?ÙŠÙ? حدة اآلثار الناجمة عن االنكماش االقتصادي‬ ‫ويمكن أن تتحول هذه األحداث Ù?ÙŠ مرحلة الحقة إلى أزمة اجتماعية وإنسانية‪ ،‬مع ما ينطوي عليه ذلك من تداعيات وآثار‬ ‫سياسية‪ .‬لقد انصب جل االهتمام على البلدان المتقدمة حيث يواجه الناس خطر Ù?قدان منازلهم وممتلكاتهم ووظائÙ?هم‪ .‬وهذه‬ ‫وال شك مصاعب حقيقية‪ .‬بيد أن الناس Ù?ÙŠ البلدان النامية ال يتوÙ?ر لديهم سوى أقل القليل من وسائل الحماية‪ :‬Ù?ال‬ ‫‪.‬مدخرات‪ ،‬وال خدمات تأمين‪ ،‬وال إعانات بطالة‪ ،‬وÙ?ÙŠ أحوال كثيرة ال يتواÙ?ر لديهم الطعام ذاته‬ ‫وتشير تقديرات البنك إلى أن زهاء ‪ 53‬مليون شخص آخر سيسقطون Ù?ÙŠ براثن الÙ?قر هذا العام عند مستوى يقل عن ‪1.25‬‬ ‫دوالر Ù?ÙŠ اليوم للÙ?رد بسبب هذه األزمة‪ .‬ويأتي ذلك Ù?ÙŠ أعقاب االرتÙ?اع الكبير Ù?ÙŠ أسعار المواد الغذائية والوقود Ù?ي‬ ‫السنوات األخيرة‪ ،‬التي دÙ?عت ما بين ‪ 130‬و ‪ 155‬مليون شخص إلى براثن الÙ?قر‪ ،‬لم يستطع كثيرون منهم بعد الخروج‬ ‫‪.‬منها‬ ‫‪.‬لقد كان العالم قبل اآلن يواجه مصاعب Ù?ÙŠ مساعيه الرامية إلى بلوغ األهداÙ? اإلنمائية الثمانية لأللÙ?ية بحلول عام ‪2015‬‬ ‫واآلن Ù?إن بلوغ هذه األهداÙ? والغايات يبدو أكثر بعدا Ù‹ من ذي قبل‪ .‬ولننظر مثالً إلى معدالت ÙˆÙ?يات الرضّع وهي إحدى أكثر‬ ‫المشاكل إلحاحاً‪ :‬Ù?تقديراتنا الحالية تشير إلى أن ما بين ‪ 200‬ألÙ? Ùˆ ‪ 400‬ألÙ? رضّيع سيلقون حتÙ?هم هذا العام نتيجة‬ ‫‪.‬النخÙ?اض معدالت النمو‬ ‫Ù?ÙŠ مختلÙ? أرجاء العالم‬ ‫نعيش اليوم Ù?ÙŠ عالم مترابط‪ ،‬إال أن اإلحساس بوطأة هذه األزمة يختلÙ? من بلد إلى آخر ومن منطقة إلى أخرى على اتساع‬ ‫‪.‬العالم‬ ‫·‬ ‫البلدان الواقعة Ù?ÙŠ منطقة أوروبا الوسطى والشرقية قد تكون األشدّ تعرضا Ù‹ للخطر‪ ،‬رغم أن مستويات دخولها أعلى من‬ ‫مثيالتها Ù?ÙŠ دول أخرى‪ .‬Ù?منذ نهاية الحرب الباردة‪ ،‬ارتكزت استراتيجيات النمو Ù?ÙŠ هذه المنطقة على تحقيق التكامل مع‬ ‫االتحاد األوروبي واالندماج Ù?ÙŠ االقتصاد العالمي عن طريق التجارة واالستثمار وحركة العمالة والتحويالت‪ .‬ولذا‪ ،‬Ù?إن تراجع‬ ‫‪.‬هذه العوامل يلحق بها بالغ الضرر‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬مع مضي البلدان قدما Ù‹ نحو االنضمام إلى منطقة اليورو‪ ،‬قدم البعض قروضا Ù‹ محلية باليورو أو بالÙ?رنك‬ ‫السويسري‪ ،‬األمر الذي يثير مخاطر التخلÙ? عن السداد Ù?ÙŠ حالة انخÙ?اض قيم العمالت المحلية‪ .‬وتمتلك بلدان أوروبا‬ ‫الغربية المجاورة معظم البنوك العاملة Ù?ÙŠ منطقة أوروبا الوسطى والشرقية‪ ،‬ويثير ذلك مخاطر سحب المساندة‪ .‬ويمكن أن‬ ‫‪.‬يكون لخسائر القروض Ù?ÙŠ شرق أوروبا‪ ،‬بدورها‪ ،‬تأثير سلبي على البنوك Ù?ÙŠ عموم أوروبا‬ ‫وبطبيعة الحال يتعين على المرء التمييز بين ظروÙ? البلدان المختلÙ?ة‪ .‬لكن منطق تحقيق التكامل األوروبي Ù†Ù?سه Ù€ الذي‬ ‫يشكل أكثر المكتسبات االقتصادية والسياسية نجاحا Ù‹ على مدى الستين عاما Ù‹ المنصرمة Ù€ يقول بأن التأثير النهائي ألوروبا‬ ‫ككل ال يكون أكبر من حاصل مجموع بلدانها إال عندما يقÙ? األوروبيون مع بعضهم البعض‪ .‬وبالمثل‪ ،‬سعت بلدان أوروبا‬ ‫الوسطى والشرقية على مدار التاريخ للتمييز بين ظروÙ?ها والظروÙ? الخاصة بجيرانها لتكتشÙ? بعد ذلك أن ضعÙ? أحدها‬ ‫‪.‬يعرض الجميع للخطر‬ ‫وإلى الشرق Ù?ÙŠ هذه المنطقة‪ ،‬تشكل األزمة االقتصادية Ù?ÙŠ أوكرانيا اختبارا Ù‹ للتجانس السياسي‪ ،‬أو ربما قدرتها على‬ ‫االستمرار‪ .‬Ù?اللوحات اإلعالنية الخالية Ù?ÙŠ كييÙ? تعطينا صورة مجازية عن اختÙ?اء االتجاه‪ .‬لقد كانت هذه اللوحات‪ ،‬قبل Ù?ترة‬ ‫تقل عن ثالثة أشهر‪ ،‬تحث المستهلكين على زيادة اإلنÙ?اق‪ ،‬إال أن ثلثها بات اآلن Ù?ارغاً‪ ،‬وحلت مساحات بيضاء وقطع‬ ‫‪.‬معدنية محل اإلعالنات واإلغراءات التي كانت موجودة Ù?ÙŠ أيام االزدهار‬ ‫وÙ?ÙŠ آسيا الوسطى‪ ،‬تواجه االقتصادات الÙ?قيرة‪ ،‬التي بدأت لتوها Ù?ÙŠ إعادة Ù?تح "طريق الحرير" القديم بعد قرون من‬ ‫·‬ ‫العزلة‪ ،‬آÙ?اقا Ù‹ مستقبلية محÙ?ÙˆÙ?Ø© بالمخاطر‪ .‬Ù?Ù?ÙŠ العام الماضي‪ ،‬شكلت تحويالت العمالة المهاجرة والمغتربة ‪ 43‬Ù?ÙŠ المائة من‬ ‫إجمالي الناتج المحلي Ù?ÙŠ طاجيكستان‪ ،‬و‪ 28‬Ù?ÙŠ المائة Ù?ÙŠ جمهورية قيرغيز‪ .‬إال أن التباطؤ االقتصادي الذي تشهده كل من‬ ‫روسيا وكازاخستان سيؤدي إلى االستغناء عن العمالة المهاجرة وعودتها إلى أوطانها‪ .‬وÙ?