88908 v2 ‫التنمية‬ ‫المراعية للظروف المناخية‬ ‫الجراءات التي تساعد في بناء الرخاء وإنهاء‬ ‫تعظيم منافع إ‬ ‫الفقر ومكافحة تغ ّير المناخ‬ ‫©‪ 2014‬البنك الدولي لإلنشاء والتعمير‪/‬البنك الدولي ومؤسسة كاليمتوركس (‪)ClimateWorks Foundation‬‬ ‫مؤسسة كاليمتوركس‬ ‫البنك الدولي‬ ‫‪Montgomery Street, Suite 1300 235‬‬ ‫‪H St NW 1818‬‬ ‫‪San Francisco, CA 94104‬‬ ‫‪Washington DC 20433‬‬ ‫‪USA‬‬ ‫‪1000-473-Telephone: 202‬‬ ‫‪Internet: www.climateworks.org‬‬ ‫‪Internet: www.worldbank.org‬‬ ‫هذا التقرير هو نتاج عمل مشترك بين البنك الدولي ومؤسسة كاليمتوركس (‪ .)ClimateWorks Foundation‬وال تشكِّل النتائج والتفسيرات واالستنتاجات الواردة في هذا‬ ‫التقرير بالضرورة وجهات نظر البنك الدولي أو مجلس مديريه التنفيذيين أو الحكومات التي يمثلونها‪.‬‬ ‫حكمٍ‬ ‫ُ‬ ‫أي‬ ‫التقرير‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫خريطة‬ ‫أية‬ ‫في‬ ‫نة‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ُ ّ‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫األخرى‬ ‫والمعلومات‬ ‫يات‬‫م‬‫مس ّ‬ ‫وال يضمن البنك الدولي دقة البيانات التي يتضمنها هذا التقرير‪ .‬وال تعني الحدود واأللوان وال ُ‬ ‫من جانب البنك الدولي على الوضع القانوني ألي إقليم أو تأييد هذه الحدود أو قبولها‪.‬‬ ‫الحقوق أ‬ ‫والذون‬ ‫تخضع محتويات هذا التقرير لحقوق الطبع والنشر‪ .‬وألن البنك الدولي ومؤسسة كاليمتوركس يشجعان نشر معارفهما‪ ،‬فإنه يجوز نسخ هذا التقرير بأكمله أو أجزاء منه ألغراض‬ ‫غير تجارية شريطة أن يُنسب هذا التقرير بالكامل لصاحبه‪.‬‬ ‫ويجب توجيه أية استفسارات عن الحقوق والتراخيص‪ ،‬بما في ذلك حقوق التبعية‪ ،‬إلى إدارة مطبوعات البنك الدولي على العنوان التالي‪World Bank Publications, :‬‬ ‫‪ ،The World Bank Group, 1818 H St. NW, Washington, DC 20433, USA‬فاكس‪ ،2422-522-202 :‬بريد إلكتروني‪.pubrights@worldbank.org :‬‬ ‫مرجع الصورة‪ :‬صورة الغالف مقدمة من ‪Shutterstock.com‬‬ ‫شكر وتقدير‬ ‫وضم فريق العمل من البنك الدولي كال من سمير أكبر وغاري كليمان (رئيسا‬ ‫تود مؤسسة كاليمتوركس والبنك الدولي توجيه الشكر إلى فرق وضع النماذج‬ ‫فريق العمل) وصمويل أوغاه وروبرت بيسيت وفيونا دوغالس وستايسي مورفورد‬ ‫وخبراء االستعراض وفرق العمل بالمشروع على إسهاماتهم جميعا في إعداد‬ ‫وفينكات غوباالكريشنان وكارين ريفيز وسامراويت بيينيه‪ .‬وتولت كارين كيمبر‬ ‫هذا التقرير‪.‬‬ ‫وجين إيبنجر اإلشراف اإلداري‪ .‬وأسهم كيرك هاميلتون إريكا جورجينسون وستيفان‬ ‫وقد قام بأعمال وضع النماذج لهذا التقرير ُ‬ ‫كل من ريتا فان دينجينن (مركز البحوث‬ ‫هوليغيت بتقديم المشورة بشأن تحليل االقتصاد الكلي‪ .‬وخضع التقرير الستعراض‬ ‫المشتركة التابع للمفوضية األوروبية) وسارة هانتر (مؤسسة أكسفورد إيكونوميكس)‬ ‫كل من ماسامي كوجيما وآندرياس كوب وموثوكومار ماني وتيجين‬ ‫النظراء قام به ٌ‬ ‫وسودير غوتا (مركز آسيا للهواء النظيف)‪.‬‬ ‫أرين وكارتر براندون‪ .‬ويجدر التنويه مع الشكر واالمتنان باإلسهامات التي تلقيناها‬ ‫وضم فريق عمل كاليمتوركس سورابي مينون ولورا سيغافريدو (رئيستا‬ ‫من موظفي البنك الدولي التالية أسماؤهم‪ :‬نوبور غوبتا وأوم براكاش أغاروال وغوراف‬ ‫فريق العمل)‪ .‬وقدمت روتينغ جيانغ‪ ،‬التي كانت تعمل سابقا في مؤسسة‬ ‫جوشي وسينتانا فيرغارا وماركوس لي وفاروق البنا وستيفن هامر ويابي غانغ ويون‬ ‫كاليمتوركس‪ ،‬المساندة التحليلية ألعمال وضع النماذج‪ ،‬وقام سيث مونتيث بتصميم‬ ‫وو وتشارلز فاينشتاين وسفيتالنا إيدميديز وتيم فالنتينر وغويليرمو هيرنانديز وأونو‬ ‫الرسوم البيانية‪ ،‬كما قامت ديبرا جونز بتحرير التقرير‪ .‬وتولت شارلوت بيرا اإلشراف‬ ‫رول وغلوريا غراندوليني وكالوس روالند وديبورا ويتزيل‪.‬‬ ‫اإلداري‪.‬‬ ‫‪iii‬‬ ‫أ‬ ‫مسرد الكلمات الساسية والعبارات‬ ‫الكربون األسود (‪ :)Black Carbon‬جزيء أسود صغير يرفع درجة حرارة‬ ‫األوزون (‪ :)Ozone‬هو من الغازات التي تسبب التلوث واالحتباس الحراري والذي ال‬ ‫األرض‪ .