ÙŠ كازاخستان‪ ،‬تتوقع الحكومة‬ ‫ارتÙ?اع معدل البطالة بواقع الضعÙ? ليصل إلى ‪ 12‬Ù?ÙŠ المائة بنهاية هذا العام‪ .‬واآلن Ù?إن ألماتي‪ ،‬التي كانت تطÙ?Ùˆ Ù?وق Ù?يض‬ ‫من إيرادات الطÙ?رة النÙ?طية األخيرة‪ ،‬باتت مدينة مليئة بمواقع إنشاءات غير مستكملة‪ ،‬وراÙ?عات ساكنة‪ ،‬ومبان خاوية على‬ ‫‪.‬عروشها Ù€ وأضحت معلما Ù‹ غير مقصود آلمال تعذر إدراكها‬ ‫أما منطقة أمريكا الالتينية‪ ،‬التي أصبحت مقومات ماليتها العامة وعمالتها ومقوماتها المالية أكثر قوة مما كان عليه ·‬ ‫الحال Ù?ÙŠ الماضي‪ ،‬Ù?قد شعرت بوطأة هذه األزمة أول األمر من خالل التجارة واالقتصاد الحقيقي‪.‬وبينما كانت بداية مخاطر‬ ‫‪،‬األزمة Ù?ÙŠ االقتصادات المتقدمة Ù?ÙŠ قطاع التمويل‪ ،‬ثم انتشرت بعد ذلك إلى قطاعي الصناعات التحويلية والخدمات األخرى‬ ‫Ù?إن بداية الضربة التي تلقتها البلدان النامية بسبب هذه األزمة كانت Ù?ÙŠ القطاعات اإلنتاجية ثم انتقلت بعد ذلك إلى البنوك‬ ‫التي أقرضتها‪ .‬Ù?المكسيك وأمريكا الوسطى تضررتا بشدة نتيجة لتراجع الطلب األمريكي وانخÙ?اض التحويالت‪ .‬ويلحق تدني‬ ‫أسعار السلع األولية الضرر بالبرازيل حالياً؛ ورغم أن كبر حجم أسواقها المحلية قد Ø®Ù?Ù? من وطأة هذه األزمة‪ ،‬Ù?إن‬ ‫البرازيل ستواجه آثارا Ù‹ سلبية مطردة Ù?ÙŠ حالة استمرار تدني معدالت التجارة‪ .‬واستÙ?ادت بلدان مثل شيلي وبيرو من سنوات‬ ‫االزدهار والوÙ?رة Ù?ÙŠ تحسين مركزي ماليتها العامة واحتياطياتها‪ ،‬مما أتاح بعض االرتياح واالطمئنان‪ ،‬إال أن من شأن‬ ‫استمرار الركود االقتصادي وتÙ?اقمه أن يدÙ?ع الجميع إلى دوامة ال تنتهي‪ .‬كما تشتد حاليا Ù‹ معاناة اقتصادات بلدان منطقة‬ ‫‪.‬البحر الكاريبي الضعيÙ?Ø© مع تزايد نضوب العائدات المتأتية من النشاط السياحي‬ ‫وÙ?ÙŠ منطقة جنوب آسيا‪ ،‬شكلت األزمة المالية عقبة كؤودا Ù‹ أمام قدرتها المحدودة على المناورة‪ .‬Ù?قد خسرت الهند ‪· 45‬‬ ‫‪ ،‬مليار دوالر من احتياطياتها بسبب تدÙ?قات رؤوس األموال إلى الخارج‪ ،‬وانخÙ?ض سعر الصرÙ? بأكثر من ‪ 20‬Ù?ÙŠ المائة‬ ‫وهوت أسعار األوراق المالية بنسبة ‪ 50‬Ù?ÙŠ المائة‪ .‬كما أخذت التكاليÙ? االجتماعية Ù?ÙŠ االرتÙ?اع‪ .‬ووÙ?قا Ù‹ لتقديرات الحكومة‬ ‫الهندية‪ ،‬خسر القطاع الرسمي من االقتصاد ‪ 500‬ألÙ? وظيÙ?Ø© بين شهري أكتوبر‪/‬تشرين األول وديسمبر‪/‬كانون األول من‬ ‫العام الماضي‪ .‬وÙ?ÙŠ بنغالديش‪ ،‬أÙ?ادت التقارير بعودة أكثر من ‪ 4‬آالÙ? عامل من الخارج Ù?ÙŠ الشهر الماضي Ù?قط إلى هذا‬ ‫البلد الذي استعاد لتوه ديمقراطية هشة‪ .‬ولجأت باكستان إلى حزمة من إجراءات ضغط اإلنÙ?اق والتقشÙ? (شد األحزمة)‬ ‫حتى تبقى ضمن الحدود التي حددها لها برنامج صندوق النقد الدولي Ù?ÙŠ وقت تواجه Ù?يه حكومتها الجديدة مصاعب جمة‬ ‫‪.‬ع مجموعات العنÙ? من جهة‪ ،‬وبسبب نزاع دستوري من جهة أخرى‬ ‫وتضررت منطقة شرق آسيا من األزمة نتيجة لروابطها وصالتها المتطورة مع سالسل خدمات التعهيد والتوري ·‬ ‫العالمية‪ .‬وتتعرض البلدان األصغر حجما Ù‹ واألكثر Ù?قراً‪ ،‬مثل كمبوديا على وجه الخصوص للمعاناة من جراء انهيار الطلب‬ ‫Ù?ÙŠ القطاعات الرئيسية واألسواق األساسية‪ ،‬حيث Ù?قدت كمبوديا نحو ‪ 50‬ألÙ? وظيÙ?Ø© Ù?ÙŠ صناعة المالبس‪ ،‬التي تلعب‬ ‫الدور الرئيسي األوحد Ù?ÙŠ صادراتها‪ .‬كما باتت الشابات‪ ،‬الالئي استÙ?دن على وجه الخصوص من Ù?رص العمل Ù?ÙŠ قطاع‬ ‫المالبس‪ ،‬األكثر تعرضا Ù‹ للمخاطر Ù?ÙŠ الوقت الحالي‪ .‬وعانت العائالت الرعوية المتنقلة Ù?ÙŠ منغوليا‪ ،‬التي مازالت تشكل ثلث‬ ‫‪.‬السكان‪ ،‬من تراجع أسعار الكشمير الذي ÙŠÙ?عتبر المنتج النقدي الرئيسي لديها‪ ،‬بنسبة ‪ 40‬Ù?ÙŠ المائة‬ ‫تحوالت وتغيرات هائلة‪ .‬Ù?Ù?ÙŠ الصين‪ ،‬Ù?قد حوالي ‪ 20‬مليون‬‫أما االقتصادات األكبر حجما Ù‹ Ù?ÙŠ شرق آسيا Ù?تواجه هي األخرى ّ‬ ‫من العمالة المهاجرة وظائÙ?ها Ù?ÙŠ قطاعي الصناعات التحويلية واإلنشاءات‪ .‬وعاد البعض منهم بالÙ?عل إلى مواطنه Ù?ي‬ ‫‪.‬األقاليم الداخلية بالصين‪ ،‬إال أنهم بدالً من العودة إلى Ù?الحة قطع األراضي المتناهية الصغر Ù?ضلوا البقاء Ù?ÙŠ المدن‬ ‫وشرعت الصين Ù?ÙŠ تنÙ?يذ خطة كبيرة لتحÙ?يز االقتصاد‪ ،‬ورغم ذلك تشير توقعات البنك الدولي إلى أن معدالت النمو ستتباطأ‬ ‫‪.‬من ‪ 9‬Ù?ÙŠ المائة Ù?ÙŠ عام ‪ 2008‬إلى ‪ 6.5‬Ù?ÙŠ المائة هذا العام‬ ‫ولم تكن Ø£Ù?ريقيا بمأمن من األزمة العالمية رغم أنها ال تمثل سوى نسبة ضئيلة للغاية على خارطة التجارة واالستثمار ·‬ ‫Ù?ÙŠ العالم‪ .‬Ù?Ù?ÙŠ جمهورية الكونغو الديمقراطية‪ ،‬حذر أحد المسؤولين مؤخرا Ù‹ من إمكانية تعرض ‪ 350‬ألÙ? عامل آخر Ù„Ù?قدان‬ ‫‪،‬وظائÙ?هم Ù?ÙŠ إقليم كاتانغا نظرا Ù‹ لقيام شركات استخراج المعادن بتخÙ?يض مستوى اإلنتاج‪ .‬وتتوقع جمهورية Ø£Ù?ريقيا الوسطى‬ ‫Ù?ÙŠ ظل انخÙ?اض أسعار الماس‪ ،‬تقلص اإليرادات بنسبة ‪ 50‬Ù?ÙŠ المائة مقارنة بعام ‪ .2008‬وÙ?ÙŠ كينيا‪ ،‬تشهد تحويالت‬ ‫المهاجرين والمغتربين تراجعا Ù‹ كبيراً‪ .‬ومع تزايد احتمال تراجع اإليرادات المتأتية من قطاع السياحة بسرعة‪ ،‬ثمة Ø¢Ù?اق قاتمة‬ ‫‪،‬بالنسبة لبلد مثل سيشيل‪ ،‬إذ ÙŠÙ?توقع أن تنكمش األنشطة السياحية‪ ،‬التي تشكل المصدر الرئيسي للعمالة والنقد األجنبي بها‬ ‫‪.‬بنسبة ‪ 25‬Ù?ÙŠ المائة Ù?ÙŠ عام ‪ 2009‬بمÙ?رده‬ ‫أما بلدان منطقة الشرق األوسط وشمال Ø£Ù?ريقيا Ù?ت Ù?عتبر حتى اآلن األقل تأثرا Ù‹ بالضائقة االئتمانية‪ .‬لكن من المرجح أن ·‬ ‫تعاني البلدان القائمة باإلصالحات Ù?ÙŠ منطقة المغرب العربي انخÙ?اضا Ù‹ Ù?ÙŠ العائدات المتأتية من قطاع السياحة الواÙ?دة من‬ ‫أوروبا‪ ،‬ومن أسواق صادراتها Ù?ÙŠ أوروبا‪ .‬وسيتعين اآلن على البلدان المعتمدة على تحويالت أبنائها من العاملين Ù?ي‬ ‫الخارج والمهاجرين النظر Ù?ÙŠ طرق للتعامل مع تدÙ?Ù‚ العمالة العائدة من الخارج وانخÙ?اض مستوى هذه التحويالت‪ .‬وحتى‬ ‫البلدان المصدرة للنÙ?Ø· تواجه حاليا Ù‹ درجة كبيرة من الغموض وعدم اليقين بينما تسعى لمواجهة التحدي المتعلق بإقامة‬ ‫روابط وصالت بين الشباب العاطلين عن العمل وأنظمة التدريب والتعليم واألعمال المنتجة Ù?ÙŠ بيئة من المرجح أن توجد‬ ‫‪.‬Ù?يها معوقات أمام Ù?رص العمل Ù?ÙŠ القطاع الخاص‪ ،‬ناهيك عن استمرار تقلب أسعار السلع األولية‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬هناك إشكاليات خاصة تشترك Ù?يها هذه المناطق كاÙ?ة‪ .‬Ù?نحن نشهد حاليا Ù‹ آثار هذه األزمة على النساء‬ ‫والÙ?تيات‪ .‬حيث تعاني النساء من جراء هذه األزمة بصورة غير متناسبة‪ ،‬وعندما تضطر األسر إلى ضغط إنÙ?اقها وشد‬ ‫األحزمة‪ ،‬من المرجح أن يتم إخراج الÙ?تيات من مدارسهن‪ .‬وعندما تضيق األرزاق ويقل الطعام‪ ،‬Ù?إن الÙ?تيات الصغيرات يكن‬ ‫‪.‬Ù?ÙŠ أغلب األحيان من يعانين من سوء التغذية‬ ‫االبتكار والعمل‬ ‫رغم أن بعض األوضاع االقتصادية الحالية تماثل ما وقع Ù?ÙŠ الماضي‪ ،‬إال أننا لسنا Ù?ÙŠ حقبة الثالثينيات‪ .‬لقد ضخت البنوك‬ ‫المركزية قدرا Ù‹ واÙ?را Ù‹ من السيولة‪ ،‬وتدخل بعضها بطرق مبتكرة للحÙ?اظ على التدÙ?قات االئتمانية‪ .‬وتحركت البلدان المتقدمة‬ ‫بسرعة أكثر مما كان عليه الحال Ù?ÙŠ أيام كينيز لتعزيز الطلب عن طريق تنÙ?يذ خطط تحÙ?يز االقتصاد‪ .‬وتحرت هيئات الرقابة‬ ‫على المؤسسات ال مالية بصÙ?Ø© عامة الحذر واليقظة حيال المخاطر الشاملة المتعلقة باالنهيارات التي تصيب المستثمرين‬ ‫بالهلع والخوÙ?‪ .‬وتدخلت المؤسسات المالية المتعددة األطراÙ? التي تم إنشاؤها Ù?ÙŠ بريتون وودز لمساعدة البلدان على‬ ‫تÙ?ادي األزمات أو معالجتها Ù?ÙŠ حالة وقوعها‪ .‬وحتى اليوم‪ ،‬لم نشهد عودة جماعية إلى النزعة الحمائية التي كانت بالغة‬ ‫‪.‬الضرر Ù?ÙŠ الثالثينيات‬ ‫إال أن عام ‪ 2009‬سيكون عاما Ù‹ محÙ?ÙˆÙ?ا Ù‹ بالمخاطر‪ .‬وهذه ليست لحظة للشعور بالرضا التام والقعود عما ينبغي القيام به‪ .‬وال‬ ‫يحق لنا اليوم أن نظهر ثقة زائÙ?Ø© وأن نقول بأنه ليس Ù?ÙŠ اإلمكان أبدع مما كان‪ .‬وليس هذا وقت للمعالجات ذات الطبيعة‬ ‫القطرية أو حتى اإلقليمية الضيقة‪ .‬والحقيقة الوحيدة المؤكدة التي يمكن أن نستخلصها من األحداث التي شهدها العام‬ ‫‪.‬الماضي هي عدم مقدرتنا على التنبؤ بما تخبئه لنا األقدار‪ ،‬وكيÙ? يمكن لها أن تثير أحداثا Ù‹ أخرى غير متوقعة‬ ‫‪.‬إن مجابهة هذه التحديات الماثلة أمامنا يقتضي التحلي بروح قوامها االبتكار واإلبداع يدعمها العمل‬ ‫وينبغي أن تتصÙ? إجراءاتنا بالسرعة والمرونة‪ .‬وعلينا أن نضع حلوالً للمشاكل على نحو يحشد الموارد والمهارات من‬ ‫‪.‬شركاء متعددين Ù€ منهم الحكومات‪ ،‬والمؤسسات الدولية‪ ،‬والمجتمع المدني‪ ،‬والقطاع الخاص‬ ‫‪.‬إننا Ù?ÙŠ حاجة إلى أدوات تحÙ?يز تضطلع ببناء هذه الشراكات الجديدة‬ ‫Ù?ÙŠ الشهر الماضي‪ ،‬انضمت مجموعة البنك الدولي إلى البنك األوروبي لإلنشاء والتعمير ومجموعة البنك األوروبي‬ ‫لالستثمار لمساندة القطاعات المصرÙ?