‬ومع أن الكربون األسود جزيء وليس غازا ً من غازات الدفيئة المسببة‬ ‫يتشكّل إال من خالل تفاعالت كيميائية معقدة مع مواد أخرى في الغالف الجوي‬ ‫لالحتباس الحراري‪ ،‬فإنه يعتبر ثاني أكبر عوامل احترار المناخ بعد ثاني أكسيد‬ ‫(مثل الميثان)‪ ،‬وهو يضر بصحة اإلنسان والمحاصيل معاً‪.‬‬ ‫الكربون‪ .‬وبخالف ثاني أكسيد الكربون‪ ،‬يختفي الكربون األسود سريعاً ويمكن‬ ‫أوزون الطبقة السفلى من الغالف الجوي أو األوزون التروبوسفيري‬ ‫إزالته من الغالف الجوي إذا توقفت انبعاثاته‪ ،‬ويؤدي تخفيضه إلى تحسين‬ ‫(‪ :)Tropospheric Ozone‬يُسمى أحياناً أوزون مستوى سطح األرض‪ ،‬ويشير‬ ‫صحة اإلنسان‪.‬‬ ‫إلى األوزون الذي يتشكل أو يستقر في ذلك الجزء من الغالف الجوي الواقع‬ ‫بين سطح األرض والطبقة الفاصلة بين الطبقة السفلى والطبقة العليا من الغالف‬ ‫مركبات الهيدروفلوروكربون (‪ :)Hydrofluorocarbons‬هي بدائل كيميائية للمواد‬ ‫الجوي (أدنى ‪ 20-10‬كيلومترا من الغالف الجوي)‪.‬‬ ‫المستنفدة لطبقة األوزون يجري التخلص التدريجي منها بموجب بروتوكول‬ ‫مونتريال‪ .‬وت ُستخدم هذه المواد في أنظمة التدفئة والتبريد وبوصفها هبا ً‬ ‫ء جويا‬ ‫التأثير اإلشعاعي (‪ :)Radiative Forcing‬هو مقياس صافي التغيّر في توازن الطاقة‬ ‫(إيروسول)‪ .‬ومع أنها أقل ضررا على طبقة األوزون من المواد التي تحل محلها‪،‬‬ ‫ير إشعاع الشمس الوارد مطروحاً منه اإلشعاع الصادر‬ ‫بين األرض والفضاء‪ ،‬أي تغ ّ‬ ‫فإنه يمكن أن تكون لها قدرة كبيرة جدا على إحداث احترار عالمي‪.‬‬ ‫عن األرض‪ .‬وعلى الصعيد العالمي‪ ،‬يتم قياس المتوسط السنوي للتأثير اإلشعاعي‬ ‫عند أعلى الغالف الجوي‪ ،‬أو الطبقة الفاصلة بين الطبقتين العليا والسفلى من‬ ‫من صنع اإلنسان (‪ :)Anthropogenic‬بفعل اإلنسان أو ناتج عنه‪.‬‬ ‫بر عنه بوحدات معدل االحترار (وات) في وحدة المساحة‬ ‫الغالف الجوي‪ .‬ويع ّ‬ ‫(متر مربع)‪.‬‬ ‫المنافع االجتماعية واالقتصادية المحلية (‪ :)Local Socioeconomic Benefits‬هي‬ ‫منافع مثل نمو إجمالي الناتج المحلي‪ ،‬وزيادة الوظائف وفرص العمل‪ ،‬وتخفيض‬ ‫التخفيف (‪ :)Mitigation‬هو إجراءات لمعالجة تغيّر المناخ من خالل تخفيض غازات‬ ‫تكاليف الطاقة والوقود‪ ،‬وتوفير الوقت‪ ،‬وتحسين جودة المياه والهواء‪ ،‬وارتفاع‬ ‫الدفيئة والعوامل األخرى المؤثرة في المناخ‪.‬‬ ‫غلة المحاصيل‪ ،‬وتحسين الصحة العامة‪ ،‬وتقليل معدل الوفيات‪ ،‬التي تتحقق‬ ‫ثاني أكسيد الكربون (‪ :)Carbon Dioxide‬غاز الدفيئة الذي يتسبب في أكبر تأثير‬ ‫داخل البلد الذي يتم فيه تنفيذ السياسة أو المشروع‪.‬‬ ‫لالحترار العالمي‪ .‬وعلى الرغم من التخلص من أكثر من نصف كمياته من الغالف‬ ‫المنافع االقتصادية التكاملية ( ‪:)Synergistic Economic Benefits‬‬ ‫الجوي في غضون قرن واحد‪ ،‬يبقى جزء من انبعاثاته (حوالي ‪ 20‬في المائة) في‬ ‫عفة والروابط األمامية لالستثمار‬ ‫هي منافع اقتصادية كلية تنتج عن آثار مضا َ‬ ‫الغالف الجوي آلالف السنين‪.‬‬ ‫وتفاعالت محتملة بين القطاعات؛ مثال‪ ،‬المنافع غير المباشرة في قطاعي الصحة‬ ‫عبء المرض العالمي (‪ :)Global Burdens of Disease‬دراسة لوضع‬ ‫والزراعة التي تنتج عن كهربة قطاع النقل إذا ما قام قطاع الكهرباء في وقت‬ ‫تقديرات عدد الوفيات في العالم سنوياً نتيجة لمختلف األمراض أو األسباب‬ ‫متزامن بتقليل كثافة انبعاثاته الكربونية وانبعاثات الملوثات المشتركة من جراء‬ ‫البيئية‪ ،‬ويمكن أيضاً تقسيمها إلى مناطق ومجموعات مختلفة‪ .‬انظر‬ ‫وضع معيار لألداء أو االلتزام باستخدام مصادر الطاقة المتجددة‪.‬‬ ‫‪.http://www.healthmetricsandevaluation.org/gbd‬‬ ‫‪v‬‬ ‫التنمية المراعية للظروف المناخية‬ ‫الميثان (‪ :)Methane‬هو غاز دفيئة ال يدوم سوى فترة متوسطها ‪ 12‬سنة‬ ‫منافع السلع العامة العالمية (‪ :)Global Public Goods Benefits‬هي منافع مثل‬ ‫في الغالف الجوي‪ ،‬وهو فعال جدا ً في رفع درجات الحرارة في تلك الفترة‪.‬‬ ‫حماية خدمات النظم اإليكولوجية والحد من ترسب األحماض وفقدان البنية‬ ‫فالجزيء الواحد من الميثان يعطي حرارة أكبر بواقع ‪ 25‬مرة مما يعطيها ثاني‬ ‫التحتية وتخفيض آثار تغير المناخ‪ ،‬التي تتحقق خارج نطاق البلد الذي يتم فيه‬ ‫أكسيد الكربون في فترة ‪ 100‬سنة (و‪ 72‬مرة في فترة ‪ 20‬سنة)‪.‬‬ ‫تطبيق سياسة أو تنفيذ مشروع ما‪.