ية Ù?ÙŠ أوروبا الوسطى والشرقية من خالل برنامج تمويل تصل قيمته إلى ‪ 24.5‬مليار‬ ‫‪.‬يورو‬ ‫وهي ذراع مجموعة البنك المعني بالتعامل مع القطاع الخاص‪ ،‬والبنك ‪ )IFC(،‬كما ساهمت مؤسسة التمويل الدولية‬ ‫الياباني للتعاون الدولي بمبلغ ‪ 3‬مليارات دوالر Ù?ÙŠ صندوق رسملة بغرض المساعدة على تدعيم البنوك العاملة Ù?ÙŠ بلدان‬ ‫‪.‬األسواق الصاعدة األصغر حجماً‪ ،‬والحÙ?اظ على التدÙ?قات االئتمانية إلى مؤسسات األعمال الصغيرة واألÙ?راد‬ ‫إلنشاء صندوق متجدد للسيولة بمبلغ ‪ 500‬مليون (‪ )KfW‬وانضمت مؤسسة التمويل الدولية إلى الوكالة األلمانية للتعمير‬ ‫دوالر بغرض مساندة مؤسسات التمويل األصغر‪ ،‬نظرا Ù‹ ألن أصحاب مؤسسات العمل الحر ومنشآت األعمال الصغيرة يتيحان‬ ‫‪.‬أÙ?ضل شبكة لألمان Ù?ÙŠ هذه األوقات العصيبة أال وهي‪ :‬خلق Ù?رص العمل‬ ‫ونحن اآلن بصدد تقييم اآلثار الناجمة عن الركود االقتصادي العالمي على الشركات Ù?ÙŠ بلدان العالم النامية‪ ،‬والنظر Ù?ي‬ ‫‪.‬كيÙ?ية المساعدة على تعبئة رؤوس األموال الخاصة للمساعدة Ù?ÙŠ إعادة هيكلة الشركات ومعالجة األصول المتعثرة‬ ‫اليوم‪ ،‬يقوم مجلس المديرين التنÙ?يذيين بمجموعة البنك الدولي بدراسة مقترح جديد‪ :‬إطالق برنامج لتوÙ?ير السيولة للتجارة‬ ‫‪.‬العالمية بقيمة ‪ 45‬مليار دوالر‬ ‫Ù?قد تÙ?اقم التراجع الهائل Ù?ÙŠ حجم التجارة بÙ?عل نقص تمويل التجارة‪ .‬ولمد يد المساعدة‪ ،‬قمنا أوالً بزيادة تغطية ضمانات‬ ‫االئتمان التجاري لتصل إلى ‪ 3‬مليارات دوالر لصالح بنوك البلدان النامية‪ ،‬التي يوجد الكثير منها Ù?ÙŠ Ø£Ù?ريقيا‪ .‬لكننا تعلمنا‬ ‫‪.‬أن الضمانات ليست كاÙ?ية‪ ،‬نظراً ألن الكثير من صغار المقرضين ال يستطيعون الحصول على التمويل بالعمالت المحلية‬ ‫وسيقوم برنامجنا الجديد لتوÙ?ير السيولة للتجارة العالمية بالجمع بين االستثمار الذي يتيحه البنك بقيمة مليار دوالر من‬ ‫موارده الذاتية والتمويل الذي تتيحه الحكومات وبنوك التنمية اإلقليمية‪ .‬ويمكن زيادة حجم هذه األموال العامة من خالل‬ ‫‪.‬ترتيب لتقاسم المخاطر مع الشركاء الرئيسيين Ù?ÙŠ القطاع الخاص‪ ،‬مثل ستاندرد تشارترد بنك‪ ،‬وستاندرد بنك‪ ،‬ورابوبنك‬ ‫ومن ثم يمكن إعادة تدوير قروض التجارة Ù?ÙŠ الوقت الذي يتم Ù?يه سداد القروض السابقة‪ .‬وسنسعى‪ ،‬من خالل العمل مع‬ ‫‪.‬منظمة التجارة العالمية‪ ،‬لالستÙ?ادة من الموارد والخبرات المتوÙ?رة لدى الوكاالت الوطنية الئتمان الصادرات‬ ‫ويحدوني األمل Ù?ÙŠ أن يؤيد قادة بلدان مجموعة العشرين هذه المبادرة المعنية بتوÙ?ير السيولة للتجارة‪ .‬وال شك أن دعم‬ ‫مجموعة العشرين لنا سيساعدنا على اكتساب مزيد من قوة الدÙ?ع حتى يمكننا تعزيز الجهود الرامية لبلوغ الهدÙ? الذي‬ ‫‪.‬حدده رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون‬ ‫دعوة لمجموعة العشرين‪ :‬إنجاح نظام تعددية األطراÙ?‬ ‫خالÙ?ا Ù‹ لألزمات االقتصادية على مدى الستين عاما Ù‹ السابقة‪ ،‬Ù?إن هذه األزمة ذات طبيعة عالمية‪ .‬وعليه‪ ،‬Ù?هي تستوجب حالً ذا‬ ‫‪.‬طبيعة عالمية‬ ‫إننا نعيش Ù?ÙŠ اقتصاد عالمي يلعب Ù?يه األÙ?راد والشركات والنقابات والحكومات الوطنية دورا Ù‹ مركزياً‪ .‬حيث يقومون‬ ‫بالمتاجرة واالستثمار والعمل واالبتكار والمقايضات والبناء داخل الدول القومية ÙˆÙ?يما بينها‪ ،‬مما يحدد قواعد المعامالت‬ ‫Ù?يما بينهم‪ ،‬ويتÙ?قون أحيانا Ù‹ على االلتزام بالشروط واإلجراءات التي تم التÙ?اوض بشأنها‪ .‬إن مجموعة العشرين لن تغير‬ ‫ظم مزايا الترابط االقتصادي‪ ،‬ويخÙ?Ù? من مخاطره‬ ‫واقع هذا النظام الدولي‪ .‬لكن يمكن لتدعيم نظام تعددية األطراÙ? أن يع ّ‬ ‫‪.‬وسلبياته‬ ‫ويشيع حاليا Ù‹ الحديث عن إقامة مؤسسات جديدة أو محاÙ?Ù„ جديدة بالنسبة للنظام العالمي‪ .‬وقد يكون ذلك Ù?ÙŠ محله‪ .‬إال أنني‬ ‫‪.‬أقول إن علينا أن نشرع Ù?ÙŠ إصالح المؤسسات القائمة اليوم ومنحها الصالحيات والسلطات الالزمة‬ ‫Ù?بوسع منظمة التجارة العالمية‪ ،‬وصندوق النقد الدولي‪ ،‬ومجموعة البنك الدولي‪ ،‬وبنوك التنمية اإلقليمية Ù€ إلى جانب‬ ‫الوكاالت التابعة لألمم المتحدة Ù€ االضطالع بدور أكبر Ù?ÙŠ هذا الصدد‪ .‬ويمكن لهذه المؤسسات Ù€ التي تضم Ù?ÙŠ عضويتها أكثر‬ ‫من ‪ 180‬بلدا Ù‹ عضواً‪ ،‬ومع مواصلة اإلصالحات الرامية لتعزيز حصص التصويت وسلطة اتخاذ القرارات الخاصة بالبلدان‬ ‫النامية والصاعدة Ù€ أن تسد الÙ?