‬‬ ‫المؤثرات قصيرة األجل‪/‬ملوثات المناخ قصيرة األجل (‪Short-lived Forcers‬‬ ‫نهج النظم (‪ :)Systems Approach‬هو نهج يستفيد من المنافع المباشرة وغير‬ ‫‪ :)or Short-lived Climate Pollutants‬هي مواد مثل الميثان أو الكربون‬ ‫المباشرة للسياسات والمشاريع‪ ،‬ويحدد كميا آثارها االقتصادية الكلية‪ .‬والغرض‬ ‫األسود أو أوزون التروبوسفير (طبقة الغالف الجوي السفلى) وبعض مواد‬ ‫منه هو االستفادة من الترابط بين المنافع المحددة‪.‬‬ ‫الهيدروفلوروكربونات التي لها أثر كبير على تغيّر المناخ في األمد القريب وفترة‬ ‫حياة قصيرة نسبياً في الغالف الجوي مقارنة بثاني أكسيد الكربون والغازات‬ ‫األخرى األطول أجال‪.‬‬ ‫‪vi‬‬ ‫توطئة‬ ‫بقت جميعا‪ ،‬أن تؤدي إلى خفض انبعاثات غازات الدفيئة بما يعادل سحب‬ ‫إذا ما طُ ِّ‬ ‫تدل الشواهد بوضوح على أن تغير المناخ يضر فعليا بالفقراء‪ .‬فهو يلحق أضرارا بالبنية‬ ‫ملياري سيارة من الطرق‪.‬‬ ‫التحتية‪ ،‬ويهدد المدن الساحلية‪ ،‬ويتسبب في انخفاض غلة المحاصيل‪ ،‬فضال عن إحداث‬ ‫ويتناول التقرير أيضا أربعة مشاريع في بلدان محددة واآلثار التي كان يمكن‬ ‫تغييرات في محيطاتنا وتعريض األرصدة السمكية واألنواع للخطر‪.‬‬ ‫إحداثها لو تم توسيع نطاقها على المستوى الوطني‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬لو كانت‬ ‫وقد أشار الفريق الحكومي الدولي المعني بتغيّر المناخ التابع لألمم المتحدة‬ ‫الهند قامت بتشييد ألف كيلو متر من الحارات الجديدة للنقل السريع بالحافالت في‬ ‫بصورة أوضح من ذي قبل إلى أن تغير المناخ هو أمر حقيقي‪ ،‬وأن آثاره تطال جميع‬ ‫نحو عشرين مدينة كبيرة‪ ،‬الشتملت المنافع خالل ‪ 20‬عاما على إنقاذ حياة أكثر من‬ ‫القارات وكافة المحيطات‪ .‬وتشير تقارير الفريق المتوالية بوضوح إلى أننا غير مستعدين‬ ‫‪ 27‬ألف شخص نتيجة انخفاض معدل الحوادث وتلوث الهواء‪ ،‬ولتم خلق ‪ 128‬ألف‬ ‫كما يجب إلدارة مخاطر تغير المناخ واآلثار التي يُحدثها‪ ،‬وأن االنبعاثات العالمية من‬ ‫فرصة عمل طويلة األجل‪ .‬ولعاد ذلك أيضا بمردودات إيجابية كبيرة على إجمالي الناتج‬ ‫غازات الدفيئة ترتفع بوتيرة أسرع من ذي قبل‪ ،‬رغم الجهود المبذولة لتخفيضها‪.‬‬ ‫المحلي للهند وقطاعها الزراعي والمناخ العالمي‪.‬‬ ‫وبالتالي لن ينجو أحد من هذه اآلثار‪ .‬ويشكل تغير المناخ خطرا جسيما على‬ ‫وتقرير "التنمية المراعية للظروف المناخية" هو عمل مشترك مع مؤسسة‬ ‫استقرار االقتصاد العالمي‪ .‬وبدون اتخاذ إجراءات تخفيف عاجلة‪ ،‬لن يتسنى إنهاء الفقر‬ ‫كاليمتوركس‪ ،‬وهو يتيح إطارا لتحسين فهمنا لمخاطر المناخ والمنافع في كل ما‬ ‫المدقع بحلول عام ‪.2030‬‬ ‫نقوم به‪ .‬وتظهر نتائج التقرير بوضوح أن التنمية المنفذة تنفيذا جيدا يمكنها تحقيق‬ ‫ونحن في مجموعة البنك الدولي‪ ،‬نعلم أن األمور ال يجب أن تسير على هذا النحو‪.‬‬ ‫فوائد جمة على صعيد المناخ‪.‬‬ ‫ونعتقد أنه يمكن تخفيض االنبعاثات وتوفير وظائف وفرص اقتصادية‪ ،‬مع القيام في‬ ‫وإنني أوصي بهذا التقرير لواضعي السياسات والعاملين في مجال التنمية‬ ‫الوقت ذاته بتخفيض تكاليف الرعاية الصحية والطاقة‪ .‬ويقدم هذا التقرير شواهد وأدلة‬ ‫على حد سواء‪.‬‬ ‫قوية تؤيد وجهة النظر هذه‪.‬‬ ‫ويبرز هذا التقرير المعنون "التنمية المراعية للظروف المناخية" حلوال إنمائية قابلة‬ ‫أبحاث لقياس المنافع االجتماعية لإلجراءات‬‫ٍ‬ ‫للتطبيق على نطاق واسع‪ ،‬ويستند إلى‬ ‫المتعلقة بالمناخ‪ .‬ويقوم التقرير بمحاكاة بعض دراسات الحاالت لسياسات يمكن‬ ‫أن تؤدي إلى خفض االنبعاثات في ثالثة قطاعات‪ :‬النقل والصناعة وكفاءة استخدام‬ ‫الطاقة في المباني‪.‬‬ ‫جيم يونغ كيم‬ ‫ين التقرير أيضا اآلثار التي يمكن إحداثها على المستوى الوطني من توسيع نطاق‬ ‫ويب ّ‬ ‫رئيس مجموعة البنك الدولي‬ ‫الحلول اإلنمائية في خمسة بلدان كبيرة واالتحاد األوروبي‪ .‬ويمكن لهذه السياسات‪،‬‬ ‫‪vii‬‬ ‫ملخص واف‬ ‫و كبير من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وغازات الدفيئة‬ ‫ويجب الحد على نح ٍ‬ ‫يعنى المسؤولون االقتصاديون في أي بلد في المقام األول بخلق الوظائف‪ ،‬وحفز‬ ‫األخرى للحيلولة دون ارتفاع درجة حرارة األرض بأكثر من درجتين مئويتين‪ .‬ورغم‬ ‫‪2‬‬ ‫النمو‪ ،‬وتشجيع قدرة االقتصاد الوطني على المنافسة‪ .