جوة بين الدول القومية واالعتماد االقتصادي المتبادل Ù?يما بينها عن طريق إقامة روابط بين‬ ‫‪.‬المصالح القومية واإلقليمية والعالمية‬ ‫وإذا كان القادة جادين بشأن استحداث مسؤوليات أو نظام عالمي جديد‪ ،‬Ù?عليهم الشروع Ù?ÙŠ تحديث نظام تعددية األطراÙ?‬ ‫لتخويل منظمة التجارة العالمية وصندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي الصالحيات والسلطات الالزمة لرصد ومتابعة‬ ‫السياسات الوطنية‪ .‬إن تسليط الضوء على عملية اتخاذ القرارات Ù?ÙŠ البلدان من شأنه المساهمة Ù?ÙŠ تعزيز الشÙ?اÙ?ية‬ ‫‪.‬والمساءلة واالتساق Ù?يما بين السياسات الوطنية‬ ‫وكخطوة أولى‪ ،‬يتعين على مجموعة العشرين اعتماد نظام الرصد والمتابعة التابع لمنظمة التجارة العالمية إلعطاء دÙ?عة‬ ‫‪،‬للتجارة ولمقاومة النزعة االنعزالية االقتصادية‪ ،‬مع العمل Ù?ÙŠ الوقت Ù†Ù?سه على إتمام Ù…Ù?اوضات الدوحة Ù„Ù?تح األسواق‬ ‫وتقليص الدعومات‪ ،‬والتصدي للتراجع عن االلتزامات المتÙ?Ù‚ عليها‪ .‬إننا نرى حاليا Ù‹ النزعة الحمائية وهي تتسلل من بيننا ـ‬ ‫حيث تتخذ بعض البلدان تدابير على حساب بلدان أخرى‪ :‬مثل إطالق حمالت تشجع على "شراء منتج بعينه"‪ ،‬و"إتاحة‬ ‫‪".‬Ù?رص عمل لعمالة من بلدان بعينها" أو "االمتناع عن منح تأشيرات دخول لعمالة من بلدان أخرى‬ ‫ومع تقدم عام ‪ 2009‬وتزايد معدالت البطالة‪ ،‬سيتعرض قادة البلدان لضغوط متزايدة لتحويل مشاكل بلدانهم إلى بلدان‬ ‫أخرى‪ .‬وقد أظهرت دراسة للبنك الدولي أن ‪ 17‬بلدا Ù‹ من بين البلدان األعضاء Ù?ÙŠ مجموعة العشرين قامت بتطبيق إجراءات‬ ‫‪.‬معوقة للتجارة منذ تعهدها العام لرÙ?ض النزعة الحمائية Ù?ÙŠ نوÙ?مبر‪/‬تشرين الثاني الماضي‬ ‫ومما ال شك Ù?يه أنه ال يوجد بلد يرغب Ù?ÙŠ أن تصبح االنتهاكات المنعزلة نمطا Ù‹ سائدا Ù‹ Ù€ إذ من شأن ذلك أن يؤدي إلى تآكل‬ ‫‪.‬أحد أكثر الدÙ?اعات أهمية بين األزمة الحالية وحقبة الثالثينيات‬ ‫ويجب منح منظمة التجارة العالمية السلطات والصالحيات‪ ،‬مع مساندة من البنك الدولي‪ ،‬حتى يمكنها تحديد اإلجراءات التي‬ ‫قد تحد من التجارة الدولية حتى وإن لم تكن تشكل مخالÙ?ات رسمية لقواعد المنظمة‪ .‬وإذا كانت بلدان مجموعة العشرين‬ ‫ترى أن تعزيز النظام العالمي هو إجراء مناسب‪ ،‬عليها حينئذ قبول "الضغوط المعنوية" للمراجعات الجماهيرية التي‬ ‫‪".‬تسمي المخالÙ?ين بأسمائهم وتكشÙ? مخالÙ?اتهم للجمهور"‬ ‫ثانياً‪ ،‬شرع الكثير من البلدان Ù?ÙŠ تنÙ?يذ خطط لتحÙ?يز االقتصاد‪ .‬وسيكون لهذه الخطط بعض التأثير Ù?ÙŠ الحد من اآلثار األكثر‬ ‫سوءا Ù‹ الناجمة عن حالة الكساد االقتصادي الحالية‪ .‬إال أنه ال يمكن ألحد أن يجزم بأن هذه الخطط تتيح حواÙ?ز اقتصادية بما‬ ‫يكÙ?ÙŠ لتغطية الÙ?ترة الزمنية الالزمة للخروج من براثن األزمة‪ .‬وهناك أيضا Ù‹ نقاشات مشروعة حول مكونات هذه الخطط‬ ‫‪.‬وسبل تنÙ?يذها‪ .‬وقد اقترح صندوق النقد الدولي خطة لتحÙ?يز االقتصاد العالمي من ‪ 2‬Ù?ÙŠ المائة من إجمالي الناتج المحلي‬ ‫ووÙ?قا Ù‹ لتقديرات الصندوق‪ ،‬Ù?إن التدابير التي تم اتخاذها حتى اآلن تبلغ ‪ 1.8‬Ù?ÙŠ المائة بالنسبة لعام ‪ ØŒ2009‬و‪ 1.3‬Ù?ي‬ ‫‪.‬المائة Ù?ÙŠ عام ‪ .2010‬لكن ÙŠÙ?خشى أن يتم سحب خطة التحÙ?يز العالمية Ù?ÙŠ عام ‪2010‬‬ ‫ومن الضروري أن تؤسس مجموعة العشرين دورا Ù‹ رقابيا Ù‹ لصندوق النقد الدولي Ù?ÙŠ هذا المجال لمراجعة تنÙ?يذ خطط تحÙ?يز‬ ‫‪.‬االقتصاد هذه‪ ،‬وتقييم نتائجها‪ ،‬والدعوة إلى اتخاذ مزيد من التدابير عند االقتضاء‬ ‫وقد ذكر عدد من القادة بأنه كان على صندوق النقد الدولي أن يلعب دور آلية "اإلنذار المبكر" Ù?ÙŠ الÙ?ترة التي سبقت اندالع‬ ‫‪.‬األزمة الراهنة Ù€ وعليه‪ ،‬من المنطقي لهم أن يطلبوا من الصندوق تقييم أداء بلدانهم للخروج من براثن هذه األزمة‬ ‫ثالثاً‪ ،‬من األهمية بمكان أن تقوم الحكومات بشراء األصول المتعثرة وإعادة هيكلة أنظمتها المصرÙ?ية‪ .‬ولن يكون االنتعاش‬ ‫االقتصادي المدÙ?وع بخطط تحÙ?يز المالية العامة قادرا Ù‹ على االستمرار من تلقاء ذاته دون إصالح األنظمة المصرÙ?ية‪ .‬Ù?Ù?ي‬ ‫(‪ )Creditanstalt‬أيام كينيز‪ ،‬أتاحت الحكومات الÙ?رصة للنظام المصرÙ?ÙŠ العالمي للتÙ?كك بعد إخÙ?اق بنك كريدت آنشتالت‬ ‫Ù?ÙŠ النمسا‪ .‬واليوم‪ ،‬تسعى البنوك المركزية ووزراء المالية إلى تثبيت هذا النظام‪ .‬إال أن مستوى الثقة مازال متدنياً‪ .‬ولن‬ ‫يبدي أي مستثمر جديد الرغبة Ù?ÙŠ المخاطرة برؤوس األموال الخاصة إلى أن يتم اإلقرار بشÙ?اÙ?ية بحجم الخسائر‪ ،‬واتضاح‬ ‫مستقبل البنوك‪ .‬ومن المرجح أن يبدأ االنتعاش خارج القطاع المالي‪ ،‬لكنه لن يكلل بالنجاح Ù?ÙŠ حالة عدم تواÙ?ر االئتمان‬ ‫‪.‬الالزم‬ ‫إن سياسة تخصيص األموال الحكومية إلعادة رسملة البنوك ليست باألمر السهل‪ .‬Ù?الناس ال يحبون المصرÙ?يين‪ ،‬وخاصة‬ ‫عندما يكونون Ù?ÙŠ حاجة إلى من ينقذهم‪ .‬إال أن على القادة أن يوضحوا أن تعاÙ?ÙŠ وول ستريت هو أمر ضروري النتعاش‬ ‫‪.‬رجل الشارع‬ ‫وينبغي على مجموعة العشرين أن تطلب من صندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي القيام برصد ومتابعة التدابير‬ ‫المتخذة Ù?ÙŠ القطاع المصرÙ?ÙŠ ونتائجها‪ .‬ونحن نعمل معا Ù‹ بالÙ?عل Ù?ÙŠ البلدان النامية من خالل برنامج تقييمات القطاع المالي‬ ‫وينبغي علينا أن نقدم معلومات ومالحظات تقييمية عن البلدان المتقدمة أيضاً‪ ،‬مع أخذ النتائج المنشورة ‪)FSAPs(.‬‬ ‫‪.‬بجدية ومتابعتها‬ ‫رابعاً‪ ،‬حتى ونحن نعمل على معالجة األخطاء السابقة‪ ،‬يتوقع قادة بلدان مجموعة العشرين‪ ،‬ولهم الحق Ù?ÙŠ ذلك‪ ،‬إصالح‬ ‫أنظمة التنظيم والرقابة المالي‪ .‬إال أن معظم السلطة الÙ?علية الخاصة بأنظمة اللوائح التنظيمية ستظل من اختصاص حكومات‬ ‫‪ )FSF(،‬البلدان المعنية‪ .‬ولكن ثمة حاجة لتحسين مستوى التعاون الدولي وتعميقه‪ .‬وقد شرع منتدى االستقرار االقتصادي‬ ‫الذي يرأسه بكل جدارة واقتدار ماريو دراغي‪ ،‬محاÙ?ظ المصرÙ? المركزي اإليطالي‪ ،‬بالÙ?عل Ù?ÙŠ سد هذه الÙ?جوة‪ .‬ومع توسيع‬ ‫نطاق عضويته‪ ،‬يمكن لهذا المنتدى أن يصبح مؤسسة مهمة أخرى Ù?ÙŠ نظام متعدد األطراÙ? أكثر قوة‪ ،‬بحيث يعمل مع‬ ‫‪.‬صندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي بشأن التنÙ?يذ‬ ‫‪.‬التطلع إلى المستقبل‪ :‬البلدان النامية يجب أن تكون جزءا Ù‹ من الحل‬ ‫ثمة بÙ?عد خامس Ù…Ù?قود Ù?ÙŠ تصدينا لألزمة العالمية الراهنة‪ :‬بلدان العالم النامية‪ .‬Ù?Ù?ÙŠ لندن وواشنطن وباريس‪ ،‬يتحدث الناس‬ ‫عن ما إذا كانوا سيحصلون على مكاÙ?آت من عدمه‪ .‬إال أن األمر يختلÙ? تماما Ù‹ Ù?ÙŠ أجزاء من مناطق Ø£Ù?ريقيا وجنوب آسيا‬ ‫وأمريكا الالتينية‪ ،‬حيث تدور المعركة حول ما إذا كان الناس سيحصلون على الطعام من عدمه‪ .‬إن األزمة الراهنة ت Ù?عرض‬ ‫‪.‬البلدان النامية وشعوبها لمخاطر بالغة‪ .‬لكن يمكن لهذه البلدان أيضا Ù‹ أن تكون جزءاً أصيالً من الحل‬ ‫ولهذا السبب‪ ،‬دعوت البلدان المتقدمة إلى استثمار نسبة ‪ 0.7‬Ù?ÙŠ المائة Ù€ أي أقل من واحد Ù?ÙŠ المائة Ù€ من مبالغ خطط‬ ‫المعرضة للمعاناة" بغرض مساعدة البلدان النامية‪ .‬والÙ?كرة‬ ‫ّ‬ ‫تحÙ?يز االقتصاد الخاصة بها لصالح "صندوق مساندة البلدان‬ ‫ً‬ ‫هنا تتمثل Ù?ÙŠ استخدام اآلليات المتعددة األطراÙ? القائمة Ù€ بدال من إنشاء مؤسسة بيروقراطية جديدة Ù€ لمساندة برامج‬ ‫شبكات األمان والبنية التحتية وتقديم التمويل إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة‪ .‬ويمكن هنا للمانحين استخدام برامج‬ ‫التمويل السريع التابعة لمجموعة البنك الدولي‪ ،‬والوكاالت التابعة لألمم المتحدة‪ ،‬أو بنوك التنمية اإلقليمية‪ .‬وقد تعهدت كل‬ ‫‪.‬من ألمانيا واليابان وبريطانيا بالÙ?عل بتقديم أموال‪ ،‬وأتطلع إلى أن يحذو المزيد من البلدان األخرى حذوها‬ ‫وأثناء أزمة الديون Ù?ÙŠ منطقة أمريكا الالتينية Ù?ÙŠ الثمانينيات واألزمة اآلسيوية Ù?ÙŠ أواخر التسعينيات‪ ،‬عانت الحكومات من‬ ‫ضغوط بسبب نقص السيولة النقدية‪ ،‬واضطرت إلى تقليص البرامج االجتماعية Ù€ مما ألحق بالغ الضرر بالÙ?قراء‪ .‬وأسÙ?ر‬ ‫‪.‬ذلك عن استشراء االضطرابات االجتماعية والحرمان بل وحتى اندالع أعمال العنÙ?‬ ‫على مجموعة العشرين التعلم من تلك األخطاء‬ ‫كانت التحويالت االجتماعية Ù?عالة Ù?ÙŠ تنشيط اإلنÙ?اق وحماية الÙ?قراء من آثار األزمة األكثر سوءاً‪ .‬ويمكن لبرامج التحويالت‬ ‫‪،‬النقدية المشروطة أو برامج الوجبات المدرسية الغذائية أن تكون موجهة ومتسمة بالÙ?عالية‪ ،‬وذلك بتكلÙ?Ø© منخÙ?ضة نسبيا ً‬ ‫تقل حتى عن نسبة واحد Ù?ÙŠ المائة من إجمالي الناتج المحلي للبلد المعني‪ .‬Ù?تكلÙ?Ø© برامج ناجحة من قبيل برنامج الÙ?رص‬ ‫المكسيكي أو برنامج المنح العائلية البرازيلي تبلغ حوالي ‪ 0.4‬Ù?ÙŠ المائة من إجمالي الناتج المحلي‪ ،‬Ù?ÙŠ حين تبلغ تكلÙ?ة‬ ‫‪.‬أكبر برنامج لشبكات األمان Ù?