‬وهم يشعرون بالقلق أيضا‬ ‫بطء التقدم الذي حققته الجهود الرامية لخفض الملوثات المناخية‪ ،‬فإن الشواهد‬ ‫إزاء اآلثار التي ستلحقها التغيرات المناخية بمستقبل اقتصادهم الوطني‪ .‬وتتزايد‬ ‫العلمية األخيرة تشير إلى أن خفض ما يُسمى "بالملوثات المناخية قصيرة األجل"‬ ‫رغبة هؤالء المسؤولين في معرفة ما إذا كانت هناك استثمارات وجهود يمكنها تلبية‬ ‫المسؤولة عن ما يصل إلى ‪ 40‬في المائة من الزيادة الحالية في درجة الحرارة‪ ،‬يمكن‬ ‫أولويات التنمية العاجلة‪ ،‬وتتصدى في الوقت نفسه للتحديات التي تواجه عالمنا الذي‬ ‫أن تحدث آثارا مناخية مباشرة‪ 3.‬ويمكن أن تؤدي اإلجراءات التكميلية بشأن الحد من‬ ‫ترتفع حرارته بسرعة‪.‬‬ ‫غازات الدفيئة والملوثات المناخية قصيرة األجل إلى إبطاء وتيرة االحترار في المدى‬ ‫وبفضل مجموعة متزايدة من البحوث العلمية‪ ،‬من الواضح اآلن أن نهج التنمية‬ ‫القريب‪ ،‬وتجنب الوصول إلى نقاط التحول الخطيرة‪ 4،‬والسماح بإمكانية تكيف الفئات‬ ‫المراعية للظروف المناخية يمكنه زيادة الوظائف وإنقاذ حياة الماليين‪ ،‬كما يمكن أن‬ ‫األكثر فقرا في العالم مع المناخ المتغير‪.‬‬ ‫تؤدي سياسات ومشاريع التنمية المراعية للظروف المناخية إلى إبطاء وتيرة التغيرات‬ ‫ومن بين الملوثات المناخية قصيرة األجل‪ ،‬فإن الكربون األسود وغاز الميثان‬ ‫المناخية السلبية‪ .‬وبناء على هذه المعلومات العلمية الجديدة‪ ،‬ومع ظهور أدوات‬ ‫يُعتبران األكثر تأثيرا‪ ،‬وهما أيضا من ملوثات الهواء التي تضر بصحة اإلنسان وتحد من‬ ‫نمذجة اقتصادية جديدة لتحديد حجم هذه المنافع‪ ،‬فمن الواضح أن هدفي التنمية‬ ‫اإلنتاج الزراعي‪ .‬ويمكننا‪ ،‬من خالل خفض كمياتهما‪ ،‬الحيلولة دون وقوع ‪ 2.4‬مليون‬ ‫االقتصادية وحماية المناخ يمكن أن يكمل أحدهما اآلخر‪.‬‬ ‫حالة وفاة‪ ،‬وزيادة إنتاج المحاصيل الزراعية بحوالي ‪ 32‬مليون طن كان العالم سيخسرها‬ ‫يستخدم هذا التقرير أدوات نمذجة جديدة لبحث المجموعة الكاملة للمنافع‬ ‫التي يمكن للسياسات الطموحة الخاصة بالحد من تغير المناخ أن تحققها في قطاعات‬ ‫سنويا‪ 5.‬وفي المناطق الريفية‪ ،‬يمكن إنقاذ ماليين األشخاص من الوفاة مبكرا بالتحول‬ ‫النقل والتصنيع والبناء في كل من الواليات المتحدة والصين واالتحاد األوروبي والهند‬ ‫إلى حلول الطهي النظيفة‪ .‬أما في المدن‪ ،‬فيمكن لمستخدمي وسائل المواصالت توفير‬ ‫والمكسيك والبرازيل‪ .‬ويصف التقرير أيضا المنافع المتعددة ألربع دراسات لمشاريع‬ ‫الوقت‪ ،‬كما يمكن خفض حاالت اإلصابة بالربو واألزمات القلبية التي تُقدر باآلالف من‬ ‫إنمائية تحاكي الواقع تم توسيع نطاقها على الصعيد الوطني‪.‬‬ ‫خالل تحسين شبكات النقل‪ .‬وسيؤدي الحد من هذه الملوثات عبر التنمية المراعية‬ ‫‪1‬‬ ‫عالوة على ذلك‪ ،‬فإن التقرير يبني على الجهود األخيرة لتقدير منافع التنمية‬ ‫التي تنشأ نتيجة لخفض ملوثات المناخ‪ .‬ويتضمن ذلك النمو االقتصادي‪ ،‬وخلق وظائف‬ ‫جديدة‪ ،‬وتحسين غلة المحاصيل‪ ،‬وتعزيز أمن الطاقة‪ ،‬وتحسين صحة الناس‪ ،‬وإنقاذ‬ ‫‪ 1‬يُرجى مالحظة أن مصطلح المنفعة المشتركة لم يُستخدم في هذا التقرير ألنه يشير ضمنا إلى منفعة رئيسية‬ ‫ ‬ ‫حياة الماليين‪ .‬وفي حاالت كثيرة‪ ،‬تنشأ هذه المنافع بسرعة‪ ،‬وتتراكم على الصعيد‬ ‫ة على أخرى‪.‬‬ ‫في حين يسعى التقرير إلى بيان األسباب العديدة وراء القيام بخفض االنبعاثات دون تفضيل منفع ٍ‬ ‫‪" 2‬اخفضوا الحرارة‪ :‬لماذا يجب تفادي ارتفاع درجة حرارة األرض ‪ 4‬درجات مئوية"‪ ،‬البنك الدولي‪،‬‬ ‫المحلي‪ ،‬وخاصة في البلد الذي قام باتخاذ اإلجراءات الضرورية‪.‬‬ ‫نوفمبر‪/‬تشرين الثاني ‪.2012‬‬ ‫‪ 3‬لملوثات المناخ قصيرة األجل‪ ،‬مثل الميثان أو الكربون األسود أو أوزون التروبوسفير (طبقة الغالف الجوي‬ ‫ير المناخ في األمد القريب وفترة حياة قصيرة نسبياً‬‫السفلى) وبعض مواد الهيدروفلوروكربونات‪ ،‬أثر كبير على تغ ّ‬ ‫خطورة االنبعاثات‬ ‫في الغالف الجوي مقارنة بثاني أكسيد الكربون والغازات األخرى األطول أجال‪.‬‬ ‫‪ 4‬مع تجاوز درجة حرارة األرض مستوى الدرجتين‪ ،‬يتزايد خطر تجاوز عتبات الحد األقصى لعناصر التحول غير‬ ‫تفرض آثار تغير المناخ أعباء ال يمكن إنكارها على التنمية االقتصادية‪ ،‬من خالل‬ ‫المتسق في النظام األرضي‪ ،‬والزيادات التي ال رجعة فيها في آثار تغير المناخ‪ .‬ويشمل ذلك موت أغصان أشجار‬ ‫التسبب في أضرار كبيرة بالزراعة والموارد المائية والنظم اإليكولوجية والبنية التحتية‬ ‫غابات األمازون المطيرة‪ ،‬وآثار النظم اإليكولوجية للمحيط الهندي‪ ،‬واضطراب الطبقة الجليدية‪" ،‬اخفضوا الحرارة‪:‬‬ ‫لماذا يجب تفادي ارتفاع درجة حرارة األرض ‪ 4‬درجات مئوية"‪ ،‬البنك الدولي‪ ،‬نوفمبر‪/‬تشرين الثاني ‪.2012‬‬ ‫وصحة اإلنسان‪ .‬وقد ثبت أن هذه اآلثار تلحق أضرارا فادحة بفئات السكان األكثر‬ ‫‪" 5‬دمج ملوثات المناخ قصيرة األجل في أنشطة البنك الدولي"‪ ،‬البنك الدولي‪ ،‬يونيو‪/‬حزيران ‪.2013‬‬ ‫تعرضا للمعاناة في العالم‪.‬‬ ‫‪ix‬‬ ‫التنمية المراعية للظروف المناخية‬ ‫ويقترح التقرير اإلطار التالي لتحليل السياسات والمشاريع‪:‬‬ ‫للظروف المناخية إلى نمو االقتصادات‪ ،‬وزيادة مستويات اإلنتاج‪ ،‬وتحسين الصحة‬ ‫العامة للسكان‪ ،‬وإبطاء وتيرة التغيرات المناخية‪.‬‬ ‫تحديد كامل المنافع التي تنتج عن مشروع أو سياسة ما‪ ،‬بما في ذلك تحسين‬ ‫‪ .1‬‬ ‫الخدمات الصحية وغلة المحاصيل وتوفير الطاقة ونمو فرص العمل وإنتاجية‬ ‫تحقيق أ‬ ‫األيدي العاملة والنمو االقتصادي‬ ‫الهداف الخاصة بالتنمية والمناخ في آن واحد‬ ‫تحديد أدوات تقييم مالئمة تقدّم أفكارا متبصرة عن كل منفعة يمكن قياسها‬ ‫‪. 2‬‬ ‫اختيار األداة االقتصادية الكلية المالئمة لتحليل المنافع االقتصادية المباشرة‬ ‫‪.3‬‬ ‫ ‬ ‫يمكن أن تعود السياسات التي ت ُحد من انبعاثات غازات الدفيئة والملوثات قصيرة‬ ‫والتكاملية‬ ‫األجل األخرى بمنافع اقتصادية وصحية واجتماعية ال تخطئها العين‪ .‬فعلى سبيل المثال‪،‬‬ ‫تقدير المجموعة الكاملة للمنافع وعرض النتائج باستخدام مقاييس مناسبة‬ ‫ ‬ ‫‪.4‬‬ ‫جع على تعزيز كفاءة قطاع النقل – بما في ذلك استخدام‬ ‫ستؤدي أية سياسة تش ّ‬ ‫للجمهور‬ ‫عالة ‪ -‬إلى توفير الوقود والوقت‪ ،‬وهو‬ ‫ّ‬ ‫الف‬ ‫العام‬ ‫النقل‬ ‫ووسائل‬ ‫للوقود‪،‬‬ ‫المركبات الموفرة‬ ‫ما يؤدي إلى تحسين أمن الطاقة وإنتاجية األيدي العاملة‪ .‬وهذه السياسات يمكنها‬ ‫أيضا أن تحد من مشكالت الجهاز التنفسي بسبب الضباب الدخاني‪ ،‬مما يؤدي إلى‬ ‫وتستخدم هذه الدراسة العديد من دراسات الحاالت لبيان كيفية تطبيق هذا‬ ‫إنقاذ األرواح وتحسين مستوى الرؤية وإفادة االستثمارات المحلية في قطاعات مثل‬ ‫اإلطار التحليلي‪ .‬وتغطي دراسات الحاالت ملوثات متعددة (الجسيمات الدقيقة السيما‬ ‫السياحة والترفيه‪ .‬وبالمثل‪ ،‬قد يتم تنفيذ مشروع لتحسين إدارة النفايات الصلبة سعياً‬ ‫الكربون األسود‪ ،‬وغازات الدفيئة شاملة غاز الميثان أحد سالئف األوزون وثاني أكسيد‬ ‫في بادئ األمر لتحقيق منافعه المتعلقة بالصحة العامة والرعاية الصحية‪ ،‬لكنه يمكن‬ ‫الكربون) وقطاعات متعددة (النقل والصناعة والمباني والنفايات والزراعة)‪ .‬وهي تعرض‬ ‫أن يؤدي أيضا إلى خفض انبعاثات غاز الميثان وتعزيز غلة المحاصيل وتوفير الطاقة‪.‬‬ ‫منافع اإلطار من منظورين‪ :‬السياسات القطاعية المطبّقة على المستوى الوطني أو‬ ‫وتسهم كل تلك المكاسب في تحقيق النمو االقتصادي‪.‬‬ ‫اإلقليمي‪ ،‬والمشاريع المنفذة على المستوى دون الوطني‪ .‬ومن خالل تطبيق اإلطار‬ ‫وعلى مستوى المشاريع‪ ،‬فإن التحليالت االقتصادية ال تتضمن في الغالب هذه‬ ‫لتحليل كال النوعين من اإلجراءات التدخلية‪ ،‬يظهر التقرير قيمة هذا النهج بالنسبة‬ ‫المنافع‪ ،‬ويرجع السبب في ذلك إلى صعوبة قياس العديد من المنافع الصحية والبيئية‬ ‫لواضعي السياسات الوطنية والمحلية ومؤسسات التمويل الدولية وغيرها‪.‬‬ ‫قياسا كميا‪ .‬وأسفر ذلك الوضع عن قصور التحليالت المتاحة أمام واضعي السياسات‪.‬‬ ‫ويركز التقرير على تقييم المنافع المتعددة لسياسات ودراسات حاالت مشاريع‬ ‫وقد أدت الجهود األخيرة لتحسين تقدير اآلثار الكاملة للمشاريع اإلنمائية المقترحة‬ ‫تحاكي الواقع‪ .‬ويجب النظر إلى هذه التحليالت باعتبارها "عمليات محاكاة كاملة‬ ‫إلى تطوير العديد من األدوات والنماذج التحليلية الجديدة التي يستطيع الخبراء‬ ‫و يميل للتفاؤل‬ ‫للتنفيذ"‪ 7‬مقارن ً‬ ‫ة بسيناريو المسار المعتاد‪ .‬ويتم قياس المنافع على نح ٍ‬ ‫االقتصاديون بفضلها تقييم اآلثار المتعددة للملوثات وتقدير قيمة تخفيضات االنبعاثات‬ ‫ألنها ال تتضمن بالضرورة تكاليف المعامالت والمخاطر وتشوهات األسواق وغيرها من‬ ‫بصورة أوفى‪ .