ÙŠ إثيوبيا‪ ،‬وهو شبكة األمان اإلنتاجية‪ ،‬حوالي ‪ 1.7‬Ù?ÙŠ المائة من إجمالي الناتج المحلي‬ ‫وتدعو البلدان الرائدة Ù?ÙŠ مجموعة العشرين إلى تأسيس أنظمة "إنذار مبكر" بالنسبة للمخاطر المالية‪ ،‬وهياكل تنظيمية‬ ‫مالية جديدة‪ ،‬Ù?ضالً عن زيادة الموارد المؤسسية المخصصة لصندوق النقد الدولي حتى يتمكن من توسيع نطاق إجراءاته‬ ‫‪.‬التدخلية‬ ‫ألم يحن الوقت بعد لتأسيس أنظمة "إنذار مبكر" بالنسبة للÙ?قراء؟ وألم يحن الوقت إلضÙ?اء طابع مؤسسي على المساندة‬ ‫المقدمة إلى البلدان األكثر معاناة أثناء األزمات‪ ،‬وخاصة البلدان التي لم تكن لها يد Ù?ÙŠ نشوئها؟‬ ‫وسيتعين على أي التزام بإنشاء هياكل لدعم وتمويل شبكات األمان من أجل الشرائح األكثر تعرضا Ù‹ للخطر أن يقطع شوطا ً‬ ‫طويالً إلثبات أن المجموعة الجديدة‪ ،‬أيا Ù‹ كان اسمها‪ ،‬لن تؤيد وجود نظام عالمي مزدوج المعايير Ù€ يتيح عقد مؤتمرات قمة‬ ‫‪.‬إلصالح األنظمة المالية‪ ،‬بينما ال يحرك ساكنا Ù‹ لمساعدة الÙ?قراء‬ ‫وعلينا أيضا Ù‹ االستثمار Ù?ÙŠ مشاريع بنية تحتية يمكنها خلق Ù?رص عمل جديدة‪ ،‬مع العمل Ù?ÙŠ الوقت Ù†Ù?سه على وضع‬ ‫‪.‬األساس الالزم لتعزيز اإلنتاجية والنمو Ù?ÙŠ المستقبل‬ ‫وأثناء أزمة عامي ‪ ØŒ1998-1997‬ساندت استثمارات الصين Ù?ÙŠ قطاعات الطرق والموانئ والمطارات والطاقة واالتصاالت‬ ‫السلكية والالسلكية توÙ?ير Ù?رص العمل‪ ،‬وعملت Ù?ÙŠ الوقت Ù†Ù?سه على زيادة معدالت النمو على مدار العقد التالي‪ .‬وبمقدور‬ ‫البلدان األخرى‪ ،‬إذا تواÙ?ر لها الدعم المالي والحوكمة الرشيدة‪ ،‬أن تحذو حذوها‪ ،‬مما يتيح لها إمكانية بناء قدرات إنتاجية‬ ‫لسداد القروض‪ .‬وÙ?ÙŠ غضون سعيها للقيام بذلك‪ ،‬ستعزز البلدان النامية الطلب العالمي‪ ،‬بما Ù?ÙŠ ذلك الطلب على السلع‬ ‫الرأسمالية والخدمات من البلدان المتقدمة‪ .‬وÙ?ÙŠ واقع األمر‪ ،‬من المحتمل أن يكون لالستثمارات Ù?ÙŠ البنية التحتية Ù?ي‬ ‫‪.‬البلدان النامية تأثير أكبر على تعزيز اإلنتاجية والنمو مقارنة بإنشاء "جسور عديمة النÙ?ع" Ù?ÙŠ البلدان المتقدمة‬ ‫وعلى مدار العقد الماضي‪ ،‬حقق ‪ 25‬بلدا Ù‹ Ù?ÙŠ Ø£Ù?ريقيا جنوب الصحراء بها ثلثا سكان القارة معدل نمو بلغ ‪ 6.6‬Ù?ÙŠ المائة‬ ‫سنوياً‪ .‬وأتاح ذلك Ù?رصة لها غير مسبوقة‪ .‬إال أن نقص مراÙ?Ù‚ البنية التحتية األساسية يشكل عائقا Ù‹ كبيراً‪ ،‬مما يؤدي إلى‬ ‫خÙ?ض إنتاجية الشركات بحوالي ‪ 40‬Ù?ÙŠ المائة‪ .‬ويتضرر التكامل اإلقليمي بشدة من جراء ذلك‪ .‬ومع تحسن مراÙ?Ù‚ البنية‬ ‫‪.‬التحتية‪ ،‬تشير تقديراتنا إلى أن باإلمكان زيادة معدل النمو Ù?ÙŠ Ø£Ù?ريقيا بنسبة ‪ 2.2‬Ù?ÙŠ المائة‬ ‫ويصدق األمر Ù†Ù?سه على قطاع الزراعة‪ :‬حيث يمكن لالستثمارات الرامية إلى زيادة إنتاجية الزراعة Ù?ÙŠ Ø£Ù?ريقيا على طول‬ ‫سلسلة القيم Ù€ شاملة‪ :‬حقوق الملكية‪ ،‬وتوÙ?ير البذور واألسمدة‪ ،‬وخدمات الري‪ ،‬والطرق والتخزين‪ ،‬والتسويق Ù€ أن تساعد‬ ‫‪.‬صغار المزارعين على كسر حلقة الÙ?قر‬ ‫لقد حان الوقت كي نقر بأن تحقيق العولمة الشاملة والمستدامة مرهون بتشجيع وجود أقطاب متعددة للنمو‪ ،‬بما Ù?ÙŠ ذلك‬ ‫‪.‬البلدان النامية‬ ‫وإذا كانت البلدان النامية ستصبح جزءاً من هذا الحل‪ ،‬يجب أن تكون لها مقاعد على الطاولة‪ .‬لقد أخÙ?قت مجموعة السبع‬ ‫Ù?ÙŠ التوسع Ù?ÙŠ الوقت المناسب لمواجهة الواقع االقتصادي الدولي‪ .‬واآلن‪ ،‬سنحت الÙ?رصة لمجموعة العشرين‪ .‬لكن وجود‬ ‫نحو ‪ 20‬مشاركا Ù‹ على طاولة مجموعة العشرين يعني وجود أكثر من ‪ 160‬بلدا Ù‹ خارجها‪ .‬وال شك أن بوسع المؤسسات‬ ‫‪.‬المتعددة األطراÙ? Ù€ بقاعدة عضويتها األوسع نطاقا Ù‹ Ù€ أن تساعد Ù?ÙŠ إقامة روابط بين مجموعة العشرين وبقية بلدان العالم‬ ‫لكن من الصعوبة بمكان للمجموعات الكبيرة أن تتقاسم المسؤوليات وتخلق غاية مشتركة متجانسة Ù?يما بينها‪ .‬Ù?داخل‬ ‫مجموعة العشرين‪ ،‬نرى بالÙ?عل نشوء تكتالت مختلÙ?ة‪ :‬Ù?االتحاد األوروبي يعمل على تأسيس موقÙ? مشترك ألعضائه‬ ‫الثمانية المشاركين‪ ،‬كما تقوم البرازيل وروسيا والهند والصين بتنسيق بياناتها المشتركة‪ .‬ولعل هذا التطور أمر متوقع‪ ،‬إال‬ ‫‪.‬أنه سيكون مؤسÙ?ا Ù‹ إذا أنشأت المجموعة الجديدة األوسع نطاقا Ù‹ خطوطا Ù‹ Ù?اصلة واهية بين البلدان المتقدمة والبلدان النامية‬ ‫وبدالً من ذلك‪ ،‬يجب على الواليات المتحدة Ù€ وهي أكبر بلد متقدم‪ ،‬والصين Ù€ وهي أكبر بلد نام‪ ،‬إيجاد أرضية مشتركة‬ ‫بينهما‪ .‬Ù?