‬ويمكن لألدوات المستخدمة اليوم أيضا أن تضع نماذج لآلثار التكاملية‬ ‫العوامل التي يمكن إدراجها عند تقييم تنفيذ سياسة ما‪ ،‬لكنها تقدّم لبنة مهمة لتنقيح‬ ‫لدورة تلك األضرار والمنافع من خالل االقتصاد‪.‬‬ ‫النهج واألساليب واألدوات المستخدمة لتحليل المنافع المتعددة‪ .‬وتبرز النتائج أيضا‬ ‫الحاجة إلى ضبط أدوات النمذجة لتمثل األوضاع الواقعية بصورة أكثر دقة‪.‬‬ ‫إطار لتقييم المنافع‬ ‫دراسات الحاالت تظهر تحقق منافع كبيرة‬ ‫يسعى هذا التقرير إلى تحديد حجم االستثمارات التي تمثل مكسبا اقتصاديا حقيقيا من‬ ‫حيث زيادة اإلنتاجية االقتصادية‪ 6.‬وهو يقوم بذلك من خالل استخدام أدوات نمذجة‬ ‫قامت ثالث دراسات حاالت تحاكي الواقع بتحليل آثار السياسات القطاعية الرئيسية‬ ‫جديدة تحسب بصورة أوفى منافع اإلجراءات التدخلية المتعلقة بالمناخ والتنمية على‬ ‫لتحديد المنافع المتحققة في ست مناطق‪( 8‬الواليات المتحدة والصين واالتحاد األوروبي‬ ‫المدى القريب والبعيد‪ .‬والتقرير‪:‬‬ ‫والهند والمكسيك والبرازيل) واألثر الواقع على إجمالي الناتج المحلي العالمي‪ .‬وتشمل‬ ‫ • يضع إطارا شامال وقابال للتعديل لرصد وقياس المنافع المتعددة لتخفيض انبعاثات‬ ‫السياسات القطاعية اللوائح التنظيمية والضرائب والحوافز لدفع التحول إلى وسائل‬ ‫العديد من الملوثات؛‬ ‫النقل النظيفة‪ ،‬وتحسين كفاءة استخدام الطاقة في الصناعة‪ ،‬واستخدام المباني واألجهزة‬ ‫ • يوضح كيف يمكن لواضعي السياسات المحلية والوطنية واألعضاء في مجتمع‬ ‫األكثر كفاءة في استعمال الطاقة‪.‬‬ ‫التنمية الدولي وغيرهم استخدام هذا اإلطار لتصميم وتحليل السياسات والمشاريع؛‬ ‫ • يسهم في وضع أساس منطقي مقنع للجمع بفعالية بين اإلجراءات المتعلقة‬ ‫بالمناخ والتنمية المستدامة والنمو األخضر المراعي للبيئة عالميا‪.‬‬ ‫ويستجيب التقرير لطلب البلدان التي تسعى جاهد ً‬ ‫ة إلى النهوض بأولويات التنمية‬ ‫ل تناولت بصورة أوسع بعض التكاليف المستترة إلجراءات التخفيف‪ ،‬مثل‬ ‫ تم بالفعل القيام بأعما ٍ‬ ‫‪6‬‬ ‫المحلية وكذلك تلبية االحتياجات لتحقيق نمو منخفض االنبعاثات الكربونية وقادر على‬ ‫نى بالمنافع‪.‬‬‫‪ .Paltsev, S. and Capros, P., 2013‬ويلزم القيام بجهود مماثلة ت ُع َ‬ ‫الصمود في وجه التغيرات المناخية‪ .‬وبالنظر إلى السياسات والمشاريع بصورة أكثر‬ ‫‪ 7‬يعني "التنفيذ الكامل" هنا أن من المفترض أن تحقق السياسات والبرامج كامل إمكاناتها الفنية‪ .‬وقد يستلزم‬ ‫تحقيق ذلك تكبد تكاليف إضافية في برامج للتثقيف والتواصل أو برامج أخرى‪.‬‬ ‫شموال‪ ،‬يستطيع المرء تقدير القيمة الكلية لإلجراءات التي تُحد من انبعاثات غازات‬ ‫‪ 8‬يُشار إلى هذه البلدان الخمسة الكبيرة واالتحاد األوروبي باسم "المناطق الست" في ثنايا التقرير من أجل‬ ‫الدفيئة وملوثات المناخ قصيرة األجل بصورة أفضل‪ ،‬وتقديم مبررات مقنعة لتنسيق‬ ‫التبسيط‪.‬‬ ‫اإلجراءات المتعلقة بالتنمية والمناخ‪.‬‬ ‫‪x‬‬ ‫ملخص واف‬ ‫االستنتاجات والخطوات المقبلة‬ ‫تشتمل المنافع السنوية‪ 9‬لهذه السياسات فقط في عام ‪ 2030‬نمو إجمالي الناتج‬ ‫المحلي بواقع ‪ 2.6 - 1.8‬تريليون دوالر‪ .‬ولن يتعرض نحو ‪ 94‬ألف شخص للموت‬ ‫يُظهر هذا التحليل أنه باستخدام اإلطار المقترح‪ ،‬يمكن تحديد إجراءات تؤدي إلى‬ ‫بسبب أمراض ذات صلة بالتلوث مثل األزمات القلبية والسرطان‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪،‬‬ ‫كفالة تحقيق النمو‪ ،‬وزيادة الوظائف والقدرة على المنافسة‪ ،‬وإنقاذ األرواح‪ ،‬وإبطاء‬ ‫ستؤدي هذه السياسات إلى تفادي إنتاج ‪ 8.5‬مليار طن متري من انبعاثات مكافئ‬ ‫وتيرة التغيرات المناخية‪.‬‬ ‫ثاني أكسيد الكربون (‪ 10)CO2e‬وتوفير نحو ‪ 16‬مليار كيلو وات‪/‬ساعة من الطاقة‪ ،‬أي‬ ‫ويبشر الكثير من جهود التنمية — عبر مجموعة متنوعة من القطاعات — بالخير‬ ‫بما يعادل سحب قرابة ملياري سيارة من الطرق‪ .‬وهذه السياسات وحدها ستكون‬ ‫للنمو االقتصادي‪ ،‬كما تشهد بذلك التحليالت االقتصادية‪ .‬ومن شأن األنشطة التي تحد‬ ‫مسؤولة عن ‪ 30‬في المائة من إجمالي التخفيض الالزم تحقيقه في عام ‪ 2030‬للحد‬ ‫أيضا من االنبعاثات – عبر مجموعة متنوعة من الملوثات ‪ -‬أن تحسن األوضاع الصحية‬ ‫من االحترار العالمي وعدم زيادته أكثر من درجتين مئويتين‪ 11.‬ويوضح الشكل م‪1-‬‬ ‫والزراعة وغير ذلك من المنافع االجتماعية واالقتصادية التي تُعتبر جزءا ً أصيالً من‬ ‫المنافع السنوية لثالث دراسات حاالت في عام ‪ 2030‬للقطاعات األساسية‪.‬‬ ‫أجندة التنمية األوسع نطاقا‪ .‬ويمكن إلدراج هذه المنافع وتحديدها تحديدا كميا‪،‬‬ ‫يقدم هذا التقرير أيضا نتائج أربع دراسات حاالت تحاكي الواقع قامت بتحليل‬ ‫حيثما أمكن ذلك‪ ،‬أن يكشف القيمة االجتماعية واالقتصادية األوسع نطاقا للمشاريع‪،‬‬ ‫العديد من المشاريع اإلنمائية المحلية التي تم توسيع نطاقها لتشمل البلد المعني‬ ‫مع تعزيز الحجج المتعلقة بتخفيف حدة المناخ في الوقت نفسه‪ .‬وبالنظر إلى ارتفاع‬ ‫بأكمله‪ ،‬ألجل تحديد منافع إضافية (تتجاوز صافي القيمة االقتصادية الحالية التي‬ ‫تكلفة عدم القيام بما يلزم بشأن تغير المناخ‪ ،‬فمن المحتم إدراج المنافع العامة للتنمية‬ ‫ة ضمن التحليل المالي للمشروع) على مدار حياة كل مشروع‪ ،‬أي لفترة‬ ‫تُحتسب عاد ً‬ ‫المراعية للظروف المناخية في التحليالت االقتصادية‪.‬‬ ‫الموسعة للنقل‬ ‫ّ‬ ‫تبلغ ‪ 20‬سنة بوجه عام‪ .‬وتمت دراسة أربعة مشاريع هي‪ :‬الشبكة‬ ‫ونتيجة للقيود في كلٍ من اإلطار واألدوات المتاحة لوضع النماذج‪ ،‬ال يقدّم هذا‬ ‫السريع بالحافالت في الهند‪ ،‬واإلدارة المتكاملة للنفايات الصلبة في البرازيل‪ ،‬ومواقد‬ ‫التقرير تقييما على مستوى المشاريع لعملية اتخاذ القرار كما ال يركز على مشكالت أو‬ ‫الطهي األنظف في المناطق الريفية بالصين‪ ،‬وهضم الغاز الحيوي والخاليا الكهروضوئية‬ ‫الشمسية في قطاع الزراعة المكسيكي‪.‬‬ ‫وتشير التقديرات إلى أن المنافع اإلجمالية على مدار حياة هذه المشاريع تشمل‬ ‫إنقاذ حياة أكثر من مليون شخص‪ ،‬وتجنب خسائر في المحاصيل تتراوح ما بين ‪1‬‬ ‫إلى ‪ 1.5‬مليون طن‪ ،‬وخلق حوالي ‪ 200‬ألف فرصة عمل‪ .‬ويمكن لهذه المشاريع أن‬ ‫‪ 9‬نظرا ألن دراسات الحاالت المعنية بالسياسات القطاعية تناولت عددا محدودا من الملوثات (الميثان والكربون‬ ‫األسود دون غيرهما من الملوثات المشتركة)‪ ،‬لم يتم تقدير المنافع الصحية والزراعية كما يجب‪ .‬لكن حتى مع‬ ‫تقلل انبعاثات مكافئ ثاني أكسيد الكربون بواقع ‪ 520 - 355‬مليون طن متري‪ ،‬أي ما‬ ‫محدودية بيانات االنبعاثات الواردة في هذه الدراسة‪ ،‬فيمكن أن تكون المنافع الناتجة كبيرة‪.‬‬ ‫يعادل إغالق قرابة ‪ 150-100‬محطة من محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم‪ .‬وذلك‬ ‫‪ 10‬ال تشمل مكافئات ثاني أكسيد الكربون‪ ،‬كما هي مستخدمة في هذا التقرير‪ ،‬سوى ثاني أكسيد الكربون‬ ‫يعادل تحقيق قيمة إضافية تبلغ حوالي ‪ 134-100‬مليار دوالر بالنسبة لثالثة فقط من‬ ‫والكربون األسود والميثان ومركبات الهيدروفلوروكربون وأكسيد النيتروز‪.‬‬ ‫‪ 11‬للحد من ارتفاع متوسط درجة حرارة العالم وإبقائها عند درجتين مئويتين‪ ،‬يجب الحد من انبعاثات مكافئ‬ ‫هذه المشاريع في الهند والبرازيل والمكسيك‪ ،‬وذلك عند احتساب المنافع الصحية‪،‬‬ ‫ثاني أكسيد الكربون في العام ‪ 2030‬لتصل إلى قرابة ‪ 35‬غيغا طن (‪2013 ،UNEP‬؛ ‪.)2013 ،Spiegel and Bresch‬‬ ‫وخسائر المحاصيل المتجنب تكبدها‪ ،‬والمنافع المتعلقة بإجمالي الناتج المحلي‪،‬‬ ‫وإذا استمرت األمور على حالها‪ ،‬فإن انبعاثات مكافئ ثاني أكسيد الكربون ستصل إلى حوالي ‪ 63‬غيغا طن عام ‪.2030‬‬ ‫والمنافع االجتماعية لتخفيف حدة انبعاثات الكربون‪ .‬وفي الصين‪ ،‬تشير التقديرات‬ ‫إلى أن تفادي حاالت الوفاة المبكرة وحدها سيحقق منافع تتجاوز قيمتها تريليون‬ ‫دوالر‪ .‬يوضح الشكل م‪ 2-‬عينة من منافع هذه المشاريع‪.‬‬ ‫الشكل م‪ .2-‬إجمالي المنافع التقديرية أ‬ ‫لربعة مشاريع إنمائية على‬ ‫مدار ‪ 20‬عاما‬ ‫الشكل م‪ .1-‬إجمالي المنافع السنوية للسياسات القطاعية الرئيسية في‬ ‫ست مناطق عام ‪2030‬‬ ‫إنقاذ حياة حوا‬ ‫مليون شخص‬ ‫زيادة إجما الناتج المح بواقع‬ ‫توف ‪ 195‬ألف إ ‪ 261‬ألف‬ ‫‪ 37‬مليار ‪ 60 -‬مليار دو ر‬ ‫فرصة عمل جديدة‬ ‫خفض انبعاثات مكا ثا أكسيد‬ ‫تجنب خسائر المحاصيل‬ ‫الكربون بواقع ‪ 520-350‬مليون‬ ‫بواقع مليون‪ 1.5-‬مليون طن‬ ‫طن م ي‬ ‫هضم الغاز الحيوي والخ يا‬ ‫إدارة النفايات الصلبة‪:‬‬ ‫مواقد الطهي ا نظف‪:‬‬ ‫النقل المستدام‪:‬‬ ‫الكهروضوئية الشمسية‬ ‫ال ازيل‬ ‫الص‬ ‫الهند‬ ‫الزراعة‪ :‬المكسيك‬ ‫إجما المنافع‬ ‫توف الطاقة‬ ‫خفض ‪ 8.5‬غيغا طن‬ ‫زيادة غلة‬ ‫إنقاذ حياة‬ ‫بواقع ‪15800‬‬ ‫من انبعاثات مكا‬ ‫المحاصيل بواقع‬ ‫السنوية‬ ‫‪ 94‬ألف شخص‬ ‫ت ا وات‪/‬ساعة‬ ‫ثا أكسيد الكربون‬ ‫مليون طن م ي‬ ‫مناطق مختارة‬ ‫عام ‪2030‬‬ ‫المصدر‪ :‬المؤلفون‪.