لدى الصين والواليات المتحدة أكبر خطتين لتحÙ?يز االقتصاد‪ .‬إال أن خطة تحÙ?يز االقتصاد األمريكي تعتمد بشدة على‬ ‫تشجيع االستهالك‪ ،‬بينما تنظر الصين Ù?ÙŠ االستثمار Ù?ÙŠ بناء مزيد من القدرات‪ .‬لكن هذا االختالل غير قابل لالستمرار مع‬ ‫مرور الوقت‪ .‬وسيتعين على هذين البلدين التعاون بشأن القيام بتعديالت متبادلة Ù?ÙŠ الوقت الذي يستعيدان Ù?يه عاÙ?يتهما من‬ ‫هذه األزمة Ù€ بحيث تعمل الواليات المتحدة على زيادة معدالت االدخار عن طريق ضبط المالية العامة واإلنÙ?اق‪ ،‬Ù?ÙŠ حين‬ ‫تقوم الصين بزيادة معدالت االستهالك وتوسيع نطاق الخدمات إلى الجمهور‪ ،‬وإتاحة مزيد من الÙ?رص إلى مؤسسات‬ ‫‪.‬األعمال الصغيرة‪ .‬وال ضير Ù?ÙŠ الجمع بين مصالح البلدين بهدÙ? تدعيم مصلحة عامة مشتركة‬ ‫إن وجود مجموعة اثنتين قوية [تضم الواليات المتحدة والصين] Ù?ÙŠ إطار مجموعة العشرين‪ ،‬وتشمل كاÙ?Ø© مستويات‬ ‫التنمية‪ ،‬من شأنه أن يشكل مرتكزا Ù‹ لنظام جديد لتعددية األطراÙ? Ù€ أي نظام يدرك حقائق النظام الدولي الوليد‪ ،‬وليس Ù?قط‬ ‫‪.‬مصالح الدول القومية‪ ،‬ولكن أيضا Ù‹ حقائق الدول القومية المتشابكة من خالل اعتمادها االقتصادي المتبادل‬ ‫كما يقتضي نظام تعددية األطراÙ? الحديث هذا أن تكون للقوى االقتصادية الصاعدة مشاركة أوسع Ù?ÙŠ كيÙ?ية إدارة مؤسسات‬ ‫مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي‪ .‬وهذا أمر صحيح وال مناص منه‪ .‬لقد تغير العالم تغيراً جذريا Ù‹ منذ أن شارك كينيز‬ ‫‪.‬Ù?ÙŠ مؤتمر بريتون وودز Ù?ÙŠ عام ‪ .1944‬وعلينا أن نتغير معه‬ ‫لقد شرع مجلس محاÙ?ظي البنك الدولي هذا العام Ù?ÙŠ تنÙ?يذ أول مرحلة من اإلصالحات التي تستهدÙ? زيادة Ù†Ù?وذ البلدان‬ ‫النامية‪ ،‬لكن يتعين علينا اآلن مواصلة الجهود الرامية إلى إعادة التوازن بين كل من حقوق التصويت ومقاعد مجلس‬ ‫المديرين التنÙ?يذيين بالبنك‪ .‬إن القيام بهذه التغييرات سيستلزم أن تعيد كل من أوروبا والواليات المتحدة النظر Ù?ي‬ ‫الصالحيات والضوابط القديمة‪ .‬إال أن كيÙ?ية القيام بذلك متروكة للحكومات للبت Ù?يها‪ .‬إال أنني أحثهم على التحلي بالشجاعة‬ ‫وبعد النظر‪ .‬كما يتعين على القوى الصاعدة من أصحاب المصلحة أن تدرك أن هناك مسؤوليات تأتي يدا Ù‹ بيد مع الحقوق‬ ‫التي سيحصلون عليها‪ ،‬ويشمل ذلك زيادة المساعدات اإلنمائية‪ .‬وال ينبغي أن يكون االعتراÙ? بهذه القوى الجديدة على‬ ‫‪.‬حساب الضعÙ?اء‬ ‫‪،‬إن عملية اإلصالح قد تأخرت كثيراً‪ .‬ولهذا السبب‪ ،‬طلبت قبل بضعة أشهر من Ù?خامة رئيس جمهورية المكسيك السابق‬ ‫إرنستو سيدييو‪ ،‬أن يتولى رئاسة لجنة رÙ?يعة المستوى بشأن حوكمة مجموعة البنك الدولي لتقديم توصيات آمل أن تشكل‬ ‫‪.‬مدخالت Ù…Ù?يدة إلى مداوالت البلدان المساهمة‬ ‫التحدي الماثل أمامنا‬ ‫رأينا طوال العقود الستة األخيرة كيÙ? نجحت األسواق Ù?ÙŠ انتشال مئات الماليين من البشر من براثن الÙ?قر‪ ،‬مع توسيع‬ ‫مساحة الحريات المتاحة Ù?ÙŠ الوقت Ù†Ù?سه‪ .‬لكننا رأينا أيضا Ù‹ كيÙ? أدى الجشع والطيش الالمحدودين إلى تبديد المكتسبات‬ ‫ذاتها‪ .‬إننا بحاجة إلى اقتصاد سوق له وجه إنساني Ù?ÙŠ القرن الحادي والعشرين‪ .‬وعلى اقتصادات السوق ذات الوجه‬ ‫‪.‬اإلنساني أن تدرك مسؤوليتها إزاء األÙ?راد والمجتمعات‬ ‫عندما ألقى كينيز كلمته األخيرة Ù?ÙŠ مؤتمر بريتون وودز‪ ،‬كانت رحى الحرب العالمية الثانية ال تزال دائرة‪ .‬وÙ?ÙŠ السياق‬ ‫العام لألحداث‪ ،‬لم تبد األخبار المتعلقة بتأسيس بعض المؤسسات المبهمة أمرا Ù‹ يستحق االهتمام‪ ،‬بيد أنها أصبحت تشكل‬ ‫‪.‬المرتكزات الرئيسية لبنية ما بعد الحرب‬ ‫إن مؤتمر قمة مجموعة العشرين القادم يجمع معا Ù‹ قادة البلدان الرئيسية Ù?ÙŠ العالم‪ ،‬ويشكل تعاونهم Ù?ÙŠ اتخاذ ما يلزم من‬ ‫إجراءات أمراً جوهرياً‪ .‬ويتعين على قادة البلدان المشاركة االعتماد على المؤسسات المتعددة األطراÙ? التي ورثوها‬ ‫واالستÙ?ادة منها وتوظيÙ?ها‪ .‬وإذا تصرÙ?ت مجموعة العشرين كمجموعة توجيهية‪ ،‬سيكون بمقدور المؤسسات المتعددة‬ ‫‪.‬األطراÙ? أن تمد يد العون لها Ù?ÙŠ إيجاد حلول لهذه األزمة من خالل طرح Ø£Ù?كار وإجراءات عملية‬ ‫‪،‬ونحسن صنعاً‪ ،‬بينما نقتنص الÙ?رص المتاحة Ù?ÙŠ ظل األزمة الراهنة‪ ،‬لو استحضرنا كلمات كينيز Ù?ÙŠ مالحظاته الختامية‬ ‫مة أكبر‪ ،‬وقد بدأنا هذه المه ّ‬ ‫مة المحدودة‪ ،‬Ù?ثمة أمل للعالم‬ ‫‪".‬حين قال‪" :‬إذا كنا نستطيع االستمرار Ù?ÙŠ مه ّ‬