‬‬ ‫مالحظة‪ :‬نتائج المكسيك َّ‬ ‫مجمعة مع نتائج البرازيل‪.‬‬ ‫‪xi‬‬ ‫التنمية المراعية للظروف المناخية‬ ‫وأخيرا‪ ،‬يشكل تغير المناخ مشكلة بالنسبة لالقتصاد بأكمله وجميع أوجه التنمية‪.‬‬ ‫تكاليف تنفيذ السياسات‪ ،‬وهي أشياء ضرورية لتقييم السياسات تقييما شامال‪ 12.‬لكن‬ ‫وينبغي لجميع واضعي السياسات‪ ،‬سواء في مجالس الوزراء أو مجالس إدارة الشركات‪،‬‬ ‫التقرير يسلط الضوء على مجاالت يمكن بإجراء بحوث إضافية فيها تحسين القيود‬ ‫إدراك أين يمكن أن تخلق قراراتهم منافع على صعيدي التنمية والمناخ‪ .‬وبالمثل‪ ،‬يجب‬ ‫يرات‬‫التي يتضمنها هذا اإلطار‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬يلزم تحسين األدوات لقياس التغ ّ‬ ‫أن يكون المعنيون بتوفير البيانات والمعلومات لمتخذي القرار‪ ،‬من منظور مناخي‪،‬‬ ‫السلوكية مثل التحول إلى استخدام وسائل النقل العام ومواقد الطهي المتقدمة‪ ،‬وكذلك‬ ‫قادرين على عرض تحليالت وشواهد أكثر اكتماال لآلثار العامة لمشاريعهم وسياساتهم‪.‬‬ ‫الحتساب تكاليف انبعاثات تغير المناخ بالكامل‪ 13.‬ويحتاج اإلطار أيضا إلى جهود إضافية‬ ‫لتكييف تطبيقه على مستوى المشاريع الفردية‪ .‬وتشمل مجاالت البحث‪:‬‬ ‫• إجراء تقييمات إضافية للمنافع تستند إلى بيانات أكثر شموال عن االنبعاثات‬ ‫ ‬ ‫‪ 12‬تستخدم دراسات الحاالت المعنية بالسياسات بيانات مأخوذة من نموذج لمنحنى تكلفة التخفيف الهامشية‬ ‫ين المنافع التكاملية بشكل‬ ‫ّ‬ ‫يب‬ ‫الكلي‬ ‫لالقتصاد‬ ‫القطاعات‬ ‫متعدد‬ ‫تحليل‬ ‫اء‬‫ر‬ ‫إج‬ ‫ • ‬ ‫الذي ال يراعي سوى تكاليف المشروع الالزمة لتطبيق إحدى التقنيات لمرحلة انتقالية‪ ،‬وبالتالي تُعد محدودة‬ ‫االستخدام وال تصلح إلجراء تحليل كامل النطاق لتكاليف تنفيذ السياسات‪ .‬ونتيج ً‬ ‫أفضل (فعلى سبيل المثال‪ ،‬يمكن الستخدام مصادر الطاقة األنظف لتغطية الطلب‬ ‫ة لذلك‪ ،‬ال تكون للنتائج المقدَّمة‬ ‫قيمة وصفية فيما يتعلق بتقييم السياسات‪ .‬ولكن نظرا لمحدودية المعلومات واالفتراضات‪ ،‬فإنها توفر عمليات‬ ‫المتزايد على الكهرباء للسيارات التي تسير بها أن يحقق منافع أكبر من استخدام‬ ‫محاكاة توضّ ح كيف يمكن قياس المنافع اإلضافية ودمجها في تقييم السياسات مستقبال‬ ‫النقل النظيف أو الكهرباء النظيفة بمفردها)‬ ‫‪ 13‬ت ُستخدم التكلفة االجتماعية للكربون لتقدير قيمة أضرار تغير المناخ التي يتم تجنبها عند تخفيض‬ ‫ • إجراء تحليل إضافي لالقتصاد الكلي يبرز المنافع اإلضافية لخيارات االستثمار‬ ‫انبعاثات ثاني أكسيد الكربون‪ .‬ومع عدم وجود توجيهات محددة من البنك الدولي بشأن التكلفة االجتماعية‬ ‫للكربون‪ ،‬يتم استخدام القيم المقدَّمة من الفريق العامل المشترك بين الوكاالت األمريكية المعني بالتكلفة‬ ‫الخضراء المراعية للبيئة في مقابل األخرى غير المراعية لها‬ ‫االجتماعية للكربون (‪ .)2013‬وتمثل التكلفة االجتماعية للكربون التغييرات الطارئة على اإلنتاجية الزراعية‬ ‫وصحة اإلنسان وأضرار الممتلكات جراء زيادة مخاطر الفيضانات (الوكالة األمريكية لحماية البيئة‪،2013 ،‬‬ ‫ومع استمرار العلماء في توضيح الطرق العديدة التي — من خاللها — يتسبب‬ ‫‪ .)http://www.epa.gov/climatechange/EPAactivities/economics/scc.html‬لكنها ال تشمل جميع األضرار‬ ‫تلوث الهواء المحلي وملوثات المناخ قصيرة األجل وانبعاثات غازات الدفيئة في اإلضرار‬ ‫التي تقع بسبب زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون‪ ،‬وربما تتطور مع زيادة الفهم العلمي مستقبال‪ .‬وال يشكّل ذلك‬ ‫تأييدا من جانب البنك الدولي لهذه القيم‪ .‬فالتكلفة االجتماعية للكربون شديدة التأثر بمعدل الخصم المستخدم‪.‬‬ ‫بالصحة والرفاهية والبيئة‪ ،‬فمن الممكن إدخال تحسينات على اإلطار الذي يتضمنه‬ ‫كما لم تتم مراعاة تكاليف تغير المناخ الناجمة عن انبعاثات الكربون األسود‪.‬‬ ‫هذا التقرير ليعكس هذه التكاليف من خالل تقديم تحليالت اقتصادية أكثر اكتماال‪.‬‬ ‫‪xii‬‬